الجزء الحادي عشر

تشرق الشمس على ذلك المنزل الريفي القديم، لكنه بدا من الداخل نظيفاً ومرتباً فقد تمكنت أسرة باران من تنظيف البيت وتعديله خلال أيام قليلة وها هو ذا كأي بيت عادي، كان كل أخ موجود في غرفته الخاصة وكل واحد تحوم فوقه غمامة سوداء مليئة بالتشاؤم والسلبية المفرطة لكن هذا لا يقارن بما يمر به أميرنا _أو علي القول_ من كان أميرنا المتغطرس، مستلقٍ على سريره الصغير الذي لا يلائم بنيته العضلية الضخمة...هو لم يعتد على هذا، إعتاد النوم على سرير يكبره حجماً عشر مرات من حجم السرير العادي مع نافذة كبيرة تطل على منظر حديقة غناء مليئة بمختلف أنواع الزهور والنباتات الجميلة لكن...كل هذا ذهب خلال يوم واحد، ظل فيجيتا يلعن اليوم الذي رأى فيه الشخصين الذين سلبا منه كل هذا، من غيرهما باراغاس الأناني وابنه الصغير برولي الذي كان بيل يعتبره صديقه المقرب، منذ اللحظة التي خسرت فيها أسرة باران كل هذا الملك لم يخرج فيجيتا من غرفته أبداً وقد تغيب هو وأخواه عن المدرسة لمدة 3 أيام متواصلة...ظل فيجيتا يسترجع فيها ذكرياته التي قضاها في ذلك القصر الكبير الواسع طوال 18 عاماً كما ذكر سابقاً...محتضناً وسادة صغيرة كما لو كان يحضن دمية بين ذراعيه، بعد ذلك تدخل أمه إلى غرفته.

روميشيا: فيجيتا، ستتأخر.

فيجيتا(بلا مبالاة): لا أريد الذهاب.

روميشيا: مضت 3 أيام وأنت لم تذهب إلى المدرسة أنت وشقيقاك، تذكر أن اختبار تحديد مستوى قد اقترب وعليك أن تحضر دروسك وتذاكر بشكل جيد.

تجاهل فيجيتا كلامها فلاحظت ذلك ثم تنفست روميشيا بعمق وزفرت بهدوء واتجهت نحوه وجلست على سريره.

روميشيا: أعلم كم أنت حزين بشأن ما حصل لنا، لا يمكن تخيل الخسارة التي حصلنا عليها بعد كل هذا...أنا أيضاً أشعر بالسوء والحزن وكذلك والدك وأخوتك أيضاً، كلنا مستائون من حالنا هذه، لكن...علينا المضي قدماً وتقبل واقعنا الذي نعيشه الآن، مع الوقت ستسير الأمور على ما يرام، ثق بأن كل شيء سيتحسن لذا حاول التعود على حياتك الجديدة هذه يا بني.

فيجيتا(بانكسار): كيف سأواجه زملائي في المدرسة؟ هل تعتقدين أنهم سيتفهمون ما أمر به بعد معاملتي لهم؟

روميشيا: قلت أن لديك أصدقاءً كثر، لابد من أنهم سيقومون بمواساتك على ما حصل لك، هيا قم واذهب بنشاط إلى مدرستك ولا تفقد ثقتك بأن الأمور ستتصلح قريباً.

يفكر فيجيتا ملياً في كلام أمه المحفز هذا فترك وسادته ثم نهض ونظر إلى أمه بملامح جامدة فتبتسم روميشيا له وتضمه إلى حضنها الدافئ.

روميشيا: كل شيء سيكون بخير يا عزيزي.😊😔

بادل فيجيتا العناق لوالدته لوقت قصير ثم نهض مسرعاً وفتح الباب وخرج من الغرفة بينما كانت روميشيا تتبعه بنظراته الحزينة.

روميشيا: آمل ذلك.😔

يلبس فيجيتا ملابس المدرسة المعتادة ويرتدي ربطة عنقه وهو يقف أمام المرآة ثم يتوقف ويتأمل نفسه طويلاً...تمكن من رؤية نفسه المحطمة وكيف تبدو، لقد رحل فيجيتا القديم الذي كان يبتسم طوال اليوم ويتفاخر بمكانته الرفيعة أمام الناس كلهم حتى أمام شقيقيه اللذان كانا يرفضان التصرف مثله، لكنه لاحقاً أدرك أنه ضيع وقتاً طويلاً أمام المرآة وقد تأخر عن المدرسة، فهم بالخروج من المنزل وورائه تاربل.

