*أرجوك لا تقبل*
صاحب المئة الذي ابهر الجميع قد عاد بعد غيابه الغير متوقع لم يتركه أحد على حاله بعد تلك النتيجة وحين التف الجميع حوله بقي مصرا على قراره فلا مكان لهم عنده لم يدرس من اجلهم اصلا ليفعوا ما يفعلون هكذا خلط الامر بعقله بسبب الفوضى حوله وانتى به الامر بالعيادة حيث أتت امل لتطمئن على حاله ذلك الفعل البسيط جعله يتحدى نفسه ليخبر اصدقائه عن كل مشاكله وآن وقت الاجابة التي اخافته .
............ لنكمل
لطالم حاول أن يعطي عذرا لتصرفاتهم الغريبة وبعد ما قال اصيل خلط الأمر عيه والآن هذا هو بهاء بكل ما فيه واقف أمامه ينتظر ردا منهم
فتنهد امجد ليجيبه قبل الجميع : إلتقيت رائد بأول صف ابتدائي جلست بجانبه طول الوقت تحدثنا ولعبنا كثيرا .. منزله كان بعيد عني ومع ذلك لم نبتعد عن بعض حتى عندما لم ندرس معا .. طبعا لن أسمح لأي أحمق كضياء أن يتلاعب بعقله ويبعده أو يغيره .. فقط لأنه يحب مساعدة أي كان ولأنه لا يتوقف حتى يحقق ما يريد
صمت للحاظات ثم قرر أن يجيبه على اسئلته السابقة أيضا : نعم أنا لا أريده أن يبتعد .. ونعم لسنا مثلكما .. إن كنت تريد أن يكون ضياء اخاك بطريقة التي تريدها فلا تقارن ذلك بنا
انهى جملتة بضحكة خفيفة جعلت بهاء يستدير له بدهشة ليبتسم ويكمل : ظننت أن تغييرك لضياء يعد إنجازا وهذا الانجاز قد أعجبني لأننا فهمناه ورائد توقف عن ازعاجي باستنتاجاته الغبية لكن كل حياتك كانت عبارةً من إنجاز لأكبر منه وما فعلت لضياء لا يعد شيئا تقريبا رغم كل ما عشته مازلت واقف بالمدرسة التي تكرهها .. إن كنت تريد وضوحا بهاء أنا احبك لكن ليس بقدر رائد .. مازلت أريد أن نبقى اصدقاء وطبعا ليسَ لأي سبب .. هل تفهم هذا؟ بنظري أنت شخص رائع لم تعد غريبا
اتسعت عيناه من تلك الكلمات ليضيف رائد لكلام صديقه : معه حق وأنا أحبك لن نتخلى عنك ولا دخل للمئة بالموضوع .. بهاء يمكنك الاعتماد علينا في شرح مالا تفهم أيضا
هشام : وأنا شاكر لك جدا فعلت الكثير لأجل اصيل رغم كل ما فعله لك أردت مساعدته لسبب بسيط لا أظنني قابلت مثلك .. وأنا أحبك أتمنى أن نبقى هكذا
التغت الجميع لامل فحان دورها : وأنا مثلهم سنبقى أصدقاء دائما وإن أردت مساعدةً ستجدنا..
