~المستقبل~
قريب لاصيل مستقبلا ☝☝
............
_اسمع لا داعي لتجبر نفسك على النوم احضرتك لتستريح استلقاءك على السرير وحد كاف .. أو لطبيبنا رأي آخر
قالها اصيل بعد وقت من اطفاءهما مصباح الغرفة وكل منهما مستلقيان على سريريهما ليناما لكنه مدرك بأن قلقه أكثر من ذلك
بهاء : مازال أمامي سنتين لأكون الطبيب الذي تتحدث عنه أما الآن ..
قاطعه بسرعة : صدقني ماقدمته كاف انتظر فقط حين يستيقظ ستصيبه جلطة سعادة بمجرد أن يعرف أنك من كنت تغير ذلك المغذي
ضحك بهاء بخفة : توقف عن اضحاكي فلا مزاج عندي لذلك
بتدمر رد عليه : مزاجك يريد أن يبكي حتى تشرق الشمس لكن ذلك ممنوع في قوانينه
بهاء : اصمت إذا
قالها بهاء وهو يستدير للحائط مغمضا عينيه بقوة فحل الهدوء الغرفة مجددا
لحظات ليشعر بيد ما تلامس وجهه وتلك الكلمات ترددت بعقله
~لن يحدث شيء لك بغيابي~
فهز برأسه موافقا يحاول مقاومة نفسه وحين فتح عينيه يجده مضيئا مبتسما قربه
~أخيرا سيصل الوقت المناسب الذي سأخبرك به سرا مهما بعد كل تلك السنوات لكن إن لم استيقظ فانسى ذلك تماما~
عاد ليغمض عينيه ~سر!!~ ماذا يخفي ضياء عنه؟ لم يلاحظ ذلك أبدا عاشا معظم حياتهما معا فأي سر يقصده لم يكن أي سر عادي بل شيء مر عليه سنوات
فنطق بصوت مرتجف : اصيل ما الذي يخفيه ضياء؟ تلك الفكرة لا تختفي من عقلي
اصيل : فاجأتني بكلامك يوم اخبرتني فحقا أنا لا أعرف لكن لا تقلق مهما كان فاخفاءه لمصلحتك
بهاء : مصلحتي! .. حسنا وماذا تخفي أنت عنا لتنتظر استيقاظه؟
اصيل بضحكة : اسئلتك مازالت مزعج أنا قربك وكأخ لك أيضا فلاداعي للفضول
ابتسم بهاء : لم تنسى تلك الأيام .. حسنا أنا الكتاب المفتوح الوحيد بينكما
اصيل بضحك : حسنا لا تقلق صدقا أنا متفائل جدا بشفائه سيستيقظ قريبا وتعرف كل شيء بوقته .. حاول أن تسترخي نحتاجك نشيطا غدا
بهاء ببعض الرضى : حسنا
أغمض عينيه بهدوء بعض الوقت لتصل رسالة لهاتفه فحمله وهو مستلقي ليراها
*كيف حاله؟
ابتسم ليرد كاتبا *لم يتغير شيء منذ المساء .. لننتظر .. سيكون بخير
انتظر للحظات ردا ثم اضاف رسالة أخرى *يجب أن نكون بخير أيضا كما اتفقنا
*حسنا ..
لم يجد ما يفعل بعد مدة من آخر رسالة فترك الهاتف جانبا ليعود نفس ذلك الوجه المبتسم قربه
~بهاء لقد كنت نعمة الاخ والصديق والروح أيضا شكرا لوجودك بحياتي~
أراد بهاء أن يوقف كلامه فقد بدى وكأنه يودعه ليرد عليه ضياء بانزعاج مصطنع كما حدث يوم ناما بجانب بعض قبل موعد العملية بيوم
~هاا الست كذلك عندك أو ربما تقاسمة كل شيء مع اصيل~
ضحك وقتها محاولا أن يعد اعذاره لكن الآن الوضع مختلف كأنه يمكن أن ينساه ليغزو خياله عينيه مجددا مع تلك الكلمات
............
في لحظة ما سمع نداء عليه ليفتح عينيه بضحكة : ضياء كيف استيقظت أولا ..
لم يكمل كلامه ليجد اصيل أدار وجهه بعيدا ليحمل هاتفه ويتصل بشخص ما فوقف بهاء متفاجئا قربه : اصيل!! لا
.. أنا بخير .. حقا بخير فقط ..
