*أنا خائف*

أخيرا انتهى امتحان المشاركة المنتظر بعد دراسة ثقيلة في اليوم السابق وبطريقهما لمطعم المدرسة سأل : ضياء كيف كان الامتحان
_فعلت كل ما أستطيع .. لا أعدك بشيء
_درست كثيرا تفائل
_وأنت لم تلعب بالأجوبة صحيح

توتر بعض الشيء رادا : هل يجب أن أجيبك؟

فجن جنونه مباشرةً ليقف في طريقه : ماذا تقصد؟

«لم ألعب كثيرا» و بتوتر : صدقني سأنجح فيه كان سهلا

فبقى يصر أن يخبره ما فعل حتى تجاهله : أتعرف أصمت لن أخبرك ولنذهب للغداء وحسب

فبقى يحدق به عله يغير رأيه لكن بلا جدوى : أنظر أمامك

استسلم فبهاء عنيد حقا ليعود للمهم : ااه كما تريد وسنتحدث مع الأستاذة بعد الغداء أخبرتها بأن نلتقي في حجرتنا
_حسنا

قالها والخوف بدأ يتغلغل داخله مما سيحدث، كان شعورا أسوء من انتظار نتائج ضياء عنده، أنهيا غدائهما بهدوء ليتجها لحجرتهما فوجداها جالسةً بالمكتب

جلسا على اول طاولة حتى يكونا أقرب ويسمعوا بعض

فبدأت حديثها بابتسامة : على ماذا ستسألني ضياء؟

ازداد الخوف بعض الشيء فهل ستتقبل ما يقول دون أن تخطئ فهمه فمهد ضياء الطريق في حين بهاء دخل منطقة صمته : حسنا أنت درستي كثيرا وتعرفين الكثير من الأشياء التي لا نعرفها
الاستاذة: وإذا؟

صمت ضياء للحظات ثم أشار لنفسه: هل يمكن أن يكون احمق مثلي خارقا؟

إندهش بهاء أما الاساتذة ضحكة من سؤال كهذا ليشرح : أقصد مثلا عباقرة العالم هل يعرفون كل شيء حقا بشكل خارق

لم يستطع منع ضحكته من الخروج فبهذا الأساتذة ستجيب دون أن تعرف شيئا عن بهاء فابتسم بعد هذا براحة : نعم كيف يمكن لضياء أن يكون منهم؟

الاستاذة بضحكة : حسنا اجتهد أكثر ولابأس إن لم تعرف كل شيء فعباقرة العالم الذين تتحدث عنهم معضمهم بارعون في تخصصهم فقط

ضياء: كيف ذلك ؟
الاستاذة: سأخبركم بسر أخر عني .. أنا لم أكن أجيد اللغات الاجنبية .. لم أهتم بها في دراستي حتى كبرت ودخلت الجامعة فدرستها إجبارا .. يعني أني كنت أجيد المواد العلمية لكن فاشلة في اللغات
ضياء:هااا حقا .. حتى أنا لا أجيدها
بهاء: كان صعبا عليا استيعاب لغة أخرى

الاستاذة: حسنا هذا موضوع جيد تعرفون العالم اينشتاين

ضياء بضحكة : نعم تقريبا
الأستاذة: لم ينطق بكلمة حتى الثالثة من عمره رغم أن الجميع يفعل ذلك بعد سنة و بضعت أشهر
ضياء: هااا اشرحي فقط لا أعرف ما أسأل

الأستاذة: عان كثيرا من نطق الكلمات حتى وهو في السابعة لم يكن يجيد الكلام جيد وفوق هذا كان مغفلا بنظر الجميع لأن تفكيره مختلف عنهم لدرجة أنه كره المدرسة حتى والديه ظنوه بلا فائدة لكن الآن اسمه أصبح مرادفا للعبقرية

لم يجد فائدةً من كلامه و مع ذلك جعلها تستمر بالحديث

الأستاذة: لم يكن يجيد التعامل مع الآخرين كان انطوائيا وخجولا جدا لكن اجتهد كثير وغير الكثير من نفسه ليصل لما عليه درس وتفوق في الرياضيات والفزياء بشكل مبهر

ضياء: اه و كيف تمكن من أن يظهر للعالم أقصد شخص انطوائي يعني أنه لا يحدث الآخرين كثيرا

