*المدرسة الأولى*


تقريبا ضياء سيروي كل الفصل لاصدمكم بالسر من البداية

.......... ضياء

في اليوم التالي وصل موعد زيارة ذلك المركز فأسرعنا هناك معا حيث ألاعب الأطفال من جهة وبهاء مع طبيبه من جهة أخرى ومازالت استجابته للمس تخيفه جدا فطلب الطبيب أن ادلكه أنا أو والدته مع تمارين سباحة وربما سيتحسن مع الوقت

فاضاف الطبيب ببعض الارتباك وكلانا معه :"والأن بهاء يجب أن تبقى مع الأطفال حوالي الربع ساعة وهذا كل شيء لليوم"
ضياء :"رااائع هيا بنا إذا معا أفضل"

الطبيب بصرامة :"بل يجب أن يبقى معهم وحده ليتعامل معهم بشكل أحسن أما أنت عندي بعض الأشياء أريدك أن تراها"

وقبل حتى أن أعارض شدني من ذراعي وجرني بسرعة طالبا من بهاء الذهاب لجناح الأطفال فذهب ضاحكا علي

دخل بي أحد الحجرات الفارغة لاتدمر كليا :"ما المميز هنا؟"

أخرج الطبيب ورقة من جيبه ومدها لي بملامح حزينه

الطبيب :"آسف لتأخري كنت انتظر أن تكون بخير لأخبرك"

بدت كأوراق لؤي وحين فتحتها اتضحت أنها كذلك حقا ليشرح الطبيب :"كانت بألبوم الصور مخبأة بغلافه الخارجي .. لم تكملا كل الأوراق ولم تنتبها لهذه على ما يبدوا"

استغربت الأمر فلم نلاحظها حقا للحظة شعرت ببعض الخوف وهو يطلب مني قراءتها فكان مكتوبا أعلاها عشر سنوات ونصف يعني أن لؤي كان بالثامنة عشرة

لؤي :"بعد بحث طويل عرفت ما حدق ولحد هذه اللحظة اتمنى أن لا يقرأها بهاء أبدا وإن حدث .. فسامحني اخي"

الحبر الذي كتب به مشوه نوعا ما وكأن دموعه انهمرت على هذه الورقة وهو يكتبها

لؤي:" لم استطع اخبارك ولا اظنني أقوى على ذلك .. لذلك آسف جدا اخي .. سأترك الأمر لضياء ربما بطريقة ما سيكون أقرب لك سيعرفك أكثر .. سيجد طريقة ما ليخبرك مكاني .. أعتقد أنه يوما ما .. سيذهب بهاء لطبيب ما وسيكشف كل شيء فكتبت هذه الكلمات له .. اختر انسب وقت لتخبره .. وإن وجد ضياء فاترك كل شيء له وأهم شيء لا أحد من والدي أريده أن يعرف أيضا .. مجرد فكرة أن امي قد تموت ندما على ما حدث يلغي كل تفاؤلي"

واصلت قراءتي بدهشة مع كلمات لؤي وكأنه يخبرن بها حقا

فأكد الطبيب ما مكتوب بجملة واحدة

الطبيب :"فحص دماغه .. آسف"

جلست مكاني مصدوما فأضاف شرحه فخطط علاج بهاء ستتغير قليلا وأنا من عليه اخباره بذلك وانتظار الوقت المناسب فمتى سيحين؟ ماذا ستكون ردت فعله؟

بهاء يُحضر لمسابقته على الأقل ليمضي هذا الأسبوع كان قراري لن أخبره الآن تظاهرت بأنه لم يحدث شيء وعدنا لمنازلنا حسنا سأبكي وحدي دون بهاء وانا أعيد كلمات لؤي لاحتفظ بسره

باليوم التالي ذهبنا بعد المدرسة لتسجيل بنادي السباحة من أجل بهاء وقد أجبرت البقية على الدخول بما أني لا أستطيع السباحة كثيرا .. فقط كنت أجلس قربهم العب بالماء قليلا ومع ذلك وجود الجميع حوله كان ممتعا واجمل ما في الموضوع أن لا وجود لاصيل فهو مشغول بعمله ولا يريد اضاعة وقته

