P11
رأيتم سرعة التنفيذ خاصتي؟ 😂❤️ هذا لأجل الشعب الذي يُطالب ببارت أخر 😂😂❤️🌼
استمتعوووا
مبعثر11
.
.
.
حينما اندفعت السيارة ضِد الماء كنتُ قد فتحت عيني ، فـوجدتُ نفسي تغمرني المياه .. لم أعلم ما أنا فيه تِلك اللحظة! .. و كأنني خُلِقت توًا لكن في مكانٍ خاطئ! .. و بينما تُحاوطني المياه من كل ناحية قاومت .. حاولت بكل قوتي الخروج من تلك السيارة! .. و لكني وجدت قدمي عالقة أسفل جسد أحد الرجال الميتون! .. فحاولت و حاولت! .. لقد كنت مرعوبًا ، مختنقًا بانعدام الأكسجين! .. ابتلعت المياه بكثرة و كدت أن أفقد وعيي عديد المرات، لكن دون ادراك كانت تُسَيرني الارادة نحو النجاة، أرى أختي! .. أبي! . و أمي! .. و ...سديم!
فجأةً تحررت قدمي!.. فاستطعت بصعوبة و بمعجزة أن أخرج من نافذة السيارة ، يدفعني التيار للسقف لكنه رُغم عودة أملي الا انني وجدت التيار يدفعني بقوة لأضرب رأسي بأحد الصخور!
.
.
.
" آش، أنتَ بخير؟ "
آش؟! .. مَن هو آش؟! .. ألستُ ساجد؟ .. أمـ....
في خضم ما هو مشوش الفكر يُحاول تدارُك أين هو؟ .. لمح فتاة جميلة تقف أعلى رأسه و على وجهها ابتسامة لطيفة، ظل للحظات يُحاول فِهم ما يجري حوله و تدريجيًا بدأت ذاكرتُه تعود، فأمسك برأسِه إثر صداعٍ حاد خالجَه لكنه لمح ظِل رجل ضخمًا يُقبل صوبَهُ، فذهب برمادياه ليُحدق في وجهِه، أنه مألوف جدًا!
" كيفَ حالَك بُنَي؟ "
عاد لواقعه على صوتِه اللطيف، و عندها عاد عقله ليعمل، أنه جون .. الشخص الذي ساعده من الموت! .. و لشدة امتنانه تبسم واهنًا ممتنًا لكون منقذه أمامِه، دون أن ينطق شيئًا راح يُحاول الحديث، لكنه وجد نفسه يسعل بضيق ، فتحركت آوري لتلبي رغبتِه الكامنة بشرب الماء، و حين اختفت حدق جون في الولد بجدية بينما يجلس في الكرسي المُقابل للفتى:
" لقد عادت ذاكرتك ، صحيح؟ "
بدون مبالغة هو أومأ ايجابيًا ثم همس بصوت مبحوح:
" أجل ... "
و تلاها صمتِه قبل أن يُكمل بامتنان:
" شكرًا لكَ لمُساعدتي يا عم. "
ابتسم جون بخفوت مُحدقًا في وجه ساجد و قال فجأةً:
" ما اسمك؟ "
" ساجد."
بانت الدهشة في ملامحِه وصوته حين سأل بتلقائية:
" أأنتَ عربيّ؟!"
أومأ بخفة و همس بـِ بَحَّتِه تِلك رادفًا:
" أجل، لكن أبي عاش هنا منذ كنت بعامي الأول، مع والدتي .. و استقرينا هنا و طبعًا أبي رُغم ذلك منتمي لموطنه الأم فأسماني هكذا و كذلك أختي! "
همهم جون بخفة، فتبسم ساجد ثم قال رادفًا:
" بالمُناسبة يا عم، ذلك الطبيب الذي كان يقف مع زميله .. إنَّهُ أبي."
ظل يُعانقه بنظراته للحظات استغربها ساجد لكنه لم ينطق بشئ، الا أن لجون رأي أخر، حينها قرر إخباره عما ينوي فعله و بينما يتململ في جلستِه قال :
" ساجد ربما ما أنوي فعلُه لن يعجبك .."
