*لقد وعدناك*
كل ما يمكنني قوله .. استمتعو 4400 كلمة تقريبا .. 😂😂
.. لنكمل
ذهب عنده كما اتفقا بعد العشاء وبما أن بهاء طلب ان يدرس وحده فقد فعل ذلك ليجلس قرب المكتب مستعملا بعض الكتب التي استعارها من مكتبة المدرسة في حين ضياء جالس بملل فوق السرير يحل بعض التمارين التي قدمها له بهاء مع الحل
مرت نصف ساعة بنفس الطريقة ليتوقف ضياء عند أحد الأسئلة : بهاء لم أفهم هذا السؤال
«حسنا سأتجاوز ما لا افهمه حتى ينتهي .. يبدو أني كنت أعرقله حقا»
لم يلقى ردا منه لأنه مركز جدا لدرجة أنه لم يسمعه ربما، تجاهل ضياء ذلك ليسير الوقت بملل أكثر صحيح أن ضياء يفهم بعض الأشياء وحده لكن الدراسة تصبح ممتعة وبهاء معه
_ بهاء
نادى عليه مجددا دون رد يذكر بذلك نهض ليجلس على المقعد بجانبه : تحب الدراسة أكثر مني إذا
مع ذلك لم يرد فرفع صوته قليلا : سأنتحر إذا لم تسمعني حقا
لم يلتفت له أصلا فأخذ القلم من يده لينتبه لوجوده : أنا أحدثك
حاول بهاء إعادة قلمه لكن ضياء وقف ليرفع القلم في الهواء فلم يستطع ان يصل بهاء له فالآخر أطول : ضياء لحظة لأنهي هذا السؤال وأجيبك
ضياء بانزعاج : الدراسة ممنوعة الآن لا أحتاج جوابك لننم
_حسنا سأنام بعد قليل يجب أن أكمل يمكنك أن تنام
_لا ستنام الان
_اصمت اعد لي قلمي
_مستحيل
استسلم من الوصول له مع عناد ضياء ابتعد عنه ليبحث في حقيبته : احتفظ به سأحضر قلما آخر وأكمل
_ بهاء متى ستنام إذا؟
بابتسامة وقد وجد قلمه الإضافي : يجب أن أركز سأشرح لك مالا تفهم عندما أنتهي وأنت أهم من الدراسة لهذا نم حتى لا تتعب نفسك
جلس مكانه ليضع رأسه على المكتب و يعيد القلم لمكانه رغم أن بهاء احضر قلما آخر وجلس قربه : كنت أمزح لن أخذه مجددا
_جيد و ابقى هاذئا
«لمَ كل هذه الدراسة؟»
بقى مبتسما يحدق به وقبل ان يغلبه النعاس وينام : شكرا لك أيضا
التفت بهاء له ليجده قد دخل بنوم عميق رغم أنه لم يفهم سبب شكره نهض ليحضر غطاء ولفه على ضياء ثم عاد للجلوس مكملا دراسته بنشاط
في لحظة ما فتح عيونه السوداء ليجد أن المنظر المقابل لم يتغير وفوقها بهاء مبتسم لاحظ الغطاء حوله ليمسك طرفه ويجلس بتثاقل : هل انا مزعج لهذه الدرجة حتى توقظني؟
ضحك بهاء رافضا كلامه ليطلب أن يناما على السرير بشكل عادي مع غرابة تصرفاته سأل ضياء عن الوقت فحاول بهاء تغيير الموضوع لكن ضياء مُصر على معرفة كم في الساعة الآن وبعد بحث عن المنبه الذي أخفاه بهاء حتى لا يفضح
وقف ضياء مصدوما : الواحدة ليلا أنت حقا لا تمزح
قد نام قرابة الثلاثة ساعات على المكتب والسبب بسيط عن بهاء : لم أرد ازعاجك
كاد يقلب وجهه غاضبا من تصرفه الا أن بهاء اقترب ليضمه ويقول بمرح : آسف اخي .. أنا آسف لن أنام وأنت غاضب
في النهاية لم يقصد أن يغضب بل هو قلق عليه وحسب فضمه بدوره قبل ان يموت بسبب لطفه بهذه اللحظة ليضحك بخفة : يجب أن تنام لا تفعل هذا بنفسك
_حاضر
«كيف يمكن لأي أحد أن يغضب منك إن عاملته هكذا»
استلقيا على السرير بجانب بعض والمفترض أنهما سينامان لكن مر الوقت لينادي بهاء على الآخر فتظاهر ضياء بالنوم ليفهم ما يريد فإذا ببهاء ينهض من مكانه وقبل أن يبتعد امسك ضياء يده بقلق : بهاء حقا ما بك؟ ألايمكنك أن تنام؟
توتر مباشرةً وتلعثم بكلامه وبما أن ضياء لا يريده أن يكذب أوقفه : هل هذه أحد خططك وأنا أفسد فيها؟
بصراحة أجابه : نعم لكن لا تقلق سأنام وقت الغداء سيكون كل شيء بخير
ترك يده مبتسما إن شعر بهاء بالضيق فسيخلط كل شيء وبذلك قال ضياء : إن أردت شيئا فأنا سأشجعك على فعله
تفاجأ بهاء ليكمل الآخر : نعم سأثق بحلولك حتى وأنا لا أعرفها لكن عدني أن تنام لساعة أو ساعتان قبل أن يحين وقت استيقاظنا ولن أزعجك مجددا
نادى باسمه معانقا اياه بسعادة ليربت ضياء على ظهره : كم مرةً أخبرتك أن تخبرني فقط
_نعم أعدك
ابتعد ليعود للجلوس مكانه بل ازداد نشاطه وحماسه بعد هذا لحظات ليهمس لضياء الذي مازال يحدق به : نم بسرعة
فأغمض عينيه «مجرد كلمات بهذه الاهمية عندك»
استيقظ صباحا ليجد بهاء نائما قربه، سيذهبان بالحافلة للمدرسة بهذا مازال يوجد وقت لينام بهاء أكثر فبقيَّ ضياء مبتسما يحدق به
«ما كتب لؤي لم يفارق تفكيري .. فوضى الجميع تزعج بهاء .. الاصوات العالية .. إذا تذكر شيئا سيئا فسيتأثر كثيرا ويخاف .. بهاء فقط يخفي كل هذا عن الجميع .. سأحاول أن أجعل كل شيء هادئا مثلك»
استيقظ بهاء ليجد تلك العيون السوداء تحدق به فابتسم : ما بك؟
فسأل مباشرةً : بهاء هل تحب أصدقائنا؟
_ ماذا؟!