روميشيا: إنتظرا...ألم تريا أخاكما الصغير في أي مكان؟ لم أره منذ الصباح؟

تاربل: ربما ذهب إلى المدرسة قبلنا.

فيجيتا: إنه خائف مني.

تاربل: فيجيتا الوقت ليس مناسباً لهذا الكلام.

فيجيتا: إنه كذلك بالنسبة لي.

ثم طار الأخوان إلى المدرسة وروميشيا تنظر إليهما فتعود إلى الداخل، بينما ظل فيجيتا وتاربل يحلقان نحو المدرسة والصمت يحوم حولهما، لم ينطق أحدهما بكلمة واحدة طوال الطريق...تاربل يحدق في أخيه الكبير منذ دقائق منتظراً أن يتحدث أو يفعل شيئاً لكن هذا لم يحدث، حينها وصلا إلى المدرسة وكان الطلاب قد وصلوا قبلها ولحسن الحظ أن الجرس لم يرن بعد فهبطا أرضاً وبدأ تاربل بالتقدم نحو البوابة لكنه يلتفت للخلف فيرى أن أخاه توقف مكانه، أراد تاربل مساعدته فاقترب منه خطوتين فينظر فيجيتا إليه نظرة حادة ففهم تاربل ما أراده وتراجع، علم أن فيجيتا يريد البقاء وحيداً ولا يريد من أحد أن يرافقه فدخل تاربل المدرسة وحده بينما فيجيتا اتجه إلى الساحة الخلفية وجلس هناك حتى رنين الجرس.
...
يرن الجرس معلناً بداية الحصص والدروس فينطلق إلى داخل متجهاً إلى صفه وعندما دخل الممر وجده خالياً من الطلاب، يبدو أنه كان قلقاً من مواجهة الطلاب الذين كانوا يلتصقون بالخزائن واضعين قبضات أيديهم على صدورهم معبرين عن احترامهم له، كانت ملامحه وهو يسير نحو فصله جامدة لا تعبر عن أي نوع من المشاعر، وحين وصل إلى صفه مد يده كي يفتح الباب لكنه سمع أصوات دردشة بين الطلاب وهذا يعني أن الأستاذ لم يدخل بعد لكن ليس هذا ما أثار انتباهه.

"وصل الخبر اليوم، أنا لا أصدق!"

"حصل هذا منذ 3 أيام ومع ذلك سمعنا به قبل خروجنا من منازلنا"

"لما تم إبقاء الموضوع سراً؟"

"لا أعتقد أن الأمير فيجيتا راضٍ عما هو الآن"

تفاجئ فيجيتا حين قاموا بذكر اسمه فتراجعت يده عن المقبض لكنه تشجع وأمسكه ودخل، عم الصمت الصف كاملاً بعد أن رأوه وعلموا تماماً أنه كان ينصت إليهم من وراء الباب لكنه لم يعرهم أي اهتمام فاتجه نحو مقعده وجلس دون أن ينطق بحرف واحد...ظل الطلاب يحدقون في بعضهم بعضاً متفاجئين من قدومه وهدوءه المبالغ فيه.

نينيكو(بصوت عالٍ): إذاً، فقد أصبح باراغاس هو حاكمنا الجديد.

أوبوشون: وبرولي هو أميرنا الآن.

ريتاسو: يبدو أننا لن نتلقى معاملة سيئة من قبل شخصٍ منذ اليوم.

كانوا في تلك الأثناء يتحدثون عن فيجيتا الذي أمسك بقلمه ويحكه بقوة على الطاولة حتى خدشها، كان يخفي غيظه داخلها ولا يريد إظهاره لأي أحد أبداً وإلا فإن كارثة ستحدث ولن يستطيع النجاة منها لأنه...ليس أميراً😕....
حينها يأتي أحد الطلاب ويأخذ القلم من يده فينظر فيجيتا إليه ويرفع يده محاولاً استرجاعه.

ناسو: ما الخطب؟ غاضب؟

فيجيتا: أعده إلي في الحال!

ناسو: وإلا...ماذا ستفعل أخبرني؟

فيجيتا: آمرك أن تعيده إلي على الفور!

ريمون: ما عادت لديك سلطة علينا، لن تأمرنا بفعل أشياء سخيفة لأجلك.

