*لستَ صغيره*
معنويات ضياء في الحضيض بعد دخوله للمشفى مجددا ليس بسبب أنها تاني مرة بشهر واحد بل بسبب قرب الاشخاص الذي كثروا حوله ليعود الخوف الماضي للنمو .. لم يجد بهاء ما يفعل فلا كلماته تنفع ولا دموعه تؤثر فعاد ليدرس اي شيء ليحقق وعدا جديدا وهل ذلك اقصى ما يمكنه فعله؟ ماذا ينتظر ضياء ليعود كما عهدناه؟ أو انه اضعف من ذلك كما قال؟
........ لنكمل
........ بهاء
بعدها قبل رأسي بل فعل ذلك كثيرا وهو يضمني ليخبرني أني أكثر شخص يحبه لكن ماذا عن امل؟
كل ما قاله أن ذلك حب مختلف .. امل أيضا تحبك قالت أنها ستنتظرك مهما كان ما يحدث .. امل .. فتفاجأت لمنظرها وعينها ترتجف خوفا مشيرة ليدي اليسرى وحين التفت ليدي
أجد أن جرحي قد فتح لينزف يدي لدرجة أن بعض قطرات الدماء قد تساقطة من الضمادة
ابتسمت بسخرية من يدي فربما كنت أقبض عليها دون أن تنتبه .. هل هذا سيتحسن حقا؟
................
احباط ضياء الذي تملكه فجأة قد انتقل لبهاء ليتجاهل نزيف يده
لكنها اشارت برأسها للباب حتى يخرجا من الحصة فرفض ومع اصراره وقفت امل لتخبر الأستاذ عن يد بهاء التي تنزف ويسمح لهما بالذهاب للعيادة
وصلا هناك بصمت وسؤال واحد يراود امل .. كيف سيضمدها إن لم يلمسه أحد؟
أخبرا الممرضة لتحضر ضمادة ومعقما واقتربت عنده ليوقفها : لابأس يمكنني تضميدها بنفسي
ممرضة: اخبرني أولا هل جرحك عميق لينزف هكذا؟ .. ماذا أصابك؟
بهاء: لا عليك إنه لا يؤلم .. شكرا سأضمدها وحدي
أخذ ما يحتاجه واتجه ليجلس على السرير بهدوء، نزع ضمادته فوقفت امل تقابله بقلق : أيمكنني المساعدة؟
ابتسم نافيا ماقالت وهو لا يحتاج ذلك نزعها والجرح قد فتح حقا ليبدو بمنظر اقشعرت له امل
ببساطة نضفه عقمه وأخذ يلف الضمادات الجديدة وحده فهل كان يفعل كل شيء بنفسه طول حياته؟
رغم استغرابها ضحكة بخفة : أنت تجيد هذا حقا!
_لؤي علمني .. فإن لم يكن موجودا فلا أحد يمكنه تضميد جروحي غيري
_ااه يفكر بكل شيء لأجلك
_نعم قد جعل حياتي طبيعية نوعا ما
انتهى ليشكر الممرضة ويخرجا فحاولت امل تغيير تلك الملامح الامبالية على وجهه بابتسامة لطيفة : لا تعاند مجددا وغير ضمادتك كل يوم حتى يشفى جرحك تريد أن تصبح طبيبا ولا تعرف أنه يجب فعل هذا
ابتسم ليرد : أعرف .. لم يؤلمني فأردت أن أنتظر لنهاية الحصة فقط
_المهم يدك بخير الآن
_امم
صمت للحظات يفكر بأفعال امل اتجاهه ولم يجد جوابا فقرر أن يسألها : امل لمَ تهتمين لما يحدث معي؟
فوقفت مكانها محرجة فحقا لا تعرف كيف تجيبه بشكل واضح فقالت بارتباك : ألا يمكن أن أهتم بما أننا أصدقاء
_ضياء قال أنه يمكن لكن لا أعرف أظنه ليس السبب الوحيد
مع ذلك الاحراج الذي أصابها ورغم أنه ليس بضياء لتحرج اصلا استدار ليكمل طريقه : آسف لستِ مجبرةً على الحديث لنعد
_بسبب ضياء
التفت لخلفه ورغم كل شيء واصلت حديثها مع استغرابه : هو لا يريدك أن تتأذى .. لذلك سأهتم
_ضياء؟!