قال ذلك متفاجئا من السؤال الذي لا يعرف جوابه فطبعا لا أحد بمرتبة ضياء عنده وبنفس الوقت ليسوا سيئين كما فعل من قبلهم فأعاد نفس السؤال : هل أنا أحبهم؟
كان هذا أكثر سؤاله واجهه بهاء ليفهم نفسه ويفهم مكانة ضياء عنده والآن ماذا عن أصدقائه؟ مازال يخشى ابتعادهم لكن من أجل من يخشى ذلك لأجل نفسه أو لأجل ضياء الذي يكون صديقهم أيضا
لامس ضياء جانب وجهه ليذكره بكلام لؤي : إذا كنت تخاف من شيء أحبه ولن تخاف مجددا .. بهاء لنبني علاقة قوية ولا أحد سيتخلى عن أحد وقتها
_سأحاول
بهذا نهضا من الفراش ليجهزا نفسيهما ويتجها للمدرسة حيث بقيَّ بهاء يحدق للجميع محرجا
«هل انا أحبهم؟»
لن يجد جوابا بهذه البساطة وربما ينتظر شيئا منهم ليفهم كما حدث مع ضياء، هل سيتقبلون؟ ألن يتغير شيء لو عرفوه حقا؟ ماذا لو ظنوه مجنونا كالسابق؟
اسئلة كثيرة اجتاحت عقله حتى وصل وقت الغداء حيث نام مجددا مستندا لضياء
عادا للمنزل مساء ووقت قراءة رسائل لؤي قد حان فأخذ بهاء الألبوم واتجه عند ضياء ليجلسا معا
قد جمعت صورة اليوم العائلتان معا ففتحا اول رسالة و ماكتب في اعلاها *سنتين وستة اشهر*
ليتبعها اسم ضياء باول سطر وكأنها موجهة له هكذا قرأها بهاء بسعادة
لؤي: عيد مولد اخي الثاني أكمل سنتين معنا أعرف أنه ليس اخي حقا لكن لا يهم مادمت أشعر بذلك عيد ميلاد سعيدا ضياء كل عام وأنت معنا
باحراج رد ضياء فلم يتوقع ذلك : محرج
بهاء: لؤي يحبك كثيرا جدا
اطال بكلماته المرحة ليبتسم ضياء : أعرف
لم يستطع حتى تمالك سعادته
«هو حقا لم ينسني رغم أنه كان بحادية عشرة تقريبا»
لؤي: كان مولد ضياء أنا طبعا لم هنسه .. فقط الضروف وقفت بوجهي مجددا .. هتعرف ضياء كنت سأخطفك يوم رحلنا لكن ستبقى خالتي وحدها .. هي أصلا تحبك كثيرا لهذا لا أريد أن تحزن بسببي وأنت أيضا.. بهاء تذكرته أو أنه معك أريد حقا أن تقرأ هذه الكلمات معا
بهاء: أنه يحدثك أنت
ضياء: أخبرتك من قبل أني أحبه أيضا فكف عن احراجي
بهاء بضحكة : حسنا
لؤي:بالعودت لبهاء في ذلك الوقت تحسنت كثيرا أصبحت تلعب معنا وتقلد ما نفعل رغم أنك لم تتحدث بعد لكن تفهم حين أقول أن هذا جيد أو سيء وافعل ذلك أو العكس أصبحت تستجيب لتعليماتي كان صيفا طويلا .. وعدت للمدرسة وأول سنة بالمتوسطة كان يجب أن أدرس كثيرا لأنجح بنتيجة جيدة فكل شيء أصبح صعبا..