لم تكمل كلامها ليلتفت لضياء والجميع فهم ما سيقول لتحرج امل : لا أحتاج ذلك امل تحب ضياء فقط .. آسف
حدق به ضياء محرجا : احمق كم مرةً قلت أن هذا محرج متى تفهم
ببراءته المعتادة مع ضياء سألهم إن كان يمكنه ضمه الآن وفور وافقوا هجم ضاما اخاه بسعادة : لقد قبلوا هذا معنى أن تملك اصدقاء و تثق بهم صحيح
حسنا ضياء لم يخرهم عن ذلك الطفل الصغير الذي يتحول له بهاء وهو بين ذراعيه فقط قرر أن يحتفظ به لنفسه
قبل أن يفهم مشاعره عليه أن يفهم من حوله وما يريدونه من بهاء شخص من هذا النوع : شكرا جميعا خفت ان تبتعدوا كما حدث سابقا
آخر ما توقعوه أن يروا تلك الملامح الطفولية السعيدة على وجهه فلطالم كان الشخص الامبالي قاصف الجبهات لكن الوضع مختلف الآن
ابتعد ضياء قليلا ليحدق بعينيبجدية بالغة : لا تجعل كلامهم يشوش تفكيرك أنت اخي وحدي اتفهم
التفت لهم منزعجا ليضيف : الأحسن أن لا تعيدوا كلامكم أنا فقط من يمكنه قول ذلك له
فرفع بهاء من قامته ليفبل خده : طبعا أنت اخي وهم اصدقائي
فضحكوا وبهاء يرى تلك الملامح اللطيفة على وجوههم التجاهه فنطق رائد: إذا هكذا انتهت قصة بهاء عائلته واصدقائه سيبقون معه وقد وجد اخاه الذي انتظره لوقت طويل
ضياء بضحكة : هل تضع خاتمةً مناسبة؟
رائد بسعادة : ليس بعد لكن لست الوحيد الذي سمعه .. يحبه لكن ليس بقدر رائد .. ولن يسمح لأي أحمق أن يلعب به .. صديقي المفضل الذي لن أتخل عنه طول حياتي.. لن يتغير شيء بيننا .. علاقتنا أفضل منكما طبعا فلا تقارنا علاقتكما بنا .. لست الوحيد الذي سمع امجد
اقترب منه ضاحكا ليمازحه : سمعتك
كلماته كانت صاعقةً و محرجةً جدا ليرد عله : نصف كلامك كذب في كذب أصلا انسى ذلك أنا فقط اخبرت بهاء وليس أنت
تعمد رائد قول كل ذلك فبعد كل تلك السنوات يسمع تلك الكلمات منه : هل أخبرتك من قبل أني اشعر بذلك أيضا؟
قال ذلك محاولا معانقته وامجد يبعده محرجا من تصرفاته لكن الجميع وافق على كلام رائد ليضحكوا عليهما فأخيرا اعترف
بين كل ذلك مشكلة المئة وتعامل الآخرين لم تنتهي فلو بقوا هكذا فبهاء سيسقط مجددا وطبعا لن يهتموا فهدأوا ليجدوا حلا
بهاء: انا حقا لا أعرف كيف ابعدهم أو سأعود لما كنت أفعله بالامتحانات لكن لن يصدقني أحد
رائد بانزعاج : ضياء يمكنك ضربه .. هذه حماقة ألا تملك حلما .. هااا ليقف الجميع بوجهي سأكمل .. وسأفعل شيئا عضيما بالكيمياء .. لن أتوقف بسبب أحد
ضياء وهو يحدق به بطرف عين : أضربه .. هذا حلك بعد كل ذلك الشرح
فأخذ يده لكتف بهاء الجالس بجانبه ليفهموا ان بعض اللطف هو كل ما يحتاجه بهاء : أخبرهم عن حلمك
بهاء: امم حلم .. أريد أن أكون طبيبا جراحيا أي شيء له علاقة بالقلب سأعالجه
كان واضحا ان ذلك من أجل ضياء ليبتسم رائد رادا له : وهل ستكون طبيبا باخفاء أجوبتك .. كن الأفضل ودرس لأجل حلمك
فاخد يقلب كلامه بعقله : اه يمكنني الدراسة لأجلي أنا؟
فابتسم الجميع و هزوا برؤسهم موافقين ليحرج فقد كان يحدث نفسه فقط لكنهم ارادوا شرحا منه
