5

#فلاشباك

٢٠ أبريل ٢٠١١ ٠٨:٠٠ صباحا

" ثانوية الأنوار التأهيلية "

بدأ المطر بالهطول بغزارة لتتبلل ثياب تلك المراهقة التي تحاول عدم التأخر عن حصتها، دخلت الفصل بعد أن استأذنت من الأستاذة لتجلس في المقعد الأول و على يمينها فتى طويل القامة، أسمر البشرة، بعينين عسليتين، و شعر فحمي، مظهره و فخامة ملابسه كانت توحي بمكانته الاجتماعية الراقية، أما هي فقد كانت ترتدي سروال جينز و قميصا أسودا، و شعرها الأسود الطويل منسدل على كتفيها، قالت الأستاذة برسمية محاولة أن تبدو لطيفة مشيرة إلى الأسمر

-" هذا عاصم مراد، زميلكم الجديد، ألن ترحبوا به ؟! "

بدأ البعض بالترحيب به، لكن ليست هي، فقد كانت تصنع طائرة ورقية بملل، لتقول الأستاذة موجهة كلماتها لها

-" إستبرق مازن، ألا يمكنك و لو أن تتظاهري بأنكِ مهتمة "

نظرت إستبرق إلى الأستاذة بسخرية لتقول

-" أستطيع التعرف عليه متى أشاء .. لستِ مضطرة لاتخاذ قناع اللطف سيدتي .. و الآن إن انتهيتم من تلك السخافات آمل أن ننتقل للدرس "

شعرت الأستاذة بالحنق و الإهانة، لكن ما باليد حيلة، فبالنهاية هي ابنة رجل ذو مكانة مرموقة، و بشكل أو بآخر ستتخطى مسألة العقوبة، فوالدها لطالما كان اجتماعيا و له معارف في كل زوايا البلد، منهم مدير الثانوية، قلبت الأستاذة عينيها محاولة ابتلاع وقاحة إستبرق، و من الجيد أن الجرس قد رن، لتستقيم إستبرق بكسل، لحقتها فتاة بملامح آسيوية و شعر أسود قصير، و هي صديقتها منذ الحضانة ياسمين، ثم فتى متوسط القامة، فاتح البشرة، بعينين حالمتين، و هو كذلك صديقهما منذ الطفولة، و معروف عند الجميع أنه يحب ياسمين، و لكنها تستمر بالتظاهر أنها لا تعرف بالأمر، هذا هو فارس، اتجهوا نحو الكافيتيريا، جلسوا على نفس الطاولة، لينضم إليهم معاذ ذلك الفتى الأشقر، ذو العينين الزرقاوان و الذي تعرف قبل قليل على عاصم و أحضره لينضم إليهم، كانت نظرات إستبرق تتفحص عاصم، و هو شعر بنظراتها بالفعل لكنه حاول تجاهل الأمر رغم أن احمرار وجنتيه كاد يفضحه.

تناولوا شطائر البرغر و الصودا و هم يتجاذبون أطراف الحديث، لتنضم إليهم فتاتين اتضح أن إحداهما تدعى مهى و الأخرى سارة، اكتملت المجموعة، كانت ضحكاتهم تتعالى، لتقول إستبرق موجهة كلامها لمعاذ

-" ما رأيك بالقيام بمقلب لأستاذ الأحياء ؟ "

ليقول بتذمر

-" أوه بربك إستبرق لقد انتهى بنا الأمر نطرد لأسبوع في المرة الأخيرة "

-" سيكون الأمر ممتعا أعدك "

-" يا لك من فتاة سيئة "

ابتسمت إستبرق بانتصار بعد أن استسلم معاذ أخيرا و قرر مساعدتها في مقلبها، و بقية الأحاديث كانت عن بعض الأمور التافهة، كسقوط لارا المدللة في الرواق بعد أن ارتدت حذاء كعب عالي، شعر عاصم بكونه دخيلا، و من الجيد أن الجرس قد رن ليغادر كل إلى فصله، لكن يدا قوية جذبته من ذراعه، لتلتقي عينيه بتلك العيون البنية، إستبرق ! قالت له بحدة و تحذير

-" تأكد أنني أراقبك، و خطأ بسيط قد يكلفك الكثير "

ثم سحبت نفسها بعيدا لتتركه في حيرة مما حدث توا، عاد لمنزله و هو يفكر في ما واجهه طوال اليوم، كان يود أن يتوسل والده لنقله إلى ثانوية أخرى لكن شيء ما بداخله كان يخبره بأن أمورا جيدة ستحدث، لذا كل ما فعله هو الاستسلام للنوم بينما في مكان آخر كانت إستبرق تحادث فارس بعد أن اتصل بها يشكو لها انزعاجه من تصرفات ياسمين الغريبة، و أصدقائها الذين صاروا كثر، لتقول بتذمر

-" أتعلم فارس ؟ أنت نكرة .. جبان .. ألم تلاحظ أن تصرفاتك صارت سخيفة في الآونة الأخيرة ؟! بالكاد تستطيع تكوين جملة مفيدة في وجودها "

-" اللعنة إستبرق، كان من المفترض أن تساعديني لا أن تزيدي الطين بلة "

-" حسنا فارس .. ما رأيك أن تتجاهلها لفترة ؟ و تظاهر أنك معجب بأخرى، ستشعر أنها فقدتك، ألا تعرف المثل القائل بأننا لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده "

-" من أين لك بكل هذه الأفكار يا عقلة الإصبع ؟! "

-" سأعتبر هذا إطراءا و الآن إخلد للنوم و كف عن إزعاجي .. أراك لاحقا "

-" نوما هنيئا "

استلقت على سريرها تفكر في خطة جيدة تجعل من يومها ممتعا بالغد، ليمسك النوم بأناملها و يأخذها في رحلة نحو العالم المثالي .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top