الجزء الخامس
مخلِّصي قط : الجزء الخامس
في تلك القاعة الصغيرة الموجودة في مكان ما في السوق وعلى طاولة القمار الصغيرة تجلس بثينة وفي حضنها قطها الصغير، ومقابلا لها الرجل الذي تدين له بمال القمار والمسمى بالعقرب.
حدق الاثنان بالورق بتركيز شديد وبثينة تتعرق بشدة وقلق، تبادلت معه النظرات فابتسم ابتسامة جانبية خبيثة وكأنه على وشك رمي الورقة التي ستجعلها تخسر.
لا يمكنها الإنكار أنها فاشلة في قواعد هذه اللعبة وليست بارعة فيها لدرجة أن تدخل نزالات مع أشخاص محترفين ورغم ذلك غامرت أكثر من مرة فقط لتنقذ نفسها من الديون والفقر.
أخيرا وبينما وجهها ممزق من الأسى رمت ورقة على الطاولة ولم ترفع رأسها قط، نظر العقرب للورقة فتحولت ابتسامته لصدمة وصرخ قائلا:
-«ورقة رابحة؟!»
تنهدت بعمق لأنها فازت وأرخت جسدها كله على الطاولة كما لو أن حملا ثقيلا جدا انزاح عنها، حتى أن العقرب انصدم مما يجري ولكنه ابتسم في النهاية وقام عن كرسيه يتمشى في المكان ويتكلم قائلا:
-«أنا منبهر! لم يهزمني مبتدئ يوما»
ردت عليه وهي ما تزال مرعوبة من الصدمة:
-«أنا منبهرة أكثر منك صدقني»
-«ههههه كنت سأرمي ورقة رابحة لكنك سبقتني»
-«هذا يجعلني أرتعب أكثر»
ضربت وجهها بالطاولة مجددا حتى أنها أحست بأطرافها قد تعبت من شدة الخوف، وبينما يراها هكذا ضحك بصوت خافت وقال:
-«أنتِ محظوظة، أو لنقل أن هذا القط جالب للحظ حقا»
نظرت لقطها فوجدته قد نام في حضنها بالفعل، ياله من منظر لطيف حقا.
سمحوا لها بالمغادرة فعادت للمنزل وجلست تتأمل لفترة ما حصل للتو، مازالت مصدومة لحد اللحظة ولا يمكنها تصديق أنها نجت بأعجوبة، لكن المقلق أن المشكلة لم تنتهِ بعد، عليها تدبر أمر المال وإلا لن تنجو بكليتها المرة القادمة.
أرادت أن تشرب الكحول مجددا لتنسى الأمر لكن صفعت نفسها بهدوء وقالت:
-«لا! لا يمكنني إيذاء القط مجددا، سأقلع للأبد، إن حمايته مسؤوليتي»
في يوم الغد ذهبت للعمل وبينما يأكلون الطعام في قاعة الاستراحة بقيت بثينة في الخارج تأكل، أحست بهاتفها يهتز في جيبها فأخرجته وتفاجأت حين وجدت أحدهم أضافها لمجموعة واتساب عنوانها "رفاق للأبد"
دخلت لتقرأ الرسائل فوجدت كل زملائها من المطعم هناك يتحاورون حول العمل فغضبت للغاية ودخلت قاعة الاستراحة ضاربة الباب برجلها وقالت:
-«من منكم أضافني لهذه المجموعة؟ من سمح لكم؟ هل طلبت ذلك؟»
رد ربيع بينما يضع يده على خده:
-«أنا، ثم ماذا؟»
-«لا تكررها، لا أحب المجموعات»
-«حسنا»
غادرت المجموعة وعادت للفناء الخلفي لتستأنف تناول طعامها ومجددا وجدت هاتفها يهتز والرسائل تصلها بغزارة لذا تفقدتها ووجدتهم أضافوها لنفس المجموعة فغضبت وعادت نحوهم صارخة:
-«من أعادني؟»
أجاب ربيع بسخرية:
-«لست أنا»
ثم قال إدريس:
-«ولمَ الغضب؟ يمكنك البقاء ومشاركتنا فالمواضيع التي نتحدث فيها جدا جميلة»
-«إذً أنت أضفتني»
-«لا، أقسم لست أنا، إنه ربيع»
-«سأحشو الهاتف في فم من يعيدني، سأغادر»
أجاب ربيع ببرود:
-«حسنا غادري، حينها لن تعرفي ما الذي نقوله عنك خلف ظهرك»
كانت ستضغط زر الخروج لكن توقفت فجأة في منتصف الطريق ونظرت لهم بعيون فضولية وهادئة، وفي النهاية غادرت دون قول أي شيء.
