*امل ستبقى معنا*
صورة لقتل القلوب
**********
أمسك يده ليطلب : خالتي أريده أن ينام معي
والدة ضياء: حسنا يا صغار اهتما ببعض
ريم بضحكة : لا تسهرا كثيرا عندكما دراسة غدا .. استمعا لكلامي أنا أكبركما
ابتسما لريم وتحدثا معا :حاضر
عادوا للمنزل، والد بهاء ذهب لغرفته ليستريح أما والدته بقت لتنظف الفوضى
تقدم بهاء عندها : امي سنساعدك
الام بضحكة : لاعليكما اذهبا لتناما ضياء فعل الكثير هو متعب
إذا كان كذلك فأخذه بهاء ليجلسه على الأريكة : ضياء اجلس هنا ولا تتحرك
ضياء بضحكة : حاضر
ذهب ليساعدها غسل الأواني معها، نظف الأرض وفوضى الزينة المعلقة و ضياء ينتظره
«كيف تحتمل كل هذا .. إذا هكذا عشت خلال السنتين الماضية»
انتهى من تنظيف ليسرع عند والده، قليلا ما يدخل غرفتهما وفوق اندهاشه تقدم بهاء ليقبله مجددا قبل ان ينام
ابتسم عائدا عند والدته ليضمها : امي لن أسمح لكِ بأن تبكي أنا آسف سنعيد كل شيء من البداية
«كأنه يعرف أني سأبكي بعد كل هذا» لكن قالت : حاضر كما تريد
قبلها على خدها أيضا : تصبحين على خير
والدته بابتسامة : وأنتما أيضا كل شيء موجود في غرفتك أخبرني إذا احتجتما شيئا آخر
ذهبت أمه لغرفتها أما هما صعدا الدرج لغرفة بهاء، بهاء الذي أنزل رأسه بكآبة فقد وصل لنهايته
دخلا الغرفة والمصباح مشتعل فأقفل ضياء الباب خلفه بسرعة ليخطفه لصدره
انهمرت تلك الدموع بهدوء ندمًا و ألمًا : ضياء .. أنا حقا .. آسف
داعب شعره رادا : لن يحدث شيء لي .. ابكي قدر ما تريد أنا معك قل كل ما يؤلمك .. سأسمعك
_آسف .. لم أستطع التحمل
«بل تحملت كثيرا»
وبذلك الوضع زاد بكائه سوءًا ليخرج ما أثقل صدره بليلة واحدة جمعت كل سنوات حياته التي مرت : طوال العشر سنوات الماضية كانا خلف لؤي يبتسمان ببساطة دون أن أهتم .. لؤي من أضمه طول الوقت وأقبله .. عندما أبكي أو أكون سعيدا .. هذا اليوم لم يكن بهذه السعادة في المرة الماضية فقط ابتسمت بغباء لهما حتى لا يفهما أني أتمنى أن يعود لؤي بسرعة لم أطلب شيئا لأنه طلبي الوحيد .. لؤي لم يكن موجودا وهذا كل ما كنت أراه لكن اليوم
غرس وجهه بصدره هاربا مما حدث وشده من ظهره أكثر فأكثر : اليوم لؤي كان يبتسم بقيت أحدثه وأنا أعرف أنه لن يرد لكن أنا أجده أمامي كل مرة تكون قريبا فيها .. ضياء صدقني لست بديلا للؤي لكن أحيانا أراه معك لماذا؟ هو ليس موجودا لكني أراه .. ضياء لماذا؟
كيف له أن يجيبه : لا أعرف لماذا لكن أنا حقا أحسدك على هذا أنا لا أتذكره ولا أحد يرى لؤي مثلك ألست سعيدا لأنك تراه؟
مازال فيضان دموعه لم ينتهي : لكن عندما أخبرتهم .. لم يصدقوني في البداية وبعدها .. ضياء هذا غريب لا تكذب
_ولما أكذب لست غريبا عندي كم مرة أخبرتك قل أي شيء سنحاول أن نفهمه معا
كان يتجاهل الجميع عالمه كان لؤي فقط و بهاء من اختار ذلك العالم دون شعور منه بالآخرين
فواصل ضياء طمأنته : لا أحد كان يعرف لا تقلق يمكننا إصلاح كل شيء
مع ذلك استمر بالبكاء حتى لامس رأسه فجأةً : ضياء .. رأسي بدا يؤلمني
ابتعد ضياء ليمسح دموعه : حسنا توقف إذا كل هذا بسبب البكاء
مازالت بضع دمعات عليها النزول : هذا يكفي كل شيء هادئ الآن
حدق بتلك العيون الزرقاء المحمرة الدامعة وهو يلامس خديه ماسحا دموعه ليقول : من وقت طويل أردت إخبارك بشيء .. أتعرف زرقة عيونك تصبح بشعةً عندما تبكي
