*أفتقده*

تم خلط كل شيء ليجرح كف بهاء بسكين وينزف يده بشدة في نفس الوقت بدأت ضياء بشجاره بمساعدة من اصيل والآخرين لينتهي الامر بضياء بالمشفى بمزاج أسوأ من السيء

**************

حل الصباح ففتح عينيه تحت ندائه هادئ باسمه ليجد لؤي مبتسما أمامه ورغم أنه يريد رؤيته بشدة إلا أنه يعرف أنه مجرد وهم فعاد ليغمض عينيه ليتذكر الواقع حيث كان نائما بالمشفى مع ضياء ليجلس بفزع مكانه :ضياء أنت بخير؟!

لكن من نظرته فقد فهم ما كان يراه ليسأله : كنت مع لؤي صحيح
_نعم .. آسف .. أظنني اعتدت هذا .. إنه يختفي دائما
_لابأس .. المهم إن كنت تريد الذهاب للمدرسة فالوقت حان

عندما كان يريد أن يغيب فكان ذلك مجرد هروب بعد نتيجته أما الآن ابتسم بوجهه : اخي أهم من المدرسة سأبقى معك

فنهض متجها للنافذة : إذا عد للنوم .. سيكون يوما طويلا

لم يكن ذلك الرد المناسب فذهب خلفه : أنا بخير هكذا .. ماذا نفعل؟

استند ضياء على النافذة ينظر للخارج : ستأتي امي بفطورنا .. ولا عرف ماذا قد نفعل هنا؟

بهاء بضحكة : حسنا أتريد الخروج؟

فرد سريعا : لا

تفاجأ مجددا من رده ليلامس كتفه وهو واقف بجانبه : نمت جيدا لم يحدث شيء لقلبك .. لم استيقظ طول الليل لذلك
_لا شيء .. يمكنك أن تذهب لتغتسل تعرف الطريق صحيح 

بدى وكأنه لا يريد بقاء بهاء معه ليخرج بعبوس ليغسل وجهه ويستعد ليومه

حين عاد للغرفة وجد خالته وقد أحضرت الفطور ليجلس ثلاثتهم ويتناولوه معا

ضياء لم يأكل الكثير عكس العادة تماما وبعد وقت وقفت لتعود للمنزل : حسنا .. بهاء إذا حدث شيء اتصل بي من الهاتف عمومي يوجد بحديقة المشفى

التفت لضياء واضافت : تعرف والدك إذا بقيَّ بالمنزل مؤكد أن الفوضى أغرقت المطبخ بسبب طبخه رغم أنه مجرد فطور لريم

ضياء بنبرة هادئة : أعرف .. ويمكن لبهاء الذهاب أيضا

بدى مزعجا بطريقة مختلفة ليرمقه بهاء بنظرة حادة : اصمت لم نطلب رأيك

ضياء: حسنا

الام بضحكة : اااه مطيع لاخيك .. بهاء اهتم به سأعود وقت الغداء أتريدان شيئا محددا لتأكلاه
ضياء:أي شيء سيكون مناسبا

مطيع الأمر بطريقة ما ليس كذلك فوافق بهاء على كلامه لتذهب ويجلسا بصمت مريب لم يسبق له مثيل بينهما

نظر له بهاء بطرف عين لا يفهم شيئا : هاي أنت ما بك؟
_لا شيء .. هل من أفكار ليمضي الوقت؟

قد غير الموضوع لاتجاه آخر فأعاده بهاء : ضياء أخبرني ما بك؟ لست على طبيعتك

فرد بكلمات باردة ساخرا من وضعه : طبيعتي!! .. الجلوس هنا يزعجني هذا ما يحدث
_إذا لستُ السبب!
_متى كنت سبب لازعاجي؟ .. أنا لا أقصد ذلك
_حقا!! .. أنت لا تكذب؟
_ نعم حقا

فكر بهاء بما يمكنهما فعله حتى استسلم ليشعل التلفاز ويغير القنوات بممل فلا فائدة منه

لا يمكنهما الخروح بسبب وضع ضياء

تركا اغراضهما بالمدرسة فلا يمكنهما الدراسة

بعد ساعة مملة لم يجد ما يفعل غير تقطيع بعض الفواكه : لم تفطر جيدا لذلك كل الآن
_لست جائعا
_كأني سأصدق .. هل أطعمك؟
_لستَ
امي
_امم أنا اخوك .. لؤي كان يطعمني حين أمرض أو لأنك بعمري مثلا

