*ضياء غير الكثير*
بالكاد تمكنت من اكمال الفصل لالخص ما سبق .. عذرا لتاخير
....لنكمل
صمت ضياء متفاجئا من اصيل وما فعل رغم أنه كاد يذهب لمشاجرته
بهاء بضحكة : فسر وجهك هيا
لم يغادر الذهول وجه ضياء : لم أرى اصيل يبتسم بتلك الطريقة لأحد
_اظن ان هذا الموقف قد حدث من قبل معه
_نعم لم يرد على كلامها هل حقا كان بوضع سيء لكن كيف صدقني أول شيء يقال عنه أن أموال والده لاتنتهي
_ربما .. والاهم الآن هل فهمت ما أقصد
_لو لم أسمع وأرى بنفسي ما كنت لأصدق
«انه يخفي الكثير خلفه سيحدثنا هشام عن عائلته إن امكن ونفهم جيدا ما يحدث»
بهذا رسم خطة بعقله ملاحظا تلك الفتاة التي رمت أغراضها بغضب أرضا ثم ابتعدت عن الساحة فسأل ببعض الفضول : ضياء هل سيعود اصيل لها أو أن علاقتهما انتهت هكذا
...... ضياء ...
عن اي علاقة يتحدث تلك الفتاة من لا يعرفها هي تبحث عن مصلحتها عند الجميع مقابل أي شيء لابأس بمستواها وقيمة عائلتها لكن كفتاة أنا لا أطيقها حاولت حتى التقرب مني من قبل وبما أنها فتاة ..
قطع بهاء تفكيري انا أصلا لا أريد تذكر تلك الايام
_أنا أحدثك لمَ أنت شارد؟
لو قلنا أن اصيل قد يتغير هل تلك الفتاة يمكنها ذلك هذا ما يحدث في شوارعنا وبراءة بهاء حقا لا تناسب هذا العالم أخذت يده واتجهنا خلف تلك الفتاة
_هااا ضياء أين نذهب؟
_سترى بنفسك
ربما لؤي ابعدك عن هذه الأشياء طول الوقت لكن لو بقيت هكذا فنحن حقا سنكون في مشكلة خصوصا رفاق اصيل وهذه الفتاة أسوء مايمكننا التعامل معهم طبعا لست خائف منهم لكن تعال لأريك هذا العالم السخيف حقا
وقفنا نراها من بعيد وقد لاقت شخص أخر وأكبر منا وكأن شيئا لم يكن مع اصيل وبهاء لا يفهم ما يحدث
بهاء: كانت مع اصيل قبل قليل لماذا غيرته ببساطة؟
هذا هو الواقع وبدأت أشرح له وهما خلفي بزاواية الطريق المقابل لنا : لا وجد للحب الذي تعرفه هنا كما اخبرتك هذه مجرد تسلية بينهما وأكثر شخص سيتضرر تلك الفتاة وسمعتها وتقريبا لم يبقى شيء منها فهي معروفة في المدرسة بهذه التصرفات
هز بهاء برأسه ليكمل ضياء : بهاء عالمك كان هاذئا وصافيا من كل هذا الغباء .. لم أرى أفضل من الجلوس معك .. كل ما كنت تخفيه طفل صغير بريء خائف .. أنت تبتسم لنفهم أنك بخير لكن الجميع يضحك ويبتسم ليخفي منظره البشع والقذر داخل أعماقه .. تعب سنوات في تربيتهم يضيع ببساطة ستجد والدها في الطريق لتبتسم وكأنها لم تفعل شيئا .. بهاء مختلف عن الجميع أتفهم
بهاء: أنا مختلف!
ضياء: اصيل ذلك ورفاقه كانوا الأسوأ في المدرسة لكن هم انتقلو للثانوية في حين اصيل أعاد سنتين ما كانوا يتحدثون عنه وما يريدون من اصيل أمواله من أجل مخدرات ممنوعات .. أتفهم معنى إدمان لا ينتهي شيء أسوء من التدخين .. إذا دخل معهم لن يخرج لن يستطيع أحد ايقافه
أعرف أنك تفهم ما أقول وضعت يديَّ على كتفي بهاء : اسمعني صعب تغيير كل هذا لا أريده أن يكون معنا وتتعلم شيئا سيئا ببساطه .. لا تقارن نفسك بهم أو لماذا تصر على تغييره أخبرني
...........
رفع رأسه يحاول اقناعه أو شرح ما يدور بداخله : اصيل قد أراني هذا الواقع ..