ببساطة كنت خارجا في أحد الأيام العادية لأدرس لكن عدت لأرفعك في السماء وأنظر لتعابيرك لمَ لا تخاف؟ لا افهم .. انزلتك واشرت للساعة ممازحا ~سأعود على الساعة الرابعة مساء ستنتظرني صحيح~ .. فنظرت للساعة في غرابة خرجت وتركتك .. ربما ستضحك على كلامي لأحدثك عن الوقت وأنت صغير مؤكد لن تفهمني لكن حدث ما لا يتوقع أبدا من طفل في عمر سنتين وتسعة أشهر .. عدت مساءً لأفتح باب المنزل فوجدتك جالسا تنتظر بهدوء فقط .. لم انتبه لشيء .. حاولت أن افهم لمَ تجلس هناك فقالت امي أنك ذهبت قبل فترة قصيرة من وصولي وجلست فتركتك لأنها تعرف أنه وقت عودتي في اليوم الذي بعده نظرت لساعة و قد تأخرت وكأمس ودعت بهاء وخرجت .. و حين عودت تكرر ما حدث .. ~امي لمَ بهاء بمدخل المنزل؟~ .. وردها لم يتغير ~لا أعرف ذهب قبل فترة و تركته لأنه وقت عودتك~ .. دخلت ببهاء للمنزل .. وسألت عما فعل بهاء بذلك اليوم كل ما قالت امي أنه راقب الساعة بهدوء .. -ساعة الحائط- نظرت لها وأريد أن أفهم بهاء .. كانت ساعة مزينة فبدل الأرقام يوجد لون عند كل وقت ركزت وركزت كما يفعل بهاء حتى الأحظ .. الساعة الرابعة باللون الازرق وقميصي لونه ازرق لبسته امس ولم اغيره اليوم .. فقمت اصرخ عند امي لاخبرها .. ~بهاء طابق بين لون الوقت في الساعة ولون قميصي كان ينتظرني حقا بعد وصول عقرب الساعة للرابعة مساء~ .. طبعا امي لم تصدق ان بهاء يمكنه ذلك
ضياء: أيعقل؟
بهاء: لا أعرف!
لؤي: رغم غرابة مايحدث فكرت أن أجرب في اليوم الذي بعدها وأخبرت امي أن تراقب بهاء قلت له أني سأخرج على الثالثة ولبست قميصا أسود كاللون الذي يشير للساعة الثالثة .. وبعد عودتي دخلت المنزل لأجدهما هناك فتحدثت بصوت عالي .. ~كنت على حق بطريقة ما بهاء فهم ذلك~
ضياء حيث اقشعر بدنه من الفكرة : خارق كم مرة أخبرتك بذلك
بهاء: اصمت
لؤي:قالت امي أن بهاء جلس قرب الباب حين وصلت الثالثة والربع .. بقيت افعل هذا مرارا وتكرار لحوالي الأسبوعين كلما وصل عقارب الساعة للون المطابق لقميصي بهاء ينتظرني أمام الباب ومازاد القصة عجبا أني أرتديت قميصي الأزرق أي أني أخرج على الرابعة وذهبت لأدرس لكن حدث تغيير هذه المرة كان على امي ان تذهب للسوق فتركت بهاء بمنزل ضياء لتهتم خالتي به يعتمدان على بعض كثيرا.. افتح ورقة اخرى لتكمل القصة
ضياء: لنكمل
بهاء:حسنا
كانت صورة عادية جمعت ثلاثتهما و تلك الساعة معلقة بالحائط خلفهما فاكمل بهاء قراءته
لؤي: كما كتبت امي ذهبت للسوق وأنت بمنزل ضياء المهم بقيتما تلعبان كالعادة لكن عدت للمنزل فلم أجد امي ولا بهاء فطرقت باب منزل خالتي لتفتح وأجد بهاء ينتظر وضياء قربه ذهلت فعليا .. قبل أن أسأل عن امي سألت عن ساعة الحائط عندهم وعندما رأيتها عدت لعدم فهم أي شيء فساعتهم عادية ومرقمة فكيف عرف بهاء موعد عودتي قالت خالتي أنك راقبت الساعة لساعات وحين وصلت الرابعة و عشرون دقيقة ذهب ليجلس أمام الباب .. لكن بهاء لا يعرف الأرقام ولا معنى الوقت .. ~ماذا حدث بهاء أرجوك أخبرني~ تمنيت حقا أن تجيب
بهاء: لا أعرف ولا أذكر ذلك وامي قالت أني تعلمت الأرقام بسرعة بسبب لؤي
ضياء: وقالت أنه استعمل الساعة
لؤي: حاولت استيعاب ما حدث لكن بلا جدوى المهم .. أخذت ساعةً مرقمةً وساعة الحائط الملونة وبقيت أقارن بينهما .. إن كان بهاء راقبها كثيرا فسأفعل أيضا راقبت وراقبت حتى حل الليل لكن ماذا أرى الساعتان متطابقتان لا شيء مهم .. لكن ذلك ما حل القصة بهاء طابق بين ساعتنا وساعة منزل ضياء .. هل يمكن؟ لكن ساعتنا لم تكن بقربه هل تذكرها لمَ لا يتذكرها فقد راقبها لاسبوعين؟
ضياء: لو كنت مكانه لعجزت عن التعبير نعم ذاكرتك خارقة
لؤي: لا حل آخر أصلا بهاء يجيد لعبة التطابق لذلك بدأت ألعب بالأرقام والألوان معه قصصت أوراق ملونةً كما في الساعة وتركتها أمام بهاء واشرت للساعة طالبا منك ان ترتبها.. ابعدت الساعة بعد تحديقك لها لدقائق وطبعا قد رتبتها في دائرة تماما كما الساعة واحضرت امي في سعادة لتراها لم يصدق أحد لكنك أعدت ترتيب الألوان كالساعة بشكل صحيح كل مرة
ضياء هتف بسعاده : مذهل
بهاء بعبوس : ضياء
ضياء: هااا مابك ألا يعجبك كلامه؟
بهاء: بل كلامك
ضياء باستغراب : ماذا؟ .. بهاء أخبرني
بهاء: نعم .. بهاء أنا بهاء ..لست مذهلا ولا خارقا بهاء فقط