حمل قطعة بشوكة وهو ينظر لها بحزن : لمَ علينا أن نكترث لهم .. فقط هكذا أنت اخي صحيح

فأمسك ضياء يده ليحمل تلك الشوكة لفمه واجبر نفته على تناولها دون ان يلاحظ الآخر

فابسم ليكمل كلامه : لكن لؤي كان يخاف من نظرت الجميع إذا قد يحدث ما هو أسوأ مما سبق مع ذلك اصدقاؤنا قبلوا بي

أخد قطة أخرى لفم ضياء ليتناولها فرد بعدها : ولمَ قد لا يفعلون؟

لم يجلسوا ليتحدثوا عما حدث لحد الآن ليبتسم بهاء أكثر وخبره عن شعوره وسعادة وقتها في حين ضياء صامت يحدق به فقط

..... ضياء ...

إنه حقا سعيد لقد قبل بك الجميع أتعرف ماذا الآن؟ لقد انتهت مهمتي ولم تعد بحاجتي ..

لقد حققت كل ما كنت أردته .. لقد أوصلتك عندهم حيث ستكون بخير بدوني

اتسع العالم حولك ولا أريده أن يضيق بسببي لكن ذلك لا يكفيني

أريد رؤيتك أكثر .. ضمك أكثر والتحدث قدر ما يمكنني معك .. لكنه مازال يؤلم

أنا لا أستطيع فعل كل ذلك إن لم أكن موجودا معك

إنه مازال بجانبي لكن الى متى سأبقى بجانبك

_بهاء أنت تتحدث كثيرا والجميع يظنك قليل الكلام
_أصبح يمكنني الحديث براحة معهم .. لذلك

اقتربت لأضمه ورغم تفاجئه لم يفعل شيئا غير مبادلتي العناقة بسعادة أنت حقا لا تفهم شيئا بداخلي

_بهاء أريد البقاء هكذا
_حسنا ابقى .. لكن ما بك؟

_بهاء لو مت هل ستتذكرني كلؤي؟
_ماذا؟!

ارتعش فجأة محاول الابتعاد فشددته أكثر

_هل ستحدثني؟ .. هل ستراني بكل مكان حين أختفي؟ .. هل سيسعدك الحديث عني بدل أن تحزن؟ .. ألن تنساني حتى لو مر وقت طويل؟ .. أردت دائما أن أسمع جوابك
_قلت أنك ستبقى معي

اعرف أنك عابس الآن لكن اجبني : إذا انتهى وعدي .. لا أريدك أن تبتعد عن الآخرين .. تعرف أن الجميع يحبك الآن اعتمد عليهم أكثر

_لا .. توقف ضياء

ابتعدت قليلا لأحدق بوجهه وكأن كل خوفي انعكس بعينيه .. الأمر فقط ليس بيدي ولا يدك ولنضع هذا الاحتمال أولا : اخبرني أرجوك

لامس وجهي ويديه ترتجف خوفا

_لن انساك أبدا أبدا .. ضياء أنا سأخبر الجميع عن اخي

نزلت دموعه ببساطة فهو لايريد أن يحدث ذلك

_سأخبرهم أني لم أكن أبكي إلا معه لكنه يضحكني طول الوقت .. كان كل عالمي ولم يكن ذلك خاطئا لبقيَّ كذلك دائما .. سأخبرهم بكل شيء .. حتى لو بقيت مجنون بنظرهم أنا سأحدثك دائما وستسمعني

امسكت يديه التي بوجهي : سأسمعك كلؤي .. لستَ مجنونا بنظرنا .. أنت بهاء فقط أتفهم؟
_إذا ماذا أفعل لتقتنع

_أرني كل ما يمكنك .. حقق كل ما تستطيع لا تتوقف مهما كان السبب .. أريد رؤيتك أفضل من أي شخص آخر

قبل أن أرحل .. اكملت ذلك بنفسي فلو قلت هذا فسينفجر باكيا الآن ومع ذلك يسأل

_هل ستتحسن وقتها؟
_نعم سأتحسن ليس عليك انتظاري أو توقف لأجلي لكن لا أعرف إن كان قلبي سيكون كذلك

