*بأحد الأيام*
مفاجأة اخرى والسبب بهاء مجددا 😁😁 رسمي الرقمي لهما
*************
عبرت نسمات صيف هادئة ستائر نافذة مفتوحة تحت انارة خافتة للبدر لتلاعب شعرا مسود اللون
رغم الوقت المتأخر من الليل كان جالسا على سرير ملامسا جانب وجه النائم قربه مفكرا بالايام القادمة وما ستحمله لهما
«اعرف حقا أنك كبرت ولا حاجة لك بقلقي لكني لا اتمنى حزنك .. ليس بيدي حيلة لتتجنبها او تبعد تفكيرك عنها ربما الأمر ليس بيدك أيضا»
تنهد باستياء ليمرر يده على شعر النائم وبلحظة ما فتح عيونه الزرقاء بتثاقل، كان الصورة مشوشة والاضاءة خافتة لكن شخص واحد ينام بنفس الغرفة معه : "ضياء .. أنت بخير؟"
لم يسأل عن سبب جلوسه قربه بوقت متأخر أو حتي سبب لمسه هكذا بل سأل عن حاله أولا
ابتسم مجيبا بهدوء وعيونه لم تفارقه : "نعم بخير عد لتنام"
نهض بعدها متجها لفراشه إلا أن يد الآخر اوقفته :"ماذا كنت تفعل .. مابك؟"
_لاشيء مهم .. نهضت لاشرب ثم التفت لك .. آسف ايقظتك
_لا داعي
ترك يده ليكمل طريقه، استلقى مبعد وجهه للحائط، اغمض عينيه بقوة، لم يعد وجود لألم قلبه لكن ضيق ما اصاب صدره فقبض جهته مواسيا نفسه
بتلك الحالة يد ما لامست قبضة يده ففتح عينيه سريعا :"ب .. بهاء"
لم يتحرك من مكانه لأن بهاء منعه من ذلك ليستلقي بجانبه تارك يده على قبضة ضياء فضمه له ليلامس ظهره صدر بهاء بهذه الطريقة حاولة تخفيف الألم الذي شعر به
_هل أنت متوتر مما سيحدث غدا او حلمت بشيء سيئ له علاقة بي؟
لم يتلقى ردا بل أخذ يده الاخرى ليقبض على يد بهاء
بهاء :"حقا! ماذا حدث؟ أخبرني"
ضياء:"العالم بدونك مخيف جدا"
كان جواب صريحا ببساطة لكن كيف لبهاء أن يخفف عنه اكثر مخاوفه رغم أن ضياء تجاوز تلك العملية وشفي قلبه لكن تبقى الحياة على حالها ومازال الموت لا ينتظر صغيرا او كبيرا قد تفهم كل ما مر به بكابوسه ليضمه أكثر
كاد يقول شيئا ما الا أن ضياء سبقه : "كلما مرة سنة أخرى كلما تعلقت بك اكثر كلما افتقدتك أكثر .. كلما زاد هذا الخوف أكثر .. وحين اصل لهذه اللحظات افهم الجرح العميق الذي في قلبك على لؤي وهو بعيد عنك .. لا اظنني سأحتمل مثلك .. لا يمكنني العيش بدونك فعلا .. لا استطيع تخيل ذلك .. طبعا لن انساك لكن لاشيء على وجه الأرض يعوضك .. ايمكن أن نعيش سويا ونموت بنفس اللحظة حتى لا يعيش أيٌّ منا ذلك؟"
اقترب بهاء أكثر واضعا رأس على جانب وجه ضياء ليضمه اكثر وليحتويه ربما
بابتسامة رد عليه :"نموت معا .. حل مثالي .. لا أحد سيخاف على أحد وقتها .. لكن مازلت اريد عيش سنوات اكثر قربك"
ضياء :"اتمنى ذلك لكن هل رأسي اصبح وسادة عندك؟"
بهاء :"نعم رغم أنها وسادة تفكر بأشياء مزعجة بلا معنى .. وسادة حمقاء توقفي ضيائي سيتخرج غدا"
ضياء :"ضياءك بخير أذهب لتنام .. الوسادة تتألم"
ضحك قليلا ليرجع رأسه للوسادة حقا لكن لم يبتعد بعد فقط قرر أن يحدثه بأي شيء ليرتاح وينام بعد ان رفع ضياء رأسه ليكون على ذراع بهاء :"ظننا أننا عندما نكبر سنبتعد قليلا عن بعضنا"
أضاف ضياء بفخر :"وأتت الاقامة لتجمعنا بغرفة واحد"
بهاء :"اصبحت أقرب .. والآن كأنها احد ليالي ذلك الشهر الذين قضيناه بالتبادل النوم بين غرفتينا نمنا"
رد ضياء بضحكة خفيفة :"لكن انقلب الوضع انت من تضمني"
بهاء :"وصلت لآخر سنة .. هذا يعني سأذهب لاقامة تخصصي .. اقترح أحد اصدقاء أن اقيم معه السنة القادم فعارض شخص آخر ذلك فتركوا القرار بيدي .. "
ضياء ببعض الانزعاج لف رأسه ليقابل وجهه :"ومن ستختار منهم؟"
بهاء :"لا أعرف .. اظن أن جميعهم جيدين .. أي شخص منهم سيكون مناسبا"
ضيق من عينيه ليزداد انزعاجه : "يعني؟"
للحظة انتبه لما سيحدث فبهاء سيبقى وحده بالاقامة إن غادرة ضياء وهذه الاقامة المخصص لتخصص ضياء فلم يبقى سبب لبقائه
بهاء :"هم في الاصل خمس شباب غرفهم بالاقامة متقابلة كما قالوا وينقصم شريك سادس ليكونوا بثلاثة غرف .. اظنه سيكون الوضع جيدا"
_جيدا
قال ذلك ليجلس مكانه، أخد هاتفه الذي كان قريبا بعض الشيء ليتصل بشخص ما
الوقت متأخر فعلا فقطع الاتصال مباشرة والواضح ان الطرف الآخر لا يريد الرد لكن ازعاج ضياء لن ينتهي حتى يحقق ما بباله وبعد عدت اتصالات رد المتكلم بانزعاج
_ان كان شيء تافها مثلك فسأفسد كل شيء غدا .. مابك؟
_اريد شقة أكبر .. سانام مع بهاء بغرفة وانت بغرفة اخرى او انتحر لا اهتم
قطع الاتصال لينهض ببساطة من مكانه متجها لسرير بهاء حيث حمل هاتفه
جلس صاحب الهاتف مكانه بضحكة ليعلق :" هذا اصيل .. بماذا تفكر؟"
لم يرد عليه فاصيل اتصل ببهاء ليرد عليه ضياء بنفسه
اصيل :"ماذا اصاب الاحمق الذي معك؟"
ضياء :"أريد شقة حتى لا يبقى بهاء بالاقامة وحده .."