ضياء بابتسامة : لا تكن أحمقا أن تفعل شيئا مذهلا كهذا يجعلني سعيدا جدا .. أنت اخي فقط صدقني
«لكن الجميع قد نسوا من أكون من قبل» . فرد بصوت طفولي : سأبقى كذلك دائما؟
ضياء: طبعا لا أهتم لشيء غير كونك بهاء خاصتي
صدقه ليبتسم ويكمل
لؤي: بعدها فكرت أن أكتب أرقاما حسب ترتيب الالوان من 1 حتى 12 ومازلت مركزا على ترتيب الالوان فغيرت ساعة الألوان لساعة عادية فبدأت ترى الأرقام .. وهكذا أصبحت ترتب الأرقام ببساطة بعدها .. لكن اضافة الرقم 13 كان مشكلة دائما ما تبعده و تفسده فقلت لابأس .. آسف ضياء أنت لم تستطع فعل ذلك بل كنت تستغرب ما يفعله بهاء حاولت ترتيبها لكن ربما لم تفهم لماذا أصلا .. بهاء لا يمكنه الكلام ولا التعبير عن ما يريد لكنه حقا يفهم ما يحدث حوله بل يهتم لتفاصيل لا ننتبه لها بقينا نلعب بالساعة لأيام حتى كسرها ضياء خاصتنا ولم تعد توجد ألوان لكن بهاء استمر بانتظاري كلما اريته رقم وقت عودتي
بهاء بضحكة : كم شيئا كسرت في صغرك
ضياء: كنت صغيرا إنها لا تحسب
لؤي: بهاء أصبح أقرب لنا ويقلدنا سمح لي بضمه أخيرا لكن إذا فعل ضياء ذلك فقط .. أفهم خالتي جيدا فامي لم تتوقف عن تقبيل جبهتي حتى الثانوية .. ضياء أول ابن لها لهذا ستعامله بطرق مختلف .. أحيانا تؤنبه وأحيان تشكره بقبله وهذا ما كان يفعل لي فيقلده بهاء .. نومك اصبح هادئا .. أحيانا نجلس بالسطح فبعد دورانك تبدو وكأنك تسمعني فأبقى أحكي لك بعض القصص وما يحدث بمدرستي لكن عاد كل شيء لبدايته بعد ذلك اليوم
بهاء: ماذا يقصد؟ انتهت الكتابة هنا
ضياء: أنت بخير؟
بهاء : لنكمل غدا
وهكذا مر يومه بشكل عادي بعد ان درس بهاء طول الليل لينام بعد الغداء
لم تغادر آخر جملة من رسائل لؤي عقليهما ليسرعا للمنزل مساء ويجتمعا بغرفة ضياء مجددا
ففتح صفحة أخرى كان قد كتب بأعلى أول ورقة *سنتين وأحد عشرة شهرا*
لؤي: آسف اخي آسف جدا
بهاء: هذا كل ما كتبه وهو صغير لماذا؟
ضياء: لا تخف سنفهم ذلك
فتحا الورقة التانية ليقرأها بهاء
لؤي: قبل أن تبدأ .. بهاء حقا لو كنت وحدك فأنتبه لنفسك وحاول السيطرة على ذكرياتك
بهاء: كلامك مخيف
ضياء: أنا معك لست وحدك
بشعور غريب داخله أكمل
لؤي: أنا حقا لا أفهم ماذا علي أن أكتب؟ بهاء تغير تماما بل ربما عاد للصفر من جديد عدت مرةً للمنزل كالعادة وأنت تنتظر لكن دخلت مباشرةً بعد عودتي لماذا؟ لم أفهم .. قالت امي أنه نظر للساعة كثير وبقى يحدق لألعابه دون أن يلعب .. جلست قرب طاولة لتضع امي الطعام لأكله فانتبهت ليدها .. ~امي مابك~ .. اخفت يدها وهي تضحك .. ~بهاء عض يدي لا شيء مهم~ .. لكنه لم يفعل هذا من قبل انهيت طعامي لأجلس بجانبك ما بك
ماذا يحدث معك؟ حاولت أن العب معك لترتيب الأشياء كما نفعل دائما لكن ابعدت كل شيء بانزعاج واضح .. أحضرت ضياء ربما ستسمح له باللعب معك .. لكنك دفعته بعيدا فوقع وبكى كثير لكن لم تبعده من فترة وكما كنت تفعل هربت لتبقى بزاوية لغرفة و تقفل أذنيك حتى لا تسمع صراخ ضياء .. لماذا عدت لفعل هذا؟ لمَ ترفض ان تلعب معنا؟ وحين حاولت لمس وجهك أو مداعبة رأسك لتهدأ .. بهاء عض يدي بقوة حتى أصبحت أصرخ لأبعده .. فهرب مجددا وامي أتت بسرعة بعد سماعي
بهاء: ماذا حدث؟ لماذا افعل ذلك؟
وضع يده على كتف بهاء مطمئنا : لا تقلق
لؤي: قالت امي أن هذا ما حدث معها .. أنا لم افهم شيئا كان الوقت شتاءً لم نكن نصعد للسطح .. وبهاء لم يعد ينام مجددا سهرت أنا وامي معه كثيرا دون أن يهتم .. لم يسمح لي ولا لامي بضمه فقط يرفض أن يلمسه أي أحد .. عادت تصرفاته الغريبة .. لا يسمع كلامنا يعاند بكل شيء حتى مشكلة حمامه قد عادت أي أن بهاء عاد فجأةً لخوفه لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
بقيت أسأل نفسي دون أن أجد جوابا كأنه عاد ليغلق على نفسه .. ما حدث سابقا بسبب خوفه وذلك الخوف عاد متى؟ كيف؟ لماذا؟ .. فكرت وفكرت وكاد عقلي ينفجر .. ضربتَ ضياء كثيرا عضضت كل من يلمسك أنا .. امي .. ابي .. خالتي .. في تلك الأيام تهت تمام لدرجة أن أستاذتي بالمدرسة قد لاحظتني لا أحل وأجباتي و لا أحضر دروسي.. أنا اهتم بأخي فقط لاشيء آخر .. سألتني كثيرا عما يحدث معي ومع دراستي نتائجي بأول امتحاناتي كانت عادية جدا بعد كل ذلك التفاؤل في البدابة لم أكن أجيبها وأنا في طريقي لأسوأ حالاتي
ضياء: أيقصد استاذة الفزياء؟
بهاء: ربما ..
