• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : من خلق الله؟

وشبهة اليوم تقول:

«إن كان الله خلقنا جميعا فمن خلق الله؟ وذلك الخالق الذي خلق الله من خلقه؟ والذي خلق من خلق الله من الذي خلقه؟»

هذا السؤال أشبه بصندوق تفتحه فتجد فيه علبة ثم تفتح تلك العلبة وتجد فيه أخرى وتفتح الأخرى فتجد علبة وتستمر الحكاية إلى ما لا نهاية بطريقة مضحكة جدا

أتساءل ما الذي خطر على بال الشخص الذي يطرح مثل هذا السؤال...نعم إنه الفراغ والوسواس وما يفعلان بالإنسان 

المهم

لنفترض أن تلك السلسلة العقيمة واقعية وأن الإله الذي خلقنا لديه إله مسؤول عنه خلقه وكل إله وراءه إله آخر خلقة...هذا يجعل عددهم يصل إلى ما لا نهاية

تخيلوا...عالم يحكمه عدد ما لا نهائي من الآلهة...لكن يا سبحان الله إنه عالم منظم ودقيق وليس فيه أي مشاكل أو صراع بين الآلهة

حسنا بما أن لدينا ذلك العدد الذي لا يحصى من الآلهة ألن يقوم صراع فتاك يحاول كل واحد فيه السيطرة على الكون؟

ستقولون "توقفي يا بثينة...لقد قلبتِ الموضوع لفيلم هوليوود مبالغ فيه"

في الحقيقة هذه هي المبالغة التي يأبى الكافرون الإيمان بها...بأن تعدد القوى يولد الصراع

قال تعالى : ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ *المؤمنون 91*

جربها من نفسك فقط...لاحظ داخل منزلك وبين إخوتك الكبار...كل منهم يحب السيطرة على البيت ويتسلط على الجميع ويريد جعل كل شيء يسير وفق إرادته...وإن لم يكن لديك إخوة فانظر بين أعمامك وأخوالك...تلك الصراعات لن تتوقف لأن الجميع بطبعهم يحبون أن يكونوا أعلى شأنًا من البقية

هؤلاء البشر عديموا القوى فما بالك بمجموعة من الآلهة لديهم قوى جبارة...ولكان الكون مجرد حطام بسبب صراع هؤلاء الآلهة وعدم اتفاقهم على شيء معين

لكن ولأن هناك إله واحد فالكون يسري وفق نظام دقيق جدا ومنظم والبشر متعايشون فيه بهدوء يعبدون إله واحد فقط

ثم من الجانب المنطقي دعونا نقلبها قليلا في عقولنا...ما حكاية الإله الذي لديه إله آخر؟ أليس هذا تناقضا؟ هذا يبطل صفة الألوهية فالله من المفروض أن يكون غير مخلوق ولا بداية له ولا نهاية...هذا حسب المنطق طبعا...ما محل المنطق من الإعراب حسب اعتقاد الكفار يا ترى؟! وما حاجة الإله بإله آخر ما دام بيده كل شيء؟!

بثينة علي