P 22
مبعثر22
..
.
لا تنسوا الصلاة ع النبي❤️✨
.
.
.
و لا تنسوا التعليق بين الفقرات ❤️✨
.
.
.
|| الخيانة لم تكن سبيلًا له لكنه أصبح جزءٍ منها ، و لأجل ذلك كان يقف أمام عِدَّة من رجالِه يتفق معهم على أمرٍ لو أُكتشِف، ستكون نهايته على يد من يُريد أن يُقدِم على خيانته و الاستيلاء على مكانه! ||
و ببساطة مع رحيل تلك الذكرى القريبة حدق بذلك الصبي الذي سمع والده للتو يُريد أن يجعله مكانه و بهذا العمر! .. هو قطعًا ليس بغبي إن إقتنع أنَّ هذا الفتى رضخ لوالده بتلك السهولة! .. و هذا ما سيستغلُّه، كي يعلَم مع مَن يتعامل!
خرج مِن أفكارِه عندما أمر أرسلان أن يُؤخذ ابنه لذلك المكان، و بطريقةٍ ما وجد الفتى ينهض يتحرك صوبه ببرود، و حين وقف أمامه رمقه بنظرة لا مُبالية جعلته يرفع حاجبه الأيمن بشئ من الاستنكار، فهذا الفتى قطعًا ليس بالسهلِ!
و مع شُروده للمرة الثانية سمع صوت ساجد يُخاطبه بشئٍ مِن التعالي:
" أستقف كما الأبلة يا أورلاندو أم تصطحبني؟ ."
هو رمقه باستنكارٍ و غضب، يكاد يُطْبِق الخِناق حول رقبة هذا المغرور قصير القامة! .. ربما لو لم يكُن يقف أمام أرسلان لكان قد دفنه حيًا في موضعِه ، لكن ربما هذا سيكون ألطف مما سيُجبره على فِعله في ذلك المكان و قَطعًا لن يجِد الرحمة و إن توسَّل إليها!
بالنهاية هو أخذه يجذب معصمه معه و حين توقف أمام السيارة ترك معصمه ليتولى القيادة بما أنَّ أرسلان جلس بالخلف يطلب مِن ابنِه أن يُجاوره و قد فعل ، ليبتسم أرسلان عابثًا بخُصلات ابنه السوداء المُتناثرة على جبينِه بعشوائية ، و بالكاد تماسَك ساجد عن ردِ فِعلٍ يُفسد تِلك الخُطة! بينما إحدى يداه المدفونة في جيبي معطفه أحكمت على ذاك القلم الذي لم يكُن يتركه أبدًا كونَهُ أول تِذكار مِن أول رفيق حقيقي له ، مُتأهبًا بثقة لما قد يحدث! .. فهو ليس بغبي أن لا يعلم أنَّ والده يشُك به لكنه قَطعًا لن يُريه ذلك!
و شكِّه كان في محلِّه عندما صدرت شهقة متفاجئة منه حين غطت تِلك العِصبة عيناه فتنعدم رؤيته تمامًا ، هو شعر بعدها بملمس يد والده حين أمسك بيده يُخاطبه ببرود:
" لا تقلق، هذا لضمان عدم معرفتك للطريق ليس الَّا. "
و رغم هدوئِه فقد ساوره الشك و هو يرتخي في المقعد بقلبٍ ينبض باضطراب ، شئ ما ينتظره! .. شئ ما سئ سيحدث! .. يعلم جيدًا أنَّ أرسلان لا يثق به و لكنّهُ يوجّه له شعورًا كَاذِبًا بهذا الهدوء نحوه! .. و لأجل ذلك هو قرر أن ينام ، لعلَّه يهدأ و يُعيد تفكيره مِن جديد!
توقفت السيارة بعد ساعة مِن انطلاقِها أمام مبنى لميتمٍ قديم ، يحرُسُه رجلٌ ضخم البُنية قليلًا .. و الذي حين لمْحِه لأرسلان و أورلاندو وقف احترامًا لوجودِهما لكنه بقى يُحدق في ذلك الولد الذي خرج يستند على هيكل السيارة خوفًا مِن السقوط!
