6. NARUTO

ملاحظة الكاتبة: لو انتبهتم للتاريخ، فإن أحداث هذا الفصل تجري قبل شهرين من أحداث الفصلين الأولين.

كونوها، يناير 2018.

1.

محكمة كونوها... هذا المكان يربطنا بطريقة ما، ومع ذلك فهي ليست هنا.

قالت بنبرة نصف ساخرة ونصف جادة:

— لقد كنت مثيرًا للإعجاب يا سيد أوزوماكي!

تينتين... صديقة هيناتا المقربة وزميلتنا في الكُلِّيَّة. مدعية عامة.

فيمَا مضى، كانت تواعد نيجي هيوغا، ابن عم هيناتا الذي كان يدرس في الخارج ولا يعود إلى كونوها إلا في الإجازة. كانا يتقابلان مرة أو مرتين في السنة لا أكثر. شخصيتان معقدتان، هي خجولة، وهو ليس اجتماعيًا.

علمت للتو أنهما تزوجا الصيف الماضي. من كان ليصدق ذلك؟ عندما كان يسألني أحدهم: كيف تتخيل حياتك بعد خمس سنوات؟ كنت أجيب متيقنًا: مع هيناتا... نربي أطفالنا... نسافر حول العالم... لم أكن لأقول ذلك عن هذين الاثنين، ومع ذلك... الحياة غريبة.

— وأنتِ كذلك يا سيدة هيوغا.

— حسنًا... العالم قرية صغيرة!

— إنه كذلك. بصراحة، لم أتوقع أنك من سيتابع هذه القضية.

كنت أترقب رؤية هيناتا.

— طرأ تغيير ظرفي. سعيدة برؤيتك مرة أخرى يا سيد أوزوماكي. أستميحك عذرًا!

ما أن حيّتني حتى همّت بالرحيل.

— انتظري لحظة من فضلك!

— نعم؟

حككت رأسي متوترًا. يجب أن أفصح عمّا في خاطري، بغض النظر عن الطريقة التي سوف تفسر بها كلماتي أو تنقلها إلى صديقتها.

— كيف حال هيناتا؟

رمشت بعيون مفتوحة على مصراعيها، كما لو أنها تقول: هل أنت جاد؟

— ماذا تريد أن تعرف؟

ماذا أريد؟ لا فكرة لديّ. هل تتذكرني، تتذكرنا؟ هل هي سعيدة مع ساسكي؟ هل تحبه بقدر حبها لي... أو ربما أكثر؟ أكثر من أي شيء آخر، أريد أن أعرف إذا كان هنالك أمل لنا للعودة إلى ما كنا عليه... ليس كعاشقين، ولكن... قد أكون مجنونًا، لكن أودّ أن تدرك أنها ما تزال تعني لي الكثير.

— لا أعلم، ينتابني الفضول قليلًا حيال ما أصبحت عليه... تيبايو.

— قليلًا؟ سيد أوزوماكي، بالنسبة لمحامٍ... أنت كاذب سيء!

— رجاء، أوصلي لها رسالة مني.

— كلي آذان صاغية.

— إذا أرادت أن تعرف سبب انفصالي عنها، فلتأتي لمقابلتي في شقتي القديمة. سأخبرها بالحقيقة كاملة.

لا أعرف كيف ستواجه هيناتا الأمر، لكنني آمل أن تسامحني يومًا.

— حسنا. هل يمكنني أن أسألك سؤالًا، إن كنت لا تمانع؟ لماذا الآن؟ لقد انفصلتما قبل خمس سنوات. حزنت هيناتا بما يكفي وأعادت بناء حياتها... ما الذي يجعلك تعتقد أنها تريد أن تعرف لماذا سببت لها كل ذاك الألم؟ بعبارة أخرى، لماذا تريد أن تعبث معها من جديد؟

— ليرتاح ضميري... على ما أظن.

— الماضي قد مضى يا سيد أوزوماكي. لن يرتاح ضميرك أبدًا ما دمت تنبش في الملفات القديمة. هذا ليس في مصلحتك ولا في مصلحة هيناتا.