لؤي: لا شيء مهم أريد فقط أن أفهم ما حدث لأخي والدي بدأ بالتفكير في أخذك للطبيب .. هل الطبيب سيفعل شيئا لك؟ هل سيساعدك؟ لا اعرف كيف للطبيب ان يعرف و هو لا يعرفك مثلنا لم أعارض لكن كانوا ينتظرون أن تتحسن أو سيأخذونك حقا ..
إذا لم تنم فلن افعل .. لكن كنت أتعب كثيرا وأنام بالمدرسة أما أنت تكمل يومك بشكل عادي جدا بالكاد تنام لساعتين أو ثلاثة وتصرخ كلما استيقظت .. فكرت حتى في التوقف عن الدراسة لأبقى معك في المنزل ربما حدث شيء ما دون أن تلاحظ امي ..أنا فقط أفكر فيك وكيف اعيدك .. يمكنك أن تستريح قليلا
بهاء بعبوس : انتهت الورقة لقد اتعبت لؤي كثيرا
أخذ رأسه ليضمه بعض الوقت : اهدأ إذا أردت أن نكمل
«كيف حدث ذلك لي؟ ومتى؟ .. لم أكمل ثلاثة سنوات وفعلت كل ذلك»
ضياء:لا تفكر وحدك أنا مازلت معك ستخبرني صحيح
بهاء: خائف قليلا
بعد أن شعر ببعض الراحة ابتعد ليبتسم ضياء : هل اقرأ انا؟
وافق بهاء ليفتح ضياء الورقة الأولى من صفحة أخرى وكل ما كتب فيها
لؤي: لقد وعدناك لا يجب أن أبكي
بهاء: افتح الأخرى
ففعل
لؤي: ستفهم قصة الوعد أخيرا .. لم أفهم شيئا مما حدث لك حتى وصل لذلك اليوم حين اخرجتك لنذهب للمحل ونشتري بعض الأغراض لامي فكرت في تغيير جو المنزل قليلا طول الطريق وأنا امسك يدك ودخلنا المحل .. لم تمضي لحظات حتى اختفيت من امامي .. بحثت وبحثت وبحثت ولم اجدك
~بهاء أين أنت أرجوك عد~
صرخت باعلى صوتي مناديا عليك لكن انت لا ترد علي ان ناديتك أصلا فكيف سترد الآن أين يمكن أن أجدك؟ .. لا أريدك أن تبتعد عني كنت خائف جدا .. خفت أن أفقدك وماذا سأقول لوالديَّ؟
ربما خطفت لا أعرف كل الاحتمالات السيئة دخلت ذهني والأسوأ لا يمكنك الكلام فكيف ستعود .. عد ولن اترك يدك مجددا .. وافعل ما تريد لن أمانع تصرفاتك أريد أن يعود اخي لا أكثر .. فسمعت صوت سيارات ويبدو أنها عالقة في ازدحام وما إن توقف الصوت بثواني أسمع صراخك .. أسرعت لأتبع زحام السيارات وأبحث عنك .. حتى وجدتك على حافة الرصيف المقابل لي السيارة بدأت تسير بيننا أنت تصرخ دون توقف وتبكي مغلقا أذنيك بقوة .. كان بعض الأشخاص حولك يحاولون تهدئتك ليفهموا ابن من أنت .. فتوقف الزمن للحظات عندي لأتذكر لقد أخرجتك من قبل أيضا كنت تبكي بعدما تركتك أمام المحل لأنه مزدحم ..
لمَ نسيت أنها أول مرة ترفع يديك لاحملك؟ كنتَ خائف حقا أخبرت امي بذلك لكنها قالت أنه شيء عادي أن يخاف وهو وحده بالخارج .. وما فهمته أنه لم يكن مجرد خوف حدث شيء ما لبهاء يومها رأى شيئا لمْ انتبه له راه وحده ليجعله خائف جدا أنا فقط حملته وابتعدت فهدأ من يومها وبهاء يخاف أن يلمسه الآخرون .. أنا لا يمكنني أن اعرف ما حدث يومها لكن بهاء يعرف بهاء فقط
بهاء: أنا فقط
قد قصد ذلك المنظر المرعب الذي يتذكره بهاء كل مرة فأعاد كل ماحدث وقتها بشكل مبهم متقطع
حتى ضياء فهم ذلك ليترك الورقة ويلامس وجه بهاء التائه بعيدا عنه
فضمه له منتظرا عودته وبعد ذلك الظلام الذي يلفه بدى كأنه قد اعتاده كهذا يعود للماضي وبعد وقت ينتقل للوقت الحالي ليجد نفسه بين ذراعي ضياء
_ضياء لا تخف أنا بخير
قالها بهدوء ليشده ضياء له أكثر : لمَ لا استطيع فعل شيء لك؟ .. آسف
العجز مجددا وقف بوجهه ولا يعرف سبيلا لمواجهته لكن بهاء لم يرتجف لم يبكي بل ابتسم ليطمئنه : لا تعتذر .. نادني فقط أنا سأسمعك دائما .. سأسمعك ضياء لا تقلق
ضياء: حسنا يمكننا أن نتوقف
فابتعد بهاء بهدوئه : أرجوك لنكمل .. انظر أنا بخير
وافق ليهدأ ايضا ويكمل بعد بعض الوقت
....... لؤي ..
