*الحقيقة*

انتهى حفل النتائج بفوز بهاء على الجميع 100% كانت نتيحة لم يتوقعها احد غيره .. قد خطط من البداية أخذها لتكون حلا للكثير من المشاكل نظرة الجميع لهما نظرة واليه له ليتجاوز ماحدث سابقا تحيق وعد لؤي واخيرا تحدي اصيل الذي لم بخسارته وانقلب عليهم لينقلب وجه بهاء حيث اعماه غضبه وكاد يخنقه حتى الموت لكن وجد مهربا لنفسه بتذكيره مافعله به سابقا هكذا انتة الامر ببهاء تائها وابتعاد اصيل مجددا فعادا للمنزل بعد ذلك الفشل رفقة الأستاذة ..... لكن 😂😂 دعون افتخر بصغيري الذي وقف امام الجميع ليقول أن تلك العلامة هدية لاخيه
.......

دخل منزله متوترا لينادي والدته : امي لقد عدت

تساءلت عن اختفائهما وقت الحفل ليعتذر ثم يضيف وهو متجه للمطبخ : امي هناك ضيف معي

ردت ممازحةٌ وهي خارجة لرواق : منذ متى وضياء ضيف عندنا؟

لم تكمل ضحكاتها لتجد بهاء والأستاذة خلفه، تقدمت لترحب بها وقد تعرفا من قبل : مرحبا بك عندنا تفضلي .. أتيت لزيارة ضياء في المشفى من قبل اليس كذلك

ردت وهم متجهون لصالة الجلوس : نعم شكرا وتهانين بنتيجة بهاء .. كان مذهلا
_نعم .. فاجأنا جميعا

قاطع بهاء ذلك الحديث ليسأل عن والده فذهبت والدته لتناديه في هذا الحين طرق باب المنزل لينهض بهاء ويفتح قد كان ضياء الذي دخل منزله بلهفة ليحضر ووالدته وريم

اجتمعوا بالصالة وبهاء مازال متوترا فلم يفهموا سبب الاجتماع أصلا

جلس ضياء بين والدته واخته أما والدي بهاء قابلا الأستاذة وبهاء

باشر والده الحديث بضحكة فقد خيم الصمت المكان : بهاء هل تريد شيئا بعد تلك المفاجأ

ام ضياء: اه حقا كم كانت نتيجتكما

قالت ذلك ملتفتة لضياء الذي أجابها : أنا 65% وبهاء لن تصدقي نتيجته

الأستاذة بضحكة : 100% أفضل نتيجة شهدتها المدرسة

وقفت ريم بين التساؤل والدهشة : هااا بهاء حقا لم أسمع بأحد أخذها من قبل إذا ما قصة نتيحتك السابقة؟

«لم يضع تعبي في تحضير ذلك العشاء» كانت افكار والدة ضياء التي قالت ممازحة : هذا رائع بهاء ساعد هذا الاحمق ليتحسن .. أتعرف لا فرق بينك وبين ضياء عندي أنا سعيدة جدا لأجلك

قالت ذلك واقفةً متجهةً عن بهاء لتضمه إلا أن ضياء أمسك يدها ليوقفها : امي أرجوك لا تقتربي منه

لم تنزعج بل ابتسمت لملامح ضياء التي ذكرتها بطلب لؤي في صغرهما أصلا هي لم تقترب من بهاء طول المدة الماضية «ربما مازال يكره ذلك كما كان صغيرا» فجلست مكانه لتبتسم له : بهاء حتى أنا فخورت بك بني واصل هكذا

ابتسم ليشكرها لتموت بلطفه الذي لم يتغير منذ طفولته بنظرها

أما ريم أبدت انزعاجا واضحا من اخيها : لهذه الدرجة تخاف عليه احمق إنها امي
ضياء: آسف هذا ما سنشرحه لكم

عاد الجو الصامت ليقطعه ضياء بابتسامة لأخيه : بهاء يمكنك أن تبدأ

فوقف أمام واليديه صحيح أنه اختفى ذلك الجدار المخيف الذي يفصله عنهما ليضمهما براحة لكن حقيقة ما حدث  قبل سنتين لم تخف بهاء وحسب فكيف لوالديه تقبل أن ابنهما الذي كان قربهما طوال حياته كان سينتهي به الأمر بمصح عقلي والسبب ابنهما الراحل الذي أحبه أكثر من أي شيء في الوجود

كل تلك الأفكار أعادها بهاء بجملة متقطعة واحدة : امي .. ابي .. ما حدث قبل سنتين بعد وفات لؤي .. لم يكن بسبب .. وفاته

ليس بمناسبة سعيدة كاليوم يذكرهما بشيء كذلك استفسرا عن السبب بنظره رغم أنه لم يقل ذلك من قبل وكل ما فهماه أن تلك التخيلات قد عادت لعقله 

بهاء : تصرفاتي وقتها .. أنا لم أكن أقصد ..