صدقا لا استطيع الكذب عليك ليعبس وجهه أكثر

_قلبك!! ماذا أفعل له أيضا؟

عدت لاضمه لي الألم حقا رؤيتك هكذا والجواب بسيط : لا شيء .. إنه العجز .. حيث تكون مقيدا ولا يمكنك تقديم أي شيء .. ليس مؤلم وحسب بل لا يطاق ..مؤلم .. مؤلم كأن ترى اخاك يتأذى وعندما تحاول حمايته .. ينتهي بك الأمر مغما عليك بالمشفى .. ودموع امك لم تتوقف معظم الليل دون أن ترد بكلمة .. وتتظاهر بالنوم فقط لأنك عاجز عن جعلها تطمئن .. إنه ببساطة لا يحتمل

تنفسي يسوء أما هو ابتعد ربما ليكذب قليلا

_لاتقلق صدقني ستشفى لا تفكر هكذا .. أنت قوي جدا

أي قوة هذه أخذت يده لصدري : بل أنا أضعف مما تتصور .. ضعيف لأبعد حد

مجرد كلمات جعلته مضطرب .. يؤلم بشدة مجددا

............

بدى وجهه شاحبا متعبا جدا يتنفس بصعوبة ودقات قلبه قد انخفضت مع ذلك لم يستطع بهاء قول أي شيء غير الكذب على نفسه : ضياء سيكون كل شيء بخير

فتحدث ضياء بصعوبه ليشد على يد بهاء جهة صدره : الى متى؟! .. لايمكنني تصديق ذلك .. افهمني أنت على الأقل ..  بهاء

يفهمه!! ابعد بهاء يده بسرعه ليشغل جهاز تنفسه ويضعه له

ضغط على زر الحائط ليأتي الطبيب بسرعة فأخذ يضغط على صدره ليساعد قلبه

لاشيء بهاء لم يفعل شيئا غير مراقبة ذلك الوضع أمامه حتى دموعه توقفة عن النزول فهي لن تفيده بأي حال

كم إبرة سيحقن بها ضياء ليشفى كم دواء سيشربه والى متى سيستمر بكبت مشاعره حتى لا يرهق قلبه

قد كره كل هذا وبهاء اصبح يعرف ذلك ليجلس قربه ويشد على يده بعد أن نام بسبب الدواء ليستريح ويبدو أنه سيطيل حقا

_العجز .. انا اعرفه

كلمات نطق بها بهاء بهدوء لضياء الذي يبتعد مجددا عنه بسبب قلبه ثم نزل للحديقة ليخبر والدة ضياء بما حدث

...........

انتهى دوام المدرسة ليجتمع ستتهم ويتجهوا للمشفى مباشرة

كان هشام محرجا تماما من رؤيت ضياء فالذنب مازال يمزق روحه البريئة ومع ذلك قرر القدوم ليعتذر رفقة اخيه أيضا الذي أتى دون اي طلب من هشام

هكذا دخل رائد امجد امل وحتى نادين التي صدمة بقصة مرضه رفقتهما غرفة ضياء بالمشفى ليجدوه نائما أما بهاء فقد وجد بعض الاوراق وقلم ليراجع ويصنع بعض التمارين ليحلها

فرحبت والدة ضياء بقدومه ببعض الدهشة : أهلا بكم .. اه لقد زاد عدد مجموعتكم .. تفضلوا

رد رائد التحية عليها ثم اضاف موجها كلامه لبهاء الذي وقف معهما  : بهاء هل هذا وقت الدراسة؟
امل بضحة : لا يمكنه أن يتوقف
امجد: إذا إنها تسليتك الوحيدأاريد عقلك من حين لآخر
بهاء بهدوء : لم أجد ما أفعل .. المهم كيف حالكم

كان الجميع بخير وقد احضروا اغراضهما دخلوا وجلس بعضهم على المقاعد و الآخرون على السرير قد عرفت والدة ضياء معظمهم خصوصا امل التي لم تفارقها نظرات الاعجاب من عيني والدة ضياء لتحرجها

عرفوها على هشام ونادين لتسعد باصدقاء الجيدين الذين يحيطون بابنها الآن

رائد: حسنا ألا يمكننا ايقاضه؟ منذ متى وهو نائم؟ أو سنغادر دون أن نحدثه
امجد بسخرية : ايقضوه أو لن يرحمكم مازلت لا اصدق أني حي بعد كل ما قاله اليوم
رائد : اصمت لم أكن أحدثك

