*من الضحية*
اعلن افلاس مخزون صوري ☝☝😂😂
*************
اخيرا خرج ضياء مساء اليوم التالي ليعودا لمنزليهما بعد خمس ايام قضاها بالمشفى وبهاء ووالدته
فسهر بهاء ليلا يدرس وحده تحضيرا لامتحان المسابقة القادمة لكن ضياء لم ينزعج من ذلك كالمرة الماضية بل شجعه لينام بمنزله مستريحا
وفي اليوم الذي بعدها ركبا الحافلة صعودا للمدرسة فقررا التوقف قبها بمحطة ليمشي ضياء قليلا حتى يستعيد نشاطه
بعد بضعة خطوات اندهشا من سير اصيل وهشام وقد خرجا من تقاطع طرق امامهما ليندهش الاخران برؤيتهما أيضا
بهاء : "من أين اتيتما أهو طريق مختصر أو ماذا؟"
بالعادة هشام يأخذ طريقا مغايرة لهذه تماما فأجأبه اصيل بدجر : "لا عليك"
وبما أن ضياء مازال لا يطيقني قرر الابتعاد وحسب : "سأكمل طريقي نلتقي لاحقا هشام"
هشام:"اااه لا تذهب لن تتفقا أبدا إن بقيتما تتجاهلان بعض هكذا"
بهاء:"نعم ابقى معنا .. بضع خطوات ونكون بالمدرسة"
فسار الابعة بجانب بعض فعادة دروس ضياء لعقل بهاء حتى يلغي الجو الصامت : "اصيل وجهك بخير؟"
قد قل ذلك الاحمرار حقا ليرد عليه :"لاتهتم"
لكن بهاء يحاول فتح أي موضوع ففكر بسؤال آخر : "اصيل أين حقيبتك تحتاجها بالمدرسة؟"
اصيل:"رميتها بمكان ما وتوقف عن هذه الأسئلة"
بطريقة ما بهاء صدقه ليسأل مجددا :"وكيف ستكتب دروسك؟"
اصيل:"حقا مزعج"
فحدق ضياء بانزعاج به ليدير اصيل وجهه : "لم أكن أكتب الدروس على كل حال"
كان مقررا بنفسه أن يتوقف فلم يهتم لأغراضه وخرج
لم يرد بهاء بل حل الصمت ليلتفت لهم ويجد نفسه يسير وحده فقد توقف بهاء ليبحث بحقيبته وهما وقفا قربه
اخرج بهاء قلما ودفترا من حقيبته ليقترب من اصيل مبتسما :"هذا دفتر فارغ عندي وقلم اضافي .. سأتي بين الحصص لأجد الدرس مكتوبا هذه أول خطوة إن أردت أن تنجح"
اصيل بانزعاج :"لا احتاجه.."
توقفت كلماته مع ابتسامة بهاء التي تغيرة بلحظة فبدى بقمة غضبه ليوافق اصيل سريعا فببساطة إن تعلق الأمر بالدراسة فهو شرير بحق وضياء خير من يعرف ذلك فكتم ضحكاته
هكذا عادا ليسيروا طريقهم وبهاء مع اسئلته : "هشام درسته ما طلبت منك"
هشام بضحكة :"رغم أنه اخي لكن لم أقابل من في غبائه يوما .. فهم البعض فقط سنحناج وقتا أكثر"
اصيل:"هااااا هل تقول هذا لي!!"
ضحك ضياء عليه ليتم قصفه من بهاء الذي رد على هشام :"يوجد ضياء ربما هو أسوأ منه"
ضياء بانزعاج :"هل نتائجي كانت مجرد وهم أو ماذا؟!"