رغم أن المشكلة هي عدم حديثه أصلا

الأستاذة: معضم العلماء كانوا هكذا امم متلازمة الموهبة أو المشاهير ليس بمرض فعلا لكن هكذا يصفون نوعهم
ضياء: المعنى
الاستاذة: كل شخص يختلف عن الاخر في هذا العالم شكلا أو لونا أمر طبيعي   لكن هم

ابتسمت باستياء ليسأل ضياء : هم ماذا اكمل؟
الاستاذة: هذه المتلازمة تأتي تحت اضطرابات التوحد 

~التوحد~

«لا اعرف معناه لكنها تحتوي الكثير من الوحدة»

فنظرا لبعض بتعجب ثم سأل ضياء : أخبرينا عن التوحد هذا
الاستاذة: لم أحدث أحد عنه من قبل .. إنه يخص علم النفس

«علم النفس أعرف هذا التخصص»

بهاء حقا يعرفه فطلب ضياء أن تكمل حديثها لتقول : أطفال التوحد أنواع كثيرة .. لايمكن أن نحكم على الجميع من شخص واحد منهم فكل واحد يمتلك مايميزه .. منهم من أصبح خارقا كما تقول مثلا بعض العلماء والمشاهير الفن بأنواعه ومنهم من بقى مع نفسه .. كلمة انطوائي لا تصفهم فهم أكثر صمتا أو قد تجدهم أكثر كلاما لكن إن أحسنت التعامل معهم فيمكنك أن تجد برائة العالم فيهم وإبداعا لاينتهي في عالمهم هذا إذا علمتهم التعامل معك من الاساس

بدأت تلامس الوتر الحساس

ضياء: عالم ماذا تقصدين؟
الأستاذة: عالم خاص لا أحد فيه كأنهم يعيشون وحدهم ليهربوا له من الجميع لايمكنهم التواصل ببساطة كالآخرين ويخافو العلاقات الاجتماعية 
ضياء: ماذا يخيفهم في الجميع إذا؟

كلماتها كانت تتردد داخل نفس بهاء بخوف غريب بعد هذا السؤال

الاستاذة: يخاف بعضهم من الاصوات أو لمس الآخرين ربما هذا يؤلمهم أو يقلقهم

فبدأت ذكريات الماضي تغرقه مع حديث الاستاذة

«كل من جاء ليواسينا على موت لؤي حاول أن يضمني لكن كنت أهرب منهم لأختبئ بغرفتنا وحدي»

الاستاذة: يصعب فهم مايقولون فغالبا يقصدون أشياء بعيدةً عن تعبيرهم

تداخلت أفكاره ليختلط كل شيء ببعض قبل سنتين، ماكان يردده بهاء قد عاد لعقله ~~
_امي لؤي سيعود لا تبكي

