عبق التاريخ


«يمكننا أن نذهب إلى المواقع التاريخية بسهولة.»

عدلتُ من نَظارتي الطبية قبل أن أقول: «لكن لا أحد يستطيع أن يعود بالزمن لرؤية حدث من التاريخ!» انتظرتُ قليلاً لأنظر إليهم بفخرٍ، بينما ابتسامتي شقت طريقها لثغري.

حلمي سيتحقق بعد قليل، ويرى العالم الماضي من جديد. فتكتبُ عني الصحفِ والمجلاتِ، فأحصل على الكثير من الجوائز والاهتمام الإعلامي، يا له من حلمٍ ورديٍ جميل!

توجهتُ مسرعًا إلى معملي السري، باصطحاب عدد من المؤرخين الذين أُحاضرهم أثناء حيرتهم من فعلي، ما به ذلك المجنون!

لا بأس؛ فسوف يرى اختراعي النور وسيرون! وسيلمع اسمي في السماء البرّاقة! تأكدتُ من سلامة الجهاز وارتديت النظارات الواقية بشكل صحيح، أدخلت إلى الشاشة بعض الأوامر المنظمة، ثم جلستُ أُشاهد أولى ثمار جهودي قد طُرحت.

ظهرت شاشة ثُلاثية الأبعاد على امتداد الحائط، فتبدو الأشياء من خلالها بأحجامها الطبيعية.

قلبتُ الشاشة فظهر مشهد تتويج أحد الملوك، وآخر لطقوس عبادة الإله آمون «آلهة الشمس»، من مكان إلى آخر وأزمنة مختلفة، ما بين الاحتلالات الأوروبية، والحروب العظمى، وانهيار الحضارات العريقة كالفراعنة، واستعراض الشخصيات المؤثرة على مدار العصور، والكثير من الأحداث التاريخية المختلفة والمدهشة للعقل، لحظة سقوط الدولة الأموية، ثم بناء مرحلة ملوك الطوائف. أتذكر، عندما رأينا الحرب العالمية الأولى، رأينا القتلى، النماذج الأولى للأسلحة الفتاكة، وتحالفات الدول السياسية. قال أحد المؤرخين: «لقد شاهدتُ الحرب كأنني شهدتها.»

أيضًا ضاق قلبي عند استحضار نكبة فلسطين. الشهداء العرب في حرب الإنتكاسة. وقت ما رُفع العلم الصهيوني، وبناء دولةٍ مزيفة على أرض العرب بلقب إسرائيل. ومساعدات الدُّول الأجنبية لهؤلاء اليهود ما زاد كرهي لهم، بعد أن استطاعوا هزيمة العرب.

والآن نرى الكثير من القصص التاريخية وأسرارها، كأننا شهدنا أحداثها.

فكذلك، لكل قلمٍ بصمته الخاصة لعرض التاريخ ومازلنا ننتظر الكثير من الأسرار والمُفاجآت «عبق التاريخ.»

-فريق النقد دومًا بالجوار. ⁦⁦♡⁩⁦⁦

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top