بهاء:"آسف لكن درس بجهد كبيرا ليتحسن هذا ما أريدك أن تفعله اصيل"
هشام بضحكة :"سأضع لك مخططا للدراسة لننظم يومك ونجد وقتا لتدرس أكثر فقط لم يكفيك الوقت امس فلا تستسلم"
واقف رغم انزعاجه من أنهم اصغر منه وينصحونه أما ازعاج بهاء تحديدا لم يعد يحتمله بعد سؤال آخر :"ماذا فعلتما أمس؟ لم تكن عندنا مدرسة لهذا طلبت دروسا كثيرة"
اصيل:"متى تنتهي أسئلتك؟"
اسرع بخطاه وصولا لحجرته ليستريح من تصرفات بهاء لكن ذلك لم يغير شيئا فبهاء تبعه لهناك وضياء خلفه
لكن قبل اصيل كان رائد في المقدمة، رائد الذي اسرع بمعانقة ضياء فور رؤيته :"احمق وأخيرا عدت .. كيف حالك الآن؟"
ضحك ضياء مربتا على ظهره وقد تم المصادقة على جنون رائد فعليا بعقله فلم يتوقف عن الاتصال ليطمئن على حال ضياء بما أنه لم يتمكن من زيارته
ضياء : "آسف لاقلاقك كل شيء بخير"
رائد ببعض التوتر ففعله لم يكن اراديا والآن فقط لاحظ انه يعانقه : "أنا يمكنني فعل هذا بهاء لن يغضب وأنت لا تمانع صحيح"
ضياء بضحكة : "إن كان هذا ما يجعلك تهدا فلابأس"
فبتعد مبتسم : "سعيد لعودتك"
على الاقل تغيرت نظرة امجد له ليقول بضحكة :" كدت أموت قبل قليل بسبب أسئلته .. لن توجد مرة تانية لهذا لن أقول انتبه لنفسك .. سننتبه نحن لغبائك"
رائد : "والمعارضة ممنوعة اتفهم"
ضحكوا مع بعض كالعادة لكن في الحقيقة قد شعر رائد ببعض الذنب بما أنه لم يفعل شيئا مجددا شاكرا اصيل بنفسه لأنه كان معهم لا ضدهم
اصيل كان يتابع ذلك المشهد من مقعده بآخر الحجرة «يبدو أنه كان يعرف بمرضه من البداية .. لا اعرف كم مرة طلب مني الابتعاد عنه»
اقترب بهاء ناحيته ليعطيه دفترا آخر
اصيل بدجر : "مازالت لم تنتهي اسئلة إذا؟"
بهاء:"إنه دفتر هشام قال أنه يمكنك استعماله فقط مزق الأوراق الأولى"
اصيل:"وماذا تنتظر الآن؟"
بهاء:"مقعدك ليس مناسبا"
حملت الدفترين والقلم وأخذ يفكر بمكان آخر : "اصيل هل يناسبك المقعد الثاني أو الأول؟"
لم يجلس طول حياته هناك فرد بصراحة : "بما أنك سألت لا تناسبني المدرسة بأكملها هل يوجد حل عندك؟"
فوضع الدفاتر بأول مقعد امام مكتب الاستاذ ثم نظر له لينهض ويجلس بالمكان الذي اختاره طبعا تحت تحديق بهاء به : "لا تخيفني اتعرف"
مع ذلك ينفذ ما يطلبه فابتسم بهاء :"حتى لا ينزعج ضياء اعرف"
اصيل:"اصمت وذهب لحصتك"
بهاء:"هذه ثاني خطوة .. وأما ثالثة اعتذر لامل حتى أكمل"
أسوأ ما يمكنه التعامل معه فوافق فلا شيء يفعله لكنه فعلا يريد أن يدرس فضحك على اصرار بهاء لتبدأ حصته بعد أن اوصى بهاء رائد على مراقبة اصيل واخباره بما يفعل
...............
