ضرب الزوجة في الإسلام
• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : ضرب الزوجة في الإسلام
شبهة اليوم تقول:
«ذكر في القرآن آيات تحث على ضرب الزوجة ولم يتم تحديد نوع الضرب لذا مسموح للزوج ضرب زوجته ولو لحد القتل...كما أن هناك حديثا لصحابي كان يضرب زوجته بالسوط فما ردك على ذلك؟»
جميل جميل
ردي على الأمر هو أنني سأطرح لكم الآية التي أشار لها وسأشرحها لكم كما شرحها علماء المسلمين
قال الله تعالى : ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ *النساء 34*
فيتجلى لنا بوضوح أن الله تعالى في هذه الآيات الكريمة وضع قبل الضرب حلولا أولها العِظة (أي النصح والإرشاد) ثم الهجرة في المضاجع وأخيرا الضرب الذي هو آخر حل
وما سبب كل ذلك؟ طبعا النشوز
أي أنه لا يحق لك ضربها على مزاجك مثلما يقول الكفار بل فقط عند حالة النشوز
والنشوز هو التقصير في حق الرجل بعد أن أخذت كل حقوقها منه مثل الامتناع عن خدمته أو معاشرته أو الخروج دون إذنه والأخيرة من أعظم الذنوب
فتخيل أن زوجتك تخرج دون إذنك من البيت لا تدري أين هي وتعود وقتما شاءت ولا تقوم بأي واجبات بل تقضي يومها بالتسوق والتجول خارجا ثم تنصحها فلا تستمع لك...ثم تهجرها فلا تستمع لك...وأخيرا عليك ضربها ضربا غير مبرح فالوضع هنا تجاوز الحدود فعلا
وليست المرأة الناشز هي التي تنسى أن تكوي لك قميصك أو ترفض إهانتك لها ولأهلها أو تطبخ الطعام بلا ملح...وليست الناشز هي التي تكره أن تقوم بواجباتها تجاهك بعد إهانتك لها وتحقيرها...فالإنسان لا يقوى على القيام بواجبه إذا لم يحصل على حقوقه...أي أنك إن كنت مقصرا معها فهي غير ناشز إذا عصت أوامرك ولا يحق لك لا وعظها ولا هجرانها ولا ضربها
أما عن طريقة الضرب المزعومة فقد قال الكافر بالأعلى أنه ضرب دون تحديد نوعه...أي أنك يمكن أن تقتلها
لكن الإسلام يقول الضرب غير المبرح...كما أنه قد نهى ﷺ عن الضرب على الوجه والضرب المبرح لما فيه من إهانة وإذلال للمرأة ما يجعلها تكرهك طوال حياتها...فإن ديننا ليس دين العنف والضرب والكره والإذلال والمهانة...وحاشى لله أن يأمر بإهانة الناس واستعبادهم وإذلالهم
أما عن قصة الصحابي الذي ذكره الكافر فلا وجود للسوط فيها
فعن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت : {كنت رابع أربع نسوة تحت الزبير، فكان إذا عَتِبَ على إحدانا، فكَّ عودا من عيدان المِشْجَب، فضربها به حتى يكسره عليها}
*المشجب : أعواد توضع عليها الثياب
أما عن هذه الحادثة فهي حادثة حصلت من صحابي وكثيرا ما تحصل أشياء كهذه بين الصحابة رضوان الله عليهم فكما نعلم جميعا هم غير معصومين من الخطأ...ولكن المعصوم هو نبيا ﷺ والذي يمثل الدين الحق وكل أفعاله وأقواله مأخوذ بها
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنه قالت : {ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده، ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا؛ إلا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ} رواه مسلم
وبالنسبة للصحابة الذين يضربون زوجاتهن فقد كان ﷺ ينصحهم ويطالبهم بالتجاوز عنهن والصبر مهما ارتكبن من أخطاء ونشوز...لكنه لم يضرب امرأة من قبل في حياته...ومما لا شك فيه أن الله اختار أن تقع تلك الحوادث في زمنه ﷺ وبين صحابته لكي يكون فيها حكم وحديث نبوي
مصادر معتمدة في البحث : موقع الجزيرة + موقع الإسلام سؤال وجواب
بثينة علي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top