*الإعتذار لايكفي*


الأستاذة درست لؤي من قبل قد تذكرته اخوه صغير لتهتم بموضوع التوحد وها قد وجدت فائدة من بحثها .. اجتمع الاصدقاء بالحجرة لتعرفهم امل على صديقتها الجديد التي جعلة ضياء على اعصابه وما زاد وضعه جمالا مجيء هشام ...

لنكمل ....

هنا طُرق الباب ليستديروا جهتها فوقف بهاء متقدما نحو الطارق ويخرجه للرواق : هشام لحظة
هشام : بهاء أنت بخير؟

ارتبك قليلا من سؤاله ليتذكر المهم : نعم لكن لا تخبر أحد عن المنافسة التي بيننا اتفقنا ضياء بالداخل لذلك ..

هشام: حسنا كما تريد .. تبدو بخير

اطم ن باله اخيرا «حتى أنه نزع معظم اللاصقات التي كانت على وجهه»

بهاء: اه نعم يمكننا أن ندخل الآن

ما إن دخلا بخطوة كان عملاق اخاف هشام واقفا بوجهيهما مع نظرته للنسخة المصغرة اللطيفة من اصيل

فتردد هشام بكلامه : ضياء مثلا
ضياء: نعم وأنت

هشام بخوف ناطقا باسمه : هش..ام .. آسف سأذهب

استدار هاربا ليأخذ ضياء رقبته ويجره للداخل : ستشهدون موت أحدهم
هشام مقاوما : لم افعل شيئا اتركني

تفاجأ رائد فكأن رآه من قبل ليسأل عن من يكون ليضيف امجد ساخرا : هل فعل شيئا لبهاء مثلا؟

اجلسه ضياء بأحد الطاولات محدقا بعينيه ليجيب امجد : بل يريد أخذه مني
هشام بخوف : لاااا ولمَ أخذه؟

رائد بسخرية : امجد تعلم ماذا تفعل عندما تغار بدل أن تعاند
امجد مشيرا لصديقه : بهاء .. أيمكنك كسر ذراعه إن طلبت؟
بهاء: طبعا لا

لمْ يقصد قصفه أو شيئا كهذا فقط لن يفعل ذلك فضحك رائد وامل في حين امجد انزعج ونادين مندهشه مما تراه

أما هشام المسكين تجمد مكانه خوفا من الشرير الذي يقابله

ضياء بجدية : ماذا جئت تفعل هنا؟ تحدث

هشام بتردد : رأيت كدمةً على وجه اصيل ف . ف

طارت أخر كلماته من تحديق ضياء : أمكمل

فواصل بلهفة بعد أن ابتلع ريقه : ظننته ضرب بهاء مجددا كنت قلق .. آسف
ضياء: آسف على ماذا مثلا هااا ؟

طبعا هشام لاحظ الكدمة على وجه ضياء : آسف أنت من ضُربت .. لن اقترب مجددا

حاول الوقوف فأعاده كلعبة مكانه دون أن يغير شيئا من ملامحه : بهاء أهذا من قلت أنه سيصبح صديقنا؟
اجاب هشام : لابأس لا أريد

ضياء بحدة : اسمع من يريد أن يكون صديقا لا يجب أن يتخلى عن صديقه حتى لو كنت أنا ضده اتفهم
هشام: حاضر أنا لن أتركه
ضياء: انتهى الأمر وقد فشلت

هشام محدقا به بانزعاج : هااا على الأقل اسأل بهاء إن لم يوافق سأذهب ولستَ من تقرر .. اتفهم

ضياء: تبدو شجاعا لتحدثني هكذا .. قبل بهاء ستجدني دائما

التفت هشام لجانبه : بهاء إن كنت توافق على ما يقول فلن أعود

ببساطة تقدم بهاء ليضرب رأسه : توقف .. أخبره أنك تمزح فقط

ضحك ضياء ليلعب برأس الصغير الذي يقابله : نعم سأعطيك فرصة فلا تضعها

قلب وجهه مجددا ليحدق بنادين تلك دون أن يبعد يده عن رأس هشام : وأنت أيضا

امل بضحكة : ضياء توقف عن اخافتهم
نادين : هل فعلت شيئا؟ أنا لا افهم

هشام محاولا التملص من يد ضياء : بهاء انقدني .. لمَ تضحك؟ أحتاج رأسي

أخيرا انتهى مزاحه المخيف ليجلس بجانب هشام مبتسما : أنت صديقنا الآن .. يبدو أنه يوم التعارف .. رائد امجد وبهاء تعرفه .. نادين وصديقتها