يدُ أرسلان احتضنت كف صغيره الذي توقف أخيرًا عن حيرتِه يُغمض عيناه بانزعاج فلقد تلقى الضوء بعُنف! .. كانوا عصرًا و هذا ربما يجعل مِن الأمر يزداد رُهبة؟!
تحرَّكوا و أخيرًا إلى داخل الميتم الذي جعل الحيرة تعصِف بتفكيرِ الفتى لكن ذلك لم يدُم طويلًا إذ تأكد و رأى أنَّ واجهة الميتم لم تكُن سوى تضليل فقط على وجود مقرِّه!!!
بالنهاية انتهى به يجلس برِفقة والده أمام غرفة مجهزة للعقوبات ، و لقد أخذ الشك محله و هو يرى عبر ذاك الزجاج ثلاثة مِن الفتيان معصومي الأعين و مُقيدي الأيدي خلف ظهورهم! .. و تشنج جسد ساجد و اتسعت عينيه حين اصطف الثلاثة بذعر بجوار بعضهم بينما أورلاندو وقف مع رجالِه يُحدق فيهم بابتسامة متحمسة و خبيثة ، و فجأة التفت للخلف حيث يجلس ساجد و رؤيته لملامحه كبداية هو أمر يجعل خلايا قلبه ترقص فرحًا!
هو عاد ينظر للرِفقة الثلاثة قبل أن يتحرك تِجاههم .. عندما وقف أمامهم نزع عنهم عِصبة العين فتتلاقى أعينهم الخائفة في عين ساجد و سُرعان ما لاحظ المعني ذعرهم أكثر منه!
لكمةً ما جعلت مِن أندرو يشهق و جسده ينهار على رُكبتيهِ لـ يسعل بألم، و هذا جعل رجفة تسري في جسد ساجد الذي التفت لوالده كي يستفسِر عما يحدُث ليُفاجأ بنظرات والده المُوجَّهة نحوه و الذي رافقها قولهِ ببرود بينما يتذكر ذلك اليوم الذي قابل فيه أندرو و قد أخبره بعلاقتهِ بساجد...
|||… كان يُراقب نظرات أندرو المصدوم مِن رؤيتِه أمامه مع اثنين ضِخام الجُثة ..
استنشق غِليونه ببرودٍ يرى نظرات الاستغراب على ملامح الصبي الذي استقام واقفًا نابسًا بسؤال:
" هل هُناك خطب سيدي؟ "
همهم آرسلان بخفة ليرمي بما في يده بلامُبالاه ردًا عليه:
" أريد منك أنتَ و رفاقك خدمة."
توتر المعني قليلًا بينما يسرسل الأكبر في حديثِه بنبرة خبيثة:
" أظنَّك تعرِف رفيقك ساجد صحيح؟ "
هنا تحفزت حواس الفتى ليُومئ بتردد لتتسِع ابتسامة آرسلان نابسًا:
" أريد منكم آذيتِه .. و لكُم مني ما تُريدون."
تراجع الفتى بحذر مِن هذا الرجل، لا يُدرك بعد ما سبب طلبِهِ هذا لكن ملامحه مألوفة و كأنَّهُ يرى ملامح رفيقه فيها!
ابتلع ريقه بقلق، يُنفي تلك الافتراضيات فساجد لديه عائلته بالفِعل، كما و يوجد مِن الشبه أربعون على حد عِلمه!
_" سـ.. سيدي لما تُريد آذيتِه؟ .. أعني كيف و ما السبب؟ "
تردد في سؤالِه لكنه رَغب بالاجابة، فلما يأتي رجل غريب ليطلُب منه طلب كذلك؟ .. ثم ماذا فعل ساجد له أصلًا؟
_" أرسل له رسالة .. أخبروه أنّهُ ليس بابن ذلك الطبيب و أنَّ له أبًا ينتظره. "
و اتسعت عين أندرو لكلماتِه يكاد يتراجع عن الموافقة لكن حقدِه على ساجد جعله يَثبُت مكانِه يُفكر، لقد وجد الطريقة التي يؤذيه بها، لكن أحقًا ساجد ليس بابن الطبيب مروان؟! .. كيف لم يعرِف هو بذلك الأمر؟ .. هل يعرف ساجد أصلًا بذلك؟!
