النكبة
الشمس ساطعة ولهيبها يجعلكَ تشعر كأنه يسري في دمك، الأجواءُ ساكنةٌ على غير العادة، وإذا بعمر رَاجِع من زيارته من شاطئ يافا، والذي قضى فيه الوقت باللعبِ مع رفاقه. يافا التي تُلقب بعروس الشمال، محافظة في فلسطين الأبية، تفاجئ بوجودِ جنودٍ ولكنهم ليسوا أية جنود بل أصحاب وجوهٍ واجمة لا تحملُ أية رحمة، يقومون بطرد الفلسطينيين من منازلهم رُغمًا عنهم.
صُدم الأخير وذهب إلى بيته مُسرعًا فوجد والدته تبكي، سألها مستغربًا: «من هؤلاء يا أمي، ولماذا يطردون الناس من بيوتهم؟»
أردفت بحزن: «لا أعلم من هم، بين ليلةٍ وضحاها أتى هؤلاء الغرباء ويزعمون أن بلدنا هو بلدهم!»
صُدم عمر مما سمعه وايقظه من صدمته فتحُ الباب بقوة ودخول أولئك الجنود اللعينين!
تكلم أحدهم بلغة غريبة، والذي فهمه أهل البيت منهُ أنه يجب عليهم الخروج منه وجمعُ أمتعتهم، لم يعجب الأمر عمر، كان يريدُ أن يضرب أحدهم بالحجر لكن والده منعهُ قائلًا: « يا بني نحن لسنا بقوتهم ألا ترى السلاح الذي بيدهم!»
طُرد عمر من منزله كما طُرد ملايين غيره من يافا، وعكا، وحيفا ومن كافة المحافظات الفلسطينية ونزحوا إلى محافظاتٍ أخرى، أما عمر وأقرباؤه ذهبوا إلى الأردن، وآخرين ذهبوا إلى سوريا.
لذلك سميّ ذاك العام الخامس عشرة من أيار ( 1948) بعام النكبة. الذي احتلت به فلسطين من قبل أشخاص لا وطن ولا أصل لهم، لكن وُعدوا بذلك لهم من قبل بريطانيا، وزعم البريطانيون أن فلسطين وطنهم وقد سُمي هذا بوعد بلفور الذي نصَّ على: « تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر. »
ضُمِّنَ هذا الوعد ضِمن رسالة بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917 مُوَجَّهَةٌ من وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني.
وقد كانت الدول العربية تحت ضغطٍ شديد، وللأسف إلى يومنا هذا الفلسطينيون مُشردونَ من وطنهم، آملين بتحرير بلدهم يومًا ما بإذنه تعالى.
وقد صدق الشاعر سليمان العيسى حين قال: « فلسطين داري، ودَربُ انتصاري.»
فريق النقد دومًا في الجوار ✨♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top