الثامِن|مشاعِرٌ مُبعثرة.

-
"بسببى!،أنا؟"صُدِمَ شون بشِدّة مِن حديث نايل الذى لا يستطيع تصديقهُ،ليومئ لهُ نايل إيماءةً صغيرة.

"أحد العاملون برفقتى رآها بمخبَز تِلك صديقتها ريتا رُبّما؟،ثُم جاء و أخبَر سيڤان أمام الجمعِ بأكملهِ أثناء فترة الراحة جاِعِلاً مِنهُم يضحكون و يسخرون مِنه،أعتقِد أنّهُ قد صبَّ غضبهِ عليها.."شرحَ نايل بتروٍّ جاعِلاً مِن شون يعقِد حاجبيهِ بإنزعاجٍ،قبل أن يُعيد نظرهِ للتِلفاز المُغلَق.

"عاداتُ الرييف و تقاليدُها ليسَت كالمدينة البتّة شون،أعلَم أنّك لَم تمضِ طفولتُك أو شبابُك هُنا،لكِنك مضيتَ وقتاً كافٍ لتعلَم أن الريف لا يُستحبّ بهِ صداقة الفتاة بالفتى،حتّى لو كانَت صداقةٌ بريئة خالِيةً مِن الشوائِب.."إسترسَل نايل خاتِماً حديثهُ بتنهيدةٍ،جاعِلاً مِن فكّ شون ينقبِض بغضبٍ،قبل أن يبدأ الإحمرار الطفيف بالإنتشار على وجنتيهِ ريثما لايزال يُحدِّق فى اللّا شيئ.

"أعلَم.."أجاب على مضضٍ بخفوتٍ،قبل أن ينظُر لهُ مُضييفاً بخفوتٍ:"أتعلَم،هى حتّى ليسَت صديقتى،ليسَت حبيبتى،هى شيئٌ ما بالمُنتصَف ولا أعلَم ما طبيعة علاقتُنا،لرُبما لَم أصِل برفقتُها لمشاعِر الحُب،لكِنّى أعلَم جيّداً أن بعد فترةٍ قصيرة سأقعَ بحُبِّها تماماً و لَن أعود.."

تنهَّد طويلاً،قبل أن يفرُك وجههُ مُسترسِلاً:
"حسنٌ أنا..أملِكُ بعض المشاعِر داخِلى مِن أجلِها،لرُبما إنجذابٍ أو ما شابَه،أعلَم أننى لَم أتعارَف سوى مِن أيّامٍ فحسب،لكِنّ هى تجذبُنى جِدّاً،كُل شيئٍ بِها يجعَل مِن قلبى يهوى بسروالى كُلّما رأيتُها.."

إبتسمَ نايل بجانبيّةٍ على صديقهُ المُشتَّت مُستمِعاً لهُ يُعاوِد الحديث مِن جديدٍ كالثرثار:

"أنا..أنا أكره الفتيات الخجِلات،لكِنّى أحببتُ خجل سِييرا مِنّى،إحمرارُ وجنتيها و وضعُها لخُصلتُها خلفُ أذُنها لتُخفى ذلِك الخجل،و أكره الأثواب الطويلة على الفتيات،لكِنّى أحببتُ خاصّة سِييرا،يبدو لطيفاً على جسدُها الصغير مُقارنةً بخاصّتى،و جذبُها لأطرافِ أكمامهِ عِندما تتوتَّر،و أكره الفتيات الريفيّة لأنهُن مُمِلّات جِدّاً،لكِن و اللعنة أحببتُ كُل تفاصيل سِييرا الضئيلة.."تنهَّد مُجدداً ليُعيد المسح على وجههِ،جاعِلاً مِن نايل يُقهقِه على توتِّرهِ عِند الحديث عن سييرا.

"أنا مُختلّ؟،أجل،أنا مُختلّ.."تمتَم مُحدِّثاً ذاتهُ،قبل أن يلتقِط أحد الوسادات واضِعاً إيّاها على وجهِه،ثُم يبدأ بالصُراخِ مُحاوِلاً إخراج مشاعِرهِ المُبعثرةِ بالصُراخ.