تنهد اصيل بقلة حيلة فواضح ان ضياء لن يتوقف حتى يقول ما عنده
واصل ضياء كلامه :"يجب أن تكون قريبة لجامعته حتى لا ينشغل مع المواصلات لذلك انهي عقد شقتك للننتقل لأخرى .. ساشاركك بدفع كل شيء فلا تزعجه والباقي عندك"
اصيل :"ذكرني ماذا تعمل لتدفع؟"
ضحك بهاء من مكانه وهو يستمع لقصف اصيل، اخر شهرين ضياء انشغل بمذكرة تخرجه وترك كل العمل لبهاء والآن يقول هذا!
رد ضياء سريعا عليه :"ساعمل أنا ابتداء من هذه الصيف"
اصيل :"ومتى يحدث هذا وانتما بآخر السنة"
ضياء :"بضبط .. سيكون ذلك ببداية السنة القادمة"
اصيل مشدد على كلامه :"يعني بعد ثلاثة أشهر"
ضياء :"نعم"
اصيل بانزعاج عارم :"اتسخر مني او تختبري صبري الذي تعرفه .. تخبرني بشيء سيحدث بعد ثلاثة اشهر على الثانية ليلا .. فقدت عقلك او ماذا؟ بالاصل لمَ انت ساهر لحد الآن؟ وغذا ستقدم مذكرتك التي افسدت جدول اعمال لأجلها"
ضياء بسعادة :"راائع ستحضر غذا لكن المهم انك موافق الآن"
تم قطع الاتصال لحظتها لينفجر بهاء ضاحكا مما يحدث :"دائما ما يفعل بك هذا .. لا داعي لتعيد الاتصال لن يرد"
ضياء :"اعرف .. لقد سمع ما قلته .. بذلك لا واحد ولا ستة .. ستبقى معي لسنتين اضافيتي فلا اريد سماع غباء آخر .. "
اقترب بخطوة عنده لينخفظ محدقا بتلك العيون الزرقاء :"أنا خيارك الاول والاخير ولا شيء قبلي او بعدي فهمت .. او اتصل باصيل لنجد شقة بجزيرة نائية"
ضحك بهاء من ردت فعله ليقول :"عندما تغار هكذا اشعر اني مميز حقا"
جلس ضياء بجانبه مع كلمات مرحة : "بما انك أخي فانت كذلك فعلا"
بهاء :"هناك من يثق بنفسه لحد الغرور"
ضياء :"إذا تعلق الامر بك فأنا مغرور لابعد حد .."
أخذ رأس بهاء ليسند جانبه لجانب وجهه قائلا ما بباله لكن غير طريقة حديثه : "اسمع .. اترك قلب اخي يعيش بسلام لاجلي وحين نعرفها هي او غيرها ساترك لها مساحة صغيرة جدا لتضعها فيها .. اتفقنا"
بهاء :"هااا من يقسم قلبه لنصفين واحدهما لامل؟"
ابتعد ضياء متظاهرا بالاندهاش :"من كذب عليك"
بهاء :"ساختار كلاكما معا دائما .. الا يعني هذا أن نصف لي ونصف لها"
ضياء باستغراب :"متى كنت فاشلا بالحساب وتريض المشاكل .. ذلك يعني كله لك"
نظر له بهاء كأنه سمع اكثر الكلمات غباء بالعالم :"ومكان امل أين؟ .. في معدتك مثلا!"
قال آخر جملة وهو يضرب بطن الآخر فرد عليه بضحكة :"كيف عرفت؟!"
تنهد بهاء ليبتعد من امامه :"صدق اصيل عندما تجاهلك .. سانام"
في طريقه لسريره أخذ ضياء رقبته ليلعب بشعره :"كانت مزحة وحسب أما انت فلا يجب أن تتجاهل أي شيء اقوله .. أصلا عندما يصل الوقت المناسب افتح كل المكان لها .. كل ما يهمني سعادتك حتى لو نسيتني"
في لحظة قلب بهاء الوضع بحركة خاطفة ليصبح ضياء تحت ذراعه ليبعثر خصلات شعره الفحمي :"لمَ قد انساك؟ أو ان هذا اول ما ستفعله بعد خطبة أمل"
تظاهر بالألم مجيبا :"هااا لم اقصد ذلك .. أنت من لا يصدقني و تريد مساحة اكبر لها"
بهاء وقد شد عنق الآخر اكثر :"عن من تتحدث"
ضياء :"رنيم تلك .. متى سيتوقف شرودك لتحدثني كما كنت .. اتريدني ان اقتلها"
تركه مباشرة ليتجه لسريره دون قول شيء استلقى مقابل الحائط بعيدا لكن العيون السوداء التي تحدق به كساها بعض الاستياء ففي النهاية يعرف حق المعرفة الفوضى العارمة بنفس اخيه
اقترب بهدوء، جلس بجانبه ليدخل الموضوع مباشرة :"اخبرني .. ماذا يحدث معك؟ لم اتوقع أن اغار منها رغم أني الشخص الوحيد الذي يمكنك لمسه المفترض أن تغار هي وليس العكس صحيح"
ختمها بضحكة اوقفها بهاء ببروده :" المشكلة هناك أصلا"
عاد للواقع سريعا ليقابل الحقيقة فمن قال أنها ستقبل بذلك حتى يتحدث ضياء عن الغيرة ماذا يدور داخله مجرد فضول عابر او شعور ان تصرفاتها تشبه شخص يعرفه، شخصا يحبه ولطالمة كان يقول أن ذلك الصمت هو التصرف الصحيح كيف له أن ينتظر ما ليس واضحا أمامه؟ إن لم تتقدم ويعرف ما يدور داخلها فكيف سيفهم ما بداخله؟
قبل أن يختلط كل شيء ويضيق صدره اخترقت اصابع مربتا على شعره بلطف ليهمس صاحبها بكلمات هادئة : "آسف لم انتبه لكلامي لكن لا تقلق انا معك حتى النهاية سنجد طريقة ما .. بهاء لن يتوقف"
رسم ابتسامة خفيفة على شفتيه ليحرك رأسه موافقا فواصل ضياء كلامه : "حسنا لا استطيع أن اصمت أكثر .. بهاء لا اريدك ان تتعلق بمجرد احتمال .. لا اتمنى حزنك مهما كان السبب لذلك .."