سكت يُلاحظ درجة تغير ملامحِه لكن الفتى لم يُبدى عليه أي شئ، فتنهد جون مُتابعًا مُشابكًا كفيّه أمامه:
" أنا شقيق ذلك الرجل الذي شاهدتُه يُمارس جريمة من نوعٍ خاص .. لا أعلم ما حدث لتصل لي بعد مُحاولة قتل مِن أخي نحوَك ... لكني لستُ كأخي الا أنني أسِف لأنَّك من هنا و صاعدًا ستعيش معنا .. عليك نِسيان كل ماضيك و الا لتختار الموت. "
سكت قليلًا بينما ينهض، ثم وقف جوارِه مُستنشقًا قدر كبير من الأكسجين قبل أن يزفره ليُردف للذي يستمع إليه بصمت :
" و لا تُحاول أن تتذاكى و تُخبرني أن أدعَك تعود و لن تشهد على شئ .. إن أورلاندو أخي و لا يُمكنني سوى الاهتمام لأمرِه. "
ثم ألقاه بنظرة أخيرة قبل خروجِه مِن الغرفة مع مجئ آوري تحمل الماء بيدها، رمقت والدها يُغادر ؛ فتجاهلته و دلفت نحو ساجد الذي لا زال صامتًا يشرد في كلمات والدها، هو لم يُنقَذ، لقد وقع في فجوة من اللانهاية! .. لقد ظن للحظات من الامتنان كافية لاعادته للآمان لكنه كان مُغفلًا لتفكيره بأمر كهذا، بأن مَن أمامِه سيكون شخصًا لطيفًا معه!
" آش، ما بِك؟"
رفع نحوها رماديتاه بصمت ضامًا رُكبتيه إلى صدرِه، فتبسمت و جلست جواره قائلة:
" سعيدة أنك استعدت صوتك. "
تبسم نحوها بتكلف و شكرها بخفوت، فضيقت عينها بفرح و هي تُناولُه المياه فأخذها مِنها مُتناولًا إياها بهدوء دون أن يتحدث، و حين أحسَّت بتوتر الأجواء حولهما نهضت قائلة بشئ من المرح:
" و الآن سأتركك كي ترتاح و .."
" آوري؟ .. هل لي بهاتفِك؟ "
استغربت طلبه فسألته بينما تلتفت نحوه مجددًا :
" لِما؟ .. أليسَ معك هاتفَك آش؟ "
عينه ضاقت بحيرة فهو لا يُدرك إن كان معه واحد أصلًا بينما هي تُكمل متجاهلة اجابته:
" آش هل أضعته مجددًا؟! .. أو أبي أخذه؟ "
لم تتلقى منه سوى الصمت فتنهدت بضيق و هي تراه مُنغمر في التفكير ، ثم أخرجت هاتفها و ناولتُه إياه!
لم تبقى كثيرًا معه فقد غادرت تاركة إياه .. لحظتها عقد جبينه باستياء و هو يعتدل ينهض عن السرير بينما يُفكر بفكرةٍ ما لأجل أن يهرُب من هنا، و أُولى أفكاره كان هذا الهاتف و هو يبتسم يتذكر رقم أختِه .. عليه أن يتصل بها و يُخبرها عن مكانِه .. قبل أن يتم كشفه بواسطة ذاك الرجل! فهو لن يرضخ لطلبِه أبدًا! .. و لشِدة غيظِه قرر حين هروبِه مِن هذا المكان أن يشهد على ذلك الـ "أورلاندو !"
رافق رقم أخته بالهاتف و اتصل بها، ثوانٍ حتى ردت بنبرة صوتها اللطيفة التي يُحب سماعها:
" مرحبًا؟ .. مَن .."
" سورا؟ .. اشتقت لكِ حقًا! ."
لم يستطع منع مشاعرُه مِن عدم الظهور، فأفرجت عينيه عن دموعها المكبوتة و هو يستمع عبر الهاتف إلى أنفاسها التي علَت، فضحك من بين دموعِه حين تسربت شهقاتِها إليه و هي تُخبره عن كم أنها اشتاقَت لوجودِه أيضًا و أنها تحتاجه! .. لم يرغب أن يفارق هذا الصوت الملائكي لكنه لم يكن لديه وقتًا ليتابع ، فبأي لحظة سيدلف جون لغرفته أو آوري! .. هو لا يريد أن يُكشَف، فطلب منها أن تُوصِل الأمر لأبيهما و لعنوان هذا الرقم بعد أن فتح موقعُه، و أخبرها بسرعة أنه في ورطة إن لم تُسرع ثم أغلق الخط و مسح رقمها بسرعة حين أحس بخطوات تسير نحو الغرفة، فيعود بسرعة إلى سريره مدعٍ الرضوخ للأمر!
