P13
مبعثر13
.
.
.
لقد بلغ التعب مُنتهاه ، لن تواسينا الكلمات .
#اقتباس!
...
لِشِدة ما به مِن أفكار قرر أخذ رفيقِه و التحدُث بينما يُشاهدان مُباراة لكرة القدم بساحة المدرسة الشاسعة، هناك جلسا مُتجاوران على أحد المقاعد، و قد تبسم ساجد حماسًا للمُباراة عكس سديم الذي راح يُشاهد دون أي رد فِعل أو حماس، كان عكس ساجد ، ليس مُهتم بهذه الرياضة، رغم ذلك كان ينزل للتدريب مع مُدرب فريق المدرسة كي يُبعد إنزعاجِه و الإلتهاء في اللعب، لكنه كسديم لا يُحب أيُّ رياضة تحتاج إلى مجهود، كان يُفضل الهدوء و الكسل أغلب الوقت بطبيعتِه، و بالأخص كان يُحب الأشياء الإلكترونية و التعلم فيها، كالذهاب مع والدِه لشركتِه لزيادة معلوماتِه شاعرًا بالشغف الشديد لتِلك الهواية التي تتمتع بالهدوء و التفكير مع سلامًا نفسي يُحيط به وسط ذلك.
لكنَّهُ تبسم لحركات ساجد الذي يكاد ينهض و يركض نحو الكرة، ثم خطرت ببالِه فِكرة كي يُسعد صديقه!
" ساجد؟ "
" نعم؟ "
التفت نحوِه مُستغربًا إياه ليجدُه يُشير له برأسِه قائلًا بـعَبث :
" ما رأيَك أن نَلعب؟ "
" أ .. أ يُمكننا؟! "
سأل بارتباك و شك ، فهتف الأخر يُكمل مُشجعًا :
" لا تقلق! .. صحيح لستُ مِن مُحبيها لكني بارع فيها كرياضة، لأنني كنتُ بالفِعل أتدرب مع المُعلم في بعض الأحيان لإبعاد الملل! .. إن كنتَ لا تستطيع فـ هيا سوف أُعلِّمَك "
" أنا أعرِف طريقة لِعبها فلقد كُنت أُشارك في اللعب مِن وراء والدي عندما كنت صغيرًا ..لكن .."
نطق بهدوء شديد يُتابع حركات المدرب و حديثِه بينما يُملِّي الفِتية ما يجب فِعلُه، ثم تنهد باستياء و قال:
" .. لكن أبي هذه الفترة يُحذرني تمامًا مِن لعِب أيُّ رياضة دون أن أعرِف السبب .. لذلك لا أستطيع. "
ناظرهُ سديم بـِغَرابة قبل أن يبتسم بلامُبالاة ثم نهض ساحبًا يده في قبضتِه هاتفًا بحماس:
" في كِلا الأحوال لن نَخسر شيئًا! .. تعال لنُجرب. "
ابتسم ساجد مستجيبًا لحماسِه ، و راح معه يتحمس كذلك للأمر .
" أيها المُدرب؟ "
انتبه المدرب نحو صوت سديم الذي راح يستأنف حديثِه حينما استدار له الأكبر باستفسار:
" نُريد أن نلعب كذلك. "
فابتسم لهما و أومأ قائلًا:
" لا مانِع لدي يا سديم ، لكن ألديكما أيُّ حِصص؟ "
هنا نفى ساجد قائلًا:
" ليس لدينا، أستاذنا غائب اليوم. "
" جيد! "
هتف المُدرب بحماس و راح يطلُب مِن فريقه الترحيب بكِلاهُما، كانوا شباب بعدد الخمسة عشر شابًا في المرحلة الأخيرة من الثانوية! و جميعهم رحبوا بانضمام سديم و ساجد لهم!
