الفَصل الثامِن - الجولة الثالثة.

《سحق ارانب وجراء في بث مباشر.》

•••

"- أأنتِ بخير؟!". 

وجهت ميريل سؤالها إلى داميون التي جلست -سقطت- على الأرضية بعنف فور ما خرجوا من تلك المتاهة المليئة بجدران أدمتها قطرات زُمردية، حيث تركوا جزءاً منهم داخلها محاطاً ببقعة دماء زُمردية كالجميع في الداخل.

"بخير.. بخير". 
لهثت بكلمتيها كمن قطع عشرات الكيلومترات وهي تجثو على ركبتها وكفيها مع وتيرة تنفسها العنيفة، هي كانت تختنق حرفياً.

"نوبة ربو!!". 
تمتم سيهون متقدمًا نحو حقيبة ظهرها عله يجد جهاز بخار معالجة الربو الفوري الذي لا يفارقها أبداً،  داخلياً صلى كي يجده ولكن الحظ أسوأ من أن يسمح له بايجاد شيئاً صغيراً كهذا. 

"إلهي ماذا أفعل؟!  تنفسي على مهلك". 
بتشوش تحدث مهدئاً إياها.. وبالفعل عَلى سعالها وتنفسها ضعف بشكل ملحوظ، رغم قلة الهواء الذي ينعش رئتيها هو كان كالسيانيد يُذيب شعابها الهوائية الملتهبة!! 

"- تنفس اصطناعي، حلول تقليدية يا رجل". 
تحدثت مارسلين وهي تخلع حقيبتها متقدمة نحو داميون وبخفة دفعتها لتستلقي على ظهرها والأخيرة لشدة سعالها كانت ترتفع عن الأرض متخبطة بعنف وقد ازرقت ملامحها بذبول.

"- لا حياء في الطب لطيفتي والآن اصمتي". 
تحدثت مارسلين مثبتة داميون التي أبعدتها عنها عنف، لتبدأ بطرح الهواء عبر فم داميون بغية إنعاش رئتيها المختنقتين.

"ألم أقبل فتاةً للتو؟!". 
تحدثت مارسلين وقد نهضت بينما تساعد داميون اللاهثة بخفة على الجلوس بعدما انتظم تنفسها جزئياً.

"شرف لكِ". 
قالت داميون بغرور وهي تربت على صدرها بخفة فهو يشتعل!! 

"داميون سليطة اللسان تظهر". 
كريستوفر قال بتعب، هو بدا ساخراً أكثر.

"أغلق فمك أيها المحروق، حقاً أتساءل لم تملك وجهاً جميلاً في حين دماغك متعفن". 
تحدثت فيكتوريا.. وعدم الفهم ظهر على ملامح الجميع، كالجميع عجزت عن إيجاد ربط بين كلماتها والموضوع الرئيسي هل هذا ما يسمى محاولة لتغيير الجو؟! 

"إلهي ما هذا؟!". 
تحدثت فيكتوريا بهلع بعدما جالت نظرها حول المكان بغية إبعاد الإحراج الذي حاوطها، سقط نظرها على ذراع ورقبة ميريل المُدمى كما هي كفيها.

تقدمت حيث ميريل التي رفعت كفها محدقة بجروحها وكأنها تراها لأول مرة.

"كيف حصلتِ على هذا؟". 
سألت مارسلين مُحدقة بعمق الشق في ذراع ميريل، بينما فيكتوريا تحسسته بهدوء فهو مُزرق الأطراف وعميق!! 

"كدت أموت أتصدقون؟! هذا مضحك". 
تحدثت ميريل بعدما سكنت ملامحها لوهلة متذكرة ما صادفها وسط تلك المتاهة لتضحك بشكل مجنون غير مصدقة أنها نفذت بتلك السهولة!! 

"هل جننتِ يا امرأة؟!". 
تحدثت داميون مستفسرة عن سبب ضحكتها ولم تجد مانعاً من مشاركتها الضحك بجنون ودون سبب.

"آسيوي وسيم ظهر من العدم وهاجمني، رُبما حصلت على هذه الجروح بينما أخلص نفسي منه". 
تحدثت وسط ضحكاتها وتدريجياً انخفض صوتها لتحدق بهم بلا هدف بعينين لامعة.

"أنتم حمقى.. كلنا حمقى". 
همست ممسكة ذراعها النازف عميق الإصابة، متذكرة منظراً أحمر زُمردياً مؤلماً لدرجة أنها توقفت عن الشعور بلسعات الألم التي تحيط طعنة طويلة توسطت ذراعها المُزرقه تلك!!

"جُرحكِ مُلتهب وعميق ميريل". 
قالت مارسلين بعدما تأملت جُرح ميريل.

"قد يُساعدنا هذا". 
تحدث بيكهيون خالعاً حقيبة ظهره مُخرجاً وُريقات خضراء مُصفرة جزئياً قام بفركها ببعضها لمدة.. عد أخذ نظرة لما يفعله فهمت مارسلين لتفتح حقيبة ظهرها قائلةً:

"سيكون مؤلماً لكن يجب علينا تطهيره". 

تحدثت تزامناً مع يدها التي أخرجت قنينة زجاجية لمشروب كحولي، لم تفهم الغاية من وجوده على منضدة الأسلحة منذ وقت مضى ولكن ها هو ذا عاد عليهم بمنفعة.

" قد يكون شيئاً سيئا.. أقصد ربما يحتوي على سُم أو شيء كهذا؟!". 