قبض بيده الاخرى على يد بهاء ليضيف : "ابقيه لي فقط لوقت اطول لم أجد حلا آخر"
بهاء :"هل الأمر صعب لدرجة أن تخاف هكذا"
ضياء :"صعبا كشعور أن لا أراك لشهر كامل وأنت بالمنزل المجاور"
جلس بهاء بلهفة وخوف مكانه من مجرد تخيل بسيط محدقا بوجهه :"كدت اموت بأيام غيبوبتك فما بالك بشهر .. لكن ان كنت جوارك فلم لا تأتي وحسب"
أخذ يده لجانب وجه بهاء قائلا بجدية مع ابتسامة صادقة :"لذلك اخبرك أن لا تستعجل .. بالنسبة لي انتظاري هو القرار الصائب حاليا"
صمت ليركب حديث ضياء بعقله ويفهم معناه أخيرا «إنه يتحدث عن أمل لم يراها منذ شهرين رغم انها بالاقامة البنات القريبة لكن عدم رؤيتك لشهر .. هذا حقا كثير ..لطالمة قال أن الأمر لا يختلف عنا لكني لا استطيع»
اقترب ليضمه له ربما يخفف عليه ما فهمه مناديا باسمه لا اكثر مدرك ان الاخر يفهم انه لا يمكنه مواسته بطريقة اخرى فبادل الاخر العناق بضحكة :"لا تقلق أنا بخير ما دمت بجانبي"
بهاء بعبوس :"نعم سابقى كذلك .. كما انه بقي اقل من شهرين لحفل خطوبتكما واصل تحملك وحسب"
ضياء :"نعم لم يبقى الكثير"
بهاء :"اتعرف عندما تقلق علي هكذا رغم ما تمر به .. اتخطى التميز بمراحل"
شد ضياء على ذلك العناق اكثر مبتسما :"لأن كل ما فيك اكثر من مميز بكثير .. أنت أخي"
بهاء :"ما بال غرورك اليوم"
ضياء :"متوتر .. كيف سيكون ادائي غذا"
فصل بهاء العناق بحماس قائلا :" أتعرف عندما يحدث ذلك .."
واصل ضياء الحديث مع الآخر كأنه يحفظ تلك الكلمات التي دائما ما يرددها :"انظر بعيني ولا تهتم لأحد"
عبس بهاء بضحكة يحاول أن يتظاهر بالانزعاج :"دعني أشعر اني اشجعك بشيء ونقلب الادوار للحظة"
ضحك كلاهما بعده ليعود بهاء للموضوع المهم قائلا بجدية :" سأفعل ما تريد فلا تزعج نفسك مجددا .. استرح كله لضياء اذهب لتنام"
ضياء :"حاضر اخي .. حاضر"
نهض مكانه ليبعثر شعر الآخر بخفة : "كل انجاز فعلته بحياتي كان بسبب ابتسامتك .. ببساطة كان ذلك كاف جدا"
بذلك ستشرق ابتسامته اكثر من اي وقت سابق :"حسنا تصبح على خير ساكون هناك لا تقلق"
ضياء :"وأنت بخير"
................