_نعم .. إن كان يمكنني أن أساعدك بشيء سأفعله .. ليرتاح ضياء قليلا .. أنا لا أريده أن يتألم
_لماذا؟!
_أنت تعرف .. ولا تقلق .. ضياء سيشفى ليس أول مريض قلب وليس الأخير أيضا .. الطب في تطور وسيجد علاجا مناسبا
~~~~~~~~~
..ماقاله ضياء امس عنها : صدقني بهاء أنا لا أريدها أن تعاني بسببي .. لو اقتربت أكثر فستتألم أكثر .. وأنا عاجز وعاجز هذا الشعور أسوأ من مرضي .. أنا لن أشفى في اشهر بل يحتاج الأمر سنوات وربما طيلت حياتي التي لا أعرف متى تنتهي أنا سأستمر بالسقوط هكذا
~~~~~~~~~~~~~
كلاهما يفكر بالأمر نفسه وبهاء بينهما لا يفهم بذلك سيسأل مجددا : ماذا لو لم يشفى أبدا هل ستبقين على رأيك وتقبلين وقتها
ارتجفت من الفكرة لتصمت مخفضة رأسها وربما قد فهم ما كان يقصد ضياء بكلامه : ضياء ليس أحمقا بل يفكر بشكل أفضل منا جميعا .. هذا هو الواقع ببساطة
في المستقبل إن حدث ذلك بينهما فامل أكثر من ستعان من مرضه
~~~~~~~~~~~~
ضياء: لا داعي لتمسك بأشياء مستحيلة حتى لو كنت أريدها .. ببساطة ربما لن تقبل عائلتها بشخص مريض .. فلاداعي لتصر عليها
~~~~~~~~~~~
من سيضحي بمستقبله بهذه الطريقة؟ ربما كان عنده حق كيف ستكمل امل حياتها خلف شخص مريض؟ ربما هم صغار الآن لكن مع الوقت سيفهمون ما يعنيه
لكن بين كل هذا لا مستقبله لا ماضيه ولا حاضره لاشيء يهمه غير اخيه حقا ليقول لها فمهما كان جوابها فقراره لن يتغير : أنا لن أتخلى عنه
رفعت رأسها والدموع تتغلفل بعيينيها دون ارادتها : ولا أنا .. قلبه يبقى جزئا منه
اسرعت بطريقها مبتعدة عنه ليعود لنقطة الصفر ماذا يحدث بينهما؟
~~~~~~~~
.بهاء: لكن أنت لا تريد ابعادنا صحيح
ضياء: لو فعلت سيتوقف قلبي مرةً واحد ابعادهم مجددا سيؤلمني واقترابهم أكثر سيؤلمهم .. أن بمنتصف الطريق حقا
بهاء: وانا ماذا؟
ضياء وقد ضم الآخر : آسف أنت فقط جالس قربي هناك
~~~~~~~~~~
من بين الجميع ضياء مدرك أن الآخر سيبقى معه لكن من كلام امل فحتى هي اعتادت وجودها قرب ضياء عكس ما كانا عليه سابقا
ابتسم لفكرة ~اأها تحب ضياء~ وواصل طريقه لتتجاهل امل وجوده تماما
.............
وصلت حصة الفيزياء لتسأل عن حال ضياء وجلسات بهاء مع طبيبه وهي حقا مهتمة لما يحدث معهما
لحظات ليدخل المدير ويعلن وقت ومكان المرحة التانية من المسابقة فقد اجتمع مدراء المدارس ليحددوا ذلك
ومما قاله فقد أعطوا المتسابقين مهلة اسبوع آخر وسيمتحنون بأحدى المدارس البعيدة من هنا
بهاء امل ورائد هم من سيمثلون المدرسة بنسبة لسنتهم فعليهم استعداد لذلك وبكل فخر شجعهم المديل للمواصة بجهد
دق الجرس نهاية حصص الصباح فلمت امل أغراضها بسرعة دون أن تلتفت للأشخاص الذي التفوا حول بهاء وهم يسألون عن تحضيره للمسابقة وعن النتييجة التي ينوي أخذها وما إلا ذلك
وببساط لم يجد سببا واحدا ليجيبهم وفوقها طلبوا منه الذهاب معهم للغداء بل وتمادوا بكلامهم
_بهاء صراحةً لم نفهم جيدا لمَ تلتصق بضياء كثيرا؟ لقد عاد لغيابه .. صحبته لا تفيد!! .. فاهماله لدراسته لن ينتهي
_نعم ابتعد عنه لا أحد يعرف متى يفقد هدوئه لكن لا تقلق نحن سنكون معك
فضحك بخفة ساخرا : لماذا من تكونون؟!
