13. NARUTO
كونوها، أبريل 2018.
1.
— مويغي، هلّا أدخلتِ الزَّبُون التالي!
أعدتُ السماعة مكانها وأدرت وجهي نحو الباب الذي فُتح لتظهر خلفه هيناتا مرتديةً ملابس سوداء. خلعت نظارتها الشمسية ورمقتني بنظرة غاضبة.
— لدي كلمتين لك يا أوزوماكي. بعد هذا، لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى.
— أسمعك يا سيدة أوتشيها.
وضعت كفيها على مكتبي وواصلت بنبرة تهديدية:
— أختي خط أحمر! تسكع مع من شئت، وضاجع من شئت، لا أهتم... أختي، دعها وشأنها، أتسمعني؟
— هل جننتِ أم ماذا؟ أنا لا أكترث لأختك، أنا لا أعرفها حتى!
— أأنا أحلم أم أنك تكذب في وجهي! هل يفترض أن أُكذِّب أختي وأصدّقك؟
علامَ تلعب؟ لا يبدو عليها التّصنع...
وقفت وقلت بفظاظة:
— أنت حرة، صدّقي أو لا تصدّقي، أنا لا أتسكع مع أحد ولاسيما أختك. والآن انصرفي! في حال لم تلحظي ذلك، أنا أعمل هنا، لا أصفي الحسابات الشخصية!
رفعت يدها مستعدة لصفعي، لكنني أمسكت بمعصمها ولويته. مرة واحدة تكفي. أخذت تتأوه وكأنها تريد البكاء فأرخيت قبضتي. هل آلمتها إلى هذا الحد؟ أدخلت يدها في جيب سترتها ورمت ببطاقة عمل على المكتب. إنها بطاقتي. حككت مؤخرة رأسي، لا بد من وجود سوء تفاهم.
— من هي... مهلًا لحظة، المعلمة في مدرسة ابنتي هي أختك؟
يا لغبائي، كيف لم أفكر في ذلك؟ صحيح أنني لا أعرف حتى اسم عائلتها، لكن الشبه بينهما واضح.
أومأت برأسها، لكنها لم تنطق بكلمة. وجهها يتصبب عرقًا. عضّت على شفتيها المرتجفتين، وأصابعها تقبض على سترتها. انطوت على نفسها وهي تتأوه.
— هيناتا، ما الخطب؟
جثمت على الأرض ممسكة ببطنها، وقد ازداد شحوب بشرتها وفمها. ساعدتها على الجلوس وهرعت لأحضر لها مسكنًا للألم، لكنها أوقفتني بالتشبث بقميصي. لهثت وهي على وشك الإغماء:
— ناروتو، أعتقد... أنني... على وشك الإجهاض.
— ماذا؟
التقطت السماعة مرة أخرى، وأنا أراقب هيناتا.
— مويغي، أرجوكِ أجِّلي موعد السيد أكيميتشي، لكن أولًا اطلبي من كونوهامارو أن يخرج سيارتي من المرآب، الأمر عاجل.
أعطيها كوبًا من الماء و قرص باراسيتامول. أخذه بيد مرتعشة وارتشفت رشفة. تشكّلت قطرات من الدموع على خدّيها فاطرة قلبي.
حتى لو لم أعرف أنها حامل، ما أفعله سخيف. تينتين على حق، ما كان يجب أن أتدخل في حياتها بعد كل تلك السنوات. أشعر بالخجل، بالذنب، بالخزي... لكن إلهي، إنه لأمر مدهش كم ما زلت أحبها.
2.
— هيناتا. لا تنامي، قولي شيئًا!
ضربت جبهتها على النافذة وجسدها يرتجف.
— لم أكن أعرف أن هانابي أختك، لم أكن أعرفها. هل تسمعينني؟
أومأت برأسها. هذا مُطَمئِن.
— لا أعرف ماذا قالت لك، لكن... لا يوجد شيء بيننا ولن يكون هنالك أبدًا! لم أفكر حتى في ذلك صدقيني، أنا... أنا... أنا لا أفكر إلّا فيكِ.
أطلقت هذه الكلمات الأخيرة وكأنها شتيمة. ردت بنبرة صوت بالكاد تسمع:
— اخرس.
— أنا آسف... عن تلك الليلة.
— هذا يكفي...
— ما كان علي أن أخاطبك بتلك الطريقة.
— لأني... أحبك...
لا! أُغمي عليها.
— اللعنة! هيناتا، استيقظي!
3.
جلت جناح طوارئ أمراض النساء والتوليد ذهابًا وإيابًا حتى خرجت ساكورا من غرفة الفحص. ركضت خلفها هلعًا.
— ماذا تفعل هنا؟ سينتهي دوام آياكو قريبًا.
— أنا فقط...