فاجابة والدة ضياء بضحكة : من ثلاث ساعات تقريبا
رائد: يكفيه ذلك ايقظوه بسرعة
امجد بطرف عين ناحية رائد : فقط لو أفهم .. هل وضع ضياء شيئا ما بطعامك من قبل؟

رائد همس بسخرية : نسبة الغيرة ترتفع فجأة

امجد بانزعاج : بهاء بسرعة لم أعد أحتمله

فتقدم بهاء لينادي على ضياء حتى فتح عينيه بغرابة فتذكر ما قاله ليسأل ببعض الارتباك : بهاء ما بك؟ .. أقصد هل حدث شيء؟
بهاء بهدوء : الجميع هنا أرادوا رؤيتك

فجلس مكانه ليسألوا عن حاله فرد بهدوء : بخير

لكنه ليس كذلك هو فقط لا يريدهم أن يقلقوا لم يحتمل بهاء رؤيته فنهظ ليحضر لهم شيئا ما ليشربوه فذهبت والدة ضياء معه لتتركهم يتحدثون براحتهم

بعد وقت من خروجهما حل الصمت بينهم ليقف هشام محرجا يحاول الاعتذار لكن سبقه اصيل بذلك ليقف مكانه على بعد خطوتين من ضياء

لم يتوقع أن يكون هذا جوابه لكن بكل الاحوال ضياء مازال لا يطيقه ولا يفهم سبب قدومه حتى ولو لم يكن نائما لحدث الكثير لحظة وصوله

_انا اسف

قالها اصيل دون تردد وقد فهم سبب غيابه التكرر بعد كل شجار وفهم أنه السبب ليضيف بهدوء : اخبرني والدك بما كان يحدث سابقا وربما الاعتذار الان بلا معنى

كل ما فكر به أن اصيل بأكمله يشفق على وضعه ليحتدر ابعد وحهه لجانبه رادا عليه بسخرية : معك حق لا معنى له .. حدث وانتهى

اصيل مازال هادئة بل لا يريد اثارة أعصاب الآخر : سأتوقف عن كل ما كنت أفعل .. لا أريد شيئا منكما .. إن أردت سأعوضك بدفع ما يطلبه المشفى

بعد كل ماحدث يقول هذا ببساطة، لم يتغير شيء من مزاجه ليرد محدقا به : أتعرف لا أستطيع أن أضحك .. أرحمنا من عجرفتك وجلس مكانك .. نحن نعرفك وشكرا فعلا والدي ذلك مسبقا

رد اصيل بنفس نظرة الآخر : لا أقصد غير طريقة حديثك أو أغير كلامي

ضياء وقد بدأت اعصابه تثور : بهاء من يحتاجك بكل حال .. بالكاد سامحتك لما فعلت سابقا والآن جرحت كفه بسكين

بالاصل كلاهما عصبي فحديثهما لبعض الثوان بهدوء يعد انجازا فثار اصيل رادا عليه بغضب مقتربا بخطوة منه : إن لم تلاحظ أنت الجالس على السرير وتكترث لجرح بيده .. أي نوع من العلاقات هذه؟

وقف بوجهه بغضب محدقا بعينيه : لا دخل لك من هم أولئك الحمقى لم انتهي منهم بعد؟

وقف هشام بينهما يحاول إخماد نيران الفضب التي بدأت تتطاير بينهما : أنا سبب كل هذا أرجوكما توقفا

لكن اصيل ابعده متقدم عند ضياء أكثر ليزداد غضبه : كالعادة تتصرف وحدك دون أن تهتم لشيء حولك أتعرف كميت الغباء التي بعقلك؟

ضياء وهو على وشك أن ينفجر وقد قبض على ياقة اصيل وتلك انظارت القاتلة تعود لعينيه : هل أسامحهم وكأنهم لم يفعلوا شيئا لترضى أيضا؟.. تحدث ولا دخل لك بالبقية

هدأت اصيل تماما دون مقاومة محدقا بعينيه وضياء بطوله تقريبا : لو كنت أعرف لما لمستك من البداية رغم تجاوزي أنك أصغر مني بأي طريقة تظن نفسك ستواجههم وأنت بمرض كهذا