-امي أنا فقط انتظره بهدوء

_ابي متى يعود لؤي أو ربما علينا الذهاب عنده

_انا ارى لؤي مبتسما لي كالعادة إنه بخير لاتقلقا

_امي لؤي في غرفتنا يدرس

قد اختفى بريق عينيه مع تلك الكلمات لكن مازال كلمات الاساتذة تصل عنده

الاستاذة: لكن إن صرخت بوجههم أو رفضت مايقولون تختلف تصرفاتهم 
~~~~~~
والدة بهاء و دموع تملأ عينيها : بهاء أرجوك توقف لا يمكنه أن يعود لا أحد يمكنه رؤيته الآن
بهاء: امي صدقيني سيعود .. كان هناك قبل قليل

وبدأ والده يصرخ بوجهه غاضبا : الموتى لايعودون متى تفهم لؤي لاوجود له الآن لقد تعبت من كل ما تقول توقف

انتابته رعشت قوية ليتجه نحو الدرج، ضم ساقيه لصدره تحت انظارهما الغريبة : أنا انتظر لؤي .. لؤي سيعود
~~~~~~~~~~
الأستاذة: ليصبحو أكثر غرابة فلن تتوقع ما يمكنهم فعله
~~~~~~~~
صرخ بأعلى صوته مغلقا أذنيه بقوة : توقفا عن الصراخ عقلي سينفجر .. توقفا أعرف أن من يموت لن يعود لكن لؤي سيعود أخي مازال موجودا .. لا أحتاج طبيبكم ولا أدويتكم أحضروا اخي سأتوقف وقتها

هرب من المزل مسرعا بطريقه لا يريد سماعهم، والده اتجه خلفه أما والدته عادت لبكائها : بهاء ماذا سنفعل لك
~~~~~~~
بدأ جسده يرتجف كتلك الأيام لتضيف الأستاذة دون أن تلاحظ : وإذا لم يثق بهم أحد سيبقى الظلام يحيط بهم ليغلقوا على أنفسهم وذلك أكثر مايخيفهم .. الوحدة
~~~~~~~~~~~
تحت شجرة جلس وحده يرتعش يحدث أخاه بنفسه : لؤي لا أحد يريد سماعي هذا مؤلم جدا لكني مازلت هادئا .. أخبرهم أنك ستعود أرجوك تعال بسرعة .. أنا خائف لا أريد ان أبقى وحدي .. إنهم يبتعدون عني
~~~~~~~~~~~
الاستاذة: المشكلة دائما مايظنونهم مجانين بلا عقل بسبب تصرفاتهم دون إهتمام لما قد يشعرون به
~~~~~~~~~~~
بالمدرسة جالس بالمقعد وتعليقاتهم عنه لاتتوقف متمنيا أن ينتقل بسرعة

تلاميذ الصف: لقد فقد عقله بعد أخيه يقول جيران أنه طول اليوم ينتظر أن يعود

يرد أخر : سيأخدونه لمصح قريبا أنه يزور الطبيب دائما

أحدهم مشير له : أيها المجنون ماذا تفعله هنا ألم يعد أخوك من المقبرة بعد .. أيمكنك الحديث أو اختفى صوتك مع أخيك
~~~~~~~~~~
فقال بصوت مرتجف منخفض : أنا خائف

الاستاذة : لكنهم ..

انتبه لارتجافه ليأخذ يده لكتفه  : بهاء ما بك؟

التفت متفاجئا منه ليتذكر أكثر جملة غرسة بعقله ~اخي هل اختفى اخوك حقا~

فأخرج تلك الكلمات بصعوبة من بين شفتيه المرتجفة : ضياء .. أنا خائف

ضمه بعدها ليكمل : ضياء لا أريد .. أن يعاد ذلك .. سيبتعدون مجددا .. ضياء .. لا أريد

لم يفهم ما أصابه ولا ما فكر به فقط وضع يدا على رأسه وضمه بالأخرى فاقتربت الأساتذة بقلق : بهاء ما بك؟

كادت تلمس كتفه لولا ضياء الذي شد على معصمها محدقا بعينيها بطريقة لم تشهدها من قبل : لاتلمسيه

ربما وجد جوابا لكن لن يسمح لأحد أن يؤذيه مجددا بأي طريقة كانت

ردت الأستاذة متفاجئة من فعله : ماذا؟ ضياء ما به؟

ابتعدت بخطوة للخلف ليقول : يمكنك الخروج لأتحدث معه قليلا من فضلك

وافقة دون قول شيء لتخرح «هذا ليس ضياء ولا بهاء اللذان أعرفهما أو هل أعرفهما حقا .. ما قلته .. بهاء؟!»

خرجت لتقف بدرج تنتظر مع الكثير من الاسئلة تجول عقلها
............
_أنا خائف جدا

قالها مرتجفا بأحضان أخيه فحاول ضياء الابتعاد ليفهم ما حدث لكنه متمسك به : لاتبتعد ضياء أرجوك .. لا أريد أن أبقى وحدي

ضمه بشدة مداعبا رأسه فلا جدوى من أي حديث قبل أن يهدأ، بهاء سيبقى عالقا بالماضي لبعض الوقت

ضياء : لست وحدك اهدأ فقط

بصوت مرتجف خائف : لا أريد لأحد أن يعرف .. لا أريد .. أن أخاف من هما مجددا

يقصد والديه فحاول ضياء طمأنته : أخبرتك أن لاشيء سيؤذيك اخوك هنا لن ابتعد

أغمض عينيه يحاول أن يهدأ بين ذراعيه يحاول تصديق أن ما حدث قد انتهى : اخي .. انتظرتك .. كثيرا
ضياء: نعم .. سأبقى معك