ترك عينيه جهتها ليكون أخر تحدير
«إن لم تكن صديقتها حقا فلنا كلام آخر»

فرد رائد مشيرا لامل برأسه : نعم امل ملك خاص لا تقتربوا منها أيضا أو يقتلكم

تم احراجهما لتفهم نادين ما يحدث خصوصا وأن امل أخذت تجرها ليخرجا فوقف بهاء ورائد بوجهها مجددا : آسف كنت امزح فقط

بهاء:لا أقصد ازعاجك لكن لا تبتعدي عنه

نهض ضياء ليخرج رأسه من النافذة محرجا : لم أقصد ذلك

«يحبها الجميع من أجله .. ضياء»

كتمت نادين ضحكات بنفسها لتكتف يديها محدقةً بالجميع وامل خلفها : أنتم ألا تفهمون معنى أن فتاة بينكم لن يزعجها أحد مجددا أتفهمون؟ .. احترموا وجودها .. أغبياء

أنزل الجميع رؤوسهم معتذرين حتى هشام الذي لادخل له بشيء لتتأكد نادين من روعة هذه المجموعة وتعود الابتسامة لشفتي امل

فضحكت نادين : أمزح وحسب

وقف هشام ليعود لحجرته فقد أتى ليطمئن على بهاء وانتهى ذلك إلا أن رائد اوقفه : لا انتظر لحظة .. متأكد أني رأتك من قبل 

امل بنبرة تحدي : رائد مسابقة السنة الماضية صاحب أعلى مجموع أو نسيته حقا

عاد بذكرياته ليجده يوم أخذ تلك الجائزة : هشام إذا .. أنت أصغر بسنة صحيح .. لن تهزمني هذه المرة

والتفت لبهاء : ولا أنت

علت روح المنافسة بينهم لتسأل نادين عن اختبار المشاركة : كيف كان الامتحان؟

امل: تم دعوتي
هشام: وأنا ويبدو أن رائد ايضا

هز رائد برأسه موافقا فتفاجأت نادين من مركز امل فلم تعرف ذلك أما الآخرون

امجد: لابأس بالامتحان يمكنني تجاوزه
بهاء: كان جيدا ضياء اليس كذلك
ضياء بتوتر : لا تسألني لا اعرف كتبت فقط
نادين: إذا تم دعوة ثلاثة واربعتنا سنجتاز الامتحان جيد .. سنرى النتائج مساءً

فنظروا لضياء الذي ربما لن يجتازه : نعم لقد فهمت ابعدوا اعينكم عني

بهذا بقي سؤال واحد بجعبة هشام : بهاء شاركت في الامتحان حقا!

«ظننته الأول هنا أو ماشابه بما أنه سينافسني»
بهاء ببعض التوتر : لا تقلق المهم المسابقة .. هشام يمكننا أن نلتقي وقت الغداء لنتحدث
هشام بتوتر أيضا : ضياء .. لابأس بذلك

فعادت تلك النظرات المخيفة ليذهب خلف بهاء : لن أتركه حتى لو عارضت
ضياء: نعم أحسنت

«قال أنه صافحه ببساطة .. هشام قريب من بهاء بطريقة ما أصلا هو يشبهه هادئ ولطيف مثله لكنه لا يملك ذلك الجانب اللامبالي من بهاء والاهم الآن سأصمت»

كان تفكير ضياء الذي وجد حلا لمَ حدث أمس دق الجرس ليتفق هشام معهما على اللقاء وقت الغداء في حين اتفقت نادين مع امل ليعودا للمنزل سويا فذهب كل شخص منهم لحجرته

هنا يلتفت ضياء لامل متسائلا عن نادين هذه فابتسمت لهتمامه مجيبة : كما قلتما انسي المظاهر وستجدينها .. تبدو شخصا جيدا لا تقلق

بهاء : حسنا سنرى ذلك
...............
كان عائدا لحجرته بعد أن ودع رائد وامجد ليلحق به من انتبه له من بعيد ويوقف طريقه، الشخص الذي من المفترض يكون اخاه الأكبر : اهلاااا وأين كنت مثلا؟

نظر هشام للفراغ بجانبه : ابتعد
اصيل: ومن أين تعرفهما؟
هشام: سأتأخر عن الحصة كنت بحاجتهما فقط

«مع أني لا أفهم من يقصد من بينهم لكنه يكرههم»

اصيل بغضب مكبوة : لا تقترب منهم إن كنت لا تريد المشاكل وذهب لتدرس وحسب
هشام: أنت آخر من يمكنه أن ينصحني