استغربوا ذلك ليضيف بابتسامة سخيفة : أنا فعلا لا أحتاجكم حولي وكل ما أريده ضياء حتى وهو ليس موجودا
فرد احدهم يحاول أن يكون لطيفا معه : ماذا؟ .. بهاء لمَ الغرور مجددا؟
ببساطة وقف ليجيبهم : ألم أكن غريبا مجهولا!! .. وضياء أحمقا شريرا .. وفوق ذلك شواذ مقرفون! رأيكم يتغير ببساطة بسبب نتيجة!! .. يمكنكم أن تغربوا عن وجهي .. أنا مغرور وأناني أيضا لا شيء سيجبرني على تدريسكم أو حتى الحديث معكم .. هذا واضح ابتعدوا عن طريقي
ففتحوا الطريق ليتركهم في صدمتهم من صراحته ليجد هشام قرب الباب وقد ارتبك من الكلام الذي سمعه فلا يمكن أن يكون بجرأته رغم أن الوضع معه مشابه فقال : ويمكنني تناول الغداء معك أو ماذا؟!
رد بهاء عليه بابتسامة مطمئنة : نعم طبعا كنت سأنزل عندك أصلا
فسار هشام بجانبه : أعرف أنهم مزعجون لكن لاداعي لافساد صورتك معهم
لم يهتم لتلك الصورة أصلا ليعتقدوا ما يريدوا حوله لا شأن لهم به
تناولا غدائهما بهدوء معا فطلب هشام البقاء بحجرته فعنده ما يدرس وبما أن المكان هادئ هناك أراد أن يبقى بهاء معه فرد بهاء عليه : آسف هشام لا أريد البقاء بتلك الحجرات إن لم تفهم شيئا ما سأشرحه لك لاحقا
لم يستطع هشام اجبراه كما أنه يبدوا بحاجة لتنفس بعض الهواء بدل الضيف فوق فودعه ليتجه لحجرته
أما بهاء اتجه خلف المدرسة ليجد البعض جالس هناك ورغم انزعاجه لم يفعل شيئا غير تغير طريقه وبطريقة ما اخذته قدميه لجهة الملعب فوجد شجرة اصيل فارغة
اقترب أكثر فأخذ غصنا مرميا ليبعد بعض القمامة والسجائر المحترقة بعيدا وفجأة صدر صوت مرتفعا من خلفه
_من قال أنه يمكنك فعل هذا بمكاني
ضحكة بهاء بخفة ليلتفت له : خسرت التحدي أي أن مكانك ملكي
لم يعارض كما لم ينزعج ليكتف ذراعيه بدجر من هدوئه : ولماذا تنضف؟ ألا يوجد عمال بهذه المدرسة!