— هل تعرف المريضة التي وصلت للتو؟
— أنا من أحضرتها. كيف حالها؟ كيف حال جنينها؟
— إنها في حالة صدمة [1]؛ نحن نجهزها للعملية. نحتاج إلى إبلاغ أحد أفراد عائلتها والحصول على معلومات عنها.
— عملية جراحية؟ هل الأمر خطير يا ساكورا؟ ألا يمكنك إنقاذ طفلها؟
— لا يمكنني الإفشاء عن معلومات تخص المرضى يا ناروتو. أنت تعي ذلك جيّدًا. يجب أن أتحدث مع عائلتها.
— أرجوكِ...
شبكت ذراعيها وأطلقت تنهيدة.
— تمزّق بوقي نتيجة حمل خارج الرحم [2]. هذه حالة جراحية طارئة. يجب أن نتدخل حالًا لاستئصال الجنين، وإلّا ستموت من جرّاءِ النزيف. والآن، هلّا ساعدتني؟
تموت؟
— أجل... زوجها يعمل هنا، إنه طبيب. أوتشيها ساسكي.
— قلت أوتشيها؟ حسنًا...
— لقد أبلغت أختها، ستكون هنا قريبًا.
— شكرًا، ولا تنسى آياكو!
واصلت المشي في الرواق حين وقعت عيناي على ساسكي وهو يتحدث مع ساكورا. عبس ما أن لاحظني، توقّعت أن يأتي ويتحدث معي لكنه تجاهلني تمامًا.
بعد أقل من ساعة، وصلت هانابي برفقة آياكو. ركضت ابنتي نحوي تعانقني. نظرت إليّ المعلمة باستغراب.
— جئنا إلى هنا لنأخذ أمي، أليس كذلك يا أبي؟
— أمكِ مشغولة الآن يا أميرتي، علينا أن ننتظرها.
تجهمت وعقدت ذراعيها. يستحسن أن آخذها إلى البيت، لا فائدة من وجودي هنا. أقول ذلك لنفسي، لكن... قلبي يصرخ في وجهي أن أبقى، يخبرني أنّ لي الحق في أن أكون هنا مثل ساسكي. أهو قلقي أم غروري؟ لا أعلم.
— لماذا نحن هنا إذن؟ الآنسة هانابي قالت أنك ستخبرني عندما نصل.
طهرت هانابي حنجرتها لتذكرني بوجودها.
— هناك... صديقة لوالدك، هي مريضة وأمك ستعتني بها. عندما تنتهي، سنغادر جميعًا معًا.
— حسنًا، لا يعجبني هذا المكان.
— لِمَ لا نذهب إلى الكافتيريا ونتناول الكعك؟ لا بد أنكِ جائعة، صحيح؟ الآنسة هانابي سترافقنا معنا أيضًا.
4.
— منذ متى تعرف أختي؟
— إنها قصة طويلة.
— لا أمانع سماعها.
— ليس أمام آياكو.
نظرتْ إلى ابنتي الجالسة على مَقْعَد في الحديقة على بعد خطوات منّا، وهي تداعب قطة.
— لا يمكنها سماعنا من هناك.
تنهدتُ ممسكًا وجهي بيدي.
— إنها حبيبتي السابقة.
— ما الذي تتفوه به؟ أختي كانت دائمًا مع ساسكي!
أطلقت قهقهة غير مصدق ما تسمعه أذناي. لا أريد أن أحاسب من هيناتا، لكن هذا لا يمنعني من التفكير في كلمات هانابي...
— لِمَ لا تسألينها بنفسك؟ والآن، أنتِ مدينة لي بتفسير! ماذا قلتِ لهيناتا، تيبايو؟
شبكت ذراعيها وأشاحت بوجهها بعيدًا.
— لا أعلم عمّا تتحدث!
— أنت تدركين جيدًا ما أعنيه. لقد جاءت هيناتا لرؤيتي، كانت غاضبة للغاية، ظنّت بأنني أتواعد معك لإزعاجها. أنا لم أخبرك قط أنني أنوي الخروج معك، لم يحدث شيء بيننا على الإطلاق! كل المرات التي تحدثنا فيها كان بسبب إعجاب آياكو بكِ، ولم يتعدى الأمر إطار معلمة ووالد تلميذة. إذا كيف تفسرين سلوك هيناتا؟
— كيف لي أن أعرف!
أدركت أنّ صيحتها لفتت انتباه آياكو، فاستعادت هدوءها وابتسمت لها.
— لا أعلم... لم أدع قطُّ أننا نتواعد. لقد وجدت بطاقة عملك في أغراضي وسألتني إن كنت بحاجة إلى محامٍ، فأطلعتها على الأمر كما هو.
5.
عندما حلّ الليل، نامت آياكو بين ذراعيّ. رؤيتها هكذا تملأ قلبي حبًا. أشعر بالحزن على هيناتا، كانت تحب الأطفال.
