*انتصرنا .. امي*

كل ماحدث بالفصل الماضي كان غريبة وقد انتهى بتلاشي ضياء اما عيني بهاء فما سبب الصوت الذي جعله يستفيق حقا؟

.... لنكمل

ذلك الصوت الذي جعله يقع أرضا من مقعده أشبه بالأحلام الغريبة فأحيانًا تكون كابوسًا مرعبًا وأحيانًا أخرى تكون سعيدة مطمئِنة إذا ليست كل الأصوات بتلك الخطورة فما كان بعدها نغمات هادئة دلت على شيء واحد

_أخي

نهض بسرعة من مكانه لتختلط كل مشاعره لحظة التقاء عيناه بتلك العينين السوداوتان التي انتظر رؤيتها كثيرا

بالكاد تمكن من إيجاد بعض الكلمات ليرد بها وشفتاه ترتجف :"لحظة .. امك!"

التفت للباب ناويا اخبارها بسرعة ثم توقف :"لكن .. أنا!!"

حتى هو مشتاق له بقدر والدته حتى هو تعب ليصل لهذه اللحظة عاد بنظره لذلك الوجه الذي رسم ابتسامة متعبة فتتالت دموع بهاء مباشرة :"ضياء .. ماذا أفعل؟"

أمال ضياء رأسه قليل على الوسادة بإرهاق ليسرع بهاء ويضع رأسه قربه باكيا جاثيا على ركبتيه أرضا ففي النهاية هو يعرف أن ضمه سيشكل خطرا عليه فجرح العملية لم يشفى بعد

لم يستطع تحريك شيء من جسده فكله يؤلمه لكن من أجل هذه اللحظة قال كلمات متقطعة ووجهه يلامس شعر الآخر كأنه يحاول التربيت عليه بخفة : "كنت .. بحلم .. جميل .. وأنت قربي"

بهاء بين شهقاته :"أما أنا كنت خائفا جدا .. خفت أن .. أن .."

ضياء :"أنا معك"

تلك الجمله القصيرة جعلت كل ما بداخله يهدأ، ابتعد قليلا ليلامس وجهه :"وأنا معك سأكون قربك دائما .. والآن سأتصل بوالديك"

لم يبعد عينيه عنه يتفحص وجهه كأنه لم يره منذ زمن طويل وتلك الدموع لا تتوقف

لا يريد الاستفسار عن شيء فقط ابتسم ليطمئن أخاه ليقول بكلمات متعبة : "ليس قبل .. أن تهدأ .. لا.."

فأكمل بهاء مكانه بابتسامة:"لا أحد سيرى دموعي غيرك .. حسنا لا ترهق نفسك وحسب أنا بخير مادمت كذلك"

ضحك ضياء بخفة شديدة :"رغم أنه حلم .. لكن ستعيدها"

بهاء بابتسامة :"ماذا أعيد؟"
ضياء:"جبهتي .. بسرعة"

فهمه مباشرة لينحني مقبلا جبهته ليغلق ضياء عينيه ويأخذ نفسا طويلا كأن الروح عادت لجسده مع تلك القبلة على جبينه

سقطت بضع دمعات على وجهه ففتح عينيه ليتأكد أنه استيقظ حقا وهذا بهاء يبتسم له :"شكرا لعودتك .. ولستَ صغيرا"

ضياء :"كنت كذلك بالحلم"

لم يبتعد عن وجهه كثيرا لتتحول ابتسم لبعض الألم متذكرا ماقال للؤي ماسحا وجه الآخر :"ضياء أنا لن انساه"

ابتعد أكثر ليغير الموضوع بسرعة ويسأل عن حاله ورغم فهمه ما قاله لم يعد يحتمل أكثر :"بهاء جسدي يؤلم .. وصدري يحرق بشدة.. لا استطيع الحراك"

قد قصد أن يشكيه ذلك فابتعد بهاء ليمسح دموعه :"هذا بسبب أنك لم تتحرك من مكانك من أيام"

وقف بسرعة ليفتح درج الطاولة قربه ليأخذ ابرة جديدة بيد ويحمل زجاجة دواء بيده الأخرى ليخرج السائل منها باستخدام الابرة ثم حقن بها كيس المغذي المتصل بيده :"بهذا الدواء سيقل ألمك تدريجيا .. تحمل بعض الوقت فقط"