أسئلة كثيرة خالجت عقله لكنه لم يجد لها اجابة بينما يستمع لشبيه ساجد و الذي استدرك مع كلماتِه أنَّ الواقف أمامِه هو والد ساجد الحقيقي!!!! |||
خرج مِن أفكارِه بينما يبتسم ببرود نحوهم مُخاطبًا الأصغر:
" ليس بالأمرِ السهلِ أن يُؤذيك الثلاثة .. لذا هذا كأقل عِقاب لهم مِن أورلاندو ، و مُهمتك هي قتلهم كما قتلوك بكلماتِهم."
هو راح يُحدق في أجساد الثلاثة الذي يُعذبهم أورلاندو بكل استمتاع و حِقد و قد سمح لخَوفهِ أن يتمرد عليهِ ، فتسري رجفة مرضية داخله و هو يتوقف على ما أنهاه والده مِن كلام! .. مَن هو ليُقرر أن يَقتُل مَن كانوا يومًا ما أعز رفاقه ! .. هو حدق بأندرو الذي سقط أرضًا يئِنُّ بألم مسموع و كدماتٍ عدة أحاطت بجسده!
لا يعلَم ما حدث لكن شعر و كأن نظرات صديقه القديم تُطالبه بالعفو و الصفح عنه! .. نظراتِ خوفٍ و رُعب تمس ثلاثتهم! .. و هذا قَطعًا جعل مِن عقلهِ يتشتت قبل أن يجفُل على يدِ والده حيثُ استعاد حواسه مع كلماتهِ الجافة:
" انَّهم لكَ بُني ، أرني كيف ستفعَلُها كي أثِق بك! "
يُخبره بطريقة مُباشرة أنَّهُ لن يُعطيه ثِقته حتى ينجح في هذا الاختبار و الذي نِهايته هو قتل رفاقه؟! .. قطعًا انّهُ أمرًا سخيفًا! .. كيف به إراقة دماء مَن كانوا سببًا و لو بسيطًا لحياتِه؟! .. بل كيف له القتل أصلًا!
و انتهى به يُرافق أرسلان و أورلاندو في تِلك الغرفة يُحدق في أجساد أصدقائه المقيدين خلف ظهورهم! .. و خلفهم ثلاث رجال ضِخام الجثة .. هو نظر لأصدقائه القدامى بشئ مِن العجز فأخفض أندرو رأسه بصمت يستمِع لأنجل و مارك حيثُ كانا يشهقان بصعوبة بسبب ما أصابهما مِن ألم .. هما حدَّقا بساجد ليصرخ مارك به بكُره و حِقد:
" لم يكُن كُرهي لكَ كَذبًا! أنا جِد أكرهُك و أتمنى لك الموت أيها القاتل! "
ارتد جسد ساجد للخلف خُطوة تتسِع مُقلتيه مع سماعه لتِلك الكلمات الجارحة و لوهلة هو تذكر سديم، هل كان ليفعل مثل مارك لو أنّهُ وُضع مكانهم بسببه!؟ ... ثم هو لم يقتُل أحدًا! .. و لم يؤذي طوال حياتِه غير نفسِه!! .
و أنجل ما زادت كلماتِه الَّا سوءًا و هو يُكمل عن رفيقه ببُكاء:
" لقد كنتُ أعتبِرُك شخصًا جيدًا و لقد شعرتُ بالغيرة منك بسبب ما تملُكُه! و لكني الآن أصبحتُ أكرهُك .. أنتَ بالفِعل مجرد جبان و مُجرم! .. إن أردت قتلنا فإفعل ... لكن ستظل لعنةْ وجودنا في حياتك قائمة و لن تنسى! .. لن تنسى أبدًا أنَّك لم تكن الا أشد حقارة منَّا فحسب! "
هو حدق تاليًا بـ أندرو ينتظر منه تكملِة الحديث لكنّهُ لم يفعل، بل نظر له نظرة هادئة الا أنه استطاع أن يقرأ ما بعيناه مِن حروف، لقد ملأَهُ الخِذلان مِن هذا الأمر و كما عيناه التي أُغلِقت عما يعلَمَهُ .. هو ما عاد يهتم لشئ! .. ربما موتِهِ هنا ما جعله يتذكر الكثير من الذكريات التي جمعته بساجد! .. و الأخر ما ترك جانب والده حتى أحس بتِلك المعاتبة مِن عينِ أندرو! .. للحظة هو لم يتخيل أن يقف كي يُزهِق روح أصدقائه حتى لو كرههم! .. لكن كيف بِهم فقط مُعاتبته على شئ لم يفعلُه! .. كيف لهم جرحِه بتِلك الكلمات و كأنّهُ المُذنب الآن و هم الملائكة؟!!
