10. NARUTO

كونوها، أبريل 2018.

1.

— الآن بتِّ تعرفين كل شيء.

استمعت إلى قصتي دون أن تقاطعني وهي جالسة على الأريكة، تحدق في الفراغ، وتلعب بأصابعها. ما الذي يدور في رأسها؟ وجهها لا يبدي شيئًا. هل هي محبطة؟ هل هي مرتاحة؟ قولي شيئًا يا هيناتا!

— فهمت.

نطقت أخيرًا، دون أن تخيّم ذرة مشاعر على صوتها.

— عليّ الذَّهاب.

نهضت وتوجهت إلى المخرج.

أهذا كل شيء؟

أشعر بخيبة أمل، حتى رد فعل عدواني منها أفضل من هذه اللامبالاة.

— هيناتا، انتظري!

توقفت في الممر وحدقت فيّ. ما خطبي؟ لماذا لا أستطيع أن أتركها تذهب؟

— هل... سوف تسامحيني يومًا؟

رفعت حاجبيها وفردت ذراعيها، وابتسامة مريرة تمتد على شفتيها.

— علامَ أسامحك يا ناروتو؟ اتّخذتَ قرارك بناءً على أولوياتك، لا يمكنني أن ألومك على عدم جعلي واحدة منها.

— هذا ليس صحيحًا يا هيناتا. لطالما كنتِ إحدى أولوياتي، لكنني لم أستطع منع نفسي...

— كان بإمكانك إخباري بالأمر على الأقل! لقد طلبتُ منك أن تبوح لي بما أثقل كاهلك مرارًا وتكرارًا.

— أنا آسف بحق، اعتقدتُ أنه من الأسهل بالنسبة لكِ أن تمضي قدما في حياتك إذا لم تعرفي الحقيقة.

— لا فائدة من التبريرات الآن، لا شيء سيغيّر الماضي. لطالما كنتَ هكذا، أنتَ لم تؤمن بحبي لك قطّ! الوداع يا ناروتو.

أسرعت نحو المخرج، وقبل أن تصل إلى الباب، فقدت الوعي. ركضت إليها وربّتُ على خدها. فتحت عينيها بصعوبة ووقفت متكئة على كتفي.

— أأنتِ على ما يرام؟

أجابتني وهي تعدّل من جلستها:

— أنا بخير.

— لا يمكنكِ القيادة في هذه الحالة، خذي قسطًا من الراحة.

وقفتْ مجددًا ويدها على بطنها، وتكشير على وجهها. ركضتُ إلى المطبخ لأحضر لها كوبًا من الماء.

عدتُ إلى غرفة المعيشة، فوجدتُها أمام الخزانة ممسكة بتمثال صغير برونزي لملاك.

— أعطيتك هذا... في ذكرى مُضي عامين على علاقتنا.

— أذكر ذلك.

أعادت القطعة إلى مكانها وحوّلت انتباهها إلى صورة تجمعني بآياكو ونحن نركب الأمواج.

— قلتِ أنّ هذا النوع من الهدايا لا يشبهني...

— هل قلتُ ذلك حقًا؟

غمغمت بمرارة:

— أجل.

— كنتُ على حق... في نهاية المطاف.

صررت على أسناني. مزيج من خيبة الأمل والخجل يغمرني. اقتربت منها وناولتها كوب الماء. شكرتني، لكنها لم تشرب منه، بل وضعته أمام الصورة.

ارتفع الضغط بيننا. مثل ثوران بركاني، مشاعرنا تجاه بعضنا البعض، التي تراكمت على مدى السنوات الخمس الماضية، سوف تنفجر. إنها مسألة وقت فقط...

— آسف لأنني جعلتك تعانين يا هيناتا، لقد عانيتُ أيضًا. أعلم أنه بغض النظر عمّا أقول، أنتِ...

— ما زلت تجعلني أعاني يا ناروتو.

— أنا آسف.

صرختْ قائلةً:

— اعتذارك السخيف لن يغيّر شيئًا! أتسمعني؟ انقلبت حياتي رأسًا على عقب بسببك، هل خلت حقًا أنني سأسامحك لمجرد أنك أخبرتني كم أنّك كنتَ أنانيًا يوم تركتني دون أي تفسير؟

وجهها الحليبي تحول إلى اللون القرمزي. كلماتها تنهمر عليَّ كالصواريخ، لكنني أفضل أن أرى غضبها على أن أتركها تذهب في لامبالاة.

— لقد دمرتني يا ناروتو، لم أعد أعرف من كنتُ قبل أن تدخل حياتي. بسببك، أصبحت مستعمرة من الكرب تصيب كل ما حولها بسلبيتها. بسببك، لأنتقم منك، تزوجت من ساسكي مع أنني لم أكن أحبه حتى. بسببك، لأنني لا أستطيع أن أنساك، حُكم على ساسكي أن يعيش معي، أن يتحمل كآبتي وتقلبات مزاجي. هو قلق على الدوام من أن أقتل نفسي، لأنه وعد والدي بأنه سيعتني بي. وكل ذلك بسببك، لأنه بعدك... الجميع يعتقد أنني مجنونة!