كان الأمر رائعا حقا رؤية ضياء لاول مرة واقغا ببدلة رسمية زرقاء داكنة انيقة يقدم مذكرة تخرجه رفقة شريكه
اخر كلماته جعلتني اقف بسعادة اصغق قبل الجميع فلاحظة تلك الابتسامة الصادقة على شفتيه نحوي
لم ينتهي الامر هناك فاللجنة اعطته علامة ممتاز على التقديم الجيد والعمل المتقن الذي تعب فيه حقا وبذلك قدموا شهادات التخرجه لدفعته الواحد بعد الآخر ليقول كل شخص كلمته تحت تصفيق عائلاتهم وصولا لضياء
وقف يرتدي زيَّ التخرج الذي يتشكل من عباءة سوداء مع شريط أحمر على اطرافها كأنه محام يدخل المحكمة من اجل قضية مهمة مع قبعة سوداء تدلت فتلت خيوط حمراء منها
ابتسم بعيون سوداء لامعة ليلقي كلماته :"قبل كل شيء وصولي لهذه اللحظة كان بفضل الله اولا ومن تعبا سنوات بتدريسي والتكفل بكل متطلاباتي تانيا ليس كمسؤولية منهما وحسب بل حبا منهما وهتماما لاكون سعيدا برؤيتهما يعيشان هذه اللحظة معي .. امي ابي .. شكرا لكما"
كان يقرأ من ورقة بيده معتليا المسرح امام مكبر الصوت، ترك الورقة ليحدق بي من بين الجمهور
ضياء :"صدقوني لم اجد ما أكتب بعدها"
ضحك البعض من كلماته التي قالها بمرح فطالب البعض بصعود من بعده لكنه اوقفهم :"لم اقصد ذلك"
تركوا له المجال ليكمل فقال بعد التفكير لثوان :"لم اجد كلمات لتصف الشخص الجالس بينكم وربما قول انه اخي لن يكفيكم"
مازالت كلماته مرحة ليضحك البعض وبينهم أنا .. ليكمل :"ماذا قد اقول وقد تقاسم معي أصعب المواقف خصوصا ماحدث قبل أشهر .. لا داعي للكثير من الكلمات لكن تشجيعه المتواصل دعمه ضحكاته وابتسامته كل هذا دفعني لاواصل المسير بجهد .. تلك الايام العصيبة في تحضير للمذكرة لم أكن بمنزلي بل في الاقامة الجامعية كمعظم طلاب دفعتي لكن ببساطة، كان والدي المسؤول ووالدتي التي تسهر معي واختي التي تعد طعام شهيا .. بهاء لقد كنت الجميع في آن واحد .. شكرا لكل لحظة ولكل ثانية تجاهلت فيها العالم لأجلي .. شكرا أخي"
عدت لتصفيق واقفا مبتسما له ليفهم الجميع انه كان يخاطبني وبدل التوتر من نظرتهم نحوي وجدت نفسي غارقا بنوع خارق من السعادة، سعادة تنتابني كلما نجح لكن هذه المرة قد تخرج، قد تخرج حقا امام عيني
عدت للجلوس انتظر بلهفة انتهاء كلماته ربما لاضمه لي فقط أريد هذا، اسرع لا اعرف لمتى سأنتظر
ضياء:"حسنا اظن انه يوجد من هو غاضب بينكم فليس سهلا تقبل فكرة ضم شخص اخر كأخ وانت بالفعل تمتلك اختا صغيرة ولطيفة .. لاداعي للغضب فأنا متلهف لما ستصنعين لي بهذه المناسبة .. اختي شكرا لكل شيء .. وقبل النهاية توجد خالتي وعمي الذان جعلاني التقي باخي شكرا جدا لذلك وللطفكما معي كأني ابنكما أيضا"
ضياء :"طبعا لا انسى لؤي الذي فتح هذا الطريق امامي لحب هذا التخصص و التوسع فيه .. شكرا"
ابتسم قليلا وهو يرى هاتف اصيل حيث اتصل باصدقائنا ليروه عن طريق الشبكة ثم واصل :"الى أصدق البشر رائد امجد وهشام شكرا لتلك السنوات الماضية التي قضيناها معا .. رغم البعد كنتم نعمة الاصدقاء وحقا محظوظ لوجودكم بجانبي .. كما اشكر شريكي ولاء لتقديمه هذه المذكرة معي .. عذرا للاطالة تركت اصيل للنهاية لا أعرف كيف لكن قالوا انه يجب أن اشكرك ولن افعل فهذا عمله الإضافي الدائم .. اظن هذا يكفي"
صفق الجميع هذه المرة عدى اصيل الذي كتف ذراعيه منزعجا نادما لحضوره
استلم ضياء شهادة تخرجه ولم اجد نفسي سوى خارجا من ذلك المدرج متجها عنده نزلت الدرج بسرعة حيث كان نازلا من المسرح ليتفاجأ بقدومي فضحك بخفة راميا تلك القبعة من رأسه متجها نحوي وقبل أن ينزل من المسرح
بدل ان اعانقه وحسب لففت ذراعي حوله لارفعه في الهواء قليلا فاصبح أطول، لاداعي ليسأل لمَ فعلت هذا فحتى أنا لا أعرف فقط استدرت حول نفسي و انا ارفعه ضاحكا أخيرا تمكنت من سماع صوته لاخرج قليلا من سعادتي
ضياء:"توقف .. بهاء .. احمق الجميع يضحك علينا"
ربما حقا حدث ذلك فمن كان سيلقي كلمته بعد ضياء توقف ليحدق الجميع بنا
لكن
لكن
بهاء :"من يهتم بذلك .. ضياء أنا فخور جدا جدا بك .. كأني من تخرجت .. لا .. أنت من تخرجت أسعدتني كثيرا"
اطلق ضحكة خفيفة ليوقف محاولة إبعادي، انحني قليلا، ضم عنقي وانا مازلت ارفعه في الهواء ربما بدى له انه اكثر كلام صادق قلته له بحياتي فلطالمة كان ينتظر هذه اللحظة فعلا
ارخيت ذراعيَّ قليلا لينخفظ وتصل قدماه للأرض ووقت أن اضمه بقوة لي قد حان :"فخور جدا .. هذا الشعور كثير جدا علي"
ابتعد قليلا بملامح من الدهشة فسيطرتي على المشاعري مازلت سيئة أحيانا أما الآن جعلت وجهه بين يدي لاحدق بعينيه مباشرة فقد اصبحنا بنفس الطول :"ساتحمل لا تقلق لكن .."
لم اتمالك نفسي لاواصل الحيدث بلهفة :"ضياء لقد مرة عشر سنوات حقا .. مضت تلك العملية .. شفي قلبك .. انهيت دراستك وتخرجت بامتياز أمام عيني .. كل هذا .."
قاطع كلامي امساكه ليدي التي مازالت على وجهه :"كل هذا وضياء معك وسيبقى كذلك دائما"
ضممت عنقه ليربت على ظهري :"نعم دائما"
_متى ستلتفتان للكامرة هيا الصورة تنتظر
التفتنا لخلفنا واصيل قد صور كل شيء من البداية فضحكنا وقبل أن يصور وقوفنا اوقفته :"لحظة أنتظر"
اخذت قبعة ضياء لاضعها على رأسه عدت ربطت عنقه هكذا اصبحنا جاهزين لجمع ذكريات أكثر
...........