مر ذلك الاسبوع بشكل غريب بين قضية اصيل وعناد والده ودراستنا فالامتحانات الشهرية على الابواب حتى وصل يوم امتحان بهاء

حتى رائد امل هشام ذهبوا للمدرسة التي تقام بها المسابقة أي اني بقيت مع امجد اصيل ونادين معظم الوقت والكارثة الكبرى وقت الغذاء أنا واصيل لوحدنا مازلنا نتشاجر بعض الوقت وعلى ما يبدو هذا آخر يوم ادرسه به فبهاء سيتفرغ له تماما لكن المدرسة مملة حقا في غيابه افتقدته كثيييراااا

وحين التقيته مساء اجد أن علي عدم ضمهم حتى يفهم أن عليه أن يكبر ويتأقلم مع خوفه بنفسه

المهم انتهى الاسبوع ولم استطع اخباره بشيء لكن بهاء فاجأنا مجددا بدعوة حفلة آخرى وهشام أسعد اصيل بدعوته أيضا لدرجة أنه عانقه كثيرا أمامنا طالبا منه أن يواصل

حضرنا ذلك الحفل مع عائلاتنا وكان السيد وزوجته فخوران جدا بانجاز هشام فتقدما لاستلام جائزته .. المشكلة أن اصيل جالس بجانبي ليعلق

اصيل :"أظنني أحسدك لأنك الأصغر .. فعلى الأكبر أن يكون متقدما دائما .. أما أنا لست ذلك المثال الجيد له"
ضياء :"حتى مشاعرك مزعجة .. هشام درس ليسعدك وأنت تفكر بهذا أو على الأقل كن جيدا بمجال آخر"

اصيل بسخرية :"حسنا .. إنه دوره الأن لاتقل أنك ستركض مجددا للمسرح"
ضياء :"تجاهلك أفضل شيء افعله"

ويعاد نفس المشهد وقفت منبهرا لروعة بهاء 100% علامته مجددا ساد الصمت المكان حتى نسمع كلمته لكن ببساط نزل بهاء من المسرح متجها جهتي بحث عن قلم في حقيبته ثم أمسك يدي وأخذني للمسرح بنفسه

بماذا يفكر أنا فقط صامت عاجز عن التعبير .. وقفنا أمام المقدم ليأخد شهادة امتيازه قلبها وكتب بعض الكلمات عليها وأعطاها لي ثم أخذ يسفق وحده

تذكرت رسائل لؤي حين كتب عن أن بهاء كان يشكره بهذه الطريق فكل علامته أهداها للؤي وهو الآن يفعل هذا لي .. فقرات ما كتب

*100% الى اخي ضياء أيمكن أن يبقى قلبك بخير هكذا؟*

لم أستطع منع نفسي من ضمه لي وأنا اصلا انتظر فرصة كهذه فقد افتقدت قربه أكثر مما يتصور مع ضحكته اكتمل المشهد ليقف الجميع مسفقا لنا وكالمرة الماضية أغلقت أذنيه حتى لا يتأثر

رغم انتهاء تصفيقهم لا أريد تركه وهنا تقف سعادتي مع خبر من المقدم

المقدم:"بهذا نختم تسلم الشهادات بأكبر جائزة تقدمها هذه المسابقة أصحاب المراكز الاولى لصفوف الاربعة لقد تم قبولكم بالمدارس الأولى بالبلاد التي تقع في العاصمة وأول دعوة أقدمها لطالبنا المميز بهاء ليكمل سنته الأخيرة وثانويته هناك حتى إذا لم يتخطى الامتحان الأخير حيث سيتنافس مع أكثر الاشخاص تميزا على مستوى الدوله وسيقام الامتحان بالعاصمة طبعا .. نتمنى التوفيق له وللجميع"
 
تركت بهاء في دهشة .. لحظة ليستوعب عقلي ما قاله .. أيقصد ن بهاء سيبتعد؟! فلاحظني مباشرةً

بهاء:"ماذا حدث؟ ما بك؟"