«لكن كنت حقا أرى لؤي» أكمل بنفسه دون قصد فقد كان حذرا لوقت طويل من ذكر ذلك

فقاطع ضياء أفكاره : قلت أنك ستخبرهم كل شيء

عاد الخوف الماضي بسرعة لتغلغل داخله ومع ذلك واصل حديثه ناظرا للأرض : بعدما انتقلنا لهذا المنزل .. أنا .. أنا رأيته مع ضياء مجددا .. أنا عدت لرؤية لؤي مع ضياء فقط

أخذ لمحةً لتعابيريهما حيث صمتا بدهشة محدقين ببعض فعاد لخفض رأسه ليطلب ضياء أن يكمل ففعل بجمل متقطعة خائفة : نعم كنت أراه في غرفتي .. على السطح .. تحت تلك شجرة .. أحيانا بالمدرسة .. لؤي كان معي من يوم رأيت ضياء .. ذلك الظلام الذي أخبرتكما عنه من قبل .. لم يختفي طول السنتين .. بل اخفيت ذلك .. كنت انتظر لؤي لكن اتضح أنه ضياء دون أن انتبه .. لكن لؤي كان يعرف ذلك لقد أخبرني أن كل ذلك سيحدث .. قال أن لا أحد سيسمعني غير ضياء و .. وسأبقى في ذلك العالم وحدي بعده

عن أي عالم يتحدث ألم يشرح ضياء من قبل أنهما ابتعدا مع الجميع فبقيَّ بهاء وحده وقد انتهى ذلك ببساطة والجميع قربه

فردت والدته بخوف فأسوأ كوابيسها أن يعاد ما حدت : متى أخبرك؟ .. بهاء صغيري  .. أنت تعرف أنه ليس موجودا .. بهاء ما بك؟

اجتمعت تلك الدموع بعينيه كأنه يحاول التعبير أو الهروب مما حدث

.......... بهاء ....

أنا أقصد أنه كتب ذلك .. أنا أعرف أنه غير موجود ومازلت لا أعرف لماذا .. ضياء ينادي علي حتى لا أتذكر ما حدث .. أنا لا يمكنني تحمل المزيد لكن ضياء معي ماذا لو لم يفهماني ونزلت دموعي بل فاضت

اقتربت عند امي وهي جالسة مكانها وأظنها تفكر بما حدث أخذت يديَّ لوجهها ونظرت بعينيها .. أنا لست مجنونا وكل ماقلته هو اعات ما كنت أريده وقتها : امي لا أريد لشيء أن يتغير
..............

دائما ما يختصر كل شيء بأهم ما يريد قوله، قبل أن يقف ضياء وقفت والدة بهاء لتضمه رغم الخوف الذي اجتاحها فهو لا يبعدهما كما كان يحدث : نعم كما تريد لا شيء سيتغير

قد فهمت أنه يريد ان يفهما ما يحاول ايصاله وأول ما يريده أن لا يبتعدا كما حدث فمسحت على شعره بحنان وهو يبكي بأحضانها كما لم يفعل يومها : لا أريدك أن تبكي لن أسمح لك بالابتعاد مجددا

رفع رأسه لها ودموعه لا تتوقف وكأن ذلك كل ما يريده فحاولت مسحها : حسنا نحن معك لن نبتعد مجددا

عاد بهاء لضمها شاكرا لكن والدة ضياء اندهشت من حديثهم : ماذا يحدث هل فهم أحد شيئا؟ أو أنا فقط لا أفهم!
اب بهاء: لننتظر أن يهدأ ويشرح

ضياء: لهذا أتت الأستاذة معنا ربما فهمنا ما حدث لبهاء سابقا

هزت والدة بهاء رأسها نافيةً مفهومه بخوف : لكن لم يحدث له شيء بهاء ..

فقاطعها ضياء بالحقيقة التي جاهدة نفسها لسنوات حتى لا تصدقها : بهاء مختلف لكن أنت مقتنعت كأي ٱمٍ أن ابنها كالآخرين .. أنت أصلا لم تخبري امي عن ما حدث لبهاء بعد وفات لؤي ربما خفت أن لا أصادقه

ام ضياء باستغراب: ماذا تقول؟ أعرف أن بهاء ابتعد عن الجميع بعد لؤي وما شرحتما سابقا قد فهمناه

ضياء: نعم حدث العكس الجميع ابتعد عنه وأصبحوا يسيؤن له بسبب اختلافه فأكمل على ذلك بعزلته وأخفى نفسه منهم