ليس معتادا على كلام كهذا فأنزل رأسه وبدأ بمسح دموعه وحده : كفى حماقة
أما ضياء فمُصر على كلماته : اه اه تكونان جميلتان جدا عندما تضحك
فأضحكه هذا بخفة : اصمت توقف
انخفض ضياء محاولا رؤية وجهه ممازحا : أنت تضحك هياا أريد رؤيتك لاتقل أن كلامي أحرجك .. يمكنني قول هذا لأخي
فرفع رأسه ضاحكا : ضياء انت احمق
عدل ضياء وقفته ليرفع يديه في الهواء بسعادة وهو يرى ضحكات بهاء : أتعرف أن زرقتها كسمائك التي تحبها تبدو الآن صافيةً مثلها بعدما تمطر
زاد ضحكه مع محاولة إقاف كلامه : أصمت ألا تسمع
ضمه ضياء بسعادة و قد تغير مزاجه : لكن لا أحب ان تمطر سمائي .. اضحك فقط وسنحل كل شيء معا لا تقلق
عادت ابتسامته الهادئة بين ذراعي اخيه : جيد أنك اطول قليلا لأضمك هكذا .. حقا هذا مريح
فعاد ضياء لمزاحه : هااا بل أنت أقصر بكثير
ابتعد منزعجا فلا مجال ليعكس كلامه فضياء أطول منه حقا لكن في النهاية : أنا أكبر .. أصمت
ضحك بعض الوقت على جديته لتأتيه فكرة طرحها مباشرةً : لنشتري هديةً لوالديك بما أن الجميع يحب المفاجآت
_لؤي كان يفعل ذلك ويسعدهما .. فكرة جيد
ببعض الارتباك رد ضياء: أتملك حصالة أو شيء كهذا .. آسف لا يمكنني مساعدتك صرفت كل ما أملك من أجل هديتك وامي أكملت الباقي
_لا عليك
قال ذلك ليسرع بفتح خزانته فاخرج حصالة معدنية ليعطيها لضياء وما إن حملها : هااا كم تملك إنها ثقيلة
_لا أعرف كيف امتلأت لم أفتحها طول السنتين الماضيتين كما أني لم أضع شيئا بها
ففهما أن والدته من ملأتها، جلسا ليفتحاها ويعدا ما فيها بضحكة قال ضياء: أنت غني جدا .. إنها تكفي وتزيد
فتحمس بهاء : حسنا إذا يمكننا أن نشتري طعاما أيضا بما أنك تحبه أو افعل ماتريد بالباقي لا أحتاجه
_لا تكن لطيفا كثيرا أنا شرير
فكرا ببعض الأشياء المميزة التي يمكن شرائها واقرب فرصة حسب تفكير بها ليفعلا ذلك ستكون بعد أن تنتهي الحصص يوم امتحان المشاركة فعليهما ان يدرسا بجد ويعوضا ما فاتهما اليوم فقال ضياء بتوتر : حسنا بعد المدرسة يجب أن أعود للمشفى من أجل الفحص خرجت بسبب عيد مولدك فقط
حدق فيه بغضب : أحمق لا تفعل هذا مجددا؟
ابعد عينيه متجنبا نظرات بهاء : إذا اليوم الذي بعده
بهذا ستحل مشكلة والديه و سيسعِدهما فعلا التفاؤل وجهه ليمازحه ضياء : عيناك أجمل بكثير الأن .. ينقصنا موعد مع والدتك لأجل شعرك وحسب
فعاد انزعاج بهاء : أخبرتك ألف مرة أن تصمت
هذا جعل ضياء يضحك اكثر، أخيرا عاد تركيز بهاء لما يحيط به فانتبه للفراش بمنتصف الغرفة ليسأل عنه فرتبك ضياء لا يعرف كيف يحيبه : أردت أن نسهر معا قليلا
حدق بالفراش للحضات ثم وقف بحيث الفراش خلفه طالبا من ضياء أن يقف ويضربه بل أصر عليه أن يفعل
_لا أريد حتى لو مزاحا .. بل يستحيل أن أضربك
أخذ يده ليجعله يقف مقابلا له : حسنا لا تخف ثق بي قليلا فقط اتفقنا
بحركة خاطفة رفع بهاء يد الاخر واستدار ليضعها جهة كتفه ثوان حتى يجد ضياء نفسه مرفوعا في الهواء ليقلبه على ظهره فسقط ضياء متجمدا من خوفه على ذلك الفراش
لم يفهم شيئا غير الصراخ ضاحكا : هاااا لن أثق بك مجددا
نزل بهاء بركبيتيه جهة رأسه بفزع : هااي لا اقصد هذا .. انت بخير .. لم يحدث شيء اليس كذلك
ابتسم بوجهه : يجب أن تعلمني بسرعة .. هذا مذهل
لم يتحرك ضياء من مكانه ليقول الاخر ناظرا له : ضياء .. هشام قال شيئا مهما أمس و ربما لم أفهمه جيدا
_ماذا؟!