ضياء :"حسنا طبيبي الخاص .. لكن لا تبكي على أي مريض غيري"

ديق بهاء عينيه محدقا به :"علي الالحاح على رائد ليصنع لي مضادا للحماقة"

ضياء:"هكذا تحدث اخاك الصغير من مجرد مزحة .. حزنت"

قبل أن يضحك بهاء فتحت الباب على غفلة، كان اصيل الذي يحمل كيسا لبعض الاطعمة فبهاء كان نائما منذ ساعات وقد حل المساء :"بهاء لم تتناول غداء.."

توقفت كلماته ليسقط الكيس أرضا حين سماع ذلك الصوت الساخر :"وقد أتى مفسد اللحظات"

نظر لبهاء الذي ابتسم ثم التفت لسرير لتتسع عيناه بدهشة :"هل استيقظت؟"

فرد عليه بنفس الطريقة:"وهل اترك بهاء لك ببساطة؟"

لو لم يتدارك نفسه لسقطت تلك الدموع العالقة من أيام ليسرع عنده إلا أن بهاء الذي وقف بوجهه :"ضمه ممنوع فلن يحتمل صدره .. انتبه"

ابعد بهاء ليقترب بهدوء ويمرر اصابع بين خصلا شعره السوداء ليقول في قلق واضح :"أخيرا عدت .. احمق اقلقتنا"

رد ضياء بضحكة خفيفة :"وهل أنت اخي من أجل لا شيء؟"

تجاهل ذلك فالمهم صحته :"أنت بخير؟ .. أتحتاج شيئا؟ اخبرني"

رد ضياء بضحكة :"أتعرف سخريتك أفضل من قلقك .. اعد لي اصيل القديم"

رد اصيل بضحكة ملاعبا شعره ثم ابعد يده :"لو سمعك سينتحر"
ضياء :"ولو أنتحر ماكنت لاراك الآن .. شكرا"

ابتسم اصيل ملتفة لبهاء :"لقد شفي قلبه ومازال عقله ماذا نفعل؟"

رد بهاء بضحكة :"نحتمله"
التفت ضياء له :"كم مرة اخبرتك أن تبقى بصفي فقط؟"

عاد لتحديق باصيل :"وأنت هل هكذا ترد على شكري؟ .. حزنت بشكل مضاعف"

اصيل بضحكة :"عالج نفسك إذا .. أنت أدرى بذلك"

فضحكا عليه حتى اوقفهما :"أين امي؟ .. هل هي بخير؟ .. كم بقيت هنا؟"

بهاء :"هذا اليوم الرابع والدتك ذهبت لتستريح بمنزل اصيل رفقة والدك.. سأتصل وافرحهما"

ضياء :"لا .. سأخبرك ما ستفعل .."

على غفلة رن هاتف بهاء برقم غير مسجل أخبرهما بذلك ليرد باستغراب :"مرحبا"

رد صوت رجولي واضح أن صاحبه كبير بالسن :"أنت بهاء صحيح؟!"

بهاء بحيرة :"نعم سيدي هل أعرفك؟"

رد المتصل :"والد امل هل هذا كفيل بتعريفي؟"

اقشعر جسد بهاء ليلف الجهة السفلية من الهاتف بيده ملتفة لهما هامسا :"والد امل .. ماذا نفعل؟"

ابديا نفس رد الفعل ليتلعثم ضياء بحديثه ويغلق عينيه :"لم استيقظ بعد .. لا اريد سماع شيء"

ضرب اصيل رأس الآخر بخف :"ليس وقت لعبك .. بهاء افتح مكبر الصوت ورد بهدوء وحسب لنفهمه "

ففعل بهاء ذلك متوترا ليجده يكرر في عباراته :"مرحبا! .. هل تسمعني؟"

ابتلع بهاء ريقه ليرد :"نعم سيدي أسمعك .. هل تريد شيئا؟"

_أردت أن أعلمك بقدومنا والاطمئنان على حاله

اندهشة ثلاثتهم ليرد بهاء : "تقصد للمشفى!"