— أعلم ولكن... أوصلي لها رسالتي، تيبايو.

— طاب يومك!

استأنفت مشيتها. صدى كعب حذائها العالي يدوي في الممر. لن تخبرها... طريقة كلامها توحي بأن هيناتا لم تتخط صدمة انفصالنا أبدًا.

رنّ هاتفي. رسالة من ساكورا: «آياكو تنتهي على الثالثة، من فضلك أحضرها، لدي حالة طارئة، سوف آخذها الليلة، هذا هو رابط موقع مدرستها الجديدة.»

الساعة 2:47 زوالًا، المدرسة تبعد عشرين دقيقة عن المحكمة. آمل ألا أتأخر كثيرًا بسبب الازدحام.

وصلت متأخرًا بضع دقائق، لا أطفال ولا أولياء عند بوابة المدرسة. ولا حتى آياكو. ألقيت التحية على الحارس وسألته إن كان بإمكاني الدخول. تفحصني بعينيه، ربما لأن وجهي لا يبدو مألوفًا. قام بمكالمة سريعة دون أن يبعد نظره عني.

— المعذرة يا سيدي، هذه إجراءات أمنية.

طمأنته بابتسامة:

— لا حاجة للاعتذار، لم تقم سوى بعملك!

— أشكرك على تفهمك.

أراني الطريق للعثور على ابنتي. يبدو أن ساكورا قد أبلغتهم أنني سآتي لأخذها وأنني قد أتأخر.

ابتسمت ما أن رأيتها جالسة على مَقْعَد في الفِنَاء. ليست وحدها، امرأة شابة ترافقها.

— أميرتي!

— بابا!

حضنتها بين ذراعيّ أستنشق عطر الفانيليا خاصتها. عدم وجودها بجانبي كل يوم أمر لا يطاق.

— سيد أوزوماكي؟

حدّقت في المعلمة. هناك شيء مألوف فيها. بيضاء البَشَرَة، سمراء الشعر، على الأرجح في أوائل العشرينيات من عمرها، ترتدي بدلة رسمية رمادية. قالت آياكو وهي تقدمني إليها:

— هذه هي الآنسة هانابي، وهذا أبي!

ضحكنا في آن واحد، ثم نظرنا في عيون بعضنا البعض لوهلة. هذا يجعل الأمر أكثر غرابة. أشعر كما لو أنني قابلتها في مكان ما من قبل، لكنني لا أتذكر أين ومتى كان ذلك.

2.

— 15 ضرب 3، أي 3 مضروبة في 5، يساوي 15، ثم 3...

بينما أساعد آياكو في واجبها المنزلي رن الجرس.

— لا بد أنها البيتزا التي طلبناها!

— أكملي العملية، سأذهب لأرى.

ليت آياكو على حق، فمعدتي تزمجر، لكن وجها ضجرا يقف أمامي: ساكورا. أومأت لها بالدخول قبل أن أغلق الباب.

تفحصت الشِّقَّة بعينيها، وأستطيع تخمين ما تفكر فيه: يا له من كسلان، لم يرتب أغراضه حتى. يمكنني عدّ الأيام التي قدمت فيها إلى هذه الشِّقَّة على أصابعي، اثنتان منها ليستا سارتين: الليلة التي نمنا فيها معًا للمرة الأولى والليلة التي جاءت فيها لتخبرني عن العواقب.

قبّلت جبهة آياكو وصححت أخطاءها. رؤيتهما هكذا، أم وابنتها، تثلج صدري. لا أعرف شيئا عن أبي، لكني أفتقد أمي مع أني لم أعرفها قط.

— أحسنتِ يا حبيبتي. أنهي هذا التمرين وسنعود إلى المنزل.

— لقد طلب أبي البيتزا، لذا سنأكل جميعًا معًا.

رمقتني ساكورا بعينيها الزمرديتين المطوقتين بالسواد. إن كان هناك شيء تكرهه في وتخشى أن أنقله إلى ابنتها، فهو عاداتي السيئة في الأكل. قالت بهدوء:

— حسنًا.

أعطت آياكو أمها ابتسامة ملائكية. قرصت ساكورا أنفها بلطف.