رد سريعا : أنت من يجلس هنا لمَ عليهم تنظيف فوضاك؟
لم يجد رد لكلامه فأشعل سجائره ليجلس أرضا مستندا على الشجرة : وما قصة التحدي وتلك الرسالة؟
رد بهاء بانزعاح : ليخرج ضياء من المشفى أولا وأخبرناك أن تتوقف عن التدخين
يفعل ذلك من قرابة سنتين ليتوقف ببساطة : اصمت فقط
أكمل بهاء تنضيف مكان ليجلس فيه ويستند على الشجرة من جهة أخرى لحظات ليبدأ سعاله بسبب ذلك الدخان الخانق للجو ددون أن يشتكي
فرمها اصيل من بين أصابعه بعيدا ليوقف تدخينه فسأل بهاء عن سبب فعله هذا ليجيب ببساطة : أتريد أن تمرض ويعود ذلك الأحمق للشجار مثلا
_أنت تهتم إذا
_كيف حاله؟
_بخير
_ومتى سيخرج؟
_لم يحدد الطبيب ذلك بعد
لم يعرف ما قد يسأله بعدها ليجيبه بهاء عما يريد معرفته : أتعرف ضياء قال أنه إن دخن فلن يقف مجددا .. إن كان مضر لتلك الدرجة فلمَ تواصل التدخين؟
ببساطة اقنعه السبب ليرد عليه : ليس عندي جواب
هو ببساطة قبل بذلك ليدخن رفقة أصدقائه فأخرج تلك العلبة من جيبه ليرميها لبهاء خلفه فقد وجد جوابا يرضيه
أما بهاء فتفاجأ : هااا يستحيل أن أدخن أيضا
_لا تفعل ذلك إرمها بمكان ما .. ولمَ يستحيل؟
فقط يبحث عن اجوبة ليقنع نفسه فحمل بهاء تلك العلبة ليخبره : اخي الأكبر لم يفعل ذلك ولا ابي .. فقط أخبروني أنها أشياء تضر بصحتي فلم اقترب منها
بضحكة ساخرة : والدي مدمن كحول ولا يدخن وحسب لو كنا سنتبع عائلاتنا ما كنت جالسا هنا الآن
_تستطيع دائما اختيار ما يناسبك الأمر بيدك
فعليا معه حق فصمت اصيل لا يعرف كيف يرد عليه مجددا
لحظات أخرى ليسأل بهاء : هل عدت للمنزل؟
_قد صدقت قصة أني مع صديقي في رحلة وادخلتني للمدرسة
عاد لصمته مجددا ثم قال : عامل هشام بشكل أفضل يمكنه أن يكون قويا وأنت بجانبه
_وماذا تعرف أنت .. لقد كان يعتمد علي بكل شيء ويبكي كثيرا ولم يعد يفعل ذلك
_مع ذلك صدقني لو اختفى فجأةً ستندم ولا يمكنك اصلاح ذلك بعدها .. أما الآن عندك كل وقت
مجددا كان عنده حق مجرد فكرة أرعبته فماذا لو حدث حقا فصمت بهاء مجددا
اصيل لا يعرفه جيدا وهذه أول مرة يجلس فيها معه بهدوء مع ذلك لاحظ بعض البؤس في كلامه وبما أن مافكر حولهما خاطئ ربما فسأل : أحقا تفتقد وجوده؟
_نعم .. كثيرا
صراحته بدأت تثير أعصاب اصيل ليضحكة بخفة ربما ليطمئنه: ذلك الأحمق لن يموت ببساطة
_امم
لم يرضيه رده ليشك بما قال : لن يموت أليس كذلك؟
_هل ذلك الجواب بهذه الاهمية عندك؟
لم يكن أي جواب بل الأمر أكبر من ذلك بنفسه فقد أعاده لطفولته بمجرد ذكر ذلك المرض فرد ببعض الاعذار السخيفة : لقد صدمني حقا .. إن مات هو مع من سأتشاجر .. اختفى طول الفصل الماضي لأجده يضحك معك في النهاية .. طبعا سيكون مهما
_أنت تعرف ما عاشه الآن
مازال لا يفهمه، بضع جمل وصمت، اصيل لم يحدث شخص بهدوء أعصابه من قبل : أنت تخاف أن يلمسك الآخرون حقا؟
_نعم
تفاجأ من جوابه الصريح ليسأل : ألا تخاف أن أفعل ذلك مثلا؟
_لا أخاف أصدقائي
فضحك اصيل من جوابه : فوق غرابتك أنت أحمق مثله ولم أوافق بعد
_حسنا .. أنا بهاء
لم يجد ما يفعل غير رفع رأسه لتلك السماء التي يحدق بها بهاء منذ جلوسه
دق الجرس لينهض بهاء ويبتسم بوجهه : سنعود للحصص .. سنبدأ الدراسة معا بعد أن يعود ضياء
فعلا لا يعرف سبب بقائه هنا ليرد : نجاحي مستحيل انسى ذلك
بهاء: عليك ان تتبعني لقد خسرت
لم يعرف أي طريق يسلكه بهاء بدى شخصا من عالم آخر حقا وهو ينتظر أن يسير بجانبه بابتسامة لم يقابله أحد بها من قبل فابتسم ليتجاهله ويسرع بطريقه تاركا بهاء خلفه
................