تحدث أحد المُلثمين موقفاً إياها عن صب محتوى القنينة فوق جرح ميريل التي ضاقت ملامحها متخيلة الألم الذي سيدركها لشدة لذاعة الكحول، لكن ما من حل آخر فهو عميق بحق!!
ولا تعرف كيف تحملت الألم الذي شعرت به طوال ضغطها عليه في محاولة لإيقاف نزيفه الذي لم يتوقف كلياً.

"لا بأس به، تناولت بعضاً منه مُسبقاً للتأكد وها أنا ذا لم أمُت". 
أجابته وهي تزيل كُمّ قميص ميريل ممزقة إياه. 

"تحملي وإلا سأصفعك". 
تحدثت موجهة كلامها إلى ميريل التي شدت قبضتها متجهزة لذلك اللسع الذي أطلقت إثره صرخة طويلة مكتومة لشدة عضها على شفتها السفلية والتي أشك أنها لم تُفلق إلى نصفين أثر قضمها.

"هذا مؤلم". 
لهثت ميريل بألم فورما جمعت شتاتها وأنفاسها عندما توقفت مارسلين عن صب الكحول عند بداية جرحها الطولي العميق.

"لن يستمر الألم لا تقلقي". 
تحدث بيكهيون واضعاً الوريقات على طول جرحها ليبدأ بلفه بما تبقى من كُم ميريل الذي تم تمزيقه من قِبل مارسلين مسبقاً.

"رائحتها ليست بغريبة". 
سألت فيكتوريا التي ساورها فضول تجاه تلك الوريقات التي ضمد بيكهيون ذراع ميريل بها.

"إنها نبتة الكوكا يستخلص منها الكوكايين". 
أجاب بيكهيون سؤالها وهو يعيد ما تبقى منها إلى حقيبته علّه يحتاجها مرة أخرى وهو سيفعل.

"وكيف وضعت مخدرات على جرحها!!". 
صرخت فيكتوريا بحدة في وجه بيكهيون دافعة كتفه بعنف. 

"ليست مخدرات بالكامل فهي نبتة بدائية تستخدم للتخدير سابقاً، وأيضاً يسعني رؤية عضلة ذراعها من هذا الشق العميق لذا احتفظي بقلقك المبالغ فيه جانباً؛ فهي ستقفز من الألم فور ذبول هذه الورقات". 

ببرود تحدثت مارسلين بعينين ضيقة نحو فيكتوريا التي تفاجأت لرد الأخرى، هي لم تحظَ أبدا ً بردٍ جاف، بارد من مارسلين الفكاهية.

"من أين لكِ هذه الخبرة؟!". 
تحدثت داميون بسؤال مزيحة الجو المتلبد حول الفتيات.

"في الأكاديمية العسكرية حظيت بتدريب ودروس حول طب الأعشاب، بما أنني أخذت موقع القناص وقائدة المجندات". 
أجابتها مارسلين بهدوء وهي تستلقي أرضاً جاعلةً من ذراعها وسادة.

"كلية عسكرية؟! بماذا كنتِ تفكرين عندما درست شيئاً كهذا؟!". 
سألت داميون بتعجب من الأخرى.

"كنت أفكر بحماية الوطن". 
أجابت مارسلين قبل أن تضحك بشدة ممسكة بمعدتها.

"تخيلوا، أحافظ على سير القوانين وتطبيقها وأنا خارجة عنها منذ الأزل". 
سخرت من ذاتها وهي تقهقه مزيلة دموعها الوهمية.

"لقد جننتم يا شباب، بالمناسبة بيك كيف ومتى ولم أحضرت الأعشاب؟". 
سخر سيهون ليكمل كلامه مستفهماً عن أمر تلك الاعشاب.

"الجولة الثانية تبدأ في دخولكم طريقاً ملتوية بيضاء ستحمّر قريبا، الأذكياء فقط يتجنبون حد السكاكين بخصوبة أفكارهم و خُضرتها..
هذا ما كُتب في تلك الورقة، حد سكاكين، خُضرة وخصوبة لا أعرف إن كان هذا مفهوماً بالنسبة لكم، لكنني فهمت أنه يلمح إلى الجروح والنبات المحيط بالمنزل كانت عبارة عن الكوكا وهو مخدر هذا يفسر الغثيان والنعاس الذي شعر به الأغلبية.. لا أعلم كيف اوضح لكم، ولكن لحسن الحظ أني أحضرت البعض منه". 

اقتبس بحديثه ما ورد في تلك الورقة الحمراء من المرة السابقة مفسراً لهم وبسبب أنظارهم المتفحصة له والتي شعرته أنه الفضائي الوحيد بين حفنة من  العلماء البشريين فاقدي العقل أضاع كلماته.

"فتى النظارات كما توقعت، دودة كتب لكنه وسيم". 
قفزت مارسلين متسلقة ظهر بيكهيون  الذي انحنى قليلاً مثبتاً هيئته موازناً ثقلها.

"قوي ايضاً". 
ربتت، ضربت كتفه بقوة لا تعود لفتاة أبداً بل ليد جُندية كانت تترأس سرية كاملة.

"ما قصتك يا امرأة؟!". 
تذمر بوجهها مدلكا كتفه حيث انتشرت شبكة ألم.

"فقط أصنع علاقة جيدة سيد بيكاتشو". 
جابت بعبوس وهي تبتعد إلى الخلف لترتمي على الأرض بطريقة درامية وتنهدات طويلة أفرجت عنها. 