واصل طريقه غير مكترث لأمره فحدق به من أعلى الدرج : ولك الجرأة لترد

«لا توجد أي علاقة بيننا لا كاخوى ولا أي شيء آخر .. اصيل طلب مني أو لنقل أمرني بعجرفته المعتادة أن أشارك بالمسابقة وأن أفوز أيضا بها لكني شاركت من أجل بهاء وليس بسبب كلام اصيل أو أن طلب بهاء كان مقصودا  ظنه خدعني .. لا افهم جيدا لمَ تغير اصيل؟ لكن من الواضح أن السبب الأول رفاقه .. اول مرة اتيه بأفكاري في حصصي»

وقت الغداء خرج ليجدهما ينتظرانه بالدرج ليرحبا به ويسألاه عن حال  وسير الحصص

فنزلا الدرجا ثلاثتهم ليسأل هشام عن اكثر شيء حيره :مازلت أريد أن أعرف كيف أصبحتما أخوين

ببساطة لأن ضياء لا يشبه الآخر اطلاقا

كاد يجيبه ضياء إلا أن بهاء قاطعه بضحكة : على شرط
هشام: لقد فهمت سأحدثكم عن اصيل
بهاء: تماما ..

فأخذ بهاء طول الطريق يحدثه عن طفولتهما وكيف افترقا ثم التقيا مجددا رغم تقطع كلماته من توتره الطفيف، هكذا حتى دخلا المطعم وتجهوا لطاولتهما المعتادة وكلمات بهاء لم تنتهي

جلس ضياء مكانه ليضرب طبقه بالطاولة منزعجا فتجمد هشام مكانه قائلا بتوتر : هااا سأذهب لمكان آخر

أوقفه بهاء غير مكترث لتصرف ضياء : لا حان دورك لتتحدث

لكن ضياء سينفجر غاضبا من ملامحه فأشاح هشام بنظره لضياء ليفهم بهاء ما يعني

بهاء: إنه يعاند فقط لا تهتم
فوقف ضياء مكانه : حسنا لا تهتم أنا من سيذهب

واخيرا التفت له بدل هشام ليعبس وجهه قائلا : هااا ضياء

ضياء بانزعاج : تريد أن تبقى معه وأنا لا أهتم بقصة اصيل لتستريحا معا

«لا يمكنني أن أبقى صامتا مثلك»

قالها ضياء بنفسه ليسأل الآخر : أنت تمزح أو أنك منزعج حقا؟

رد ضياء بصراحة : منزعج ماذا ستفعل؟ أصلا يوجد ما تخفيه معه ومن المزعج أن اسأل ما هو؟
بهاء: أنا آسف لا أقصد أن أبتعد

رمقه بنظرة غريب وسيكمل سيره ليقف بهاء بطريقه يحاول فهمه فرغم أنه اعتذر مازال ضياء منزعجا

«ألا يكفي ذلك .. هل كنت أتجاهله مثلا .. أنا كنت أحدث هشام طول الوقت وكان صامتا أهو حقا يغار منه؟»

هشام لم يستطع كتم ذلك بنفسه : ضياء حتى أنا آسف لكن بهاء أهذا أخوك الذي تحدثت عنه كثيرا؟ يبدوا أن كل شيء يزعجه حتى أنت

حدق به ليصمت وبدى كأنه ينتظر شيئا من بهاء شيء يبحث عنه بقلق ورغم ذلك أخذ يدافع عن ضياء : ليس كذلك ضياء يضحك كثيرا ويمزح طول الوقت أنا فقط ..

ضياء أكمل مكانه يتجمد من نبرته : أزعجتني

«أنا تركته وحده .. ضياء لا يريدني أن ابتعد ولا أن أبقى معه فقط .. لؤي ماذا افعل؟ إذا راضيت أحدا أجرح شخصا آخر هل هذا ما فعلته لهم أمس رغم أني اعتذرت .. أنا اعتذرت هاااا»

اخيرا فهم ما يقصد ليأخذ بيده ويجلسه بجانبه «لا يمكنني ضمه وسط الجميع ولا يمكنني فعل هذا للآخرين إذًا .. إذا اعيد ذلك فستكون مشكلة»

بهاء: خبرتك أني أريد مساعدت هشام أنا آسف لن أبتعد بسبب أحد .. بل لن ابتعد عن أي أحد

«لكن هذا مجرد كلام وعليَّ تطبيقه»