*****
الأمران الذي كان جُل تفكيره بهما منذ سنوات ها قد بدأ كلاهما يَظهران كحقائق في حياتِه ! .. رُبما لم يكن ينوي الالتفات لهما مِن الأساس و خاصةً خلال هذه الفترة كونهُ مشغولًا بـِ عِدة أمور لو تركها كان سيتدمر كل شئ فعلُه تسبب في إيصالِه لهذه المرحلة!
و وسط انشغاله دلف سكرتيرَهُ بهدوء متقدمًا نحو مكتبه، و ما إن وصل حتى وضع ما بيده مِن ملفات أمام ربَّ عملِه بينما ينطق باحترام:
" انها ملفات الصفقات ، سيد برناند ! "
رفع المعني عيناه الرمادية نحو مُحدثِه الذي أكمل بعملية:
" لقد قرر السيد ميساوّ أن يُلبي طلب الصفقة .. و طلب مِن حضرتك أن تسمح له بالمجيئ يوم الأحد القادم ليتفق كِلاكما سيدي. "
همهم برناند و من ثم تنهد بملل حين توقف سكرتيره عن الحديث :
" لا تتوقف أكمل .. لازلت أستوعب. "
تبسم المعني بتوتر و راح يُكمل :
" صفقة رقم 22 السيد سامويل يُريد منك استلامها يوم الثلاثاء بعد الغد .. و قال إن لم تَستلمها في الموعد الذي قال عنه سيُوقفها و لتنسى المال الذي دفعته. "
هنا ابتسم برناند و أصدر تهكمًا مما قالَهُ نائبُه الذي تراجع خطوةً بارتباك مِنه حينما نهض بِرناند بطولِه المتوسط يُلملم أغراضه بهدوء عكس ما يشعر به من ثورة، فأحدهم يُريد تهديده بشئ تافه كهذا؟! .. هه! ..
" لم يَستطِع أحدهُم مِن قبل أن يُهدد برناند فيكتور! .. و لكن ذاك الصعلوك يُريد أن يتحداني!! و قد تجرأ!! .. أظنه سيحتاج لترويض! "
نطق بغرور و برود غاضب ثم رمق نائبُه كالصقر يُخاطبه بحدة:
" لدى رِجالك مُهلة لساعتين، أحضر سامويل ليحصل على واجب الضيافة و إلَّا ستكون أنتَ الضيف .. غادر!."
هدر بغضب فـ انحنى المعني له بخفة يومئ بسرعة و خوف ثم استأذنَهُ و غادر تاركًا برناند يُشعِل سيجارة بينما يسير نحو الحائط الزجاجي الذي يظهر خلفه كل شئ في تِلك المدينة! .. و يفكر ؛ هل بامكانِه أن يجد ما يبحث عنه؟! .. و مِن الناحية الأخرى ذلك المُزعج أورلاندو كان يحتل تفكيرِه بسبب أفعالِه مُؤخرًا!
*****
تَنَفس بقوة و تقطُّع رَاسلًا الكرة نحو مرمى خصمه في لحظات سريعة! ، و ابتسم بحماس و تعب حين عبَرت مِن الحارس و ضربت الشِبَاك مُعلِنة عن هدف ثالث ضد هدفين ، فـ صاح فريقِه بسعادة للفوز و بدأ الشباب يتقدمون نحو سديم و ساجد يُحَيُّوهما و يهتفون باسميهما في حماس بالِغ و سعادة! مُعترفين بشغفهما و حُبَّهُما للعب رغم ذلك أقرَّ سديم مجددًا أنه لا يُحبها تحت ضحكات هادئة مِنهم على إصرارِه الغريب هذا!
و وسط طاقة التفاؤل و السعادة المنتشرة بين الفريق، ترك مَوقعُه و تَحرَّك على أقرب مقعد قابلُه ليجلس فوقُه بينما يُربت بَـ لُطف شديد فوق موضِع قلبِه الذي بدأ في الإهتياج في صورةٍ مجهولة للفتى الذي شعر بالحيرة و الضيق مِن كونَهُ أول مرةً يحدُث لهُ هذا الأمر، فقديمًا لم يَكُن يشعر بأي ألم. ، و رُبما كان مجرد ضيق خفيف حين بذلِه لمجهود جبَّار قليلًا ، لكنَها تُعَد هذه أول مرة يشعر بهكذا آلام!