توسعت عيناه بصدمة لذلك المنظر لتقطع لكلماتهم فالتفت ضياء خلفه ليرى أكثر شيء يخافه بهاء، هما ...
_لماَ.. يفعلون هذا .. أنا
قالها بصوت مرتجف مهتز ليعود لتلك الحادثة حيث تجمد مكانه بخوف و لؤي متجه عنده
~~~~~~~~~
لؤي: بهاء ما بك اخبرني؟
لمَ لاأاتحدث بقيت أنظر له وهما يقتربان لؤي لنبتعد أنا خائف .. نزل عندي ويديه على كتفي
لؤي: أرجوك تحدث سأسمعك
لكن لم أقل شيئا رفعت يدي له فضمني نعم هكذا فقط .. أنت فقط .. وأغمضت عيني بقوة
لؤي: نعم سنبتعد من هنا أنا معك لا تخف
نعم ابقى قريبا تمسكت به وهو يحملني .. أخي فقط
~~~~~~~~~
أخذ يديه لكتفيه بذعر يحاول ان يعيده : بهاء أتسمعني .. بهاء
مع ذلك لم يستجب له إلا بعد بعض الدقائق حيث رمش عينيه للحظة وبتعد بخطوة للخلف لم يجد ضياء ما يفعل غير الاعتذار فلو لم يلحقها ماحدث هذا لبهاء
بهاء الذي تمتم بكلمات خائفا لا يفهم مايدور حوله لا أين هو : لا أريد لأحد أن يلمسني
«أنت لؤي أو ضياء»
قال ذلك بنفسه التي على وشك أن تنهار فقد اختلط كل شيء بعينيه والصورة غير واضح فقط هو خائف من الشكل الغريب الممتزج أمامه بين لؤي وضياء، أنزل رأسه مغمض عينيه بقوة
«أنا لا أعرف لا أعرف .. لؤي لا تبتسم هكذا أنا لا أريد رؤيتك .. لمَ كنت تبتسم أصلا؟ .. لمَ لمْ تخبرني؟»
_أنا خائف
ارتجف جسده بالكامل ليزداد ضجيج العالم حول «لا أريد أن أسمع شيء لست واقعا»
قبل أن يقفل أذنيه هاربا من كل شيء يدي ضياء سبقته فرفع رأسه ناظرا له ورغم أنه لا يسمع ما حوله فهم كلماته ~لا تبتعد .. أنا معك~
كما كان يفعل لؤي من قبل و نفس كلماته فاقترب ليضمه بعد أن هدأ تفكيره قليلا ليهمس بنبرة مهتزة : ضياء .. ذلك الفراغ لا يريد أن ينتهي .. أنا خائف .. خائف من نفسي
لف ضياء ذراعيه مطمئننا له : سنجد حلا لاتقلق
_يال القرف متى انتشر هذا ..
العالم مجددا يوصل تلك الافكار لعقله تلك الضحكات الساخرة مازال يتمنى لو مان بالرابعة حقا ليصمت الجميع ويتركه يرتاح عند اخيه
أما تفكير ضياء قد ثار بما يقولون
«شيء عادي أن تروا منظرا كذلك من الطبيعي أن يضم ولد فتاة أو يقبلها بتلك الطريقة وهي لا تمد له بأي صلت .. لن يتجرأ أحد ويتحدث عنهم وهم ينشرون ذلك وسط أولادكم وأن أضم أخي شيء غريب سيموت أحدكم على يدي وأكمل بأصيل ذلك»
حاول بهاء الابتعاد دون أن يفهم لمَ يسيء الجمع لعلاقتهما : ضياء أنا أسمعهم لا تفعل شيء أرجوك
أخذ يده لرأس بهاء ليجعله أقرب متحديا الجميع بنظرته : لا تبتعد حتى ترتاح لا تهتم لهم وأنا بخير
غير لؤي لا أحد على وجه الأرض يعامله هكذا «أنت حقا مختلف عنهم» ليجب فقط عن سؤال واحد عله إجابته تشعره أنه ينتمي لشيء ما : ضياء لمَ أنت هكذا؟
ببساطة أجابه : لأن بهاء يحتاج أن أكون هكذا لمْ أجد جواب آخر
إبتعد قليلا جاعلا رأس بهاء بين يديه : بهاء أنظر لي لا شيء خاطئ صدقني .. عندما تخاف أنظر بعيني فقط ولا تهتم لهم .. لا تبتعد
أخير هدأ مع إبتسامة ضياء التي لا يتمنى منها أن تتغير مرت لحظات ليسأل ضياء عن المهم : بهاء عندما أخبرتني عن خوفك هذا وكانوا سيبعدونك عن لؤي كم كان عمرك؟!