بقيت تراقب المجموعة ويبدو أنهم يستمتعون حقا بالكلام فيها، ورغم أنهم يجلسون مع بعضهم لكن يتكلمون بالرسائل بدل ذلك.
انتظرتهم أن يقولوا أي شيء عنها لكي تهاجمهم لكن لم يفعلوا، هذا حتى قال مهدي:
-«انظروا بثينة تراقب»
حينها شعرت بالخجل وأغلقت الهاتف وعادت لإنهاء طعامها لكي تعود للعمل.
عادت للمنزل في المساء فوجدت القط ينتظرها وحين دخلت استقبلها بمواء لطيف وترحيب حار، للحظة أحست بالحزن فجثت على الأرض ووضعت يديها على وجهها كما لو أنها متأثرة للغاية.
ذهبت لتخلع ثيابها وترتدي شيئا مريحا وبينما تخلع حزام المعطف فإذا بالقط يقفز فوقه ويحاول إمساكه، سحبته بهدوء فلاحظت أنه يركض خلفه وحين يمسكه يقوم بعضه بهدوء أو اللعب به بقدميه.
انحنت إليه محاولة إبعاده عن الحزام فتقلب على ظهره وكأنه يطلب منها مداعبته، ودون وعي منها مسحت على بطنه فصار يلعق يدها وملمس لسانه لطيف جدا.
ابتسمت من منظره وصارت تداعبه بسرعة وهو يحاول إمساك يدها فابتسمت تلقائيا وفجأة صارت تضحك بصوت خافت دون أن تشعر، وبعد أن أدركت ما تفعله ابتعدت عنه وتحولت ملامحها للبرود مجددا بطريقة مرعبة.
يوم جديد ودوام جديد وذهبت بثينة للعمل بتململ وحين وصلت وجدت فتاة جديدة معهم في قاعة الاستراحة ثم وقف المدير ليعرفهم عليها:
-«أعرفكم على لارسا، موظفة جديدة وهي فتاة لبقة ولطيفة ويمكنها المساعدة كنادلة وعاملة تنظيف أيضا»
قالت لارسا بابتسامة جميلة:
-«مرحبا جميعا، آمل أن أكون عند حسن ظنكم، أتمنى أن ننسجم جميعا ونتعاون ونجعل هذا المطعم مكانا رائعا ومشهورا»
بدت هالتها اجتماعية ومليئة بالأمل لذا فرح الجميع بوجودها، ما عدا بثينة التي كانت تبدو وكأنها غير مكترثة لأي شيء، ثم قالت:
-«لماذا قد نحتاج موظفين جدد؟»
رد المدير:
-«مطعمنا ينمو يوما بعد يوم لذا نحتاج رفع اليد العاملة»
ثم قال مهدي:
-«صحيح، مؤخرا لم نعد نستطيع مسايرة عدد الزبائن لذا نحتاج المزيد»
-«حتى الآن سأرى مع الموظفة الجديدة ولو احتجنا المزيد سأضيف أيضا»
تنهدت بثينة بانزعاج وقالت متمتمة دون أن يسمعها أحد:
-«مزعج،أكره الاكتظاظ، لدي من المزعجين ما يكفي ولا أحتاج المزيد»
انصرف الجميع للعمل ولاحظت بثينة أن الشباب منجذبون للارسا كثيرا ويعاملونها بكل لطف ومودة وهذا جعلها تنزعج فهي تكره الرجال وتخاف من نواياهم الخبيثة.