ضياء: هل فهمت أو أكمل طريقي

بهاء بابتسامة طفولية : لن اتجاهل اخي طبعا .. هيا ابتسم لن أفقد تركيزي وأنت معي

«هشام معنا ومازال عندنا وقت حتى نعرف قصة اصيل .. الاهم الآن كلام الأستاذة بعد قليل»

ابتسم برضى وربما فهم كيف كان لؤي يعلمه، أولا سيجرب شيئا على نفسه ثم بهاء يتعلم ليجربه مع الآخرين، فإن انزعج أخوه سيجبر عقله على ايجاد حل مهما كان مؤلما

هشام مازال واقف لا يفهم ما يحدث ليقول ضياء له : أنت اجلس هل ستأكل واقفا؟ ويمكنك أن تقول أن كل شيء يزعجني عدى بهاء .. إنه اخي 

فجلس معهما معتذرا عن كلامه 

بهاء: هشام قبل أن تفكر في أنك ازعجت أحد لاحظ كل شيء أولا لتتأكد
ضياء: ماذا؟

التفت لضياء مجيبا نفسه : هل اصدق أنك منزعج؟ وقد كنت ستذهب وتترك غدائه على طاولة
هشام بضحكة : ماذا تقصد؟
ضياء: إذا انزعجت أكل اكثر من العادة اااه كشفتني من البداية .. هشام لايمكننا خداعه

بهاء: حسنا هشام سنكمل كلامنا لاحقا يجب أن نلتقي بالأستاذة بعد الغداء

«و ضياء ينتظر أن لا يعاد ما حدث أمس»

«قالت امل أن الأستاذة لا تدرس مساء أي أنها ستبقى من أجلنا فقط .. يمكننا توفير وقت إذا»

مازالت أفكار ضياء لا تتوقف حتى يخرج بهاء من حالة امس بأسرع ما يمكن إذا أعيد ذلك أو يوقفه من البداية

أكملا الغداء مع هشام ودعاه و ذهبا للحجرة ينتظران الأستاذة

ضياء : بهاء هل تفضل الاشخاص الهادئين كهشام .. اعتدت وجوده قربك ببساطة
بهاء بضحكة : لا أفضل مزعجا واحدا

ضياء حدق للفراغ بجانبه : أنا أضحك

بهاء: ضياء كفى غباء تعرف أن لا أحد يمكنه أخذ مكانك عندي
ضياء: ولمَ لا تصدق هذا إن قلته أنا؟
بهاء: اصدقك لكن لا لأعرف ..

مد يده له فأمسكها دون أن يتظر جوابه : لا عليك ستأتي الأستاذة لنجلس لكن افهم أن جرح الآخرين ليس بالأمر السهل الذي يمسح باعتذار بسيط
بهاء: حسنا سأركز

كما حدث امس جلسا على الطاولة لتدخل اللأستاذة وتجلس على مقعد المكتب مقابلة لهما

ضياء: حسنا أيمكن أن أطلب شيئا أولا؟
الأستاذة: اه لو أمكنني طبعا
ضياء: لا أريد لآن ندخل أول حصة فهل يمكنك مسحنا من الغياب إذا لا فلا داعي لأن تتحدثي

«مازال لا يصدق كلامي»

فقال بهاء بلهفة : لا تحدثي أخبرينا ما تعرفين عن لؤي وغبنا كثيرا الأيام الماضية لا يجب أن نغيب أكثر من ذلك .. أنا بخير

ليكن الأمر كتحد مع نفسه وبهاء سيتقدم حتى هذا كان استنتاج من ضياء وكأمس طال حديثها وأجبرا بهاء على غياب الحصة الأولى وعندما عرفا الكثير عن لؤي رغم أنه تنقصهما بعض الأشياء ليتضح كل شيء فأكملت كلامها عن التوحد
........... ضياء ......

سيطر  الخوف على بهاء مجددا وبقي يضمني لكن لم أطلب من الأستاذة أن تخرج هذه المرة : بهاء ماذا ستفعل؟

بهاء بصوت مرتجف : لا أعرف .. أنا لا أعرف
الأستاذة: اسمعني بهاء الأمر ليس مستحيل لقد تخطيت الكثير جدا ونحن لم نتأكد من الأمر بعد
بهاء: ضياء لا أريد أن أخاف

مازال خائفا مرتجفا فابتعدت الأستاذة عنا لتراقب

فقط لابتسم .. لابتسم حقا .. إن كان لا يمكنك السيطرة على نفسك وأعاد ما حدث .. فيمكنني أن لا أكون كذلك .. ابتعدت قليلا عنه .. أنا مازلت هنا وأنت معي حاليا لا ينقصني شيء حتى ابتسم بصدق .. حدقت بتلك العيون المرتجفة لأقول بهدوء : بهاء قلت أنك ستركز ولن تبتعد عن أحد
بهاء مازال يرتعش خائفا : لكن هم ..