قد اتضحت الحقيقة مازال يحاول بهاء أن يهدأ ووالدته تضمه لتعتذر منها : آسفة ما قال ضياء صحيح خفت أن لا تتقبلوه لأنه كان يعاني .. من .. آسفة

بالكاد تقبلة كلام الاطباء وقتها ليعاد ماحدث وحان وقت أن تخبرهم الأستاذة ما تعرف : يعاني من بعض المشاكل النفسية وهذا لا يعد جنونا ولكن هذه نظرت المجتمع لمن يذهب لطبيب نفسي

ضياء: وهذا ما قاله لؤي وخاف منه لا أحد سيتقبل بهاء بنظره فأخفاه حتى عنكما

الاب باستغراب : اخفى ماذا؟! بهاء طوال حياته وهو أمام اعيننا

ضياء: لم تكونا بغرفة واحدةٍ معه كما لؤي ولا أحد ذهب معه للمدرسة حتى لؤي لم يفعل .. لم يرى أحد ما كنت أراه

ارتاح لوجودهما معه ليبتعد عن والدته ويذكر اخاه بسعادة : امي لؤي يعرف كل هذا ما كان يدرس بالجامعة من أجلي وقد فهمني

ابتسمت بستياء لترد : علم النفس .. فهم ماذا؟ متى أخبرك؟
بهاء: لحظة وأعود

تركهم مسرعا لغرفته فتجهت والدته عند ضياء انخفضت عنده بلهفة لتنزل دموعها : اخبرني ماذا يحدث؟ أنا حقا لا أفهمه!

ضياء بابتسامة : خالتي لا تبكي .. كل ما عليكما فعله هو سماع ما سنقول وتقبله والأستاذة ستشرح كل شيء

مسح دموعها ليضيف : بهاء بخير حينما نكون كذلك لا تقلقي

فتنهدت براحة : حسنا سأسمعه للنهاية

عادت مكانها ليأتي بهاء حاملا ألبوم الصور بيده والرسائل فيه: لؤي كتب كل شيء هنا لم ننهي رسائله بعد لكنه أكد كل ما نريد معرفته عن طفولتي .. أنا أعرف كل تلك المشاكل التي كنت أسببها

جلس بين والديه وفتح الألبوم ليخرج كل تلك الأوراق، أوراق لم تلاحظها رغم ان الألبوم كان عندها

الأستاذة: قرأت بعض ما كتب أيضا وأخبراني به .. أنا درست لؤي عندما كنتم هنا كان يحدثني كثيرا عن اخيه الصغير وعن تصرفاته .. اه حقا تحقق وعد لؤي

الاب: أيَ وعد؟
ضياء: أكثر شخص مذهل في المدرسة يكون اخي

100% كان تحقيقا لذلك حقا فأخذت الأستاذة تتحدث وتتحدث عن موضوع واحد ~التوحد~ عالم بهاء حقيقة حقا

الأستاذة: بهاء به شيء مختلف واطفال التوحد يوجد من ذكائهم طبيعي أو أقل من ذلك ومن حظ بهاء أن ذكائه أكبر من الطبيعي على ما يبدو و100% تثبث ذلك

ضياء: بل درس طول الأسبوع ليلا وحل الكثير من التمارين وأعطاني حل بعضها وكانت في الامتحان

بين الغرابة والاندهاش هكذا كانت تتغير نظرتهم حتى وصل لقصة نتائجه

بهاء: أنا لم أكن أجيب عن الامتحانات بشكل عادي .. فقط ألعب لأتسلى ويبتعد الأخرون عني

ريم: لهذا تعرف الكثير رغم نتائجه!

ضياء: اكتشفت ذلك صدفةً لأنه خاف أن أصاحبه من أجل نتائجه وحسب

بهاء بابتسامة : لكنه كان يهتم لي فقط  وعلمني الكثير في حين كنت أدرسه

ريم ملتفتةً لضياء : فأصبحت نتائجك أفضل منه ااه فهمت
ضياء: ووعدني في النهاية أن يكون الأفضل وحقق ذلك

أكملوا كلامهم وسبب نومهما معا، بهاء يرى لؤي لحظة موته في المشفى كلما اغمض عينيه مجرد التفكير في رؤية ذلك جعل ريم تتمسك بذراع اخيها بخوف وهو بجانبها

حاول طمأنتها وبهاء يكمل شرحه عن ما كان يفعل في تلك السنتين وحده

بهاء: أنا لم أكن أشرب تلك الادوية بل تظاهرت بالنوم فقط أعرف أنكِ كنتِ تتفقدين نومي كثيرا .. آسف امي كنت أنام إذا تعبت فقط

اعتذرت والدته بحزن لتلوم نفسها « هل كنت مهملةً لهذه الدرجة»