عادا للحجرة والأستاذ قد كان هناك فلم يتمكنوا من الحديث مع امل التي كانت مشغولة باخراج اغراضها من حقيبتها فلم تلتفت لهما
أخيرا جلس بمقعده بعد ذلك الغياب «لم أتوقع أن اشتاق لالمدرسة يوما»
أخرج دفاتره وضعها على الطاولة لينتبه لكتابة واضحة هناك
*انتبه لقلبك فسنرد على كل شيء*
ظنه احد اصدقائه فلا أحد غيرهم يعرف بمرضه لكن ما جعل الأمر مريبا رسم قلب مكسور قرب الكتابة
شرد قليلا مفكر بمن كتبها ليستفيق على ضرب بهاء لقدمه من الامام ليجد أن الأستاذ واقف بجانبه
الاستاذ:"بما أنك كنت غائبا فلن أسألك عن الدرس لكن انتبه امامك"
بضحكة رد عليه : "كتبت دروسي ويمكنني ان اجيبك"
لم يكن ذلك المشفى ممل على كل حال التفت بهاء له وكأنه يسأل عن حالي فاجابه : "لا تقلق"
اخفى تلك الكتابة بدفتره واتجه ليجيب على اللوح بعدها عاد ليفسد الكتابة بقلم آخر قبل أن يلاحظها بهاء
لم يجدا فرصة بين الحصص ليحدثوا امل فالأستاذ دخل سريعا بعد خروج من قبله كما انها تتجاهلهما ربما
أما بهاء لا يفهم شيء فهي جالست برتباك امامها حالها كحال ضياء يوم اخبره عن رسالتها ليلا بعد أن عاد من مخفر الشرطة
~~~~~~~~~
قد كان محرجا مرتبكا وهو يمد تلك الورقة لبهاء :"بهاء اسمع إن قلت لك هذا فيعني انه لا يمكننا اخفاء شيء بيننا اتفقنا"
لم يرها بهاء حتى أنها ضياء كلامه فقد شرح له عن الاحترام بينهما وبعض القيم حتى لا يصبح اخباره عن شيء كهذا وقاحة منه ففي النهاية بهاء اخوه الأكبر والحديد عن فتاة ما حتى لو كانت امل أمر مرفوض بعقله
قد اعبجه بهاء ذلك الحديث الذي انهاه ضياء :"و طبعا مازال يمكنك سؤال عن ي شيء سأجد اجابة لك أو أستفسر مكانك اتفقنا"
بهاء بابتسامة :"حسنا يمكنني قراءتها الآن"
هز ضياء برأسه ليقرأ
امل:"ضياء لا أعرف ما تفكر به لكن واثقت أن بهاء سيفعل شيئا ما لتعود لطبيعتك .. ما يمكنني قوله هو تذكيرك بكلام الأستاذة من قبل .. لا تستسلم عش كما تريد .. حقق ما تريد حتى لو كان أخطر مرض على الأرض فنحن سنقف بجانبك دائما فلا تنتظر ابتعادنا .. ليس من العدل أن تضحك معنا في حين لا يمكننا الخوف أو القلق معك .. إن كان ابتعادك سيريحك فلابأس لكن هل برأيك سنرتاح بذلك هل سنعيش بشكل عادي بعد اليوم .. أنت حقا تعرفني فلا داعي لأشرح موقفي من معظم العلاقات لكن بطريقة ما كان أمركما مختلفا جدا لم أتوقع أن نشكل مجموعةً معا .. بدايةً بكما ورائد امجد هشام ربما اصيل أيضا و اسمح لنادين بذلك هي حقا شخص رائع كما قلتما من قبل لقد وجدت تلك الصديقة والمهم جميعنا ننتظرك كل ما نريده أن تكون أنت فقط ضياء الذي سنقبل به دائما فلا تتحمل شيء لوحدك في وجودنا .. وبالنسبة لبهاء أرجو أن تسمح لنا بمساعدتك حتى يعرف عالمنا أكثر .. ضياء أعدك حتى لو عاد الجميع ضده يوما ما صدقني سأقف معه سأحوال أن أخفف عنك لنصل لذلك المستقبل .. فقط كن قويا شريرا كما عهدناك ولا تقبل بسقوط مهما كان الوضع .. في النهاية آسفة مجددا لم اتوقع أن أكتب كل هذا"