_نعم .. لم يبقى الكثير لاصل اتمنى أن تخبرني إذا احتجتم شيئا ما لأجلبه في طريقي

تنهد ثلاثتهم براحة ليرد بهاء :"هذا لطف منك .. كل شيء بخير .. وقد استيقظ قبل لحظات"

بعد هذه الكلمات سمعوا صوت انثويا خافة يعبر عن دهشة صاحبته : "حقا!؟"

رد الرجل ببعض السعادة :"هذا خبر جيد اتينا بالوقت المناسب إذا .. ألقاك لاحقا"

بهاء :"حسنا"

اقفل الخط ليحدق كلاهما بضياء :"ماذا نفعل؟"

ضياء :"بل قولا لي ما يحدث لمَ سيأتي؟ .. ااه لا يمكنني أن أتحرك لأهرب"

تنهد بهاء ليجيبه :"امل كانت تزورك بالايام الماضية وكل مرة تراسلني لتطمئنة على وضعك"

اتسعت عيناه بدهش فهو لم يراها منذ أشهر فقط يعرف اخبارها من بهاء وهي قد أتت لتزوره :"يعني!؟"

اصيل :"لا أعرف كيف لها أن تقبل بك .. مازال لايفهم سأنتحر"

امال رأسه بعيدا عنهما يحاول أن يستوعب ما قاله قد احرج قليلا ليبتسم بسعادة مع نفسه فضرب اصيل رأسه بخفة مجددا :"عد هنا نحن بحاجة عقلك"

التفت لهما ضياء بضحكة :"والدي سيهتم بالموضوع .. ولأرى امي وقتها سأكون بخير تماما .. اصيل احضرهما"

اصيل بابتسامة لبهاء :"فور شعر بقدومها استيقظ .. ادهشني"

ضياء :"لو استطعت الحراك لضربتك .. اصمت"

تجاهله اصيل ليواصل حديثه مع الآخر :"بهاء أحضر الأطباء ليروا وضعه وأنا سأذهب عند والديه"

اتجها كما قال، دخل الاطباء بعدها وأجروا بعض الفحوص ليجدوا أن قلبه يعمل بشكل جيد وكل شيء على أحسن ما يرام بالكاد انتهوا لتدخل والدته وتفاجأ من نداء ضياء عليها فاصيل لم يقل شيئا كما اوصاه

فاضت دموعها شوقا لعيون ابنها مقبلة وجهه اخيرا انتهى ذلك الانتظار على خير فمهما كبر ومرت السنوات فسبقى صغيرا بعينيها أما والده سأل عن حاله كاتما ما بداخله من شوق وفي النهاية تنهد براحة

حاول ضياء رفع يده لوجهها فساعدته بذلك ليمسح دموعها :"انتهى كل ذلك لن نعود هنا .. انتصرنا امي"

قال آخر جملة لتنزل دمعة لمنظر والدته التي ارهقها لسنوات فمسحتها سريعا لترد بين شهقاتها :"نعم بني لا تقلق نفسك .. ستكون آخر دمعة"

ضياء بابتسامة : "هيا أين ابتسامتك"

قبلة يده لتضمها بين يديه محاولة أن تبتسم هكذا حتى هدأت والدته ليقول ضياء لهما :"حسنا يمكنكما انقادي الآن"

ضحك بهاء ليخبرهما عن الشخص القادم وليجعل الجو مريحا أكثر له أخذ هاتفه ليتصل بشخص ما

ما إن رد أخبره أن ينتظر فأضاف للمكالمة شخصا ثانيا وثالثا وحين اجتمع الثلاثة باتصاله قال بين تساؤلاتهم بسعادة :"لقد اسيتيقظ"

ضغط بهاء على مكبر الصوت ليسمع صوت دهشتهم وهتاف سعادتهم بالخبر رغم أنهم كانوا بالحافلات عائدين من جامعاتهم لمنازلهم فطلبوا الحديث مع ضياء

رائد بسعادة :"كيف حالك؟ .. ماذا قال الأطباء؟"
امجد :"لن ننتظر لغد سننطلق للعاصمة فور وصولنا"
رائد :"معك حق فكرة جيدة"
هشام :"اصمتا .. ضياء اسمعنا صوتك .. هيا"

