4 ] وحيدة

" بعد أسبوع "

لم يغمض لي جفن طوال الليل، لسبب لا أدركه، خرجت من غرفتي لأتفاجئ بأن الساعة ما زالت تشير إلى الثالثة فجرا، وقفت أمام رف كتبي، رسى نظري على كتاب Hidden للكاتبة Tess ، لطالما أردت قراءته لكن كنت أؤجل الأمر مرارا، لا أدري لم شعرت بأن هذا الوقت المناسب لقراءته، اتجهت نحو شرفة غرفتي بعد أن أضأت الضوء فيها، ثم جلست على الكرسي الهزاز الذي أهداه لي صديقي عثمان، و بقراءتي للفصول الأولى تذكرته، تذكرت كيف أننا كنا نتجادل لأتفه الأسباب، لم أحدثه منذ مدة، و لا أدري لما شعرت أنني وحيدة، و تذكرت توا أن هاتفي مطفأ منذ فترة، نسيت تماماً أنني أملك واحدا، تابعت قراءة أسطر الكتاب باهتمام و تشويق، دوما تفلح الكتب بجعلي أفضل، طلت الشمس من خلف البنايات الشاهقة، لأنتبه إلى أنني سرحت في أحداث الرواية حتى أغفلت تماما عما حولي، عدت لغرفتي بعد أن وضعت علامة على آخر صفحة قرأتها، ثم خلدت للنوم، ليتكرر الحلم ذاته، نفس الفتى الذي لم أرى ملامحه، لكن هذه المرة كنا نركض، شعرت بالأمان لحد غريب بوجوده، استيقظت على طرقات متتالية على باب غرفتي، ليليها صوت أمي

-" رزان، الفطور جاهز "

وضعت الوسادة على رأسي، لأستقيم أخيرا و أتجه نحو دورة المياه، و ما أن انتهيت حتى غيرت ثيابي و سرحت شعري لأنزل السلالم متجهة نحو قاعة الطعام، كان الجو هادئا لحد غريب إلى أن قال والدي بهدوء

-" رزان، حاولنا مرارا مساعدتك لكن يبدو أن الأمر لن يحل ببساطة، أنت بالكاد تخرجين من غرفتك، حسابات التواصل الاجتماعي خاصتك مغلقة منذ فترة، لم تعودي تخرجين مع أصدقائك و لا حتى تحادثين أحدا منا، إبنتي يمكنك إخباري إن كان هناك ما يزعجك "

قاطعته أمي قائلة

-" ابنتي أنظري إلى مظهرك، صرت نحيفة جدا، و وجهك شاحب جدا، بالكاد نسمع صوتك ..."

صمت مريب احتل المكان لأجيب بهدوء

-" أقدر اهتمامكم فعلا، لكنني بخير، فقط أواجه بعض الكوابيس السيئة، سيتحسن الأمر "

مسحت فمي لأنهض من الطاولة، لدي موعد مع الطبيب النفسي بعد نصف ساعة، غيرت ثيابي، ثم اتجهت نحو العيادة، يفترض أن يكون هذا أول موعد لي عند طبيب نفسي، رجوت أن يكون كل شيء على ما يرام .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top