فنظر بهاء له معلقا :"امل تشجعك لتواصل .. اتعرف ضياء قالت لي أن قلب ضياء يبقى جزءً منه ليس عندها مشكلة في مرضك"
هز براس محرجا قليلا أما الآخر : "ضياء من يوم عرفتك لم أرى شيئا سيئا واحدا فيك.. أنت رائع جدا وامل تعرف هذا"
ضياء:"اصمت"
تفكيره بالموت كان سببا في عدم انحراف طريقه بكل لحظة من حياته يفكر بما هو صحيح له ولمن قربه وامل حقا مدركة لذلك فقال بهاء بسعادة ما أرادت امل ايصاله بما انه يحب الوضوح ليحرج ضياء أكثر
بهاء : "هل تأكدت امل لا تريد خصارت شخص مثلك .. امل لن تبتعد أبدا"
~~~~~~~~~~~
ومع ذلك مازال حائرا بين علاقتهما دق جرس الراحة فكادت امل تسرع بالخروج فنطق ضياء حيث وقف مكانه :"امل أيمكن أن تبقي قليلا؟"
توقفت مكانها دون أن تلتفت لهما بانتظار أن يخرج الجميع كالعادة وحين حدث ذلك واصل ضياء كلامه :"لا أريد أن يتغير شيء أيضا .. امل شكرا لكل ما كتبت سأحاول تذكره دائما .. حقا شكرا لكل شيء"
فستدارت مبتسمة لهما :"وماذا يعني هذا"
ضياء بضحكة :"آسف لن أبتعد عن أي أحد .. سأنتبه أكثر لنفسي وأترك البقية لكم إن حدث شيء"
وبما أنها تبتسم اعتذر بهاء أيضا : "وأنا آسف لجعلك تبكين من قبل"
قبل أن ترد انفجر ضياء بجانبي فجأة
ضياء:"ماذا؟! كيف حدث ذلك؟"
بهاء بارتباك :"لم اقصد"
ما ازعجه بالقصة حقا هو ما قاله بعدما رفع صوته قليلا بوجه بهاء :"ولم تخبرني فوقها"
رغم أنه اعتذر يأتي ضياء برد فعل كهذا ليضع امل بمكانه مختلفة عن الآخرين فأخفظ بهاء رأسه بحزن :"أنا .. ضياء آسف"
فور لمح تلك الملامح هدأ لتناد عليه امل لتبتسم بانزعاج من ضياء «لقد ازعجته احمق» فقالت : "لست منزعجة منه كان عنده حق وقتها"
ابتعد بهاء بخطوة للخلف حين حاول ضياء لمس كتفه فهو أكثر من يعرف أن اكثر ما يزعجه هو توقع سعادة أحدهم ولا يحدث ذلك فارتبك ضياء بكلامه : "بهاء حسنا .. أنا.."
فقطعه بهاء بتلك النظر ليعودا للبداية : "لقد اعتذرت لا افهم حتى لمَ بكت فقط سألتها بل واخبرتها أن لا تجيب إن لم تُرد .. إن كانت ستبكي فلمَ تجيب"
بهاء اعتذر لأنه اعتذر وحسب فذلك ماحدث حقا امل بكت من تلقاء نفسها بهاء لم يخطئ معها
فحاول ضياء الاقتراب ليبتعد : "أنا أو امل"
ضياء:"بهاء آسف لم انتبه"
ببساطة هذا ما يجرح مشاعره تفضيل شخص عليه فرد ضياء على سؤاله بهدوء : "أيمكنني اختيار كلاكما معا؟"
فقط سيبقى صامتا يفكر مع نفسه فأخذ ضياء يده لرأس بهاء : "اتريدني أن أبتعد عنها؟ اجبني"
هز برأسه نافيا بهاء:"لا سيتوقف قلبك هذا ما قلته"
ضياء:"اصمت"
كالعادة لا يعرف إن كان عليه أن يضحك أو يحرج وبما صريح كالعادة أيضا رغم أن ضياء يعرف أكثر مخاوفه :"لو كانت امل هل ستبتعد يوما ما .. لمَ تغضب وأنا اعتذر؟ أين الخطأ؟ أنا لا افهم"
فأجابته امل:"وأنا أقبل اعتذارك لم يحدث شيء بهاء لا أحد سيبتعد عن أحد"
ضياء:"حسنا سامحني ساشرح لك"
لكن بينهما لم يعد يستطيع الاختيار فبعد ما حدث «أريد أن يبقى كلاهما معي دائما حتى النهاية» فالتفت لامل مبتسما : "آسف امل أيمكن .."