شعر بسديم يُجاورُه في المِقهد بينما يُربت على أحد كتفيّه:
" ما بِك يا أخي؟! .. هل أنتَ بخير؟! "
أبعد يده عن قلبِه و نظر نحو صاحبُه راسمًا ابتسامة مُتكلفة بينما يُجيبُه بخفوت:
" لا تقلق، لقد شعرت بالتعب فحسب.."
لكنه ظل يُحدق فيه بقلق مقترحًا فورًا:
" هل نذهب لطبيب المدرسة؟ ."
" لا يا سديم، أنا بخيـ .. ـر! "
انقطعت أنفاسِه فجأةً يميل مُمسكًا بقلبِه بعدما شعر و كأنَّ سِكين حادة انغرست داخلُه، فضاقت أنفاسِه بألم بينما قد أمسك سديم بجسدِه بسرعة في ذعر قبل أن يقع شاعرًا بارتجافة جسدِه المُتألم و إصفرار وجهه ، و قد هرع المُدرب فورًا مع رؤيتِه هكذا، جذبِه مِن يدِ سديم المرعوب ثم جعلُه يستريح بجسدِه للخلف في حركةٍ بطيئة يتآمله بقلق ثم نبس في حيرة حينما أدرك عقلِه فورًا لشيءٍ ما:
" ساجد لـِتُجيبني على سؤالي؟ .. هل تُعاني مِن أي مرض في القلب أو شئ كهذا؟ "
كاد يُنفي ذلك الشَك لكنه تذكر حين كان بالمشفى! .. لقد ذَكر الطبيب شيئًا عن هذا ثم انضم هو بعدها لقائمة المُلتزمين بالأدوية التي لم يُفكر بمعرفة شئ عنها مِن قبل ، و بعدها وَصلِة قلق مِنهما لا يَعرِف سببها .. لذلك ظهرت الحيرة على ملامحِه هامسًا بضعف:
" لا عِلم لي. "
ظهرت الحيرة على وجوهِهم بينما عاد لاغماض عينيه و قد هدأت دقات قلبه المُتمزقة لكنه رُغم الأمر شعر بكونه مُنهَك! .. انَّهُ مُتعب من كل شئ يحدث حوله! و ليس فقط المرض!
تنهد المُدرب فقد رافق حياته أعراضًا كهذه بسبب أحد إخوته لذلك أدرك الأمر فورًا حين رؤيَتِه لكنه شعر بالحيرة لكون صاحب الشأن لا عِلم له! ... و لِعلمه هو كان يعرف والد الفتى، كونه طبيبًا أشرف من قبل على عملية جراحية لشقيقه و قد نجحت على يدِه!
....
قبل مُغادرتهما قد أصرَّ سديم على زيارة ساجد لـ طبيب العيادة حين علم أنه يشعر بالدوار مِن بعد ما حدث و قد قابل رغبتِه بالرفض لكنه انتهى به يُرغَم على الموافقة و ها هو يُحدق في الممرضة باستياء شديد بينما تُركب له محلولًا مُغذيًا كما طلب الطبيب و هذا ما يكرهُه!
و الابتسامة لاحت على شفتيْ سديم قبل أن يشعُر باهتزاز الهاتِف في جيبِه، أخرجه و رد على والده بعدما ابتعد عِدة خطوات عاد فيهم ساجد للنوم مُتجاهلًا باقي حِصص اليوم الذي تقريبًا إنتهى و لم يتبقى فيه سوى نِصف ساعة تقريبًا حتى موعِد ارتفاع رنين الجرس سامحَا لهم بالهَرولة نحو منازلهم!