اصيل بعصبية يكلم شخص على الهاتف : لن آتي اليوم أيضا اهتم بالعمل الموجود أو احرق لا أحد يزعجني اليوم اتفهم
رد المتصل بسرعة : حاضر سيدي
اقفل الخط ليقول بهاء : آسف .. يمكنك أن تذهب لعملك لن يحدث شيء
اصيل محدقا به : ولا شيء سيوقف عقلك وذكرياتك اسرع جهز نفسك ولنذهب
بهاء : حسنا حاضر
هكذا خرجا ومعظم من بالاقامة أيضا فوقت المحاضرات سيبدأ وهما يركبان سيارة اصيل مجددا لينطلقا بطريقهما للمشفى لكن قبل ذلك اشتريا شيئا ما ليفطرا به
الشمس مشرقة والأرض اكتسب خضرة تميز الربيع عن باقي الفصول وهم في طريق ما أشار بهاء لمبنى ضخم بعيد بعض الشيء : قد تم تجديد المدرسة مجددا
حاول اصيل رؤيتها مع انتباهه لطريق ليضحك : المدرسة الأولى في البلاد ألم تنسى قصتها
بهاء بضحكة : كانت مملة جدا بدونكم .. لكن اجتمعت بكما على الأقل أنت بعملك وضياء بجامعته فلم تعد العاصمة بذلك السوء
اصيل : يجيد .. وقصة مذكرة التخرج تلك هل يصلح ذلك الشاب ولاء ليكون شريكه برأيك؟
بهاء : كما قال لم يبقى غيرهما من الفوج دون شريك مجبران على العمل معا .. على العموم يبدو شخصا جيدا .. بدى قلقه واضح ليس وكأنه يريد مشاركته وحسب
اصيل بضحكة : أريد رؤية ملامح ضياء حين يأتي لزيارته كما قال .. أي حرج سيتعرض له
هكذا امضيا الطريق بالحديث عن تخصص ضياء وحظه حتى وصلا للمشفى
كان والد ضياء مغمضا عينيه جالسا بالرواق وقد تقدم عندهما فور شعر بقدومهما أما والدته فقد كانت نائمةً على المقعد بالداخل قرب ضياء
أيقظها زوجها لتستفيق وقد حان وقت أن يستريحا فبهاء موجود مع ذلك سألته بقلق : لم يحدث أي شيء طول الليل فلم اتصل .. بهاء أنت بخير الآن؟
بهاء : نعم نعم بأحسن حال
شربا القهوة احضراها لهما، تحدثا قليلا ثم اتجها ليستريحا بشقة يمتلكها اصيل صادف أنها قريبة من المشفى
عاد بهاء ليتأكد من كل شيء محيط بضياء أنه يعمل بشكل جيد ثم حمل ملفه الطبي الذي حفظه من كثرة ما قراءه فربما أضافوا شيئا جديدا أما اصيل فواقف يراقبه بصمت
اصيل : إن لم يتغير شيء فعد لتستريح أعرف أنك لم تنم أمس أما الآن فهو قربك
بهاء : أنا بخير لا داعي
لم يرد اصيل فهذا كل ما يقوله طول الوقت فبقيا بصمت يحدقان بضياء حتى مرة ساعة على ذلك ليرن هاتف اصيل
اصيل : إنه هشام سأحدثه قرب الباب وأعود
بهاء : حسنا لا تجعله يقلق
هز برأسه موافقا وخرج يحدث أخاه أما بهاء من كثرة ملله فتح درج الطاولة المتحرك قرب ضياء ليرتب ما فيها من أدوية واغراض حتى وقعت عينه على تلك السلسلة الفضية التي تتصل بقطعة قد نقشت اربعة احرف فيها تحمل فحملها ليحدق بها : "كنت محقا ما لمْ نضعها فلن تتغير .. مازالت أفضل هدية"
جعلا السلسلة أكبر لتناسب معصميهما كل مرة وحتفضا بها لحد الآن
التفت لضياء بملامح حزينة : "متى تعود لترتديها"
جلس على المقعد قربه ليضع تلك السلسلة بكفه ليمسك يده : "ألم تقل أنك ستسمعني دائما .. فلمَ لا تستيقظ؟ .. أنا هنا قربك فعد"
.........
مر الوقت وهو يحدث اخاه القلق على ضياء والآخر يحاول طمأنته حتى انتهت تلك المكالمة بعد حوالي الربع ساعة
اصيل : محاضراتك تنتظر اسرع الى جامعتك وإذا حدث شيء سأخبرك
هشام : حسنا سآتي غدا بما أنها نهاية الأسبوع أتمنى أن يستيقظ قبل ذلك
اصيل : حتى رائد وامجد قالا ذلك التقيهما وتعالوا معا
هشام : لست صغيرا حتى لا اعرف طريق كما أنها ليست أول مرة
اصيل بجدية :نفذ فقط
هشام بضحة :حاضر .. سأتصل لاحقا
اقفل الخط وفتح باب الغرفة ليجد أن بهاء وضع رأسه على سرير ضياء وغفى ممسك يده، عناده ينتهي قرب اخيه وحسب
فاقترب اصيل جهتهما ليرى تلك السلسلة على معصم بهاء والأخرى ببين يديهما أما هو فرفع يده ليحدق بالسلسلة على معصمه بضحكة : ضياء أتتذكر يوم أهديتماها لي والشجار الذي قمت به لأجل مكان حرف اسمي فلم ترد أن يوضع جوارك ولا جوار بهاء حتى أنك فكرت بوضع خلف القطعة المكتوبة عليها أحرفكم ساخرا مني
ضحك بخفة وأكمل : لم ترد أن يكون حرف اسمي معكم أصلا لكن بهاء اجبرك على تعديلها ومايقوله بهاء ليس اجبارا عندك
اخفظ يده ليرمقه بنظرة حزينه : استيقاظك سيكون أفضل لحظة قد تمر بحياتي بدل ذلك اليوم حين ربحنا تلك القضية
لامس شعره بابتسامة منكسرة : يوم أريتني ما أفعل بالهوية الغبية التي تنسبنا له .. حملت تلك الأوراق وجعلتني امزقها بوجهه كما أنك اخرته عن رحلته بتلك القضية لتفسد عمله .. صدقا قد اعجبني ذلك حقا أيها الشرير
التفت لبهاء ثم عاد ليحدق بملامح ضياء التي لا تدل على شيء : الى متى تنوي ارهاقه .. أرجوك عد بسرعة لكن الى ذلك الوقت سأعتني به كما وعدتك فلا تقلق
ابتعد ليقف قرب النافذة وينظر للخارج تائها : تلك الأيام لا تنسى حقا فلو لم يأتي ذلك الغريب وتفكيره الذي غيرك لما تغيرت أيضا .. كل ما حدث بفضلكما
***********
أي سر؟ ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top