ضياء بابتسامة :"كل شيء بخير انتظر مجيئكم وسماع اخباركم"

رائد :"نعم نعم سنزعجك باخبارنا كما أنه يوجد خبر لا يصدق .. قوله قربكم سيكون أفضل"
امجد بتوتر :"اصمت مادخلك بالموضوع"
هشام :"أنتما ليس وقت الازعاج .. ضياء استرح جيدا سنكون ليلا عندك"

ضياء بضحكة :"حسنا .. لننتظر اخبارك امجد"

امجد :"سعيد لعودتك نلتقي لاحقا"

قطع الاتصال مباشرة، ودعه الآخران ليستريح قليلا فلا يوجد أفضل من اهتمام اصدقائه بوضعه بعد عائلته وتبقى شخص واحد :"ريم أريد الحديث معها"

ابتسم بهاء لينفذ فردت سريعا كأنها كانت تنتظر هذا الاتصال :"بهاء! أرجوك قل أنه لم يحدث شيء"

ضياء بضحكة :"هكذا بهاء من البداية أو نسيتي اخاكِ"

فتغير صوتها بلحظة لتبدوا أنها تبكي :"ضياء! .. هذا أنت .. اخي أنت"

لم تستطع أن تكمل لتترك الهاتف باكية من سعادتها وهو يسمع :"هااا هل هكذا تقابلين اتصالي .. توقفي"

فرد عليه صوت مختلف :"اخير سمعنا صوتك بني .. لا تقلق عليها إنها معي"

ضياء بضحكة :"خالتي اهلا .. كيف حالك؟"

الخالة :"بخير بني .. المهم هو حالك"

ضياء :"بخير وقولي لصغيرتي أني انتظر مجيئها بشدة وأني بخير تماما"

قد سمعته اصلا لتضحك على كلمة ~صغيرتي~ فهي في العشرين من عمرها ومازال يناديها بذلك فردت :"طبعا سأتي .. أعرف أنك اشتقت لطبخي أكثر مني"

ضياء :"حسنا لا وجه للمقارنة الطعام بك لكن لا تقلقي كلاكما مهم عندي"

ريم :"هااا أعد لم اسمع"
ضياء :"قلت لا شيء مهم بقدر اختي صغيرة .. كيف لم تسمعي هذا؟"

ضحكة لتطمئن على حاله وتعده بالمجيئ غدا ورؤيته مع عائلة بهاء وهكذا طلبت أن تعيد الهاتف لبهاء فقالت بسعادة : "اخبرني ماذا يمكنه أكله حاليا لأطبخه؟"

لطالما كانت تنتظر عودته من جامعته البعيدة لتعد له كل ما يريد من اطباق بل أصبحت ماهرة بذلك لأجله

بهاء :"لا ترهقي نفسك كل ما تخيلته لا يمكنه أكله الآن .."

شرح لها الوضع لتفقد حماسها فكل شيء ممنوع تقريبا مع ذلك قررت صنع ما يمكنه أكله ثم قطعت الاتصال لتذهب لتجهيز نفسها من أجل غد

ما إن استراح عقل ضياء واطمأن الجميع طرق الباب ليختلط كل شيء ببعض داخله رغم أن قلبه لم يعد يؤلم إذا انفعل لكن حدث شيء ما به والاسوأ أين يمكن أن يهرب؟

فُتح الباب ليدخل رجل خمسيني طويل القامة ذو شعر اشيب يرتدي نظارات طبية ورغم كبر سنه كان واقفا بثباث وصحة جيدة، الافت بالأمر هو امساك يد ابنته صاحبة 23 سنة التي تحاول الاختباء حرجا من القادم

"مرحبا جميعا"

قال ذلك وقد وقعت عيناه على المستلقي على السرير ليبتسم للشخص الذي وقف قبل اسبوعين بكل جرأة أمامه رفقة والده طالبا يد ابنته قائلا كل شيء بصدق عن مرضه وعمليته القادمة ودراسته التي لم تنتهي وأهم شيء ذلك الوعد والوصية التي ابهرته

~حين أخرج من تلك العملية سأفعل أي شيء لأجلها وإن لم يحدث فأرجو أن تواصل اهتمامك بها وأن تختار ما هو أفضل لها~