ضياء: وحين عرفت هذا أجبرته على النوم معي .. كما كان يفعل لؤي .. فأنام بعده .. بهاء فقط يحتاج بعض الوضوح واللطف في تعاملنا معه

ريم:إذا هذا سبب معاملتك المختلفة له وببساطة أنت تحبه دون أن تحرج .. آسفة بهاء ظننتك تريد أن تبعده عنا

بهاء: بل أنا الآسف .. ضياء حقا كان كل عالمي لم أرد لأحد أن يقترب منه حتى عائلته لكن لم يقبل بذلك وجعلكم عائلتي بدل أن يبتعد من تصرفاتي الغريبة معكم

ريم بضحكة : جميعنا نعرف أن اخي طيب جدا ودائما ما يعطي وقت ليفهم من حوله .. طبعا لن يبتعد

ضياء ببعض الاحراج وريم تضحك عليه: اصمتي

أكملوا حديثهم عن أن ذاكرة بهاء القوية جدا لدرجة أنها يعيد معظم الحوادث السيئة التي مرة عليهم ورؤيته للؤي جزء من ذاكرته، أنه لا يحتمل لمس الاشخاص له، الاصوات العالية تزعجه، يخاف من الكثير من الاشياء وتقريبا لا يعرفون لماذا أو يخفون ذلك والأهم الآن

الأستاذة: لكل مشكلة ألف حل هذا الاضطراب صعب جدا ومعظم ما يتعلق بعلاجه أو سببه مجهول لكن تحسين السلوك ودمج الصغير مع الآخرين يساعدهم كثيرا وبهاء مثال جيد عن ذلك وماتبقى يمكننا حله عند طبيب مختص هذا لو كان توحدا أصلا لكنه أقرب تشخيص لحالته

اخيرا هدأ اعصار الفوضى الذي قام بقلبها لترد والدته : حسنا سنفعل ذلك

ضياء بابتسامة : خالتي لا تقلقي لدينا أصدقاء جيدين بهاء يشارك بالحصص ويحدث معظم الأساتذة بشكل عادي الآن

والد بهاء : إذا علينا أن نسرع بعلاجه ولا شيء خطير بما يحدث له

بهاء: ابي أريد الذهاب غدا حتى لو غبت ليومين عن المدرسة فلا أعرف متى قد يعود خوف الاطباء والمستشفيات

ربت على رأسه وهو جالس بجانيه : وهل تخاف ووالدك هنا أو أنك مازلت في الرابعة

«ارادنا أن نعامله كصغير ليحبنا من جديد أفهم ذلك الآن»  كان والده مستعدا لفعل أي شيء لأجله في النهاية هو ابنه الوحيد الآن

وآخر ماتبقى من كلامهم هو أن بهاء يفقد تركيزه ويتيه بتفكيره تركوا بقية الحديث لبهاء حتى يجلس مع والديه أكثر

الأستاذة: هذا ما أعرفه لست مختصةً بل الموضوع وحسب يهمني فقرأت الكثير عنه علِي أساعد أحدهم وهذا ماحدث .. كل ما نعيشه مرتبط ببعض ويكمل الناقص من حياة غيرنا وهكذا يجب أن نعيش اليس كذلك .. بهاء ضياء

فهزا برأسيهما موافقين فوقفت الأستاذة : اسمحو لي تأخر الوقت حقا يجب أن أعود لمنزلي

فوقفت والدة بهاء برتباك «هذا محرج مرت ساعات ونحن جالسون كنت سأبدأ بتحضير العشاء بعد عودتنا من المدرسة لكن..»

فقالت بحرج : آسفة حقا لاتعابك وشكرا لوقوفك معهما لا أعرف كيف كنت سأتقبل الموضوع لولا وجودك

الأستاذة: لا شكرا على واجب هما بمثابة اولادي

فقاطعتهما والدة ضياء بتفاؤل لتقف مكانها : هااا وهل ستغادرين دون عشاء .. ااحححم حضرت عشاءً لنا جميعا بمناسبة علامة بهاء الممتازة

التفتت لابنها لتضيف : أعرف أن ضياء يريد صنع شيء له

فوقف يضمها بسعادة : امي هي الافضل طبعا يجب هذا فأخي الأول في المدرسة

تم إنقاذ والدة بهاء لتشكرها فابتسمت الأخرى وكأنها تعرف بحالها ثم أخذت تلعب برأسه ضياء : اه لم أحسب الأستاذة إذا ستأخذ حصتكَ ويجب أن تقبل

قصدت تغيير الجو، ضحك الجميع ليرد ضياء بابتسامة : موافق وانا سأكل حصتكِ
ام ضياء: احمق عندك اخ واخت تقاسم معهم مادخليِ بك
ضياء: بهاء أترى من أين تعلمت الشر