"اقترب المساء لنذهب لاستكشاف المكان قبل أن تُظلِم". 
تحدث سيهون مشيراً إلى الطريق أمامهم والذي بدا معبداً بطريقة ممتازة على خلاف الغابة التي تقبع مختبئة خلف متاهة دموية كما سماها ذلك المجهول البغيض.

"أتستطيعين المشي؟!". 
سأل بيكهيون ميريل التي كانت تحاول النهوض.

"ليس كما لو أنني أمشي على يداي، فقط ساعدني لِأقف".
تكلمت مادة ذراعها السليمة نحوه وهو تمسك بها شاداً ميريل إلى الأعلى بغية النهوض.

..

دقائق من المشي والتلفُت حول المكان طالت مُدتها، كلما تقدموا خَلا المكان من أي ما يُذكر وتدرج لون الأرضية ليستقر على ما يبدو كالشارع المعبد حديثاً، طريق سير للمواصلات داكن اللون تخطط منتصفه وجانبيه بخطوط بيضاء حتى أن جانبيه تحتوي على علامات مرورية.

هل حالفهم الحظ مباغتاً؟! 
بالطبع كلا، فهذه ليست من شيم القدر ولا الإهمال من شيم مجهولين نظموا لعبة لسفك الدماء،تاركين منفذاً غير محمياً لم تُبسط وتُمد حوله سُلطتهم!! 

"منذ متى وهذه هُنا؟". 
تحدثت داميون مُستفهمة عن بناية أقل ما يُقال عنها ضخمة، قديمة أدرك الصدأ أنحائها ومنحنياتها.

"هي أعلى من أن لا نلاحظها". 

نطقت فيكتوريا بعد أن تفحصت علو وضخامة البناية التي يقابلهم ظهرها بينما واجهتها مُختبئةٌ حيث النصف الآخر من العالم الأسود الذي يحتويهم، عالم تم جمع مساوئه داخل قفص مُذهب يغوي طيور السماء على دخوله بغية النشوة، المتعة والراحة، لكن لكل شيء ثمن، وثمن مُتعتهم الفناء.

"خرجت من تحت الأرض دون أن ننتبه لها، لنقتنع بهذا فكل شيء ممكن ولا مَكسب ينفعنا من التفكير بأمرها". 
تحدث سيهون بلهاث فالجو أصبح حارقاً فجأة من شمس عامودية والأمتار التي قطعوها ليست بقليلة البتة! 

"لنستكشف المكان". 
نطق بيكهيون الذي كان يسند ميريل المتذمرة من ألم ذراعها الذي امتد صعوداً لكتفها، وفتاة بضعف هيئتها وعمق إصابتها لن تستمر في خضم تلك الطريق الطويلة ظُهر يوم صيفي حارق.

"لن أستغرب إن علمت أنهم يتحكمون في المناخ هنا". 
تمتمت داميون ماسحةً عرق جبينها وقد جمعت خصلاتها شبه الطويلة التي كانت منسدلة على ظهرها، وحرفياً هي ترغب الآن أن تكون صلعاء!

"استخدمي هذا". 
مدت لها فيكتوريا هيئة معدنية طويلة مدببة من الأمام، طويلة الجذع بنهاية مسننة منصوفة لنصفين مع ممسك بلاستيكي تتوسطه قطعة سليكونية طولية الشكل. 

"مبرد أظافر؟!". 

سخرت داميون بتساؤل وهي تتناول المبرد رمادي اللون من فيكتوريا التي ابتسمت لتخطو نحو داميون آخذة اياه منها وقد ادارتها كي يقابلها ظهرها وبدأت العبث في شعرها قائلة :

"أنا أيضاً أؤمن أن الأشياء الصغيرة تغير الكثير من الأمور، هذا المبرد مثلاً يستطيع إمساك شعرك جيداً". 
قالت ذلك مثبتة شعرها بهيئة دائرية وقد جعلت من المبرد كالدبوس ممسكاً خصلات داميون البنية.

"يملك نهاية حادة تمكنك من تقطيع أوردة أي أحد، بداية مدببة تمكنك من غرسها داخل قلب أي أحد وأخيراً يحافظ على استقامة أظافرك". 

أكملت حديثها عن مزايا المبرد ذاك وهي تتمشى تابعةً رفاقها كما فعلت داميون التي ابتسمت مربتة على المبرد الذي توسط شعرها.
"من يدخل أولاً؟! نحتاج أن نستكشف المكان قد يكون هناك مختلون كما في المرة الماضية". 

تحدثت ميريل عندما توقفوا حيث الباب الذي كان مفتوحاً يُظهر ظُلمة ما في الداخل.

"بالطبع أنا". 
تحدثت داميون متطوعة مُجهزة سكاكينها لما قد يصادفها، حقاً الظروف تغير الكثير.

"أنا أيضاً". 

"حسنا وأنا أيضاً، أمسك"
تبعها سيهون لتختتم مارسلين الأمر مناولة سيهون مسدساً قامت بتعديله ليكون برصاص مدبب وضغط أقل، مناسب لأي مباغتة قد تصدر من أي جانب وبالطبع لن تستغني عن قناصها حتى لو كان العدو قريب.

بهدوء تقدم نحو ذلك الباب غريب الهيئة و مجهول ما يقبع خلفه، نقرتان بأطراف أظافر داميون حطت عليه وكل من سيهون ومارسلين أمام الباب مُتأهبين لبدء مطر الرصاص لكل ما سيظهر أمامهم. 

"إلهي!!". 
قفزت فيكتوريا بفزع فور ما مرت من بين ساقيها هيئة بيضاء كروية منها تتعب خوفاً.