على غفلة دخل من الباب المفتوح مقابلا لهما ليصفق بعجرفته المعتادة محدقا بعيونه الصفراء الماكرة : ماهذا المنظر الجميل هل أضحك مثلا؟

فرد ضياء صارخا عليه : لاوقت عندي لك انقشع من هنا

فانفجر اصيل ضاحكا : سأسمعك مثلا لايحق لي المشاهدة ااه آسف لإفساد اللحظة

كان سينهض إلا أن خوف بهاء زاد ليتمسك به أكثر

لم تنتهي تعليقاته الساخرة : بما أنك مشغول ولا يمكنك أن تتركه أخبرني أهذا سرك العظيم الذي تخفيه خلف تصرفاتك؟ .. شاذ وجد شخص مثله ليحبه

لم يجد ما يفعله غير الصراخ غاضبا : قلت لك انقشع

فرتجف بهاء أكثر أما اصيل أخذ يقترب منهما : إذا هو المشكلة  غريب مجنون يجيد الرد وحسب أين لسانك أو عدت لصنم كما كنت؟ هل تؤكدون مايقال؟

مايقال شائعات نشرها بنفسه ليؤكدها الآن وتحت تلك الكلمات انهار كل ما بداخل بهاء فالجميع سيعرفه الآن وسيفهمون ما فهموا سابقا ببساطة ماذا يفعل؟ لا يمكنه حتى الحراك من خوفه

اصيل بسخرية : اااه هل هو خائف بما أنه تم كشفكما حقا .. ضياء!! .. أنقدني!! .. تم خطفي!!

ختمها بصرخت مستهزئا كأنه يمثل مشهد بهاء من قبل مشهد نسجه خياله لا أكثر و قبل أن يكمل شُد طرف قميصه من خلفه

الاساتذة سمعت صراخ ضياء لتعود بلهفت وتسمع ما قال اصيل فردت : أو ربما إذا اشتكى بهاء عليك ماكنت واقف هنا

التفتت لهمما لتجدهما بنفس الوضعية فابتسمت : انتظركما

اخرجته اقفلت الباب حجرتهما ودخلت به للحجرة المجاورة مازال ساخرا مما كان يرى : هاا إذا تعرفين ما بينهما

الاستاذة: أعرف أنك كنت ستطرد بلا عودة
اصيل: كلامك لا يخيفني
الاستاذة بابتسامة متجاهلةً كلامه : إذا كيف كان الامتحان؟

اصيل بلا مبالاة : إضاعة وقت كالجلوس معكِ
الاستاذة: لاتريد أن يزونا والدك صحيح
اصيل بوقاحة : حين يجد وقتا سأرسله لك ويمكنك الاحتفاض به 

تنهدت فردوده لن تتغير : كلامك  أحمق مثلك لن تخرج من هنا ما قصتك معهما؟
اصيل: كأني سأجيب !
الاستاذة: اصمت إذا

«الاستاذة الوحيدة التي لاتطردني من الحصة مهما فعلت بل وتجبرني على دراسة»

فرد بملل ليخرج نفسه : حسنا سأذهب خارجا لن أحدثهما
الاستاذة: معك حق أخرج أمامي

بقيت تراقبه حتى ابتعد لتعود بافكاره لبهاء

اما اصيل اتجه بفخر لمكانه جهة الملعب «امتحان غبي أجبرت على البقاء هنا وقت الغداء لكن وجدت فائدة منه بعد ذلك المنظر .. ضياء إذا هكذا»
...........
في هذا الوقت وبعد خروج اصيل ابتعد ليضع يديه المرتجفة على وجه ضياء هازا برأسه بخفة رافضا كلام اصيل : ضياء لست كذلك .. أنا لست مجنون رغم كل ما حدث .. أنت تصدقني صحيح

كأنه سيغمى عليه من الخوف خطف لون الحياة من وجهه لم يسبق لضياء أن رآه بهذه الحالة

«ألهذه الدرجة كنت تخاف وحدك؟»

قبض على يديه جهة وجهه لتتغير نبضات قلبه من ارتجافه ورغم ذلك قال : نعم أصدقك أنا أعرفك جيدا .. لن أصدق غير لا تقلق
بهاء: ماقالت ضياء أنا..