بهاء بتوتر: لا أعرف .. أنا أصلا أحاول أن أنسى ذلك لكن بلا جدوى .. كلما أراهم يعود ذلك المنظر .. لا أعرف
ضياء : هيا تذكر لؤي كم كان عمره أو طوله اي شيء عنه تذكر أنا معك
عاد توتره وخوفه في لحظة ليمسك ضياء يديه وبعد ثوان من اعتذار ضياء مجددا
أشار لتحت كتف ضياء : لؤي كان بهذا الطول تقريبا
بعد أن تأكد أنه بخير شرح ما فهم : إسمعني إن كان لؤي بالطول الذي قلته فستكون بعمر الثلاث سنوات كأقصى حد .. بهاء إنها ذاكرتك فقط صدقني
وبهذا فهم سبب خوفه من لمس الآخرين غير لؤي الذي أنقذه من ذلك الموقف فبقي سؤال واحد الآن : كيف تعلقت بلؤي ان كنت تخاف من كل شيء في البداية؟
بهاء: نعم لا أحد أخبرني بهذا
من معرفة ضياء بلوي قال بثقة كبيرة : يسبق كل شيء بخطوة .. لؤي مؤكد أنه ترك شيئا خلفه .. شيء لنفهم لمَ اخفاك طول الوقت؟ و لمَ لم يخبرك؟ .. فلا تقلق
قرر أن يبحث بأي شيء يمكنه أن يوصله لذلك واثقا بكلام ضياء فتنهذ ليعود لموضوعهما : بالنسبة لأصيل
يكفيه ما حدث لحد الإن فرد بهدوء : مازلت تريد رؤيته .. بهاء أرجوك ..
بهاء: لقد سمعنا ما قال رفاقه هو لم يوافق بعد ولا يعرفون لماذا لذلك إسمعني لولا اصيل وما فعل ما كنت لأعرف شيئا عن نفسي .. نفسي التي بقت مختبئةً في مكان ما .. ما كنت لأعرف كل ما عرفت عن لؤي .. ضياء إن أراد أن يتغير حقا لنساعده .. لا أحد سيضيع إن لمْ نتوقف هذا كلامك .. أريد مساعدته أنا ظننت أن كل ذلك تغير .. لكن ربما حالي أسوء مما كانت
مع كل هذه الكلمات لن يتمكن من الرفض فضحك بخفة : حسنا كما تريد .. والآن لنجلس بمكان ما لقد تعبت
بهاء: أنا بخير لا تقلق
«مازال يبتسم ضياء ليس خائفا بسببي»
هنا يراه وهو يقابل تلك الفتاة من بعيد يبدو أنه شاهد نفس المنظر لترسم ملامح الدهشة بوجهه فأشار بهاء ناحيته : اصيل
ابتعد بسرعة ليأخذا طريقهما خلفه حتى وصلوا لحديقة فجلس وحده بأحد المقاعد تحت شجرة
«ما به؟ أنا لا أفهم كأن تفكيره و كآبته إزدادت ليغلق على نفسه أكثر .. ماذا يحدث معه؟ »
... اصيل ....
رفض ذلك الصغير أن أوصله لمنزله وأظنني أعرف لماذا .. أردت البقاء معه أكثر لكنه ذهب فور انهين الطعام .. نعم كنت مثله .. لا قيمة للشخص إن لم يكن غنيا هذا هو الواقع أما الآن سأريكم قيمتكم
هشام هو كل ما كنت أفكر به .. لم أحدثه من وقت طويل بشكل عادي ماذا قد يفعل بأخ مثلي؟
عدت بطريقي لأرى تلك الفتاة وأين ذهبت وهل أصدم مثلا هي مع شخص آخر ببساط ليلعب معها وهنا أتذكر كلماتها
~متعجرف وكأني صدقت هذه الطيبة منك~
لن تتغير نظرت الجميع لي لينتهي هذا الأسبوع وسأكمل مع رفاقي ومعهم حقا لمَ مازلت بالمدرسة؟ سأتوقف قريبا .. من الواضح أني لن أنجح مجددا لكن لمْ أجد جوابا بعد .. ربما أعترف لنفسي بأني ضائع تماما!
