*اياد*
يوم آخر قضاه بهاء بدون ضياء لم يفعل ذلك بسبب غضبه أو انزعاجه بل لأن ضياء طلب منه أن يجرب العالم بدونه وطبعا ذلك يستحيل أن يعجبه فعاش خليط مشاعر متنوعة بين انزعاجه مما حوله ومحاولة فهم امل وفي النهاية لم يحتمل لينفجر باكيا مخفيا وجهه لم يمر وقت على ذلك ليصرخ اصيل بوجه محاول ايقاظه ففي النهاية ضياء مازال موجودا لكن لم يكن لصراخه معنى فقرر الاغلاق على نفسه فجلس بآخر الحجرة يفكر وحده
....لنكمل
انتهى دوام المدرسة لتأخذ امل دفاترها لرائد طالبةً منه أن يوصلها لضياء
رائد وامجد التقيا هشام بعدها ولم يقابلوا اصيل من وقت الراحة فربما قد هرب من حصصه كالعادة
بذلك اتجها ثلاثتهم للمشفى من اجل زيارة ضياء وحين وصلوا وجدوا والدته قرب غرفته خائفةً سألوا عن حاله لتخبرهم أن قلبه مضطرب جدا والطبيب معه
حاولوا جعلها تهدأ بلا جدوى وواضح أنها عانت كثيرا لحد الآن بسبب مرضه، تبقى والدته على أي حال فصمتوا لينتظروا حتى يستقر حاله
بعد وقت دخلوا لتضمه والدته مع دموعها وتقبله كصغير، لا أحد سيقول شيئا لاتوجد طريقة أخرى لتهدأ
بعدما طمأنها جلست بجانبه وأول ما سأله : أين بهاء؟
رائد بارتباك : قال أن عنده موعدا مع طبيبه وسيتصل بوالديه ليكونا معه ليس وحده لاتقلق
ضياء بهدوء : جيد
بوضع كهذا لم يتمكوا من السؤال عن حال فذلك واضح فلو حدث معه ما حدث لبهاء في غيابه فطبعا لن يتحمل قلبه كل ذلك الضغط
لم يخبروه ما حدث اليوم حتى لا يزيدوا من قلقه ثم اعطاه رائد دفاتر امل : اعتذرت لعدم قدومها فعليها العودت للمنزل ..
.......... رائد
حمل ضياء تلك الدفاتر وهو مشوش كليا .. في وضعك هذا ربما أتمنى أني لم ألاحظك من البدايه .. أن تحب شخصا قد تموت قبل أن تكون معه هذا مؤسف ..
ليتها كانت فتى لتبقى معنا دون شروط وهي لا تقصد الابتعاد بسبب مرضك لا يمكنني قول هذا أو اعطائك أملا بعد الآن أنا لا أفهمها حقا رغم محاولتي أن أجعلها قريبة منك لكن ليس بعد أن عرفناك أكثر تعود كما كانت ونحن نشاهد
.........
وكل ما قاله رائد هو الاعتذار ليرد ضياء وقد فهمه : لا داعي للاعتذار هذا أحسن
....... ضياء
إن كنتِ ستبتعدين ف : أشكرها مكاني .. سأنقل كل شيء واعيدها
امل اختاري مستقبلا أفضل أتمنى أن يخبرها شخص ما بهذا أيضا بقيت صامتا بعض الشيء أحسن من اجرحهم بكلامي وبعد أن انتهى وقت الزيارة : شكرا لمجيئكم نلتقي لاحقا
خرجت امي معهم .. سأكتب دروسي ليمر الوقت وأخيرا انتهى هذا الأسبوع يمكنني الجلوس دون أن أقلق على غياب بهاء ليومين على الأقل
بهاء تعال بسرع أرجوك أريد أن أدرس معك فالدراسة مملة جدا وبلا معنى في غيابه
حسنا لا يجب أن يراني هكذا أخذت دفاتر امل من فوق الطاولة التي بجانبي بلهف ففتحتها لتسقط ورقة من بين صفحاته أرضا
اه ربما نسيتها قد تكون محاولة أو شيئا ما نهضت من مكاني لأحملها .. حتى خطها منظم كخط بهاء .. لحظة اسمي أول كلمة مكتوبة هااا فقراتها
_ضياء آسفة إن ازعجتك ربما سترميها كتلك الرساله أو قد لا تهتم من البداية لكن أرجوك أكمل قبل أن تفعل ذلك..