خرجوا من تلك القاعة سعداء بعد مباركة العائلة والاصدقاء، والدي ضياء واخته اتجها ليحضروا حفلا لتخرجه والذي سيقام مساء اليوم بشقة اصيل
التفت بهاء لشريك اخيه بابتسامة امتنان لما فعله رفقة ضياء بالاشهر الماضية :"ولاء شكرا لكل شيء ومبارك تخرجك أيضا .. اتمنى أن تحضر للحفل ليكتمل .. سأرسل لك العنوان"
ولاء بضحكة :"اسعيد لهذه الدرجة .. حسنا كما تريد ولاداعي لشكري .. تمنيت لو تمكنت من البقاء حتى يوم تخرجك أيضا .. لكن النهاية هنا"
ضياء :"هااا لا تقل هذا سنبقى على اتصال لوقتها"
ولاء :"لك ذلك إذا .. يجب أن أذهب الآن عائلتي تنتظر .. القاكما مساء"
ذهب في طريقه ليبدأ ضياء بنزع بدلة تخرجه فمن المحرج البقاء بها خارج قاعة المخصصة للتخرج لكن يد ما اوقفته
بهاء:"اريدك أن تبقى هكذا .. وضع القبعة أيضا"
وقبل حتى أن يعارض أخذ بهاء القبعة ليضعها على رأسه ثم أخذ يده ليسرع بطريقه بعدها وبضحكة قال :"الغذاء اليوم على حسابي .. أطلب أي شيء تريده"
ترك يده ليسير بجانبه متجهين للمطعم
ضياء :"متى كان لي حساب خاص حتى تدفع أنت .. حسابنا واحد طول الوقت"
بهاء :"اصمت .. دعني اتظاهر بذلك على الأقل"
ضياء بضحكة :"حسنا حسنا .. سأطلب كل ما موجود بالمطعم"
بهاء :"لا امانع .."
وقبل أن يكمل بهاء كلامه قطعه شخص ما مبتسما لضياء وقد لامس كتفه قائلا :"مبارك التخرج بالتوفيق في الحياة القادمة"
لم يكن شخصا يعرفانه لكن من ملابس ضياء واضح انه تخرج فقرر ذلك الشخص تهنئته وكل ما رد به ضياء :"شكرا .. لك"
ليس الوحيد الذي فعل ذلك ليندهش ضياء مما يحدث حوله ونظراتهم خصوصا اصحاب السنة الاولى كأنه يعطيهم املا بالمواصلة والتقدم هكذا وصلوا لمطعم الجامعة وابتسامة بهاء على آخرها :"ضياء مبارك تخرجك"
ضحك المعني من كلامه وهو يرى سعادة اخيه :"حتى أنت تقول هذا .. حسنا بانتظار تخرجك سأحرجك ايضا يومها"
بهاء :"هل هذا جزاء سعادتي"
كاد يرد بضحكة الا أن ذراع أصيل اوقفته ليجره لداخل المطعم وقبل أن يندهش لبقائه قال اصيل :"إذا لا داعي لشكري حسنا .. قررت أن اتناول الغذاء على حسابك"
ضياء محاولا ابعاده :"قلت انها وظيفتك وبما انك هنا ستدفع انت"
التفت لبهاء ساخرا من الاخر :"بهاء اطلب اغلى ما موجود يوجد من سيدفع هنا لا داعي لتبذير ما نملك"
لعب اصيل برأسه وصولا لطاولة غداء معينة :"لا اعرف كيف سنعيش دون حماقتك"
تركه ليقف مكانه متفاجئا من طاولة الغذاء وكل تلك الأطباق فوقها من لحم ودجاح مع مشروبات فعلق اصيل مباشرة وقد اخرج الكرسيا من مكانه لاجل ضياء : "اعتبره هدية تخرجك ولا داعي لاي طلب آخر .. اتفقنا"
لم يتمالك سعادته ليعانقه :"الآن تستحق الشكر انا فعل جائع"
اصيل مربتا على ظهر الاخر :"اعطني يوما لم تكن كذلك فيه .. اسرع قبل أن يبرد"
ابتعد ضياء مبتسما :"حاااضر"
أخرج احد الكراسي من مكانه كدليل أن من يعود الفضل له واقف خلفهما :"بهاء أنت أولا"
ابتسم ليجلس مكانه ليتبعه الاخران فعلق :"بهذا افسدت عزيمتي"
ضياء :"لا لم يفسد شئا لا فرق بينكما"
اصيل :"متى كنت مأدبا هكذا؟"
ضياء بضحكة :"من لحظة جلوسي هنا"
قاطع بهاء سخرتهما من بعض بابتسامة :"اتعرفان .. لم أتصور أن الامر هكذا .. انا سعيد لدرجة انه يمكنني الوقوف واخبار الجميع عن تخرج ضياء"
خوفه من الجمهور حوله مازال موجودا بعض شيء خصوصا لو كان هو الموضوع ولو تثبثت نظراتهم به فسيتوتر ورغم ذلك سعادته وصلت لهذا الحد فضحك ضياء :"مزحة جيدة"
_حسنا
قال ذلك ليقف مكانه مصفقا، التفت الحضور له ليعلوا صوته مشيرا لضياء :"هذا اخي قد تخرج اليوم بامتياز بعد خمس سنوات من العناء في كلية علم النفس .. اتمنى أن تدعوا له بالتوفيق لما هو قادم"
اتسعت عينا ضياء من الدهشة مع هذه الكلمات وسريعا ما تحول ذلك لاحراج من ردود وهتاف من حولهم
_بالتوفيق
_مبارك تخرجك
_اتمنى ان تجد عمل جيدا بسرعة
_وتشكلة عائلة بسرعة ايضا
اخرج الجمل قد اضحكته ليحاول تهدأتهم هكذا تقدم نادل المطعم عند ثلاثتهم ليضع طبقا من البيتزا خصيصا لهم دون طلب قائلا :"هذه هدية من المطعم لزبوننا المفضل .. ضياء سيفتقدك مطعمنا"
ضياء :"حقا و انا لن اجد مطعم افضل من هذا .. لكن لا تقلق سأزوركم"
بذلك وقف احد الحضور :"هااا وانا تخرجت الا توجد بيتزا مجانية لي"
فضحك النادل مشيرا لبهاء :"تخرجت دون اخ مثله بجانبك .. تخرجك ناقص .. ادفع ما تطلبه"
ضحك البعض ليعود بهاء للجلوس مبتسما لضياء :"وإذا"
ضياء :"كل ما هو محرج يمكنك فعله .. اعرف"
ضحكوا ليتناولا غداءهما بعدها طلب بهاء وجبة اخرى لياخدها معه دون ان يعرف الاخر السبب
حين انتهى ذلك وقف ضياء ببعض الاحراج محاولا الحديث مع اصيل : "أصيل بشأن ما حدث ليلة أمس"
اندهش اصيل الذي تناسى الموضوع لكن هل مجرد وجبة غذاء من النوع الفاخر قد تجعل ضياء يعتذر عن ازعاجه فرد باستغراب :"ماذا؟"