"أفزعتني يا رجل!". 
صفعت داميون كتف سيهون الذي فورما لمح تحرك الباب أمامه أطلق أربع رصاصات دون تصويب حتى!! 

"اللعنة، بسبب أرنب كدت أتقيأ قلبي". 
ركلت مارسلين الأرض مربتة على يسار صدرها ساحبةً أنفاسها ببطء.

"وجود أرنب لطيف كهذا يعني أن لا أحد في الداخل؛ فهو كان يتمشى بطريقة بطيئة ليس وكأن أحداً ما يداعبه"
تحدثت ميريل عابثةً بفرو الأرنب اللطيف الذي التقطته قبل أن يذهب بعيداً، وحركاتها على جسده هدأت من نوبة الفزع التي أصابته بسبب صوت الرصاص الذي باغته فجأة.

"وما أدراكِ أنه لا يوجد أحد في الداخل؟! الأرنب أخبرك؟". 
سخرت داميون زامة شفتيها بطريقة مائلة.

"ناشطة في إحدى أكبر تجمعات حماية الحيوانات كما أنها تمتلك محلاً للحيوانات بمختلف أنواعها، ودرست الطب البيطري لذا تملك الخبرة". 

أجاب كريستوفر نيابة عن ميريل المستاءة من سخرية داميون التي همهمت بعدم اهتمام لتتقدم نحو الباب الذي رصعته أربعة ثقوب مصدرها رصاصات سيهون.. ليتبعها البقية مُخترقين ذلك الظلام غير عالمين بما قد يباغتهم.

..

"لا يبدو بذلك السوء". 

تمتمت ميريل ماسحة القاعة الضخمة المُضائة بشكل خافت يوضح سعتها الكبيرة وبعض الأسرة الطبية بيضاء المفارش حمراء البقع!

"الرائحة مقرفة شباب". 

تذمرت داميون مغلفة أنفها بكفها وهي تتجول قُرب الأسِرة الملوثة ببقع زُمردية، مسحت بإصبعيها فوقها لتجدها ساخنة سائلة وكأنها لوحة لم تجف بعد!

..

"أنا مُتعبة، حل المساء فلنرتح قليلاً يا رفاق". 

تحدثت مارسلين مُتكئة على الجدار خلفها لتنزلق بجسدها نحو الأرض جالسة بقوى خائرة  كما الجميع، مذ أنهم انتشروا مُستكشفين المكان الذي سيقضون به ليلتهم، لا يوجد سوى بابٍ واحد يأخذهم نحو داخل البناية التي بدت كما لو أنها مشفى أو شيئاً كهذا وهو مُقفل.. تطوع كلاً من كريستوفر والمُلثمين على مراقبته.

"متى سنتتهي من هذا؟!". 
همست ميريل المُتألمة وبيكهيون الذي كان يُجدد ضمادتها العُشبية انتبه لتنهدها و ذلك الهمس الخافت.

"لم يتبق الكثير، فقط أربع جولات". 

أجابها بذات الهمس وهو يَشُد على ضمادة جرحها التي كانت عبارة عن قطعة شاش طبي غسله بالكحول القليل الذي تبقى في تلك القنينة الزجاجية قاتمة اللون التي تواجدت مع مثيلاته في إحدى زوايا القاعة الباردة المليئة بالادوية..

رغم وجودها لم يستعملها فهو لا يعلم ماذا قد تكون أو إن كانت صالحة أم لا،  مذ أنها ليست مُحاطة بشريط معلومات يوضح ما داخلها.

"هل سنبقى إلى النهاية؟!". 
بهمس مُرتجف هي نطقت بسؤالها رغم علمها أن جوابه لا يعرفه أحد سوى من يراقب هيئاتهم بابتسامة خبيثة خلال الكاميرات المنتشرة في المكان.

"سنحاول على أية حال، لا تفكري كثيراً وخذي قسطاً من الراحة؛ وجهك مُصفر بسبب النزيف". 
أجابه بهدوء وابتسامة لطيفة مربتاً على رأسها وقد تبرع بحقيبته لكي تكون وسادة لها.

"مُمتنةُ لك". 
تحدثت بهدوء وابتسامة قبل أن تغلق حدقتيها بهدوء منافٍ لِأعاصير الخوف وأاقوس الخطر التي يدق داخل قلبها وعقلها جاعلة إياها أشبه بسمكة ذهبية صغيرة تحاول الفرار من إحدى الدوامات اللامنتهية.

..

"داميون! استيقظي يا فتاة!!". 
هزت فيكتوريا جسد داميون المحموم بعنف، المُتعرق والمرتجف.

"ابتعدي!!". 
فور ما وعت داميون وجهت سكينها إلى رقبة فيكتوريا التي تراجعت بفزع لرد الأخرى المباغت والمرتعب.

"اهدأي داميون ،إنها أنا فيكتوريا". 
بهدوء قالت وهي تقترب نحو داميون المرتجفة وعلى علو صوت لهاثها اسيتقظ سيهون ومارسلين ذوي النوم الخفيف، اللذين لم ترتخي أيديهم عن أسلحة زينتها خلال غفوتهم الصغيرة تلك.

"ماذا هناك؟!". 
هرعت مارسلين نحو الفتاتين حيث إحداهن ترتعد متمتمة بكلمات لا مفهومة. 

"هيومين! هي هناك تنتظرناد لقد تركناها.. أجل فعلنا". 