"ياربّى،نايل أن لا أُحبُّها،لكِنّى أُحِب البقاء جوارِها،أُحب كُل شيئ بِها،كُل شيئ حرفيّاً،لكِنّى لازلتُ لَم أصِل لذلِك الحُب الحقيقى،أتعى ما أقول؟،لَن يفهمنى أحَد،أين أنتِ چاسمِن.."تحدّث كالأبله بسُرعةٍ مُحاوِلاً جعل نايل يفهَم شيئاً لكِنهُ لَم يفعَل،قبل أن ينهَض راكِضاً جِهة الحظيرة،تارِكاً نايل ينظُر لمكانهُ الفارِغ بتعجُّبٍ.

"لقد أصبتهُ بالعدوى و أصبَح يتحدَّث مِثلى.."همسَ نايل لذاتهِ،قبل أن يهُز رأسهُ بعدمِ إكتراثٍ،مُعييداً تشغيل التِلفاز.

فتحَ شون باب منزِل چاسمِم الصغير،ليجِدها مُستيقِظةً لكِن جالِسةً لا تفعَل شيئاً،ليتنهَّد براحةٍ قبل أن يتخِذ مجلِساً بجانِبها،مُعانِقاً جسدُها الصلب.

"أنتِ مَن ستفهمُنى چاسمِن،حبيبتى،أميرتى،فرستى القويّة و زوجتى،كَم أُحبُّكِ.."همسَ شون مُبتسِماً بإتساعٍ،قبل أن يضعَ أحد أرجُل چاسمِن الأماميّة فوق جسدهِ،لتُصبِح مُعانِقةً إيّاه.

"إسمعِ إذَن يا صغيرة،أنا أُحِب سِييرا،لا! لا أُحبّها،لكِنّى أشعُر بالإنجذابِ جهتُها،وددتُ تقبيلُها و بشِدّة و كأنّها قِطعة حلوى،لكِن الغريبُ بالأمر أننى لَم أشعُر بالشهوةِ أبداً،شعرتُ بتِلك الفراشات تحوم بمعدتى،لكِنّى لا أُحبُّها،لكِن مُنجذِباً لها،لكِن لازلتُ لا أعلَم ما طبيعة علاقتُنا التى بدأت منذُ أيّامٍ،يا إلهى!،سأبكى چاسمِن.."ثرثر شون وهو يكاد يبكى مِن ذلِك الشعور الذى لا يعلمهُ أبداً،ثُم وضع رأسهُ على خاصّة چاسمِن.

عالِقاً بالمُنتصَف،بين الصداقةِ و الحُب.

"هل مررتِ بذلِك الشعور قبلاً؟"تسائَل شون ببلاهةٍ لتنظُر لهُ چاسمِن فحسبٍ،جاعِلةً مِنهُ يتنهَّد مُجدداً.

"كَم أودُّ أن تُحادثينى كما أُحادثُكِ.."صرَّح مُعانِقاً إيّاها بقوّةٍ،قبل أن يُقبِّل جبهتُها مُبعِداً يدها بحذرٍ.

"أنا سأذهَب،شُكراً للنصيحة،كنتُ أعلَم أنكِ ستُخبرينى أن أذهَب إليها.."حادثُها مُلوِّحاً لها،قبل أن يُغلِق الباب عائِداً للمنزِل،غير مُكترِثاً لنايل الذى غفى على الأريكةِ كالعادة.

دلفَ للمطبخِ ليُعدّ شيئاً خفيفاً مِن أجل سِييرا حتّى تتناولهُ عِندما تستيقِظ،و عِندما إنتهى عاد أدراجهِ لغُرفتهِ،فاتِحاً الباب بحذرٍ ليُلقى نظرةً عليها.

وجدها تستلقِ بسلامٍ كما تركها،ليدلُف مُغلِقاً الباب خلفهِ،قبل أن يتخِذ مجلِساً بجانِب الفِراش على الأرض،جاعِلاً مِن ظهرهِ يواجِه سِييرا.

"غريبٌ أمرُكِ سِييرا.."همسَ شارِداً بالسجّاد الزغبى خاصّة غُرفتهِ،قبل أن يلتفِت لينظُر لها،ويجِد يدها مُنبسِطةً فوق الفِراش بجانِبها.

برويّةٍ مدّ كفّهُ دافِناً أناملهُ بتجويفِ خاصّتُها،قبل أن يطبَع فوقهِ قُبلةٌ لطيفة،مُطالِعاً وجهُها النائِم.

أرسى رأسهِ فوق الفِراشِ بنُعاسٍ،قبل أن يُلقى نظرةً أخيرةً عليها،مُغلِقاً عينيهِ دون إرادتهِ.