هو كاد يتحرك صوبهم ليصرخ بهم بكل ما يعتمر قلبه مِن أذى ناحيتهِ لولا تلاقِي رماديتاه مع عين أورلاندو الشامتة فقرر أن يقِف و يُفكر في فعلته! .. هذا المسخ فقط يُريد كشف حقيقته أمام والده و لكنه لن يُناوله ما يرغب! .. لذا هو نظر لأندرو و يده تتسلل نحو موضع قلبه فجأة ، رغم ذلك احتدت نظرته يُحدق في أندرو بنظرةٍ يتمنى أن يفهمها أندرو و الذي بالفِعل قد لاحظ تجمُّع الدموع بعيناه ليهتِف بحِدة :
" مَهلكُم! .. كل ما فعلتموه بي و لا تزالون ترون أنَّكم الملائكة؟!!! .. لكن حقًا مِن الجيد أنَّ ثلاثتكم بدأ يقتنِع أنَّ ما زرعتوه فيَّ مِن تشوه ها هو يخرج عليهم و يُصيبكم! .. لذا يُسعدني أنكم حقًا في هذا المكان مذلولين أمامي! .. لذا لا تُفكروا بالأمر كثيرًا فموتكم سيُنفذ لكن بعد أن تعذبو أكثـ..."
هو ما كاد ينتهي حتى انتفض بصدمة حين اخترقت رصاصةً ما قلب أنجل الذي اتسعت عينيه على مِصرِعيها ينهار جسده بصمت تام و عينيه الفاقدة لبريقها حدَّقت بمَن أمامه و الذي لم يكُن سوى ساجد الذي شعر فجأة و كأنَّ قلبه ينقسم لنصفين مِن هول الصدمة! .. تنتفض أذناه لصرخات مارك و أندرو باسم أنجل بنبراتٍ يائسة! ... هو كتم أنفاسه يضغط على صدره بينما عيناه لم تُفارق جسد رفيقه الذي شخُصَت عينيه و برد جسده بعد أن فارق الحياة للتو أمام الجميع !
لم يُخيل له أنّهُ رغم هدوئِه ، فجسده مَن سينهار فجأة دون مُقاومة! .. هو فجأة وجد الظلام يبتلعه ليلتقطه ذراعيّ والده الذي سُرعان ما حمله و خرج مُلقيًا أوامره على أورلاندو:
" أجهِز عليهما. "
و اختفى يضعُ فتاهُ على الأرضِ بذعرٍ ، يجثو إلى جوارِه يستقبل نوبته بهدوء مصحوبًا بالقلق، يتذكر كيف كانت روزان تمُر بتِلك النوبة! و هو فقط كان جِوارها يُساعدها على تخطِّيها لكن هل ابنهما مختلف عنها؟
هو صرخ بأحدِ خدمِه بأن يأتيهِ بطبيب فورًا حين وجد الفتى يبرُد جسده بشكلٍ ملحوظ و يُغرقه العرق البارِد! .. و سُرعان ما تحسس نبضه و ذُعر كونه بطيئًا!
.
.
.
.
.
فتح عينيه حين بدأ احساسه يعود للواقع .. بقى لحظات يتدارك الوضع حتى انتفض يتذكر ما حدث! .. و لم يستطع أن يُدرك أنّهُ بغرفتهِ عندما شعر و كأنَّ معدته تُنذره بالتقيؤ! .. هو غادر سريره مُسرعًا و منظر الدم و رفيقه جعلاه يسقُط بالحمام بعد تقيؤِه! .. هو مسح شفتيه بكُم قميصه و عض عليهما تاليًا تنهمر دموعه بعجز ، يتمنى بهذه اللحظة أن يذهب فقط كي يُلقي بنفسه بين يدي والده مروان و يبكي فقط! .. أو ربما سديم أو والدته! و حتى أخته الصغيرة ستكفي بالغرض!