بعينين حمراء لامعة وصوت مرتجف تحدثت بتقطع مشيرة إلى الباب من حيث جاأوا، حيث تُرِكت جُثة هيومين التي زارت أحلام داميون معاتبة، لها بهيئتها المُدماة التي ودعتها بها.

"صه! لا تخافي إنه فقط حُلُم". 
بعدما تحدثت عمّا رأته في منامها بهيئتها المرتجفةد تحدث سيهون مُهدئاً إياها. 

"أي حُلُم لعين هذا.. هيومين قُتِلت بسببي!! ما كان يجب عليّ تركها أبداً". 
بعنف لامت ذاتها معانقة نفسها مخفية وجهها بين قدميها باكية متكورة على نفسها.

"لا تكوني حساسة داميون، جميعنا قد نموت في أي وقت.. ليس هناك مُلام، نحن من أراد هذا وها نحن نواجهه". 
ربت على ظهرها مُتحدثاً وقد قرر مواجهتها بالحقيقة، كونها انجرفت بعيداً عن الواقع المرير الذي يخوضون فيه بعد موافقتهم بملء إرادتهم.

هم بأنفسهم قرروا مساواة حياتهم بتوقيع على ورق، جعلوها بأرخص الأثمان!

"مُحِق، حاولي أن تنامي داميون، وفكري بنجاتكِ فحسب". 
تابعت فيكتوريا مُكملة ما قاله سيهون الذي أومأ موافقاً لما قالته.

"سأخرج وأحطم هذه الخردة على رأسهم". 
قالت صارة على أسنانها راكلة الجدار بعنف.

"حسنا إذن، احتفظي بقوتك هذه إلى الغد عزيزتي". 
مربتاً على ساقها تحدث سيهون بابتسامة رخيصة مصطنعة، ليس كما لو أن الموقف يساعد على صنع ابتسامة فاخرة مطلية بسعادة براقة مُفبركة بشكل كامل!

..

صوت كناقوس الخطر الذي يقرع أثناء نشوب حريق، أحرق آذانهم ليفزع الجميع بعد سكون دام لساعتين، غفى خلالها البعض والبعض الآخر أغمض متفكراً في كوابيسه مُدعياً النوم.

"ماذا هناك". 
سأل بيكهيون أحد المُلثمين الذي كان يقف قريباً منهم بحثاً عن مصدر ذلك الصوت ..بينما رفيقه الآخر وكريستوفر جالا حول المكان بغية إيجاد مصدر تلك الموجات التي تخترق آذانهم كالسكاكين.

"لا يوجد شيء هنا". 
قال كريستوفر الذي بحث في الجهة اليمنى.

"فقط مستشعر حرارة ودخان، لكنه معطل ومُهترئ". 
المُلثم الآخر تحدث عما وجده عند حافة الجدار بجوار نافذة تم إغلاقها بقطعة خشبية ضخمة.

"إذن ماذا يعني هذا؟!". 
نطقت ميريل قاصدةً ذلك الصوت الذي مازال يَطُن عالياً.

"مرحبا!". 
صدح ذلك الصوت المُشفر مرة أخرى، والذي تزامن التقاط آذان رفاقنا لموجات صوته إنتشار الأدرينالين الذي تحور ليكون إعلاناً عن ما هو سيء وليس فقط مُوّتر!! 

"أراهن أنكم اشتقتم إليّ، كما أفعل أنا". 
قهقهة تلتها تلك الكلمات خبيثة الوقع.

"تقنياً لم نفعل". 
تمتمت داميون محدقة بالكاميرا في زاوية القاعة الكبيرة وقد مسحت بقية المكان وبالفعل كاميرات في كُل مكان لم تكن متواجدة عند قدومهم!! 

"كلا كلا داميون، أنتِ حقاً فتاة سيئة تُحِب إفساد كاميراتي ومكبرات الصوت.. سأُفلس قريباً". 
بتوبيخ مصطنع تحدث حينما أظلمت إحدى الشاشات المصغرة أمامه نتيجة لسكين داميون الذي حلق نحوها.

"تعفن في الجحيم أيها العفن". 
نظرات مظلمة وجهتها لإحدى الكاميرات القريبة قائلةً ما سَلف قبل أن تكسرها بسكين أخرى. 

"سأتجاهل هذه القطة الغاضبة الآن؛ فأنا أملك ما سيرضيها والفتيات هنا.. أراهن أن جميعكن تُحببن الكائنات اللطيفة، صحيح ميريل؟". 

تحدث وقد تزامن قوله مع انحدار قطعة قماش بيضاء، فُرِدت من أعلى القاعة التي أظلمت فجأة، وقد ازدادت برودتها بشكل ملحوظ.
صوت تشغيل مشغل افلام السينمائي، وضوؤه سقط على تلك القطعة البيضاء مُظهراً مشهداً قد مر عليهم سابقاً.
ميريل تداعب الأرنب بابتسامة تشُق ثغرها.

لم يحمل شيئاً يُذكر، لكنه تمكن من بث الرعب في أوصالهم!! 

"ماذا يعني هذا؟!". 
تحدث سيهون مُحدقاً بالكاميرات أمامه ليصدح صوت ضحكة القابع خلفها والتي استمرت لدقائق ليست بالقليلة.

" اها، هذا يعني أن عليكم ترك الكسل والبدء في اللعب يا رفاق". 
تحدث ورافق حديثه اختفاء هيئة ميريل التي توقفت لوهلة مع مؤثر زجاج متحطم كان خاتمة العرض السينمائي الصغير مجهول الغاية.