حل المساء وتلك الحصص تسير دون اهتمام منه عقله مشتت بعيدا عن هذا الجو الذي يحيط به
يحاول فهم ضياء وما قاله له ضياء لم يكن يائسا من شفائه بل خائف من أن يتألم كل من حوله والمشكلة أنه زاد عددهم كثيرا بالكاد كان يحتمل ذلك الخوف حين كانت عائلة وحسب
حاول بهاء اقناع نفسه أن كل كلام ضياء السابق لم يكن مجرد كذبة ضياء لم يكذب عليه!
~~~~~~~~~~~~~
ضياء: اسمعني أنا حقا أريد أن يصل ذلك المستقبل .. لم أكن اعرف كيف أجعلك تهدأ فأستمر في قول أني سأبقى معك .. أريدك أن تتقبل الواقع ربما ذلك لن يصل .. علينا أن نجد حلا قبل ذلك بهاء افهمني أرجوك
........... بهاء
ألم نرسم هذا المستقبل معا .. كما حدث مع لؤي .. لن توجد تلك النهاية وأنا كمشاهد فقط .. أنا من كنت العاجز طول الوقت .. ماذا سأفعله الآن؟ لا وجود لأي جواب مهما فكرة
..............
دق الجرس الراحة دون شعور منه ليدخل رائد وامجد حجرته ويجداه شاردا يحدق بالسماء وحده دون أن يلتفت أي شخص من الذين خرجوا له
حتى امل كانت جالسة مكانها بيأس دون أن تحدثه ففهما إنه لا يفتقده وحسب بل هناك مايشغل تفكيره وحين نادوا عليه التفت متفاجئا ودموعه على شفى حفرة لينزل رأسه للطاولة ويخفي وجهه بذراعيه متذكرا كلام اخيه
~لا أريد لأحد أن يرى دموع اخي~
لم يفهم أحد ما اصابه ليسأل رائد بقلق : بهاء ما بك؟ يمكنك اخبارنا
امجد: أو أنك مازلت خائفا منا ارفع رأسك سنسمعك
بهاء: لا ليس كذلك .. أنا آسف
اغمض عينيه بقوة يحاول كبت دموعه مجددا فلم يجد ما يفعله رائد حتى أنه لا يمكنه لمسه كما يفعل ضياء : إذا ماذا؟ .. نحن معك
امجد : بهاء أيمكننا فعل شيء .. أنت بخير؟
حتى هو لا يعرف ليجيبهم : لا شيء ضياء ليس بخير ولن أكون كذلك إذا بقي هكذا .. ماذا حدث له؟ اخبروني .. اختفى ضحكه وابتسامته .. وجهه كان بائسا جدا .. كل شيء يؤلمه وليس قلبه فقط
أخيرا فهموا ما يحدث لتعود صورة ضياء من العام الماضي لعقل رائد : ذلك هو ضياء لطالما كان كذلك يجلس بآخر الصف دون أن يفهمه أحد .. ربما هي أيام وستمر إن كنت أنت يائسا هكذا فمن سيعيده لنا
~يعيده~ ضياء بالمشفى وبهاء يعرف ذلك لكنه قالها بخوف : ضياء لم يفارقني طول اليوم
امجد باستغراب : ماذا كيف هذا؟
نعم يعرف أنه ليس هنا فقبض على صدره بألم لم يشهده إلا يوم اختفى لؤي عنه دون عودة، ألم أخمد ضياء نيرانه ليشتعل مجددا الآن : أنا أراه بكل مكان .. بالمقعد خلفي في المطعم حتى عندما أسير يكون بجانبي
تهاطلت تلك الدموع على طاولته وهو يكتم شهقاته ليكمل : أنا لا أريده أن يكون مجرد وهم كلؤي .. لؤي قد ذهب لكن ضياء مازال هنا ومع ذلك لا يمكنني فعل شيء ليبقى معي حقا
ببساطة يفقد من يحب ببساطة هذا الحب سيصبح رعبه إن بقى الوضع هكذا : ضياء كان محقا لو بقى وحده ماكان لأحد أن يتألم هكذا لكن لا أريده أن يبتعد
اشتد بكائه أكثر ليكتمه أكثر ويكان ينفجر وأكثر ما ندم عليه
.......... بهاء
لقد كان متفائلا من قبل فقط من أجلي وأنا كأحمق شاجرته حين كان خائفا ليتحمل كل ذلك وحده مجددا دون أن يقول ماذا فعلت له؟ لمَ لا يمكنني أحتمال؟
............