شد على يديه أكثر لينزلهما مبتسما : أنت بهاء وأنا معك

التفت ينظر للحجرة حوله مطمئنا لبهاء : انظر حولك مازلنا في المدرسة لم يتغير شيء .. عدى المقعد الذي الذي كسرته بذلك الفتى وغيرته بمقعدي فوقعت به صباحا

أنهى كلماته بضحكة خفيفة ليلطف الجو فبهاء ضحك كثيرا عليه وقتها لكن عبثا يحاول بهاء استدار حوله يحاول تذكر ماحدث نظر بغرابة للمكان بل الحقيقة أنه لم يرى شيئا أمامه قد أعمى الخوف بصره كل ما يعرفه الآن هو ضياء الذي بجانبه لف وجهه ليحدق بعيونه منتظرًا ما يريحه

فحدق ضياء بنفس تلك النظرة : بهاء مازلت اخي لاتخف .. لاشيء سيتغير

هذه الكلمات كل ما يحتاجه، اسندته لصدره فضمه بدوره ماسحا على شعره بهدوء

«إنها مجرد صدمة أنت لا تعرف ما عليك فعله فقط وعلى الاقل أنت تخبرني بخوفك بدل أن تصمت تماما»

مرت بعض اللحظات ليهمس بهاء بصوت لا يكاد يسمع لكن ضياء اعتاد عليه : أخبرها بكل شيء .. لمَ يحدث لي هذا؟ .. يمكنها أن تجيبنا اليس كذلك
ضياء: لنعد للمنزل الآن لتستريح و سأحدثها فيما بعد

هز برأسه رافضا بخفة : لا أريد أن يرياني هكذا .. أريد أن أعرف كل شيء أولا

«حتى في وضعك هذا تريد مواجهت نفسك»

شده ضياء له : تمسك بي لن أتخلى عنك تعرف هذا

«وسأقتل الجميع»

أكمل بنفسه وشخص واحد بعقله شخص لن يسامحه بعدما حدث اليوم 

كتم كل غضبه ليكمل بهدوء : بهاء يمكنك اخباري .. ما بك؟
_ماحدث بعد لؤي آسف .. إنه لايفارقني
_حسنا لن يعاد ذلك

ابتعد قليلا لينزله من الطاولة ويجلسه مكانه ثم أحضر مقعده بجانبه

اسنده لصدره ولف ذراعه حوله : فكر في الان فقط 

«أنت موجود سأهرب عندك بدل أن أبقى وحدي ضياء يفهمني سيشرح لي»

فأكمل محاولات تهدأته وتفقا على أن يسمع ضياء كل كلام الاساتذة ليشرح له

مرَ الوقت ليدق الجرس كان عندهم وقت فراغ وقد اتفقى مع امل ليدرسوا معا لن يعود أحد من صفهما غيرها فذكره بذلك : امل ستأتي لندرس
_امم
_ستبقى معك حتى أعود لابأس بهذا
_امم

«لا أعرف إن كنت تسمعني حقا»

فابتسم بوجهه بعد أن ابتعد : بهاء وقت أن تستريح فقط من انتظرته هنا لن يحدث شيء
_امم
_سأفهم كل شيء وأعود لا تضغط على نفسك كثيرا
_امم

ثوان لتدخل امل : مرحبا ! ..

التفت ضياء لها وأخرجها لرواق لتسأل بحماس: كيف كان امتحانكما؟

ضياء: لايهم الآن أرجوك ابقي مع بهاء لا تسأليه أي شيء ولا تجعل أحدا يحدثه .. وإن حدث شيء ناديني بسرعة

امل: لماذا ما به؟
ضياء: افعل فقط عندي شيء مهم الآن لأكمله

وافقت دون فهم شيء لتدخل الحجرة وتجد بهاء صامةً جالسا بمقعده لم يلتفت لها أصلا فجلست مكانها مرتبكة
...........
«من تنتظره شرير فقط ومازلت مقتنعا هذا ماينفع معهم»

قال ذلك بنفسه متجها لحجرة محدد عند شخص محددا ما إن دخل ناداه رائد بسعادة : ضياء أهلا كيف كان الامتحاا..