امل كتبت رسالة لي فأكملت في اندهاش غير مصدق ..
...........
قد وصل لطبيب رفقة والديه ليجلس صامت ينتظر دوره فدخل ذلك الصغير صاحب العيون الخضراء البريئة ليقف قرب بهاء فابتسم بهاء له : اياد .. كيف حالك
احرجت والدته قليلا ليخبرها أنه يعرف وضعه فاياد لا يمكنه الكلام لكنه بقيَّ يحدق بغرابة لبهاء ورفض أن يحمله مجددا ليهرب لجناح الأطفال
فضحكوا من تصرفه لتلحق والدته به، وصل دور بهاء ليدخل عند الطبيب أيضا فاستغرب الطبيب غياب ضياء وبذلك لن يتمكن من تدليكه اليوم فغير البرنامج للحديث وحسب
تحدث مع والدي بهاء قليلا ثم خرجا ليبقى صامت لوحده وقبل أن ينطق الطبيب سأل بهاء : كيف نبعد فكرة الموت عن شخص مريض؟
ضحك الطبيب وكأن هذه آخر أفكار بهاء ليستسلم ففتح الطبيب النقاش معه عن سن المراهقة ونفسية الأولاد بهذا الوقت وهكذا استدرجه بكلامه ليتحدث ويتحدث دون ارادته بالاصل هو تائه فقط يريد التخفيف عن نفسه قبل أن يراه ضياء بهذا الحال
بعد وقت أتت إحدى المساعدات لتستشير الطبيب بخصوص طفل لم يتوقف بكاءه من فترة
اعتذر من بهاء ليذهب عند الطفل فندهش لأنه دائم الهدوء بكاءه شيء غريب ففكر بأنها ربما عادة جديدة قد اكتسبها بطريقة ما فأخذ يتذكر من متى؟
قاطعه بهاء بقلق حيث لم يستطع البقاء مكانه وهو يسمع ذلك البكاء الحزين ليندهش أيضا : اياد ما بك؟
حتى أنه لا يمكنه الكلام فلم يتمكنوا من فهمه وفور لمح بهاء أخذ يده ليشتد بكاءه محاولا جره لمكان ما
سمح الطبيب بذلك ليتبعوه لتلك الغرفة التي تشبه الحديقة وهو يحاول طلب شيء ما من بهاء فنزل عنده يحاول تهدأته ليلتفت للطبيب : حسنا التقيناه في هذه الحديقة أول مرة لقد تشبث بضياء وقتها وأراد أن يحمله
فهدأ الصغير تماما بعد سمعاعه ليضيف بهاء : بعد ذلك تركناه نائما
الطبيب: اه استيقظ يومها وبالكاد تمكنا من ايقافه حتى المرة الماضية حين أدرك أنكما ابتعدتما بكى كثيرا والآن
والآن اياد يشد يد بهاء ليسأله : أتريد أن تذهب عند ضياء؟
فابتسم بسعادة هازا رأسه ليخبر الطبيب ما فهمه : نعم يريد ضياء هذا ما يقصده
لكن ضياء ليس بخير هم لا يسمحون للصغار بالدخول هناك
........ بهاء
ضياء حتى هذا الصغير يفتقد وجودك فحاولت طمأنته : اياد لا تقلق سيعود بعد أيام ويأتي معي هو مريض قليلا لكنه يريد رؤيتك أيضا
انفجر باكيا من جديد فحاولت مسح دموعه : اياد أرجوك اهدأ ضياء سيكون حزين لو بقيت هكذا
بل اهدأ من أجلي أرجوك فبالكاد يمكنني أن أحتمل .. ليتني يمكنني أن أبكي مثلك ليتني كنت صغيرا لأفعل هذا كنت لأضمه طول الوقت دون أن يزعجني أحد