~أنا أريد الاعتماد على نفسي بدل الاعتماد على أموال والدي هذه كل القصة .. إن تعلق الأمر بدراسة سأحاول أن لا أخسر~
كانت كلمات جميلة ليرد ضياء: جيد وإذا ما الذي لم تفهمه
بهاء : ما الفرق بين أن أعتمد على نفسي ولست بحاجة لأحد؟ ربما أخطأت في فهم ما علمني لؤي!
جلس ضياء مستديرا له وبعد تفكير أجابه : من لا يحتاج أحدا سيكون أنانيا مغرورا وسيبقى وحده دون أحد بما أنه لا يحتاجهم لكن من يعتمد على نفسه لن تكون عنده مشكلة في طلب ما يحتاجه من الآخرين ربما هكذا ..
بعبوس قال بهاء : أي منهما أنت؟
_لم أطلب مساعدة أحد في المدرسة لكن قبلت بمساعدة رائد والاستاذة في تدريسي كما أني لم أساعد أحدا .. حسنا عدى امل .. لم أرد ان يقتربوا مني كثيرا
فأكمل ضاحكا :ربما لا أنتمي لأي منهما أصلا
عبس وجهه أكثر ليرد : ولؤي لم يرد أن أكون وحيدا أي أني أخطات مجددا في فهم ما علمني
أراد ضياء طمأنته لأنه في البداية فقط لكن بهاء يكاد يقنع نفسه : إذا أنا أناني ومغرور حقا .. لؤي لا يحب ذلك
تعابيره كارثية حقا فرد ضياء : لا أنت لا تفهم فقط صدقني
_امم
بهذا عادا للحديث عن تصرفات بهاء فهو لم يكره أحدا فقط يخاف أن يلمسوه فكان يتجنب الجميع حتى والديه أما الآن لم يبقى سبب ليخاف منهما فقال ضياء : وبهذا يكون الحب عدم خوفك عندما يضمك شخص ما
_ربما
«ضياء لم يكن مخيفا من البداية لم أنسى أني أحبه حقا .. لحظة» فقال بهاء منفعلا : ضياء ليس من أجل هذا فقط لقد فعلت الكثير لأجلي لم أجد سببا حتى أكرهك أصلا
«فعلا بدأ يهتم لمشاعر من حوله» فرد ضياء : لا تقلق لا يمكنني أن انزعج منك مهما كان
_حسنا أخبرني حين أخطئ
هكذا أخبره عن التنمر الذي تعرض له قبل أن يعيد سنته الاولى، أخبره عن نظرة الجميع له وقتها، ما فعل ليتوقفوا، عن قصة الاقلام أيضا ففهم ضياء انه يبالغ بقلق وأن بهاء قادر على حماية نفسه في النهاية لؤي لن يغفل عن شيء كهذا بل استمر بتعليمه بعض طرق الدفاع عن النفس دون أن يهتم لعقاب والديه المتكرر
ضياء بابتسامة فكل ما قاله يعني شيء واحد : إذا لؤي حقا يعرف
_نعم .. هذا ما احاول قوله وكأني كنت صفحة فارغة كتب فيها الكثير من الأشياء المذهلة أنا لست رائعا لؤي علمني فقط
_و أنت ستعلمني
_طبعا ..