"هُناك!!". 
ثوانٍ من الصمت الصاخب مرت وقد قطعها بيكهيون الذي تحدث بِسُرعة مشيراً لشاشة العرض التي اُضيئت مجدداً بنصوص تطوع أحد المُلثمين لقراءتها. 

"الجولة الثالثة؛ اسحَق أو أُسحَق 
مُكعبٍين ذهبييَن بفُتحاتٍ طولية ذهبية داخلها مُفتاح خروجكم، بِخِبرة مُفكِك قنابل أخرجوها وبِكعبٍ عالٍ، اسحقوها". 

قرأ تلك الكلمات التي تظهر إحداها لتختفي ما سبقتها كوهج، ألوان داخل المياه، نبضات الهلع التي تنتشر داخلهم كالوهج النابض تماماً.

"ماذا يعني هذا؟". 
استفهمت ميريل عن معنى ما سمعوا. 

"لنبحث عن مُكعبين ذهبييَن بفُتحاتٍ طولية.. هه! بماذا يُفكر هذا الأحمق حينما يضع هذا الجُمَل؟!". 
تحدثت فيكتوريا بسخرية نهاية كلامه.

امتثل البقية لما قالته لينتشروا حول كومة صناديق الكرتون الموضوعة في زاوية القاعة المُظلمة والتي ساعدت في إعاقةٍ بحثهم بالطبع.

..

"هل رُبما هو قصد هذا؟!" .
تحدث أحد المُلثمين مُشيراً لما جاور الباب الذي دخلوا منه القاعة والذي كانوا يعطونه ظهورهم مُنغميسن بالبحث عن ما لم يجدوا له أثر.

"لكنهما قًفصين لجروٍ وأرنب وزوجين من الكعب العالي؟! ما هذا الهراء!". 

سخرت مارسلين بعدما تقدمت نحوه مُحدِقة به بسُخرية وقد لامسته بخفة لتبرز نتوءات حادة حاوطت القفص غارسة نفسها داخل أنامل مارسلين التي لسعتها شُحنات كهربائية هزت كامل ذراعها بعُنف!!
 
"لعين". 
مارسلين سحبت يدها بعيداً عن تلك النتوءات المُدببة والمُكهربة التي فور ابتعاد يد مارسلين عادت إلى مكانها داخل القفص.

"أأنتِ بخير؟!". 
هلعت فيكتوريا نحو مارسلين مُتفقِدة يدها التي اُدميت فتلك النتوئات اخترقتها عميقاً مُباغتة وتفاجؤ مارسلين جعلها تدفع يدها بغية الحماية إلا أنها غُرِست أعمق بغير علمٍ لها.

"حسناً.. لا أشعر بيدي". 
دقيقة صمت خلالها مارسلين حركت يدها وسط الحدقات القلقة لتتحدث بذلك النبأ وعيناها تُظهر التفاجؤ ولا شيء غير التشوش يرافقه.

"تشعرين بهذا؟!". 
نطقت داميون وهي تقرُص ما فوق مرفق مارسلين وتحته لتومأ الأخيرة بالإيجاب. 

"يُرجح وجود مادة مُخَدِرة على تلك النتوئات بما أنها فقدت الشعور بكفها فقط، لذا لنستخدم هذا لمنع انتشار المُخدر إن كان ما قُلته صحيحاً". 

تحدثت داميون وهي تُرخي حزام بنطالها الجلدي رفيع الهيئة لبتدأ بلفه أعلى مِرفَق مارسلين التي لم تجد شكاً بصِحة تَخمين داميون. 

"ماذا عن هذا إذن؟! كيف سيُفتح دون لَمس.. هُناك ورقة قد يفيدنا مضمونها داخل القَفصين!". 
كريستوفر قال مشيراً لما داخل القَفصين حيث تقبع جانباً ورقتان مطويتان بشكل مُهمل.

"إن صَح الأمر؛ فهذا القفص مُزَوَد بحساساتِ استشعار تعمل عند المُلامسة فقط؛ أي بشكل أوضَح عند استشعار الحرارة وبما أن القاعة باردة هنا فقد عملت بسُرعة حتى قبل مُلامسة مارسلين لها بشكل كامل.. هذا يُفسر عُمقها داخل يد مارسلين وبُرودة المكان عند استيقاظنا". 

 وضح الملثم طويل القامة و هو ينخفض إلى أسفل المنضدة مُتفقداً سطحها السُفلي وبالفعل رأى نضيدة كهربائية مُلتصقة أسفل القفصين موصلة بأطرافه حيث دائرة كهربائية مُتصلة بمستطيل أسود صغير يُخرج من طرفيه سلكين أحدهما أزرق والآخر أحمر مُمتدان إلى طرفي القفص ومؤكد هما يخصان جهاز الاستشعار ذي الشفرات المدببة ذاك. 

"إذن كيف سنفعلها؟! أعني الأوراق داخله". 
سيهون تحدث مستفهماً عن كيفية إخراج ما بداخل القفصين المُحصنين بما هو حاد، مُكَهرب ومُخَدِر.

"إذا قطعنا الأسلاك ستتوقف الكهرباء وبهذا لن تصعقني الكهرياء إذا فككت المستشعرات ولكنها ستقوم بوخزي بسبب حرارة يدي صحيح؟!". 
نطق الملثم وهو ما يزال يتفقد الدائرة الكهربائية  ويدور حول جوانبها.

"صحيح، إذن هل لي بأحد أدواتك؟". 
أجاب بنفسه قبل أن يتحدث الآخرون وقد أكمل باسطاً كفه أمام داميون طلباً لأحد سكاكينها ذوات النصل المصقول بحدة وقد ناولته أرفعها وأكثرها صقلاً.

