(٨) : ركود
أستطعنا أنقاذ سايمون بعجوبة بالغة، ولكن للأسف لم يستطع الأطباء تشخيص حالته الفريدة في نظرهم، ودخل في غيبوبة شبه دائمية ونسبة أستفاقته منها خمسة بالمئة
بينما أنا أقسمت لهم بأن تلك الدمية هي من فعلت هذا بسايمون
مهلًا لا يوجد دمية! أقصد ذلك الرجل المُصغر بهيئة دمية، ولكن لا أحد قد صدّقني، فأي بالغ، عاقل قد يُصدق فتى في الثالثة عشرة !
تم نقل سايمون إلى جناح خاص يرقد في سرير مُجهز بالأجهزة، وقد خُيل إليّ أنه يبتسم، كنت أبكي بحرقة بينما لا أفتئ بين لحظة وأخرى أمسح ماء أنفي مع الدموع التي غزت وجنتي، ولا أنفك أهذي بأن ذلك الصديق الذي يشبه الدمية هو شخص متجمد يدعى نيكي من قام بأيذائه ومحاولت قتلهِ.
كنت جالسًا على الكراسي في الممر الذي أمام الغرفة التي تحتوي سايمون، بينما شلالات عيني تأبى فراق مقلتيّ .
حزن الجميع لأجلي وظنوا أنني في حالة صدمة
وهذا ما زاد انفعالي وغضبي عند ما أرى نظرات عدم التصديق كلامي بأمر الصديق والشفقة في أعينهم .
شعرت بأن قلبي أعتصر وضاق صدري ، وتنفسي ثقل،
أصابني الجزع وتمنيت لو أنني كنت أسرع بدقائق أو لحظات؛ لكنت قد استطعت أنقذه، أشتدّت بي الهواجس وأصبحت تعصف بي من كل صوب فقد خالجني شعورًا بأنني صديق سيء لا نفع منه ؟ فالصديق الحقيقي يظهر في الشدائد، كان عليّ أن أعلم منذ أن وقعت عينايّ على تلك الدمية بأنهُ شخص سفاح وشرير .
سكنت غرفتي والتزمت الفراش، أحتضن وسادتي أبكي بهضيم، مع شهقات خافتة من الوهن الذي أصابني، فجميع قوايّ قد خارت تمامًا، فأنا امتنعت عن تناول الطعام وأصبحت شبح هيكل عظمي، فشهية قد فارقتني منذ أن دخل سايمون المشفى .
حاول كين ووالدي أخراجي من عزلتي وكئابتي ولكن دون جدوى ، فأنا أتخيل سايمون أمامي يعزف، بل وأسمع دروسه في إذناي ولحنهُ لا زال يتردد على مسامعي.
كذلك في المدرسة كنت كالجثة بلا روح، لا أتحدث أو أصنع أي تعابير تذكر في وجهي، فقط السكون .
وبينما أنا في مكاني سارحًا في تفكيري سمعت صوت أحد الطلاب من الخلف يتحدث بنبرة استهزاء
« المسكين الفتى المختل تركه وحده ، أظننا بحاجة إلى إحضار مختل أخر لأجله»
أنتفضت كالوحش الضاري عليه وقمت بأمتطائه مع توجيه اللكمات على وجه، وأنا أصرخ دون وعي
« سايمون ليس مختلًا أيها المختل ؟»
حاول المسكين دفعي والمقاومة ولكنني كنت كالثور الهائج وتستمريت بالصراخ فيه بقهر مع أعين قد أدمعت وأنا أهتف بهياج مستعر
« لا أحد كان يقدر مهارة سايمون وأبداعه ، فأنتم حثالة ولا تقدرون المبدعين أمثاله»
تدخل المدرس في معركتنا وقادني إلى الإدارة ولكنهم لم يفعلوا شيء لي، كونهم متعاطفين معي وحزينين لأجلي فهم يعلمون أن سايمون الصديق الوحيد المقرب لدي .
في ذلك اليوم عدت من المدرسة وأنا في قمة الحزن والاكتئاب، أمتلكتني رغبة ملحة في تحطيم أي شيء أجده أمامي فأنا غاضب جدًا و أريد أخراج حزني بأي وسيلة حتى أخفف من ثارتي.
وجدت أقدامي قد أخذتني إلى المشفى الذي فيه سايمون، القيت عليه نظر خاطفة من بعيد وأنا أرى والداه بجانبه في حالة من الصمت الحزين
أستدرت وغادرت دون أن ألقي التحية
ربما الخوف من منعني!
أكملت المشي دون وجهة محدّدة
قادتني أرجليّ إلى منزل سايمون
دلفت إليه من المكان السري الذي علمني به أنفًا
وبينما أنا إلج إلى وسط الصالة
أوقفني سماع صوت العزف القادم من غرفة الجلوس !
أنتابني الهلع عند سماعهُ، مكثت ثلاث دقائق شاردًا في أنغام اللحن !
بعدها توجهت نحو مصدر الصوت لأرى شاشة التلفاز مضاءة ! تعرض إعادة البرنامج المحلي عن الأشخاص الماهرين في العزف والغناء .
رفعت عيني لأصدم بمن أرى ! وسعت عيني بتلقائية، شاهدت مقدم البرنامج يطرب بعزف ضيف الحلقة والذي لم يكن سوى نيكي !
حينها تملكني شعورًا بالرعب لدقائق ، عقبها صوت في داخلي صرخ بأنني أريد أن أثر لسايمون و أنتقم منه .
ما أن التفت إلى الخلف بنية المغادرة سمعت صوت حركة قادمة من الطابق الثاني!
هيمن عليّ الاضطراب
وأرتقيت السُلم بخطوات مرتعشة!
ما أن كدتُ أصل إلى الطابق الثاني ألا وقد بلغ
الرعب ذروته فوالدا سايمون تركتهم في المشفى؟
إذن من في الأعلى!
أكمت حثيثي بخطواة وئيدة
ما أن بلغت مصدر الصوت حتى رأيت نيكي!
يهيم بالخروج من غرفة سايمون وبيده ورقة صفراء
عندها ميزتها بأنها نفسها الورقة الباهتة التي تحتوي على كلمات المعزوفة التي كان يتدرب عليها سايمون سابقًا
تجهم وجهي لرؤيتهِ
ودون وعي هرولتُ صوبه
وهجمة على يدهِ أختطف الورقة
كالكلب المسعور
تزامن الأمر مع أنتباههُ لوجودي وسحب يده مما أنتج إلى تمزق الورقة إلى نصفين
صّك على أسنانهِ عند رؤيته لمَّ حدث
وأنفرجت حدقيتيه قليلًا
ثم بصق بحنقة وهو يرمقني شزرًا
« فتى غبيّ!»
عقبها تمتم يخاطب نفسه، وهو يجوب بنظراتهِ الفراغ
« من الجيد أنني ألقيت نظرة على كلمات اللحن وأنا في الداخل قبل أن يفسد الورقة»
صراخت فيه وأنا أحاول أمساكه ولكمه لكن للأسف كان يفوقني حجمًا لذا دفعني بقوة على الجدار
ثم هبط السُلم بسرعة وفّر هاربًا من نفس المكان الذي دخلت منه، ويبدو أن سايمون أخبره بأمر المدخل السريّ أيضًا
تبعته نحو الخارج وعندما لم أجده عدوت إلى ذلك المكان .
🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶 .🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶
أراءكم :
توقعاتكم :
If loved the part please ❤&💭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top