اعدت ابتسامتي سريعا : "لاشيء سعيد لأجلك جدا .. أنت الأفضل"

ابتسم ليعود لضمي وأفكاري تشتت كليا .. والاهم كيف ساخبره بذلك لا يمكنني افساد سعادته

انتهى الحفل بطريقة ما دون شعور مني .. عدنا في اليوم التالي للمدرسة والجميع يهنئه من اساتذة وزملاء حتى أتت استاذة الفزياء

الاساتذة:"هكذا قد تفوقت على الجميع سعيدة حقا بأن وعد لؤي قد تحقق أمامي .. بل وستدرس بالعاصمة أنت أول شخص من مدرستنا يصل لهذا"

اذا لا مهرب بهاء سينتقل هناك فرددت عليها : "لكن كيف يذهب لتلك المدرسة ومنزله هنا؟"

الاساتذة:"ضياء لا تكن أحمقا توجد اقامة للفتيان فالكثيرون مثله يعيشون هناك وسيعود كل فترة"
ضياء :"كم مدة هذه الفترة بضبط؟"

الاساتذة:"شهر أو شهرين .. المهم أنه محظوظ حقا تلك المدرسة أمنية كل المجتهدين"

التفت لرائد وهو مستاء لخصارته فاضافة : "اليس كذلك رائد؟"
رائد:"أنا حقا سعيد لبهاء .. لكن أريد الدراسة هناك .. بهاء خدني معك حتى لو كان بحقيبتك"

ضحك الجميع لتقول امل  :"معه حق .. على العموم لن يسمح أهلي بذهابي وحدي لابأس بالخصارة"

الأستاذة :"لا اظنه يوجد شخص اسعد من ضياء بنتائجه .. ها قد ظهر اخوك للجميع بفضل تشجيعك له"
رائد :"ضياء إن اكملت بنفس الطريقة معه فسيتخطى تلك المدرسة ليصل لخارج البلاد"

فرددت مشيرا لنفسي فأكاد لا أعرف نفسي :"من؟ .. أنا!"

امل بضحكة : "بفضل من إن لم يكن أنت"

ضحك بهاء موافقا بمزاح لكن لمَ الجميع يتحدث عن ابتعاده ببساطة بل يريدونه ان يصل للخارج ويلصقون ذلك بي؟

عدنا بطريقنا للمنزل وقصة المدرسة لم تفارق لسان أحد فالتفت له وهو يسير بجانبي : "حسنا ومتى تنتقل لتلك المدرسة؟"
بهاء:"هاا هل من شيء يزعجك؟"

ماذا أفعل لن أحاول منعه من التقدم أجبرت نفسي على الابتاسام وأخذت عنقه عني : "المهم ستكون أفضل من أفضل شخص هناك عدني"

ففعل ذلك .. أنا لا أتقبل فكرة ابتعادك ليوم واحد فما بالك بشهر أو أكثر

مضت بعض الأيام وبهاء يدرسنا بجد وعلى الأقل اصيل وجد عذرا جيدا

اصيل:"هاي أنت من سيدرسني إن ذهبت لا تقل أنك ستتركني له ببساطة .. من المؤكد أن أرسب"

ما هذا الغباء الذي يقوله :"اسمه بهاء للمرة الألف .. ولا دخل لي برسوبك"
بهاء:"ان درست بجد فلن تحتاج أيًا منا قريبا .. تقدمت بسرعة .. سأحاول تلخيص الدروس القادمة لنسرع أكثر"

التفت اصيل لي بسخريته المعتادة : "هل أصدق أنك لا تنوي منعه؟"

  .غبييي غبيي اصصمت فقط لابتسم لبهاء : "ولم امنعه سيكون مذهلا جدا .. أما أنت ادرس امامك وتوقف عن اضاعة الوقت"
اصيل :"امم امم حتى أنا أصدقك"

ضياء :"مزعج"

وقت أن يذهب يقترب كل مرة وأنا عاجز عن فعل أي شيئ فحتى عائلاتنا لا تصدقون ذلك .. أعرف انكم فخورن به حتى أنا لكن هناك قلب يؤلم هنا