نعم قد احتاج بهاء وقتا طويلا ليتأقلم مع العالم ليس من يوم التقيته مجددا فقط بل من يوم ولد وهو يحاول أن يغير من نفسه لكن مجرد خمس ثوان يمكنه فيها ملاحظة تغيرنا اتجاهه

وضعت يديا على وجهه واسندت جبهتي لجبهته الاختلاف الوحيد الذي يمكنني رؤيته في بهاء هو ما أنظر له الآن

فقالت تلك الكلمات التي كانت خلف قصته امس عن لؤي وظلام : حتى لو كانت عيونك زرقاء مذهلةً فأنا معك .. لا يوجد ما يمكنه ايقاف اخي صحيح

ابتعد بدهشة .. أظنني أعرف ما يفكر به ونهمرت دموعه إنه بخير هكذا

بهاء: لؤي كان يقول هذا كثيرا  .. ضياء

عاد ليضمني و يبكي لاضحك بخفة : أخبرتك أنها بشعة هكذا

لؤي يحب عيون بهاء كثيرا ليخفي كل كلماته خلفها ربطت على ظهره ليهدأ : أنا معك ويمكنك اخبار الأستاذة بما تريد يمكنها أن تفهمك

ابتعد لينتبه لوجودها متفاجئا فقد أصبح يراقب نفسه أكثر مما كان بسبب كلام اصيل لكن الأهم الآن

الأستاذة: لن افهم أي شيء خاطئا استريح عنده مازال الكثير من الوقت تحدث عندما تريد فقط

استدار لي وكأنه يسألني إن كان ذلك صحيحا : نعم لا تبتعد عني

فأسند رأسه لصدري بهدوء .. ليسمع نبضي

بهاء: أولا أنت بخير لا يوجد ألم صحيح

الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يؤلمني الان خسارتك فضممته : نعم أنا بخير تماما

أنا حقا أحمق بهاء يمكنه أن يشعر بخوفي وقلقي لهذا سيخاف إن كنت  أكثر هدوءً فسيكون كذلك ولؤي أنت فعلا خارق

لم أنم الليلة الماضية من اجل لاشيء، بهاء انفجر باكي بهدوءه المعتاد : كل ما فعله لؤي لاجلي .. لؤي عانى الكثيرا بسببي .. تحملني وحده .. أنا لم أشعر يوما أني مختلف وهو معي

لأجعل كلامي بسيطا وسيفهم : إذًا أنت تقول أني أتحملك أو ربما أنت عبؤ عليَّ؟ .. أتعرف هذه حماقة؟
بهاء: لا ضياء..
ضياء: أجل ضياء يحبك حقا ولؤي أيضا هو لم يكن يفكر هكذا

فداعب شعره بضحكة وأكمل : الستَ أخاه الصغير الذي لابأس بأي شيء إن كان من أجله
بهاء: نعم أنا كذلك

ابتعد ليمسح دموعه فسبقه ضياء تاركا يدية على وجه الآخر : بهاء لن يتوقف صحيح

ابتسم أخيرا ليكمل مكانه بسعادة : عليه أن يجد حلا .. هكذا علمني لؤي
ضياء: نعم والأستاذة ستساعدنا لا شيء سيخيفك .. ركز

التفت بهاء لها : امم شكرا لكل ما قلتِ لم أكن اعرف ذلك
.............
أخذت الأستاذة تتقدم عندهما : هذا واجبي .. وضياء تعاملك معه حقا مثالي لا تقلقا لكل شيء ألف حل لكن بهاء كيف لمْ يلاحظك أحد حتى الآن؟ بل وعائلتك أيضا أنت تتعامل مع حياتك بشكل جيد

جلست تقابلهما كما كانت ليضغط على يد ضياء ووقت أن يكشف كل ما بداخله : كل شيء حولي يخيفني ..