فضربت والدته رأسه : من الشرير هنا .. كنت أمزح يوجد ما يكفي الجميع

تألم ضياء لتلتفت لبهاء : تعال معنا لنحضر الطعام الى هنا ونحتفل

بهاء بسعادة : حاضر خالتي

ذهبوا لوجهتهم فقالت الأستاذة مطمئنة لهما : لا تقلقا بهاء بأحسن حال أخبراني الأسبوع الماضي .. وكان خائفا جدا أما الآن هو مرتاح لوجودكما معه

الاب: نحن حقا ممتنان لمساعدتك .. شكرا

الأستاذة: لاداعي طوال الأسبوع وأنا أبحث عن طبيب جيد .. من الآن فصاعدا انتبها لأي طبيب يدخل عنده .. فالطب أصبح تجارةً والقليل من يعمل بجد حقا

الام: اه حقا سنبحث أيضا 

الأستاذة: لقد وجدته سأعطيكما عنوانه مدحه الكثيرون وله خبرة طويلة في هذا المجال والاحسن أن تأخذوه غدا فعلى ما يبدو هو يفكر بشيء ما لذلك طلب هذا

الام: حسنا 
الأستاذة: استمعا لكل ما يقول لا أطلب أن تحققا كل ما يريد لكن صححا اخطائه بوضوح هو لا يفهم بعض المشاعر .. فما هو بسيط عندنا معقد عنده
الام: نعم فهمت سنحاول

عاد ثلاثتهم ليسخنوا الطعام ويضعوه على الطاولة قد أعدت انواع كثيرة لتكتمل المفاجأة وكأنها هذية من ضياء لأخيه

بعدها اتصلت الأستاذة بزوجها لتدله على مكانها وما إن وصل خرجت رفقة ضياء وبهاء للشارع حيث ركن السيارة وقد حل الليل من وقت طويل فهكذا فصل الشتاء

الأستاذة : عليَّ الذهاب الآن اهتما ببعض أراكما غدا

تفاجأ من كلامها فبهاء سيذهب لطبيب حسب تفكيره فقاطعتهما : سأنتظركما بالمركز عند الطبيب ستذهب غدا صحيح
بهاء: هذا كثير جدا لا أعرف كيف أرد كل هذا

الأستاذة: مارأيك ضياء توجد طريقة لردها صحيح
ضياء بضحكة : طبعا سيبقى الأفضل لا حل آخر
بهاء: حسنا ساحاول

استدارت الأستاذة لزوجها فخرجت بنتان بعمر ريم تقريبا لتسرعا عندها فنزلت لتضمهما متاسفةً لتأخرها ثم اضافة : هل تناولتما طعاما جدا

فردت الصغرى : أخذنا ابي لمطعم جميل لكن طعامكِ أفضل بكثير
فردت عليها الكبرى بضحكة : حمقاء وهل البيتزا تقارن بأكل المنزل

ردت الأستاذة بضحكة : المهم استمتعتما برفقة والدكما

فوافقا بسعادة لتقف قرب زوجها ويودعا بهاء وضياء بابتسامة ليتجهوا لمنزلهم

~عائلة~ بدت كلمة تناسب ذلك الجو السعيد بينهم بحق فدون أي انزعاج وافق زوجها على قدومها لمنزل بهاء لتساعده وقد فهما بهاء معنى تلك الكلمة حقا

بعد أن ابتعدوا التفت بهاء لضياء مبتسما ببراءة : ضياء

اقترب ليضمه فور أن رؤية ملامحه ويقول بهدوء : ستقتلني بهذه الابتسامة يوما ما .. أنت بخير الآن

فضمه بهاء ايضا : ارتحت كثيرا .. شكرا لبقائك معي

ضياء ضاحكا : عدنا لهذا الكلام .. أنت اخي لابأس و الآن ..

قاطعه بهاء ببتعاده وطلبه : اخفض رأسه بسرعة

لم يفهم ما قصد ومع ذلك فعل ليقبل بهاء جبينه في النهاية لا يمكنه الوصول هناك بما أنه اقصر فطلب ليضحك ضياء ويرد بهاء على ما كان سيقول : عائلتي تعرف لا تقلق سأنام بهدوء ونذهب غدا للطبيب معا

ينام وحده كان آخر شيء فكر به بعد ما حدث اليوم ليتوتر : حسنا .. كما تريد .. لست بحاجة لذلك .. المهم إذا حدث أي شيء تعال عندي وايقظني
بهاء : حاضر

«هذا إذا نمت أنا» أكمل ضياء بنفسه فكل ما تبقى هو تجاوز الطبيب وينتهي كل شيء 

عادا لمنزل بهاء ووالدة ضياء واخته خارجان ليشكرها بهاء عن الطعام فاقتربت والدته عنده لتشكر ضياء : ضياء لقد فعلت الكثير جدا لأجله لترتح الآن سأكون معه

