الجزء التاسع عشر

صعد كاكاروتو إلى السطح للبحث عن فيجيتا كما أخبره بيتسو، كان السطح واسعاً جداً يطل على مشهدٍ للغابات التي تستطف أمام شاطئ البحر...ووجد هناك شخصاً جالساً ضاماً ركبتيه إلى صدره والهواء يلعب ويرفرف بشعره بهدوء، اقترب كاكاروتو منه وبدأ ينادي.

غوكو: فيجيتا، هل هذا أنت؟

لم يلتفت إليه أبداً وهذا ما جعل غوكو يتأكد من أنه فيجيتا حقاً، فقرر الجلوس بقربه قليلاً...انزاح فيجيتا عنه مسافة بسيطة وهذا أثار استغرابه.

غوكو: لقد...جئت لكي...أعرض عليك أمراً ما.

لم ينطق فيجيتا بكلمة  واحدة، لا زال صامتاً تماماً فأكمل غوكو قائلاً.

غوكو: حسناً...أريد...أنا...هّلا شرحت لي بعض الدروس التي قمت أنا بتفويتها قبل مجيئي إلى هنا؟

نظر فيجيتا إليه مستغرباً بينما رأى نظرة غوكو البريئة لكنه ظل صامتاً.

غوكو: تعلم أن المدرسة لا تزال جديدة علي و...أحتاج إلى بعض المساعدة والنصيحة كي أتأقلم.

فيجيتا: ألم تجد غيري؟ لما لا تطلب المساعدة من صديقتك...زاكورو؟😒

غوكو: خيار صائب لكن...أنا بحاجة إلى شاب مثلي تماماً، أخذ المشورة من فتاة قد يجعل الناس يظنون بأنني...كيف أقولها...ضعيف أمامها، لكن أن أستشير فتى سيكون مرضياً لكلا الطرفين هل أنا محق؟

تفاجئ فيجيتا من طريقة كلام غوكو هذه، لطالما امتلك غوكو طريقة مذهلة في الإقناع لكن هذه المرة لم تفده هذه الطريقة مع فيجيتا لأن فيجيتا شخص صعب المنال ولا يمكنه أن يقتنع بسهولة، إضافة إلى حالته النفسية التي يمر بها في الوقت الراهن، رفض فيجيتا عرض غوكو وتركه متفاجئاً من رفضه وأراد أن يغادر المكان فوراً، لبى غوكو طلبه دون تردد وعاد إلى المدرسة من جديد مع خيبة أمل كبيرة علت وجهه، لكنه لن يستسلم، سيجد طريقة كي يكسب ود فيجيتا ويصبحان صديقين في وقت قريب.
...
بعد مرور وقت على الاستراحة عاد جميع الطلاب إلى صفوفهم لإكمال دروسهم، برولي وكامبر يتجولان في الممر متجهين إلى صفهما.

كامبر: لقد كانوا كثراً، حصلت على قدر كبير من الاهتمام هناك، أصبحت حديث الساعة يا صديقي.

برولي: كامبر، كم مرة علي تذكيرك بألا تتحدث عن هذا أمامي.

كامبر: آسف لكن...أثار الأمر دهشتي لا غير، أن يكون لديك مكانة كهذه أمر غاية في الصعوبة، مع كل الانتباه والاهتمام اللذان تحظى بهما أمر صعب أليس كذلك؟ أتسائل كيف كان بيل يفعل حين يواجه مواقف كهذه بالضبط؟

توقف برولي حين سمع كامبر ينطق بهذا الاسم مجدداً...شعر عندما كان في الساحة بنظرات بعيدة لكنها كانت تخترقه، لقد عرف صاحبها الآن، نظر برولي لتحت بينما لا زال كامبر يتحدث عن هذا الموضوع.

كامبر: برولي؟

برولي: لقد كان هناك.

كامبر: من؟

برولي: بيل، لقد كان بيل هناك حيث كنا أنا وأنت في الساحة.

كامبر: وكيف لك أن تعلم بوجوده؟

برولي: شعرت به، لقد كان موجوداً هناك، ينظر إلي بحرقة شديدة.

كامبر: لا تشغل بالك به برولي، قد ينسى مع مرور الوقت.

برولي: وماذا إن لم يفعل؟

صمت كامبر حين قال برولي ذلك، لم يستطع إيجاد إجابة على سؤاله الصعب هذا فبيل فتى حساس لكنه في نفس الوقت عصبي وحاد الطباع كما اتضح ذلك لأخويه تاربل وفيجيتا وقد يسعى في الوقت الحالي إلى تحدي برولي وأخذ العرش منه ومن والده لكنه ينتظر الوقت المناسب، يدخل بيل الصف من جديد ويجلس مكانه ويلقي برأسه على الطاولة.

إيفانا: ها قد عاد مجدداً.

كايرو: لقد رأيته في الساحة قبل قليل، يحدق في الأمير برولي بنظرات...مخيفة للغاية.

إيفانا: لم أتوقع أن تجتمع كلمتا "بيل" و "مخيف" معاً.

كايرو: أوافقك الرأي، هناك سرٌ يكمن داخله، ولا يريد لأحد معرفته أبداً.

