الفصل||02
مُشَاهَدَتْ جِرْمُ حَسْنَاءٍ مِن بعيدٍ لهو أمرٌ جيدٌ بالنسبةِ لي ، تَحْتَسي الكحول الفاخِرة تحتَ أنغامِ الموسيقى الصاخبة دْونَ الإِكْتِراث إلى أيَّ مخلوقٍ ثملٍ يحوّمَ في الأرجاءِ بلْ تَشربُ مِنَ النبيذِ ما يشبعُ حلقِها الجاف تَنتظرُ جَسَدْهِا الصغيرِ أن يثملَ.
نَزلتُ مِنَ السُلمِ و قْدتُ قدميّ إلى البارِ الذي تجلسُ بهِ هي، أُراقبُ تحركاتها على بعدٍ قليلٍ بينها و بين جَسَدْي ، لا يسعني الإِنتظارِ و رؤيتها أمامي تضحكُ و تشارك حديثها الطويلُ و المَّملِ معي. رغم أنَّي أودُ التقربُ مِنها مِن أجلِ الورثِ الذي ورثته هي مِن الرئيسِ الراحِل كيم.
اشتريتُ هذهِ الحانةِ مِن أجلِ التقربُ منها لا أكثرُ مِن ذَلِكَ و لا أقلُ، حينذاك اشترط عليَّ صاحب الحانةِ السابق جلوسهِ في المكتب بدلٍ مني كونيَّ أَحَبَّذُ العمل في الشركاتِ و هذهِ الأمور إلا و أنَّي عرضتُ عليهِ جلوسِ في البارِ أُعطي فَاتِنتي القليلُ مِنَ المشروبِ فقط في هذا الوقتُ مِنَ الليلِ و في الصباح أكونَ نائبًا للسيد كيم جونغ أن.
ألتفَ جسدها سريعاً أجهلُ ما تبحثُ عنه لكنِّي أدرتُ جسدي على وتيرةٍ أسرعُ مِنها، حالما هدأ الوضعُ ألتفتُ ناحيتها و لمْ أجدها في مكانها. أيقنتُ بأنَّها غادرتْ الحانةِ أو ما شابه، على حيّنَ غَرَّةٍ إِنْبَثَقَ جسدها مِن لا مكان و رَسَتْ أمامي :
" أنا رأيتكَ في مكانٍ ما قبلَ مدةٍ، هل لي بمعرفةِ أين رأيتكَ يا ترى؟ "
بَلَعتُ بَلْبَلَةِ صوتِي و شَزَرتها :
" هذهِ أول مرةٍ نلتقي بها هنا سيدتي، لذا لا أفقه أن كنتِ قدْ رأيتِ وجهي سابقاً أم لا "
حَنَتْ جذعها و تَمَسكتْ بمقدمةِ قميصي، نَّظرها معلقٌ إلى الأسفلِ و يديّها تأخذُ مساحةً وافيةً فوقَ جَسَدي :
" أنا متأكدةٌ أنَّي قدْ رأيتُ وجهكَ سابقاً، لو أنَ ذاكرتي لا تخونَ رأسي لكنتُ قدْ ذكرتُ لكَ أينَ رأيتكَ دْونَ أن أسأل حتى "
قلصتُ الفجوةِ بين حاجبيّ و أَزحتُ يديّها عني، وضعها باتَ صعبٌ جداً هي ثملَةٌ و تجهلُ ما تقوله، إذْ استيقظتْ غداً و تذكرتْ ما قالته اليوم لربما تقدمُ طلب إنتحارٍ و تقدمُ طلبَ عملٍ عندَ إبليسَ في النارِ بدلاً مِنَ العملِ في شركةٍ ضاعَتْ كرامتها بها. جَرَّيتُ جسدها خلّفَ جسدي و خرجنا معاً، أريدُ معرفة أمرٍ واحدٍ فقط؛ ما الذي تفعله في مثلِ هذا المكانِ وحدها في الليلِ و لمَ قد تأتي إلى هنا و هي تمتلكُ مِنَ الأموالِ ما يكفي لإنشاءِ حانةٍ لها وحدها في البيتِ؟ لكن جلوسها هُنا عادَ لي بمصلحةٍ لكونَّي رجلٌ يَعرَّفُ كُلَ شيءٍ عن النساءِ و أُلْيقُ لهذا المجالِ. لذا سيكونَ مِنَ الجيدِ الذهابِ معها في هذا الوقتِ دْونَ أدنى معرفةٍ مِنها.