"أتمنّى أن تُصبحى أفضَل.."
-
|مساءً|
إستشعَر شون تِلك اليد التى تعبَس بخُصلاتهِ كىّ يستيقِظ،جاعِلةً مِنهُ يبتسِم مُقرِّباً رأسهُ لتِلك اليدّ أكثَر.

"إنّهُ شعورٌ لذيذ،ألذُّ مِن المافِن.."تمتَم أثناء غفوتهِ قبل أن يُعاوِد النوم،جاعِلاً مِن سِييرا تبتسِم واضِعةً أحد أصابعُها بأذنهِ.

"سأُخبِر عنك الشُرطة الفِدراليّة أيُّها اللعين.."تمتَم مِن جديدٍ غير واعٍ،لتلجأ لأحد الطُرق اللطيفة،وهى الصفع ريثما تصيح بإسمهِ.

"شون!"صاحَت صافِعةً وجنتهِ بخِفّة،جاعِلةً مِنهُ يرفَع رأسهُ برويّةٍ عاقِداً حاجبيهِ،قبل أن يبتسِم إبتسامةٍ ناعِسةً قارِصاً وجنتُها.

"أنتِ إستيقظتِ يا خبيثة.."حادثُها خاتِماً حديثهُ بقهقهةٍ،قبل أن يفرُك عينيهِ مُتثائِباً.

"أجل،منذُ دقائِقٍ فحسب.."أجابتهُ عابِثةً بسروالهِ الذى ترتديهِ،ليستقيم مِن بُقعتهِ،قبل أن يتسائَل بإهتمامٍ:

"كيف تشعُرين؟"إرتسمَت إبتسامةٍ فوق ثغرُها،قبل أن تومئ لهُ بروّيةٍ ريثما تُداعِب أناملُها سويّاً كعادتُها.

"أنا بخير،شُكراً.."أجابتهُ ليومئ لها،قبل أن يصنع طريقهُ إلى دورةِ المياه ليغسِل وجههُ.

عِندما عاد وجدَ سِيييرا قد بدّلَت ملابسهُ بثوبِها الذى طلبَ مِن نايل غسلهُ مِن جديد،ليشعُر بالقلقِ كونها سترحَل،و يضعَ يدهُ فوق كتفِها لتنظُر لهُ.

"لِمَ أرتديتيه؟"تسائَل مُشييراً لسروالُها،غير قادِراً على إخبارُها أنّهُ قد أحبّ مظهرُها بملابسهِ جِدّاً،و مظهَر نومِها فوق فِراشهُ ريثما تُمسِك بكفّهِ كان مُحبَّباً إلى قلبهِ.

"يجِب علىّ الرحيل،لا أتحمَّل ضرباً آخَر مِن قِبَل سيڤان،جسدى لازال يتألَّم بالفِعل.."أجابتهُ بإنزعاجٍ خاتِمةً حديثُها بتنهيدة،جاعِلةً مِن ملامِح الحِدّة تعود لوجههِ كونهُ كرِه سيڤان دون رؤيته.

كيف لهُ أن يفعَل ذلِك بشقيقتهُ؟

بالمعنى الأدقّ،كيفَ لهُ أن يؤذى ملاكاً كسِييرا؟

"لا بأس،لكِن عليكِ تناوُل شيئاً قبل،لقد أعددتُ بعض شطائِر الجُبن و العصير مِن أجلِك.."أومأت بإستسلامٍ جاعِلةً مِنهُ يبتسِم،قبل أن يُشير لها بالسيرِ أمامهُ.

سارَت مُبتسِمةً أمامهُ ليترجّلا سويّاً مِن الغُرفة،ثُم نزلا للأسفلِ حيثُما نايل يقوم بتنظيف غُرفة المعيشةِ مِن الأترِبة.

"مرحباً نايل.."حيّتهُ مُلوِّحةً لهُ كعادتُها،ليرفَع نايل رأسهُ مُلوِّحاً لها كذلِك،قبل أن يسيرُ بالمكنسةِ الكهرُبائية مُتمتِماً ببعض أغانيه المُفضّلة.

"إجلسِ سِييرا.."طلبَ شون بلُطفٍ دالِفاً للمطبَخ،لتتخِذ مجلِساً على المِقعد أمام الطاوِلة الرُخاميّة مُطالِعةً جسد شون الذى يسيرُ بأرجاء المطبَخ.

كَم أحبَّت تواجُدها بعناقهِ و بقاءُها بجوارهِ،أحبّت تِلك قُبلة الشفاء مِنهُ رُغم شعورِها بالتوتُّر مِن قِربهِ مِنها،و أحبَّت ذلِك الإهتمام النابِع مِن قلبهِ بصدقٍ،و مجيئهُ لها حين حاجتها لهُ.