" ماذا الآن؟". 
سألهم بعدما قطع أسلاك الكهرباء المرتبطة بالمستشعر مطالباً باقتراحاتهم.

"النزيف يقلل درجة الحرارة، والمُخَدِر يُزيل الشعور وبهذا يقتضي الشعور بالألم صحيح؟". 
تحدثت داميونتري بعد تواصل بصري خاضته مع مارسلين التي ابتسمت مُجيبة الأخرى:

"وكأنك تجلسين داخل رأسي". 

"لن يتسع لخنصر قدمي". 
أجابت داميون مُقتبسة رد فيكتوريا على هيومين سابقاً  قد ذَبُلت ملامحها إثر تلك الذِكرى.

"هل لنا أن نفهم ما هذه الخُزعبلات؟!". 
تساءل كريستوفر عما تحدثت به الفتاتان ناعتاً إياه بالخزعبلات والذي حصل على ركلة من مارسلين إثر ذلك المصطلح المُشين لاستنتاجهن العظيم. 

"دون ضرب لن يُصقل الحديد.. لذا وبما أنني أنزف ومُخدرة أستطيع التضحية والحصول على بعض الندوب الجديدة، يدي نزفت هذا يعني أن حرارتها انخفضت كما أن برودة المكان سخية وهذا يُعطينا احتمالاً أولاً وهو؛ المستشعر لن يلتقط يدي لبرودتها واحتمال ثانٍ وهو إذا التقط المستشعر حرارة يدي سيغرس بها شفراته وبما أنني مُخدرة لن اتألم كثيراً عندها أكون فككت هذا اللطيف.. لم ألقِ خطابًا كهذا مُسبقاً ". 

تحدثت مارسلين موضحة ما كانتا يتناقشان حوله باستخدام نظراتهن وهي تحاوط كتفي داميون، أنهت حديثها بشهيق طويل قبل أن تتقدم مقرفصة بجانب المُلثم الذي أومأ متفقاً على كلامها مزيداً هيئته جانباً تاركاً مساحة لتعمل على ما تحدثت به.

بحذر وخفة أدخلت أصابعها الرفيعة داخل القفص خاصة الجرو الذي تحرك بخوف منها مبتعداً وبذلك حَفز المستشعر الذي أبرز شفراته لكن مارسلين تداركت نفسها مخرجة أصابعها التي كادت تُثقب.

"انتبهي!!". 
فيكتوريا تحدثت بفزع عندما صدر صوت تلك الشفرات بغتةً.

"حسناً الآن اهدأوا لا أريده أن يتحرك". 
نطقت مارسلين مشيرةً بأنظارها نحو الجرو الذي تكور في زاوية القفص بعيداً عن المستشعر وبهذا لن يحفزه مجدداً، إن لم تفعل أنامل مارسلين.

"انتهيت". 
بعد تركيز دام لدقائق وانتظار مُتلهف تمكنت مارسلين من نزع سلك الدائرة الكهربائية أسفل المنضدة والتي تعمل على تشغيل المستشعر، استلقت مُتنفسة براحه إثر انجلاء ذلك الضغط الذي جعل من أناملها تَزرق أكثر وترتجف!! 

"حسنا تبقى واحد فقط". 
نهضت مجدداً لتتحرك نحو قفص الأرنب وبنفس التحركات الحذرة هي أبعدته وثبتت أناملها عند السلك الأحمر الذي من المفترض عليه إطفاء المستشعر كما فعل السابق.

"سُحقًا!". 

صرخة هربت من ثغر مارسلين التي اخترقت يدها شفرات المستشعر الذي عمل فور فصلها ذلك السلك، و تبعاً لصرخاتها التي عَلت فور ما بدأت الشفرات تدور لولبياً ويزداد طولها وبالتالي عمقها داخل أصابع مارسلين ازدات صرخات رفاقنا الذين يطالبونها بإخراج يدها المُدماة.

لكن كلا، ليس هذا ما خططت له، هي برجفة وصراخ مُتألم رفعت أناملها مُديرة إياها نحو الجهة الأخرى وهذا تطلب خروج الشفرت ذات النتوءات من أناملها المثقوبة فعلياً مُزيدةً ألمها.

توقفت الشفرات عن الدوران مُخترقة يد مارسلين التي فصلت السلك الأزرق الذي يماثل يدها شبه الميتة وسط قفص مُذَهب. 

"أخرجيها!!". 
كريستوفر تحدث قاصدا يد مارسلين المرمية بجانب الأرنب الذي لطخته دماء يدها التي فاضت بشدة، مُخفضةً رأسها و بلهاث هي قالت :
"لا أشعر بها ولا أسيطر عليها". 
قاصدةً يدها التي ترتجف بعنف وسط ذلك القفص. 

"لا بأس، هيا فقط تحملي". 
فيكتوريا فتحت باب القفص من الجهة المُقابلة لمارسلين وببطئ هي أبعدت يد مارسلين وبدورها تلك الشفرات خرجت من يدها مُخَلفة نزيف دماء انسالت ببطء على كف مارسلين المرتجف شديد البرودة والزُرقة!! 

"بخير؟!". 
سألت فيكتوريا عن وضع مارسلين بعدما أضافت حزام داميونتري حول ذراع مارسلين وقد لفت وشاحها الذي كان يحاوط خصرها حول كامل كف مارسلين شديد النزيف.