تفهمت ما سيقوله سريعا :"حسنا سأخرج أراكما لاحقا نادين تنتظرني"
بهاء لا يجيد التعامل معهم قصد السؤال وحسب لكنها انزعجت من نفسها وما قد يعتقد ضياء عنها هكذا خرجت للارواق لترى اصيل ينزل الدرجة من جهة ورفاقه الذين يدروسون معها قرب حجرتها من جهة أخرى ويبدوا أن رفقتهم قد انتهت
اتجهت عند صديقتها لتضمها مباشرة فقد كانت تنتظرها لتقول امل بسعادة : "فكرة الرسالة كانت جيدة كل شيء بخير الآن شكرا"
نادين لم تجد بما تخفف عنها ذلك اليوم لتقترح عليها ان تبين له وقوفه معها ببعض الكلمات المشجع الصادقة منها وهو سيقتنع وحده دون أن تحرج امل نفسها فردت نادين بضحكة : "جيد لكن اخبرين كل شيء لن ترضيني جملة"
................
قد انتظر قدومهما كثيرا دون جدوى رغم أنه كتب كل شيء فبعد أن مر الوقت خرج من حجرته متجها لحجرة هشام بالطابقة اسفله فوجده جالسا وحده بأول مقعد يراجع دروسه بدل اضاعة وقته بالساحة فاقترب اصيل بهدوء ليفاجأه : "هشام كيف حالك"
استغرب قدومه فهذه أول مرة يفعل هذا لكنه اسعده حقا فهتمامه به اصبح واضحا تبادلا اطراف الحديث ثم ودعه ليعود لحجرته حيث بدأت حصة أخرى
........ اصيل
أنا فعليا لا افهم ما يحدث يبدو الأمر كسلسلة أفلام لم احضر أجزاءً سابقةً منها فيستحيل أن افهم ما تبقى لكن يجب ان انجح
............
أما رائد وامجد يشاركان ويهتمان لكل صغيرة وكبيرة مع اسئلتهما والحصة التي بعدها دخلت لتتفاجأ تماما :"هااا لا اصدق أهذا اصيل بأول مقعد أمامي كيف"
كانت استاذة الفيزياء التي تهتم دائما لما يحدث مع اصيل رغم معاملته السيئة معها فرد بهدوء : "لا شيء أحاول أن أدرس"
الأستاذة بضحكة :"حتى أنك لم ترد بوقاحتك المعتادة لكن احسنت"
ببساطة إنها كائن خطير حسب اعتقاده ويمكنها أن تكتشف كل شيء فهي تعرف الكثير حول بهاء وضياء وكأنه دوري الأن حتول تجاهلها : "لنبدأ هذا الدرس وحسب"
وماحدث أنها اخذت طول الحصة تشرح بعض الأشياء له وتكتب ملاحظات عن دروس يجب أن يعيدها بل وجعلته يصعد للوح ويجيب مع مساعدة منها وصرامة مع الصف حتى لا يضحك أي أحد لكن من يتجرأ فعل ذلك أصل
لو عامله كل الأساتذة هكذا بدل صنع ملامح منزعجة على وجوههم كلما رأوه لتقدم بسرعة لكن في النهاية يستحق ذلك بسبب كل ما كان يفعله بهم
وقت الغذاء قد وصل فعاد للانتظارهما مجددا مترددا بالذهاب عندهما ليصارع بهاء في نفسه «ربما ينتظر أن أذهب أنا عنده .. بأحلامك .. جعلني أكتب كل شيء دون أن يراه .. ماذا يفعلان .. لانتظر اكثر .. أين انتما؟ اااه»
.................
دق الجرس معلنا نهاية حصص الصباح ليتمدد ضياء ببعض التعب : "أنا حقا جائع"
التفت له بهاء بضحكة : "عدنا لهذا"
قد خرج معظم من بالحجرة لتودعهما امل بابتسامة بعد أن جمعة اغراضها : "أراكما مساءً"
ابتسما لها أيضا فتجهت للباب لكن شخص ما اقفله من الخارج بوجهها لتعود بخطوة مترددت للخلف
لم يفهم ثلاثتهم ما يحدث ليتقدم بعجرفة من آخر الصف مع رفاقه لينظر بعيون بنية ماكرة ناحية ضياء ويشير بابهامه للاسفل : "تم كشف سرك"
قد كان عصام رفيق اصيل مع اصدقائه الاخرين فهل هو من كتب تلك الجملة صباحا على طاولة ضياء الذي تظاهر بعدم فهمه ليرد : "ماذا تقصد؟"
فتح الباب ليدخل بعض الاولاد ويقفلونه خلفه لتبتعد امل من هناك بيعض الخطوات
ضياء : "أنا لا افهم هل تحتاجون شيئا؟!"