--
بعد ذلك مرت الأيام دون حدوث أي شئ! .. بدأ يخاف من فشلِه بالهروب مِن هنا ، كان يجلس وحيدًا أمام الأحصنة بذِهن شارد، لا يفهم! هل فعلت أخته ما طلبه منها؟ .. أم لم يُصدقها أبيها؟ .. عبس! بالتأكيد والده مشغولًا كالعادة! .. و كالعادة لن يُصدق أمر كهذا! .. يتذكر جيدًا ضحكاتِه اللامبالية قبل فقدانِه لوعيه في تِلك المشفى! .. لكنه رغم ذلك يود فقط الخروج مِن هنا!
تنهد بضيق و نهض يسير نحو الخيول بخمول، أمسك بطرف لِجام أحدهما و ابتسم يُخاطبه بخفوت:
" لا أعرف إن كنت ستُساعدني، لكن لو فَعلت لن أنسى فِعلتك أبدًا. "
أصدر الخيل صهيله بقوة فتبسم ساجد برِفق و هو يمسح على جسدِه ، يعلم الآن بذلك عن موافقة الخيل بفِعلها، لكنه لم يرغب أن يفعلها الآن، سيفعل بعد ساعة، بعدما يهدأ الوضع و حتى لا يتم الشك فيه مِن قِبل جوني.
" آش، تعال لتتناول العشاء."
ناداه من بعيد، فالتفت ساجد يحمد الله على عدم هروبِه، فلقد صنعت آوري الطعام مبكرًا كالعادة!
تحرَّكت قدمِه تسير مُبتعدة عن الخيل، و حين وقف أمام جوني، تبسم هذا الأخير برِفق يُخاطبه:
" تعال بُنَي قبل أن يبرُد الطعام! "
راوغه ساجد بالابتسام نحوِه .. و دون أن يشك فيه التفت يبتعد عنه، فتختفي ابتسامة الأصغر بضيق و هو يدلُف خلفُه .. تجمع ثلاثتهُم على المائدة و استسلم ساجد للأكل، فقد جلس يتناولُه بخفة و بدون أن يهتم بوجود الاثنان معه، حتى شبع فقام بدون كلمة يبتعد عنهما ، و ذلك لم يجعل جوني يعبس، و عكس ذلك ابتسم بخفة لتصرفِه .. لقد اعتاد وجودِه .. و ها هو ذا الفتى يعتاد وجوده كذلك! .. أو هذا ما يظُن!
و بالداخل ، كان يُمسك بهاتف جوني عابسًا لسرقتِه منه دون أن ينتبِه .. قام بادخال رقم والده المحفوظ في ذاكرتِه الضعيفة و اتصل عليه ناظرًا للباب الذي أغلقُه باحكام قبل دلوفِه إلى الغُرفة ، انتظر دقيقة حتى انتهت المكالمة لكنه لم ييأس و هو يُعيد الاتصال به مرة و اثنان و ثلاثة .. و حين أتت الرابعة تسرَّب إليه صوته بكل هدوء فعبس بغيظ منه و هو يقاطعه بانزعاج:
" يا لكَ من أبٍ فاشل أبي! "
لم يتلقى ردًا لكن الطرف الأخر ابتسم بينما يقف أمام ذلِك المكان، فتابع ساجد و قد غلبته عاطفتِه:
" أُجزم بأنَّك لم تُصدق كلام سارة! .. لثاني مرة تخذِلُني! .. ليست أول مرة يا أبي! .. كلما أردتُك ابتعدت بارادتك! .. أنت ..."
" أنا في الخارج ."
كاد يسقط منه الهاتف لكنه تحكم بسرعة بأعصابِه لا يُصدق ما قالُه والده و الذي أعاد كلماتُه بصوتِه، فترك ساجد الهاتف و أسرع يخرج مِن الغرفة، مَرَّ يركض مِن أمامِهما، و كله لهفة أن يراه و يُصدق وجوده بالفِعل!
وقف أمام المنزل يبحث بعيناه بـ لهفة عن طيف أبيه حتى توقف على رؤيته يقف أمام سيارتِه يُلوِّح له مِن بعيد، لم يتمهل أن يقف بل ركض نحوِه دون أن يهتم أو ينتبه على وجود جوني و ابنته اللذان وقفا يُراقبان بمشاعر مختلفة!
أفرج عن حضنًا مُشتاقًا لصغيرِه و هو يستقبله فاردًا ذراعيه حوله قبل أن يندفع جسده الصغير مغمورًا بعناق كله دفء و لهفة و اشتياق بين الطرفين، و قد أغلق الدائرة دافنًا وجهه بعنق طفلِه مُطلقًا همسًا لطيفًا:
" أسف لتأخُري صغيري .. أسف! "
لم يتكلم رغم ما به من كلمات عِتاب! .. فقط أراد أن يشعر بحضن والده الذي تمنى تجربتِه! .. يُريد لو أن يختفي داخلُه! .. يتمنى لو يتلذذ مِن حلاوة عِناقه للأبد! .. لم يكُن يعرف أن لِـ عِناق الأب كل هذا الدفء، الفرحة، و الحياة! .. لو علِم قبلًا ما كان سيُفكر و لو قليلًا أن يفعل كل ما فعلَهُ في السابِق!