عدت أدراجي لأجلس بأحد مقاعد الحديقة وتفكيري لا ينتهي
ضياء لمَ رفضت؟ لقد إستسلمت مثلي .. لمْ تمتلك أحد مثلي .. كنت بعيدا مثلي والجميع يكرهك مثلي .. لماذا لم تقبل ان تكون مثلي إذا؟ .. وذلك الغريب
~ما رأيك بالمدرسة بأكملها من صغيرها لكبيرها من يأخذ نتيجة أفضل مني سأخسر~
هل حقا سيتبعني ضياء ببساطة لكن ماذا لو خسرت؟ .. لو خسر هشام! .. أصلا لو لمْ يوجد لكنت الخاسر من البداية وما كنت لأقبل .. لماذا يصنع تحدي كهذا؟
هشام
للحظات تذكرت ملامحه الطفولية حين كان يبتسم في صغره
الصغر الذي عشناه جحيما بسبب الكائن الذي من المفترض ان يكون والدي
نهضت مكاني لأفجر غضبي بأقرب شيء لي وكانت سلة مهملات ركلتها بعيدا : لن أسامحك
لا أريد العودة لذلك المنزل .. للمرة الألف اخرجوا من عقلي جميعا
............
غادر تلك الحديقة ليلتفت بهاء لأخيه فوجد نفس الابتسامة المطمئنة ليرد على نظراته : حسنا سنساعده .. كان معك حق يوجد شيء ما خلفه
لكن صوته كان متألما فلامس بهاء كتفه بقلق : هل قلبك يؤلم؟ أخبرني
بهدوء : قليلا .. لنرتاح فقط
لم يتهرب من الجواب وهذا زاد الأمر ريبةً بنفس بهاء، جلسا بجانب بعض على مقاعد الحديقة ليسند ضياء رأسه للخلف مغمضا عينيه : ضياء
دون أن يحرك ساكنا رد : أنا بخير لا تقلق
_إذا ما بك؟
_أكره ما يفعلون وينشرون ذلك ببساط ويخيفونك أيضا .. اسمح لي بقتلهم لنرتاح
_لكن امل ليس مثل تلك الفتاة
_نعم أعرف
_لهذا قلت أن امل مختلفة من قبل ولهذا أنت تحبها .. فهمت
ضحك بخفة على صراحته : احمق .. معك حق .. هي فقط تهتم لدراستها لديها حلم وتريد تحقيقه .. أصدقاء جيدين وقد وجدت
التفت لبهاء بابتسامة ليكمل : امل بخير وهي معنا وأنا لن أفسد طريقها.. لن اقترب منها .. لن يقال أي شيء سيء عن امل بسببنا .. لا أعرف لكن هذا الصحيح عندي
هز بهاء رأسه موافقا على كلامه فقد شرح هذا من قبل لكن حتى امل لم تكن السبب إذا ماذا أصابه؟
أما تفكير ضياء كان أعمق من الظاهر
«كيف أبعدكم عن ذلك .. أن لا تعرف ما تفعل هذا أسوء شعور»
غزى الهدوء المكان بعض الوقت ليبتسم ضياء محدقا بغيوم السماء فوقه : بهاء لمَ لا تأخدنا لعالمك جميعا؟ واقعنا لا يناسبك وأنا أصلا لا أريد أن أعيش وسطهم
استغرب بهاء كلامه ليضحك فللحظة بدى ذلك العالم واقعا : أمزح وحسب لكن أنا أنت عائلاتنا أصدقاؤنا بعيدا عن كل هذا الغباء ... أحيانا أتمنى عالما كذلك
«عندما أقول أنك أفضل ما رأيت .. أنا أعني ذلك حقا .. طول حياتك وأنت تهتم لأخيك وهو اختار لك طريقا مذهلةً لتمشي عليها»
على غفلة وقف بهاء مادا يده للأخر : ضياء كم تملك الآن.. مصروفك هيا أحتاجه
غير الموضوع تماما ليبحث ضياء بجيوبه لكنه صرف كل ما عنده صباحا ثم تذكر هدية والديه لبهاء فأخرج تلك الورقة النقدية ليضعها بيديه : خبأتها في حقيبتي لأجلك وماذا ستفعل بها
_انتظرني هنا وسأعود .. لا تقلق
تركه مسرعا بتجاه احد المتاجر