امل خرجة مباشرة بعد سماعه دون قول شيء أما هما فقد صمتا لا يعرفان جوابا يرضيه ففي النهاية لم يجربا فقدان شخص بذلك القرب منهما فما كان منه سوى أن يعتذر محاولا مسح دموعه ولم شتات نفسه فقط لأنه وعده بأن يكون بخير بطريقة ما
أعاد اعتذاره ليرفع رأسه وقبل أن يكمل ذلك ضربة طاولته بقوة ليرفع رأسه بفزع : اصيل!!
............ اصيل
و أخيرا راحة المساء خرج البعض لأجلس بهدوء أولئك الحمقى قد ابتعدوا
لا أحتاجكم بأي حال وهنا أسمع رائد يحدث صديقه بأنهنا سيذهبان لرؤية ذلك الغريب .. لا تقل أنه حزين بسبب غيابه مجددا
بففف بقيت جاسا بعض الوقت .. ربما ضياء يفكر به أيضا أنا مازلت لم أفهم أخوين أهذه مزحة؟!
في لحظة عدلت جلستي بارتباك لأنزل قدمي من فوق الطاولة ولا أعرف كيف سأحدثه ببساطة : هما بالحجرة الأخرى
........
ابتسم هشام بعد أن تقدم خطوة للداخل ليحدق باصيل بآخر الحجرة : كنت انتظرك لنذهب عندهم
_لا دخل لي بهم
فضرب الحزن وجه هشام من رفضه ليقف اصيل مكانه بانزعاح : حقا كم عمرك؟ هل ستبكي لهذا؟
قلب وجهه لينكر ذلك فتقدم ناحيته ليحدق بتعابيره عن قرب : سأوصلك فقط
فابتسم هشام وبعد أن خطى اصيل أول خطوة للرواق اسطدمت به امل التي كانت تجري بعد خروجها من الحجرة
رد اصيل بانزعاج دون أن يعرفها فقد كانت منزلة رأسها : ألا ترين أمامك؟
رفعت رأسها لتعتذر قبل أن تعرف من يقابلها لكنها على وشك أن تبكي فصمتت حين رأته
الآن امل تقف أمامه وتلك الدموع ستنزل من عينيها فقال بانزعاج : جيد أن ذلك الأحمق ليس هنا لكان قلب المدرسة
فتدخل هشام بينهما : ااه اصمت .. امل ما بك؟ ماذا يحدث؟
لكنها اندهشت من كلام اصيل تريد أن تفهمه : ماذا؟!
اصيل باستغراب : حقا؟! .. بماذا كنت أزعجه ليشاجرني وهو لا يهتم لشيء غيرك أو أنه لم يخبرك بعد؟!
صدمة تماما فليس وقت أن تعرف أن كل ما كان يحدث بسببها دون أن تعرف فواصلت طريقها لحجرة محددا رغم أنها لم تدخلها من قبل لتجد تلك الشقراء واقفة قرب أحد النوافذ تنظر للخارج بملل واضح
قبل أي شيء أرادت أن تسمع جوابها : نادين ماذا تفعلين وحدكِ هنا؟
التفتت لها بابتسامة هادئة : ظننتك تفضلين البقاء معهم
امل بدهشة : ماذا تقصدين؟
نادين ومن تتغير ابتسامتها : لاشيء .. لا أقصد أن أبتعد لكن إن كنت ازعجكِ اخبرين فقط .. لا داعي للذهاب وتركي أنتظر
هنا تقف حائرة مكانها فقد أسرعت لمنزلها وقت الغداء دون أن تهتم لأحد كما أنها نست امر نادين وقت راحة الصباح بسبب قلقها على بهاء
إذا كم مشكلة تسببها دون أن تقصد، دخول ضياء المشفى عدة مرات، عدم استطاعتها رد كلام بهاء فماذا اعتقد بعدها والآن نادين
غطت وجهها لتخفي تساقط دموعها فبعد ما قال بهاء لم تجد ماتفعل غير الاعتذار لكن كيف ستقابله بعد الآن إن كان ضياء سيتجاهلها خوفا من مستقبلها : أنا آسفة لم أقصد .. كنت متضايقة من نفسي لكن حتى أنا لا يمكنني فعل شيء كيف سأقنعه
ابتسمت نادين براحة لتقترب وتضمها ملامسة خصلات شعرها : من أبكى صديقة الجميلة .. أنا لست بينهم صحيح
فضمتها امل كما لم تفعل لأحد من قبل لتبكي قدر ما يمكنها
............