أَدْخلتُ جسدها الصغيرِ داخلِ السيارةِ و تَغْلغْلتُ أنا إلى جانبها أقودُ السيارةِ، طيلةِ الوقتِ و هي نائمة لا تتحرك و إذْ تحركتْ فهذا يعني أنَّها تتقلبُ أثناء نومها أو أن السيارةِ لا تُريحُ حضرتها. بالكادِ توقفتْ عن الحركةِ، بالطبع فغادةٍ تعيشُ برَخَاءٍ أنَّى لها أن تُجربُ عِيشةِ الأدنى مِنها رَخَاءًا؟
ثَبَتُ السيارةِ جانباً و مَحَّصتُ النَّظرِ إليها دْونَ نَابِضْ، ملامحُ وجهها هَيِّنةٌ عكس ما تبدو عليهِ عِندَ صَحْوَتِها فالفَظَاظَةِ تَتَجَبَّرُ عليها حينذاك . جمالِها يروقُ العينينِ ، و رقّتها تسحرُ القلوبِ ، أنا أَعْرَف الأنثى إما كيدٌ مُبَجَّلٌ أو حُبٌّ وَقُورٌ ، و أنت من يحدد مصيركَ ، فإن تَآمَرتْ عليها تَآمرتْ لك ، وإن أحببتها تَوَلَّعتْ عشقاً بكَ .
قدتُ السيارةِ إلى منزلها، الوقتُ قد تأخر و لا يجب عليها العودةِ في هذا الوقتِ بمفردها لذا كان مِنَ المفروضِ عليَّ إيصالها، تَوَقفتُ عِندَ بوابةِ منزلِها و تَرجَلتُ مِنَ الداخلِ و هَرْوَلتُ لها. حملتُ جسدها الصغيرُ بين يدي و إذْ بها تضعُ رأسها داخلَ صدري. مهما حصل فالأنثى تُحِب أن تُعامل كطفلةٍ دائماً مهما كَبُرتْ.كَانَتْ وَ مَازَالتْ أنِيسِيةِ ليْلِي الحَزينةِ ,وَ رفِيقَةِ إبتسَامَتِي كُلّ صبَاح ، تَمكَنتْ مِنْ قلْبي الصَغِير حَتى لَمْ يَعد يَخفِقُ إلاّ لها ، جَعلَتْ مِنّي بأنُوثتِهَا رَجُلاً يَختَلِفُ عَنْ كُلّ الرجَال لا أرضَى لهَا بَدِيلاً يسْكُنُني و إنْ كانَ البَديْلُ كالعِطرِ فَريداً.
فُتِحَ البابِ بعد أن سُمِعَ صوتي مِنَ السماعةِ الخارجية و وَغَلتُ إلى داخلِ البيتِ، كانَ هادئاً و الطقسِ بهِ بارداً و مُظلماً . البيتُ شبهُ فارغٌ مِنَ الحياةِ و كأنَ الحياةِ عُدِمَتْ بسبب الثلجِ الذي يتساقطُ منه دْونَ رحمةٍ، ألَّا تمتلكُ خدمٌ أو شيءٌ مِن هذا القبيل؟
سَارتْ قدميّ إلى بدايةِ السُلمِ تُحاولُ الصعود و إذْ بكلبٍ ينبح وقفَ وراءِ ظهري يَجَرُّ مؤخرة بنطالي يمنعني مِنَ الصعودِ . يحسبُ أنَّي زائرٌ يَرغبُ بخطفِ صاحبتهِ لا يدرَّي بأنَّها فعلتْ العكس بي. دَفَعتُ جسدهِ بمؤخرةِ قدميّ و هَرْوَلتُ صعوداً إلى فوق. رَدَعتُ البابِ قوياً و تَغْلغْلتُ إلى داخلِ الغرفةِ، حَطَّيتُ جسدها على السرير و نويتُ الرحيلِ غير أنَّ تَعَلَّقُ أصابعها بي منعني من فعلِ ذَلِكَ. مِنَ العَظِيم أن أبقى هكذا لوقتٍ قصير فرؤيةِ وجهها و هي بهذا القربِ المُمِيتِ مني يجعل صدري يشَدُّ النفس بالحَتْفِ .