لم يعرف أين سيضع تلك الكلمات فهل ستسعده من أجل بهاء أو تحزنه لأنها لم تعد تخصه بعد أن قالتها والدت بهاء

وافقة بضحكة ساخرا من نفسه ليعودوا للمنزل حيث كان يجلس والده الذي تأخر بعمله فأخبروه عن كل ما دار من حديث بمنزل بهاء

قد فهم تلك التصرفات الطفولية أخيرا : كان عليك قول كل هذا من البداية فقد بدأت أفكر في تربيتك من جديد

ختمها بضحكة ليرد ضياء : ابي أنت حقا لا تجيد المزاح

فأخذ رأس ضياء تحت ذراعه ليضرب رأسه كالعادة : هل نجد الطبيب السابق لمقاضاته بسبب تشخيصه الخاطئ هل يرضيك ذلك؟

ضياء باندهاش : فكرة رائعة ابي لكن لن يفيدنا سجنه بأي حال

ضحك والده على شره ليضمه : كنت امزح وعمل جيد سأسمح بأن تضمه قليلا فقط

ثم اكمل بجدية مربةً على رأس ضياء : لكن توقف عن تدليل ذلك الطفل بهاء بالرابعة عشر هذا ماعليك تعليمه الآن

أعاد ضياء كلماته باستغراب كأنه لا يعرف : الرابعة عشر

فأضاف والده بنفس الجدية : فعليا قد كبرتما ستكبر مسؤوليتكما مع الوقت لن تبقيا أطفالا طول العمر كما لن ندوم لكما طول العمر أيضا

ضياء ببعض العبوس : لاداعي لقول هذا الأن

أخيرا انتبه بأن ذلك ما كان يفعله لؤي قبل وفاته فقد ابتعد بعض الشيء عن بهاء محاولا جعله يعتمد على نفسه فلؤي لن يدوم له وذلك ما حدث

فقال محدقا بوالده : لكن معك حق شكرا ابي

ابتعد مبتسما بعدها ليصعد لغرفته فبقيَّ يتقلب بالفراش يحاول أن ينام حيث انحصرت افكاره بما سيحدث غدا

هكذا أخذ قلقه يزداد حتى فتحت والدته باب غرفته : كما توقعت لا يمكنك ان تنام

أخذت كرسي المكتب لجانب سريره لتحدثه : كنتما تخفيان كل ذلك طوال الوقت

استدار ضياء جهتها مستلقيا على سريره : آسف .. لقد كان خائفا منكم بل ومني أيضا في البداية
_كيف ؟
_خاف أن أبتعد عنه كالجميع .. امي يوم صعدنا للجبل بكى كثيرا وصرخ وأخبرني ما حدث بعد لؤي لقد عان كثيرا وحده وذلك الظلام لم يفارقه

فردت بمرح مداعبةً شعره : وابني الرائع دخل عالمه وأخرجه من وحدته .. سعيدة بما فعلت بل أصبحت كل ذلك العالم لتحتويه .. متى أصبحت ذكيا هكذا؟

ختمتها بضحكة ليرد ضياء وقلقه لم يتغير : امي سيكون بخير صحيح؟
_ نعم لا تقلق
_بهاء لا يمكنه الحديث مع الآخرين ببساطة أخاف أن لا يخبر الطبيب كل شيء غدا
_ألم تقل أن خوفنا يخيفه كن هادئا مثله ليرتاح

ابتسم ليسأل مجددا : اه نعم سيكون بخير اليس كذلك؟

بضحكة : طبعا لم أرك قلقا هكذا من قبل
_لقد مر بالكثير وقد وصلنا للنهاية .. امي هل بهاء لن يعود بحاجتي بعد هذا؟

قالها بنبرة حزينة لتتفاجأ والدته : هااا من الصغير الذي سيبكي على اخيه

بعبوس : أنا لا أبكي .. لكن

قبلت رأسه لتقول بابتسامة مطمئنة : إنه يحبك كثيرا إن كان بحاجتك أو لا فسيبقى معك

فرد متذكرا كلامه هذا : اه حقا .. قال لي هذا من قبل .. امي هل سيكون بخير؟

ردت بجدية : أتحتاج ضربةً على رأسك لتفهم؟ كم مرةً أعدت سؤالك هذا؟

بضحكة اعتذر لتدخل اخته غرفته أيضا بعد محاولة نفسها أن تنام بعد كلام بهاء : ضياء .. هل سيكون بهاء بخير غدا؟

فضحكا عليها : اه ما بكما؟
الام: لا شيء تعالي عندي

جلست بحضن والدتها لتداعب شعرها : ألا يمكنك أن تنام أيضا؟

ريم بحزن : يمكنني أن أقلق عليه .. تقريبا كنت أكرهه لكنه تغير وفي النهاية كان خائفا فقط

