»هنا تجلس الأشباح«
ذات ليلة من ليالي الشتاء ، كان الجو شديد البرودة ينبؤ عن حدوث برقٍ ورعد و ربما هطول زخات من الأمطار ، في تلك اللية كانت تجلس بغُرفتها علي كُرسيُها المتأرجح وبجانبها فنجان القهوة المعتاد ،وبـيديها ”رواية هنا تجلس الاشباح“ فهي منذ صِغَرِها وهي مولعة بقصص الرعب...
وبينما هي غارقة بين صفحات روايتها سمعت صوت البرق يتخبط في كل مكان، وكأن هناك حربُ قد إندلعت بخارج القصر
و بدأ المطر يتساقط القطرة تلو الأخرى ، تركت روايتها فوق المنضدة المجاورة لها ، و أخذت فنجان القهوة...
لتخرج لشرفتها وترى الأمطار و روعتها ، و كم هي تزين حديقة قصرها الكبير.
حتى جذبها جمال هذا المنظر فألتقطت شالها المُلقى علي سريرها وألقت به علي كتفيها ونزلت إلى الحديقةِ كي تُعانق ذلك المطر وتلامسه بـيديها ،و بدأت تتجول في حديقة القصر ، و رغم أن الجو كان قارص البرودة حقاً لكنها تناست كلَّ ذلك وهي تُداعب قطرات المطر بيديها فَرِحَة بذلك .
و بينما هي تتجول بين أشجار الحديقة و ورودها سمعت صوتاً يأتي من شرفة غرفتها يقول ” هيا يا بيل أمكِ جهزت العشاء ”
فرحت و قالت:- ” حاضر يا أبي انا قادمة ” .
وأخذت بكلِ براءة تودع المطر وتقول له :- ” أنا سأطلع لآكل و أنزل مجدداً من أجلك احذر أن تذهب ..سلام يا صديقي ” .
و بالفعل عادت إلي القصر لتتناول العشاء مع والدها و والدتها بسرعة حتى تعود إلى ذلك المطر الذي سمتهُ بصديقها ..
و بينما تصعد سُلِم القصر توقفت فجأة ، و تذكرت شئ قد شَلّ قدميها عن الحركة و أجحظ عينيها .
تذكرت أن والدها ووالدتها قد توفوا في حادثة منذ السنة الماضية و لا يوجد أحد بالقصر غيرها !
أخذ قلبها يرتجف فزعاً مما سمعته عندما كانت بالحديقة ، و أخذت تسأل نفسها:-”من بغرفتي؟! أبي ؟!! لكن أبي مات”. أمي ؟! لكن أمي ماتت أيضاً.
شٌلَ تفكيرها مثلما شُلت حركتها ولم تستطع النهوض إلي غرفتها فجلست على سُلم القصر و ضمت قدميها إلي صدرِها فحاولت أن تطمئن نفسها و قالت :-” أنا لا أسمع أي صوت من المؤكد أني كنت أتوهم اللعنة على روايات الرعب التي اقرأها” .
اطمئنت قليلا وقامت لتذهب إلي غرفتها ثم فتحت باب الغرفة وهي ترتجف و بالفعل لم تجد أحداً.
اغلقت الباب و هربت إلى سريرها قائلة :-” أنا سأنام الآن أفضل لي من الرعب الذي أشعر به هذا أنا ‘ و لم تكاد تغلق عينيهل حتى سمعت صوت شئُ يقع على الأرض ، فنهضت من سريرها خائفة من ذلك الصوت ثم نظرت ناحية سِتار الشرفة ، و تفاجأت بشيء يلمع من ورائها !!
إنتفض قلبها فزعاً وأسرعت إلى باب الغرفة كي تخرج منها ، كادت تفتح الباب و لكنها سمعت صوت قطتها السوداء يأتي من الشرفة (مياووو مياوو) أنارت مصباح الغرفة وتأكدت من أن القطة هي مصدر الشئ الذي كان يلمع خلف الستِار وأنها هي التي أوقعت بفنجان القهوة الذي تركته بيل على المنضدة منذ قليل.