عجزتُ عن الحديثِ للحظاتٍ ففي وَصفِهَا تَنتَحِرُ الحُروف و تتلاشى الأبجدياتِ مِن اللغةِ . طيفها حِينَ يَزورُنِي يَبعَثُ الحَياةَ برُوحِي اليَابسَةِ ، جُـنـونها يسْلِبُ لُبّ عقلي و شَعـرُهَا عشقي وَ هَذيَانِي الفَريد ، صَــدرهَا رِوايَةُ الرَحِيلِ إلَى مَنفَى الدِفْء و عَـينـاهَا الخُلودُ وَ البَقَاءُ حِينَ يَنتَحِرُ الزمَان
، خَاصِرتهَا حَولَهَا تَدور كُل التَفاصِيل الشَهِيَة و صَــوتـُـهَا سِنفُونِيةُ عِشقٍ لاَ تَتكَرر.
لمْ تَصَبُّرُ روحي مِن رؤيةِ شفتيها دُونَ وضعِ قبلةٍ صغيرةٍ فوقها كأن روحي تَكَدُّ لأجلِ أبقاءَها حيةٌ و أنا أُشَتَّتُها للحصولِ على ما أَجشعُ إليهِ. أَزَلتُ يديّها الصغيرةَ عني و سَعَتْ قدميّ للخروجِ .
بَعْدَ حِين أَدْرَكتُ البيتِ و أَمَّمتُ إلى غرفتي، ما أن آذَتْ قدميّ الأرضِ حتى رَجّ الهاتف يدَنْدَن نغمةٍ غَديتُ أمَقَّتُ سماعها. حالما رفعته إلى أُذني صَدَحَ صوته يعَاتب :
" لمْ نراكَ هذهِ الليلةِ معنا، أوجدتَ من هم افضلُ منا و اتجهتْ لهم أم أنَّك طَفِقتَ لكرهنا؟ "
مدَّدتُ جسدي على السرير أُراقبُ سقف الغرفةِ و أَتَنَّصتْ حدَّيثهِ :
" ما بكَ تكلم! "
بقتْ حنجرتي ثابتة لا تتكلَّم ، لا أَمتلكُ أيَّ عذرٍ للحديثِ عنه و أَثبتُ براءة نفسي كُلَّ ما امتلكه هو عُذري الشرعي و يكونَ هي.
" لا أعرَّف أيَّ نوعٍ مِنَ الأعذارِ سأُعطيهِ لك سوى أنَّي كنتُ عندَ رئيسة الشركةِ مِن أجلِ بعض الملعوماتِ "
كيم جونغ أن سَوفَ تُرسمُ عليكَ ملامحُ الصدمةِ بلا شكٌ في ذَلِكَ، فأنَّى لمينّي دعوتي لحضورِ شيءٌ يخصها و يخصُ العمل دُون استدعاء حضرتهِ؟ برَبَّكَ بيون بيكهيون أ لم تجدْ عُذرًا غير ذَلِكَ كيّ تُعطيهِ لجونغ أن؟ .
قلبتُ جسدي إلى النَاحِيةِ الأخرى أَتَرَصَّدُ النافذةِ ، بغتةٍ دَبَّتِ الفَوْضتِ بها ، جذعِ الشجرةِ يَتَخَّبط بها طيّلةِ الوقتِ يذكرني بفيلم الرعبِ الذي لطالما كرهتهُ مذُ ولادتي إلى هذهِ الحياة. فمجردُ التفكيرِ بهِ يخَشُّ الذَعِرِ إلى لُبَّ فؤادي و يغَرَز شعورِ الموتِ إلى داخلي.
تَجَشَّمتُ أَعَرَّجُ إليها و جسدي يَتَقَلْقَلُ جَزعاً. و بهذا المُعدل ضاعتْ هَيْبَتُكَ بيكهيون.
