(١) : موسيقى
الولايات المتحدة الأمريكية
مدينة ميشيغان : مقاطعة ديترويت
السادس عشر من شهر نوفمبر في الساعة التاسعة مساءً، كانتُ في بهو الدار، انظر إلى النجوم، وأنا جالس على عتبة الباب الداخلي، حيث لم يمضي شهر على انتقالنا للمنزل الجديد، وقد وقع عليه الأختيار كونهُ يحتوي على غرفة خارجية وضعها أبي ورشة لعملهِ في النجارة.
كان البيت بني اللون، ذو نوافذ بيضاء ، يحيطه من الخلف أشجار كثيفة أما الأمام فكانت حديقة غير مرتبة فالنباتات الضارة منتشرة بشكل فضيع والأعشاب طويلة يحتاج إليها تقليم حتى يكون منظرها أكثر استحسانًا ولكن والدي مشغول ولا يملك الوقت لأزالتها.
لم أحصل على أي اصدقاء جدّد في البلدة، سوى أنني أتجول فيها واستكشاف حدائقها والأماكن الأخرى، وقد تعرف أبي على خمسة أشخاص جدّد من ضمنهم جارنا والتر وعرض عليّ أن اصادق أبنه، عقبها شجعني بأنني سأجد أصدقاء رائعين في المدرسة ولكن للأسف أيضًا لم أمتلك واحد؛ بسبب كُل شخص فيها بالفعل يمتلك صديق، ولا حاجة لهُ بمصادقتي، وحسنًا أعترف أنا سيء في تكوين الأصدقاء .
بعد مضي عشرين دقيقة في التأمل السماء، ولجت إلى الداخل وصعدت حيث غرفتي فقد أخترتها في الطابق العلوي ، كبيرة الحجم ذات شكل سداسي مع نوافذ مربعة الشكل، تحتوي علي سرير حديدي وكراسي خشبية، ودولاب ثياب رمادي اللون متكون من أربع أبواب، ومنضدة للقراءة متوسطة الحجم، وأخرى صغيرة أضع عليها الضوء القراءة، والأخيرة للصور والكؤوس التي حصلت عليها من فوزي في عزف الكمان، فأنا عازف ماهر وقد حصلت على عدّة جوائز في الأبتدائية وجائزتان على صعيد مدينتنا القديمة .
امتطيت السرير وغفوت مدّة من الزمن، بعدها استفقت من النوم على صوت الرياح القادم من النافذة، وقد أستغربت كيف نسيت أغلاقها؟ على الرغم أذكر أنها كانت مغلقة!
أستقمت بنية أغلاقها، وهناك نظرت إلى الساعة وجدتها تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل .
نهضت من مكاني وتوجهت إلى النافذة وأغلقتها عقبها، خُيل إليّ أنني أسمع عزفًا موسيقيًا! دُهشت قليلًا؛ فمن يعزف في مثل هذهِ الساعة المتأخرة؟ أتجهت الى أحد الجدران ووضعت إذناي عليه لدقائق، نعم أنا أشعر بصوت السمفونية ولكنهُ خافت جدًا ، بالكاد يسمع .
لم أستطع أن أميز اللحن بوضوح؛ فقد كان واطئ جدًا، ولم يصلني منه سوى بعض النغمات الغير واضح، أتسال من هو الشخص الذي يعزف في مثل هذا الوقت ؟
و لماذا يعزف الأن بالتحديد ؟
بقيت أتساءل وهلة من الزمن، أحساس خالجني بأنني أريد أن التقي بهذا الشخص
وأن أتعرف عليه جيدًا .
اتجهت نحو النافذة مجددًا وفتحتها، علّه أسترشد إلى مكان الموسيقى، ولكن صوت أغصان الأشجار التي تضربها الرياح هو كل ما وصني إليه .
لذا قررت فجأة بأن أخرج من المنزل! نزلت سلالم الدرج بخطوات خافتة حتى لا أُقِض والدي وأخي الذي يصغرني بسبعة أعوام أما والدتي فقد توفيت عندما كان أخي بعامهُ الثالث .
وَلَّجْتُ إلى الحديقة ولكن صوت الموسيقى قد بُهت، حاولت أن أصل إلى اللحن ولكن للأسف كان اللحن خفيفًا لدرجة لم أستطع أن أميز مكانه .
راودتني أفكار سوداء بأن هناك شخص محبوس ولا يستطيع أن يرشد الناس إلى مكانه سوى في الليل عن طريق الموسيقى، حتى لا يكتشفه المختطفين .
دَب الرعب في جسدي وأنا أتخيل هذه الأفكار ، وعزمت أن أحرر هذا الشخص .
ثم أنتبهت بأن الموسيقى قد أختفت تمامًا ، ولم يعد هناك أثر للعزف .
عدت إدراجي إلى المنزل حيث غرفتي ، ومكثت فترة أتقلب على السرير، أتجول بأفكاري هل اكتشفوا الأشخاص بأنهُ يعزف ومنعوه!
بقيت تلك الليلة مدّة طويلة قبل أن تأخذ مقلتي النوم، وعندما حل الصباح شرحت لوالدي ماذا جرى وأن هناك شخص يحتاج المساعدة ، ولكنه أعتبر الأمر محض تخيلات من عقلي، وأن الصوت الذي سمعته يعود للأشجار الكثيفة التي بقرب النافذتين الخلفيتين لغرفتي .
وهكذا أستمر العزف الموسيقي يتسلل إلى أذناي طوال الأسبوع، والذي كان يبدأ من الساعة الثانية عشرةَ ليلًا إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ثم يختفي .
لذلك عزمت على البحث عن عازف الموسيقى .
🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶 .🎵🎼🎶. 🎵🎼🎶
أراءكم :
توقعاتكم :
If loved the part please ❤&💭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top