تمسكت بوالدتها بخوف فقد جعلت نفسها بمكانه وضياء بعيد عنها دون عود  : لا أريد ذلك

ورغم انهما لم يفهما ذلك ضمتها والدتها : لم يحدث شيء سيعالج وسيبقى يعيش جوارنا .. لم يتغير شيء إنه بخير .. نحن معه

جلس ضياء مكانه ليبتسم لاخته : نعم امي معها حق لا تقلقي

بقت والدتهما تربت على شعر ريم حتى هدأت ونامت وكذلك ضياء فأخذتها لغرفتها «فهمنا لؤي وعلاقتكما الآن .. أرجو أن تكون بخير حقا بهاء»

في المنزل المجاور في حين والدته تنظف بالمطبخ جلس هو مع والده بالصالة ليحدثه عن بعض المواقف التي حدثت بالاشهر الماضية فاعتذر والده كثر لتقصيره وابتعاده مع ذلك حاول والده اضحاكه ليغير الجو : إذا لنا ابن خارق حقا؟

بهاء بضحكة : لست كذلك

الاب بابتسامة : لا تخفي شيئا مجددا واخبرني ماذا تفعل حين يزعجوك بالمدرسة

اخبره أن لؤي لم يتوقف عن تعليمه رغم منعهم فيمكنه رد أي شخص ومع تلك الراحة حدثه عنما حدث مساء : ابي كدت أخنق شخصا اليوم 

الاب: لماذا؟ ماذا فعل لك؟
بهاء: حسنا هو من ضربني من قبل وبسببه دخل ضياء المستشفى كان سيضرب ضياء مجددا فابعته دون أن أنتبه لكن ضياء أوقفني

الاب: حدث هذا عندما اختفيت! .. هل يجب هن نشتكي عليه؟ 
_لا داعي .. اخوه أحد اصدقائنا .. بنظر الجميع هو شخص سيء لكن هناك شيء ما بداخله .. يريد أن يتغير لذلك أردت مساعدته لكنه ابتعد .. حسنا أنا لا افهمه جيدا

_حاول مجددا انتظر تلك اللحظة عندما يخدله الجميع سيثق بك عندما تقف معه وسيندم على افعاله

بابتسامة رد بهاء : اه كما حدث لي معك حق ابي

قال ذلك غير منتبه لكلامه فبتلك الطريقة وضع ثقته بضياء فعبس وجه والده ليضمه : بني آسف لأننا خدلناك أيضا

بهاء بضحكة : كم مرةً ستعتذر ابي أنا لست منزعجا منكما لم أقصد ذلك ستبقيا والديَّ دائما

لم يسبق وسمع كل هذه القصص ومشاكل مدرسته من قبل فابتعد مبتسما رغم الذنب الذي يقطع روحك : نعم سنبقى كذلك

وقفت والدته قربهما بابتسامة : تأخر الوقت يجب أن ننام الآن .. عندنا مهمة غدا

_حاضر

قالها بهاء بطفولة لينفذ كلام والدته أخذ أوراق لؤي وألبوم الصور وصعد لغرفته متمنيا أن يكون ضياء نائما الآن

لم تحتمل المزيد خصوصا بعد سعادة بهاء المفاجأة بوقوفهما معه لتجلس بجانب زوحها وتفيض دموعها : تحمله لأكثر من عشر سنوات ولم نصبر على بضعت أشهر ماذا كنا نفعل طول تلك المدة؟

ضمها له ليخفف عنها وهو يتقاسمها نفس الشعور : وقت أن نعوض كل شيء الآن لا تبكي أو أخبر بهاء

ختمها بضحكة لتضحك بخفة وتصر على ما هم مقدمون عليه لكن كان لهما تفكير واحد

«بعد كل هذا العمر يأتي ضياء ليعلمنا كيف نعامل ابننا هذه الحياة غريبة حقا»

مر الوقت فقررت تفقد وضع بهاء فدخلت بهدوء لغرفته وسط الضوء الخافة لنجومه وجدته مستلقي على فراشه محدقا بسقف فوقه : هل لي بمكان معك؟

وافقة بسعاده وقبل لآن يجلس مكانه اعادته والدته ليستلقي وتجلس على سريره بضحكة : لن أفسد جوك لا داعي لتنهض .. بماذا كنت تفكر؟
_بأصدقائنا .. لم أخبرهم بشيء دائما ما يسألون مابي دون أن اجيب
_إذا تخاف ابتعادهم؟
_نعم ضياء يريدهم أن يبقو معنا وأنا أيضا