أنزل يده صامتا لكن لم تفارق عينيه وجه اصيل أما الآخرون نادو عليه ليصمت

عدل ياقته بانزعاج في حين فتح بهاء الباب وقد سمع آخر ما قالاه وكأن اصيل يهتم لكل هذا فاضاف لكلامه مستهزئا من أفعاله السابقة : فجأة أصبح عندك مشاعر لتجرح

كاد ضياء يلكمه لولا نداء بهاء عليه ليتوقف ويجلس مكانه دون قول شيء

رائد بانزعاج : اصيل إذا أردت البقاء بيننا فتوقف عن قول أي شيء يخطر ببالك دون اكتراث

هنا يصدمهم ضياء ليصموتوا ويبدوا انه جرح حقا : ليس وكأن كلامه خاطئ .. لا عليكم

بذلك قال اصيل بهدوء : عموما لم أقصد شيئا حين تجدون طريقة لتعوض حدثوني سأذهب

فعليا أراد فك ما بينهما وقصد الاعتذار حقا لكن ضياء الذي يعرفه عكس ما قال له هشام

~صدقني اصيل سيسامحنا وربما سيضحك من اعتذارنا .. نعتذر لأننا أخطأنا .. و هذا هو الصحيح .. لو لم نأتي وقتها فمن يعرف ما كنت مقدما على فعله~

أدرك توا أنها كانت فكرة غبية وما ينقص وقوف بهاء بوجهه أمام الباب : أريدك أن تبقى معنا .. يمكن لأي شخص أن يتغير فقط نحتاج وقتا

هذا أكثر كائن لا يفهمه فرد اصيل : وماذا تريد من بقائي معكم؟

أشاح بهاء بناظريه للجميع : اخبروني جميعا هل نحتاج شيئا لنكون اصدقاء .. كل منا مختلف عن الآخر .. له مشاكله ومخاوفه .. لكن على الأقل

نظر لضياء الذي يحدق به وأكمل : سنكون بخير ونحن معا

فأنزل ضياء رأسه ليلتفت بهاء لمن امامه : إبدأ من جديد يمكنك هذا .. أعرف أنك لا تريد ذلك الطريق أساسا .. والفرصة امامك
اصيل بدجر : هل أتلقى محاضرة من غريب قصير؟

لم يفهم سبب اصراره والتصاقه به وجعل كل شيء بهذا الوضوح والاهم تلك الرسالة التي مازاله عالقة بذهنه

هشام ببعض الانزعاج من اخيه : ألا يمكن أن تكون لبقا قليلا .. وافق وحسب

فعاد اصيل لمكانه منزعجا : حسنا هو من طلب .. أيها الغريب اعطني ما أشرب إذا وتوقف عن الابتسام وكأنك حققت انجازا أنا هو أنا

ابتسم بهاء اكثر ليتقدم عنده أما ضياء قال بانزعاج : قبل أن تجلس الغريب الذي تقصده عنده اسم ويكون بهاء إن لم تعرف .. والاحسن أن لا تتامر عليه

رد اصيل عليه بنفس نظرته : لا تتحرك من مكانك وحسب
هشام بضحكة : معه حق توقف عن مناداته بذلك

وزع عليهم بهاء علب العصير ليتحدثوا عن ما عاشوه اليوم بدونهما عادت والدة ضياء لتجلس بينهم وتتعرف عليهم بسعادة أما ضياء واصيل بقيا صامتان حتى انتهت الزيارة

لا حظت امل الصمت الغريب بين بهاء وضياء لتفهم وعدم اقترابهما من بعض وطبعا ليس بسبب أن اصيل هنا وقبل أن يخرجوا ابتسمة لبهاء : بهاء تحتاج دفاتري صحيح
بهاء: نعم .. وشكرا لمجيئكم واحصار حقائبنا مجددا

فاخرجت دفاترها ليضعها بهاء على السرير واستأذن خالته ليخرج معهم

اصيل بانزعاج :نعرف الطريق لا نحتاجك

بهاء: حسنا سأذهب باتجاه آخر

مازال لا يمكنه الرد على ردوده فلاحظ تلك العيون التي تحدق به بانزعاج طبعا فرد على بهاء اولا ثم التفت له : افعل ما تريد ما دخل بك .. وأنت عد أولا للمدرسة وسنتفق فغير تعابيرك تلك

ابعد وجهه متجاهلا امره ليضحك هشام والبقية وقبل أن يكملوا طريقهم عادت امل ادراجها بسبب أنها نسيت شيئا ما فترك اصيل التعليق لنفسه

«سكذبتها واضحة انها عائدة عنده طبعا .. اااه لم امتلك فرصة لأفهم رسالته تلك»

أما هي فاسرعة بخطواتها للحديقة حيث كان بهاء جالسا بحزن لا يفهم ما يدور حوله مزاجه بأسوء حال وقد فهمت ذلك لتقف أمامه وتسأل عن ما حدث بينهما ورغم محاولة بهاء ابعادها عن الموضوع جلست قربه بهدوء : أحقا يجب أن تبقى المشاكل بينكما فقط؟ .. يمكنني أن أساعد!