في ذلك الوقت توقفت لأنظر لك أحاول أن أفهم ما يخيفك .. وقد مرت تلك السيارات واختفى الازدحام لأسمعهم .. كان رجل يصرخ بوجهك لتصمت فصراخك أزعجه لكنك نزلت جاثيا أرضا وقد أغمضت عينيك وارتجف جسمك بخوف ..
الجميع مدح شكلك فحاولوا الحديث بهدوء معك ليفهموك لكن صراخك لم يتوقف فتمادا الرجل وكاد يضربك لكن السيدة اوقفته لتقترب بلطف منك وعندما حاولت لمس راسك أخذت يدها لتعضها وتبكي .. فصرخت متالمة ليبدأ الجميع الحديث عن امي ..
~أي أُم مهملة أنجبته؟ .. لمَ تتركه في الشارع هكذا؟ .. تربيت هذا الزمن لا يهتمون لأولادهم! .. ربما تخلت عنه حقا~
حاولت السيدة تغيير رأيهم لكن بلا جدوى فتصرفاتك لم تعجبهم اطلاقا و حتى هي ابتعدت ليكملوا
~حتى شكله اللطيف لا يمكنه أن يخفي سوء تصرفاته .. ربما هو متشرد وحسب~
كل تعليقاتهم كانت كالصاعقة على قلبي .. امي ليست كذلك بهاء فقط .. بهاء فقط .. أنا لا عرف ما به؟ .. لا أحد يعرف لمَ يفعل هذا لكن امي لمْ تخطئ معه .. لا ذنب لها .. لمْ أتحرك من مكاني أحاول ايجاد عذر لتصرفاتك فقط لم استطع احتمال المنظر لتنزل دموعي .. أهذا ما سيفعل الجميع إن خرجت؟ هل فعل أحد لك هذا سابقا؟ وأنا لم أرك .. ويأتي الجواب الصادم من افواههم
~إنه مجنون ابتعد عنه .. تصرفاته ليست طبيعيةً أبدا ربما عنده مشكلة بعقله~
تلك الكلمات بقت تدور بعقلي
~ليأخذه أحد لطبيب ما مكانه ليس هنا~ و الأخرى تبعد ابنها حتى لا يتعلم منك!
~لا تفعل مثله ونحن في الطريق سيكررهك الجميع إن كنت مثله ابني جيد أنت افضل منه~
فابتعدوا خوفا مما تفعل فقد زاد صراخك ليلتفت كل الشارع لك .. فعليا قد مت تماما من كل ما قالوا فقط تقدمت عندك كل ما حدث أني ناديتك .. ناديتك فقط لتلتفت لي وتركض عندي لكن لحظة لم تكترث للسيارات التي قد تمر على الطريق فركضت لأبعدك فضممتني وأنت ترتجف .. بهاء يخاف من الجميع حقا .. حملتك و ركضت متجاهلا كلامهم .. لا أحد يريد بهاء .. الجميع يلوم امي .. لكن بهاء حقا مختلف كانت حقيقة أدركتها في اللحظة التي نطقت أول كلماتك ~اخوك احمق~
توقفت متفاجئا مما أسمع بهاء يضم عنقي ويبكي وكل ما يردده ~أخوك أحمق .. أخوك أحمق .. أخوك أحمق~
كلماتك أنستني كل العالم لأضمك أكثر .. ~صدقني بهاء لن أتخلى عنك لا تبعدني أرجوك~ .. حاولت تهدئتك وأنا أربت على ظهرك ~لاتخف أنا معك~ .. اكملت بكاءك وأنا أفكر .. من قد يقبلك امي ابي خالتي عمي الجميع يستمر في قول أن بعض الأطفال هكذا .. لا بهاء مختلف لا أعرف كيف لكنه مختلف بمن سأثق من سأخبر لا أريد لبهاء أن يبقى وحده .. ربما كان جنون صغير في الحاديه عشرة من عمره لكنه قرار حياتي الذي لن أتراجع عنه
أنا من سيعتني ببهاء أنا من سأقبله .. سأفعل أي شيء لأجله إنه اخي .. بما أني بدأت أفكر بعلم النفس فربما أفهم ما حدث لي وقتها كلمات الآخرين تأثر كثيرا على تفكير الصغار كان خوفا من نوع آخر خفت على بهاء على حياته والأهم على مستقبله .. مسحت دموعي وقد نمت من كثرت بكائك .. وذهبت عنده دون أن أعود للمنزل .. الشخص الوحيد الذي كان يمكنني أن اثق به ضياء فقط
........
