17 ] جزء من الحقيقة
جلست على الأريكة و هي تعرف بأن حديثا طويلا بانتظارها، أعد لها القهوة مع بعض البسكويت الذي تحبه و قدمه لها
لكنها لم تتناول شيئا، بل ظلت تحدق به بانتظار ما سيقوله، فهم ذلك فزاد ارتباكه و لم يعرف من أين يبدأ، لتقول بنفاذ صبر
-" هات ما لديك فليس لدي اليوم بطوله لأضيعه معك "
-" كنا صغارا جدا حينها، كنا جيرانا، و كانت والدتك تحضرك إلينا في آخر كل أسبوع و تتركك معنا، حيث كان لديها دوام ليلي في آخر الأسبوع، لم يستمر ذلك لسنة فحسب بل لسنوات، كان العم مصابا بانفصام في الشخصية، و لا أحد علم بالأمر، و لم يتأثر من مرضه سوى أنا و أنت، أنا كنت شبه معتاد على تقلبات شخصيته بحكم أنني عشت معه منذ نعومة أظافري، و لكن حين بدأت والدتك تطلب منه الاعتناء بك في غيابها بات الأمر يخيفني، و كان من المؤلم رؤيته يؤذيك، كان يسجنك في القبو أحيانا، و أحيانا أخرى يشدك من شعرك بقوة، و لا ينفك يعيد سرد قصة الوحش آكل الأطفال، أعترف أنني كنت بارعا بإخفاء خوفي في حين كنت أرتجف رعبا من نبرة صوته، كنت أمسك يدك بقوة و أهمس في أذنك أن الأمور ستكون بخير و أن الجانب الصالح للعم سيتغلب على جانبه المظلم الشرير، و كنت تثقين بي، لكن كان يحصل عكس ما أقوله و تزداد الأمور سوءا "
لتقول بصوت متحشرج من البكاء
-" أرجوك أعدني إلى المنزل "
أومأ لها و أخذها لمنزلها، طوال الطريق كانت ساكنة، تأثير الماضي يظل الأفضع و الأقسى دوما، وصلت للمنزل لتدخل دون أن تلتفت إليه لمرة أخيرة، في حين زفر هو بحدة، لا يمكنها تحمل كل الحقيقة دفعة واحدة، قاد سيارته مبتعدا، تذكر حين رفعت حاجبها و هي تتأمل ديكور شقته الأنثوي، ليبتسم ما زالت تعجز التحكم في فضولها، ليقرر البحث عن شقة أو منزل آخر فبالنهاية كان مستقرا في تلك الشقة مؤقتا فحسب .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top