«لؤي ماذا افعل له كيف سأحميه كما كنت تفعل .. أرجوا أن تكون تركت شيء لأجله .. لا أعرف ما يفكر به لكنه كان خائفا من كلانا للحظات .. بهاء آسف كل مايمكنني فعله هو الهدوء»
عاد مع كيس ليخرج علبتي عصير منه وقد أعطى واحدة لضياء : إشرب وعد لضياء بسرعة .. رغم أننا كنا نأكل قبل وقت قصير إن لم تكفي سأشتري لك ما تأكله
ضحك ضياء من تفكيره ليرد : لست جائعا وماذا ثانيا؟
أخرج سوارا ملونا جميلا ليحدق بعينيه بسخرية : هذا خاص بالفتيات تعرف هذا
فرد بهاء بثقة : إن لمْ يكن أنا ولم تكن امل .. فهي ريم ببساطة .. ضياء يخاف أن تكون أخته مثلهم
بضحكة : هذا ما كنتُ تفكر به
_إسمع أعطه لها وأخبرها أنها هدية منك وأنك ستكون معها دائما وإن احتاجت أي شيء ستجدك وهكذا لن تحتاج شخص آخر .. ضياء إن اهتممت بها لن تكون منهم .. لا أعرف ما بي حقا لكن لو لم يكن لؤي بذلك اللطف معي ربما لم أكن لأخرج للعالم أصلا وبقيت في ذلك الظلام وحدي .. أنت أخوها ستسمعك لا تخف
إبتسم برضى وقد وجد له حلا : أنت حقا تعرف ما عليك فعله دائما .. نعم سأخبرها .. لا أريد أن يؤذيها أحد
_جيد .. بالنسبة لي لا يمكنني لمسهم أصلا لأكون كذلك .. أنت بخير
_طبعا ويمكننا أن نعود الان
عاد بطريقهما مبتسمين حتى افسد بهاء الجو قليلا بطلب غير متوقع : أريد أن أدرس وحدي طول الأسبوع
_إذا أنا أعرقلك حقا؟
_لا أقصد ذلك
تضايق ضياء قليلا لكنه وافقة في النهاية هكذا حتى دخلا منازلهما وتوجد مفاجأة بيدهما
............
دخل المنزل و بدأ ينادي أخته :ريم أين أنتِ؟
اتجه للمطلخ حيث والدته لترحب به ثم أضافت : ريم من البداية هذا مفاجئ لمْ تقل حتى .. أريد أن أكل أمي
حاولة تقليده باخر جملة ليضحك : لست جائعا أكلت مع بهاء خارجا
اقتربت والدته بقلق منه حين جلس على كرسي طاولة الغداء : حسنا أنت بخير
_لا تقلق أمي
أتت ريم فأشار لها أن تجلس بجانبه على طاولة الغداء لتندهش من طلبه أن تغمض عينيها لكنها عنيدة وكادت تهرب لأنها لم تفهم لماذا؟ فأمسكتها والجتها مغلقةً عينيها وتجلسها مكانها
أخدت يد اخته واقفل السوار حاول معصمها : أمي أتركيها الآن
ابعدت والدته يديها عن عيني ريم ليبتسم ضياء وهي ترى ذلك السوار :ما رأيكِ؟
حملت عينيه المرتجفة بقلق لتحدق بأخيها : ضياء أنت بخير صحيح؟
ضياء بضحكة :ماذا؟! أنا بأفضل حال
ريم باستغراب: أعرف أن حماقتك تزيد كلما اقترب فحصك لكن مازال الوقت لذلك
ضياء: إذا لم يعجبك أخبرني فقط
نفت ذلك بخوف وعينيها تأبى مفارقة وجه اخيها فضحك من الملامح التي رسمت على وجهها : أمي قول لها أني بخير لن تتوقف إلا هكذا
والدته بضحكة : ما مناسبة الهدية أولا
ريم: نعم لماذا ما بك ؟
ضياء: أيجب ان توجد مناسبة؟ .. حسنا بمناسبة أني أخوك الأكبر هذا جيد
ريم: كأني لا اعرف ذلك!
يكفيه ما يقوله بهاء طول الوقت فرد ببعض الإنزعاج : اااه بلا قصف
تنهد ليمسك يد أخته : حسنا إذا حدث أي شيء في أي وقت سأكون معك .. أنا أمي أبي و حتى بهاء أيضا لا تخاف من شيء ونحن معك إتفقنا .. و يمكنك الإعتماد على أصدقاء جيدين وإن أزعجك أحد تعرفين ..
