(٤) : أمور غيبية

في ذلك اليوم عدتُ مُدهشًا مما سمعت أو رأيت في منزل سايمون ، وعن صديقه الخيالي أو الأصح الدمية !

جلست على المائدة وأنا شارد الذهن ، لم أنتبه على الصحن الذي ملّأهُ والدي ، حيث عقلي كان يصب تفكيره على الدمية

لا أنكر كان منظرها يعطي الرهبة ، فقد بدّت واقعية لأبعد حد .

أتساءل أن كان والدا سايمون يعلمان بذلك ؟
وإذا كانوا لا يعلمون فهل صحيح علي أن أضم الأمر سرًا على والداه ؟

استفقت على صوت كين المزعج
« جاك لمّ‌َ لا تأخذ الصحن من أبي ؟»

أجبته دون وعي
« ماذا ؟»

ثم أنتبهت على الصحن الذي قدمه والدي ، استقمت من مكاني ثم قلت بكل أدب أمتلكه
« أعتذر لا شهية لدي لتناول الطعام ، أكملوا من دوني»

أستغرب أبي ذلك ثم اعقب بقلق
« جاك هل تعاني من خطب ما ؟»

أبتسمتُ بأرتباك ثم نطقت وأنا أتصنع القوة
« أنا بخير ، الأمر فقط أنني أكلت مع سايمون»

ثم صعدت إلى غرفتي ، استقريت على مَضْجَعي و ولجت في بحر أفكاري، ربما سايمون بقى مدة طويلة لم يتعرف على أحدهم؛ لذلك أتخذ من هذه الدمية أنيس له ؟

اه كم يبدو الأمر محزنًا التفكير في هذا !
بأن سايمون كان يعاني الوحدة لمدة طويلة، ولم يجد شخص يتحدث معه غير هذه الدمية .

بقيت أتقلب في الفراش إلى أن خلدت في النوم ولم أستفق سوى على صوت أبي يُقظني للذهاب إلى المدرسة .

كنت هادئًا طوال اليوم، وحاولت أن أشغل نفسي بأشياء عدّة ولكنني لم أنجح ، عدّت إلى المنزل أنا و سايمون وافترقنا بعد أن أتجه هو إلى منزله، وأنا دلفتُ إلى بيتي .

بقيت شارد الذهن، أفكر هل أخبر أبي ؟
هل أخبر والداه ؟
هل هذا يعد عمل سيء لأنني سأخلف الوعد ؟
ربما يغضب ؟
ولكن من أين سيعرف ؟

بقيت هكذا إلى أن سمعت صوت تحطم شيء ، استفقت لأشاهد كين قد كسر أحد الكؤوس الخاصة بي .

صرخت فيه بقوة
« كين ماذا فعلت ! يمنع عليك دخول غرفتي لمدّة يومان عقوبة لك»
ثم طردته من غرفتي بقسوة دون أن أنتبه على إصبعه التي جرحت دون قصد، أثناء إخراجه من الباب .

بدأت بجمع الحطام من الأرض ، بعدها سمعت صوت أبي يناديني عليّ ، ما أن فرغت من مهمتي أتجهت إلى والدي الذي كان في الأسفل بغرفة الجلوس مع كين ، كانت هيئته غاضبة ثم خاطبني ببعض الحزم
« جاك لماذا طردت أخاك من الغرفة هكذا ؟
بعملك هذا أنظر ماذا فعلت ؟»

تفاجأت أن قدمه مجروحة؛ لذلك شعرت بالسوء لمَّ فعلته ثم بادرت بالأعتذار إليه كذلك هو فعل بعد أن أغرورقت حدقيتاه بالدموع  قائلًا بحشرجة
« أنا لم أكن اقصد أن اكسرها هي سقطت ..»

أحتضنته برقة ، وأنا أقول بحنان
« لا بأس كين أستطيع أن اربح غيرها ، وأعتذر مرة أخرى على ردة فعلي المبالغة»

بعدها جلسنا على الأريكة الرمادية، نشاهد التلفاز ثلاثتنا إلى أن غفى كين في أحضان والدي، أخذهُ أبي إلى سريره ثم عاد يشاهد معي تتمت المسلسل ، بينما أنا أفكر هل أخبر أبي؟ مضت عشرون دقيقة وأنا أتصارع في داخلي إلى أن تشجعت ونطقت ببعض التوتر
« والدي هل تسمح لي بسؤال ؟»

أستدار نحوي ثم هز رأسه قائلًا
« تفضل»

رطبت جوفي ثم نظرت إلى الأسفل
« لنفترض أن لدى صديقك شيء عزيز ، مثلا دب محشو
وهو يتحدث معها دون أن يعلم والداه فهل هذا صحيحًا ؟ أعني عدم معرفة والداه ؟»


باغتني والدي بسؤاله
« جاك من هذا الصديق هل هو سايمون ؟»

جفلت لدقائق ثم نطقت بصوت مرتفع نسبيا
« قلت لنفترض»

أعاد أبي مخاطبتي بنبرة أكثر صرامة

« جاك من الأفضل أخباري بالحقيقة هل هو..»

أرتعشت وهززت رأسي بالنفي، ثم هتفت بارتباك مقاطعًا حديث والدي
« أنه شخص من طلاب صفي وحسب»

عدل جلسته على المقعد ثم أجابني بعد وهلة
« أظنه من الأفضل أخبار والداه بذلك ، فالتحدث مع الجماد ليس شيء جيد له، بالإضافة هذا سيحفزهُ على التحدث مع نفسه كثيرا ثم تسوء حاله كثيرا ، لذا يجب على والداه أن يعلمان بمشكلته حتى يساعدوه على تفاديها»

.
.

في المساء زرت منزل سايمون ، ما أن شاهدته حتى التمست الحزن في وجهه ، تساءلت بقلق
« سايمون لمَّ أنت حزين هكذا ؟ هل هناك خطب ما ؟»

نظر نحوي دقائق، ثم تحدث بعد برهة، بنبرة غاضبة ممزوجة بالحزن
« سايمون لم يُعد صديقك ، لقد كذبت عليه!»

تكلمت بتلقائية

« ماذا ؟»

« نيكي قال لي أنك صديق ليس جيد ، وأنك دفعت كين بقسوة و جُرِحَت إصبعهُ بسببك»

فتحت عيني بوسع وأنا أسمع كلماته ثم تفاجأت بتكملة حديثه

« كذلك أنك وشية بسر سايمون وأخبرتهم عن صديقهُ نيكي»

بقيت فاتح فاهي و بؤبؤي لا أصدق كيف علم سايمون بذلك ؟ ثم تداركت نفسي وأنا أهز رأسي بالنفي
وأخاطبه دون وعي
« هذا غير صحيح ! أنا لم أفعل ذلك؟»

صرخ نحوي بهمجية وهو يبكي
« سايمون يكره الكذابين ويكره أن يبوح أحدهم بنيكي»

ثم هتف بقهر
« سايمون يكره أن يبعدهُ أحدا عن نيكي»

وقبل أن أنبس بحرف واحد جأر مرة أخرى بنبرة أكثر حدة
« سايمون يكره أن يفارقهُ أحد عن نيكي»

عقبها قام بدفعي بقسوة مما جعلني أسقط على الأرض، وقبل أن يغلق سايمون باب غرفته في وجهي، لمحت من خلفهُ الدمية تبتسم بنّصر! أو ربما هذا ما تخيلته؟

🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶 .🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶

أراءكم :

توقعاتكم :

If loved the part please ❤&💭

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top