جرى خلفها، وتراجعت هي للوراء صارخةً حين انهارت دعامةٌ خشبية أمامها لتكسر مزهريةً خزفيةً بيضاء قد زيِّنت بزخرفة زرقاء «أسرعي! لا تتوقفي عن الجري!» صرخ لها بينما الدخان يتصاعد، والنيران تنتشر من كل صوب.

حاول كاي النظر حوله، وحرارة ألسنة اللهب تجبره على حماية عينيه منها «يونسوك!» نادى الشابة التي لم تعد ترى أمامها لشدة كثافة الدخان «إن المخرج إلى اليسار!»

أسرعت يونسوك لليسار تحاول أن تلملم أطراف ثوبها الوردي، وتمسك بخصلات شعرها الأسود الطويل لئلا تصطادهما النيران. ما كان عليها أن تقترح ذهابهما لمتجر الأواني الخزفية هذا، كان عليها أن تكمل سيرها مع كاي قرب النهر دون الاقتراب من المدينة. ما كان عليها أن تخرج من القرية الهادئة وتأتي إلى هنا.

اقتربت من المخرج الذي كاد يتهدم، لاح لها الناس وهم يحاولون إخماد النار بدلاء المياه، ولاح لها مِن الناس مَن يحاول تهدئة الأحصنة التي كانت تجر العربات. كادت تخطو ناحية الأمان، لكنها سمعت صوت تحطم دعامةٍ أخرى، لتليها شهقة كاي وسعاله.

«كاي!» أسرعت ناحيته لتساعده على النهوض، لكنَّ المتجر الخشبي قد بدأ يتهدم، وألواحه الخشبية التي كانت تغطي سقفه عن الشمس والمطر راحت تقع الواحدة تلو الأخرى.

تهدم المخرج، وسقط عمودٌ خشبي حال بين الحبيبين. تدفقت الدموع لعينيهما، وبينما مدّ أحدهما يده للآخر ليمسك بها حتى اللحظة الأخيرة، غلفهما اللهب، وتعالت صرخاتهما بينما كانت ألسنته ترقص على جسديهما.

قريبًا | COMING SOON
٢٧ مايو | May 27