هكذا أخبرهم عن انزعاجه من لمس الآخرين أو رفع صوتهم بوجه عن الضيق الذي يصيبه حين يكون الكثيرون حوله فلا يستطيع قول شيء

ارتجفت يده قليلا ليكمل : أنا اصلا قبل أن أعرف ضياء كنت صامتا أراقب افعالي وكل كلمة أقولها من أجل أن لا ينظروا لي وكأني مجنون وسطهم .. رغم أني أكره ذلك حقا .. أحيان تعاد معضم المواقف السيئة التي عشتها وعلى ما يبدو أني أفقد تركيزي كليا حدث هذا كثير في السنتين الماضيتين لكن ماذا افعل؟ ..

الأستاذة بابتسامة مطمئنة : اهدأ نحن معك سنجد حلا
ضياء: لكنه وجده
بهاء: نعم وجده لؤي .. لؤي جعلني اختفي ولاحظت هذا من كلامكم .. لن افعل شيئا ولن يضربني أحد .. احتملت ازعاج بعض زملائي من قبل حتى غيروا فكرة أني أخافهم .. كانوا يزعجونني طول الوقت ليضحكوا علي إذا فعلت شيئا غريبا بالنسبة لهم .. إذا صرخوا اغلق أدني حتى لا اسمعهم .. أذا أفسدوا أغراضي أرتبها وأجلس .. إذا ضربت لا ابكي او أصرخ لكن إذا لمسوني افعل ذلك .. دائما ما كان هدوئي يزعجهم ليتنمروا علي دون أن ارد

ضياء: هااااا وماذا فعل لؤي؟

لؤي اخفاه حين طلب أن يحتملهم قليلا حتى ابتعدوا وغيروا فكرة أنه يخافهم، بهاء لم يمتلك شخصا غير لؤي ليعانقه ولم يعطي اهمية لمن كانو حوله وبذلك لم يلمسه احد من قبل

الأستاذة: اذا كنت تهرب عند لؤي دائما وطوال الوقت
بهاء: اهرب هذا كل ما كنت افكر به عندما اختفى .. افهم الان لمَ لؤي لم يخرج من المنزل ليلعب كالآخرين أو يذهب في رحلة مدرسية مثلا أو حتى زيارة أقاربنا تغير ذلك تقريب بعد الثامنة أو التاسعة من عمري .. فقد كان مركزا على دراستي فقط متناسيا دراسته .. إن كنت متفوقا فلن يلاحظني أحد .. كان يخفيني كليا وبعد التاسعة بدأ تعليمي اللعب ضمن فرق رياضية وهو يراقب .. تنزهنا كثير وذهبنا لرحلات معا اضافتا إلى انتقالنا المتكرر

الأستاذة: بعد أن علمك اخرجك للعالم فكرة جيدة ..

بهاء: حتى المدرسة نفس الشيء علمني الأحرف والأقام وكان يقول أني احفظ بشكل سريع قبل أن أدخلها لكن..
ضياء: هاا اكمل اخبرنا

بهاء: كان عندنا لوح كبير معلق بجدار غرفتنا قالت امي أنها امنية عيد مولده ليجعل من غرفتنا كحجرات المدرسة .. أخذ يعلمني ما افعل وامي كانت كزميلتي في صف .. يدرسها مثلي وأحيانا هي الأستاذة

ضحك بخفة ساخرا من الوضع ليكمل : كان يلعب في وبنفس الوقت يدرسني لنضحك كثيرا لكن عندما دخلت المدرسة لم يوجد لؤي ولا امي .. فعدت لصمتي لا افعل شيئا .. فقط انتظره

نزلت تلك الدمعات مجددا ماذا فعل بحياة اخيه؟ : على ماذا أضحك الآن ضياء لمَ لمْ افهم كل ذلك وقتها؟ حتى اعادتي تلك السنة كانت مجردة خطة لأتأقلم مع المدرسة .. فقد دخلت بسنة لأدرس قبلكم فلم أخسر تلك السنة

زاد فيضان دووعه ليكمل : لقد جعلني كل عالمه هو لم يبتعد لحظة عني إن استثنينا وقت المدرسة

ابتسمت الأستاذة لضياء حتى يضمه بهدوء «لؤي شخص رائع حقا»

فضمه ليهدأ : اجعلها ذكريات جميلة فقط يستحيل أن يبتسم لؤي بغباء لك أو تكون سعادته مزيفة لا تقلق

أما دموعه تأبى التوقف فليس بعد كل تلك السنوات يكتشف هذا الآن يعرف أنه يحبه لكن أكثر مما تصور : لكن هذا مؤلم جدا أمنياته أحلامك كلها كانت أنا حقا

ضياء: لابأس هل قال لؤي أن هذا مؤلم؟

ابتعد ليهدأ ويهز برأسه نافيا «انا حقا مع طفل صغير الآن» : حسنا ابتسم لقد عاش بسعادة كبيرة معك صدقني
بهاء: امم هذا معضم ما فهمته

