إنّ روايات الغموض من أكثر الفئات الأدبية جذباً للقرّاء، ومن أكثر أشكال الكتابة متعةً للكاتب المتمكن وأكثرها صعوبة وإثارة، فالرّواية الغامضة هي المُرادف لأدب الجريمة والروايات البوليسيّة، وهي النوعية التي تتضمن في محتواها لغزًا، أو سرًا خارقًا يسعى بطل الرواية لِحلّه وكشف خفاياه.

وهي تُعد فئةً فرعيةً من فِئة المغامرة، والمغامرة هي: خوض تجربة مثيرة تحفز الدوبامين إلى الدماغ حتمًا وفي الكتابة هو شعور القارئ أنّه يخوض هذه التجربة إلى جانب أبطال القصة.

المعنى الاصطلاحي للغموض: يعني الخفاء وعدم الظهور، والاستتار، وصعوبة التوصل إليه.

لعل أهمّ العناصر في هذه الفئة الفرعية هو التشويق، جذب القارئ لقراءة الرواية من بدايتها حتّى نهايتها بحيث يكون منتظرًا للأحداث التالية لحظة بلحظة، الكاتب الحقیقي یترك تساؤلات مبهمة وأحداث غامضة في كل حدث ثانوي صغیر لیشدّ القارئ نحو الاستمرار من الاكتشاف المختبئ ولیقوم ببناء تسلسل داعم للأحداث یحركها نحو الأمام لتتطور إلى ذروة عالية في قمة الغموض.

يعني أن يكون هناك تنوعًا في الأحداث والشخصيات والمواقف التي لا يتوقعها القارئ.

ثاني العناصر هو الشخصيات وهي التي تتشكل بتفاعلها ملامُح الرواية، وتتكَّون بها الأحداث لذا يجب إبرازها بشكل كافٍ خاصة الجانب النفسي من أهم جوانب الشّخصيات التي تخدم الفئة ونوعها هما الجانبان النفسي والخُلقي؛ إذ أن النفسي يبين لنا ما يجول بداخل الشخصيات ومشاعرها عند كل حدث بينما الخُلقي كشخصية المحقق الفضولية التي تسعى لاكتشاف كل ما هو غامض ومبهم حول قضية معينة.

ثالث عنصر هو الصّراع، الصراع الداخلي مثلًا إذ في مسابقتنا هناك محور يتكلم عن شخص تم زراعة قلب لمريض مع الغشاء المحيط به، وأن المريض بعد تعافيه أصبح يرى ذكرياتٍ ويعرف أشخاصٍ لم يرهم أو يصادفهم في حياته، ليُكتشف لاحقًا شيئًا يسمّى بذاكرة غشاء القلب، حيثُ يحفظ جزء من الذكريات بها، لذا سيكون هناك صراعٌ داخلي عميق ما بين القلب والعقل، أو المحور البوليسي الذي سيكون به الصراع الخارجي غالبًا هناك حركة ونزاعات التي يجب على الكاتب بها التركيز على السرد لنقل الحدث والحركات.

تقول أجاثا كريستي العظيمة: «الرحمة الزائدة تؤدي غالباً الى جرائم قاتلة لضحايا أبرياء. ضحايا ما كانوا ليصبحوا ضحايا لو أننا قدمنا العدالة على الرحمة.»

دمتم بودّ، وبالتوفيق لكم جميعًا ♥️

وتذكروا فريق النقد دائمًا في الجوار. ✨

-يامور