لم يجد بهاء مهربا بل يريد الحديث حقا فربما ستساعده حقا : إنه محبط تماما .. اضافتا لحديث اصيل .. أظن أن ضياء يكره كونه هكذا بشدة
_وهل الحل أن تبتعد؟ .. كان سيتشاجر مجددا من أجل يدك! .. اه حقا يدك بخير اخبرني البقية بما حدث
_لم أجرح هكذا من قبل تقريبا أول مرة أجرب بعض الألم .. أما الآن فهي بخير

امل بضحكة : إذا ضياء من يؤلمك .. هذا نوع الألم الذي تعرفه

اخفض رأسه محدقا بالأرض :امم تقريبا .. امل مرض ضياء سيشفى اليس كذلك؟

عبس وجهها من كلامه الحوين لترد : اخبرتنا بهذا من قبل والآن لا تصدقه
_بل هو من لا يصدق .. هو من يؤلمه قلبه وليس نحن لنعرف على الأقل فهمت هذا

ضحكة امل بتفائل لتنبهه لشيء مهم :   وهو لم يعش بعالمك ومع ذلك دخله ليفهمك

التفت لها متفاجئا : إذا يجب على قلبي أن يمرض

لم تحتمل امل كتم ضحكاته لتقول بينها : اسفة لحظة .. لا اقصد ذلك

ببعض العبوس : أنا لا أمزح ظننت أن بقائكِ معنا كاف ليبعد فكرة أنه سيموت اااه تعقد الموضوع أنا لا أفهمه
_إن لم تفهمه أنت فلا أحد سيفعل أنت أقربنا له
_امل .. لقد كان سعيدا جدا لكلامكِ سابقا .. أيمكن أن تعيده؟

احرجة تماما فلا تعرف من أين اتتها تلك الجرأة لتعيدها؟ وكيف يتعامل ضياء مع اسئلة كهذه؟

قد فهم ما قاله أخيرا لكنه استراح بحديثه ليقول كل ما يخطر بباله : أسف علي التركيز مع كلامي أكثر .. أعرف أن الأمر صعب لكن أنت لن تبتعدي عنا اليس كذلك؟ .. حتى وهو يتجاهل كلانا

بضحكة خفيفة ردت : أيجب أن تكون بهذه الصراحة؟ .. أتعرف هناك أشياء لا يمكننا كشفها ببساطة مثلك .. مهما كان أنا معكما .. إن كان لا يمكننا فعل شيء .. إذا لننتظره معا

بهاء وامل ينتظرانه كانت فكرة جميلة فلن يكون وحده

رد بابتسامة وقد ازيحة تلك الأشياء المزعجة من صدره : سننتظره معا هذا افضل بكثير

وقفت امل مكانها بسعادة : بهاء اهتم به .. أنا لا يمكنني أن احدثه ببساطة هكذا .. ابقى مبتسما واجعله كذلك

لكن بطريقة ما فك بعض من تلك العقد اتجاه بهاء لتحدثه براحة عن ضياء وقف قربها ليشكرها واتجها معها لخارج المشفى

..............

قرر بهاء تخطي ماحدث والحديث مع ضياء ببساطة في النهاية الوقت الماضي كان يكفيه ويزيد فدخل غرفته ليجده جالسا مكانه وقد عادت والدته للمنزل : ضياء .. أحضروا الكثير من الفواكه هل ..

فأشار ضياء له بأن يجلس قربه قاطعا كلامه ليفعل فقال : أنا آسف جعلتك تفكر كثيرا وحدك
_ماذا؟!