قالت ساكورا وهي قادمة نحونا:
— كان عليك الذَّهاب إلى البيت، على الأقل من أجل آياكو.
— غدًا عطلة نهاية الأسبوع، ستصبح نائمة على أي حال.
— على كل... أنا منهكة، ليتك توصلني في طريقك، لم أعد أشعر بساقيّ من كثرة الوقوف.
— هيا بنا إذن.
حملت ساكورا آياكو ولفّت ساقيها الصغيرتين حول خصرها وأراحت رأسها على كتفها.
— صغيرتي المشاغبة، أصبحت ثقيلة، لقد حشاك والدك بالحلويات!
قدتُ السيارة بصمت نحو شقّة ساكورا. الرغبة في السؤال عن حالة هيناتا تعض لساني، لكنني أقاوم.
— هل هذه هي؟
— من؟
— المرأة التي لا يمكنك نسيانها.
اللعنة.
— هم.
— قلت في نفسي... أنني رأيتها في مكان ما. عندما قابلتك في جناح الطوارئ، تذكرتها. كانت لديك صور لها في المنزل، صور لكما معًا.
انقبضت يدي على عجلة القيادة. منذ متى وساكورا على علم بأمر هيناتا؟ أكان من الواضح أنني أفكر في أخرى؟ لم أذكرها قط أو نهاية قصتنا. لم أرغب في أن تشعر ساكورا بالذنب حيال انفصالنا أو أن تعتقد أنني اخترتها بدافع الشفقة.
— ناروتو.
— لا أريد التحدث عن الأمر.
— حسنًا، ولكن ربما لو أخبرتني... أعني من قب... فربما كانت الأمور ستختلف.
لا أفهم ما الذي تقصده. ما الذي كان سيختلف لو تحدّثنا عن الأمر؟ وقبل ماذا؟ هل كنا سنظل معًا؟ أم كنا سننفصل منذ زمن؟ تمكنت أخيرًا من السؤال:
— كيف حالها؟
— حالتها مستقرة. أجرينا العملية بتنظير البطن [3]، ستكون قادرة على المغادرة في غضون 24 ساعة إن لم تكن هناك مضاعفات.
— هل يمكنها الإنجاب؟
— نظريًا، نعم. عمليًا، لا يمكنني ضمان شيء.
— ابقي في منزلي الليلة...
— لماذا؟
— آياكو ستكون سعيدة إن وجدتك صباحًا.
— ناروتو، نحن...
— أرجوكِ! سأوصلكِ غدًا للمستشفى لاسترجاع سيارتك.
— حسنًا.
— شكرًا لك.
ملاحظة الكاتبة: فيمَا يلي شرح للمصطلحات الطبية. حاولت تبسيطها قدر المستطاع، إن لم تكن مفهومة، فأرجو منكم إعلامي بذلك. إن أعجبكم هذا الفصل، فلا تترددوا في التصويت ومشاركة آرائكم وتوقعاتكم في التعليقات!
المعجم
[1] حالة الصدمة: هي تعطل في الدورة الدموية ينتج عنه انخفاض كبير لضغط الدَّم وبالتالي عدم وصول إمدادات كافية من الأكسجين للأعضاء، أي للخلايا، ما يؤدي إلى موتها. الصدمة النزفية هي نوع من حالات الصدمة تنجم عن نزيف حاد. الانخفاض الكبير في كتلة الدَّم هو ما يجعل إمدادات الأكسجين للأعضاء غير كافية. وفي غياب العلاج المناسب (إيقاف النزيف وحقن المريض بالدم)، فإنه يؤدي إلى الوفاة.
[2] الحمل خارج الرحم: يُعرف أيضًا بالحمل المنتبذ، وهو حمل تنمو فيه البيضة الملقحة (التي يفترض أن تعطي جنينًا) خارج تجويف الرحم، وفي معظم الحالات في قناة فالوب التي تعرف أيضًا بالبوق (حالة هيناتا). قد يتمزق البوق ويؤدي إلى نزيف حاد يعرض حياة الأم للخطر. لذلك فهي حالة تشخيصية وعلاجية طارئة. للمزيد من التفاصيل زوروا الموقع الموجود في التعليقات.
بواسطة original: BruceBlaus. When using this image in external sources it can be cited as:Blausen.com staff (2014). "Medical gallery of Blausen Medical 2014". WikiJournal of Medicine 1 (2). DOI:10.15347/wjm/2014.010. ISSN 2002-4436.Derivative:Marwa Ahmed Atia - Derivative from Blausen 0602 Laparoscopy 02 وCC BY-SA 4.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=49716235
جراحين يجرون عملية بالمنظار
بواسطة Samuel Bendet, US Air Force - http://www.defenselink.mil; VIRIN: 050131-F-1936B-008 وملكية عامة وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=6192471
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top