أكملت مكانه بفرح : أخي سيقتلهم جميعا
ضحكت بسعادة لتقف مشيرةً لسوارها : إن كنت بخير ..فهذه هدية مذهلة .. أمي انظري .. لا أعرف متى أصبح ضياء يشتري أشياء جميلةً كهذه
وافقت والدتهما على كلامها ليبتسم ضياء: إذا أعجبك
ريم: نعم كثيرا سأحتفظ به جيدا .. شكرا اخي
اطالت اخر كلمتين لتعانقه فلفت والدتيهما ذراعيها حولهما وكل ما بداخلة مسرور لأبعد حد
«الحياة وما فيها لا تقارن برؤيتكما وأنتما سعيدن معا هكذا .. افهم ما يقصده ضياء من هديته هذه ومن الواضح أن شيء ما حدث اليوم معه»
قبلة رأسيهما بحنان لتقول : نعم لا تحتاجين غيرنا الآن .. ضياء اعتني بأختك الصغيرة وأخيك هناك أيضا
_حاضر
فاكملت بنفسها «رغم كل شيء لا أحد يفهم من أين تأتي طيبة ضياء .. هذا أغرب من علاقته ببهاء هو يقلق طول الوقت عليها لكن دون أن تلاحظ»
.............
بالمنزل المجاور بالطابق التاني حيث يجلس بغرفته محدقا لتلك الهدايا بعد أن غير ملابسه و رتب أغراضه
«هل سيعاد ذلك .. لا أريد أن أخاف .. لا أعرف كيف سافعل هذا»
أخذ نفسا عميقا ونزل لغرفة الضيوف حيث كان جالسان بجانب بعض يتابعان التلفاز
بابتسامة وقف مقابلا لهما : امي .. ابي
اجتاحت ملامح الحيرة وجهيهما فبهاء لا يخرج من غرفته طوال الوقت وفوق هذا ينادهما بهذه الطريقة
ظن والده أنه قد هرب من المدرسة مجددا فاعتذر بهاء عن ذلك رافضا كلامه اما والدته لاحظة الكيس خلفه
الام: حسنا ماذا تخفي خلفك
بهاء بصوت طفولي : قبل ذلك مازلت في الرابعة صحيح
واقت والدته بضحكة فاحرج بهاء قليلا ليخرج الهديتين من الكيس و يعطيها لهما دون قول شيء
سعادة من نوعن اخر اصابتهما فبهاء لم يفعل هذا وحده من قبل
والدته بسعاده : تفاجأت حقا وما المناسبة؟
ابتسم ليجيب بمرح : لأني ابنكما صحيح
_نعم صحيح
قالها معا فقد كان جواب لؤي المعتاد فاخذا يفتحانهما بسعادة
والده ببعض السخرية : امم سنرى هدايا صغير
لكن سرعان ماتغيرة تلك السعادة لغرابة فظن أنها لم تعجبهما لينقلب وجهه فقالت والده بتوتر : هذا كثير كيف اشتريتهما
والدته : إن كنت استعرت من ضياء أو شيئا كهذا اخبرنا
اخفض رأسه بحزن فقد كان ينتظر رؤية سعادتهما وليس استفسار عن الهداية الغالية ربما على الواقع صدمه كل مرة
«هل يجب أن أشرح اصلا»
بعض من ضيق الماضي قد اجتاحه ليرد : ليس ضياء
«نحن دائما لا نعرف ما تفكر به خلف صمتك» وضع والده يده على رأس بهاء بضحكة : أخبرنا فقط نريد أن نعرف لا اكثر
_امم
انزعاجه كان واضحا لتسأل والدته : هل عاقبناك من قبل
.فهز برأسه رافضا ليضيف والده : إذا نحن نسمعك
دون أن يرفع رأسه أجاب : المال من حصالتي لا أعرف من ملأها .. هذا كل شيئ .. يمكنكما أن تريا أنها فارغة ودخلت مع ضياء مطعما .. قرب مدرستنا بقيَّ البعض منها
الاب بضحكة : كل هذا .. نصدقك لا تقلق
«كنت أضع بها بعض المال إذا احتاجه فصرفه لأجلنا ونحن جعلناه حزينا» بهذا حاولت والدته تغيير الجو : شكرا عقد جميل جدا
قلب وجهه كليا لتعود ~اممم~ خاصته
الاب: أعجبتني كثيرا تعال اجلس بيننا