لم يكن ينتظر جوابا أو ردا منه فقط أراد أن يتحدث والآخر يصغي ويتقبل كل ما يقوله

ورغم ألم أن ذلك لم يحدث تناسى القصة يحاول إجبار نفسه على الابتسامة : فقط أردت اخبارك ما كنت أشعر به .. لا تهتم .. لن أعيد ذلك الكلام

فأمسك ضياء يديه مبتسما : يمكنك أن تخبرني أي شيء بأي طريقة .. أنا سأهتم دائما .. تعرف أني لايمكنني فهمك ببساطة .. لذلك

ضياء: لا أريدك أن تبكي

فهز بهاء رأسه مبتسما وذلك اراحه حقا ليضمه : أنت حقا دواء بطريقة ما

ضمه أيضا بضحكة : دواء أنا بهاء .. اخوك هنا لا تقلق لن أسمح لمرض أن يبعدك عني .. حتى لو بكيت سأسمعك
_نعم لا تسمح له أبدا .. اخي سعيد لوجودك

...........................

خرجت صباحا من منزلها لتلتقي نادين ويسيرا نحو المدرسة سويا وعلى ما يبدوا أن الموضوع الوحيد هو ضياء لتبقى نادين تسأل عنه

أما امل فلم تعد تفهمه تماما بعد أن تجاهلها امس، إن كان يعرف بمرضه فلما يقحم نفسه بالمشاكل ليدخل المشفى، تشتت افكاره بين ان ما فعل غباء أو شجاعة ليحمي الآخرين لكن في النهاية تمنت شفاءه ليعود بسرعة للمدرسة

هكذا وصلا لتتسع عينيها من الشخص الكئيب الذي يجر نفسه ناحية المدرسة لتسرع عنده : بهاء ماذا تفعل هنا؟

انقلب مزاجه بلحظة ليضحك بخفة ويجيب : أدرس .. تعرفين هذا ما نفعله بالمدرسة

لحقت بها نادين لتقول بسخرية : هي تقصد لمَ تركت ضياءها وحده؟

أخدت امل يدها لتغلق فم نادين ببعض الانزعاج وتبتسم بسخافة لبهاء : المهم كيف حاله
بهاء بابتسامة :  بخير لا تقلقي .. أصبحتما قريبتين من بعض جيد

هدأت امل فهو لم يقصفها ولم يرد بكلام محرج لتبعد يدها عنها أما نادين مصرة على فضحها : ليس كثير لم تخبرني بعد عن ..

فعادت لتغلق فمها لتجيب بهاء : نحتاج بعض الوقت فقط
بهاء بابتسامة : حسنا

نوع من الغرابة قد كان واضحا بابتسامة فامل راقبتهما من زمن طويل وابتسامة بذلك الغباء لن تمر عليها ببساطة

دخلوا للحجرة بعد أن حدثوا رائد وامجد ليجلس بهدوء بمقعده ويركز بدروسه بل كان مركزا أكثر من العادة ولم يتحرك من مكانه ليحل بعض التمارين الاضافية رغم أن وقت الراحة قد حان والبعض يناد عليه وقد التفوا حوله ولم يبالي إلا بتلك الورقة والقلم

ارتبكت امل من الوضع خائفة من أن يغمى عليه مجددا محاولة فتح الطريق بينهما لتناديه : بهاء أيمكنني الحديث معك خارجا

فلتفت لها مبتسما ملبيا نداءها ليستغرب الجميع وقوفه ودون اهتمام لمن حوله رد عليهم : لا داعي لتبقوا هنا أنا لن أعود

ورغم وصفهم له بالغرور واصل طريقه معها ليجدا رائد امجد بطريقهما لهما تجهوا خلف المدرسة معا باحثين عن مكان هادئ لاجله لكن ذلك المكان اصبح معروفا ليجلس به بعض الأشخاص فوقفوا بالطريق لهناك

استند بهاء للحائط والجميع لاحظ هدوئه الغريب فبدى بعض القلق على وجوههم واولهم امجد : بهاء نحن نعرفك الآن فقط اخبرنا ما يضايقك

وافق الآخران ليرد بابتسامة : افتقد ضياء لا أكثر

فضحكوا قليلا ليرد رائد : إذا نحن لا نكفي لنتحدث عنك قليلا كيف كنت قبل أن تنتقل هنا .. حدثنا عن اخيك مثلا .. أقصد لؤي
امل: نعم أريد أن أسمع ذلك

يعرفون تلك السعادة التي تصيبه وقتها فابتسم بشكل افضل قليلا : لاشيء مميز جدا .. فقط أذهب لأدرس وأعود مساء لا صديق محددا