الأستاذة: حسنا والآن بهاء إن كنت تريد أن تكمل طريقك فأولا علينا اخبار والديك

بهاء منزلا رأسه بأسى : لا أريد أن يتغيرا مجددا أو يعاد ما حدث معهما

الأستاذة: لا تقلق يمكنني أن أذهب للمنزل معك وأخبرهما بكل ما أعرف لناخدك لطبيب يوجد علاج حسي سيساعدك كثيرا ومختصون في المعاملات وكل ما ينقصك
 
بدى القلق عليه دون أن يجيب ليلامس كتفه قبل ان يتيه : بهاء حتى أنا أذهب للطبيب لا شيء سيء في هذا

بهاء: مازلت هنا .. اصمت دعني افكر

بعد لحظات بدى وكأنه وجد حلا فلعب برأسه : اخي مذهل

ابعد يده ليخبر الاساتذة بجدية : الطبيب لم يفعل شيئا من قبل بل لنقل زاد من خوفي

الأستاذة: ومن يمكنه فهمك إن لم تقل أخبرني؟

ضياء: نعم معها حق .. صدقني بهاء رغم قربي منك طول الوقت لم ألاحظ شيئا غير أنك خارق .. حتى أخبرتني وبدأت أنام معك
بهاء: هااا اصمت
الأستاذة: وتنامان معا!

أخذ ضياء بضم بهاء له والاخر يحاول ابعاده : نعم ننام هكذا

فابعده ليضحك ضياء : أحمق الأستاذة تعرفك فلا تخفي شيئا
بهاء: حسنا لم انم طول السنتين بشكل جيد و خفيت ذلك عن والدي حتى الآن لايعرفان شيئا وذلك الطبيب جعل من وفات لؤي سببا لكل ما يحدث لي فتوقفت عن الحديث عنه وامي خبأت أغراضه حتى أنساه بعتبار أني ساتحسن
الأستاذة: إذا أنت خارق حقا

بهاء: لستُ كذلك

أضاف في نفسه «بل لست طبيعيا بالنسبة لكم لكن ..»

أكمل ضياء الذي يفهم أعماه حقا : لكن لا تريد أن تتغير ابقى مميزا

«كما قالت امل» فضحك بهاء أما الأستاذة ردت بتفاؤل : نعم أنظر للجانب الجيد تمتلك ذاكرة مذهلة والمشاكل الأخرى سنحلها

ضياء: لكنه لا يصدق بكونه خارقا
بهاء: بل قد أكون متوحدا حقا
ضياء: مهما يكن تبقى بهاء

تنهد بهاء تنهيدة طويلة ليركز بخطته : حسنا ستخبرين والديا بذلك سنجد طبيبا مناسبا وأخبره بكل شيء لكن على شروط
الأستاذة: كما تريد سنفعل ما يريحك موافق

فأخذ بهاء يعد شروطه للأستاذة : أولا على ضياء أن يبقى هادئا دائما إن حدث  شيء له فلن أتحرك لأي مكان

التفت محدقا به ليكمل : وهذا يعني أن تشفى بدل أن تخاف

هز ضياء رأسه موافقا : حاضر وماذا ثانيا

بهاء: لا أريد أن ابتعد عن المدرسة وأدرس بشكل عادي بين الجميع دون أن اغيب

الأستاذة: حسنا سنناقش هذا مع الطبيب ونجد وقتا مناسبا لك .. أنت تهتم لدراستك بل وتحب أن تتعلم وهذا سيساعد كثيرا

بهاء بابتسامة : نعم أحب الدراسة وأكره المدرسة حتى وجدت ضياء
ضياء: من حولنا جيدون الآن ولا أظن أنهم قد يبتعدون أو يغيرون تعاملهم معك سينتظرونك

من نظراته مازال يخاف ابتعادهم : المهم أكمل وثالثا
بهاء: لا أريد اخبار والديا بذلك الآن بل بعد أسبوع

الأستاذة: بهاء كلما اسرعنا يكون ذلك أفضل يمكنني حتى أن أذهب لمنزلك الآن
بهاء: شكرا .. إنه أسبوع فقط لن يحدث شيء ولا أريد لأحد غيركما أن يعرف الآن
الأستاذة: لماذا أسبوع أمازلت خائفا؟

«لا بل هذه احد خططه لتجنب المشاكل» فطمئنها ضياء : أستاذة بهاء حقا يعرف مايفعل رغم أنه يخفي ذلك عليَّ أيضا