اراد قول الكثير بقمة الجبل لكن ذكر أسوء ما حدث فقط وبما أنه وجد نفسه يجيد كل شيء وحده فلم يحتج أحدا حتى والديه
عاد عبوسه ليسأل : رغم أني لم أتصرف معهما بسوء لكن لم أقدم شيئا لهما بالمقابل .. ضياء يمكنني تعويضهما مازلت ابنهما ..
بابتسامة دافئة رد عليه : طبعا صدقني لا أحد يكرهك ولؤي علمك كيف تعتمد على نفسك لقد فهمت
لا داعي ليصرخ بقمة الجبل سيخبر ضياء بأي شيء وهكذا تذكر ماقاله وقتها
~امل سيكون شخصا مذهلا~
فقال متفاجئا : وعدت أمل أن تكون مذهلا هذا ما تنتظره
_هااا
_يمكنك ان تريها ذلك بهذه المسابقة سندرس كثيرا غدا
_لاااا هذه المسابقة لأجل طلبك فقط
_أحمق
أخيرا تذكر هدية امل فطلب منه أن يغمض عينيه بلهفة ويستلقي على الفراش وبعد لحظات أطفأ المطباح : أنت لا ترى شيئا صحيح
بضحكة مغمضا عينيه : نعم
استلقى جواره و بكل فخر مما يراه : يمكنك ان تفتح عينيك الآن
دخل في صمته منبهرا، توسعت عيناه فور فتحهما مرت بعض الثوان ليتذكر أنه يمكنه الحديث لا بل الصراخ مطيلا بكلماته : ضياء .. هذا مذهل جدا .. كيف وسط الضلام أنا أنت والنجوم حولنا من كل جانب
وضعها على السقف، الجدران، نثر البقية أرضا وبكل مكان، لا يوجد أي ضوء غير هذه النجوم المضيئة
وقف بسعادة غامرة فاستدار بضع دورات ببطئ حول نفسه يتأمل كل شبر بغرفته ومن كثر دهشته صرخ مجددا : ضياء تحدث هذه غرفتي أو ماذا ضياء .. كيف هذا حتى أنها على الأرض
رفع صوته أكثر : كأننا صعدنا للسماء .. ضياء ماذا يحدث؟
جلس مكانه ضاحكا يراه وسط نجوه وسعادته : هااا توقف عن الصراخ ستوقظ والديك
فجثى أرضا ليعانقه أي سعادة هو فيها : هذا أكثر بكثير من أي شيء أخر شكرا
ضمه ببعض العبوس : ماذا إذا هديتها أفضل من هديتي
ابتعد بنفس العبوس : هاا اليست منك؟
فضحك ضياء ليؤكد كل ما تعلمه بهاء عن تلك الكلمة : أمزح إنها هدية من ~صديق~
_صديق من تقصد؟
_امل أهدتك السماء .. طول المساء وأنا الصقها مع خالتي لتكتمل هديتها
تداخلت أفكاره بلحظة بعبوس : كيف عرفت؟ لكن لمَ امل تفعل هذا؟
_هااا أعد سعادتك .. قالت أنك مثلها وربما لم تحصل على هدية من صديق من قبل وهذا يسعدك أو يسعدني بالكاد فهمت ما قالت
_معها حق لم يحدث هذا من قبل لكن ..
_هاا ما بك؟
فنظر له بأسف : ضياء هل تخاف أن تبتعد امل عنك
_أتقصد أني أغار منك بسبب هديتك
_لا أعرف ربما هكذا
انفجر ضاحكا من تفكيره ليخبره ما حدث : لقد اعطتني نجوما أيضا 100 لي و 100 لك رغم أنه عيدك أنت .. لا أعرف لماذا .. أتعرف أعطيتك أكثر من نصف نجومي لأصنع كل هذا سأحتفظ بالبعض فقط
_هكذا لن تغار امل تفكر ليست مثلك و لمَ تعطيني شيئا أعطته لك؟
بصراحة اجابه : لمْ تكفي نجومك
_بدأت اشفق عليها .. إذا لا تخاف أن تبتعد أحمق هل تحبها حقا ?!
بابتسامة واثقة رد ضياء : ولكني أحبك أيضا وسأقتل البقية .. ما يهمني حقا أن لا يؤذيكما أحد
مع بعض السخرية رد : ضياء لمَ انت بهذه الروعة والحماقة؟
فضحك : حسنا روعة أخي أعدتني والأخرى جد لي جوابا
_لهذا يجب أن أحقق وعدي لها بسرعة أو ستبتعد .. إن لم تكن سعيدةً معك فسأقتلك أتسمع؟
_هااا اليس من المفترض أن تفكر بسعادتي اولا!!