حانت استراحة الغداء وجلست في الخارج تأكل وكالعادة أحست بالشباب قد بدؤوا الدردسة في مجموعتهم الخاصة على واتساب لذا دخلت لتقرأ، وكالعادة يتكلمون هناك لأنهم يخافون أن يسمع المدير كلامهم عنه أو أي شخص آخر.
يبدو أن اهتمامهم كله منصب على الموظفة الجديدة فهم يتحدثون عنها بكل حماس، وبينما تقرأ وهي قاطبة حاجبيها انزعجت حين رأت مهدي يكتب:
-«وأخيرا هناك فتاة وسطنا»
حينها انفجرت غضبا وتوجهت لقاعة الاستراحة وضربت الباب بقوة فأفزعتهم جميعا وهي تصرخ:
-«وماذا أكون أنا بالضبط؟ نبتة؟»
قال مهدي متوترا:
-«ليس هذا قصدنا»
-«وما قصدك؟ ها؟ هااااا؟»
اقتربت منه وكادت تأكله بنظراتها وهو مرعوب منها، ثم قال إدريس:
-«وهل يهمك أن نعتبرك فتاة حتى؟»
-أجل يهمني، أنتم تهينونني هكذا»
قال هيثم بسخرية:
-«انظروا للغيورة، هل تشعرين بأنك منبوذة بعد مجيء الفتاة الجديدة وأنها خطفت الأنظار منك؟»
-«اخرس أنت»
قال إدريس:
-«دعها هيثم، ربما فقط حزينة لأنها وحيدة على عكس الفتاة الأخرى»
-«لست كذلك»
انزعجت منهم للغاية فخرجت وأغلقت الباب بقوة ثم ذهبت للفناء الخلفي لتنهي طعامها.
بينما تجلس رأت الموظفة الجديدة تخرج القمامة فتجاهلتها وبعد أن دخلت قلبت شفتيها بسخرية وقالت:
-«تبدو مغرورة لأنها جميلة، من يهتم»
عادوا للعمل بجد وبينما بثينة تغسل الأواني أرادت أن تحضر الأكواب من فوق الخزانة فلم تصل إليها، قفزت مرارا وتكرارا ولكن لم تنجح لكن تفاجأت حين سمعت الفتاة الجديدة تقترب منها وتعطيها كرسيا وتقول:
-«استخدميه للوصول»
قطبت حاجبيها وصعدت فوق الكرسي وأحضرت الكؤوس ثم ذهبت لعملها، وهذه المرة وبينما تنظف المائدة لاحظت أن مناديل الورق نفذت، ذهبت للخزانة فوجدتها فارغة وهذه مشكلة، استدارت للخلف فوجدت الموظفة الجديدة تحمل علبة مناديل ثم أعطتها لها وقالت:
-«غيرت مكانها، ستجدينها في الدرج السفلي جميعها»
تكره بثينة أن يغير أحد مكان أي شيء دون علمها لذا انزعجت للغاية، لكنها لم تكبر الموضوع وواصلت عملها بهدوء.
أخرجت بثينة القمامة تجرها وللأسف تمزق الكيس وسالت محتوياته، أعادتها للداخل لكنها تسقط على الأرض مجددا وتزعجها فقالت بتذمر:
-«تبا! الأكياس تتمزق بسرعة»
بينما تجمعها رأتها لارسا عبر النافذة فأحضرت كيسا آخر وركضت نحوها تساعدها قائلة:
-«أنتِ خذي تلك وأنا سأجمع المسكوب على الأرض»
فعلت بثينة كما طلبت منها وتمكنت كلاهما من إيصال القمامة للحاوية ثم قالت لارسا:
-«لا تتركيها تمتلأ كليا فستتمزق أكيد، أخرجيها كلما امتلأت ثلاثة أرباع منها»
انزعجت من كلامها ورغم ذلك قالت ببرود:
-«حسنا»
-«لم تتح لنا الفرصة لنتعرف جيدا، أنا لارسا وأنتِ ما اسمك»
-«بثينة»
-«منذ متى تعملين هنا؟»
-«أقل من شهرين، لكن لماذا تسألين؟»
-«أخبرتك، لنتعارف، نحن فتاتان فقط هنا وسيكون رائعا أن نكون صديقتين»
-«لا أحب المتصنعات»
تفاجأت الأخرى من كلامها وفتحت فمها من الصدمة، ثم أردفت بثينة:
-«توقفي عن التصنع لجذب الاهتمام، كوني باردة مثلي»
ثم تركتها ودخلت المطعم لتستأنف أعمالها، ولو تأخرت دقيقة أخرى لجاء المدير للصراخ في وجهها.