فيجيتا: منذ متى وأنا أفعل هذا؟

نينيكو: منذ أن أعلنت نفسك أميراً على المدرسة كلها، كنت تتغطرس وتتسلط علينا، والآن ليست لديك القوة لفعل أي من هذا.

فيجيتا: كنت مخطئاً بشأنكم جميعاً، كنتم تعاملونني باحترام ولكن ظهر معدنكم الحقيقي، لستم سوى مزيفين تهتمون لمصالحكم الشخصية فقط.

مانيجي: عرفت الآن، كنا نرغب في التقرب منك كي نغدو أقوياء مثلك لكن...بما أنك فقدت قوتك فلم نعد بحاجة إليك أبداً.

يستشيط فيجيتا غضباً مما سمعه من أفواه هؤلاء المستغلين، طوال تلك السنوات كان يرافق أشخاصاً مزيفين ذوو مشاعر مزيفة كما قال شقيقاه تاربل وبيل...أراد ضرب كل واحد منهم على حده لكنه لم يرغب في افتعال المشاكل فهو ليس في مزاج كي يفعل هذا، ثم يدخل الأستاذ الصف ويعود كل طالب إلى مكانه ويجلس فيجيتا على مقعده بكل انكسار بينما كانت زاكورو تنظر إليه.
...
تنتهي الحصة بعد ذلك لكن خلالها لوحظ أن فيجيتا لم يجب على أي سؤال أبداً فقد كان حزيناً جداً وحزنه منعه من التفاعل أثناء الحصة، حان الآن وقت الاستراحة...يخرج الطلاب من الصف بينما هو وضع رأسه على الطاولة ثم سمع صوتاً...

"يبدو أن رعاياك ما عادوا مخلصين لك بعد الآن، أليس كذلك؟"

حينها رفع رأسه ليعرف صاحب هذا الكلام لكنه لم يجده فقد خرج من الصف قبل أن يراه ثم نسي أمره وعاد إلى مقعده...في تلك الأثناء كان تاربل يسير في الممر مطأطئ الرأس ويتذكر وجه فيجيتا حين وصل للمدرسة وكيف كان يتجنب الدخول ومواجهة غيره من الطلاب، حينها وصل إلى الصفوف الإعدادية ودخل إحداها لكنه لم يعثر عليه فوجد ولدان كانا على وشك الخروج.

تاربل: عذراً، هل رأيتما بيل في أي مكان؟

كايرو: بيل؟(ينظر إلى زميله)لا لم نلمحه اليوم أبداً.

إيفانا: هو لم يأتي إلى الصف منذ بداية الدوام.

استغرب تاربل من إجابتهما، كيف يمكن لبيل ألا يحضر إلى هنا، هو أيضاً لم يلمحه حين خرج من المنزل ولم يراه أحد في المدرسة، أين يعقل أن يكون؟
...
كان أميرنا الجديد يسير في الممر وحيداً مطأطئ الرأس أيضاً، لم يعر اهتماماً للطلاب الآخرين الذين يتنحون عن طريقه وينادونه بـ سمو الأمير، انتابه شعور بعدم الارتياح أبداً أثناء سماع هاتين الكلمتين.

"برولي؟"

يتوقف برولي بعد أن سمع هذا النداء ليلتفت ورائه.

برولي: كامبر؟😯

كامبر: كيف حالك يا صديقي؟ لقد افتقدك كثيراً.😄

برولي: أين كنت؟ لقد تغيبت لأربعة أيام متواصلة.

كامبر: أجل...في الحقيقة، لقد أتيت تواً من المستشفى.

برولي: المستشفى؟

حكى كامبر قصة غيابه لبرولي بينما هما يسيران في الممر.

كامبر: تعرضت للضرب المبرح من قبل أخي الكبير أثناء التدريب واضطررت للبقاء في المشفى لبعض الوقت، هل فوتت شيئاً؟

برولي: فوتت دروساً كثيرة، كتابية وعملية لكن لا تقلق لقد سجلتها لك.

كامبر: أنت أفضل صديق على الإطلاق.

تفاجئ برولي من عبارته هذه ونظر للأسفل بحزن لأنه بالصدفة تذكر شخصاً كان يقول له هذا أيضاً بينما ظل كامبر يتكلم عن ما فعله أثناء فترة غيابه.

كامبر: أنظر هناك يا برولي...

ينظر برولي إلى حيث هو ينظر ليراه...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top