شعر ساجد بسديم بعد لحظاتٍ يعود ليلتصق بالمقعد الذي يُجاوره بصمت ، فلم يهتم بِـفَتح عينيه و النظر نحوِه بينما يرغب بإستغلال هذه الدقائق القليلة بالنوم الذي فقد لذتِه مُنذ ما حدث! .. ثم جفل يفتح عينيه بصدمة حين وصَل صوتِه إلى مسامعِه بتلك النبرة شديدة الاستياء :
" ألم أُنبِّهَك بألا تُمارس أيُّ رياضة يا ساجد؟ "
انتفض جالسًا ناظرًا نحوِه في دهشة قبل أن يتجاهله بـغيظ و هو يُمرر نظرَة مُستنكرة لسديم حين كان يُقبل عليهما نابسًا بـ استياء :
"لماذا أخبرتُه أن يأتي يا سديم؟! "
ظهر على معالِم سديم الحيرة نافيًا بـِ هَزَّة مِن رأسِه بينما ينظر نحو مروان الذي قاطعهما بغيظ و غضب هادئ عكس ما يشعر به مُوجهًا ضفة الحديث نحو إبنُه:
" المُدرب أخبرني بأمرَك ... و الآن هل يُمكنك توضيح لي ما حدث؟ .. لما خالَفت أوامري؟ "
تقدم سديم مِنه كي يُصحح مفهومِه أنَّه مَن أرغمه على لِعبها الا أن ساجد صدمهُ بسُخريتِه و نبرته الحاقدة المُستفزة التي خرجت منهُ بينما يوجِّه حديثه نحو أبيه:
" و مَن أنتَ كي لا أُخالف أوامرُك؟! ..ثم أنا مَن أحتاج إلى توضيح يا سيد مروان ."
" تريد توضيح؟! "
استنكر مُتبادلًا معه النظرات في حِدَّة ، قبل أن يتفاجأ ساجد بـِ كَف أدار وجههِ للجِهة الأخرى ، و كاد يسقُط لولا سديم الذي أسنده بقلق و صدمة و الأكبر يستأنِف بغضب ينفجر في وجهِه:
" أكبر توضيح أردتُّه، هو أنِّي لازِلت مَن رَبِّيتُك، و لن تَرغب أنْ تعلم سبب اخفائِي عنكَ كل الحقيقة لأنَّك قَطعًا لو عرِفتُ أصلُك ستَرغب أنَّك لو لَم تُولَد يا ساجد .. كما و أن مرضك وراثي ، فأنتَ تعاني من اعتلال القلب الضخامي و هذا مرض قادر على قَتلك في لحظة! .. تُريد توضيح أخر عن أني لستُ والدك؟ لستُ مَن رَبَّيتُك و ساعدتك بالسير حين كنت طِفلًا؟! .."
سكت يُحدق بعصبية في ملامح ساجد الذي راح يبكي بينما يدفِن وجهُه في حُضن صاحبه يستمع إلى توبيخِه بألم ، أجل انَّهُ يتألم! .. يحتاج لو أن يتحول بكاءِه إلى صراخ كي يُخرج ما يستوطن قلبه مِن ألم! .. فلم يكن يُخيَّل إليه أنه قد يصل لهذه المرحلة! .. حتى الآن لا يُدرك أيُّ حقيقة يجب أن يعيشها؟! .. لما لا يفهمون فقط أنه غير قادر على التعايش بطبيعية مع تِلك الحقائق القاتلة؟!
