الغش (1)
قصة الغرفة رقم 207:
عاد إلى غرفته بعد يوم شاق من العمل، هو الآن متعب لكن إحساسه بالانزعاج أقوى، كان يكره هذا الشعور من أعماق قلبه، لذا عليه التفكير بطريقة ما ليبدّده عنه.
ذهب إلى المطبخ وأعدّ لنفسه طبقا من المعكرونة سريعة التحضير، لا يملك المزاج الكافي للطبخ لذا عليه تناول أي شيء يسد جوعه.
قرب الشوكة إلى فمه، وفي تلك اللحظة لمعت في ذهنه فكرة عبقرية فصاح قائلا: «يوريكا! وجدتها!»
قام من مكانه بسرعة وركض تجاه غرفته دون أن ينسى أخذ صحن النودلز معه، ليس مستعدا للتغاضي عن جوعه مهما بدت الفكرة لامعة.
أخذ يفتش في رف الكتب عن رواية معينة إلى أن وجدها «الغرفة 207» فأخذها ويضعها فوق مكتبه قائلا: «قلت لا لأفلام الرّعب، لكنني لم أقل لا لقصص الرعب.»
ثم ابتسم بخبث من هذه الفكرة التي ألهبت حماسه.
أمضى عدة ساعات في قراءتها، رآها ممتعة بحق، ليمسك بعدها بقلم ويشرع في كتابة مخطط ليسهل عليه العمل الذي يريده محدثا نفسه: «لأحول هذه القصة من رعب إلى كوميديا، سيشكل هذا تحديا حقيقيا وممتعا!»
ثم راح يكتب الفكرة الأساسية للرواية:
«القصة تتحدث عن رجل عجوز عمل في أحد الفنادق، حيث توجد غرفة تحمل الرقم 207، والتي تدور فيها أحداث أغرب من الخيال، فلا تستطيع فيها الفصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات. ثم يشرع في سرد اثني عشر قصة لنزلاء هذه الغرفة، والتي كانت مرعبة لكونهم إما يختفون أو يموتون أو غير موجودين من الأساس.»
رفع قلمه ثم أخذ يفكر لبرهة من الوقت، يريد تحليل هذه الفكرة ليتمكن من التلاعب بها، وعندما صارت مرتبة ومنطقية في عقله شرع بالكتابة:
«تصنف الرواية تحت فئة الرعب، وتعتمد فكرتها الأساسية على الغرفة رقم 207، والتي تدور فيها أحداث غريبة يرويها الرجل العجوز، بالاعتماد على هذه المعطيات، كيف يمكن أن أحول الفئة من رعب إلى كوميديا؟»
رسم على شفتيه ابتسامة جانبية، ثم تناول القليل من طعامه مستمتعا بشعور النصر الذي يحرك حماسه.
«المكان الأساسي في القصة هو تلك الغرفة، لذلك لن أغيرها لأن الأحداث تعتمد عليها بشكل أساسي، لكنني سأغير شيئا آخر. ولأنني سأبدأ من حيث انتهت الرواية، سأجعل الرجل العجوز يموت، وقبل وفاته يخبر شابا أخرق بتصرفات مضحكة بتلك القصص. ولأن فترة الشباب تتميز بالاندفاع والفضول، فإن الفتى يقرر اكتشاف السر بنفسه. وبهذا أكون قد مهدت الطريق لتغيير الفئة من رعب إلى كوميديا عن طريق تصرفات الشاب أولا النزلاء الغرفة ثانيا.
لكن، كيف سأقوم بذلك؟»
لا توجد أفكار حقيقية في عقله، الحماس وحده لا يكفي، لذا عليه استنباط أفكار!
نظر إلى صحنه فوجده فارغا، ليصيح متذمرا:
«يا إلهي! لم أشعر أبدا بأنني أنهيته، ولا أزال جائعا.»
لذا، قرر آسر صنع صحن آخر، لكن قبل ذلك شعر بأنه يرغب بالاستحمام، لذا استجاب لرغبته واستحم ثم عاد إلى المطبخ ليحصل على صحن آخر.
لقد نفعه ذلك النشاط الذي قام به بالفعل «العقل السليم في الجسم السليم» هذه المقولة لا تعني أن علينا ممارسة الرياضة فقط، بل الاستحمام وتناول الطعام أيضا يجعلان الجسم سليما، رغم أن طعامه ليس صحيا لكنه تغاضى عن ذلك، المهم أنه وجد الفكرة الآن.
لذا عاد إلى مكتبه وشرع في العمل.
«علي أولا أن أقرب الشاب من تلك الغرفة، لأفترض مثلا أنه حصل على عمل في ذلك الفندق، فكان عليه مراقبة تلك الغرفة لاكتشاف ما يحدث فيها، لكن الغريب في الأمر أن كل النزلاء غريبوا أطوار بشكل مضحك، وهنا يتم إدخال الكوميديا بشكل أكبر، ومع الوقت يكتشف الفتى أن تلك الغرفة تؤجَّر لممثلين كوميديين، لكن للحفاظ على سريتهم وخصوصيتهم لا يتم البوح بذلك، ثم يكتشف أن العجوز محب لسرد القصص والمبالغة في ذلك، ولأنه يحب الفندق كثيرا قرر استغلال هذا الأمر في الترويج له، لأن الناس عامة يحبون الغموض والرعب واكتشاف الظواهر الغريبة.
وهنا أكون قد صنعت قصة كوميدية مع رشة من الغموض.»
صاح آسر سعيدا، لا تسعه الأرض من الحماس! لقد صنع مخططا رائعا لقصة سيستمتع في كتابتها وإخبار أخته بها في وقت لاحق!
كما أن الانزعاج قد زال عنه بالفعل. لقد نجح في مهمته.
استطاع آسر إيجاد فكرة جيدة لتحويل فئة القصة من رعب إلى كوميديا، وأنتم يا رفاق ما رأيكم بخوض التجربة معه وإيجاد افكاركم الخاصة بذلك؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top