بدأت بيل تلتقط أنفاسها و نظرت إلى قطتها في نظرة غيظ وقالت :- ” قطة غبية لقد أخفتيني ”، و بدأت تُحدث نفسها وتقول: -“انا لا أعرف ما هذه الليلة التي لا تنتهي يبدوا أنني لن أنام هكذا أبدا ، سأنزل و أجلس مع صديقي المطر أفضل ” ، و بالفعل فتحت دولابها و التقطت منه معطفاً طويل اسود اللون ، ثم أرتدته ونزلت لتتجول مرة أخرى لحديقة القصر مع المطر الذي كان صديقها لهذه الليلة.
وصلت إلى الحديقة ، و هنا توقفت لتتفاجأ بأن المكان جاف تماماً لا ماء به وكأنه لم يكن هناك أمطار قد هطلت .
ارتعبت وانقبض قلبها وأخذت تسأل نفسها :-“ما هذه الليلة العجيبة ، هذا كله بسبب روايات الرعب التي اقرأها”
و بدأت تفكر هل تعود إلى غرفتها لتهرب من كل هذه التخيلات بالنوم؟! أم تبقي بالحديقة تستكمل ليلتها؟!
و في النهاية استقرت على أنها ستُكمِل ليلتها مع الورود و الاشجار لعلها تواسيها هذه الليلة.
فخلعت المعطف الذي كانت ترتديه و وضعته على المقعد بجوار مدخل القصر ، و بدأت تتجول مرة أخرى ؛ لتتمتع بجمال هذا المنظر فبرغم برودة هذه الليلة حقاً إلا إنها دائماً تعشق جمال الطبيعة الخلاب خاصةً أن نسمات البرد كانت تعانقها فتجعلها تبتسم .
و بدأت تتذكر أيام طفولتها في هذه الحديقة و تتذكر مداعبة والدها لها الذي كان لا يفارقها لحظة ، و أمها التي كانت لا ترفض لها طلب وبالأخص عندما كانت تقول لها (يلا يا أمي لنلعب الغميضة) قلبها كان شديد التعلق بوالدتها.
أخذت بيل تتذكر كل هذا وذاك ، حقاً كم هي مشتاقة اليهم..!واثناء هذة الذكريات والحنين إلي والديها لاحظت شيء كالح السواد يشبه إنسان واقفاً أمامها و يعطيها ظهره يقف عند المقعد المجاور لمدخل القصر…
فتندهش بيل لذلك المنظر وتسأل نفسها: “”من هذا.…؟!!” و أثناء ذلك الاندهاش الذي كانت عليه إذا بها تنظر إلى المقعد ، فتتفاجأ بأن المعطف الذي تركته على المقعد لم يكن موجوداً !
ثم أعادت النظر مرة أخرى إلى هذا الشبح الواقف أمامها و دققت النظر إليه 'لتتفاجأ بأن الواقع أمامها يرتدي معطفها الأسود فانقبض قلبها و تسمرت بيل مكانها ، فهي لا تعلم من هذا…. أهو حقيقة؟!! أم هي تهلوس بسبب قلة النوم ؟!..
صمتت قليلا تراقبه فلاحظت أنه لا يتحرك فظنت بتفكيرها أنه خيال، فقررت أن تقترب منه.
بيل معروفة بقوتها خاصةً بعد موت والدها ووالدتها أمامها بالحادث الذي تعرضوا له فهي لا تخشي شيء وقالت لنفسها :” من المؤكد هذا خيال من خيالاتي ” و بالفعل اقتربت منه لتمسك بمعطفها فإذا بها تمد يدها ناحيته ليعطي لها وجهه فتفزع مبتعدة لتسقط على الارض…
((وجهه كان مخيف للغاية ببشرة كالحة السواد وعينان بارزتان ذات لون ناصع البياض و بمنتصف عينه بقعة سوداء و له فم متسع للغاية به أنياب تشبه أنياب الأسد لكنها صغيرة، ووجه مليئ بالدماء ، هذا ليس من جنس البشر!!)).
أخذت بيل تجمع قوتها لتنهض من الارض و تجري مسرعة لعلها تهرب من ذلك الشبح الذي يطاردها فبدأت تجري ناحية الباب الداخلي للقصر هرباً منه، و لكنها قبل أن تدخل وقفت لتنظر هل يجري خلفها أم ماذا؟!
و لكنها لم تجده أخذت تنظر في جميع انحاء الحديقة ولكن لم تجد أحداً!!!
اندهشت بيل من ذلك الذي يحدث، فبرغم أنها اطمئنت أن هذا الشبح غير موجود إلا أن عقلها يسأل ما الذي رآته؟!….