أنا لم أغر منك بل من نظرتهم وابتسامتهم عندما ضمك ضياء بدل تلك التعابير الغريبة لي لأنه بعمري
أنا أقارن نفسي بك .. أنا حقا .. انا
~اصيل:لست صغيرا .. فكر جد طريقه لتعيده .. إن كنتم اخوى كما تدعون فأنت الأكبر إن لم تلاحظ~
نعم أنا اخوه الأكبر
~ضياء: أريدك أن تكون كذلك دائما~
ضياء أنا آسف لكن قبل أن اعتذر .. ماذا يمكنني فعله؟ لا يجب أن أتوقف
لؤي لم يتوقف منذ تلك اللحظة .. لؤي أرجوك اخبرني ~ماذا افعل؟~
فوقفت أركز لأجمع أفكاري شيء يريده بشدة .. كيف فعلت ذلك من قبل؟
ماذا كان يريد وقتها ليتغير؟ لماذا انا؟
نظرت حولي لأتذكر أن عينيه دمعت وقتها لمنظر الصغار وتلك السعادة التي غمرته حين عرف الكثير عنهم .. حين جلس بينهم .. وجدتها
أخذت يدي لوجه اياد وحدقت بعينيه : أرجوك توقف سنذهب عنده الآن ثق بي سأوصلك عنده لا أريده أن يراك تبكي اتفقنا
هز برأسه موافقا لأحمله والتفت للطبيب : إما أن أخذه وأنت راض أو أني سأخطفه الآن فقرر
..................
قد استقر وضع قلبه تماما ولا يشعر بأي ألم مر الوقت وهو يحدق بدفاتره بملل في حين والدته تضحك معه وتساعده في شرح بعض الدروس دون سابق إنذار
دخل صاحب الثلاث سنوات ونصف الغرفة فأسرعة بطفولة ليصعد سرير ضياء فعانقه بسعادة لتتساءل والدة ضياء : من يكون؟ هل يعرفك؟ اه شكله لطيف جدا
اندهش ضياء تماما ليربت على ظهره : اياد كيف وصلت هنا؟
لم يرد ترك ضياء فلم يحاول ابعاده : ماذا يحدث من أتى معك أنا لا أفهم شيئا؟
ابتعد عنه مبتسما ببراءة وعينيه لا تفارق وجه ضياء فداعبت والدة ضياء شعر الصغير بلطف لتسأل عنه مجددا فأجابها ضياء : امي اسمه اياد التقيته عندما ذهبت الى فحص بهاء وكل مرة يفعل هذا
مدحت شكله ولطفه مع أنه يبتسم فقط ليضيف ضياء : امي مازال لا يمكنه الحديث لكن توجد امكانية لذلك قالوا أنه يتعالج ليتعلم الحديث مثلنا
فحدق بعيني اياد مشجعا : ستتحسن قريبا فواصل تدريباتك
هز رأسه ببتسامة جميلة مشرقة لم يحتمل ضياء منظره ليضمه مجددا : مازلت لا أفهمك
خرجت والدة ضياء لتبحث عن عائلة الصغير فلا يعقل وجوده من لا شيء
بقيَّ بين ذراعي ضياء ليمسح على شعره ويحدثه بهدوء : أتعرف اياد أنك تذكرني ببهاء .. هذا الشيء الوحيد الذي لا يريد الآخرون فهمه .. بهاء يفتقد لؤي كثيرا بل أكثر مما يمكننا تصوره .. مازال صغيرا حين يبكي وحين يخاف أو عندما يكون سعيدا لكن الجميع يسيئون لذلك دون اكتراث لما يشعر به لكني سعيد جدا لأنه بعمري فلو لم يكن كذلك ما كان ليجلس أمامي وندرس معا طول الوقت أنا فعلا أحببت تلك المدرسة لوجوده رغم نظرتهم لنا