قبل ذلك اصيل اندهش من رد فعلها فلا يعقل أن يبقى ضياء قربها طول الوقت وهي لا تعرف عن مشاعره بدت علاقاته أغرب بكثير مما عليه بنظر اصيل فقطع هشام تفكيره بركلة على ساقه ليستقيف : توقف عن ازعاج الجميع بكلامك
كان سيلحق بهاء إلا أن اصيل أوقفه : أين تظن نفسك ستذهب أترك قصص الفتيات لبعض
استدار متجاهلا له ليسرع للحجرة حيث وقف مصدوما من المنظر الذي قابله
........ اصيل
ماذا يحدث أيضا؟ دخلت لأجد البؤس يعم المكان وربما فهمت سبب بكائها حتى هشام يبدو أنه دخل جوهم سريعا
واضح أن الغريب كان يبكي وخافض رأسه لطاولة أفعلا يريدون البقاء هكذا؟
تقدمت بغضب نحوه لأضرب طاولته بقوة استفق قبل أن انفجر حقا .. لمْ أصل هنا لأرى الجميع يبكي لأجله فرفع رأسه مفزوغا
بهاء : اصيل!
صرخت بوجهه ربما يستيقظ : أهو بهذا الضعف حقا لتبكي عليه أو ربما سمعت خبر وفاته مثلا؟
نفى ذلك بفزع فضياء لم يمت حقا فواصلت صراخي غاضبا : جميعنا نعرف أنه أحمق متهور غبي أتعرف ما الجديد فيما فعله أو لا
لا أفهم لمَ هو خائف والجميع ينبهني لأخفض صوتي لكنه يسمعني فأضفت بنفس النبرة لأجيب نفسي : فقط كان يحميك لكن ليس من أجل أن تبكي هنا أتفهم؟
بهاء بين الحزن والخوف : أنا لا أعرف ما أفعل له .. أنا لم أره هكذا .. من قبل
ولمَ اليأس رفعة صوتي أكثر : كما فعلتها من قبل افعلها مجددا ليس عليك التوقف لمجرد أنه هكذا
بهاء: لا ضياء ..
اصيل: بل كان هكذا دائما حتى يوم عرفك هذا هو ضياء شئت أم أبيت .. لمَ اختارك هل أجابك؟
بهاء: أنا .. اخبرني أنه لم يرد أن يبقى وحده
عدت لضرب الطاولة أحسن من ضربه : إذا ماذا تفعله هنا بضبط؟
بهاء بخوف : ماذا؟!
مازلت أحاول كتم غضبي : لمَ تركته وحده وهو يريدك أن تبقى معه .. فكر .. جد شيئا تعيده به وتوقف عن البكاء .. للمرة الألف لست صغيرا .. لست صغيره .. إن كنتم اخوى كما تدعون فأنت الأكبر إن لم تلاحظ إفهم هذا فقط
.................
رفع هشام صوته يحاول ايقافه كما يفعل الآخران فيعرفون أن ذلك يخيف بهاء : ااه اصيل توقف عن الصراخ
بهاء صمت تماما ونهض ليبتعد لآخر مقعد ويجلس وحده واضعا رأسه على الطاولة فصمت الجميع عدى اصيل الغاضب : كل ما تجيده هو البكاء كطفل لقد خذلته حقا
كاد هشام يتجه عنده ليمسك اصيل يده : يجب أن يبقى وحده ليعد نفسه إن أراد اعادته لا يمكنك فعل شيء فتوقف
تجمدوا جميعا باماكنه فهي حقيقة واضح أما اصيل فضرب بقبضته الباب بغضب وخرج ليترك تلك الكآبة خلفه
********************
ماذا سيحل القصة الآن هل من أفكار لتساعدوا بهاء 😔😔
رأيكم بشخيات لحد الآن خصوصا اصيل وامل
إن كا بهاء هكذا فما احوال ضياء بالمشفى
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top