فعزمت على الدخول وصعدت السُلم حتى وصلت إلى غرفتها فأغلقت الباب خلفها وأنارت مصباح الغرفة وجلست على سريره تسأل نفسها:-” لماذا يحدث لها كل هذا ؟! وماذا ستفعل؟!!” .
و بينما هي تفكر إذا بنور الغرفة ينطفئ فتفزع بيل من مكانها و تقوم لإنارته مرة أخرى، فإذا بأحد يمسك بها من الخلف فتصرخ بيل صرخة قد رجت أنحاء القصر فيعود النور مرة أخرى فتتفاجأ بأن الغرفة فارغة لا يوجد أحد غيرها ..
ارتعبت بيل من ذلك فبرغم قوتها و شجاعة قلبها إلا أن كل ماتراه حقاً يجعل القلب يتوقف عن النبض.
جلست المسكينة على سريرها تبكي و تبكي وقت الفجر ثم غرقت في نوم عميق وسط نوبة بكاءها.
حتى اسيقظ وقت العصر فتحت عيناها لتري النور من باب الشرفة ، ذهبت إلى المطبخ أعَدَت لها فنجان قهوة و تناولت بعض قطع الكيك ثم جلست تفكر في شيء يفسر لها ما الذي يحدث او شيء يوضح حقيقة هذا القصر، فأثناء تفكيرها تذكرت أن هناك غرفة في الطابق العلوي كان والدها يحذرها دائماً من دخول هذة الغرفة لسبب لا يعلمه ولا تعلمه!!
فقررت بيل أن تصعد للطابق العلوي و تفتح هذه الغرفة فربما تجد دليل عما يحدث لها و بالفعل صعدت لذلك الطابق و بيدها مصباح؛ لينير لها المكان فهي تعلم جيداً أن هذه الغرفة خالية من مصابيح الإنارة كما أخبرها والدها، وصلت للغرفة و فتحتها و بدأت توجه نور المصباح لجميع أنحاء الغرفة لتتفاجأ بيل بأن هذه الغرفة ذات طراز غريب يختلف عن باقي غرف القصر فيوجد على جدرانها رسومات على شكل أصابع يد ملطخة بالدماء وقد وضع بكل ركن من الاركان الاربعة دَميّة سوداء ذات شكل مخيف .
و بالغرفة لا يوجد سوي مكتب من الطراز القديم، و قد غطت خيوط العنكبوت الكثير من جوانب الغرفة ارتعبت بيل من تلك الاشياء التي تراها، ثم اقتربت من المكتب وبدأت تفتح أدراجه حتى عثرت على بعض الأوراق فأخذتها ثم أحست ببعض الأصوات الغريبة فانقبض قلبها وعزمت على الخروج فحقاً هذة الغرفة مخيفة للغاية..
فإذا بها تقترب من باب الغرفة ليُغلق الباب في وجهها فجأةً ، فصرخت بكل ما أوتيت من قوة ثم سمعت صوت عالي يتردد في جميع انحاء القصر يقول:- ” القصر مسكووون ”
ثم انفتح باب الغرفة ثانية ، فأسرعت بيل للخروج و بيديها الأوراق التي عثرت عليها وإذا بها تخرج من بابا الغرفة فترى ذلك الشبح واقفاً أمامها مرة أخرى تصرخ بيل لتسقط على الارض فاقدة للوعي.
و بعد عدة ساعات تفيق بيل فتجد نفسها ملقاة على الأرض لا تتذكر ما الذي حدث ثم تستعيد وعيها و تنهض لترى الأوراق بجانبها على الأرض ، فتتذكر ما حدث لها فينتفض قلبها و تفزع من مكانها و تنظر حولها فلم تجد أحداً ، فقامت بجمع الاوراق وأسرعت للنزول إلى الطابق السفلي وأخذت تلتقط أنفاسها و جلست على أريكة بجوار السلم و بدأت تقول:- ” القصر مسكون؟! كنت أشعر أن هناك أمر غير طبيعي، لكن لن أترك القصر إلا بعدما أعلم السر ” أمسكت بكوب ؛ لترتشف منه بعض الماء ثم اخذت تفتح الاورق التي بيديها ، هذة الأوراق كانت متجمعة و لها غلاف مكتوبُ عليه:- (الأب القاتل) فتعجبت بيل لهذا الاسم!!
فبدأت تقرأ مابداخل تلك الاوراق .