توجهت إلى الشرفة وتبعتها وأنا أشعر بالارتياح لأنها لم تبدِ ملاحظة بشأن البيتزا. هي تحاول أن تكون أكثر تفهمًا حتى لا تغضب آياكو. لقد صدمناها بجدالاتنا العقيمة، لذا من الأفضل أن نريها الجانب الإيجابي من انفصالنا.

— لا تقول ذلك لكنها غاضبة منا.

نزعت رباطها المطاطي ومشطت بأصابعها شعرها القصير الوردي. هذه الحركة أعادتني تسع سنوات إلى الوراء. كانت تحتسي عصيرها... كانت جميلة. هذه الصفة لا تفيها حقها، فقد كانت أكثر من ذلك بكثير، كانت شخصيتها محبوبة. لكن ذلك لم يكن يعني لي الكثير آنذاك. كنت غاضبًا من هيناتا وكانت هناك... غاضبة من الصديقة التي خانتها. شخصان غريبان. كنا في هذه الشِّقَّة، ننفّس عن غضبنا ونعرب عن كراهيتنا. وكان لتلك الليلة اسم: أهلا بك يا آياكو.

— لو... كان بإمكاننا أن نعيدها، تلك الليلة الصيفية، أنا، أنتِ... هل كنتِ لـ...؟

كتمت ضحكة وألقت بنظراتها على المدينة المضاءة بالأنوار.

— لا أعلم. لا فائدة من طرح مثل هذه الأسئلة. لا يمكنك تغيير الماضي؛ تعايش معه فحسب.

أدارت وجهها نحوي، وهذه المرة نظرت إليّ بحنان، بحزن تقريبًا.

— صحيح أنني لطالما تظاهرت بأنني أم مثالية، ولكن... يوم اكتشفت أنني حامل، شعرت بالاشمئزاز. أردت التخلص منها بشدة.

لم تخبرني بذلك أبدًا، لكنني لم أتفاجأ. أنا أيضا أرّقني وجود آياكو...

— كانت صدمة حياتي. تناولت حبة منع الحمل في الغد، ظننت أنها ستفي بالغرض لكن... خشيتُ الأسوأ والأسوأ قد حدث.

— أنا آسف... مررت بهذا بمفردك.

أدارت نظرها إلى المدينة، هاربة من أي شفقة قد يحتويها وجهي.

— ذهبت إلى الطبيب النسائي وأنا على يقين من أنني لا أريد هذا الطفل، كنت أخشى أن يكتشف والداي الأمر... فقد قدما الكثير من التضحيات كي أحظى بتعليم جيد، حتى أحصل على مهنة مرموقة. كانت لديّ أحلام... لم أستطع التخلي عنها. لم أرد أن أخذلهما.

توقفت مدّة وجيزة لتضع شعرها خلف أذنيها، كما لو كانت محرجة من كلماتها. أتفهمها، لكن ماذا كنت سأفعل لو علمت حينها أنها حامل؟ كانت هنالك أوقات شعرت فيها بالتعاسة لعدم نشأتي في عائلة طبيعية، مع والدين، وسقف يأويني، ومكان يمكنني أن أسميه منزلًا... لكنني لم أتمن أبدًا ألّا أولد. طوال حياتي، منحتني الأحلام التي ولدت من رحم معاناتي العزم على الكفاح وعلى المضي قدمًا. أكانت أنانية مني أن فكرت أنه من الأفضل للجميع لو لم تولد آياكو؟ هذه الفكرة تفطر قلبي.

— لم أستطع فعلها... أمي، لا تتركيني! صراخها في رأسي أشعرني بالغثيان. تدهورت حالتي الصحية في الأشهر القليلة الأولى بسبب كثرة التقيؤ، ودخلت المستشفى... اكتشف والداي الأمر. لم يعد بإمكاني التظاهر بأن كل شيء على ما يرام. كانا غاضبين بالطبع. ظنّا أنني سأتخلى عن دراستي. تورّم وجهي وساقاي ويداي... لم أعد على طبيعتي. تسمم الحمل، هذا ما قاله الأطباء. كرهتُ هذه الفتاة بسبب الألم الذي سببته لي، رفضها جسدي وروحي، لكنها تشبثت بي للبقاء على قيد الحياة مثل الطفيلي.