رغم أنه لم يعرفه بل ضياء لم يكن ينتظر ردا منه بذلك الوقت بل بعد عمليته فما كان منه سوى ايصال ذلك لابنته لتقرر بنفسها وبعد أن سأل عنه تشوق لمعرفته حقا فلصدفة قد التقى والد بهاء اثناء بحثه ليخبره عن شخصية الشاب الذي عاش جواره لسنوات وعن حاله

رحب به والد ضياء بابتسامة ليقترب للسرير ويبتسم بدوره موجها كلامه لضياء :"كيف حالك؟"

رد ضياء ببعض الارتباك :"بخير .. سيدي"

رد بضحكة :"ماب ال سيدي هذه! .. سنصبح عائلة قريبا .. مازلت معنا صحيخ"

قال ذلك مبتعدا قليلا لتظهر أمام عيني ضياء صاحبة العيون العشبة التي رسمت ابتسامة خجلة وشعرها البندقي ينسدل بخفة مع انحناء رأسها

قد صارحت والدتها حين اخبرتها عن الشاب الذي حدث والدها كانت تتمنى أن تزوره اثناء عمليته دون اعذار كاذبة لوالديها ففهمت سبب رفض كل من تقدم لها تحت عذر دراستها التي لم تنتهي

بطلب ضياء وبقبولها قد سمحا لها بذلك لتنتظر استيقاظه دون أن يعرف ضياء بجوابهم والآن وقت رد كل سنوات الانتظار التي مرت وتحقيق ذلك الوعد فرفعت عينيه له لتبتسم

أخذ والدها يده لكتفها :"كل شيء بخير الآن"

اومأت برأسها ليتقدم والد ضياء ناحيته ووالدته أخذت يد امل ليجلسا قرب ضياء فوقت أن تتعرف عليها حقا قد حان رغم أن تلك الصغيرة قد كبرت قربها حيث كانت تزوره رفقة اصدقائه قبل دخولهم الجامعة والآن تراها شابة ازدادت جمالا وأدبا

لم تتوقع أن يفعل والدها ذلك ببساطة لكن ماذا ينقص الشاب الذي أمامها حتى لا يقبل مجرد مرض وقد تجاوزه

كانت زيارة سريعة فما حدث أن والدها أتى ليعيدها للمنزل فلا دراسة عندها غدا وبما أن ضياء بأحد مستشفيات العاصمة حيث تدرس فقد أراد أن يتفقد وضعه

بوجود والدها وعائلة ضياء لم تستطع قول الكثير لكن كل إنش من جسمها دل على سعادتها لاستيقاظه وقبل ان تخرج وصلتها رسالة لهاتفها التي تحمله بين يديها بتوتر وهي واقفت قرب الباب

*سأخبره مكانك .. شكرا لأنك قبلتي في النهاية*

كتب ذلك مع وجه مبتسم فالتفتت جهته لتجده كذلك فكتبت بابتسامة

*قد تركت الباقي لك من وقت طويل*

فضحك بهاء مبتسما لاخيه المحرج الذي كل ماقاله هو ماختم هذه الزيارة :"شكرا لقدومكما .. وآسف للازعاج"

والد امل بابتسام :"لا ازعاج في هذا بني انتظر شفاءك تماما .. نلقاكم على خير"

ابتسمت امل له ليرد بنفس الابتسامة ثم خرجا مع والدي ضياء

واخيرا تنهد سعادة وراحة فكل ماهو قادم سيكون أفضل

تقدم بهاء ليجلس قربه ممسكا قبضة يده :"ألم اخبرك .. قابله بصدق كلماتك وكل شيء سيسير على ما يرام"

هز ضياء برأسه موافقا ليفتح قبضته وتقع تلك السلسلة بيد بهاء :"يمكنك أن تعيدها لمكانها"

ففعل ذلك بسعادة ليضيف ضياء : "ويمكنك الاعتذار لها مكاني ومكانك فلولا اصرارك ما قلنا شيئا لوالدها .. ماذا لو حدث شيء لي؟"

امل كانت تريد زيارته وقد قالت ذلك لبهاء لكن حسب تفكيرها فلن يمكنها الكذب على والديها وتغيير طريق جامعتها لمكان آخر