"بخير، ماذا الآن؟". 
أجابتها مارسلين وبتجاهل لكمية الألم المهول في كفها، سألت بيكهيون الذي يُمسك الورقتين قارئاً لهما :

"فيكتوريا وميريل هذا فقط ما كُتِب". 
تحدث مُشيراً نحو قفص الجرو عند نُطقه اسم فيكتوريا والأمر ذاته مع ميريل الذي وضع اسمها في قفص الأرنب.

ضوء توهج ليستديروا نحوه وقد كان مُسلطاً ناحية القطعة القماشية البيضاء التي عرضت أكثر المشاهد دموية لأشخاص مُكبلين يَسحقون ما يشبه الذي يحتويه القفصين خلفهم -جراء وأرانب- يتم سحقها بكعوب عالية نسائية حمراء، تماما كما وضع داخل القفصان خلفهم.

"افعلن المثل فيكتوريا و ميريل خلال ثلاث دقائق". 

قرأت داميون ما كُتِب بعد ما انتهت مشاهد بثت الرعب داخلهم وقد تقلبت معدة ميريل وفيكتوريا شعرت بأن أحماض معدتها تريد الخروج إثر المرارة التي ملأت فيهما من المشاهد المُقرفة التي عُرضت وتُطَالب هي ورفيقتها بفعل المثل!! 

فورما تلاشى صوت داميون صدر صوت إغلاق الباب القابع خلفهم  وقد وضِع كُرسيان أسفلهما ما يشبه بقاعدة معدنية بحوافٍ عالية لتحتوي ما سيفيض داخلها بعد ثوانٍ، رُبِط عليها كُلاً من الجرو والأرنب بواسطه أسلاك معدنية حاوطت قوائمهم الأربعة.

"بدأ العداد!". 
صرخت داميون فور ما لاحظت الأرقام التي تعلن بداية حفل السحق الذي يجب على الاثنتين إقامته.

"هياا!". 
استعجلهن سيهون بعدم صبر وهو يلاحظ مَضّي دقيقة بينما بدأ هلع الفتاتين بتآكلها!! 

إثر صوته فيكتوريا تقدمت ناحية الكرسي ساحبة ميريل التي انصاعت بملامح متجمدة ونظرات توقفت عن إبصار أي شيء عدا ذلك الكائن الظريف الذي لاعبته قبل مُدة والآن ستسحقه حفاظاً على حياتها! 
قادت الكثير من حملات حماية الحيوانات وها هي الآن تسحقهن بأحذيتها؟!

بذات الهدوء الذي غلف أوصالها جلست ميريل على الكرسي تبعا لدفعات فيكتوريا لها نحو الكرسي لتبدأ بلف ذلك الحزام الجلدي الضخم حولها واضعة أحذيتها جانباً و قد ألبستها الكعب العالِي الذي جاور كرسيها أمام الأرنب كما يفعل جروها.

فعلت المثل لنفسها لتجلس محدقة بالمؤقت الذي يُشير لبدء الدقيقة الأخيرة بوجه خُطِفت ألوانه.

"هيا!!". 
كانت آخر ما سمعته فيكتوريا التي أغمضت عينيها وبسرعة حركت قدميها صعوداً وهبوطاً على هيئة الجرو الذي أظهر أصواتاً مُتألمة لم تدم طويلاً إثر حركة فيكتوريا السريعة على جسده.

فتحت عينيها بعدما توقفت عن غرس نصل الحذاء داخل جسد الجرو الذي  أدركت دمائه وجهها ملوثةً إياه كما المؤقت الذي احمرت أرقامه مُعلنة آخر ثلاثين ثانية.

ميريل المُرتعدة إثر فعلة رفيقتها لم تومض بعينيها بعيداً عن ذلك الجسم المُدمى كما ساقي رفيقتها ووجهها، هل كانت فيكتوريا بهذه الوحشية؟!

جُل ما فكرت به ميريل وسط صراخهم أن عليها فعل المثل مع ذلك الأرنب أمامها.
أصواتهم تظهر كما لو أنها انفجارات لهيب نيران الجحيم.
كما لو أنها صدمات كهربائية تُخَرِب ترتيب خلايا دِماغها.

"هيا ميريل!!". 

فيكتوريا بوجهها المُدمى همست نحو ميريل وأنظارها لَم تُفارق الأرقام التي بدأت تَومِض بِآخر عشر ثوانٍ خلالها ميريل كانت تَهُزُ رأسها نافيةً ما قد فكرت به لوهلة وما يحثها الجميع هنا على فعله.

"آسفة". 

عينان بُنيتان فاضت بهما الدموع تأسفا قبل ثغرها وهما يَعُدان الثلاث ثوانٍ الأخيرة. 
التي تلاهما سهمان توسط أحدهما عين ميريل اليسرى والآخر كتفها وصراخها الذي غلف المكان ناشراً موجات الجزع والهلع داخل أوصال من تصنم أمام جسد ميريل الذي تخترقه رصاصات مصدرها العدم!!

هل هذه النهاية؟!
إن لم يمتثلوا لأوامرهم ستُركل أرواحهم إلى الجحيم كعبوة معدنية نحو حاوية القمامة!

هل هم وجدوا مُتعتهم المنشودة برؤيةِ عُمق جروح بعضهم ونزيفها؟!
مجدداً لم هُم هُنا؟! حقاً الامر أسوء مما توقعوا.. لكن هذا ليس تبريراً يشفع لهم آثامهم صحيح؟!

كالجحيم هو الموت وحلفاؤه دوماً يصرخ: هل مِن مٓزيد؟!

•••

انتهى.

دمتم في رعاية الرب♡.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top