بِصُورَةٍ مُتَقَطِّعَةٍ جونغ أن يصَخِبْ :
" بيكهيون! ما بكَ؟ هل إِنْقَضَى على صوتكِ أم ماذا؟ "
دُونَ تَأْخِير تَسَلَّلتْ الكلمات إلى جوفِ حنجرتي و تَغَلْغَلتْ أصابعي إلى مؤخرةِ رأسي تُدَعَكُ شعري و التَوَدَّدُ صَادَرٌ منها :
" مجرد أنَّي أَبتعدتُ بضعِ دقائق عن الهاتف و ضَجَّيجكَ لا يتوقف عن نداءِ اسمي، باللَّهِ عليك يا جونغ أن أرحمْ سمعي قليلًا "
تَضاحَكَ بصوتٍ عالٍ ثم ما انفكَ عن مداهمتي:
" فهمتُ إذاً ، كنتَ خائفاً من صوتِ الرياح الذي يُداعبُ شجرةِ حديقتكَ المُطلَّةِ على نافذة غرفتكَ صحيح؟ "
ما فَتِئ عن التَهَازُؤ بي و ظلّ على هذهِ الوَتِيرَةِ بصورةٍ مستمرةٍ دُونَ إِنْقِطاعَ إلى وقت إِنْتِهاء المُكالمةِ. رَمَيتُ الهاتف على الطاولةِ و مَدَّدتُ جسدي مرةً ثانيةً على السرير انتظرُ النومَ يزورني و لو لثانيةٍ واحدةٍ بلْ لساعةٍ على الأقل كيّ تشبعُ عيني مِنَ النومِ و أذهبُ إلى الشركةِ صاحياً دُونَ نُعاسٍ.
بَعْدَ حِينٍ رَقَدتْ عيني و لمْ أشعرُ سوى أنَّني دخلتُ في حلمٍ أشبه بأحلامِ البعضِ في الحقيقةِ و معظمها كانت أشبه بحياتي الواقعيةِ التي تجري خلف رئيسة الشركةِ لنيل الورثِ منها. بينما أنا كنتُ واقفٌ أمامِ بوابةِ الشركةِ كانت هي واقفةٌ فوق المبني يسترُ جسدها فستاناً أبيضَ اللونِ و كأنَ الملاكَ تنازلُ عن رتبته و نالتها هي. شعرها يتطاير بفضلِ الريحِ القويةِ و شكلها كان جميلاً كفايةً كيّ يُطيحَ بحُبَّها ألفِ رجلٍ ، نَّظراتها الصفراء لي باتت و كأنها الشمسُ في أفقِ السماءِ هُناكَ تستقرُ و هناكَ ملجأها. تَفَرقَ فمها و أَمْستْ تَروي لي كلاماً أَجهلُ سماعهِ و رُسِمتْ ابتسامةٌ خفيفةٌ على وجهها و حِين غرةٍ سقطَ جسدها مِنَ السماءِ إلى الأرضِ حتى ارتعشَ جسدي يُعلن عن إِستيقاظَ روحي على صوتِ رنين الهاتفِ. وضعتُ يدي فوق صدري اتحسسُ مكان قلبي ثم حَمَلتْ يدي الهاتف و رحتُ أَتَنَصَّتْ :
" الوضعُ في الشركةِ مُزرٍ لمَ لا تتفضلُ هُنا دْونَ مشاكل سيد بيون بيكهيون! "
سَأخبرَكُم سِراً !
إنْ حَاولَ أحدٌ ما اقتَحامَ قَلبي ، فلَنْ يجدْ لهَا أثَراً
إلاّ إنْ تصدرُ هِي مَرسُومَاً يَأمُرنِي بالإفصَاحَ عَنْهَا
[ وَ ذَلِكَ مِن المُستَحِيْل ]
.
.
.
.
.
هلااااا 😈
اشو حسيت الرواية بدت تحمى شوية 😂😂😈 بس لحد هسا الحماس باول طريقه 😁سوو انتظروا القادم
هاي الرواية رح تتحدث بصورة سريعة ع حسب الطلب من صاحبة الفكرة لذا ترقبوا نزول الثالث قريبا ❤
سأضطر التوقف عن كتابة افتراء و باقي الروايات من أجل الوصول إلى منتصف هذه الرواية و رواية احتواء 🤧
رأيكم بـ
بيكهيون !
ميني!
جونغ أن و سخريته من بيكهيون؟
ماذا حصل في الشركة حتى يتصلوا ببيكهيون في هذا الوقتُ المتأخر؟
هل سينجح بيكهيون في إيقاع ميني له و بسهولة؟ و هل سينجح بأخذِ الورثِ رغم بكونها أرملة و من المستحيل ان تحب رجل؟
رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم 😁😈
Be safe from coronavirus 💐
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top