تنهد مروان بـِعُمق مُبعدًا عصبيته و قد لانت ملامحه لرؤيته لانهيار صغيره في أحضان رفيقِه الذي يُربت عليه بـِحُزن ، فنهض يقترب منه مُستوليًا على طرف السرير بينما يجذبه برفق مِن حُضن صاحبِه و هو يتحدث بحنوّ بينما يُرتب خُصلاتُه كطِفلًا صغيرًا و يبعد عنهُ تِلك الدموع:
" أنا أسِف، لكنَّك عصَّبتني مِنك بسبب وقاحتَك لذا تَطاولت مُجددًا عليك .. هيا لنَعُد للمنزل كي ترتاح. "
استند بجسده عليه في ارهاق شديد ، و شهقة تلو الأخرى كان يُطلقها مستعدًا لنوبة أخرى مِن البُكاء، فنظر مروان نحو سديم قائلًا:
"مرحبًا يا سديم؟ .. لم يتسنَّى لي الإنتباه لَك"
أومأ سديم بلا بأس و قد ابتسم يُحدق في رفيقه الذي لا زال يستند على كتف أبيه بـتعب ليَرُد :
" لا بأس عمي مروان .. لكن ألَك عدم ضربَهُ مُجددًا؟ .. فيكفي حقًا كل ما مرَّ و يمُر به! .. هو يتألم لكنه لن يُخبركم أنه يفعل فهو كتوم للغاية! .. كما انَّهُ ليس بـ طِفلًا عمي."
_" سيظل الأولاد أطفالًا في نظر أبائِهم حتى لو كبروا يا سديم ."
نبس بابتسامة ثم تنهد يُخاطب ساجد بهدوء :
" أتستطيع السير؟ "
.
.
.
دلف إلى منزلِه يسحب مِعصم الفتى معه برِفق، مكان صفعِة والدُه تَحوَّلت للأحمر و بالكاد تحولت جُزء منها إلى كدمة صغيرة بجانب فمِه .. لن يَكذِب لو سألَهُ أحد إن كان قد شعر بطعم المعدن في فمه بعدها، فـ يَدِ والدُه قاسية!
لم يكُن أحد قد تَواجد في المنزل بَعد ، غير سارة التي ذهبت لغُرفتها مُباشرةً لاعتيادها على النوم بهذا الوقت بعد أن اطمأنت أن شقيقها بخير كما كذب عليها و رسم ابتسامة مزيفة كلها قوة مزيفة!
ما إن جلس على السرير حتى شعر فجأة أنَّ المكان يَدور بسرعة حولِه، فأغلق عيناه و أزاح جسده ليستلقي بالمعكوس متكورًا حولَ نفسه!
تنهد مروان حين رؤيته هكذا ، فـ التفت عنه مُغادرًا ،
و لم يهتم المعنيّ بالأمر، هو راح يسحب عليه الغطاء راميًا بكل شئ عرض الحائط ورغم رغبته العنيفة بالبُكاء مجددًا على حظه الا أنه ابتلع غصته و راح يطلُب النوم كي يرتاح من كل شئ حتى لو لدقائق معدودة الا أنَّ أمنيته لم تتحقق و صوت والده الذي جلس إلى جواره، ينبعث إلى أذنيه:
" قبل أن تنام دعنا نتناول شيئًا. "
فتح عينيه عابسًا لتُقابله ابتسامة مِن أبيه الذي راح يأكُل بهدوء مُزعجًا إياه، و عبس أكثر حين لمح أنفَه رائحة الطعام فأصدرت معدته صوتها، ليتنهد مُستسلمًا للأمر الواقِع و هو يتأفف بغيظ و قد اعتدل بعدما أحس أن الدوار اختفى قليلًا.
" لن أكُل معَك مُجددًا ، فقط هذه المرة لأني أشعر بالجُوع."
نبس بصوتٍ مُهتز بكبرياء مزيف و هو يُشرع بتناول الطعام بصمت بعد كلماتِه تِلك.
و قد تبَسم والده رِفقة تذمره بينما يُكمل .. و بعد ساعتين أمام باب المنزل وقفت تفتحه ثم دلفت بينما تُحرك أناملها مُدلكة لما بين حاجباها من الألم المنتشر فيهما ، يومًا رغم قِصره لكنه كان مليئًا بالانشطة المُزعجة!