فليحرق أحد تلك المدرسة ليصمتوا ورغم ذلك التفت لي بقلق ونهن ساهرون بمنزلي

بهاء:"ضياء أنت بخير؟"

الهذه الدرجة اضغط على نفسي حتى يلاحظني فرددت بضحكة : "متعب قليلا فقط"

اهتمامه لا ينتهي لم يفارقني حتى تأكد من نومي ليعود لمنزله لكن كيف سأنام؟ بقى يوم واحد لتذهب : "لا أريد ذلك"

خرجت صباحا باكرا انتظره .. تفاجأ لذلك .. طول الطريق وأنا أحدق به لا تذهب لمَ لا تفهم هذا وحدك و تريحني

بهاء:"مابال هذه النظرة؟ ما بك؟"
ضياء:"لا شيء .. لاشيء اطلاقا"

كأنك لا تعرف ماسيحدث إن ذهبت ومن جهة أخرى ربما وافق من أجل كلامي سابقا

~أريد رؤيتك أفضل من الجميع~

بأي عقل كنت أفكر لكن لم تخطر ببالي فكرة أنه قد يبتعد ركز قليلا توجد رؤيتك قبل الافضل في حديثي

ماذا قد يقول الآخرين إن منعته .. أنا طبعا أتمنى تقدمه لكن هذا الصراع داخلي لن ينتهي

ضياء : "بهاء هل من شيء مميز نفعله اليوم؟"

على الأقل ذكرى جميلة قبلها

بهاء :"بمناسبة ماذا؟ .. تبدو متضايقا طول اليوم أحقا انت بخير؟"

لمَ أراه كغبي فجأةً؟ أين اختفى عقله الخارق؟

ضياء بضحكة :"هل ستذهب غدا دون أن نفعل أي شيء."

بهاء :"هااا من أجل ذلك .. ماذا تريد مثلا"

لمَ يتحدث ببرود هكذا؟ أعرف أنك لا تفهم الكثير عن مشاعر الأخرين لكن ألا تري أني سأنفجر أمامك؟

ضياء :"حسنا لندرس وعندما ننتهي .. نذهب لتناول شيء ما معا لا أريد العودة للمنزل باكرا"

وقبل ان تلمع أفكاره قطعته : "نذهب وحدنا لا اصيل ولا غيره وحدنا اتفهم"

بهاء بضحكة :"حتى لو قلت امل"
ضياء : "نعو حتى هي"

لمَ يسير الوقت بسرعة؟ أريد رؤيته أكثر بهاء لا تذهب أرجوك .. انتهى اليوم ولا أحد عارض على ذهابه ودعوه لنخرج كما اتفقنا لنسير طريقا ما

أتمنى أن نضيع ثم نجد طريق العودة غدا حتى تتأخر عن حافلته

على من أضحك؟ نحن نعرف المنطقة بأكملها أنا حتى لا أستطيع الحديث معه كالعادة

لا معنى لجلوسنا بهذا المطعم .. لا يمكنني أكل شيء فقط احدق به .. بهاء لا تذهب

انهى وجبته لنخرج وهو مع سؤاله عن حالي لست بخير .. لست بخير تماما

ضياء :"لا تقلق .. هل نعود للمنزل؟"
بهاء :"نعم عندي الكثير لأفعله واجهز لرحلة الغد"

لو لم تكن أنت لضربتك فعلا .. أين انا؟ وأين أنت؟

ضياء :"أرى أن فكرة المدرسة أعجبتك"
بهاء :"نعم سأنجح بذلك الامتحان أيضا انتظر فقط عودتي"

كما توقعت هو يواصل لأجلي هل استسلم؟

عدنا لمنازلنا وذهبت لمنزله ليلا فأمي جهزت بعض الوجبات ليأخذها بهاء معه

فوجدته جالسا بالرواق على كرسي وخالتي تقص شعره ومرأة كبيرة تقابلهما تلك الرحلة تهمه حقا وضعت علب الطعام بالمطبخ مشيرا لخالتي أن لا تقول شيئا