اصبح عدده عشر أولاد لترتبك امل من وقوفهم قربها :"ليس عندي وقت لهذا ابتعدوا"
عصام : "هااا ستبقينا معنا لنتسلى أكثر .. ألم تعرفوا من نكون بعد"
إن كان الأمر في المعرف فرد ضياء ببساطة : "نعم لكن أظن أني ضربت مزعجين أكثر منكم"
عصام :"وحان وقت أن نرد كل ذلك واحدا تلوى الآخر"
بهاء ببعض الدهشة ساخرا من كلامه : "هاا حقا ضياء ضربتهم وحدك جميعا"
قد أخبر من قبل أنه ضرب نصف المدرسة لكن في الحقيق النصف الآخر يمثل بنات المدرسة فلم يسلم أحد من قبضة ضياء، طبعا هذا فقط إذا حاولوا ازعاجه
التفوا حول امل ليفصلوها عنهما حيث مازالا واقفين بمقعدهما ليثور ضياء : "مادخلها إن أردتم مواجهتي"
اقترب احدهم وكاد يلمسها إلا أنها أخذت تبتعد لخلفها بخطوات خائفة فجن ضياء فعليا ليهجم ناحيتهم : "ليلمسها أحد وستموتون"
ورغم خوفها من نواياهم وعددهم الكبير مع وصولها للحائط خلفها فلم تجد طريقة لتبتعد اكثر قالت : "ضياء اهدأ سأكون بخير"
فضحكوا من كلامها ليتجه نصفهم عند بهاء والنصف الاخر حولها ليتركوا ضياء بالمنتصف
عصام بضحكة خبيثة وهو يوجههم : "وماذا عن الآخر عقله لن يحميه صحيح .. ويمكننا أن نعطيه حلا تطبيقيا لمن سيختار ضياء بينكما ستجد جوابا"
كأنه يحاول مقارنة بهاء بأمل فاتجه ضياء مباشرة ناحيتها
ببساطة بهاء سيتدبر امره بشكل مثالي فأخد يد أول شخص سيلكمه ليرفعه بالهواء وسقطه متألما أرضا ثم التفت بغضب للبقية : "من التالي؟!"
حاولوا لكم ضياء وما إن التهى بشخصين اخذ البقية بالدفاع عنهما لتبقى امل وحدها ورغم محاولتها فتح الباب لم تستطع فهناك من يقفله من الخارج
وبين هذا وذاك وقف عصام يضحك بسخرية : "لن تستطيعا رد الجميع ستتعب بسرعة ولن يحتمل قلبك صحيح .. أتريد سماع قصة؟"
رد ضياء سرعا عليه بغضب :"سأضعك بقصة أفضل انتظرني"
ثار جنون ضياء على آخره محاولا الافلات منهم كما يفعل بهاء أما عصام فاقترب ليأخذ يد امل لخلف ظهرها شادا على معصمها بقوة فكتمت ألمها
عصام : "ما رأيك بكسر يد فتاتك المسكينا؟! .. والأفضل من ذلك سيكون بسببك .. كنت تتبجح وتتظاهر طول الوقت وأنت تحمل ذلك القلب الضعيف .. هل بدأ يؤلم؟ سنجيد مواجهتك من الآن فصاعدا .. واصيل لن يحملك للمستشفى الآن"
قد كان الشخص الذي دلهما على مكان اصيل ومن كلامه فإنه لم يبتعد يومها بل بقيَّ يراقب حتى النهاية لكن ضياء فعلا بموقف صعب بالكاد خرج من المشفى أمس ليعود له بسببهم : "اتركها"
امل حقا مدركة لوضع وتعرف ما يفعله غضبه بصحته فحاولة طمأنته :"ضياء توقف .. سنخرج من هنا ولن يعود أحد منهم لهذه المدرسة"
فضغط على يدها أكثر ليضحك : "هددي شخص يهتم لدراسته مثلك وليس أنا .. لنرى كم سيبقى في المستشفى هذه المرة"
