الثالِث|تجرُبة.

-
صياحهِ بتِلك الكلمات جعلَت الإبتسامةِ دون وعىٍ مِنها ترتسِم فوق شفتيها بلُطفٍ،لكِنّها لَم تلتفِت لهُ مِن جَديد،فقَط إستأنفَت سيرُها مُطلِقةً تنهيدةِ راحةٍ تُعبِّر عمّا يجولُ بين ثنايا عقلِها و قلبِها.

سارَت مُجدداً بخُطىً ثابِتةً لتترجَّل مِن الحىّ،ريثما شون يُراقِب خُطاها بإبتسامةٍ جعلَت مِن مظهرهُ يبدو كالطِفل الصغير.

تنهَّد طويلاً،قبل أن يلتفِت لچاسمِن التى تُطالِعهُ دون أن تعى شيئاً،جاعِلةً مِنهُ يُقهقِه،قبل أن يعود ليتحسَس خُصلاتُها بخِفّة.

"أليسَت لطيفة؟"سأل چاسمِن مُنتظِراً الردّ،ليتنهَّد مُجدداً لكونهُ يعلَم أنّهُ يبدو كالمريض،فهو ينتظِر الردّ مِن فرستهِ!

"هى لطيفة چاسمِن،أودُّ معرِفة سِرُّ خجلها المُفرِط ذلِك،فهى يبدو عليها حُبّ الخيل و رغبتها بتجربتهم،لكِنّها خجِلة مِن سؤالى رُبما؟"إستأنَف حديثهُ برِفقة چاسمِن ريثما يجذبها برفقتهِ مُعييداً إيّاها لمنزلُها الصغير.

"سأدعها تُجرِّب الأمر.."همسَ مُغلِقاً باب چاسمِن،ثُم قبَّل جبهتُها مودِّعاً إيّاها.

صنعَت سِييرا خُطواتِها جِهة مخبَز ريناتا صديقتُها،مُحاوِلةً إيجاد حلّاً للمأزِق الذى وضعَت بهِ ذاتُها للمرّةِ الثانيةِ على التوالى برِفقة ذلِك شون،الدجاجة خاصّتها.

عِندما وصلَت قُبالة المخبَز،لَم تتردَد بدفعِ بابهِ سريعاً،لتجِدهُ خاوِياً على عادتهِ وقت الظهيرة،وريناتا تقبَعُ على مِقعداً ريثما تقرأ أحد مجلّات الفأر ميكى التى تَم إصدارُها منذُ زمنٍ،لكِنّها تُفضِّلها.

"ريناتا يا بلهاء.."نادتها سِييرا مُقهقِهةً على طفوليّتها بجميع تصرُّفاتها كالعادة،لترفَع ريناتا أنظارُها لها سريعاً،ثُم ترسِم إبتسامةٍ فوق ثغرها.

"إجذبِ مِقعداً و تعالِ إجلسِ،لكِن قبلاً إلتقطِ أىّ واحِدةٌ مِن هؤلاء الفطائِر لتتذوقّيها و تُبدى لى رأيُكِ.."أخبرتها ريناتا مُشيرةً للفطائِر التى تبدو طازجةً و دافِئة كالعادة،لتذهَب مُلتقِطةً إحداهُم،ثُم تجذِب مِقعداً و تضعهُ بجانِب خاصّتهُا جالِسةً عليهِ.

"تبدو شهيّة.."علَّقت سِييرا قبل أن تضعَ قِطعةٌ مِنها بداخِل فاهُها،مُهمهِمةً بإعجابٍ لذلِك المذاق الحُلو الذى تغلغَل بفمها.

"لذيذة كالعادة،أهى جديدة؟"تسائلَت مُستكمِلةً الفطائِر،لتومئ لها ريناتا بحماسٍ تارِكةً المجلّةِ بعيداً.

"لقد أتَت ببالى تِلك الوصفة وأنا أستحِم،وأردتُ تنفيذها.."صرَّحَت قبل أن تسطرِد قائِلةً:
"لا عليكِ،أرى أنكِ لرُبما أكثَر حيويّة؟"

تنهَّدَت سِييرا بإبتسامةٍ،قبل أن تُمسِك بيدِ ريناتا مُصرِّحةً:"لقد وجدتُ حظيرة خيلٍ قريبة،وأصبَحتُ أذهَب لهُناك مؤخراً.."

"ذلِك أفضَل! أعنى..أنتِ كُنتِ تُريدين أن تحظِ بواحِدةٍ منذُ زمنٍ،صحيح؟"علَّقَت ريناتا بإبتسامةٍ لتومئ لها سِييراً،قبل أن تزدرِد لُعابها مُحاوِلاً أخبارُها بِذلِك شون.