فعل ذلك لتلعب والدته بوجنتيه : أين ابتسامة صغيري .. هيا آسفان فقط أردنا أن نعرف
بابتسامه بعدما أبعدت والدته يديها عن وجهه : لم يحدث شيء
الاب: حسنا حسنا ذوقك مذهل جدا مقارنة بطفل
بهاء : ضياء ساعدني في اختيارها
الام: جيد إذا يمكنك مساعدتي في وضعها .. لن انزعها اعدك
ضمته بسعادة لتكمل : هي من صغيري في النهاية و هذا يسعدني كثيرا
«لم يعد يبعدنا عنه من وقت طويل ونحن نفكر بأشياء غريبة»
في حين نهض ليساعد والدته ارتد واله ساعته ممازحا : أشعر أني أصبحت أصغر بعشر سنوات
بهاء: هاا أبي لست بهذا الكبر
الاب: لدي طفل في الرابع معك حق
«أظن أن قصة الأربع سنوات تعجبه كما قال ضياء ساحدثه سأحدثه وسيضحك كما يفعل الآن»
استمر جو السعادة ذلك حتى صمت بهاء الذي تعب من مراقبت نفسه لينزل رأسه وينادي والدته بهدوء : امي
«أصبح يحدثنا هذا حقا يسعدنا أكثر من أي شيء آخر» فردت على ندائه بسعادة : ماذا أيضا؟
«لا أعرف كيف؟ لكن نحن أقرب لك الان» فقال والده بضحكة : ولمَ امي ألا يمكنك اخباري أنا
لم يستطع رفع رأسه فلا يريد رؤية تعابير وجهيهما بعد كلماته : أريد رؤيت .. أغراض لؤي
لا يعرف أين يجدها فقرر ان يطلبها وحسب
التفتا لبعض في قلق فماذا قد يفعلان الآن وبعد لحظات من الصمت إلا أن والده حاول كبح ما بنفسه «مهما كان ما يريد لقد كبر ويمكنه معالجة مشاكله»
ردت والدته بتوتر : ولمَ تحتاج أغراضه
كا يجيب محاولا أن يتحدث ليفهموه كما طلبت الأستاذة إلا أن والده أخذ يده فجأة ليسير نحو غرفتهما وبهاء خلفه : أبي أين
الاب بضحكة : قلت لك أن تخبرني أنا سنرى أغراضه
_حقا
فذهبت والدته خلفهما وقد فهمت والده «ربما معه حق لقد كبر .. لن نتهرب طول حياتنا مما حدث .. اضافتا أنه قد اشتاق لأخيه مثلنا»
دخلوا الغرفة لتخرج والدته صندوقا كبيرا احتفظ به لتضعه أرضا ويلتفوا حوله : أغراضه هنا لكن لماذا فجأة هكذا؟
الاب: يمكنك أن تخبرنا على الأقل
_ لؤي درس علم النفس اريد معرفة موضوع يتعلق بتخصصه .. كان يملك كتبا كثيرة أظنها ستساعدني ودفاتره أيضا
فما إن فتحت الصندوق موافقة على كلامه انتشرت رائحة لؤي بالمكان رائحة جعلة قلب والدته ينتفض لتحمل دفاتره من ذلك الصندوق ويديها ترتجف دون ان يلاحظ بهاء الذي أخذ يقلب تلك الصفحات بلهفة فقالت : وإذا وجدت ما تريد
«بهاء لا يبدو حزينا كنا نتمى أن تبكي على الاقل وقتها لكن بقيت هادئا دون أن نفهمك»
أما بهاء كل تفكيره منصب بالاوراق امامه الموضوع الوحيد بمعظمها ~التوحد~
« لكن شيء خاص بي مذكرات .. رسالة أي شيء مهما كان سيرضيني .. أرجوك لؤي لقد تعبت .. أرجوك .. أنا»
بدى تائها تماما فأخذ والده يده لكتفه : بهاء أين وصلت نحن نتحدث
فعاد بسرعة ليبتسم : اه هنا .. يمكنني رؤيت ما تبقى
وافق والده ليضيف بضحكة : رغم كل الفوضى التي كان يصنعها .. اهتم بأغراضه جيدا
هكذا اخرجت والدته شهادات نجاح لؤي و أوراق نتائجه : اه انظر .. نتائجه كانت سيئة رغم كل ما كان يدرس
حملها بهاء محدقا بتلك الاوراق ليجيبها : بل كان يدرسني
الام:"هاا نعم وكنت متفوقا وقتها..