فصلا العِناق يُكَوِب وجه صغيرُه بحُب بينما ينحني يُحدق في ملامحِه بابتسامة سعيدة لكونِه بخير! .. ثم اقترب يُقبل جبهتِه و يُعيده لحُضنِه رادفًا باشتياق:
" لم أحتضنك منذ زمن .. لكني سأفعل بكثرة مِن الآن و صاعدًا لأني اشتقت لك بشدة! "
ابتعد عن والدِه يبتسم بـِ وِسع بينما يرُد بمرح:
" لم ترتدي نظارة اليو..."
وجد من يسحبه للخلف مقاطعًا كلامهما، ففزع حين جُذب مِن مِعصمه مُرغمًا عن التراجع للخلف على بُعد سنتيمترات من والده، اختفت الابتسامة مِن ملامحِه و هو يُحدق بجوني الذي قابلُه بملامح جافة بينما يُحكم اغلاق يده حول مِعصم ساجد الذي ينظر لوالده بخوف و قد شعر بضربات قلبِه تتبعثر و تضطرب بذعر! ..
" ماذا تُريد مِن ابني؟ "
تكلم جوني بجمود، فعقد مروان جبينه بغرابة و هو ينظر نحو صغيره الذي بدورِه قد نفى مُحاولًا طلب مُساعدتِه ، فرمق مروان المدعو جوني بضيق و قد اقترب بهدوء يقف أمامه! ثم مد يده و جذب يد ساجد مُبعدًا معها يد جوني بتحدي و هو يُعيد طفله خلف ظهره، قائلًا بجمود:
" رُبما قبل تصرُفَك هذا كنت سأشكرك لكن بفعلتَك هذه، أتمنى بعدها ألا أجدك أمامي، لأن ساجد يكون ابني أنا! "
تبسم جون بسخرية و هو يرمق ساجد باستهزاء ثم مروان قائلًا:
" لا أجد أي تشابه بينكما رُغم ذلك."
قاوم مروان رغبتِه بتحطيم جُمجمة مَن يقف أمامه! الا أنه كبَت ذلك لأجل ساجد، كل ما أراده هذه اللحظة أن يأخذ ابنه و يُغادر كي يُوصِل له الآمان المطلوب! .. و بالتالي تجاهل الضخم آخذًا بيد الفتى مُتجهًا لسيارتِه، ساعده بالدلوف إليها و إغلاقها عليه !
و قبل أن يجلس أمام المقود ألقى نظرة باردة نحو جون الذي راح يبتسم بسخرية و هو يراه يتجاهله بينما يُحرِّك مقود السيارة كي يُغادر ؛ فألقى بكلماتٍ دلفت بقسوتها داخل كليهما:
" كان عليكَ اخباره الحقيقة قبل أن يعرفها، فالملامح تشي بكل شئ! ."
تحرك بسيارته و هو يشعر أن كلماتِه أطبقت حولِه الخِناق لكن ملامح وجهه لم يلتمس الفتى مِن خِلالها أيُّ تعبير بينما يُحاول فِهم ما قاله جون، راح يُحدق بأثرِه ثم عانقت عينيه والده يسألُه:
" أبي ما ..."
" لا شئ، رجاءًا لا أريد سماع أيُّ شئ."
عبس لعصبيتِه المفاجئة و راح يُحدق بالطريق بشئ من الاستياء، رغم كل شئ لا يزال هناك حاجز غير مرئي يفصل بينه و بين والده! .. يجعل المسافة بينهما لا تلتئم، فيلزم الشك طريقِه إلى قلبه!
*
*
-
يتبع .. للمخرج محمد سامي مش أسماء 😂😂
.
لنتوقف هنا 😁😂 أعرف أن البارت كان لطيف من بدايته و للحظة معرفة ساجد و مقابلته لكنه انتهى بـ.... 🙃🙃 😂.
ماذا تتوقعون أن يحدث في البارت القادم؟ 😌
رايكم؟
اقتراح: ماذا لو أنزلت كل يوم بارت؟
😛😛
المشهد؟
تقييم؟
سلاااام 🙃❤️❤️❤️
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top