حتى يومنا هذا، لم أدرك قط مدى حماقتي. لطالما رأيت عواقب قراري بالبقاء مع آياكو وساكورا من زاوية واحدة فقط: أنا. كنت أرى معاناتي فحسب. اشتقتُ إلى هيناتا، اشتقتُ إلى نزواتها، اشتقتُ إلى أحلامنا معًا... كنتُ أراها غنيمة أتنافس باستمرار مع نفسي وساسكي للفوز بها. كان من السهل عليها أن تنفصل عني عندما كنا نتشاجر. هل كان ذلك سببًا كافيًا لي للاستهانة بألمها؟ للتغاضي عن إنسانيتها ومشاعرها؟

مهما قالت، فهي محقة. أنانيتي تحرجني. ذنبي يلتهمني حيًّا. سمحت لنفسي أن أغضب منها فقط لأني لم أستطع رؤية دموعها، فقط أهمت نفسي أنها تجاوزت الأمر. بغض النظر عن مدى شعوري بالغضب والخذلان، فقد كان الأمر مريحًا أيضًا لأنني لم أضطرر إلى التشكيك في نفسي. كان الأمر أسهل عندما كنت وحيدًا في مواجهة تنهداتي. الحقيقة فظيعة، لا تطاق، قاسية ولا يوجد شيء يمكنني فعله حيال الشر الذي اقترفته يداي، لا شيء سوى التعبير عن أسفي.

— أنا آسف حقًا.

حضنتها بين ذراعي، لكنّها دفعتني بعيدًا بكل قواها. التقطت حقيبتها وشقت طريقها للخارج.

لا يمكن أن ينتهي أمرنا هاهنا!

جذبتها من ذراعها وأمسكتها بإحكام، قاومت قبضتي وهي تلكمني في صدري قبل أن تستسلم وتنهار على الأرض.

2.

مستندين إلى الحائط، أحدنا بجانب الآخر، أمسكت بأصابعها بيد مرتجفة. حدّقت فيها، لكنها لم تبتعد. تبدو خاملة.

— لماذا لا أستطيع نسيانك؟ أخرج من رأسي!

— لأننا خلقنا لبعضنا البعض، تيبايو. أرواحنا تتوق لأن تكون معًا، مهما كانت الظروف، وبالرغم من العقبات والمسافة التي تفصلنا عن بعضنا البعض، قدرنا أن نجد بعضنا البعض مرة أخرى.

— هراء.

— آسف لأنني أفسدت كل شيء... لقد فقدتكِ... أنا...

— اخرس!

— لكن يمكننا إصلاح كل شيء والعودة إلى ما كانت عليه الأمور. ليس عليك البقاء مع ساسكي...

— قلت لك اصمت!

— ليس عليك البقاء معه...

— أهذه مزحة؟

— كلّا، أنا جاد.

— الزواج لُعْبَة أطفال بالنسبة لك، أليس كذلك؟ أنت... لا تحترم مشاعر الآخرين البتة. أهذا ما قلته لنفسك عندما هجرتني؟ لن تتغير أبدًا!

— قلتِ بأنكِ تزوجته لتنتقمي مني، أنتِ لا تحبينه حتى! لماذا تستمرين بالكذب عليه؟ أنتِ لا...

— بلى أحبه!

— كاذبة!

— لست مضطرة لتقديم تبريرات لأحد، خاصة أنت. ثمّ إنّ... قصتك المبتذلة تلك، احتفظ بها لنفسك. أنا وأنت انتهينا! ألم تقل ذلك عندما اخترت ابنتك؟ والآن، وداعًا يا ناروتو!

— إن كنتِ حقًا لا تصدقين قصتي المبتذلة وتحبين زوجك العزيز إلى هذا الحد... فلماذا أتيتِ؟

إنها تقف وظهرها لي. ما تأثير كلماتي عليها؟ أمسكت يدها بالمقبض لكنها امتنعت عن فتح الباب. لعبتُ على وتر حساس، هي لا تستطيع أن تنكر حقيقة أنها في أعماقها — هي الأخرى — تريد ذلك. إنها خائفة فقط من كسر قلب ساسكي. كل ما عليّ فعله هو إقناعها بمواجهة الحقيقة. اقتربت منها واستمررت على نفس المنوال:

— هل يعلم زوجك العزيز أنه في حين يقضي الليل في رعاية مرضاه، زوجته الحبيبة ذهبت لتلتقي بحبيبها السابق؟

صفعة أخرستني. وضعت أطراف أصابعي برفق على خدّي المخدّر. ضربتني مِجْرَفَة، لا يد إنسان!

التجاعيد حول عيني هيناتا وفمها تجعلها تبدو شرسة، امرأة لم أعرفها من قبل. هي تكرهني... لا شك في ذلك.

لم تضيّع دقيقة أخرى في شقتي. ركلتُ الباب بعنف، ما جعل ألمي يسوء. لا يهم... الألم الذي أشعر به في كياني أكثر حدة. لقد أخفقت.

في غضون دقائق، أضحى منزلي في فوضى عارمة، زجاج مكسور، وأرائك مقلوبة، وكتب مبعثرة...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top