أراد النهوض لكن قُواه خائرة! .. انّهُ مُنهار كليًا و أورلاندو مَن فعل ، فماذا لو هو من قتلهم بيديه!
رمى بظهره للخلف كي يستوي على أرضية الحمام لكنه لم يسقط إذ استند جسدهِ على أحدهِم! .. هو لم يهتم فهو أصبح يكرَهُ والده الحقيقي و يتمنى له الموت هو و ذاك المسخ! .. لكن الذراعين اللذان التفَّا حول جسده حيث يُعانقه و يحتويه جعل دموعه تنهمر أكثر بينما يحادثه بقهرٍ و ألم:
" لما جئت؟! .. لا تتدخل حتى .. "
لم يستطع أن يُكمل إذ أنَّ ذاك المشهد تكرر في عقله، فالتفت ليُدفن نفسه بصدر رفيقه شاهقًا بألم و قد أطلق العنان لبكاءِه! .. كان يتشبث بصديقه و كأنه يُريد منه اخباره أنَّ كل شئ مجرد كِذبة! .. هو حتى يُوقن أنَّ سديم ليس بجوارِه فهو وهم! .. وهم مِن خيالِه!جسَّدَهُ عقله الباطن أمامِه كي يُوصل له البعض مِن الآمان!
و لكن الأكبر مسح على خصلاته برِفق يبتسم حزينًا على ما أصاب رفيقه! .. لو لم يُرافقهم سرًا و يرى نفس ذاك المشهد ما كان قد صدَّق أنَّ رفيقه سينهار هكذا! .. و لكنه يعلم جيدًا أنَّ هؤلاء الثلاثة لا زالت مكانتهم عنده لم تنقُص برغمِ ما فعلوه به!
و لدقائق ظل يعبث بشعر صديقه بينما يُميل رأسه ليلامس رأس رفيقه بحنانٍ ، حتى هدأ المعني أخيرًا فابتعد عنه يُخاطبه بلُطف و حُزن:
" إن أردت البُكاء مرة أخرى فإفعل! .. لا أحد سيلومَك على انهيارك! .. و أنا معك و لن أُفلت يدك! ."
نهض معه يدعُم جسده بينما يسيران نحو السرير ليجعله يستلقى عليه، كانت شهقاته ما تُعبِّر عنه و هو يتكور حول نفسه كالجنين و خلفه كان قد أغلق سديم الباب مِن الداخل جيدًا ليستلقي إلى جوارهِ يحتضنه من ظهره بينما يهمس بشرود و هو يُحدق في الفراغ:
" عندما كنت صغيرًا أمي توقف قلبها أمامي بعد أن حمتني بجسدها .. كنتُ أستمع لدقاتِ قلبها بينما تُعانقني حتى بدأت تُبطئ و تتوقف تمامًا! .. لم يُفارقني موتها و مَظهرها و هي مُدرجة بالدماء أمامي! .. كل ليلة كنت أستيقظ مفزوعًا و أبكي وحدي كي لا يعلم أحد لأنني كنتُ دائمًا أُعاتب نفسي و أُعاقبها كَونِي السبب بتركِها تموت لحِمايتي! الَّا أنَّ أبي كان دائمًا ما أُفاجأ به يحتضنني و يُربت على رأسي حتى أهدأ .. "
سكت لبرهة قبل أن يُغمض عيناه و هو يمسحُ على خصلاتِ صديقه رادفًا بهدوء مصحوبًا بحُزن:
" أن يبقى أحدهم جِوارُك رغم كل شئ هو أمر مُذهل كما تعلم، و الموت لا يستثني أحد يا ساجد .. لكنّهُ حين يأتي علينا أن نتماسَك لأجل مَن نُحِبَّهم .. أعلم جيدًا أنَّ حديثي ليس في محلِّه لكن أريد مِنك أن تعلم أنَّ لا أحد يحيَى دون تضحيات! .. رُبما لأجل أنجِل عليك أن تقِف مجددًا، كي تستطيع أن تُنقذ مارك و أندرو منهم، حتى لو عنى ذلك كُرههم لك لكن إفعل شيئًا و قُم كي تنتقم مِمَن أذاكم!"