بما أن الجميع يكرهه وسيكونون ضده مهما كان الوضع فهذا أكثر ما كان يخيف ضياء أن يعرف الجميع بما كان يخفيه حولها ويؤذونها بسببه فزدادت نبضات قلبه مع غضبه في كل كلمة تخرج من فم عصام وهو يكمل كلامه : "يوم .. أسبوع .. شهر .. لكن ستكون بجانبك اليس هذا ما قالته ستساعد مريض قلب هااا .. غبي ستجد شخص ما بعد موتك .. هذه تسمى شفقة وحسب حتى ذلك الغريب"
عادوا لضحك عليه مستهزئين بوضعه فحاولت امل الابتعاد عنه رادةً على كلامه : "لا شيء من ذلك صحيح .. اتركني"
نظرت لضياء وهو سينفجر لا تريده أن يصدق كلامه فواصل الجميع ازعاج وضربه ومعظمهم حوله اصلا لأنهم يعرفون أنه سيتعب بسرعة
هنا ابتعد بهاء للخلف فقد صمت أكثر من الازم فقال بغضب متذكرا بعض ما حدث له من قبل بسبب زملاء صف كهاؤلاء : "ما سيحدث هنا كله بسبكم"
ببساطة لن يسمح باذيتهما وهو يشاهد لكن رد عليه عصام ساخر رغم أنه لم يفهم ما يقصده: "بل بسببه أيها المسكين أنت لا تعرفه .. فقط تظاهر بالهدوء طول الوقت ليستغل عقلك .. كان ذلك واضحا"
وصل بهاء لآخر الحجرة مبتعدا عنهم وقد حمل كرسيا بيده :"لا داعي لتعريفه .. ضياء لن يضرب شخصا ما لم يزعجه .. وترك تفكيرك لك فهو لايؤثر"
دون اهتماما لما قد يحدث معهم ضرب بالكرسية كل من يقف بوجهه وصولا لضياء
البعض ابتعد والبعض سقط ارضا شبه مهما عليه من قوة ضربه بل الكرسي
هكذا وقف قرب ضياء ملوحا بذلك الكرسي ناحيتهم : "لا أهتم لما سيصيبكم اتفهمون"
عصام ضاحكا بسخرية وماوال يمسك بامل :"ماذا تؤكد بذلك .. ربما كلمة مجنون غريب قد تؤثر 100% هذا يجعلك غير طبيعي بالكامل هل تفقدت طبيبا يوما ما"
........ ضياء
تنفسي يكاد ينقطع ضربات قلبي في أقصاها امل تتألم من جهة وبهاء خائف من كلامه من جهة أخرى أي وضع استغله هؤلاء الحمقى : "بهاء لست كذلك .. لاشيء مما قاله صحيح .. اتسمع .. بهاء"
إنه يؤلم بشدة لا أريد العودة للمشفى بل البقاء معكم هنا .. هذا العجز لا يفارقني : "لن انسى لكم هذا"
...................
قد دخل الجميع مطعم المدرسة للغذاء الجميع عدى الشخص الذي مازال بمكانه ينتظر لسبب ما وحين مل ضلك وقف متجها للرواق حيث رأى شخصين يقفان قرب باب حجرتهما ما إن لمحاه ارتبكا ليبدوا وقوفهما مريبا أكثر فاتجه اصيل ناحيتهما ليلتصقوا بالباب : "ماذا تفعلون هنا"
رد احدهما سريعا : "لادخل لك ابتعد فقط"
اصيل بسخرية :"تعرف مع من تتحدث صحيح"
و قبل أن يرد سمع صوت صراخ وارتطام من الداخل : "أيها المجون توقف ماذا تفعل؟"
شخص واحد اجتاح عقله يمكن أن يقصد بكلام كهذا فكتم ما بداخله ليحدق بهما : "ابتعدوا أو .."
دفعهم بقلة صبر ليفتح ذلك الباب صارخا : "ماذا يحدث هنا بضبط؟!"
