٢٥
جلس الملك مع وزيره في مكتبه يناقشان أمر ريحان، ليقترح عليه الوزير معتز
-" هذا الاختبار سيكون أصعب من الأول ... إختبارها التالي "
-" أخشى أن تصاب بسوء "
-" لا تخف سموك فهم مدربين جيدا، و يعلمون جيدا ما عليهم القيام به "
شرد الملك و دخل في دوامة أفكار متشابكة، لا يدري إن كان ما يقوم به صائبا أم لا، لكنه يعرف أخلاق ريحان جيدا
#منظور_ريحان
خرجت من الثانوية، ليتحرش بها بعض الفتيان لفظيا، شعرت بالتوتر بل بالذعر أيضا لكنها حاولت الحفاظ على ثباتها، و نجحت في ذلك، إلا أنه لم يدم طويلا فقد مد أحدهم يده ليمسها
أدارته في حركة سريعة و كسرت ذراعه، لكن رفيقه أبرحها ضربا، إلا أنها لم تستسلم بل واجهتهم بكل شراسة، ثلاثة فتيان متنمرين بمواجهة فتاة واحدة، مع ذلك كسر ذراع الأول جعل منهم اثنين فقط، و تمكنت من ركل أحدهما بين رجليه، إلا أن الآخر كان أقوى بكثير من السابقين
أسقطها أرضا بعد ضربها لمرات كثيرة، لكنها استقامت مجددا لتنثر التراب على وجهه، ارتفعت صرخته لتستغل الموقف و تركله بقوة، ضربتهم حتى شعرت بالراحة النفسية، ضربتهم حتى عجزوا عن القيام مجددا، لم يكن الدفاع عن النفس صعبا لفتاة حازت على الحزام الأسود في التايكواندو
تذكر الفتيان الثلاثة أمر مساعد الوزير معتز
-" إن هزمتم تلك الفتاة فارحلوا ببساطة، و إن انهزمتم أمامها فلا تغادروا حتى تلتقط آلات التصوير انهزامكم ... ستحصلون على مكافأة في كلتا الحالتين "
إلتقطت آلات التصوير السرية مقطع الفيديو الثاني للشرسة في الدفاع عن النفس، أما هي فبالكاد وقفت على رجليها، أنفها نزف بشدة، و بدأ الدماء يسيل من فمها و أنفها، شعرت بكسر في كل عظام جسدها، ليجتمع التلاميذ حولها، نفس التلاميذ الذين كانوا كالجماد حين تعرضت هذه الفتاة للتحرش أمام أعينهم
سقطت جثة ريحان على الأرض، و ضعف تنفسها، و آخر ما سمعته هو صوت سيارة الإسعاف
#منظور_سوراج
ركضت في أروقة المستشفى بحثا عن الغرفة 223 حيث ريحان، و بالكاد وجدتها، فتحتها لأرى ريحان مستلقية على ذاك السرير الأبيض بدت ذابلة تماما، كان وجهها شاحبا أكثر من أي وقت مضى، و الكدمات تغطي وجهها، و إلى جانبها سيدة تمسك في يدها و هي تبكي، فهمت أنها والدتها
شعرت بجسدي ضعيفا جدا، و لم أستطع كبت دموعي التي تسيل من مقلتاي متمردة، تسلسلت ذكرياتي مع هذه الجميلة الذابلة انطلاقا من لقائنا الأول، وصولا لذاك اليوم الرائع في المزرعة مع الحصان الأسود، سقطت على ركبتاي، لا يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه، لا يمكن للموت أن يأخذها كما أخذ حبي الأول، لا يمكنها تركي بهذه البساطة، لا يجدر بهذا أن يحدث، لقد تعلقت بها، لا يمكن أن يعذبني القدر هكذا .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top