ضرب رأسه بكف يده : امل أنا آسف حقا لتوريطكِ مع هذا الأحمق
«حاليا أنت أهم من الجميع لكن امل حقا شكرا» فطمأنه مبتسما : كما تريد ستكون سعيدة أعدك
_جيييد
«لا تريد أن يحدث أي شيء بيننا بسببها فأهدته نجوما أيضا .. إصلا من أجل تعاملك معي وافقت تعرف أنك ستعاملها بنفس الطريقة» رفع بهاء يده مشيرا للسلسلة على معصمه : ضياء هديتك أفضل
_أعرف أنك تحب النجوم أكثر لا داعي لستُ منزعجا
_ بل أحب أخي أكثر .. صدقني
مازال يصدق بعض الاشياء فضحك عليه ثم أشار لثلاثة نجوم في السقف جهة سريره : أنظر هناك ..لا أحفظ مواقع النجوم مثلك لكن هذه نجوم ثلاثتنا
كانت أكثر النجوم التي يحبها بهاء قربه الآن فازدادت سعادته : رائع إذا سأراكما دائما قبل أن أنام
فأخذ الآخر يديه بقلق لكتفي بهاء : كنت تنام جيدا اليس كذلك .. أرجوك لا تخفي عني شيئا
_نعم لا تقلق كل شيء بخير ..
مع ابتسامته استلقيا على الفراش بجانب بعض ليحدقا بالسقف وما كان يفكر به بهاء شيء أخر
«كل هذا القلق وتقبلك لي و بقائك معي رغم كل شيء ستكون هكذا مع امل أيضا طبعا ستوافق أنا أفهمها»
أخيرا أتته الفرصة ليعتذر عن صراخه عليه أمس ويخبره ماحدث كاملا وكل ما رد به بهاء : حسنا لابأس انزعجت قليلا لكن قلت أن لديك أشياء تخصك
رفع يده للسماء كأنه يحاول امساك نجم ورغم قربها لا يمكنه ذلك فأكمل كلامه بعد تنهيدة قصيرة : تعرف .. واقعك لا يحتوي بهاء فقط
«قد تفعل أي شيء لأجل من تحب وامل لاتريدنا أن نبتعد عن بعض»
رفع ضياء يده بالهواء أيضا فنطق الاخر ضاحكا : ماذا؟ أتريني أن ذراعك أطول قليلا
_بل كثيرا لدرجة
قبض يده في الهواء ثم أدارها ليد بهاء محققا أمنيته
قد وضع نجمةً مضيئةً بيده فابتسم بهاء : هل أصدق أنك أمسكتها
_نعم إنها لك
_سأحتفظ بهذه أيضا وخذ البقية
حدق بالنجمة ثم التفت لضياء : سألصقها بجانب نجمتك هذه لأمل أصبحنا أربعة
_هل أضحك أو أحرج من كلامك الآن ؟!