لم تجد ما تفعل غير الموافقة ليضيف بهاء : مازال شرط أخير
ضياء: هااا عنيد ألم تنتهي

التفت مبتسما لضياء وضمه ليقول شرطه الاخير : أريد من اخي أن يرافقني دائما
ضياء: نعم سأفعل ذلك طبعا

بهاء اغمض عينيه بين ذراعي اخيه سيخبره وحسب لا حل اخر : ضياء لن أخفي شيئا فسمعني .. أنت أكثر ما يخيفني .. إن تأذيت أو آلمك شيء أخبرني .. من بين كل الأشياء التي تخيفني هذا الخوف مختلف جدا .. لا أريدك أن تبتعد وأشعر أني سأكون وحيدا بدونك لكن ..

رفع رأسه محدقا بعينيه ليكمل كلامه إلا أن ضياء فاجأه بقبلة على جبينه :هااااا لماذا فعلت هذا؟
ضياء: لا سبب أنا سعيد جدا أكمل

رغم اندهاش الأستاذ إلا انها اكثر من تعرف ~الحب هو العلاج~

بهاء: أحمق هذا معنى أني أخاف عليك وليس منك صحيح ..  سأكون بخير

_انتظر أن تشرح لي كل شيء

لن يسئله عن اي شيء مجددا سيتركه مع خططه مع ذلك ضمه فقد انتهى هذا الحديث : أعرف أنك تريد البقاء هكذا
بهاء: نعم حتى لو كانت الأستاذة هنا

_لابأس سأكون معكما

تلك الكلمات جعلتهما في راحة فشخص بكبرها معهما هذا سيسهل الأمر أكثر أما هي

«أخيرا لم أتوقع أن أصادف شخص هكذا .. موضوع التوحد هذا كان ومازال مهما عندي لدرجة أني فكرة في تغيير مكان تدريسي لادرسهم والاهم الأن ربما لن يكون سؤال ذا فائدة»

مر بعض الوقت : بهاء يمكنني ان اسأل شيئا عن لؤي
بهاء: نعم طبعا

ابتعد قليلا ليبقى مستندا على ضياء فسألت : أين وصل لؤي في دراسته وحياته .. آسفة أريد أن أعرف
بهاء: لم يكن يهتم كثيرا لدراسته فقط لأنه يدرسني

أدار رأسه بابتسامة مشجع للذي بجانبه : لكن عندما بدأ يهتم كان في الثانوية وتحصل على نتيجة جيدة في امتحان التخرج
ضياء بضحكة : حسنا سأهتم

الأستاذة: إذا دخل الجامعة؟
بهاء: كان علم النفس اختصاصه درس فيه لسنتين قالت والدتي أنه كان حلمه حسنا ..

رفع ضياء صوته قليلا : حلم بأن يكون طبيبا يساعد كل الأطفال الذين مثل بهاء
بهاء:ضياء اصمت لقد فهمت ما قصدت امي
الأستاذة: هل كان يعرف بالموضوع وقتها .. أقصد مثل بهاء ماذا يعني؟

ضياء: حتى امه سألته ببساطة أجاب .. نعم الأطفال المذهلين سأعطيهم فرصةً لنراهم كبهاء

بهاء: حسنا حتى لؤي قال ما تقولون لكن لستُ خارقا أنا أدرس فقط
الأستاذة: لابأس .. سنرى ذلك بعد أسبوع

فلف ضياء ذراعيه حوله بسعادة : لاتقلق كل شيء سيكون بخير سنشرح لوالديك بالطريقة الصحيحة هذه المرة
بهاء: نعم اعتمد عليكما

«لقد كسبنا ثقته حقا وهذا مهم جدا»
...............

وصلت تلك الحصة المرعبة التي تكاد تفسد نظام دقات قلبه ليس من أجل أنه يريد المشاركة بل لأجل طلب اخيه وربما لاسعاده يجب أن تكون النتيجة أكثر من خمسة وسبعين من مئة كما أخبره بهاء، نتيجة لم يأخذها بأحلامه من قبل

شارفة الحصة على نهايتها لتوزع تلك النتائج وما إن رآها انقلب وجهه

«لقد فشلت .. ماذا سأخبره»

**************
مهلة أسبوع هي الفاصل ليعرفوا كل هذا عن بهاء فماذا ينتظر؟ وماذا يخفيه داخله؟
لم ينتهي يومهم هذا بعد

بهاء اتعبتني معك 😶😶

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top