حاولة طمأنته ليعود بعينيه للسقف : هل تحب النجوم لهذه الدرجة؟

فرفع يده مشيرا للنجوم فوقه مباشرة كانت أربعة نجوم هناك .. ثلاثة ملتصقة ببعض والرابعة قربهم : ااه لم ألصق هذه مع ضياء هل أنت من الصقها؟

_لا .. ضياء من فعل ذلك .. قال أنها نجوم ثلاثتنا أنا لؤي وضياء

بضحكة وهي تحدق بالسقف أيضا : جيد بهذا لن يبتعدوا عنك وماذا عن الرابعة؟

بهاء: تكون لامل .. الصقتها رغم أنه كان محرجا

بضحكة ردت : تقصد الفتاة التي زارته بالمشفى

كان سيجيب ثم توقف متذكرا الواقع : أنا لا أقصد .. ضياء ليس مثلهم

لم تفهم شيئا لتسأل : مثل من؟

قول تلك الأشياء لا يليق ليحدث لوالدته عنها : لا عليك .. لنغير الموضوع
_لا اكمل اخبرني عن أصدقائك

فتحدث عن رائد وصديقه امجد وامل التي اهدته هذه النجوم وصديقتها نادين وضياء كان سيشاجرها باول لقاء وأكمل : أخيرا هشام هو أصغر بسنة وكان الأول بين أقسامهم .. هشام

قال اسمه بخوف لترد دون أن تلاحظ : أصدقاء رائعون حافظ عليهم .. يمكنك احضارهم هنا إذا أردت

فجأة جلس يضمها فبادلته ذلك العناق بخوف : هل حدث شيء؟ أنت بخير؟

«والدة هشام توفيت كان صغيرا ولا يذكرها جيدا لكن أنت مازلت معي» تحت هذه الفكرة قال : امي يمكنك البقاء معي هذه اليلة

وافقة محاولةً أن تفهم ما أصابه فابتعد مغيرا ذلك ليفتح مجالا لتنام والدته بجانبه ويضع رأسه على ذراعها فداعبت شعره بابتسامة : سأكون معك دائما لن اسمح لضياء أن يأخذك مني مجددا

~ضياء~ لم يضعه بمرتبت اصدقائه ليقول اسمه بسعادة ثم اضاف مطيلا بكلماته بمرح : امي أنا أحبه كثيرا جدا .. كان دائما مايقف بجانبي دون أن  اطلب .. عندما صعد اليوم للمسرح لم يفعل ذلك لأنه سعيد فقط
_لماذا إذا؟!

_لأن صوت تسفيق الجميع كان مرتفعا جدا فأتى وأغلق أذني حتى لا أسمعهم كنت أحاول فهم مايقولون وبدأت أتذكر ضحك الجميع عندما أخاف .. كنت سأسقط أرضا
_كل هذا حدث لك!

بهاء: فأغمضت عيني لأنه أخبرني بذلك لكن لم أتوقع أن يضمني والجميع يشاهدون .. كانوا يسيئون لعلاقتنا دائما .. ظنن منهم أننا نفعل أشياء غريبة معا مثل ..

أخذ يدة ليغلق فهمه «لحظة ما الذي أقوله .. قال ضياء أن هذه الاشياء محرجة أنا أحمق كدت أكمل»

فأخفض عينيه بعيدا عن والدته مرتبكا : آسف امي لا أقصد

«هل كنت دائما لا تدرك ما تقول هكذا» فقبلت رأسه لتضمه لها : لم نفكر بذلك أبدا فأنتما اخوين .. لؤي كان ينام معك ويضمك كثيرا ويقبلك أيضا لأنه اخوك ويحبك

باحراج رد بهاء : حاولنا شرح ذلك كثيرا بلا جدوى بالكاد قبل أصدقائنا بذلك .. وضياء كان سيتركهم بسببي .. فقبَّل خدي يومها .. وأخبرهم أنه يحبني كأخ له وليفهم ما يريدون

_ااه رائع ولمَ الحرج صغيري؟
_أنا كنت أظن أن كل الاخوة يفعلون ذلك ببساطة فتجاهلت استغراب الجميع لكن ضياء شرح لي ذلك وقال أن لا أهتم لهم
-إذا لا تهتم ضياء يفهمك هو سيبقى أخا لك دائما
_نعم وأنت ستبقين امي دائما
_طبعا

ابتسم ببراءة ليغمض عينيه وينام بأحضان والدته كما لم يفعل من قبل لحظات مرة بعد نومه ليدخل والده الغرفة بقلق يسأل عن حاله فأجابته بهدوء : لقد نام

أخذ كرسيا بجانب السرير وجلس يراقبه : عقلي لا يتوقف عن التفكير هل كنا بذلك البعد عنه؟
_يجب أن نصلح ذلك فهو قربنا الآن
_نعم .. أرجو أن يسامحنا لؤي أيضا

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top