فعلا لم يعرف بما يشعر فتوتر قليلا ليخبره الحقيقة : أنا فقط أمزح حملتها من الأرض كانت بيدي .. لم أقصد شيئا
بهاء مُصر على كلامه : امل ستبقى معنا
لاشيء سيغير قناعته، أصلا امل تعامله بشكل جيد كما أن بهاء يستريح كثير بالحديث معها والسبب واضح
«ضياء يحبها»
حتى لو كان لا يفهم ذلك الحب حقا فعلاقتهما تعجبه
مجددا ضياء يشرح له : بهاء لاشيء خاص بيننا يمكنك الدخول متى ما تريد والتحدث أو السؤال عن ما تريد وأخبرني حين أزعجك المرة القادمة سأقتلك إذا ابتسمت بغباء
_حسنا
«ااه كل هذا من اجل حسنا فقط»
قال بهاء بهدوء محدقا بالسقف : ضياء أنا أخفي بعض الأشياء عنك حين ستفهمها اعتبرها هدية مني
_هدية حسنا سأنتظر لكن لا تؤذي نفسك اتفقنا
_امم
صمتا بعض الوقت ثم أدار وجهه لضياء بفضول لا بل استدار كليا حتى يركز معه جيدا فلمْ يسأل ضياء من قبل ولمْ يزعجه بما أخبره الآخرون عنه انتظر خروجه والآن هو الوقت المناسب : لمَ اخترتني من بين الجميع؟
استدار له ايضا ورغم الاضائة الخافة تمكن من رؤية ابتسامته وبريق عينيه لم يجد جوابًا غير ما قاله من قبل : اخبرتك لقد علمتني أن لا أستسلم .. أن أثق بنفسي .. شيء كهذا
وأحيان ينسى ذلك فسأل بهاء مجددا فقد وضح من قبل سبب حديثه مع ضياء من البداية أما ضياء : ولمَ حدثتني من البداية؟ أخبرني رائد أنك كنت تجلس وحدك دائما
تنهد قليلا من فضوله الغير متوقع ليرد : أظنني استسلمت من استسلامي لم استطع ان اكمل وحدي .. أتعرف عدت بالوقت المناسب تماما
_أحمق ابتعدت عن الجميع وأنت تكره الوحدة
_سعيد حقا أني وجدتك قبل أن ندخل المدرسة .. فأنا شريرها الذي يجب أن يبتعد عنه الجميع
_ااه كفى حماقة اتفقنا على أني لن أنساك كنت سأرى لؤي معك في أي مكان
أخذ ضياء رأسه جهة صدر أخيه فمعنى الأمان يكمن هناك بعد والدته ولم يبقى سبب واحد يجعل أي طرف يخفي أي شيء عن الأخر : لو بقيت أعاند أكثر ربما كان توقف يوم شاجرتك لم تكن كالجميع .. كنت أخاف أن تبتعد
فأحاطه بذراعيه ضاما رأسه له ليستقر بصدره كالطفل حقا : إذا كان يؤلم كلما قلت بأنه لا ينبض
بضحكة ساخرا من نفسه رد ضياء : حسنا معك حق أضف يوم شاجرت امل أيضا
_هااا إذا أنت تخاف من أن تبتعد
«إحراجي أصبح أحد أعماله» فأحرج تماما : اصمت
فلاعب شعره ممازحا : أخبرني أخي
بهدوء مخفضا صوته باحراج : لم اتوقع أن تتشاجرا فجأةً .. تخيل لو ضربتها بسببك .. افهم أني لا يمكنني أن أسيطر على أعصابي فتوقف عن اللعب بي
فطمأنه بأن ذلك لن يعاد أبدا ثم اضاف : و لا أحد سيبتعد
_بهاء يمكنني اعتبار ذلك المستقبل حلما
بتفائل رد بهاء : ليس حلما فقط إنه هدف ويجب أن تصل له ستشفى وتكون بمستقبلنا جميعا
بابتسامة : حاضر
فاخبره بهاء عن لؤي الذي انتظر منه ايجاد حلم بنفسه دون تدخله وكل ما قاله له ~إنه شيء خاص بك عليك فقط أن تدرس كثيرا وتُجيد كل شيء وعندما تجد حلما ستحققه ببساطة~ ذلك أعجب ضياء فتفائل من أجل المستقبل أما بهاء فقد رسم مستقبله : وانا سأكون طبيبا وأتخصص بجراحة القلب لن أسمح لأي أحد أن يستسلم .. بدايةً بك اتفقنا
_هذا أكثر من رائع ستكون مذهلا جدا
«ليس كلاما فقط سأفعل الكثير حتى ينتهي خوفك» مع ذلك سأل بهاء مرتبكا : ضياء يمكنني تقبيلك حتى السنة القادمة فقط
_و لمَ تسأل؟ افعل فقط
_هذا غريب بالنسبة للجميع أكره أن يراقبوا تصرفاتي وأنت لمْ تقل هذا من قبل .. مع أن مجرد ضمك وسط الملعب أحدث مشكلة لو رأوا لؤي فماذا سيفهمون
بضحكة : ماذا تقصد؟
_قبلةة قبل النوم وواحدة حين استيقظ ..حين أصنع انجازا ما أو افهم شيئا ما .. عندما ابكي أو يعتذر .. بتختصار طواال الوقت يقبلني
فانفجر ضياء ضاحكا بين ذراعيه ليضيف بهاء : الآن فقط فهمت لمَ توقف عن ذلك بآخر سنة كنت صغيرا كما أن لؤي أكبر بكثير لن يستغرب أحد هذا .. لكن لأني كبرت ولأنك بعمري حدث ذلك
_أنا آخر شخص قد يهتم لكلام الآخرين فلا تقلق
فقبل رأس ضياء بلطفه المعتاد الذي لولاه ما تقدم ضياء للأمام كما يفعل
فقال بهاء مشجعا بعد تلك القبلة : ضياء ستشفى لا تقلق سأبعد أي شيء قد يحزنك أو يغضبك من طريقنا .. فقط أريد بعض الوقت
«نعم بعض الوقت هو الحل»
لكن ماذا لو حدث وتوقف الوقت عند ضياء قبلها، كانت اكثر فكرة ترعبه رغم كل التفائل الذي انتشر بجسده
فأعاد رأسه للوسادة قرب رأس بهاء قائلا بجدية : بهاء لنخبر شخصا أخر ليساعدنا في فهم مايحدث لك
لف الضيق صدره مباشرةً لن يستطيع احتمال معانات أخرى، عبس وجهه ليرفض : لا ضياء بالكاد أصلحت علاقتي بوالدي أنا ..
