(٥) : شكوك
بعدها بدأ سايمون يصرخ بصوت عال ، جعلني أرتعد وأغادر الغرفة وأنا أهذي بكلمات
« لم أبوح بسر سايمون أبدًا»
بينما بعض الدموع بدأت تتشكل في مقلتي وأنا أراه ثائرًا هكذا
عدّت إلى المنزل وأنا أرتجف لا أراديًا ، فعقلي الداخلي لا يستوعب كيف عَلم سايمون بكل هذه الأمور ؟؟
بدا كأنه شبح كان يراقبني عن كثب، وعرف أنني كنت أنوي أن أقول سره لأبي ..
جلست في تختي وأنا أضم رجلي إلى صدري و أحتضنها بيدي مع أسناد رأسي على ركبتي ، خائف ، حزين ، مرتعب ، وقلق ، مزيج من الأحاسيس التي لا أعلم كيف أصفها ؟
فأنا فزع من فكرة سايمون يعلم بأمور غيبية بحجة أن الدمية أخبرته !
وحزين بأن واحد ربما صداقتنا قد تنتهي ، بعد أن وجدت الصديق القريب من منزلي، وأتشارك معه بعض الأمور من العزف والموسيقى .
بقيتُ هادئًا طوال الوقت ولم أتزحزح من مكاني سوى المرات القليلة .
أستفسر والدي على حالي، وعن امتناعي لتناول الطعام ، ولكنني تعللت بحجج واهية، أجزم أنه عرف أنني أخفي شيئًا عنه .
مر يومان دون أن ألتقي بسايمون ، فقط كين من يفعل ، وهذا أثار شكوك الجميع لذا قررت التشجع و الذهاب إليه والأعتذار منه ، ربما يكون هادئًا ويصدق أنني لم أخبر أحد ويصفح عني .
في الرابعة مساءً توجهت إلى منزله، وقد أستقبلني السيد والسيدة والتر بفرح ثم سألوني عن صحتي ؟
أخبرتهم أنني بخير والحمد للّٰه، وقد تعذر على المجيء في اليومين الماضيين بسبب الأمتحان .
بعدها دلفت إلى غرفة سايمون كان محبطًا و حزينًا
وهو نائمًا على بطنه في الفراش، ينظر إلى القصة المصورة التي بين يديه ، ربما كان يشعر هو الآخر بالوحدة مثلي .
تحمحمت قليلًا كتشجيع للدخول ثم ولجت للداخل وأنا أرفع يدي لتحيته
« مرحبًا سايمون لقد جئتُ لكي أعتذر إليك، أن كنت قد فعلت شيء سيء، ولم أعلم به ؟»
أستقام من سريره وأبعد الكتاب جانبًا ، ثم أبتسم لرؤيتي وأردف
« سايمون لم يُعد غاضب منك جاكي ، وقد أخبر نيكي أنك صديق جيد، ولم توشِّي به»
أبتسمت ببهوت فأنا حقًا خائفًا على سايمون من هذهِ الدمية، ربما كان والدي مُحقًا في أخبار والداه عن شدة تعلقه بها .
بعدها نظرت إلى البيانو وهتفت
« سايمون ما رأيك أن تكمل دروسك في تعليمي لحن المعزوفة ؟ وأنا بدوري أعلمك العزف على الكمان»
قهقهة سايمون ببلاهة و أستطرد
« سايمون سوف يعلمك المعزوفة التي يريد أن يهديها لنيكي ، وعليك أن تتدرب معه ؛ حتى تكون هدية نيكي مميزة»
ازدردتُ ريقي على عبارة سايمون، وحاولت أن أقلل من توتري
ثم أستخرج ورقة صفراء قديمة باهتة من دفتر النوتات الموسيقية وقدمها إلي ، أخذتها منه وأنا أحدق بها مع سؤاله
« من أين حصلت عليها؟»
غمغم بحالمية
« الرياح من أحضرتها إلى سايمون»
وسعت عيناي قليلًا ونطقت بدهشة واضحة
« تقول من أحضرها إليك ؟»
بوز سايمون شفتاه على تعابيري المستغربة وقال بنبرة مسها الضجر
« وجدها سايمون داخل طرد الذي دفعته الرياح ليصطدم بنافذته»
أرتعش قلبي من كلامه، فكيف الرياح تدفع طرد إلى الطابق الثاني! وتجعله يصدم بالنافذة ؟
وسط شرودي وتفكيري أفقت على صراخ سايمون
« سايمون يخبرك ألا تريد أن تتعلم العزف معه ؟»
حركت رأسي بنعم دون وعي، ثم وضعت يدي على المفاتيح أشارة لبدأ التعلم معه
بدأنا العزف إلى أن حل المساء متناسيا جميع كلام سايمون الغريب، وعدت إلى المنزل مبتهجًا ، بقيت أتعلم مع الأخير العزف لمدّة أسبوعين.
في الخامسة مساء توجهت إلى منزل سايمون ، بعد أن تأخرت ساعة عن المجيء بسبب واجب الرياضيات المتراكم والذي جعل أبي يجبرني على أنهائهُ قبل زيارته .
دخلت المنزل وأنا سعيد أشعر أنني أتقنت اللحن ، و أظنني سوف أُدهشهُ عندما يكتشف أنني أتقنت العزف أخيرًا .
سلمت على السيدة والتر ، وأكملت صعودي إلى العلية وقبل أن أدلف الغرفة سمعت صوت سايمون يخاطب أحدهم !
نظرت من فتحة التي يوضع فيها المفتاح، لأشاهد سايمون يتحدث مع الدمية بنبرة حالمة بينما وجنتاه متوردتان يخاطبها بهيام
« نيكي ، كذلك سايمون سوف يقوم بشكرك بطريقة جميلة وذلك بهداء هدية لكَ مميزة ، سوف تعجبك بالتأكيد ، فسايمون تدرب كثيرًا مع جاكي ولن يخفق أبدا»
بعدها أكمل بنبرة امتنان
« لقد كان سايمون يتدرب في ظلمة الليل في الأسفل خشيت أن تسمعه ولكنه الآن أستطاع أن ينجح في العزف دون أن تكتشف مفاجأته»
أنهى حديثه بقهقهة منخفضة .
بينما أنا عدتُ إلى الوراء من شدة الصدمة ! لا أصدق سايمون يتحدث مع الدمية بمفرده كأنها شخص حقيقي !
والعزف الذي كان يتدرب عليه ليلًا ، كان من أجلها !
لم أعلم بساقي وأنا أخرج من البيت مهرولًا ، مع تحرك رأسي للجانبين ، أريد أن أكذب عيني واصرخ لعقلي : أنني كنت أتوهم .
لا يعقل أن سايمون مصاب بفصام !
هو ليس مريضًا أبدا !
هو بخير ؟
أنصبت بالهلع وعدت إلى المنزل أصرخ لا أراديًا ، جعلت أخي الصغير كين يبكي لرؤيته حالي ، بينما قدم أبي و أحتضنتي مستغربًا بينما أنا ما برحت أشهق مع دموع قد انسكبت من مقلتي
« أنهُ بخير ، ما رأيته ليس حقيقًا !»
🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶 .🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶
أراءكم :
توقعاتكم :
If loved the part please ❤&💭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top