إيفانا: في ماذا تفكر يا شريك؟

كايرو: لا زلت أرغب في مساعدته، لعله يفتح قلبه لكلينا ويفصح عما بداخله، فأنا ينتابني شعور قوي ورغبة في مساعدته.

-في صفوف المرحلة المتقدمة-
زاكورو: كاكاروتو، لقد غبت طوال الاستراحة أين ذهبت؟

كاكاروتو: نسيتي؟ ذهبت لكي أقابل أولئك الفتيان.

زاكورو: وماذا فعلوا؟ هل آذوك؟

كاكاروتو: لا ولم يحاولوا حتى، أرادوا...أن أنضم إليهم أو ما شابه.

زاكورو: ماذا؟!

كاكاروتو: لا لا تقلقي، لقد رفضت العرض مباشرةً.

زاكورو: لابد وأنهم حاولوا إغرائك بعدة طرق صحيح؟

كاكاروتو: بلى لكنني رفضته في كل الأحوال، لم تعجبني فكرة معاشرة أشخاص كهؤلاء فهم...كما قلتي...مزعجون وسيئو السمعة.

زاكورو: أحسنت صنعاً، هذا ما أحبه فيك كاكاروتو.

صمت كاكاروتو بعد أن قالت زاكورو له هذا فتذكر طريقة شرح العصابة له وطريقة شرح بيتسو اللطيف له أيضاً...لم يرغب في إخبار زاكورو عما واجهه وسمعه من حقائق...

بعد عدة ساعات انتهى الدوام الدراسي وعاد كل طالب إلى بيته.

زاكورو: شونين، هيا بنا، سنتأخر.

شونين: لحظة لحظة...تذكر تاربل، السايان يبقى شاباً...

تاربل: حتى يصل عمره إلى الثمانين، حفظتها.

شونين: جيد، غداً سنتناقش بشأن دروس أخرى، إلى اللقاء.

قالتها بعد أن أعطت تاربل قبلة دافئة على خده وغادرت مع أختها أما تاربل...😁...أصبح وجهه كالطماطم تماماً فقد احمر من شدة الخجل بسبب الموقف الذي صادفه وظل ينظر إليها وهي تحلق مع شقيقتها.

تاربل: لقد...لقد قــ...

فيجيتا مقاطعاً: لا تعلق آمالاً كثيرة، ففي النهاية سيأتي شخص ويفسد عليك فرحتك لاحقاً.

تاربل: هيا، إن كنت تفكر بسلبية فهذا لا يعني أن تقترح أفكارك على غيرك من الناس.

ثم بدأ الأخوان بالطيران  عائدين للمنزل.

تاربل: مرحباً، لقد عدنا.

دخل فيجيتا وراءه لكنه لاحظ شيئاً أمام الباب، رأى أحذية إضافية مصطفة على عتبة الباب فتسائل عن هذا الأمر.

تاربل: أمي أبي؟ أين أنتما...؟

اتجه الاثنان إلى غرفة الجلوس حيث والداهما جالسين واكتشفا أن هناك أشخاصاً آخرين معهم، اتسعت عينا فيجيتا حين رأى أحدهم، لقد كان كاكاروتو وقد نظر إلى الأخوين نظرة حادة.

فيجيتا: ما...ما الذي تفعله هنا؟!

باران: فيجيتا...ماذا تقصد؟

أعاد صوت والده إلى الواقع لتتضح له الصورة لاحقاً...لقد كان يبدو مثل كاكاروتو لكن بشرته أغمق بقليل ويرتدي عصابة حمراء على رأسه ولديه ندبة كبيرة على خده الأيسر وتبدو عليه ملامح الصرامة وبجانبه شاب شعره طويل مثل كامبر وملامحه قريبة لملامح فيجيتا تقريباً.

تاربل: أبي، من هذان؟

روميشيا: إنه القائد الأعلى لجيش السايان "باردوك"!!

"ماذاااا؟؟؟" قال فيجيتا وتاربل بانسجام.

تفاجئ الأخوان من وجود شخصية مرموقة كقائد الجيش في بيتهم.

باردوك: مضى وقت طويل أيها الأميران فيجيتا وتاربل...

تفاجئ الأخوان من كلامه، كيف له أن يعرف اسمهما؟ كما أنه قال "أميران"؟

تاربل: كيف تعرف أسمائنا سيدي؟

وقف باران واتجه نحو باردوك وأحاط ذراعه على عنق باردوك.

باران: باردوك وأنا صديقان منذ وقت طويل، كنتم لا تزالون أطفالاً حينها.

فيجيتا: كنت أعتقد أنه شخص آخر.

باردوك: هذا متوقع، لابد من أنك تقصد ابني الثاني كاكاروتو.

فيجيتا: إبنك؟!

روميشيا: لديك ابن آخر؟

باردوك: أجل، وأراهن بأنه الآن في مثل سن أميرنا فيجيتا صحيح؟

أشاح فيجيتا بنظره للناحية الأخرى مبيناً انزعاجه.

فيجيتا: سأذهب إلى غرفتي.