انتبهت لكلامي لتغيره دون أن تفهم ما حدث لنتائجه فلطالما كان متفوقا : لا تقلق ادرس بجد فقط
ورغم فهمه ما يدور بنفسها قال بمرح : امي نتائجه بالثانوية مذهلة .. تفاجئتما كثيرا يومها
الاب: تقصد يوم تخرج منها .. من كان يتوقع أن تصل نتيجته ل79% وفي شهادة .. لن أنسى ذلك
ابتسم لسعادتهما ليسترجع ذكريات اخيه معهما متناسيا موضوعه : ماذا ايضا امي
الام: ليست أشياء كثيرة .. تذكارات متنوعة من رحلاتكما .. توجد الكثير من صور لكما معها
أخذت تخرج ما موجود بالصندوق الشيء بعد الآخر ساعة يده، رائحته، اقلامه، حتى قميصه المفضل وما إن حملته ضمت ذلك القميص لتنهمر دموعها فقد تحملت فراقه لوقت طويل
أخذ والده يده لكتفها مطمئنا لكن لم تستطع جعل أي من تلك المشاعر المكبوتة لسنتين من اجل بهاء وما اصابه وقتها لتخرج تلك الكلمات من شفتيها المرتجفة بألم واضح : لا يمكنني أن أحتمل أكثر .. أنا حقا اشتقت له كثيرا .. عشرون سنةً .. لمْ تكن كافية .. ليرحل عنا .. لؤي
بعد كل ذلك الوقت والدته تتحدث عن لؤي هكذا بل وقبلت قميصه دون أن تتوقف دموعها رغم محاولات والده لجعلها تهدأ
«ظننت أني الوحيد الذي يفتقده لكن هما حقا كما قال ضياء»
فتقدمة بسرعة ليعانق والدته وقميص لؤي بنت يديها : امي أتعرفين لؤي كان ينزعج كثيرا عندما تبكين أو تتضايقين بسببه
«لا تبتعد عنا مجددا أرجوك» ضمته بقوة لتهدأ قليلا و يضيف بهاء كلمات لؤي : كان يقول أن دموعكِ أسوء شيء في العالم .. لا تبكي امي لؤي يحب أن يراك سعيدة
ابتعد ماسحا تلك الدموع محدقا بعينيها التي احمرا و يفهم كلام ضياء عن عينيه من قبل فعبس وجهه قائلا : عينيك بشعتين هكذا
فضحكت بخفة ليضيف والده : هااا إذا لست الوحيد الذي يرى ذلك اتصدقيننا بشعة جدا.. فلا تبكي مجددا
احرجت قليلا من كلامه ليقبل بهاء جبينها : امي تكونين جميلتا جدا عندما تبتسمين
الاب بضحكة : نعم نعم .. وبهاء كبر وأصبح يجيد اسعاد والدته
فعادت لضم بهاء براحة مجيبة والده : لا مازال صغيري
بهاء بضحكة : طبعا أنا كذلك .. أنت بخير؟
الام : نعم
بعد فترة من جلوسهم حول أغراض لؤي وسترجاع معظم ذكرياته طلب بهاء مجددا : حسنا امي يمكنني أخذ اغراض لؤي لغرفتي مازلت احتاجها
الام: نعم كما تريد
فنهض والده معه : سأساعدك في حملها
خرجا لتتيه والدته بافكارها «بهاء موجود ولؤي كان دائما سعيدا برؤيته بخير .. لؤي لا أجيد التعامل معه كما تفعل لأنه يبتسم فقط .. لم نره يبكي من قبل ولا حتى يضحك أنت لست موجودا لكن وجدت حلا لأجله»
_ضياء غير الكثير حقا وبهاء سعيد حقا بوجوده قربه
قلتها لتنهض وترتب المكان وبعد حوالي النصف ساعة عاد بهاء عندها مبتسما
بهاء: امي سأذهب عند ضياء بعض الوقت وربما سيأتي معي
الام: حسنا كما تريد
خرح متجها لمنزل ضياء فتخت خالته الباب لترحب به : اهلا بهاء .. ضياء نائم اذهب وايقظه وقت العشاء اقترب
_حسنا
بسبب كل ما حدث اليوم ضياء تعب وكان يجب ان يستريح بهاء مدرك لذلك ورغم طلب خالته دخل بهدوء ليشعل مصباح المكتب الصغير و يجلس قرب ضياء على السرير لتلتف الكآبة حوله لحظات ليستلقي بجانبه محدق بوجهه
«أنا لم أجد شيئا»
قالها بنفسه لتنزل دمعاته بهدوء
«لا أعرف لمَ لؤي فعل كل هذا لي؟ .. لمَ لمْ يخبرني؟ .. كنت ساسمعه ببساطة لكنه لمْ يخبرني .. من ماذا كان يخاف مثلا؟»
_ضياء
قالها بهدوء بين شهقاته ليسأله في نفسه «لمَ عليك أن تتحملني أيضا هذا مؤلم جدا»
استيقظ على صوت بكائه الهادئ وهو بجانبي فقط يبكي وعينيه مغمضتين فوضعت يده على خد بهاء : ما بك؟
فتح عينيه واقترب ليضمه والألم يعتصر داخله : ضياء أرجوك .. لا تخفي عني شيئا
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top