اقتربت منهما فكتمت ضحكاتي حين رأيت ملامح بهاء الذي يغمض عينيه ويبدو أنه خائف قليلا

قابلته دون أن يشعر وضعت يدي على وجهه ليفتح عينيه متفاجئا فضحكت : "هل تخاف واخوك هنا؟"

فحاول تجاهل كلام

بهاء : "لست خائفا اصمت"

جلست اقابله وأنا امسك يديه :"لم تخبرني أنك ستقص شعرك .. اظنني تأخرت عن موعدي عند الحلاقة خالتي"

ضحكا قليلا وأنا ابتسم كالاحمق لأغير مزاجه حتى انتهى وذهب ليستحم أما خالتي اتجهت للمطبخ لتعد بعض الاطعمة لبهاء أيضا لاساعدها قليلا وبعد وقت

ضياء بضحكة : "حقا! هل يمكنه أكل كل هذا؟"

ضحكت لا تعرف جوابا .. لا يمكنني افساد سعادة والديه كانا يتمنيات عودت نتائجه بشدة : "خالتي هل سيكون بخير وحده؟"

الخالة :" ألم تخبرنا أنه يجب أن يعتمد على نفسه أكثر .. أظنها فرصة جيدة لذلك"

ضياء :"ماذا لو حدث شيء وهو بعيد؟"
الخالة بضحكة :"قلقك واضح"

اخدت يدها لراسي ببتسامة :"اسرع عنده سيخرج بعد لحضات ويمكنه أن يجيبك بطريقة أفضل"

صعدت لغرفته انتظره فدخل بعد لحضات لارى شعره المبتل اخذت منشفة ووضعتها على رأسي

جعلت يجلس على سريره وأنا امسح شعره ملاعبا رأسه لأضحك قليلا وفي لحظة ما ابعدت المنشفة من مكان معين من خلف رأسه لاتجمد مكاني من جرح صغير هناك .. ماقاله لؤي صحيح

بهاء: "مابك هل انتهيت؟"

قال ذلك وقد رفع رأسه ليقابلني .. كيف ساخبرك .. ربما عندما تعود من الامتحان فابعدت يدي :"نعم ماذا نفعل الآن"

بهاء بمرح :"ماذا أرتدي لم اختر شيئا بعد؟"

اخترنا أفضلها مع وشاح وقبعة صوف وقفازات فالعاصمة بهذا الوقت بيضاء من الثلوج التي انهمرت بالأيام الماضية فببساطة قد تفقد جوها ليجهز نفسه

احقا تريد الذهاب وتركي لتستعد هكذا؟

جلسنا نرتب ملابسه بالخزانة وبعض اغراضه فلا يريد ازعاج والدته حين يذهب حسنا لافتح الحديث معه

ضياء :"متى تعود؟"
بهاء : "قالوا أن غذا ستكون نزهةً في العاصمة بما أنها نهاية الأسبوع بعدها الامتحان وربما سنعود حين ننتهي"

ضياء :"إذا يومين أو ربما أكثر .. هل ستكون بخير وسطهم؟"

بهاء بضحكة : "الطبيب قال أنها فرصة جيدة لأعتمد على نفسي كليا وأتعامل مع الآخرين"
ضياء :"إذا سيكون علاجا أيضا؟"
بهاء بابتسامة :"نعم"

كنت أعرف من البداية مكانك ليس هنا ربما لا يوجد حد لمستواك .. استسلم .. استسلم فقط

للحظة لم احتمل ألم قلبي لاقبض على صدري جالسا على السرير فأسرع عندي بقلق ليضع يده على قبضتي جهة صدري

بهاء :"ضياء! .. ضياء انت بخير؟ ماذا يحدث؟"
ضياء :"لاشيء تعبت قليلا"

جلس بجانبي فابعدت يدي لامسك يده وهو مازال مصرا لييعرف

بهاء: "هيا اخبرني أنت من أيام على نفس الحال هل من شيء يزعجك؟"

ماذا يمكنني قوله :"قلق قليلا لذهابك وحدك"