نبضَ قلبُها سريعاً عِندما تذكَّرَت قُبلتُها قبل غفوتُها،بدى لطيفاً و هادِئاً عِندما قبّلها،شعرَت بذلِك  الشعور المُحبَّب بمعدتُها مِثلهِ تماماً.

هى تعلَم أنّها لا تُحبّهُ كذلِك،لكِنّها تهتمّ لأمرهِ،ومُنجذِبةً لشخصيّتهُ جِدّاً.

"بالهناء.."قاطَع غيمة الشرود صوت شون الذى وقعَت بحُبّهِ مؤخّراً،لتنظُر للطاولةِ و تجدهُ وضع طبقاً مِن الشطائِر و كوباً مِن العصير.

"سلِمَت يداك.."ختمَت حديثُها بإلتقاط إحدى الشطائِر،ليقِف مُستنِداً على الطاوِلة بكوعهِ ريثما يُطالِعُها،وكأنّهُ وجدَ فيلماً شيّقاً لمُتابعتهُ.

"أهى جيّدة؟"تسائَل مُحاوِلاً صُنع حديثاً برفقتُها،لترفَع رأسُها لهُ،ثُم تومئ مُبتسِمةً.

"أنا مِن مُحبّى الجُبن.."علَّقَت مُصرِّحةً ليُهمهِم بإهتمامٍ،غير راغِباً بأن تنتهى تِلك اللحظاتِ التى تجمعهُما سويّاً ولو بحديثٍ قليل.

"سأرحَل الأن.."أخبرتهُ بخفوتٍ تارِكةً باقى الطعام،ليتنهَّد بحُزنٍ،قبل أن يومئ لها راسِماً إبتسامةٍ صغيرة.

"أُريد إصالُكِ،سأشعُر بالقلقِ بترككِ وأنتِ مُتعبة.."صرَّح ريثما هى تستقيم مُعدِّلةً ثوبِها،لتنفى برأسِها لهُ سريعاً.

"لا تستطيع،لا يجِب أن يراك سيڤان،سأتدبَّر أمرى.."طمأنتهُ مُبتسِمةً بلُطفٍ،قبل أن تُحاوِط ظهرهُ بعناقٍ صغير،جاعِلةً مِنهُ يبتسِم مُتنهَّداً.

"كونِ حذِرة أرجوكِ.."طلبَ مِنها ثُم إبتعَد،لتومئ لهُ مُحاوِلةً جعلهُ يطمئِن،قبل أن تسيرُ جِهة الباب.

"سترحلين حافِية القدمين؟"تسائلَ شون بتعجُّبٍ عِندما فتحَت الباب،لتنظُر لقدميها ثُم تُقهقه.

"إعتدتُ على فعلُها و أنا صغيرة،لا بأس بإعادة الذِكرايات الجميلة صحيح؟"أخبرتهُ مازِحةً ليُقهقِه،قبل أن تبتسِم مُغلِقةً الباب خلفُها.

سارَت سِييرا برويّةٍ خوفاً مِن أن تتألَّم و تهوى أرضاً،لتعود أدراجها جِهة المنزِل،وسطَ نظرات البعض الذين يعلمون بأمر شون،جاعلين مِنها تنكمِش علي ذاتُها بضيقٍ،مُحاوِلةً الإسراع بخُطاها.

وصلَت للمنزِل لتتنهَّد بتوتُّرٍ،خائِفةً مِمَّ قد يفعلهُ سيڤان لها مِن جديد،لتدمَع عينيها كونُها غير مُستعِدّة البتّة لتلقِّ عُقاباً آخر.

رفعَت يدها طارِقة الباب ثُم إنتظرَت،لتمُرّ ثوانٍ حتّى فتحَ سيڤان بوجههِ المُتعَب،عاقِداً حاجبيهِ لِمَن يطرُق الباب بتِلك الساعة.

إزدردَت لُعابُها بتوتُّرٍ،قبل أن تهمِس بخفوتٍ وسطَ أنظار سيڤان المُنصدِمة:

"هـ هل لى أن أدلُف؟"
-
شراشيبي الريبي؛)
حلو الفصل؟😂 sosy_styles حكمتِ عليهم غلط لسّة مبيحبوش بعض😂😂
salmamu01 حلو؟؛)
يلا بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top