الرابِع|مافِن.
-
لاحظَ شون ملامِح التردُدّ التى ترنَّحَت بين تقاسيم وجهُها اللطيف،مُناوِراً بين عينيها و كفّيها اللذان يقبِضان فوق ثوبِها الطويل بتوتُّر إحتواها،لكِن بالنهايةِ فهو يعلَمُ سببُ ما آلَت إليهِ حالتُها.
وجراء ذلِك قد إبتسَم.
أعادَت خُصلتُها لخلفِ أذُنِها بتوتُّرٍ مِن جديد،قبل أن تتحمحمَ مُجييبةً بتلعثُمٍ:"لـ لا أعلَم،لا أُريد التأخُّر و لا يجِدنى أخى بالمنزِل حينما يعود،ستكون كارِثة.."
"لا بأس،لَن أدعكِ تتأخّرين،فقط المافِن و سأترُككِ ترحلين.."طمأنها مُحاوِلاً جعلها توافِق،مِمَّ جعلها تتنهَّد قبل أن تومئ مُبتسِمةً.
"هيّا إذَن؟"سألها باسِطاً يدهُ مِن جديد إليها،لتُرسى خاصّتُها داخِلها،قبل أن يجذبُها بلُطفٍ خلفهِ جِهة منزلهِ،تارِكاً چاسمِن تجلِسُ بالحلقة.
"والداى مُسافِران برحلةِ عملٍ،لذلِك لا تقلقِ،لَن يُزعجُكِ أحدٌ.."صرَّح شون بإبتسامةٍ مُخرِجاً مِفتاح منزلهِ المُجاوِر للحظيرةِ مِن حوزتهِ بيدهِ الحُرّة،قبل أن يقوم بفتحِ الباب دالِفاً برِفقة سِييرا.
"مرحباً بكِ بالمنزِل.."رحَّب بِها مِن جديدٍ جاعِلاً مِنها تُقهقِه على بلاهتهِ،قبل أن تلحَظ أحدهُم يستلقى بإهمالٍ فوق الاريكةِ غافِياً.
"شون.."همسَت جاذِبةً إنتباههِ ليلتفِت إليها،جاعِلاً مِنها تُشير إلى ذلِك الذى يبدو و كأنّهُ جُثّةٌ هامِدة.
"مَن هذا؟"تسائلَت بهمسٍ مُعيدةً نظرُها لشون،ليُقهقِه قبل أن يُجييبها قائلِاً:
"ذلِك نايل.."سار جِهتهُ برِفقة حقيبة الكعك قبل أن يُردِف مُصرِّحاً:"مِن المُفترض أنّهُ خادِمى،لكِنّى لا أعتبِرهُ كذلِك،هو صديقى قبل كُل شيئ.."
"أهو بخيرٍ؟"تسائلَت بقلقٍ فارِكةً أناملها سويّاً،جاعِلةً مِن شون يبتسِم،قبل أن يجثو على رُكبتيهِ أمام نايل المفتوح الفاه.
"إنّهُ بأفضلِ حالٍ،أنظُرى.."طمأنها شون مُخرِجاً إحدى الكعكات مِن الحقيبة،قبل أن يقسِمها لشقّين،واضِعاً أحد الشقّين داخِل فاه نايل المفتوح،ليبدأ نايل بتناولُها أثناء نومهِ.
"يا إلهى.."قهقه شون بصخبٍ جاعِلاً مِن سِييرا تُقهقِه برفقتهِ عمّا فعلهُ نايل،قبل أن يبدأ بفتحِ مُقلتيهِ بنُعاسٍ جراء صوت قهقهتهُما المُرتفِع.
"ماذا؟"تسائَل بإنزعاجٍ فارِكاً مُقلتيهِ ريثما يمضُغ الكعك،قبل أن يُبعِد يديهِ مُستقيماً مِن إستلقاءهِ.
"ما الذى وضعته بفمى؟"تسائلَ فارِكاً خُصلاتهِ البُنيّة،ليرفَع شون الحقيبةِ واضِعاً إيّاها فوق ساق نايل.
"ذلِك كعكاً أحضرتهُ سِييرا.."أخبرهُ شون مُلقِياً نظرةً لسِييرا التى تنظُر لهُما فحسب.