فترى في الصفحة الأولى مكتوب ( عذراً عائلتي فأنتم تستحقون الموت) ، اندهشت بيل رعباً مما تقرأه ليجذبها ذلك العنون لمعرفة ما ورأه …فتقرأ في بعض الصفحات لتجد مكتوبُ به
أنا جاك ماركوس ، صاحب قصر عائلة ماركوس ، و لدي ثلاثة اولاد (جان) و (اندرو) و ( ريان ) ، وأبنة واحدة(لورا ) كان جان هو أبني الاكبر فقد سافر إلى أحد الدول الأجنبية؛ ليكمل دراسته و منذ أن سافر انقطعت أخباره فأصبحت لم أعلم عنه شيء ، أما اندرو فكان في المرحلة الأولى من التعليم الثانوي و ريان كان في المرحلة الرابعة الابتدائية و لورا كانت في مرحلة الثاني الاعدادي.
و كان لدي زوجة كنت أحبها حقاً و مازلت ، و لكن ذات يوم اكتشفت أنها تخونني مع أعز صديق لي ، فغلي الدم في عروقي حتى عزمت على الانتقام منهم رداً على خيانتهم لي، و بالفعل قتلتهم وقمت بدفنهم في حديقة قصري، ثم بعد مافعلته أصبحت لا أشتهي الحياة ، فتمنيت الموت كثيراً و لكن كنت أخشي على أبنائي من ظلم الحياة فهم في مُقتَبل العمر، و لكن من سيرعاهم؟! من سيحافظ عليهم؟! فشُلّ تفكيري وأصابتني حالة من الجنون .
حتى عقدت الأمر على أن أقتلهم و بالفعل قتلتهم و قمت بدفنهم بجانب والدتهم حتى يتونسوا بها، فهم حقاً يستحقون الموت.
و لا يستحقوا أن يعيشوا في مجتمع تأتي منه الخيانة من أقرب من عاشوا بقلوبهم ...
فماتت عائلتي جميعاً و لم يتبقى غيري لكن من يقرأ هذه الاوراق لا يبحث عني فبعد جريمتي هذا سأبيع هذا القصر و سأقتل نفسي لأنني لا أستطيع العيش فأنا ايضاً أستحق الموت .
جحظت عيناها مما قرأت و هنا تسأل بيل نفسها:-”هل هذه الأمور كلها حقيقة؟! والقصر مسكون فعلاً بسبب الناس التي دفنت فيه ؟! ولا كل هذا بسبب أني أعيش وحدي و هذا ما جعلني أتخيل أمور غير موجودة من الأصل؟!
ظلت بيل على هذا الحال تفكر فيما حدث، وماذا ستفعل؟؟ هل ستبقي بالقصر أم تتركه؟ حتى عزمت الأمر في النهاية على أنها ستترك القصر بلا رجعة و تعود إلى جدها الذي حاول أكثر من مرة إجبارها على العيش معه لأنه كان يخشى عليها من العيش بمفردها، و لكنها رفضت أن تترك المكان الذي عاشت به .
و لكن الأمر الآن يختلف فهي لم تعد تتحمل كل ما يحدث لها بالقصر.. فالوحدة كادت أن تقتلها ، و بالفعل قررت أن تذهب إلى جدها في ذلك الوقت فقامت بجمع أشيائها كي تترك هذا القصر اللعين، ثم أخذت حقيبتها وخرجت من باب القصر كان الوقت قد تأخر ولا يوجد أحد على الطريق، و كان الجو كالح السواد و لا يوجد أعمدة إنارة تنير طريقها، فقررت أن تعود إلى القصر تقضي تلك الليلة إلى أن يأتي الصباح...
و بالفعل عادت بيل مرة أخرى و نَسيت بوابة القصر مفتوحة، و إذا بها تدخل من الباب الداخلي للقصر فيغلق الباب من خلفها تماما ، وترى كل أبواب الغرف تفتح و تغلق و شعرت بأن أرجاء القصر تهتز وكأن هناك زلزال قد حدث.
فتسقط الأشياء على الأرض ، فصرخت بيل وطرقت بيديها على باب القصر كي تجد أحدا ينجدها و لكن استمرت في الصراخ و إذا بها تجد أمامها ذلك الشبح الذي تراه كل مرة يقترب منها ويمد ذراعيه ناحية رقبتها فينقطع صوت بيل عن الصراخ، و تسقط ع الارض فاقدة للوعي حتي حل صباح يوم جديد، و بيل مازالت ملقاة على الأرض .