وكما ظن قد اوقعوا بهما لكن اتسعت عيناه بدهشة من منظر الحجرة المدرة بعض النوافذ قد كسرة ولا توجد طاولة أو كرسي بمكانه بعض الاولاد مغمى عليهم ومن تبقى مجتمعون بآخر الحجرة متألمين
أما بهاء أنزل الكرسي من يده ليرحب باصيل مبتسما مع بعض الجروح بوجهه والآخر يمسك يد امل ويخفيها خلفه رغم علامات التعب الواضحة على وجهه
تنهد اصيل ليقترب ويقف قبل ثلاثتهما فلا داعي للشجار بل انهاؤه بسرعة حتى يستريح ضياء
عصام بسخرية : "أهلا أهلا .. اصيل أتى يدافع عنهم لينقده مجددا .. أفهم أنك تشفق عليه لكن الفرصة أمامك أو أنك نسيت ماكان يفعله بك؟"
ببساطة لم يتعلموا شيئا من مرض ضياء فقد فهم اصيل انهم عرفوا ذلك واستغلوا الوضع ليرد على سخريتهم :"بل اشفق عليكم .. مدركون ما سيحدث إن رأت الادارة هذه الحجرة"
رد عصام وكأنه المنتصر :" اسأل ذلك الغريب ما كان يفعل؟"
اخفى اصيل اندهاشه ليلتفت لبهاء الذي تظاهر بدوره بعدم معرفة شيء ليجيبه :"لقد هجموا علينا يعرفون أن ضياء مريض قلب .. امل فتاة.. أما أنا انظر جرحت بالزجاج مع بعض الكدمات"
بدى وكأنه يشتكي امرهم لاصيل ثم عاد لملامح الجدية ليلتفتا لهم بعد أن فهمه : "اصيل من الضحية هنا اليس هذا واضح"
عصام صارخا : "هااا أنت تكذب جننت فجأةً لتقلب الطاولات وتضرب بالكراسي أي شيء أمامك حتى أنك كسرت الزجاج النوافذ بلا سبب وجرحت"
قد حاول بهاء صنع بعض الضجة ليسمعه من بالخارج علا احدهم يسرع ناحيتهم فضحك اصيل لخطته ساخرا منهم :"من الأحمق الذي سيصدقكم"
اقترب بهاء عند اصيل وهما خلفهما فقال اصيل بانزعاج فمعظمهم كانوا اتباعه ولا يجرؤون على الوقوف بوجهه : "والآن أتريدون أن تكملوا؟"
مازال عصام غير راض بالموضوع : "فجأةً غيرتنا هل تظن أنك قد تنتمي لهم .. مازلت الاسوأ .. من مثلك يستحيل أن يتغير .. بل دخلت مجموعة مخدرات"
اسرع اصيل ناحيته ليفجر بركان غضبه بلكمة على وجهه قد تطايرة الدماء من فمه بسببها : "احسن شيء أن تنسحبوا ولا دخل لأحد بطريقي"
لكنهم مصرون على الشجار فالتفت اصيل للمخادع الصغير خلفه مبتسما : "يمكنك أن تساعد صحيح"
بهاء:"بكل سرور"
فعاوا للشجار أما بمقدمة الحجرة التفت ضياء لمعصم امل المحمر حيث مازال يمسك يدها غير واع بما يفعل : "أنت بخير .. صحيح"
قالها بصعوبة لتشعر بارتجاف يده فردت سريعا : "نعم لكن انت .."
سقط جالسا على كرسي المكتب لينقطع صوته وتموت امل خوفا عليه لتحدثه وهو يقاوم نفسه حتى لا يغمى عليه : "ضياء لا تقلق .. ضياء اتسمعني .. ضياء"
..........ضياء
قبضت على صدري جالسا وامل لا تعرف ما تفعل غير النداء باسمي فقط لكن صوتها ابتعد كثيرا .. ضربات قلبي تزايدة : "لا .. تخافي"
لن أشعر بشيء لبعض الوقت واستيقظ
اصيل سأعتمد عليك بالكاد يمكنني رؤيتهم
لا أريد العودة للمشفى
**********
عاد الظلام ليغلفه من كل جانب ... فماذا ينتظر وأين سيستيقظ
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top