"ليس كذلِك لكِن..مالِك تِلك الحظيرة فتى يُدعى شون،يبدو مُسالِماً إلى حدٍ ما،قد عرضَ علىّ إمتطاء خيلهِ عِندما وجدَ عيناى تكاد تذهَب وراءهِ،لكِنّى رفضتُ بلباقةٍ مُخبِرةً إيّاه أنّهُ لرُبما علّى التجرُبةِ بمرّةٍ أُخرى.."أخبرتها سِييرا بتوتُّرٍ تارِكةً يدها قبل أن تُعاوِد التساؤل غير سامِحةً لريناتا بالتحدُّث:

"هل علىّ أن أُجرِّب حقّاً؟"همهمَت ريناتا بتفهُّمٍ،قبل أن تستقيمُ مِن مقبعُها جاعِلةً مِن سِييراً تعقِد حاجبيها لعدمِ ردّها عليها.

"أتعلمين؟،لرُبما عليكِ التجرُبةِ،فذلِك شيئاً قد حلُمتِ دوماً أن تفعليهِ،والفُرصةِ أمامُكِ بالفِعل،لِمَ لا تقومِ بإستغلالِها حتّى لو دون الإحتكاك بذلِك الفتى كىّ لا تجلُبِ لذاتُكِ المتاعِب؟"نصحتها ريناتا بلُطفٍ ريثما تقوم بوضعِ بعض الفطائِر بحقيبةٍ ورقيّة،قبل أن تلتفِت لسِييرا التى بدَت و كأنّها تُفكِّر بحديثُ ريناتا.

"أعتقِد أننى سأفعَلُ ما أمليتِ علىّ.."وافقتها سِييرا قبلَ أن تستقيم مُعانِقةً إيّاها بقوّةٍ.

"شُكراً لتفهُّمكِ دائِماً.."همسَت سِييرا لتشعُر بيدِ ريناتا تُربِّت على ظهرُها بخّفة،قبل أن تبتعِد مُناوِلةً إيّاها حقيبة الفطائِر قائلةً:

"فلتمُرِّ علىّ قبل ذهابُكِ إليهِ غداً،سأقوم بإعداد بعض الكعكِ لتُقدِّميهِ إليهِ كشُكرٍ لمنحكِ التجرُبة.."تناولت سِييرا الحقيبة،قبل أن تبتسِم مُتنهِّدةً.

"تمنِ لى الحظ.."

-
|صباح اليوم التالى|

سارَت سِييرا جِهة حظيرة شون مِن جديد ريثما تحمِل حقيبة الكعك الورقيّة التى تفوح مِنها رائحةٌ جعلَت مِن سِييرا تتضوّر جوعاً،شاعِرةً بالحماس يحويها كونُها ستُحقِقَّ أحد أحلامِها البسيطة و أهمّها.

هى شاكِرةٌ لشون أنّهُ أنبَت بداخِلها شغَف التجرُبةِ أكثَر مِن ذى قَبل.

تِلك المرّةِ لَم تختفِ خلفَ الشجرةِ عِندما وجدَت شون يقِف مُداعِباً وجه خيلهِ ريثما يُقهقِه عِندما يُبعِد وجُههُ عنهُ،بَل تقدَّمَت بخُطىً ظنَّت أنّها واثِقة،لكِن التوتُّر لازال يحويها،حتّى أصبحَت أمام الحظيرةِ،وشون يُواجِهها بظهرهِ.

كفّيها يرتجِفان.

"مـ مرحباً.."ألقَت التحيّةِ بتردُدٍ وصوتٍ خافتٍ لكِن كفيل ليسمعهُ شون،جاعِلةً مِنهُ يلتفُت إليها سريعاً،قبل أن يبتسِم مُقترِباً مِنها.

"مرحباً بكِ مُجدداً.."رحَّب بِها مُصافِحاً إيّاها بإبتسامةٍ لتُصافِحهُ بإبتسامةٍ صغيرة.قبل أن يفتَح الباب الخشبى القصير مُشيراً لها بالدخول.

"تفضَّلِ.."خطَت لداخِل الحظيرةِ بتردُدٍ مُجدداً،ليُغلِق شون الباب مُتجِهاً لچاسمِن صغيرتهُ.

"توقَّعتُ مجيئُكِ،تعلمين؟"صرَّح شون مُحرِّراً وِثاق چاسمِن،لتقبِض على حقيبة الكعك بتوتُّر.

هى برفقتهِ وجهاً لوجه.

"لقد ترددتُ بالمجيئ قبلاً.."أخبرتهُ مُطالِعةً فرستهِ اللطيفة التى بدأت تسيرُ وحدها بحلقةِ السير.

"أتُجرِّبين الأن؟"سألها مُشيراً لچاسمِن،لتزدرِد لُعابها قبل أن تُجييب بتلعثُمٍ:

"لـ لا بأس،مُشاهدتُها تكفينى.."

"يا فتاه! كفاكِ خجلا.."شجّعها مُبتسِماً ريثما يُشير لها بالمجيئ لتُقهقِه بخفوتٍ.