وضع يده على وجه بهاء قاطعا ذلك التوتر بابتسامة : ليس عائلتك .. بهاء لن أتخلى عنك .. لا تخف لكن إن لم ترد فلابأس سنجد حلا أخر
ببعض التوتر فليس سهلا أن يظهر نفسه لأي أحد ببساطة: إذا من؟
بقيَّ يلامس وجهه ليهدأ مجيبا له : فكرت في أستاذة الفيزياء عاشت كثيرا وتعاملت مع الكثير سواء كبار أو طلابا مثلنا ودرست في جامعة هي مثقفة جدا أما نحن صغار بالنسبة لها ونجهل الكثير
لم يغير شيئا من وضعيته ليكمل فكرته : كما أن والدتانا لم تكملا الجامعة ووالدك أيضا ربما لم يفهما ما حدث لك حقا .. فكرت بوالدي لكنه عصبي أكثر مني ولن يحتملنا أصلا لا علاقة للمحاكم بما نريد حتى يساعدنا .. اسف انا فكرت كثيرا و لم اجد جوابا غير انك خارق
والد بهاء كان عسكريا متقاعدا لم يكمل جامعته ومع مرور السنوات تطور عمله ليكون جنرالا مهما أما والد ضياء فأحد مسؤولين بالمحكمة
كل ذلك الشرح مع أخر كلمة جعلته يهدأ بل يثق به ليبتسم : إن كنت ترى أن هذا مناسب فلابأس .. لنخبرها
_مازلت تستطيع فعل أي شيء حتى لا أبتعد .. اتفقنا
فأمسك يده ووضعها جهة صدره قابضا عليها لينهي ما تبقى من خوفه فشخص أخر سيعرفه، كيف ستكون ردة فعلها؟ ماذا قد تخبره؟ بل هل تملك جوابا يرضيه أو أنه سيعاد ماحدث ببساطة؟
في الوقت الراهن سيثق بأخويه، بمن سيبقى معه ومن علمه
«لابأس بالآخرين لكن عدم ثقتكما بي مؤلمة حقا» فقال بعد أن هدأ تفكيره : آسف لانزعاجي منك وآسف للؤي أيضا
ربت على قبضة يده بخفة : لا تعتذر في النهاية جميعنا نخفي خوفا ما بداخلنا
_امم
عادا ليحدقا بالسقف و بعد وقت تذكر أن عليه أن يجيبه : ذلك الواقع الذي تحدثت عنه لم يكن بهذه السعادة وبهاء بعيد
صمت ينتظر رده فاستدار له بعدها ليفهم أن هذه اليلة انتهت بنوم الطفل الصغير بجانبه فقال بهدوء مبتسما : مهما كان ما ييحدث فلا أريد لبهاء أن يتغير خصوصا هذه البرائة التي يملكها
حاول افلات يده بلطف من قبضة بهاء حتى لا يوقظه، احضر غطاءً وغطاه بحرص ليحدق بوجهه بضع ثوان
«إن قدمت سعادة العالم لك فذلك قليل عليك .. عانيت كثيرا بسببي ولم تلمني لحد الآن»
أمسك يده كما كانت وناما معا كان يعرف أنه سيبكي والنجوم خطة بديلة ليهدأ بعد تلك الحفلة وقد نجح بذلك
~شكرا امل~
*******فصل اضافي
-ضياء استيقظ .. اريد مساعدتك
قالها بهاء وهو يهز ضياء ليوقظه وبعد محاولات كثيرة جلس بتثاقل امامه : هاا بماذا
كان بهاء قد رتب الغرفة و بقي الفراش على الأرض فقط فاجاب بسعادة : حسنا فكرت في تحضير فطور لوالدي
_حسنا حسنا وهل تجيد ذلك
_لنجرب
اكملا ترتيب الغرفة وبعد ان عاد نشاط ضياء نزلا للمطبخ
ضياء :وإذا ماذا سنفعل