لم ينهي كلماته ليتم تجاهله كليا فواصل سيره لآخر الحجرة حيث يجلس

فهلل اصيل مرحبا به : أهلا أهلاا بعد ذلك المنظر انتهيتما

امسك ضياء طرف طاولته فور وصوله  ورماها بعيدا وقت أن ينفجر قد حان فرد اصيل بصدمة دون أن يحرك ساكنا : هااا أتعرف لمن تكون؟

أحكم بقبضته على ياقة اصيل رافعا له ليجعل وجهه بمحاذاة وجهه

رمقه بنظرة تطاير البغض والغضب الجامح منها مزمجرا بوجهه : لا أهتم لعائلتك ولا من تكون أو ما هو اسمك أصلا

هذا أكثر ما يعجبه فيه فضياء لا يهتم لكل ذلك فعلا والأهم قد تحققت رغبته وعاد ضياء مع شره ليقول اصيل ساخرا : أزعجتك حقيقته

كانت محاولة استفزاز واضحة جعلت ضياء يثور ليلكمه كأنه لم ستعلم شيئا مما مضى

ارتطم اصيل بمقعده الذي كان خلفه فتعرقل بسببه ليكمل رحلته مرتطما بالحائط الخلفي فما كان يفصله عنه سوى خطوتين

_ ضياء توقف ستبدأ الحصة

حاور رائد تهدأت ضياء دون جدوى فأكثر ما يفضله اصيل هو جعل الأخر باقصى حالة جنونه

اعدل من جلسته بعحرفة محدقا بضياء ضاحكا بسخرية : كل هذا لأجله

لم يكفيه كل ماحدث ليهج ضياء أكثر محاولا ابعاد رائد وامجد عنه بقوة : لايهمني حتى ما قد يقال عني لكن انطق بكلمة أخرى عنه وسأريك أني أسوء من كل ما تتوقع

رسم ابتسامة سخيفة ساخرة وعيونه لم تفارقه :إذا مقرف حقا ومجنون فوقها...

ابحثهما لحظتها ليركل ضياء وجهه قاطعا كلامه لتتطاير دماه بالمكان مجددا لكنه استمر بضحكه الذي يتزايد كل مرة 

«يريد أن يموت حقا!»

كان طلبا سيسر ضياء بتنفيده وبما أن رائد يعرف أنه قادر على ذلك وقف بوجهه مجددا مانعا إياه من الاقتراب من اصيل : ضياء أرجوك ليس وقت هذا توقف

لحظات لتمسك الاساتذة بيدي ضياء فقد سمعة بعض الطلاب يتحدثون عن شجارهما لتسرع عندهما : نحن في مدرسة توقف ضياء لا شيء يحل هكذا هنا

حاول الافلات منهم : المدرسة سأعلمه قواعدها أتركوني

ابعدهم ليعود للكمه بعد أن وقف المشكلة أن اصيل لا يدافع حقا بل فقط يتماشا مع الوضع

فقال ضياء بغضبه الذي لن ينتهي إلا وأصيل ميت أرضا : لا اهتم لشيء ليمت كلانا في النهايه .. أحسن من أن تلمسه مجددا

هنا رد عليه بلكمة ليعاد ما كان يحدث سابقا دون تدخل أحد بينهما : سأشاهد دائما كيف ستفعلها

بعد بضع لكمات على وجهيهما شدا على قميصي بعض ليحدقا ببعض أحدهما بمكر وخبث والاخر بكره وبغض فقال الاخير: حاول أن تقف بقربه أو أنظر له مجددا وستفهم كيف

ابتسم واستدار للباب : في كل الحالات ستبتعد عنه .. أتعرف ذلك

التفت حيث ينظر ليصدم ببهاء واقف قرب الباب وكل ما قاله : ضياء توقف

فدفع اصيل بعيدا عنه : اقترب مجددا ان كنت تريد أن أكمل

رتب قميصه في طريقه لبهاء ليرفع اصيل صوته من خلفه : مازلت انتظر اتفاقنا

بلكاد كان بهاء واقفا تعب شديد ينتابه و الصدمة تعلو وجهه صامت حاله كيوم أخده اصيل 

«هل فعل شيئا له مجددا؟»

سأل رائد بنفسه وهو متقدم نحوهما ليقول شخص ما من الصف : هااا يحمي ذلك المغرور بعد تحديه المجنون