توتر قليلا فقول ذلك على الهاتف اسهل من وقوفه قربه احيانا يكون جديا ليتذكر أن الآخر اكبر بسنتين وربما ليس باخيهم حقا ليطلب ذلك ببساطة :"أنت وافقت حقا .. نحتاج تلك الشقة بداية السنة القادمة"
~ يعتذر ~ شعر بكونه غبيا فعلا لتفكيره بذلك لكن حقا اصيل قد انزعج امس وفصل الخط دون قول شيء واضح وهذا ما اعيد حدوثه ليسرع لسيارته : "بهاء ساوصلك لجامعتك هيا .. لنترك ذلك الغبي مع خياله"
لكن بهاء أخذ يد ضياء واتجه خلفه : "انتظر اصيل اريده أن يذهب معي"
أصيل :"إذا اجعله يصمت طول الطريق"
بهاء :"أصيل .. ارجوك اهدأ هذا ليس حلا"
ضياء :"إذا تريده ان يبقى مع شخص ما بهذه الاقامة وحده .. ماذا لو حدث امر ما ونحن بعيدون عنه .. اصلا لم تنزعج نفد فقط"
اصيل :"اولا ليس الصغير الذي تظنه وثانيا هل ذلك يقال على الثانية ليلا؟ متى تكبر؟"
تذكر عمل اصيل الشاق أخيرا فبالكاد عاد لينام من أجل حضور تخرجه ليزعجه ضياء وكم مرة اخبره بذلك دون جدوى
وقف مكانه محدقا بالفراغ بجانبه : "حسنا آسف .. سأحاول أن لا يحدث ذلك مجددا .. كنت منزعجا فقط"
بهاء بضحكة :"بل غار من مجرد زملاء"
ضياء :"كما قال .."
تنهد اصيل بعد هذا ليشير للسيارة : "اركبا و انت ابقى في الخلف"
قصد ضياء طبعا لينفذ صامتا ولسبب ما بهاء تجاهل الموضوع ليطلب من اصيل أن يسرع بطريق فقد تأخر عن حصصه التي فوتها من اجل حضور تخرج ضياء
وضع أصيل سماعة بأذنه ليتصل بشخص ما وبعد تفقد العمل : "اسمع عندك مهلة ثلاثة أشهر لتجد شقة من غرفتين ومطبخ وإن أمكن مع شرفة صغيرة لنعاقبة احدهم بالمبيت فيها"
لم يفهم الطرف الآخر ما يقول ليختم المكالمة :"نفذ فقط سارسل لك الموقع المطلوب للشقة"
لم يصل يده لينزع السماعة بأذنه فاصلا الاتصال إلا ووجد ذراعي ضياء حول رقبته وهو جالس في الخلف
ضياء :"سأحرص أن لا تعاقب كثيرا ولا تقلق لن يطول نومك بتلك الشرفة"
اصيل دون اكتراث :"هل حقا فهمت ما قصدت؟"
طبعا قد فهم انه كان يقصده لكن قلب الموقف ليزعجه ورغم ذلك قال بسعادة : "من أفضل اخ في العالم"
اصيل بانزعاج :"شخص ما يقود هنا ليس وقت تفاهتك .. ابتعد"
لكنه قرر أن يجيب نفسه بنفسه بعد ان أبعد يديه واقترب ليكون بينهما :"يكون بهائي طبعا ثم مئة شخص لا اعرفه وربما ستصل أنت .. جواب مثالي"
حدق كلاهما به ثم عادا لتركيز مع الطريق متجاهلين امره
اصيل :"بهاء راسل امل تلك .. لا خطبة حتى ينضج عقله"
بهاء :"أنا موافق .. ظلمناها معه .. أخاف أن تندم في النهاية"
ضياء :"أخطأت حين أردت اضحاكك"
ضحك اصيل بسخافة ليرد :"اضحكتني انا والمئة الذين قبلي .. ارحمنا من غبائك وحسب"
صمت ليلتفت لبهاء فوجده يهز برأسه موافقا فانزعج :"اذا ستقف معه .. ساصمت وستشتاق لحديث ولن احدثك بعد الآن .. وسترى"
بهاء :"حسنا حسنا سنرى"
ضياء :"وتتحداني فوقها"
بهاء بضحكة :"لن تحدثني وترد"
ضياء :"كدت امدح ثلاثتنا وافسدتما حديثي"
وكأنه لن يقول ما بباله لو رفضوا فحاول بهاء الاهتمام لحديثه :"حسنا تحدث"
ضياء بابتسامة :"اصيل اكبرنا وظيفته تلبيت ما أقول لاني المشاكس الصغير الذي يزعجه أما بهاء فهو الهادئ الذي يحل ما بيننا دائما ويكون اوسطنا اصلا .. كدت اقول اننا ثلاثي مثالي لكن أخبروني اكنتم تحتملون حديثي بسبب قلبي .. ما إن شفيت اصبح الجميع ضدي حتى بهاء"
التفت كلاهما لثرثرة من خلفهما بتعابير وجه نفسها :"أخيرا عرفت ذلك"
فواصل اصيل ملتفة للامام :"ذكرني أن اعطيك شهادة امتياز لاستنتاجك وضعها مع سيرتك المهنية علهم يحاولون قبولك بعمل ما .. مع ملاحظة مشاكس صغير في سن 23"
بهاء :"لا تقلق ضياء .. ساكون شاهدا واوقعها خصيصا لاجلك"
ضياء :"حمقى"
قال ذلك عائدا للخلف مكتفا من ذراعيه بانزعاج أما هما التفتا لطريق كاتمين ضحكاتهما يعرفان حق المعرف انه فقط يحاول تلطيف الجو لينسيهما ضغط العمل والدراسة جاعلا من نفسه الموضوع الرئيسي ككل مرة فببساط لن تصدق انه ضياء نفسه لو وقف مع غيرهما
ضياء :"المهم بهاء لم اردتني ان اذهب معك؟"
بهاء :"انتظار بعض الدقائق لن يضرك"
ضياء :"حسنا"
وصلوا لكلية الطب سريعا ودع بهاء اصيل أما الآخر منزعج ورغم ذلك مازال بهاء يجبره على البقاء بلباس التخرج
كل من مر بجانبهما يراه يهنئه وصول لفتاة محددة كان تنتظر بفارغ صبر وصول بهاء فبالكاد تمكنة من ابقاء وقت لموعد طلبه تحت حجة تناول شيء ما والعودة
فتفاجأة بالمتخرج الذي قابلها وحرجه فكأنه لم يعلم بخطط اخيه
....... بهاء
لو لم اره لشهر لا اظنني سأقف محرجا هكذا وحسب لكنه لم يرها لقرابة شهرين وكل ما استطاع فعله هو أخذ نظرة عنها ليبعد عينيه محرجا كالعادة .. وتبقى سعادته واضحة عندي وهذا هو الصحيح عنده .. أما هي فأمرها ليس مختلفا .. ربما بعد الخطبة يتغير الوضع
بالنسبة لي سأبقى واقفا لا أكثر لو كان أي شخص غيره
......