_امم لنصنع كعكةً صغيرة
_تتذكر كيف كان يصنعها لؤي
_طبعا
قد صنعه الكثير له وهو يراقب فأخذ المكونات من طحين بيض سكر وما الى ذلك ليضعها على طاولة مع وعاء خاص لتحضيرها
قال بهاء بلهفة و هو يبحث عن خلاط : ضياء اكسر بعض البيض ريثما اجده
_حسنا
بدأ بكسر البيض بل تكسيره نزل الكثير من القشور بالوعاء فقال مرتبكا يحاول نزعه من بين البيض اللزج : بهاء لم أطبخ طول حياتي لاتمزح معي
وقف ليجد ان البيض على حاله كما اخرجه من الثلاجة :المفترض أن تغسلهم أولا
-كأنها ستكسر بسهولة لو غسلت
فأخذها بهاء غسلها وكسرها بالوعاء ببساطة فانبهر الآخر فلم تنزل أي قشور : هاااا خارق
بضحكة قدم له كأسا : مجرد بيض أحمق .. أكمل وضع البقية بقدر هذا الكأس
لحظات ليجد بهاء خلاط كهربائيا وضعه على طاولة ثم التفت ليصنع القهوة قائلا : ضياء اخلطها جيدا
فعلت ماقاله ثم نظر للخلاط وصله بالكهرباء ثم : بهاء كيف استعمله
فعاد بهاء له اشعله و بدأ بخلط كل شيء ثم اعطاه لضياء : دقائق لنضع الطحين والخميرة و سننتهي او لا تعرف كيف؟
_ليس لهذه الدرجة
هكذا انتهيا ليفرغا ما خلطا بقالب دائري ويضعاها بالفرن وبهاء قد انهى صنع القهوة ثم : لنرتب المكان
أما ضياء فكان ينفذ وحسب «لا أفهم قصته مع النضام ولكن ولدان بعمرنا المفترض أن تعم الفوضى المكان وأن نحرق ما نصنع لكن كل شيء مثالي»
نضجت الكعكة اخرجاها من الفرن زيناها ببعض الفاكهة وشوكولاتة الذائبة ووضعاها على الطاولة مع عصير وقهوة وحليب ونظفا المطبخ مجددا : انتهينا
وضع ذراعه حول رقبته : أنت راض الآن
_نعم شكرا
_لم افعل شيئا وقت أن أذهب وسندرس كثيرا اليوم
_هاا ابقى للفطور
_لدي أم هناك وأخت ستقتلني
_حسنا سنفعل هذا بمنزلك المرة القادمة
_حسنا نلتقي لاحقا
خرج ضياء ليسرع بهاء لغرفة والديه مناديا عليهما حتى خرجا ليأخذهما للمطبخ
فاندهشا من أول نظرة لطاولة الافطار
الاب: انت صنعت هذا
الام: تبدو لذيذة لكن اين ضياء
بهاء: عاد لمنزله لقد ساعدني
الاب بضحكة : وتجيد الطبخ لنتذوقها
«مازلت لا أعرف إن أمكنني الحديث عن لؤي»
فجلسا لتتذوقها والدته اولا : لم نتاولها من وقت طويل مازالت لذيذة
فتبعها والده : معك حق .. إذا تعلمتها من لؤي
الام : اهاا صنعها كثيرا لك .. خذ معك قطعة لضياء
بهاء: نعم .. و المهم انها اعجبتكما
قبلت والدته رأسه : شكرا بني
فلعب والده بشعره : رغم أنك في الرابعة .. أحسنت
« ابي لا يضرب رأسي كما كان يفعل لك لؤي .. هما سعيدين الآن لا أريد أن أخاف منكما مجددا»
***********
رأيكم ... توقعاتكم .. اسفة لتاخير
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top