١٦

#منظور_جوري

كنت متوترة كالجحيم، وجود سوراج في القصر يفسر كون غضب الملك قد تعدى الحدود، لابد أنه سيعاقب بسببي، انتظرت في الغرفة على أحر من الجمر، ظللت أنتظر و أنتظر، حتى طرق باب غرفتي، و دخلت " لارا " خادمتي الخاصة، لتنحني باحترام و تقول

-" آنستي، لقد غادر السيد سوراج القصر، و ملامحه كانت باردة لا توحي بشيء لا أظن أن جلالة الملك قد عاقبه "

أومأت لها لأنزل السلالم بسرعة قصوى، متجهة نحو غرفة المعيشة حيث قالت لارا أن والدي هناك

لأول مرة أشعر بالسوء لأنني أميرة، لأنني مقيدة، و حتى تكوين الصداقات أمر ممنوع علي، شعرت بالألم الشديد، و شعرت بأنني مجردة من حقوقي البسيطة، لم يكن الأمر هين التحمل، فلم أستطع منع دموعي، أكملت الركض في أروقة القصر و دموعي تأبى التوقف، أما تنفسي فيكاد ينقطع، نعم كنت معجبة بسوراج كممثل، حتى أن عدد مشاهدتي لفيلمه hero تعدى الستون مرة، لكنني الآن تعلقت به كصديق، أريده أن يظل صديقي، لكن مجددا لن يتسنى لحلمي البسيط أن يتحقق

وقفت أمام جلالته و كانت عيناي تفيض دموعا، ركزت بصري عليه، رغم رؤيتي الضبابية بسبب البكاء، و بدأت الحديث، أو بالأحرى الصراخ

-" إلى متى سأظل مقيدة بالقوانين ؟ إلى متى سأحرم من أبسط أحلامي ؟! أريده صديقا ... صديقا فحسب، لما لا تفهم جلالتك ؟! فلتعلم يا والدي العزيز أنني لن أتخلى عنه ... سوراج صديقي ... و بتت أكثر تشبثا به الآن ... أنت يا والدي من أعلنت التحدي ... و تعلم أنني لا أتخلى عن ما أتعلق به "

رغم كل ما تفوهت به، إلا أن والدي لم ينبس ببنة شفة، بل كان ينظر لشيء آخر ... بل شخص ... مهلا كيف لم ألاحظ وجود شخص آخر في هذه القاعة

كان رجلا متوسط القامة، ببنية رياضية، و وجه شبه ملتحي، بدا أنيقا، و كان ينظر إلي بغرابة

تحمحم والدي ليقول بصوت هادئ لم أعهده منه إلا حين يكون متوترا

-" أميرة جوري هذا إيليان "

كانت تلك الكلمات كرصاصات اخترقتني و نشرت الألم في جسدي، و اقتلعت قلبي من مكانه، اكتفيت بالابتسام، ابتسامة مزيفة عريضة، ثم خرجت صافعة الباب خلفي بعد أن قلت

-" متشرفة بمعرفتك سيد إيليان "

لم أتوقع لقاءه بعد كل هذه السنوات، لم بحق عاد ؟!!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top