لم يرُد عليهِ ساجد الذي كان قد غلبته شهقاته بالظهور لكنه إكتفى بإغلاق عينيه المُبللة بالدموع يُومئ ايجابًا!
.
.
تحرَّك صوب سيدِه بشئٍ مِن الهدوءِ قبل أن يبتسم يُخاطب أرسلان قائلًا:
" سيد برناند، لقد قُتِل الثلاثة لكن سيدي ألا يُمكنك الآن معرفِة أنَّ لا نفع مِن ابنك ببساطة؟! .. فهو لم يجرؤ أن يقف بعد قتل أحدهِم و انهار! فكيف بهذا الولد أن يأخُذ مكانك سيدي! "
هو ارتخى جسده يُرافق ساقه اليُسرى فوق اليُمنى مُحدقًا بـ رماد عينيه نحو الفراغ يُهمهم بتفكير قبل أن ينطِق ببرود كعادته:
" ربما معك حق .."
ابتسم أورلاندو ابتسامة تلاشت فورًا مع تكملة أرسلان:
" لكن ذلك لا يمنع أن يُمسك بدلًا مني! .. أنه وريثي و هذا وحده كافي .. ربما حياته مع ذلك الطبيب هي ما جعلته ضعيفًا و جبانًا لذلك عليَّ كوالِد أن أُرغمه على السير مع خُطواتي .. فهمتني أورلاندو؟ "
كان عابسًا ،ربما مهما أخبرُه فهذا الفتى سيظل عقبة في طريقه! لهذا خطرت على بالِه فكرة و سيستغِل ذلك لذا قال بابتسامة مُتكلفة:
" إذًا ما رأيك أن تتركه لي كي أُدربُه؟ .. تعلَم جيدًا طُرقي الخاصة بذلك. "
رمقه ببرود، هو لا يثق بأن لا يُؤذيه، فهو أكثر مَن يعلَم أورلاندو كَونِه يده اليُمنى لذا فتح فمه ينطق لكن قاطعه صوت جاء مِن خلفه يُخاطب كلاهما باعتراض:
" ليس العُنف ما سيجعل ابن السيد برناند يخضع، بل ذلك لن يُزيده الا استياءً و كُرهًا لكل شخص هنا و قد ينقلِب علينا جميعًا وقتَها سيدي. "
الاثنان حدقَّا بليونارد الذي بعثر شعره الأشقر و هو يُحدق بعين أرسلان بابتسامة هادئة بينما عبس أورلاندو يُحدجُه بغيظ لكن المعني أعطاه ابتسامة باردة و هو يتقدم رادفًا بما يراه صحيحًا:
" إن أردت أن تجعل ابنك يقِف جِوارك عليكَ أن تجعله يختار بارادته كيف يفعلها، ضعه باختبارات تجعله يتمكن مِن العيش بمفرده .. لكن إن أنتَ قررت فجأة أن تعترض طريقه و تُهدده و لو بشخصٍ يكون له أهم الأشخاص في حياته سيكون مِن الصعب فِعلها لأنَّ و ببساطة ذلك الفتى لن يفعل شئ الا و قد انقلب علينا نحن! "
أرسلان فكر في كلماتِه جيدًا لعلَّه يُدرك حقيقة الأمر قبل فوات الآوان ، لكنّهُ فقط ليس لديه وقت! .. و يحتاج لأن يتغير ابنه قبل أن يحدث ما هو أسوأ، فأعدائه أكثر و كونِهم قد يعلمون مَن يكون ؛ فهذا وحده سيجعله عُرضة للخطر قبل حتى أن يتكمن مِن جعله رجُلًا لا يخاف عليه! .. كما و أنَّ ممتلكاته تحتاج لوريث!
*
*
*
يتبع..
لنتوقف هنا .. البارت طويل نوعًا ما
الآن لنتناقش بالبارت؟
رأيكم بالأحداث؟ ألا زال هناك أمورًا لم تُفهم؟
السرد؟
موت أنجل؟
كلماتهم؟
المشهد؟
توقعاتكم فيما تبقى من البارتات؟؟
ميمز ع الرواية؟ 😂❤️
..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top