التفت ضياء محدقا به بل كادت تلك النظراة تخترقه : أتريد أن تفهم معنى الجنون حقا

تسمر المتكلم مكانه ليمسك بهاء يده فلتفت ضياء للجميع رافعا صوته : من يملك كلام فليقله لم أخرج بعد أنا انتظر

لم يفهم أحد ما يحدث فصمتوا تماما ليخرج ضياء ماسكا يد بهاء لكن بما فعل فقد أكد تلك الاشاعات بعقولهم

أراد رائد أن يتبعهما إلا أن الاستاذ دخل ليبقى مكانه أما اصيل وبعد تهديد ضياء قلب بعض الطاولات غاضب ثم خرج غير مكترث لوجود الأستاذة

اسرع لمكانه جهة الملعب، جلس تحت شجرته المعتادة، اشعل سجائره وتفكيره لم ينقطع

«لم يحاول أحد منعه عدى أصدقائه خوفا من أن يطرد .. كثر الأشخاص من حولك بعدما عرفته»

_لما افكر بك

قصد ضياء ليكمل سلسلة أفكاره المضطربة

«يتشاجر لأجله وأخر يتحدى المدرسة لنفس السبب أي حماقة بينكما لتساعدوا بعض هكذا»

نفخ دخان سجائره و كل مابداخله يغلي : أخرجا من عقلي مع علاقتكما المقرفة

«لاجدوى من أي شيء أتمنى أن أختفي .. ضياء سأنتظر أن تكمل على الأقل لن أموت بطريقة غبية لو فعلتها لكن ..»

قال بريبة : لم قد يموت كلانا؟

أنهى سجارته ليشعل أخرى : أريد الخروج وأن لا أقابل أحدا
.............

عادت للجلوس مرتبكة بعدما أقفل ضياء باب حجرتهم ليوصيها مجددا عن بهاء قائلا أنه بالحجرة المقابلة لو حدث شيء

بهاء لم يهتم لوجودها كل ماحدث أنه سسمع عن شجار ضياء وتجه عنده ليعيده لم تفهم شيئا عن حاله فقد كان صباحا عكس هذا تماما
~~~~~~
التقو قبل الامتحان بساعة حتى تساعدهما بالمراجعة للامتحان فقابلها بهاء بابتسامة لطيفة أولا : امل شكرا على النجوم كانت مذهلة

فضحك ضياء ليصارحها : أسعدته  كثر من هديتي
عبس بهاء رادا عليه : لا ليس كذلك .. أحمق لقد أخبرتك
ضياء: و هل تظن بأني صدقتك

عبس أكثر : لمْ تصدقني!!
ضياء: هااااا امزح حقا أمزح المفترض أن تضحك
فضحك بهاء لتتبعه امل من ملامح القلق التي رسمة على وجه ضياء : خدعتك
~~~~~~~~
كانت تراقب و تضحك وقتها أما الآن أخرجت دفاترها تتظاهر بدراسة في حين أن كل أفكارها منصبة على بهاء الذي يضع رأسه على الطاولة محدقا بالحائط تائها

......بهاء

بعد هروب من المنزل لحقني ابي وبقى يراقبني من بعيد أما أنا قررت أن أصمت بعدما تذكرت الكثير من ما علمني لؤي .. لايجب أن أخاف .. لا يجب أن أتوقف .. يجب أن أسيطر على نفسي .. أن اكون كما كنت .. وسأصلح كل شيء .. ابتسامتي الهادئة لن يروا غيرها

نهضت واتجهت عند ابي مبتسما لاعتذر .. أكملنا الطريق للمنزل ضممت امي واعتذرت لها ببساطة قلت لهما : الموتى لايعودون معكما حق سأعود للمدرسة غدا لا تقلقا

اخبرتهم أني متعب وأريد أن أنام فقط وأن كل شيء بخير

ذهبت لغرفتي بعدها توقفت عن كل ما أفعل تظاهرت بأن لؤي غير موجود رغم أني أراه بعض الوقت بل وأحيانا يضمني له درست كثيرا ليمر الوقت وكل شيء بخير لكن اخي سيعود فقط لأصمتت وأنتظر
..................

التعليق لكم .. هناك من فهم ذلك قبل الآن 😁😁 فهل هذه حقيقته حقا؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top