ضياء :" كيف حالك .. امل"
ابتسمت بسعادة :" بخير .. مبارك التخرج لم أكن اعرف انه اليوم"
بهاء :"تركتها كمفاجأة .. آسف لتأخير"
امل :"لابأس .. كم كانت النتيجة"
قالتها امل بسعادة ليرد عليها بهاء : "امتياز"
هاهو بهاء يجمعهما اخيرا دون استعداد منهما بل اشترى لها الغداء أيضا ليقدمه لها
تنهد من تصرفاته ليرد ففي النهاية هم اصدقاء منذ زمن طويل ليختف ذلك الاحراج سريعا : "كما قال .. شكرا لك .. بانتظار تخرجكما ساكون حاضرا بكل تأكيد"
تبادلوا اطراف الحديث قليلا لتعود امل لحصصها بعدما تناولت ما احضراه كما ان بهاء عاد لحصص التي فوتها من اجل رؤية اخيه وقبل ذلك أخذ عنق ضياء بابتسامة :"ولا اتمنى حزن أخي .. في المرة القادمة اخبرني فقط وستراها"
ضياء :"احمق .. كف عن احراجي ولن اطلب ذلك أبدا"
جلس ضياء بعدها بأحد الحجرات الفارغة ينتظره وفي طريقه رأى عيون بنية كانت تتبع اخاه ببعض الاهتمام بعدها تنهدت باستياء لتغادر المكان
"فقط لو نفهمك"
نزع ذلك الزي اخيرا ليجلس ويستريح مما حدث، مضت حصص بهاء ليخرج ويجد ضياء قرب حجرته مبتسما
اقترب منه بوجه عابسا ليعيد كلامه السابق :"لمَ نزعته؟ هياا البسه"
وماذا يفعل غير الردوخ لعناده وفور ارتداه التف زملاء بهاء حوله ليهنئوه وبهاء سعيد بفخر معه
وبعد كل هذا :"مازال شخص واحد يجب ان تقف أمامه هكذا بعدها يمكنك نزعه"
ضياء :"حاضر"
قاله بسعادة دون مانع فالوجهة واضحة الآن ومن غير لؤي يمكن أن يكون
وقفا كلاهما قرب قبره بنفس الابتسامة ليبدأ بهاء :"أخي .. لقد تخرج ضياء سيحقق حلمك الذي يريده .. لا تقلق عليه رغم حماقته فهو يجيد التعامل مع الصغار كثيرا .. وجميعهم يحبونه جدا"
ضياء :"لؤي لقد كانت سنوات متعبة لكن سأكون عند توقعاتك ساساعدهم حتى لو مت تعبا .. سيكونون الأفضل كبهاء تماما .. اعدك اخي"
هكذا واصلوا حديثهم مع لؤي بعض الوقت وهما منخفضين أرضا حتى ختمها بهاء بأخذ عنق الآخر عنده حتى يقبل جبينه :"وهذه من لؤي هو فخور جدا بك فواصل .. لو كان هنا لشجعك بطريقة أفضل"
قالها بهدوء مبتسما ليشكره ضياء : "أخيرا أخذت قبلة فخر ولو كان هنا لضممته كثيرا"
بهاء بضحكة :"إذا تعال هنا"
*********************
المفترض ان يكون هذا الفصل كحلقة خاصة لفصل النهاية او جزء فعلي منها ~يوم تخرج ضياء~
وقتها لم اعش الدور فلم يصل موعد تخرجي وبعد أن حدث ورغم الظروف كان يوم جميلا جدا ليس بسبب حفل بسيط اقامه زملاء صفي تحت ضغط فيروس كرونا
بل بوجود شخص كبهاء في الساحة بالنسبة للمتخرج هنا
كان افضل شعور رؤية سعادة صديقتي واختي العزيزة 'إيمان' وطلبها بأن ابقى بذلك اللباس .. انتظاري ان تنتهي حصصها بلهفة لنعود للشقة التي جمعتنا بالاقامة الجامعية
قد مرت خمس سنوات كما مرت على ضياء .. لم أكن بروعته في علاقتنا وقصرت في الكثير من الاشياء بذلك..