بذلك جاء بهاء بفكرة الحديث مع والدها قبل العملية لتستريح امل لكن بهاء قد درس العملية بأكملها ونسبة نجاحها كان كبيرا فقط خاف مما يحدث بعدها وإن كان قلب ضياء سيحتمل ما سيحدث أي أن خطته التي كاد يفقد ثقته بنجاحها نجحت

ربت بهاء على يده مبتسما :"لكن لم يحدث وسأعتذر لا تقلق .. المهم أن الجميع راض بعلاقتكما الآن"

ضياء بابتسامة :"حسنا هيا تناول طعامك .. دون معارضة"

فنهض ليفعل ذلك ويتناول ما أحضره اصيل مضى الوقت ليحاول بهاء تحريك اطراف ضياء ليجلس على الأقل ويعود الألم مجددا ومع ذلك حاول كثير ليسندوه على الوسادة جالسا

حل الليل ليهجم القادمون على غرفته بسعادة ليتفقدوا حاله وتطمئن قلوبهم قد خرج والدي ضياء ليستروحوا بحديثهم فنزلوا لمطعم المشفى

كان ثلاث شبان كل منهم وسامته واناقته الخاصة اولهم رائد بعيون خضراء وشعر حرير أسود :"اخيرا وصلنا سأموت تعبا"

أما ثاني ذو شعر بني مجعد وعيون عسلة :"كأنك من كنت تسوق لتتعب أخبرتك أن نستريح لكن كنت متلهفا لرؤيته"

ثالثهم هشام وماميزه نظارته المخصصة للقراءة وشعره المحمر مع عيون صفراء كان اقصر بقليل من البقية ليقول بلطف بعيدا عن حديثهم :"ضياء سعيد حقا لشفائك"

دار الحديث عن رحلتهم الشاقة لليوم فبالكاد لوصلوا لمنازلهم ليأخذهم أمجد بسيارة والد مسرعين بالطريق تحت إلحاح رائد

والآن صديقهم بخير قربهم فوقف رائد ليصمتهم :"والخبر التاني بمجموعتنا بما أن ضياء حدث والد امل التي قبلت طبعا .. دور أمجد"

فصفق وحده ممازحا فحدق به أمجد منزعجا :"وإن لم أقل"

رد رائد ببساطة :"سأقول مكانك .."

قاطعه أمجد :"سأتقدم لنادين"

اندهشوا بعض الشيء ليضحك رائد :"لم تكن مجرد منافسة دراسة بينهما رغم أنها كانت تفوز عليه بمعظم الإمتحانات"

احرج امجد قليلا محاولا ايقافه تحت ضحكات الآخرين وتهنئتهم فهم يعرفونها رغم أنهم التقوها صدفة منذ سنة او أكثر لكن بالنسبة لامجد فقد كانا بنفس الجامعة لكن بتخصصات مختلفة

أكمل رائد :"كنا ننتظر مرور عملية ضياء لنخبركم"

امجد :"كنت احمقا بترك اسراري عندك"

فربت رائد على كتفه :"لا تقلق ستقبل سأكون معك حين تذهبون لمنزلها .. لن أتركك وحدك"

امجد :"ومن دعاك أساسا؟"

التفت رائد لهم متجاهلا كلامه :"من يأتي معي؟"

ضحكوا رافعين أيديهم هكذا اصبح حديثهم فلم تبقى سوى خطوات ليشكلوا عائلاتهم الخاصة

رائد :"مازال الموضوع بعيد عني لست وحيد عائلتي كما تعرفون إخوتي تزوجوا وزاد الديق بمنزلي يعني يجب أن اعمل وأجد منزلا مناسبا أولا"

امجد :"حتى اخواتي تزوجن أيضا بقيت اختي الصغرى يمكن القول منزلي فارغ .. بالنسبة للعمل سأستمر بالشركة التي اتربص بها فهم بحاجة مهندس وسيتم قبولي بعد التخرج كما قالوا"

رائد :"هاا هل تقصد أنك ستستقر هناك؟"