ضياء متفاجئا : أنا! .. بهاء انتهت الكتابة هنا
كل ما سمعه جعل عيونه تتغلغل بالدموع قوس حاجبيه بعبوس ليفهم : إذا حقا أصبحت كل عالمه تجاهل الجميع لأجلي
ضياء بابتسامة : لأنك اخوه .. لؤي شخص رائع جدا
بهاء ماسحا دمعته : لا أتذكر ما حدث .. أكمل ورقة أخرى و لنتوقف
ضياء: اهدأ أولا
«هو حقا يكون بخير عندما يبكي ويوجد الكثير خلف صمته الذي لا يفهمه أحد»
بعد وقت فتحا ورقة أخرى كان ثلاثتهم بالصورة جالسون تحت شجرة مخضرة
لؤي: آسف لجعلك تبكي أصلا لهذا لا أحب البكاء قربك
بهاء: لابأس
لؤي: لكن إن كنت تظن أنك لم ترني أبكي من قبل فأنت مخطئ .. حتى أنا ظننت ذلك
بهاء: ماذا تقصد؟
انتبهت لكلامه ليصححه محرجا : ماذا يقصد؟
ضياء بابتسامة : تحدث بما يريحك
بهاء: امم
لؤي: لنعد أولا لذلك اليوم .. أخذت ضياء فانتبه واستغرب نومك فأنت لا تنام مساءً .. أنا حقا لا أعرف جوابا لهذا .. اكملت الطريق وأنا أمسك يد ضياء .. واحمل بهاء حتى وصلت الى الشجرة التي بصورة كانت شجرة توت تقع بعد نهاية شارعنا
بهاء: نعرف ذلك
ضياء: اذا هي نفس الشجرة رائع
لؤي: منذ ذلك اليوم وأنا أحب الجلوس معكما هناك
هنا ينتبه ضياء لأول مرة جلسا هنا يوم بكى بهاء بين ذراعيه وقد ظنه لؤي في البداية ليقطع قراءته : لذلك تذكرت لؤي يوم صعدنا ورأيته عندما فقدت وعيك
بهاء بارتباك : أنا لم أخبرك بذلك .. كيف عرفت
ضياء بثقة : أنت تنظر للؤي بطريقة مختلفة لذلك فهمتك
فأكمل مبتسما بعدها فلم تعد قصة رؤية لؤي مكانه تزعجه
..... لؤي ......
جلست وضياء بجانبي أما بهاء مستند على صدري نائمٌ بهدوء .. فحاولت اخبار ضياء ما حدث وشرح أن بهاء مختلف عن الأخرين بطريقة ما لكنه لم يفهمني لأني أصلا لا أفهم نفسي وما أحاول فعله
_تعرف أن بهاء يصرخ كثيرا
ردود ضياء كانت طفوليتا لا تشبه كلام الآخرين فأجابني : لأنه يخاف
_و يهرب كثيرا
لم يتغير جوابه : لأنه يخاف
_ويضربك كثيرا
_لأني أكسر كل شيء .. لكن لا اقصد
بدأت اضحك بخفة لأكمل : حسنا تصرفاته غريبة أحيانا هو مختلف
_لا هو بهاء هذا اسمه
كدت اجن لكن نظرة ضياء لم تتغير رغم كل ما قلته لأنه بهاء فقط فلممت كل كلامي بسؤال واحد : ضياء اتكره بهاء
.......
رفع ضياء صوته ردا على لؤي ليتفاجأ بهاء : لا ولا ولا أكرهه
ضحك بهاء بعدها ليتغير مزاجه قليلا : احمق
...... لؤي ........
تعابيره كانت مضحكة فقد احرج وحاول اخفاء وجهه أصلا ضحك ضياء وتعامله دائما ما يغير حال ما حاوله : هيا فقط اجبني .. أعرف أن بهاء لا يعتذر مهما فعل .. تعرف أنه لا يمكنه الكلام هو فقط لا يقصد
لا يقصد بل ربما لا يعرف ما عليه فعله .. ومع ذلك ضياء رد ببرائة
_انا ازعجه .. هو لا يكرهني صحيح
_نعم فقط لا يقصد
لم يجبني لكنه اكمل كلامه : امي تقول أنه اخي الكبير .. لابأس بذلك .. لا يجب أن أكره بهاء
وذلك كل ما أريده ربت على رأس ضياء ليبتسم : لؤي لا تقلق بهاء سيتحدث .. أنا انتظره
طبعا قد لاحظ أني لست على ما يرام قلت له أني لا أريده أن يبتعد عن بهاء حتى لو كان الجميع ضده فقبل رأس بهاء ووعدني بذلك وحاول أن يجعلني ابتسم بضحكه
_بهاء لا يبتعد وهو نائم .. أول مرة
كان سعيدا لذلك حتى أنا لاحظت أيضا .. فاستيقظ بهاء لأن ضياء لايمكنه الحديث بهدوء وهناك وضعنا وعدنا معا لتكون بدايةً جديدةً كليا : حتى لو كنت أكبر سنا حتى لو كان ضياء ليس اخي حقا حتى لو ..
نظر كلانا لبهاء وهو لا يفهم ما يحدث سأكتشف ما بك انتظرني فقط فاكملت كلامي ببساطة : حتى لو كان بهاء بعيون زرقاء مذهلة سنبقى معا دائما
.........
بهاء بابتسامة سعيدة فدائما كان يردد نفس الكلام عن عينيه : هذا ما كان يقصده حقا
ضياء: اها وكنت تبتسم هكذا بعدها
....... لؤي ........