تنهدت بضيق و هي تسير نحو غرفتها في تعب، و لكن ما إن دخلت لغرفتها حتى تجهمت للحظات ثم تبسمت حين أدركت ما يحدث، و لم تكن ابتسامتها سوى لرؤيتها للأب و ابنه و هما يغفيان بطريقة أكثر من مضحكة!
أكبرهما غافيًا بتعب دون أن يُبدل ملابسه و الأصغر ينام عكسه و ساقيه منفردتان فوق بطن والده تاركان أطباق الطعام جانبًا بإهمال ، كتمت ضِحكتها و هي تتقدم بهدوء بينما تُجَهِز هاتفها لتلتقط صورة لهما ، نظرت للصورة بعدها و هي تتنهد بيأس منهما لكنها راحت تُحدق بهما و هي تدعو أن تبقى المحبة دائمًا تجمع أسرتها! ثم تقدمت مِن ساجد تنحني لتطبع قُبلة حانية فوق جبينِه الذي غطتُه خُصلاتِه الكثيفة.
لحظتها هو فتح عينيه و رمش بهما في حيرة و استنكر احساسِه ليجد ساقيّ ابنه فوقه، فدفعهما عنه و هو يستمع لضحكات نارين على ملامحه المُستاءَة! .. فرمقها بعُبوس بعدما نهض ، و بينما يُعدل طريقة نوم ابنه و يغطيه هي قالت بما تبقى من ضِحكتها:
" الصورة التي صَورتها لكِلاكما لو رآها سيقتلني! "
جفل لثوانٍ ثم أدرك لتوِّه أنَّ الأمر مُضحكًا أكثر مِن محرجًا ، فتبسم و هو يقترب ليجذبها من خصرها معانقًا و يسيران يتهامسان و يضحكان و قد عادت روح كِلاهما لتهتف بلحن السعادة! .. ربما الجيد في الأمر أنه لا زال ابنهما حتى لو لم يكن رابط الدم يجمعهم، لكنهما يعتبراه صغيرهما! .. فلقد احتضناه في أسرتهما في الفترة التي احتاجا بها الحصول على اطفال بسبب صعوبة ذلك، و بعدها كان فاتحة خير عليهما إذ علِما بعدها بعِدة سنوات أن نارين قد حملت أخيرًا بطفلتهما 'سارة' !
*
*
*
يتبع ..
آآآه"تنهيدة مُستاءَة! 😩
حسنًا تأخرت، لا أعرف كيف فعلتها لكن شغفي لم يَكُن يُساعدني على تعديل البارت، لكني أفعل ذلك مُنذ البارحة و نمت دون أن أُدرِك ذلك. 👈👉🙁
حسنًا لنُعوض اليومين السابقين ببارتين؟ سأحاول تعديلهما اليوم و إنزالهما لأجلكم ❤️☺️
و الآن أخبروني برأيكم بشكل صريح في كل الشخصيات
مروان؟
نارين؟
سارة؟
سديم؟
ساجد؟
أولاندو؟
ذلك الأحمق برناند 😌🔪؟
لا تنسوا تقيييم البارت؟
و رأيكم العام في الرواية حتى الآن؟
بشكل مُفصل؟ 😉
أيُّ انتقاد حتى الآن؟ و لا تنسو فأنا أتقبل الانتقاد ❤️🌼
و المشهد؟
و السرد بصراحة 🙁؟
#معلومة: لقد عدَّلت مشهد بسيط في البارت رقم 3 في مشهد الجريمة التي تَخُص أورلاندو لتُصبح واقعية أكثر 😁❤️
" لا تنسو الصلاة عن النبي" ❤️🌼
|||| ميمز ع الرواية 😂||||
لما البطل في روايتي يشتكيني من إلَّي بعمله فيه ، ردي ببساطة ...😂
ثم سلااااااااام 😂😂😂❤️❤️❤️🌼✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top