ابتعد عن الصغير ليكمل كلامه : بهاء سيكبر يوما ما وأنت أيضا يجب أن تواصل حتى تحقق ما حققه .. كن خارقا مثله اتفقنا
فهز برأسه وحديث ضياء لم ينتهي : اياد الجميع يفهم القصة من جهة واحدة لكن حتى أنا أحتاجه .. حتى أنا أريده أن يبقى بجانبي
مازال يبتسم محدقا به
«ماذا ترى بي أنا مجرد مريض على سريره لا يعرف متى يموت»
ورغم ذلك سأله : هل يمكنك أن تخبرني لمَ تتشبث بي كلما وجدتني؟
لا يعرف لمَ يحدثك وهو يعرف أنه لا يمكنه الرد ومع ذلك واصل : هل تحبني؟
هز برأسه بسعادة وكما لم يفعل ضياء من وقت ابتسمت له بسعادة : أنا أيضا أحبك عندما أخرج من هنا سنلتقي بذلك المركز لنلعب معا لكن عدني أن لا تتجاهل بهاء هو لن يؤذيك فقط سنلعب
فهز برأسه موافقا مجددا فببساطة هو يفهم ما يقوله ضياء لكن لا يستطيع أن ريد : سأكون سعيدا جدا حين أسمع صوتك وأنت تتحدث لا تتوقف
تلك الكلمات جعلت شفتي اياد تتحرك يحاول قول شيء ما فشجعه ضياء : ماذا؟ اخبرني أريد سماعك
فأمسك وجه ضياء بيديه الصغيرتين ليجعله يركز بشفتيه وهو يردد بعض الحروف بصوت خافت
_ض .. ض .. ب .. با
_حاول مجددا ماذا؟ اخبرني
فاشار لضياء واكمل : ضض..ضاا .. ضيي
يحاول نطق اسمه ليساعده ضياء : ض ي ا ء حاول ضياء هيا قلها
فغير الحروف كليا : بب بببا
......... ضياء
لا أفهم يحاول قول اسمي مع شيء آخر وهو يشير لي مرةً وله مرةً أخرى
_ماذا تقصد أنا .. أنت ماذا؟ أصدقاء مثلا
فرفض كلامي ليكمل
_باا بااا .. بب
بابا هذا ما يحاول قوله : لست بابا أنا ضياء
فأعاد كلامه دون أن أفهم : أنا والدك
فهز برأسه رافضا : إذا ماذا؟
كل ما يقوله متقطع : با با .. ض يي ياا
_ضياء ليس بابا
لكنه بقيَّ يحاول ويحاول أن يقول جملةً ما دون توقف حتى سقطت دموعي من محاولاته
لمَ لا يمكنك الحديث؟
لمَ تريدني أن افهمك؟
لمَ لا تتوقف وحسب؟
لمَ أنا جالس بهذا السرير بمرض في قلبي؟
لمَ بهاء عاش كل تلك المعانات لأنه مختلف؟
بل لمَ لؤي مات فجئتا هكذا؟
لماذا ولماذا ولماذا الكثير من هذه الأسئلة دخلت ذهني دون أن يتوقف عن ترديد تلك الحروف
حاول مسح دموعي وربما يطلب مني أن ابتسم فضممته لأكمل بكائي وهو يردد بعض الحروف وكانه يحاول تهدئتي
_آسف اياد أنا لا أفهم .. أنا لا أفهم شيئا .. أريد أن أساعدك لكن بلا جدوى .. المشكلة ليست أنت فقط فادي وبقية الصغار بذلك المركز لا أحد يحاول فهمكم كيف ستعيش بتلك المدرسة والعالم بهذا السوء؟ بل هل ستقبل المدرسة أن تدخلها أصلا؟ هل تملك اخا كلؤي ليخفيك ويحميك ويجعلك الأفضل كبهاء ليت الجميع يملك تلك الفرصة
..................