ابتسم ضياء ليعانقني و يفعل بهاء مثله لأهدئ كل تلك الفوضى التي في نفسي .. تأثرت كثيرا بسبب ما حدث لكن انتما معي لمَ قد لا ابتسم؟ .. بقينا بعض الوقت تحت الشجرة ثم عدت بكما للمنزل
سألت امي عن الأغراض التي من المفترض أننا اشتريناها لكني حقا نسيت قصتها والاهم من ذلك ضممت امي لأخبرها أن بهاء تحدث فتفاجأت
_ماذا قال؟ كيف ذلك؟ هل تحدث بعدها؟
والجواب ببساط : قال أني أحمق
كانت أول مرة أخفي عنها شيئا فبهاء قصد ذلك لكنه قالها بطريقة غريبة فواصلت كلامي بعد ضحكها : لذلك امي بهاء لا يحتاج طبيبا يمكنه أن يتحدث لكن لسبب ما هو لا يفعل
حاولت اقناعي بضرورة أخذك للطبيب لكن ما أدراني أي طبيب تقصد فأنا صغير وأجهل الكثير فبكيت وهي تضمني : لا أريده أن يبتعد عني
أنا لا أفهم كل ما تقوله لكن لن أسمح لأحد بالاسائة لاخي أو لامي : ارجوك امي بهاء بحاجتنا وحسب .. سنفهمه قريبا سيتحدث و يخبرنا لننتظره فقط
لكن لا جدوى فكلامي لم يقنعها حتى : امي حسنا لننتظر لسنة واحدة فقط إن لم يتحدث بهاء أنا من سيأخذه للطبيب .. سأعلمه كل شيء .. امي أرجوك سأهتم بكل شيء سأفعل أي شيء لا أريده أن يذهب لأي طبيب الآن
وكالعادة امي ابتعدت لتمسح دموعي وتقبل رأسي : حسنا ستعلمه سنة واحدة فقط .. لؤي سيجد حلا لاخيه فلا تبكي .. حتى هو يحبك لا تقلق من تصرفاته
ابتسمت وقتها حتى لو كان ذلك صعبا جدا سأفعلها سأتحمل أي شيء من أجلكما لم تكمل بعد ثلاثة سنوات من عمرك لأبدأ بتعلمك أي شيء يفيدك .. لم تتغير بعد فمازلت تضرب ضياء وتعض من يلمسك أما أنا كنت تهرب عندي أحيانا وأحيانا تهرب مني ازدادت غرابتك أكثر أحيانا ترتب الألعاب والألوان كما كنت تفعل وأحيانا ترميها بعيدا وأنت منزعج بعدها تهدأ تماما وكأنك لست موجودا في واقعنا
عدت لمراقبتك والسهر معك ومحاولة جعلك تتحدث .. تعلمتُ الكثير من الأشياء لأعلمها لك لكنك تتجاهلني معظم الوقت .. ومع ذلك لا يجب أن استسلم مهما كان سأجد حلا لكل شيء أخبرت الجميع أن لا يقترب منك ولا يحاول لمسك وطلبت من ضياء أن يبقى معك طول اليوم .. بهذا اخفيتك عن الجميع أنا حقا آسف اخي ستسامحني أنا خفت من نظرتهم لك وليس منك صدقني لو واجهناهم وقتها فأنت الشخص الوحيد الذي سيتضرر فأبقيت كل شيء سرا
.......
ضياء: انتهت الورقة
بهاء: إذا لهذا
ضياء قد تفهم ما قال لؤي ففي النهاية قد جربه هذا المجتمع لا يرحم فابتسم ليشرح لبهاء ماقصد لؤي : بهاء حتى أنا كانوا يسيئون لي كثيرا بسبب مرضي
تعجب قليلا ليكمل ضياء قصته : لم يوقفوا ازعاجي حتى يروني ملقى على الأرض ليضحكوا فماذا لو اخبرتهم اني مريض سيجدون فرصتهم لقتلي ببساطة .. أن أكون شريرا هذا ما يجب فعله .. فضربت زميلا لي بحجر مرةً فكسرتُ بعضا من أسنانه ليشتكي بي
بهاء باستغراب : حقا وكيف تجاوزت ذلك؟
ضياء بضحكة متذكرا ذلك الموقف : امي وقفت معي وجعلته المخطئ واضطر للاعتذار .. امي حقا شريرة إذا تعلق الامر بي فبدأت بخلق المشاكل وتوقفوا لأني لست بذلك الضعف ليتنمروا علي
بهاء: جيد .. لؤي محق إذا .. اخفاء خوفنا يحل المشكلة
ضياء: لكن علينا اصلاحها الآن
بهاء:نعم سأذهب لطبيب مناسب ونحل ما يخيفني
ضياء: كما تريد
«لؤي من جعل نفسه عالم بهاء وليس العكس ربما هذا مافهمناه»
بهاء: اريد البقاء معك الليلة لا أعرف ماقد يحدث فما قال لا يفارق تفكير وسينتهي بي الأمر عالق في الماضي
ضياء: نعم اخبرني بهذا وحسب
«رغم أنك كنت تمانع هذا قبل أمس لحظة» بما ان تفكير بهاء مشوش حاول ان يعرف ما يخفيه : بهاء لمَ كنت تدرس ليلا
بهاء ببعض الشرود : ليلا .. أنا يجب أن ادرس ليلا
وقف مكانه متفاجئا : لا عليك ضياء سأدرس ليلا .. لا يمكنني أن انام هنا
فاستسلم منه : لابأس ابقى معي وأدرس قدر ما تستطيع
واعيدت الليلة نفسها مع بهاء ...
***********
لم اعرف اين اقص الفصل فجمعت قصص لؤي بفصل واحد ... مارأيكم بما حدث ... هل فصل ممل مثلا
هل مع لوي حق بما فعل وكيف سيكمل متى تحدث بهاء
القادم فصل مستقبلي 😂😂 اشتقت لهم
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top