"سِييرا؟ تِلك التى أخبرتنى عنها و عَن كونها لطـ..-"صرَّح نايل جاعِلاً مِن شون يُصمِتهُ بالكعك،قبل أن ينهَض ليسير جِهة سِيير مِن جديد،مُستشعِراً نايل الذى ركلهُ بمؤخِرته.
"مرحباً!"رحَّبَت سِييرا بنايل مُلوِّحةً لهُ بإبتسامة،ليبتسِم مُلوِّحاً لها بخِفّة،قبل أن يسقُط أرضاً بسبب قذف شون لهُ بأحد الوسائد الضخمة و الثقيلة.
"ذلِك أفضَل.."علَّق هامِساً جاعِلاً مِن سِييرا تُقهقه مُجدداً،قبل أن يجذِبها برفقتهِ جِهة المطبَخ.
طالعَت سِييرا وجه شون الذى إكتسبَ الحُمرةِ جراء الضحِك،جاعِلاً مِنها تُقهقِه داخِليّاً على مظهرهِ،مُطلِقةً عليهِ 'طماطِم' كلقبٍ جديدٍ لهُ بديلاً عن 'الدجاجة البيضاء'.
"مافِن شون اللذيذ!"تفاخَر شون ريثما يُخرِج لها المافِن ليضعهُ أمامُها،جاعِلاً مِنها تلتقِط إحداهُم قاضِمةً قِطعة.
همهمَت بإنبهارٍ و تلذُذ،قبل أن تستكمِلها جميعها مُبديةً رأيها بإعجابٍ شديد:"إنّها رائِعة!"
"حقّاً؟،وددتُ أن أفتَح مخبزاً خاصّ بى يوماً و أصنَع بهِ جميع أنواع الكعك و المافِن أيضاً.."صرَّح مُبتسِماً،خاتِماً حديثهُ بإلتقاطِ إحدى قِطَع المافِن.
"صديقتى المُقرَّبة تملِكُ مخبزاً،ليس ملكُها بالمعنى الحرفى لكِنّها تقوم بإعداد جميع أنواع المخبوزات و تبيعُها.."أخبرتهُ مُتناوِلةً قِطعةً أُخرى مِن المافِن،قبل أن تُضييف مُتسائِلةً بإقتراحٍ:
"لِمَ لا تأتِ إلى مخبزُها يوماً؟،أعنى..هو ليس بعيداً عن هُنا،يُمكِنك سؤالُها عن صُنع المخبوزات برفقتُها،تجرُبة مُقابِل تجرُبة.."
رسم إبتسامتهِ اللطيفة،قبل أن يُناوِلها آخِر قِطعةِ مافِن قائِلاً:"سأُحِب ذلِك.."
بادلتهُ سِييرا الإبتسامة ريثما تُداعِب سروالِها الطويل جاعِلةً مِن شون يُراقِبها بتمعُّن وكأنّها لُعبةٌ جديدة لطفلٍ صغير.
أعادَت أنظارها لهُ ليتوتَّر مُبتسِماً كالأحمَق،ثُم تنهَّدَت طويلاً قبل أن تُخبرهُ بخفوتٍ:"علىّ الرحيل.."
"بتِلك السُرعة! أنتِ حتّى لَم تجلسِ!"تعجَّب شون مِن أمرِها بعُقدةٍ بين حاجبيهِ،لتبتسِم قبل أن تفرُك كفّيها سويّاً.
"لرُبما مرّة أُخرى شون،أشكُرك على المافِن و چاسمِن حقّاً.."شكرتهُ بلباقةٍ مُعتذِرةً بالبقاء،ليتنهَّد بقِلّة حيلة قبل أن يومئ مُعاوِداً الإبتسام.
"فلتأتِ كُلّما أردتِ المجيئ،سأكون مُتواجِداً.."صرَّح ريثما يُرافِقها جِهة الباب،لتومئ لهُ بإبتسامةٍ.
"سآتى للمخبَز غداً،هلّ لى أن أفعَل؟"تسائَل بعدما فتحَ لها الباب،لتومئ لهُ سريعاً.