"أعطنى تِلك.."طلبَ مِنها مُلتقًطاً الحقيبة ليضعها أرضاً بعيداً عن خُطى چاسمِن،قبل أن يستقيم مِن جديد.

"هيّا.."همسَ موقِفاً چاسمِن بجانِبهِ،قبل أن يمِد لها يدهُ كىّ يُساعِدها على إمتطاءِها.

نظرَت لكفّهِ المُنبسِط بإبتسامةٍ،لتضع بِه كفُّها الصغير المُرتجِف بتوتُّرٍ.

جذبَها شون جِهتهِ بواسِطة كفّها،قبل أن يُحاوِط خصرُها جاعِلاً مِنها تشهَق بخِفّةٍ،ليُقهقِه على ردّ فعلها.

لَم يترُك لها المجال لمُعاتبتهِ أو للخجل،فقَد قام برفعِها على الخيلِ مُساعِداً إيّاها بالجلوس.

"تمسَّكِ بالزمام جيّداً،أجَل هكذا.."أشار لها عمّا تفعلهُ لتتمسَّك جيّداً،ريثما تُطالِع چاسمِن التى بدأت بالسير عِندما ربَّت شون على ظهرِها العريض.

قهقهةِ سعادةٍ غادرَت شفتيها ريثما تشعُر بچاسمين التى بدأت بالسيرِ داخِل الحلقةِ برويّة،غير مُبالِيةً لثوبِها الذى إرتفَع لفوقِ رُكبتيها جراء إمتطاءِها لها.

كان شون يُراقِب ملامِحُها اللطيفة الباسِمة التى تُعبِّر عن مدى سعادتُها،بدَت و كأنّها أنجزَت إنجازاً عظيماً.

"تُدعى چاسمِن بالمُناسبة.."أخبرها شون ريثما يُراقِبها بتمعُّن،لتتحسَّس خُصلاتُها بلُطفٍ مُبتسِمة.

"ألَن تُخبرينى بإسمُكِ؟"تسائَل شون مُقهقِهاً بخِفّة،جاعِلاً مِنها تلتفِت لهُ قبل أن تُجييبهُ بإبتسامةٍ:

"أُدعى سِييرا.."همهَم إعجاباً بإسمُها الذى رأى أنّهُ يُناسِبها تماماً،ثُم كتَّف ذراعيهِ لصدرهِ مُستمتِعاً بِما يراه.

"أظُنّ أن ذلِك كافٍ،لا أودُّ أن أُرهِقها.."صرَّحَت سِييراً مُقهقِهةً بعفويّة بعد دقائقٍ،جاعِلةً مِن شون يبتسِم قبل أن يأمُرها بلِطفٍ قائِلاً:

"إجذبِ الزمام جِهتُك بلُطفٍ وهى ستتوقَّف.."أومأت سِييرا فاعِلةً ما أملاهُ عليها تماماً لتتوقَّف چاسمِن كما قال.

*إجرى يا زيكو ع الاسطبل يا زيكو😂😂😂*

ذهبَ شون مُلتقِطاً كفّ سِييرا ليُساعِدها على النزول،لتلتقِطهُ سِييرا مُستنِدةً عليهِ،قبل أن تقفِز بخِفّةٍ مِن فوق چاسمِن.

"أنتِ لطيفة.."علَّقَت سِييراً مُقبِّلةً جبهة چاسمِن،ثُم تركَت كفّ شون برويّةٍ عِندما وجدَت أنّهُ لَم يُلفته.

"كيفَ كان الأمر؟"تسائلَ شون ريثما ينحنى مُلتقِطاً حقيبتُها الورقيّة التى وضعها بعيداً،لتضُم كفّيها سويّاً بحماسٍ مُبتسِمة.

"لقد كان..لا أعلَم لرُبما كان أفضَل ما فعلتُ بحياتى.."أجابتهُ بسعادةٍ مُتناسِيةً خجلها مِنهُ تماماً ليلحَظ شون الأمر،ثُم يبتسِم مُناوِلاً إيّاها الحقيبة.

"إنّها مِن أجلَك.."أخبرتهُ مُشيرةً للحقيبةِ ليعقِد حاجبيهِ بإبتسامةٍ،قبل أن يقوم بفتحِها مُقهقِهاً على كعك التُفّاح الذى يتواجد بالداخِل.

"ذلِك لطيفٌ جِدّاً،شُكراً.."شكرها بلُطفٍ جاعِلاً مِنها تحمرُّ إحمراراً لطيفاً مُبتسِمةً،قبل أن يُعيد نظرهُ إليها عارِضاً عليها:

"ما رأيُكِ بتناوُل بعض المافِن برفقتى؟"
-
الميندس ارمى الجامدين مولّة؛) خلابيص انتوا؛)
حلو الفصل؟
حلو يا بت salmamu01 😂؟
اطول من اللي فاتوا كلهم.
شون خلبوص و بيحب المافِن بقي؛)
يلا بحبكوا؛)❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top