ماتت بيل رعباً بما حدث الليلة الماضية أم ماذا؟!
في ذلك الوقت كان خارج القصر قد أتى شاباً يقرب الثلاثين من عمره يترجل من سيارته أمام القصر فينظر إلى بوابة القصر ليراها مفتوحة و لكن لا يوجد بها أحد ، فيدخل إلى حديقة القصر ويتمعن في جمالها وينظر لها بدقةو كأنه يتذكر شيء، حتى وصل إلي الباب الداخلي للقصر ليراه أيضاً مفتوحاً فيتعجب من ذلك!!
ثم دخل و أخذ ينادي:-” أبي !!! ..أمي .. يا اندرو… يا جااان.. لورا أين أنتم…؟!" ولكن بلا جدوة….
و إذا بِه ينظر فيجد بيل ملقاة على الأرض.، فتعجب!!
اقترب منها كي يوقظها حتى يعرف من تكون؟؟ و ما الذي يحدث ؟!! و بالفعل فاقت بيل و نظرت إليه ففزعت و وضعت يداها على وجهها وصرخت. !! انت من؟!! لااااا ، لا أريد الموت ، ابتعد عني ،لا تقتلني ، أنت شبح من الأشباح الذين يسكنون القصر ابتعد عني ، فأبتعد عنها قليلا كي تطمئن وحدثها :-” لا تخافي ، أنا بشري مثلك واسمي جان و إن كان هناك أحد يريد قتلك سأنقذك منه ، سمعت بيل هذه الكلمات انتفض قلبها اطمئناناً لما سمعت ثم ابعدت يداها عن وجهها و نظرت إليه و تأكدت أنه بشر مثلها و ليس الشبح الذي كانت تراه كل مرة فنظرت له وزقالت بصوتٍ خائف صوت يمزق القلب :-” هل من الممكن أن تنقذني من هنا؟! أحس جان أنها تعاني حقاً لكنه لا يعلم ما كانت تمر به فقال لها :-” لا تقلقي سأنقذك ، و لكن ممن ؟
أطمئنت بيل و بدأت تحكي له ما كانت تراه وما حدث لها ، إلى أن قالت و هي تتحدث :-” القصر هذا خاصة واحد يدعي جاك ماركوس وقتل زوجته و أولاده و دفنهم هنا”.
فتعجب جان مما سمعه من بيل فقالت بصوتٌ يائس :- ” أنا أعرف أنك لن تصدقني و ستقول أني مجنونة ، ” ثم أكملت و هي تشير بيديها إلي الورق الموضوع ع المنضدة :-” لكن هذا الورق فيه كل شيء ” .
أطلع جان علي الأوراق و عرف حقيقة هلاك عائلته، و حزن حزناً شديداً على ما حدث لهم و موتهم بهذه الطريقة و ندم على انقطاعه عنهم و بدأت الدموع تتناثر من عيناه لاحظته بيل فقالت :-” لماذا تبكي!؟ ” مسح جان دموعه ثم قال لها:-” أنا جان جاك ماركوس و تلك العائلة الميتة هي عائلتي ”.
نظرت له بعينٍ دامعة فعلمت أنه هو ايضاً أصبح وحيداً مثلها فهي قد جربت ألم الوحدة و قسوتها و كم عانت منها ، نظر لها بابتسامة ثم قال :” القصر هذا ملكك ، ستتركيه وتذهبين إلى أين ؟!! ”
قالت :” لا من المستحيل أن أعيش هن من جديد سأذهب للعيش عند جدي ” و بالفعل وافق احمد على طلبها و أخذها و ذهب بها إلى جدها و عاشت معه كي تنال جزءًا من الأمان الذي حُرمت منه سنوات .
أما جان ماركوس فقد عاد إلى القصر ليعيش به باقي أيام حياته...
مع أشباح عائلته.التي قامت بقطع رأسه بالنهاية عن جسده..
ويقال أن هناك بقعة في حديقة القصر...
لا يوجد فيها زهور أو عشب و مهما أمطرت عليها تبقى جافة...
هي البقعة التي سكنتها العائلة كلها بعد موتها ليونسوا بعضهم...
والقصر بقي مهجوراً ولم يسكنه أحد بعد ذلك...
وبقيت الأشباح هي من تسكنه فقط
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top