ترك فيجيتا الغرفة واتجه إلى غرفته ولاحظ الجميع حزنه.

"لابد من أنه لا يزال منزعجاً مما حصل لكم صحيح؟" قال رفيق باردوك.

تاربل: ومن تكون أنت؟

وقف أمام تاربل وقفة مهيبة، لقد كان أطول من تاربل بكثير وشعره يتدلى منه حتى قدميه فخاف تاربل قليلاً منه.

"أنا أكثر السايانزيين قوة وشجاعة وأيضاً وسامة من بين كل أعضاء الجيش، *راديتز*!!"

تفاجئ تاربل من هذا العرض الحي الذي قدمه المدعو راديتز هذا.

باردوك: هذا ابني راديتز والأخ الأكبر لكاكاروتو، وهو أيضاً يعمل عندي في الجيش.

راديتز: لابد من أنك بيل أليس كذلك؟

قالها راديتز مداعباً رأس تاربل فانزعج تاربل من تصرفه.

تاربل: توقف، أولاً أنا لست بيل، ثانياً إسمي تاربل، ثالثاً لا تلعب بشعري هكذا مرة أخرى فقد بعثرته كلياً!!

راديتز: أوه أنا أعتذر، لكنك تشبهه كثيراً.

تاربل: الكل يقول هذا، بأي حال، سأذهب لغرفتي أنا أيضاً.

صعد تاربل إلى غرفته وترك الكبار يكملون حديثهم.

باران: جيد أنك عدت يا باردوك.

باردوك: كما يقولون، ,,لا مكان أجمل من الوطن،، المهم، دعنا ندخل في صلب الموضوع، كيف تسمح لنفسك بأن تصل أنت وعائلتك لهذه المرحلة؟

باران: آه ليس هذا الموضوع مرة ثانية، باردوك أخبرتك من قبل...

باردوك: إياك وأن تكذب علي، هل فقدت عقلك؟ لما قد تترك حكمك بهذه البساطة؟ ولشخص مثل...باراغاس!! كلانا يعلم أن باراغاس رجل طماع وأناني، كيف تتخلى عن حكمك له؟

باران: لن أعيد لك الشرح مليون مرة...لم...لم أعد...أرغب في أن أكون ملكاً...بعد الآن..

راديتز: ماذا؟ أوه رجاءاً من قد لا يرغب في أن يكون ملكاً؟

باردوك: أنت تخفي عنا شيئاً يا باران.

باران: إسمع، كل ما في الأمر هو...

"أنا السبب!!"

قاطعهم صوت آتٍ من الباب فإذا بيل يقف هناك.

روميشيا: بيل؟

كان بيل ينظر للأسفل وخصلات شعره تغطي ملامحه الباردة الخالية من المشاعر.

باردوك: ماذا يقصد؟

باران: بيل...إذهب إلى غرفتك...

بيل: أنا سبب وصول أبي وأشقائي إلى هذه الحال.

باردوك: باران، ما الذي يتكلم عنه؟

باران: بيييل...😡

بيل: لقد...لقد كنا أنا وابنه برولي صديقين مقربين، أو...كنت أعتقد ذلك إلى أن قام بخيانتي، قاتل والدي وهزمه واستولى هو وأبوه باراغاس على العرش وطردنا من هناك...كله خطأي.

حكى بيل هذه القصة دون أن يظهر أي تعبير واحد على وجهه بينما الجميع ينظرون إليه نظرات مصدومة.

بيل: إسمحوا لي الآن.

استأذن بيل بالانصراف واتجه إلى غرفته كأخويه وأغلق الباب وأقفله.

باردوك: هل هذا صحيح؟

باران: وما زلت تسأل؟

راديتز: لقد هزمك طفلٌ لا يكبر أحد أولادك أبداً!!

باران: تذكر أنه السايانزي الأسطوري.

باردوك: لقد تم تحذيركم على ما أظن...

روميشيا: لكننا لم نستمع.

باردوك: تستحقون.

باران: باردوك؟!

باردوك: أنا جاد فيما أقوله، لقد كان قرارك في الإبقاء على حياة ذلك الطفل خطأً كبيراً، بالرغم من أنه قضى على فريزا، كان يجدر بك التخلص منه بعد أن أتم مهمته.

روميشيا: لم نستطع، خصوصاً وأن بيل أراد إبقاءه حياً.

راديتز: وأنتم لم تستطيعوا الرفض مع وجهه البريء أليس كذلك؟

لم ينطق باران وزوجته بكلمة واحدة حين قال ذلك.

باران: كل واحد يمر بحالة إحباط مختلفة عن الآخر، فيجيتا قد فقد ثقته بنفسه وبدأت علاماته في المدرسة بالتدني، بيل، لا نراه إلا مرة في اليوم وربما لا نراه يوماً كاملاً ويعزل نفسه في غرفته.

راديتز: ماذا عن القزم الآخر؟

روميشيا: تاربل؟...يحاول البقاء إيجابياً رغم الظروف التي نمر بها.

باردوك: حسناً...يكفينا هذا الآن، لتنتقل إلى الموضوع التالي...

•°•يتبع•°•

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top