حدثهم قليلا عن مدارسه السابقة وطبعا استغربوا عادة لؤي الذي كان يمسك يد بهاء كلما أخذه وأعاده من مدرسته حتى آخر لحظة

طبعا بهاء كان يعجبه الأمر ولم يفكر بأن يسأله عن سبب ذلك فأجابه بتلك الاوراق فعدنما دخل بهاء المدرسة كان يركض مبتعدا عن لؤي فجأة وأحيانا لا يلاحظه فيموت فا وهو يبحث عنه حتى قرر أن لا يترك يده مجددا

تحمسوا ليعرفوا سبب ذلك فأشار بهاء للسماء بابتسامة : قال أني كنت أتبع الغيوم كلما رأيتها

فضحكوا مجددا ليتحدث رائد عن اخوته الكبار وتعاملهم العادي معه فكل شخص عنده ما يشغله حتى يكتب ذكريات طفولته وفوقها يمتلك اخ اصغر ليعلق : سأعامله بطريقة أفضل منهم حتى يندموا على ذلك

امجد بسخرية : غرت من مجرد رسائل

فأضاف شرحا فهو اوسط اخوته أيضا لكن المشكلة أنه الولد الوحيد فامتلك مكانة خاصة بالمنزل

فقطع رائد : يعني انه لا يملك غيري لذلك لن يسمح لأحد بابعادي عنه

امجد : أنا الاحمق الذي قلت ذلك

بين هذا وذاك كتفت امل ذراعيها : إن تحدثنا عن الغيرة فأنا لا املك اخوة أو اخوات حتى أغار من رسائل لؤي

فرد رائد مشيرا لنفسه بعبوس : ونحن لا نكفي مثلا

وافق امجد على كلامه بضحكة ليكملوا مزاحهم لكن بهاء صامت يصغي لحديثهم وحسب لكن تمنوا اخ كلؤي حقا فلم يدلل بهاء وحسب بل كان الأمر أكثر من ذلك حسب ما فهموا

امجد: ماذا قد يكتبن عني أصلا .. طفولتي ككل صغير .. لسنا مثلك
رائد: نعم أنت مميز جدا ولؤي أيضا

........

عادوا لحصصهم وبعد حديثهم عادت كلمات ضياء لعقله بالأصل لم تفارقه من أمس فأشغل نفسه بالدراسة لكن الآن فشل تماما بذلك

~~~~~~~~~~~

حاول أن يبتسم بعد ذلك الحديث المطول ليقف عله يجد طريقة ليهرب بها من الموقف وحين استدار امسك ضياء يده : أكثر ما أكره اخفاء دموعكم عني

فالتفت له ودموعه قد وصلت للأرض فسحبه ضياء لصدره حيث اشتد بكاءه وهو يجبر نفسه لإيجاد حل لما يحدث فقال بين شهقاته : ضياء لمَ على حياتي أن تكون هكذا .. سألت نفسي كثيرا ولم أجد جوابا

_ماذا؟

فأضاف مع دموعه : فقدت لؤي .. والآن أنت تريد الذهاب أيضا .. ربما أنا سبب لأني أحبكما يحدث هذا

فضمه أكثر : ماذا هل أنت نادمٌ لأنك تحبنا؟
_ليسَ كذلك
_ومن قال أني أريد الابتعاد عن اخي
_لاتريد!!

ابتعد بهاء متفاجئا ليجده يبتسم وكأنه مجبر لأجله وحسب مسح دموعه : توقف عن البكاء سيؤلمك رأسك

........ بهاء

بعدها قبل رأسي بل فعل ذلك كثيرا وهو يضمني ليخبرني أني أكثر شخص يحبه لكن ماذا عن امل؟

كل ما قاله أن ذلك حب مختلف .. امل ايضا تحبك قالت أنها ستنتظرك مهما كان ما يحدث .. امل .. فتفاجأت لمنظرها وعينها ترتجف خوفا محدقة بيدي اليسرى وحين التفا ليدي

اجدها أن جرحي قد فتح لينزف يدي لدرجة أن بعض قطرات الدماء قد تساقطة من الضماضة

ابتسمت بسخرية من يدي فربما كنت أقبض عليها دون أن تنتبه .. كيف لهذا أن يتحسن؟

***************

😶😶💔 الكآبة تستمر

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top