منذ ذلك اليوم لم تعد لارسا تكلم بثينة، وكلما تقابلتا في المطبخ تنظر لها ببرود وتمر وكأنه لا شيء حصل، لكن من الواضح للجميع أن هناك حساسيات بينهما.
سارت بثينة عبر الطريق للمنزل بهدوء وفي طريقها قابلت رجلا يبيع أساور عليها أسامٍ وقلوبا وأشكال فذهبت لترى فقال لها:
-«تبحثين عن اسمك؟»
-«لا، إنني أرى فحسب»
-«يمكنني صنع الاسم الذي تريدينه، فقط أخبريني»
نظرت للأسامي وكانت تبدو لطيفة، أرادت الحصول على سوار باسمها لكنها نوعا ما ترى هذه الأمور صبيانية، نظرت للحظات ثم قالت بتوتر:
-«ليس اسمي، لكن هناك اسم أريد كتابته، هل يمكنك؟ إنه غريب نوعا ما»
-«طبعا، يمكنك حتى صنعه بنفسك، ها هي ذي الخرزات بجانبك»
-«أوه حسنا»
كتبت الاسم الذي تريده ودفعت سعره ثم عادت للمنزل وهي تبتسم تلقائيا، وبعد أن وصلت وضعت السوار في رقبة القط الأسود والذي كتبت فيه اسم "تستس"
في البداية شعر بأنه متضايق منه لكن لاحقا اعتاد على وجوده ونسي أمره، وبينما تنظر له وهو جالس على الأريكة يلعق نفسه قالت بحزن:
-«تستس، هل تحبني؟»
نظرت له متوقعة أن يجيب ثم ضربت يدها برأسها ساخرة من نفسها وقالت:
-«لا أعلم ما الذي أفعله، هل أنا حقا أكلم قط؟ أنا مجنونة حتما، كل ما أردت قوله هو أنني أشعر بالوحدة نوعا ما، لكن لا أعلم لماذا اختفت الوحدة بعد مجيئك، القطط مدهشة، لا أصدق أنني حصلت على رفيق سكن قط، لذا...تقبل مني هذه الهدية وكن قطي الخاص، الآن الكل سيعرفون أن لديك مالكا حين يرون هذا الطوق»
بدأ يغفو بينما يستمع لكلامها فاقتربت وتمددت بجانبه ووضعت رأسها بجانب رأسه وصارت تربت عليه بهدوء وهو يخرخر بلطف شديد سعيدا بصحبتها، وبينما تفعل ذلك شعرت بسعادة غامرة وقالت:
-«أنا حقا محظوظة بك، أنت قلادة الحظ خاصتي»
ثم قبلته على رأسه بهدوء وغفت وهي بجانبه.
في صباح اليوم التالي استيقظت وعندما حاولت رفع جسدها عن السرير أحست بتعب شديد فعادت للاستلقاء مجددا، لمست جبهتها فوجدتها تحترق حتى أن التنفس صعُب عليها.