على غفلة دخل طبيب بهاء الغرفة ودع ضياء لا تتوقف وهو يشد ايادا له وقد سمع ما كان يقوله ليرد عليه : معك كل الحق أتعرف ضياء لقد دخلت هذا المجال مجبرا بسبب نتائجي .. درست بلا مبالات وباستعمال واسطة أصبحت طبيب في أحد المراكز .. لم أكترث لحال الأطفال .. فقط مجرد عمل أجني منه مالا لأعيش تزوجت بسعادة لتأتي المفاجئة الصادمة
ابتسم باستياء قابلا بوضعه ببشاطة : ولدت لي بنت متوحدة .. لأتدوق تلك المعانات التي كنت أستهين بها لو لم تأتي ما كنت لأستفيق أبدا .. شعرت بذنب شديد لكل ما فعلته .. فرغم أني طبيب لم أثق بأني يمكنني معالجتها فكيف كنت أخدع الآخرين لأوهمهم بتحسن أطفالهم؟
ضحك بسخف على نفسه ليضيف : وما حدث أني أخدتها لأشخاص أكثر خبرةً مني لأنها ابنتي الوحيدة .. عندها قررت أن أتعلم أكثر وأعرف أكثر لأعالج ابنتي وكل شخص مثلها ليتقبلها هذا العالم فمجرد صغيرة فتحت طريقا واسعا أمامي رغم ضيق عالمها
عاد ليبتسم بشكل أفضل يريد ايصال شيء مهم لضياء : إنها في تحسن ومازال الكثير لنواجهه فهي في الثامنة من عمرها الآن وسأبدل كل جهدي لأساعدهم .. صدقني هذا العالم عادل جدا فقط حين نرى كل الجوانب سنفهمه
فرد باصرار كبير وقد جفت الدموع على خده : حسنا اخبرني أولا هل فهمت ما يقصده اياد؟
الطبيب: إن كان يرفض فكرة أنك والده فبالتاكيد أنت تذكره به لكن هو يعرف أنك ضياء ولست بوالده .. ضياء يشبه بابا .. هذا ما يحاول قوله غالبا
فالتفت ضياء لاياد : حقا؟!
فعاد لمعانقته بسعادة : ضياا .يي. با..با
الآن فقد عزم أمره ليدرك ما يريده حقا ليضمه : اياد أعدك أني سأجد طريقة لأساعدك أنت وبهاء والبقية .. حين أكبر سأعتني بالجميع
عادت دموعه للنزول لكن بسعادة وكل تلك الأوقات التي قضاها معهم لا تفارق عقلي : أيها الطبيب ماذا درست .. لكن لن أدخل تلك الجامعة مجبرا
الطبيب بابتسامة : علم النفس .. أرطفونيا .. مختص توحد ويوجد الكثير مما يمكنك تعلمه فقط لا تستسلم لقلبك الآن إن أردت الوصول حقا
إن كان يوجد من بحاجته فسيتخطى كل شيء ليساعده وقد فهم ما يحدث ليسأل اياد : بهاء من احضرك صحيح
فهز برأسه موافق ليخبره الطبيب : كان على وشك اختطافه لو لم يقنعني بأنه سيتحدث وقد فعل حقا .. المهم والدته في طريق الى هنا وعلكيم اقناعها أنه جزء من العلاجه أو أني سأفقد عملي
نادى على بهاء ليدخل بهدوء مع والديه ووالدة ضياء التي صدمة من وجودهم قرب الباب ينصتون لما سيقول ضياء فوقفت معهم
.......... بهاء
أنا لم أتحدث حتى رأيت اصرار لؤي وبكائه على ذلك كما أخبرنا واياد نفس الشيء والمهم : ضياء انت بخير؟
فعادت تلك الابتسامة المشرقة لوجهه أخيرا
ضياء: لذي اخ كبهاء طبعا سأكون بخير
بهاء: جيد
الطيبة التي تملأ شخصية ضياء كانت دافعه دائما حتى يعيش .. ففي البداية أراد أن يعيش ليساعدني فقط لأني حقا أحتاجه والآن يوجد الكثيرون مثلي اتفهم
.............