قصد المدينة التي يدرس بها هكذا استمروا بالحديث عن بعض الظروف وفي لحظة ما كسرت ابتسامة أحدهم فأين هو بين كلامهم والجيد أنه قرب اخيه الذي لاحظه وحاول الوصول ليده

فلامس بهاء يده فور تحركت قاطعا أفكاره :"أتحتاج شيئا؟"

هز برأسه بخفة نافيا ليبتسم له :"لا تقلق نفسك"

بهاء بابتسامة :"حسنا"

كان حديثا جانيا لم ينتبه له الآخرون وبعد وقت دخل الطبيب ليصدم من عددهم :"من سمح بدخولكم جميعا؟"

اضافة لوالدي ضياء اللذان معه فهذا كثير جدا، ببساطة قد صنعوا بعض المشاكل مع الموضفين ليدخلوا رغما عنهم تفهم الطبيب وضعهم مع اعتذارهم :"رايتموه الآن إذا انتهت الزيار ليبقى شخص واحد معه والأفضل أن يكون بهاء حتى نتدارك الوضع لو حدث شيء"

قال ذلك مبتسما لبهاء فقد ساعدهم كثيرا وتعلم الكثير بنفس الوقت

وقف الجميع ليخرجوا والوجهة واضح منزل اصيل الذين دعو نفسهم له، ذلك المنزل الذي لم يدخله صاحبه من أيام فإذا غادر المشفى يتجه لعمله مباشرة

قبل أن يخرجوا علا صوت ضياء :"هااي أنتم إن ازعجتم امي ولو قليلا اقضي عليكم .. بالاصل ستتركونها تستريح وتخدمون انفسكم هذا واضح"

والدته بضحكة :"لا داعي لكل هذا ضياء كلهم متعبون"

لكنه واصل تحديقه بهم ليردوا ويخرجوا سريعا :"حااضر .. لا تغضب"

هكذا ودعته والدته ليبتسم اصيل لها :"خالتي المنزل منزلكم افعلي ما تريدين أما أنا سأذهب لعملي بعد قليلا"

غادر الجميع ليبتسم اصيل لهما :"إذا حدث شيء اخبراني مباشرة .. دون مراوغة"

بهاء :"بالاصل قد فعلت الكثير يجب أن
ترتاح"

اصيل بضحك :"لا وقت لذلك"

لامس كتف بهاء :"اعتني به وكما اخبرتك"

ثم ابعد يده عنه سريعا والتفت لضياء ليضيف :"وأنت ارهقته بما يكفي اسرع بالنهوض"

هز ضياء رأسه موافقا ليخرج ويبقيا وحدهما موعد الدواء حان يحقن بهاء المغذي مجددا :"اخبرني إن آلمك شيء اتفقنا"

جعله يستلقي ليغير الاصقات الطبية على صدره واضعا دواء لجرع العملية ويخبره أنه دخل عملية اخرى

حين انتهى سأل ضياء :"متى يمكنني النهوض؟"
بهاء :"هذا راجع لك يمكن أن يحدث غذا أو بعده سيأخذ الأمر بضعت أيام لتسير كالسابق لكن لا ترهق نفسك"

ضياء بابتسامة :"إذا هل كنت تفعل ما فعلته بالايام الماضية"

ضحك بهاء موافقا متذكرا كلام اصيل

~حين يستيقظ ستصيبه جلطة سعادة بمجرد أن يعرف..~

عاد بهاء ليحرك اطراف ضياء حتى ينشط دورته الدموية كما كان يفعل بالايام الماضية صمتا بعض الوقت ليقطع بهاء ذلك الجو بكلمات حزينة :"لا أريد ازعاجك .. لكن هل يمكن أن تخبرني قصة السر الذي تخفيه؟"

توتر ضياء كليا ليحرج من نفسه وفوقها لا توجد طريقة لاخفاء وجهه فكم سنة مرت كان عليه اخباره فيها ما حدث: "السر! .."

*************

انننظروا مجددا الفصل القادم

لا افهم حتى كيف يمكن أن يخطر ببالكم اني ساجعله يموت كتبت وكبرتوا حتى يموت مثلا 😂😂😂 لتنتهي الرواية وساوضح بعض الاشياء .. استريحوا ضياء بخير ..لكن من يدري ما سيحل بالآخر

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top