رفعت سماعة الهاتف بصعوبة واتصلت بمدير عملها وأخبرته أنها لن تستطيع المجيء وبينما هو في المطعم يكلمها سمعه بقية الموظفين وهو يقول:
-«حسنا بثينة، طهورٌ إن شاء الله، اهتمي بنفسك واتصلي بي حين تريدين العودة»
وضع سماعة الهاتف جانبا وسار يراقب الموظفين حتى سأله مهدي:
-«عمي، ما بها بثينة؟»
-«إنها الحمى، لن تأتي اليوم وربما غدا أيضا، عليكم العمل بجهد لتغطية مكانها»
ثم قال هيثم بتململ:
-«تستحق، إنها مغرورة فوق اللازم»
قال إدريس بينما يطبخ داخل المطبخ:
-«علينا زيارتها»
ثم رد هيثم:
-«وستطردكم، أنصحكم بعدم الذهاب فهي متقلبة المزاج»
قال ربيع:
-«عليك فقط أيها المنحرف»
-«لا تدعوني مثلها»
-«ههههه يناسبك برأيي»
قاطعتهم لارسا وهي تدخل القاعة:
-«زيارة المريض واجب وأنتم رفاقها، لا تتركوها»
قهقه هيثم من سخافة ما سمعه وقال:
-«لا أحد منا رفيق لها وهي لا تريد رفاقا حتى، العبي غيرها»
-«لكن ما رأيته داخلها مختلف، إنها فقط تمر بوضع صعب حتى صارت لا تثق بأحد، لا تتركوها، زوروها واطمئنوا عليها»
نظروا جميعا لبعضهم ويبدو أن جزءا منهم والفق والجزء الآخر تقزز من الفكرة.
في نهاية اليوم توجه ربيع وإدريس لمنزل بثينة وهم يحملون لها الفواكه والطعام وطوال الطريق بقيا قلقين من أن تطردهما.
قال ربيع بتململ:
-«الجميع تظاهروا أنهم مشغولون لكي لا يأتوا»
-«لا بأس أنا وأنت هنا معا وسنقف مع بثينة»
بينما هذه الأخيرة في المنزل فإذا بحالتها تزداد سوءا والمرض يفتك بها، أحست بألم شديد في كل مناطق جسمها حتى أنها لا تقوى على النهوض وجلب الدواء.
لم تأكل شيئا ولم تطعم القط وعندما حاولت النهوض داخت وسقطت بعد خطوتين.
فجأة سمعت الطرق على الباب فزحفت متعبة ونفسها يكاد ينقطع وفتحته فوجدت ربيع وإدريس وحين أدركا كم هي متعبة ساعدها بالتوجه للسرير.
قال ربيع بقلق بعد أن تفقد جبهتها:
-«تحترقين! علينا أخذك للعيادة»
ردت عليه بصوت متقطع:
-«لا! خافضات الحرارة في الثلاجة»
ركض للثلاجة فوجد دواء الحمى وساعدها في شربه، أما إدريس فأعد لها العصير وقطع لها بعض الفواكه وقدمها لها كوجبة مع الزبادي ثم جلس الاثنان بجانبها على السرير يشاهدانها وهي تحاول الأكل بعد أن نزلت الحرارة قليلا.
قال ربيع بقلق:
-«أنتِ في هذه الحالة المزرية ولم تتصلِ بي؟»
-«أتصل بك! لماذا؟»
-«لأننا رفاق»
تفاجأت من هذه الكلمة وتوقفت عن الأكل وقالت بصوت مهزوز:
-«أنا! رفيقتك؟»
-«طبعا»
ثم قال إدريس:
-«لارسا كانت قلقة عليك كثيرا واقترحت أن نزورك»
ردت عليه مجددا بصوت مهزوز:
-«لارسا! تزورونني؟!»
-«آمل أنك لا تمانعين»
فجأة عانقت ساقيها ودفنت رأسها في حضنها وقالت بحشرجة:
-«أمانع؟! هل تعلمان ما كان سيحصل لولا مجيؤكما؟ أنا حقا...ممتنة»
ابتسم الآخران لسماع ذلك ثم قال إدريس:
-«سأقوم وأعد العشاء، ارتاحي»
وقال ربيع:
-«وأنا سأطعم القط وأرتب المكان قليلا، ما دمنا هنا فلنفعل شيئا مفيدا»
ابتسمت لهما لأول مرة وكانا متفاجئين من ذلك فذهبا مسرعين لأشغالهما وتركاها تضحك بصوت خافت من ردة فعلهما الغريبة تلك.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top