حاول طمأنتي بأنهم سيخبرون بعض الأساتذة عن وضعه وما الى ذلك لكن .. لكن .. قبضت على يده ولا أريد تركه

ضياء :"سأفتقدك كثيرا فاعتني بنفسك"
بهاء بابتسامة :"حاضر وأنا لن أصبر حتى أعود لك"

لاطلب فقط :"بهاء يمكنني أن أنام معك الليلة"

رغم أنه يعرف أني لا اطلب هذا إلا إذا كنت متضايقا جدا ومع ذلك رد بابتسامة مطمئنة

بهاء: "نعم طبعا .. ابقى هنا سأنتهي وأعود لننام معا"

وقف ليستدير ببساطة : "همم مستقبلك .. سيكون مشرقا جدا بتلك المدرسة وسيتحقق ما تريده هناك"

التفت باستغراب لي ماذا أحاول أن أقول فارتبكت : "لكن تبقى مدرسة جديدة"

بهاء:"سأكون بخير .. معتاد على الانتقال وسأحقق ما تريده أولا لاتقلق لقد وعدتك"

~ما اريده~ هذا حقا مؤلم

ضياء :"وماذا عن اصيل؟ أنا لا أستطيع تدرسه مثلك"
بهاء :"بل يمكنك وستستفيد أكثر كلما شرحت له"

لا حل معه : "كيف ستكمل علاجك هناك؟"
بهاء :"قال الطبيب لابأس بجلسة كل شهر"

لمَ يملك جوابا لكل شيء فقطع تفكير بابتسامته

بهاء :"ضياء شكرا لهتمامك .. سأسرع وأتي"

تشكرني وقبل أن يكمل لم استطع كتم ما بداخلي أكثر ففعلا سأنفجر

ضياء رافعا صوته : "اليس ابتعادي يخيفك أصلا ماذا تغير لتذهب؟"

وقفت اقابله بغضب لاصرخ بوجهه فببساطة لستُ مهما عنده : "أو ربما ستجد شخصا آخر وتنتهي قصتي هنا"

بهاء بتوتر :"ماذا؟ .. أنا!"

فواصلت متجاهلا اعذاره :"لا يمكنني الوصول لك لمَ لا تلاحظ الفاشل الذي أمامك .. أنا لست مثلك"

فرد بكلمات مترددت والخوف امتلك عينيه لافهم ما قلته

بهاء :"أنت فقط .. طلبت .. ضياء لأجلك"

في حين يجب أن اشجعه على المواصلة أنا أخفته فأخفضت رأسي خجلا من صراخي : "آسف .. لا تخف اهدأ .. لكن .."
بهاء :"لكن.. ماذا؟ .. تحدث ماذا؟"

لا أريد افساد سعادتهم لكن نظرت له واكاد ابكي لهذه الدرجة لا تشعر بي

ضياء : "ليقول أني أناني أو ربما أغار منك .. استغلك .. أني سبب توقفك .. لايهني لكن أيمكن أن أكون كل ذلك لمرة واحدة وأمنعك من الذهاب"
بهاء:"ضياء!!.."

قبل أن تسقط دموعي أو يرد بأعذار قطعته : "حتى كلامك لن يؤثر لن تجدني حين تعود ماذا لو توقف قلبي وانت بعيد؟"

تغيرت ملامحه لخوفه فعانقه ليس وقت أن أتذكر علاجك فأنا من سيسقط هنا : "لا تخف لكن اسمعني إن أردت ذلك المستقبل انتظرني أعدك أن أحسن مستوايَّ كثيرا وسندخل معا لأفضل جامعة في البلاد وإن لم يحدث ففعل ما تشاء أما الآن لن أسمح لك .. مستحيل .. لن أقبل .. لا يمكنني الوصول عندك ولا البقاء بدونك .. بهاء أرجوك لا تذهب"

أخذ يديه مربطا على ظهري

بهاء:"انزعاجك ممنوع"

ضياء:"بل سأبقى منزعجا حتى يتوقف أو تخبرني أنك ستبقى"
بهاء:"سأبقى!"
ضياء:"لن اتركك .. لمَ تقبل ببتعادك اصلا .. لن اركض خلف حافلتك غدا لن تكون النهاية هناك بل ستبقى معي"
......................