طبعا قد فهم ليعتذر عن اقلاق الجميع بعد لحظات دخلت والدة اياد ليشكرها بشدة على ما فعله فكأنه اعاد الروح لجسد ضياء ليعيش من جديد
تفاجأت مما قالوا عن حديثه لتريهم صورة والد اياد بهاتفها فكان رجل طويلة القامة أسود الشعر والعينين قد شابه ضياء حقا فاياد لم يخطئ بذلك
فقط كان مشتاق جدا لوالده الذي يعمل بمكان بعيد ليوفر احتياجات عائلته فلم يره اياد منذ اشهر
اتصلوا بوالده بقول اياد : با..با
ورغم صعوبة نطقه ذلك فقد مات والد سعادة ليعده بالمجيئ باقرب فرصة وبذلك خرج مع والدته بسعادة مودعا ضياء بعناق لطيف
خرج الطبيب مع والد بهاء ليتحدثوا فنهض ضياء من مكانه ليضم والدته ويتنهد براحة بعد كل تلك الأفكار السلبية ويقول بسعادة : امي ابنك سيكون طبيبا نفسيا يعالج مختلف الاضطرابات للصغار والكبار ما رأيك؟
فضمته بسعادة ايضا : سأكون فخورةً جدا بك .. اخترت حلما مذهلا
قد عاد ضياء ومزاحه وضحكه ليحدثهم عن ذلك المستقبل الذي سيسعى جاهدا ليصل له ثم اضاف بضحكة : اتعرفين سيكون لابنائي جدتين وجدين اليس هذا رائعا
فضحكا موافقتين ليكمل : امي بهاء سيكون طبيبا جراحا وأنا نفسيا هل توجد جامعة يمكننا أن نلتقي بها أريد الدراسة معه
الام: أين وصلت .. مازال امتحان نهائي يجب أن تنجح به وثانوية أيضا لتصل للجامعة
ضياء: وإن يكن سأبحث عن تلك الجامعة من الآن لكن لا يوجد أخ يبكي على اخيه لانه بخير إلا أن بهاء الخاص بي يفعل ذلك
ابتعد عن والدته ليستدير جهة بهاء الذي استدار فورا للجهة الأخرى ليخفي ملامحه محاولا مسح دموعه : أنا لا أبكي اصمت
فتقدم من خلفه ليلف ذراعيه حوله بضحكة : منذ متى وأنت تكذب
بهاء: قلت اصمت .. لم أعد صغيرا اتركني
ضياء بضحكة : الجميع يمكنه معانقة اخيهم الأكبر خصوصا لو كان مذهلا كأخي رغم أني لا أظن أنه يوجد مثله في العالم
فاستدار ليضم ضياء ويكمل بكائه الهادئ ليشده ضياء له : اشتقت لك كثيرا
بهاء محدثا قلب الآخر : أنا لا أريد أن تكون مجرد وهم .. أرجوك لا تتوقف ليعيش معنا لا أعرف ما أفعل لكن لن أسمح لك
ضياء: لقد سمعك .. شكرا هذا رده أما أنا فسعيد جدا لدرجة أنه يمكنني أن أصعد لسطح المشفى وأخبر العالم بأكمله أني أحبك
بهاء بضحكة خفيفة : أنت تبالغ
فبتعد ضياء متظاهر بالانزعاج : لنصعد وستسمع ذلك بنفسك
ضحك بهاء ليصدقه ثم ابتسم بوجهه مشجعا : أنتظر ذلك الهدف ليتحقق
فرد ضياء وهو حقا بحاجة لأن يبتسم بهاء قربه دائما ليعود خفقان قلبه : مهما كان الوقت الذي تبقى سأقظيه معكم لنتعلم ونحقق ما نريد .. أتعرف بهاء حتى من السعادة يؤلم
اتجه لسريره ببساطة ليجلس ويضع جهاز تنفسه ويقول من خلف القناع رادا على تعابيرهم القلقة : أنا بخير حقا
اقترب بهاء ليجلس قربه وقد استراح تمام من كل تلك الفوضى التي كانت بداخله وعلى غفلة رن هاتف والدته لتجد رقما غير مسجل فاستغربوا الأمر وما إن ردت استراحة لتبتسم بعد أن سأل المتصل عن حال ضياء : إنه بخير الآن .. حسنا لحظة .. بهاء إنه أحد اصدقائكما يريد محادثتك
تفاجأ فتقريبا لم تكتمل ساعتين منذ أن كانوا هنا فضحك ضياء : أظنه رائد اه كان قلقا جدا
فحمل بهاء هاتف والدته ليجد أن المتصل : هشام هذا أنت؟
رد بصوت خائف متردد : بهاء آسف لازعاجك مجددا لكن .. لكن الشرطة أخذت اصيل .. لسبب ما وابي يرفض اخراجه
***************
ماذا يحدث مع هشام مماذا هو خائف كيف سيساعده بهاء وكيف وصل اصيل هناك فجأة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top