ماكان من المفترض أن يحدث بيننا كتبته بهذه الرواية التي ستكون أول شخص اقدمه لها معظم تلك المواقف البسيطة التي حدثت كانت واقعية بيننا مع نكهة من الخيال وهكذا حفظت ذكرياتنا
كل تلك الكلمات موجهة لها خصيصا فبطبعي لا اجيد التعبير كثيرا وحال كحال بهاء وهذه الرواية تعبير كامل عن ما احمله بقلبي لها
لا اعرف ان كانت قصة بقائهما معا طول تلك المدة قد ادهشتكم لكن هذا واقع بيننا التقينا باول سنة من المتوسط ونحن اليوم ننهي جامعتنا سويا
لا اعرف ايضا ان كان وجود لعلاقة بين ولدين كبهاء وضياء على وجه الارض رغم اني لا افهم لماذا .. ولكن هل الامر بتلك الصعوبة؟ فنحن نمثلهما بحق
بعيدا عن الشذوذية وجدا ماهو انقى واجمل .. صدقا لا افضل من شعور كذلك .. ربما لم تلاحظوا لكن لو كان ضياء شخصا بسوء ماظن الجميع حوله لقلبت القصة لتصنيف آخر بدل برومانس فبهاء سيتبعه لكن ضياء يعرف ما هو صحيح ولن يرضى الا بما هو افضل لاخيه نعم اخيه وليس أي شيء آخر فلما قد نفسد هذه العلاقة
لو تركت المجال لهما ما فصل عناقهما لساعات وربما سيقبله دون سبب في كل لحظة .. الامر متعلق بذلك الامان والطمئنينة في اكثر الاماكن ضيقا اتساعا بالعالم وبشكر لوجودك في الحياة
بالنسبة للتوحد و الاظرابات الموجودة فقد كان ذلك بحثا بسيطة قمت به .. ما مر به بهاء واقع لا مجال لشك به رغم فكرة أنه مجرد وقوع سبب له ذلك فالتوحد اكثر بكثير واصعب ..
أما مرض ضياء فالاستسلام لذلك كان اصعب ما مر به تلك النفسية الهشة كان يلزمها بعض التشجيع للعودة للحياة وقد وجده قربه
وثالثهما اصيل .. قصته مختلفة والفكرة هي انقاد شخص ما من مجرد فهم شجار بسيط .. ان تضيع وحدك دون ان يقف احد بطريقك كانت هذه معاناته والشكر كله يعود لعزيزتي 'ايمان' فهي صاحبة كل ما يتعلق باصيل وهشام بذلك وجد جزء تاني للقصة حتى اعدل على الاول وفي النهاية سيفعل الكثير لأجل اخوته
ويبقى شخص واحد أعرف اني لم اعطيه حقه فلا انا ولا هو استطاع التعبير عن شعوره كونه يملك اخا اصغر كبهاء .. اظنه راضيا بكل لحظة عاشها معه قد كان سعيدا حقا ومهما قال فذلك لا يكفي .. لؤي ياليته يوجد شخص مثلك على وجه الأرض كتبت عنك رغم أني فشلت في الكثير من الأشياء التي فعلتها
غيرة ضياء لن تنتهي فلن يرضى بأن يتزحزح من مكانه ولو بشعرة .. قد ينزعج من اولاد بهاء اذا اقتربوا من اخيه لكن الاخر يفهمه فمهما كثر اولاده او احفاده من حوله مكان اخيه الصغير سيكون محفوضا ليضمه
ربما اسرعت بالاحداث قليلا ضياء لم يخبركم ان امل كانت حاملا بولد يوم ولد لؤي ليكون كاخيه حقا لم يفكر باسم فلا تسالوني .. لمن المفاجأة وصول أصيل على عجلة مع زوجته وابنهم أيضا حيث سيكون اكبرهم جميعا فقد سيبقهم بزواجه تخيلوا معي صفات زوجته مثلا ربما أضيف بضعت اسطر للنهاية
الجيل الجديد سيشكل مجموعة ستغزوا المدرسة منذ الصغر .. اطفال امجد ورائد وحتى هشام .. علاقتهم ستدوم لعدة عقود ليجلسوا كل فترة يروون ما مروا به معا لتلك البرائة من حولهم
توقعي لنهايتهما ربما سيكون مأساويا قليلا فربما مشاكل قلب ضياء ستعود مع كبره في السن لكن عيش ستين او سبعين سنة اخرى مع بهاء سترضيه حتما .. ربما سيغمض عينيه كأخر مرة بحضنه حيث لم تبقى شعرة سوداء واحدة في رأسه مع جسده النحيل هناك سيسند بهاء رأسه له ليبتسم بخفة وعيونه الزرقاء الدابلة تأبى مغادرة الموقف ونبضات اخيه توقفت ليموت بعد لحظات من ذلك
مابينهما قوي لهذه الدرجة سيلتف بعض من احفادهما حولهما ليكتبوا تلك النهاية بعقولهم نهاية عن حب حقيقي لا يصدق
في النهاية فكرة هذه الرواية كانت بسبب مانهو 'الحقيقة المريبة' حيث عان البطل من مشاكل نفسية صعب وحله الوحيد كان أخاه الأكبر .. كان أمله وكل ما يملك .. لكنه خدله وفضل البعض عنه وذلك أكثر شيء لم يعجبني فجعلت لؤي اكثر بكثير من مجرد اخ حيث جعله عالمه .. تأثرت .. اردت انقاده ولم اجد حلا غير ضياء
شخص ما من هذا العالم كان عليه ان يتقبله ان يريه الطريق الصحيح ويشرح نوع ذلك الحب حقا .. شخص ليحميه ويعوض القليل عن أخيه لكن كان يجب ان يمر باحتمال فقدان ذلك الأمل فماذا قد يفعل .. يستسلم او يواصل لنهاية التي مرت عليكم
شكرا لقراءتها .. شكرا لكلماتكم لتعلقكم بها ولكل شيء اتمنى ان تزودوني بافكار افضل لتعديلها فيوما ما ستكون ككتاب ورواية مثالية
اسفة لم اصحح الاخطاء لحد الآن
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top