"فلتأتِ وقتما شِئت،إسأل أىّ شخصٍ عن مخبَز ريناتا و سيدُلَّك.."أجابتهِ ببساطةٍ مُتنهِّدةً مِن جديد قبل أن يحِلّ الصمت،ريثما يُطالِعان بعضهُما بإبتسامةٍ.
"وـ وداعاً.."همسَت قاطِعةً الصمت بتوتُّرٍ عِندما وجدَت أنّهُما فقَط ينظُران لبعضهُما كالعُشّاق،ثُم إلتفتَت لتُغادِر،جاعِلةً مِن شون يُلوِّح لها مُغلِقاً الباب،مُستنِداً عليهِ بإبتسامةٍ هائِمة.
"يا إلهى شون! بدوتَ و كأنَّك عاشِقاً.."صرَّح نايل بدراميّة مُخرِجاً إيّاه مِن عالمهِ الوردى،جاعِلاً مِنهُ يُدحرِج عينيهِ بكللٍ.
"إنّها لطيفة،و فاتِنة.."صرَّح شون عائِداً لعالمهِ الوردى بتنهيدةٍ،جاعِلاً مِن نايل يُلقى عليهِ ذات الوسادةِ الثقيلة،لينظُر لهُ بغضبٍ قبل أن يصيح راكِضاً جِهتهِ:
"سأجعلكَ تندَم نايل!"
-
|صباح اليوم التالى|
لَم تستطِع سِييرا النوم طوال الليّل،كونُها كانَت تُفكِّر بشون و لُطفهِ الزائِد برفقتُها،منحِها تِلك التجرُبةِ التى لطالما أرادَت فعلها يوماً،كُل ما حدَث بينها و بين شون قد إستحوَذ عقلها بالفِعل،جاعِلاً مِنها عاجِزةً عن جعل جفنيها يتعانقان.
ذهبَت لريناتا فى الصباح مُباشرةً،مُطلِعةً إيّاها على جُل ما حدَث،وعلى مجيئ شون الغير متوقّع بأىّ وقتٍ.
"هل أبدو جيّدة؟ أم أرفَع خُصلاتى للأعلى؟،ستكون أفضَل صحيح؟"تسائلَت سِييرا للمرّةِ المِئة،جاعِلةً مِن ريناتا تهُز رأسُها بقِلّة حيلة.
"سِييرا،عزيزتى،إنّهُ لَن يأتِ ليتزوّجكِ،هو فقَط آتٍ ليصنَع بعض الفطائر و المافِن برفقتى!"سخرَت ريناتا مِن لهفةِ سِييرا الغير معهودة البتّة.
هى لا تهتَم بمظهرها كما تفعَل اليوم.
"أُريد أن أبدو جميلة!"تذمّرَت سِييرا ريثما تُعدِّل خُصلاتُها مِن جديد،جاعِلةً مِن ريناتا تُقهقِه على لهفتُها تِلك.
الغريبُ بالأمر،هى قابلتهُ منذِ ثلاثةِ أيّامٍ فحسب.
حظَت بأوّلِ مُحادثةٍ قصيرة بينهُما منذُ يومين،و حظَت ببعضِ المرحِ برفقتهِ منذُ عِدّة ساعاتٍ تفصلُها عن البارِحةِ فقط.
أهو إعجاب؟
"كفى سِييرا،أرجوكِ.."توسّلتها ريناتا و هى تكاد تبكى عِندما رأتها تلتفُّ حول ذاتُها و تسيرُ ذِهاباً و إياباً.
"تُرى متى سوف يأتى؟"تسائلَت سِييرا بذاتُها بخفوتٍ،قبل أن تستمِع لصوتِ المخبَز وهو يتِم فتحهُ،ورأس شون المُبتسِم تظهرُ مِن فتحة الباب الصغيرة،جاعِلاً مِنها تبتسِم بعدما إلتفتَت إليهِ لتسمعهُ يتحدَّث مُصرِّحاً:
"مرحباً مِن جَديد!"
-
الميندِس أرمى الجامدين قداً؛)
بجد مبسوطة جداً جداً على رد فعلكوا الجميل دة،متوقّعتش ان حد هيقراها غير سلمي اصلاً.
salmamu01 اية ياسطا؛)
حلو الفصل؟ الاحداث مُمِلة ولا؟
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top