ضغطت بأصابعها على زوايا عينيها لتمنع الدموع من الانهمار.

— أخضعوني لعملية قيصرية لإنقاذ حياتي. كانت خديجة وتعاني من ضيق في التنفس، وكان أطباء الأطفال يكافحون لإبقائها على قيد الحياة، وأنا في زاويتي كنت أدعو الله أن تموت. أقنعت نفسي أن ذلك أفضل لها، لأنني لم أكن مستعدة لأكون أمًا لها.

أطلقت بعض الدموع.

— لكنها نجت... في العشرين، تفتح عينيك على الحياة. أنا فتحتهما على طفلتي في الحاضنة، هشة ونحيلة. كنت أنوي أن أتخلى عنها حتى تتمكن عائلة أكثر ثراءً من احتضانها. لكن لم تطاوعني نفسي فعل ذلك. كان الأمر كما لو أنني لم ألدها بعد، كما لو كان لهذه المعاناة سبب لوجودها، رابط خفي يجمعنا. قلت لنفسي أنها بحاجة إليّ. كانت رفيقاتي في السكن منزعجات، فبكاؤها كان يشتت انتباههن عن الدراسة، لكنني لم أستطع لومها. ليس بقدر استيائي من نفسي. أحيانًا كنت أسهر طوال الليل بسببها. أرضعها وأعتني بها عندما تمرض... وأتحدث إليها. كلما كبرت، صارت تشبهك أكثر. لقد ورثت عينيك، ووجهك، وشعرك... كرهتك بسبب ذلك، لأن التي كانت تتكبد عناء رعايتها هي أنا.

— لماذا لم تخبريني من قبل يا ساكورا؟ انتظرتِ ثلاث سنوات!

— أربع...

— نعم، مع احتساب حملك.

— لا أعلم. ظننت أنك لن تصدقني، وأنني كنتُ بالنسبة لكِ فتاةً ترمي بنفسها في أحضان الجميع؛ وأنها قد تكون طفلة أي شخص آخر، ومن يدري، ربما...

— قلتِ إنك مستعدة لإثبات ذلك باختبار الحمض النووي. كنتِ غير مرتاحة، وكأنك تطلبين الكثير... في حين أنني كنتُ مسؤولًا مثلكِ تمامًا.

— كنتُ في وضع لا أحسد عليه. ترددت كثيرًا خلال تلك السنوات. لو كان الأمر من أجلي، لما طلبت مساعدتك أبدًا. خشيت عليها، على صحتها، على سلامتها...

— أعلم يا ساكورا. لم أشعر أبدًا بأنني كنت مفيدًا لك على أي حال، لقد كنت معتادة على القيام بكل شيء، والتفكير في كل شيء...

— بل كنت كذلك يا ناروتو، أنا سعيدة أنّ لـ آياكو أبًا مثلك. ظننت أنني كافية لها، ولكن هنالك أشياء لا تقدر الأم أن تعطيها. مهما حاولتُ جاهدة، أنا مجرد إنسان.

— لقد قضينا نحن الثلاثة أوقاتًا ممتعة معًا... أليس كذلك؟

— بلى. لا يزال بإمكاننا أن نكون سعداء، حتى ونحن منفصلين، أليس كذلك؟

— أجل.

المعجم

تسمم الحمل هو إحدى مضاعفات الحمل، تصاب فيه الأم بارتفاع ضغط الدَّم، مع ارتفاع مستويات البروتين في البول الذي يشير إلى تلف الكلى، أو علامات على تلف أعضاء أخرى، من أعراضه: التورم، الصداع، تشوش الرؤية، ضيق التنفس. في حال ترك تسمم الحمل دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انفصال المشيمة المبكر، قد تصل إلى وفاة الأم والجنين. ولذلك يُوصى بالولادة المبكرة في تلك الحالة. ويتوقف تحديد وقت الولادة على مدى حدة التسمم وعدد أسابيع الحمل.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top