قد قال ذلك منفعلا غير مدركا لما قال بهاء فرفع صوته علة يستفيق : "أحمق سأبقى"

ابتعد مندهشا من كلامه : "ماذا قلت؟!"

بهاء:"اتعرف لقد هزمت الجميع مرةً أخرى .. عائلاتنا الأستاذة اصدقائنا امم عدى اصيل هو فقط من وقف بجانبي لكن فزت على البقية"

ضياء :"عن ماذا تتحدث؟! .. أنا لا افهم!
بهاء بمرح : "أخبرتهم أن ضياء لن يقبل بابتعادي لكنهم قالوا أنك لن تقطع طريقي للمستقبل"

ضياء لم يستوعب شيئا :"ماذا يعني هذا؟"
بهاء بضحكة :"لا أحد سيحتمل غباءك غيري .. لم أقبل بالذهاب من البداية .. لقد تم خداعك فقط"

بقى ضياء يحدق يه مندهشا لا يصدق ما سمع ليعيد بهاء كلامه : "لا مكان أذهب له بدون اخي هذا واضح"

بدل أن ينزعج عاد لمعانقته وسيطير من سعادته ليضحك بهاء : "كان يمكنك اخباري من البداية .. أهذا سبب انزعاجك طول الوقت"

ضياء:"ااه لو أطلت قليلا لبت بالمستشفى .. شكرا .. شكرا كثيرا"
بهاء:"كنت سأقتلك لو بقيت صامتا ولا أحد يغار من اخيه"

ضياء بضحكة وهو يشده له :"خصوصا لو كان الأفضل .. لا أحتاج مسابقة لتثبث ذلك صدقني"

بهاء سيبقى معه هذه النهاية التي تمناه ليقطع بهاء احلامه فله رأي آخر  :"يجب أن ننام الآن سنبكر غدا العاصمة تنتظر"

ضمه تلقائيا بعد كلامه :"لا مسابقة ولا أي شيء آخر قررت أن احتفظ بك لنفسي .. قلت ستبقى"
بهاء:"هااا بل ستكون معي يوجد مكان مميز جدا سنذهب له باكرا رفقة والدي وخالتي موافقة طبعا .. لذلك جهزت بعض الأكل حتى لا تموت جوعا في الطريق"

ضياء:"يعني حتى امي خدعتني لذلك كانت تضحك كثيرا .. حسنا ماذا نفعل هناك؟"

ضياء لم يبتعد بعد مصرا أن يعرف أين الوجهة ورغم محاولاته لم يخبره

بهاء : "ستكون مفاجأة سننام الآن ويوجد شخص آخر سيذهب معنا فلا تعارض"
ضياء:"افعل ما تريد .. المهم لن اتركك وحدك"

............. بهاء
لهذه الدرجة ضياء لا يحتمل ابتعادي لا أظنني احتاج شيئا غير هذا من العالم بأكمله لكن لؤي سأعيش كما يجب سأحقق ما تريده أيضا ياليتك تعرف هذا
................

ضياء بضحكة :"بهاء حتى لو ضممتك هكذا طول حياتي فلم ولن أنسَ أنك الأكبر"

ابتعد قليلا : "مجرد التفكير ببتعادك كاد يقتلني .. ارتاح قلبي أخيرا لكن لا تعد ذلك"
بهاء بضحكة:"لا اعدك"

............. ضياء
هل كان لؤي يحبك هكذا أظنني اصبحت أعرف ذلك حقا حين تنتهي رحلتنا ربما ساخبرك

كالعادة خططه ستجلطني يوما ما لكن الى ذلك اليوم :"بهاء ابقى معي دائما"

...............
توقعاتكم
.. اين الوجهة؟!
اخبرتكم انهما سيطرا على القصة ضياء وضع النهاية هنا وبهاء وضعها بمكان آخر
يعني الفصل القادم سيكون آخر ما تبقى من الذكريات في سنة الرابعة عشرة 💔
فماذا يخبؤ لهما ذلك المستقبل 😔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top