بهاء لم يدرس يوما لأجل نفسه فقد كان يهدي علاماته للؤي والان لاجل ضياء وعائلته وربما هذا ما كان ينقصه
فشجعوه ليدرس من اجل حلمه من الآن فصاعدا ليرى الدراسة وجهة نظر أخرى بكل بساطة سألهم : : لن أكون أنانيا بذلك؟
رغم كتم ضحكاتهم طمأنوه بذلك ليتحدث كل شخص عن حلمه وما يريد أن يكون مستقبلا
هشام: لاشيئ محددا .. فقط أهتم بالدراسة والكتب بمختلف أنواعها وماذا عن امل؟
امل: طبيبة أيضا لكن ليس عندي اختصاص محدد بعقلي إنه حلم والدي من يوم ولدت .. امجد دورك
امجد: لم أفكر بعد .. لا اعرف ضياء أين أنت
قد كان تائها بالجو الذي حول أخيه وبذكر المستقبل ارتبك تماما : قبل وقت قليل وأنا .. حسنا .. أحلم أن يصل المستقبل وأراكم تحققون ذلك بعيني .. أن نبقى معا لوقتها مثلا
فنفجروا غضبا عله وأولهم رائد : إن كنت تقصد قلبك فستموت امسكوني
امجد: اقتله يستحق ذلك .. ظننتك اقوى من هذا .. أحمق
هشام: إن فكرت في شيء سيتحقق فلا تجعل تفكيرك سلبيا .. قرأت هذا بأحد الكتب
ضياء: كنت أقصد أني مازلت ابحث عنه .. لكن سيكون شيئا مذهلا لو بقينا معا لوقتها صحيح
فهدأوا قليلا لتأتيهم أمل بفكرة جيدة بما أن بهاء سينشغل مع طبيبه قليلا اضافةً أنه لن يحتملهم وضياء سيشاجر من يزعجه وينتهي به الأمر بالمشفى كما حدث سابقا إذا بقي الوضع على حاله وبعد أن شرحة ذلك قالت : لتغيبا لسبوع على الأقل وسيساعدكما رائد بالدراسة اظنهم سينسون القصة وقتها
فوافقوا على ذلك فكهذا سيدرسون بمنزل بهاء ووالدته طلبة منه احضارهم متى ما يريد
حلت المشكلة لكن هناك من بقي صامة دون قول شيء ليرسم شبة ابتسامة : جيد
فحدق به بهاء وهو على حاله ليرتبك : ابتسامتك غبية .. ماذا يحدث معك
هشام بضحكة سخيفة : غبية .. من انا؟ لا .. أنا بخير
بهاء: لم يتغير شيء بعد ما بك؟ تحدث
ضياء: نعم نعم غبية جدا
فالتفوا حول هشام ليضيف ضياء: أنت من مجموعتنا مشاكلك مشاكلنا تحدث فقط
هشام: لا تهتموا
امل: كنت تبحث عنهما امس وقبلها ولم تخبرنا لماذا
رائد: ايجب أن نصر .. هيا نحن نستمع لا مجال للصمت
هشام برتباك : آسف .. تعرفون اصيل هو المشكلة
ضياء: اه لم نره منذ تلك الحفلة حسنا كنا غائيبن أصلا
امجد: لقد هرب من الحصة قبل أمس ولم يحضر البعدها ..
فوقف هشام بخوف يصارع نفسه بصوت مسموع : أنت لا تمزح .. أرجوا أن لا يكون ما أفكر فيه .. لا شيء سيخرجه بعدها . . ماذا يمكنني فعله انا؟
جلس يائسا مكانه ليقترب منه ضياء ويضع يده على كتفه : لقد وعدناك من قبل .. اخبرنا عن اصيل نحن معك
فرفع رأسه ينظر للجميع بحزن : لم يعد للمنزل منذ تلك الحفلة لم التقه بالمدرسة .. اتصلنا به وقال أنه بمنزل صديقه وسيذهب برحلة مع أصدقائه ولا استبعد أنه يكذب .. لا نعرف أين هو الآن .. هاتفه مقفل أو لا يرد علي .. أي أصدقاء يقصد؟ أنا لا أعرفهم
رائد: و ماذا فعل والدك؟
فصمت هشام دون أن يجيب
ضياء: سأخبركم عنه لاحقا أما الآن .. أظن أن علينا أن نجده ونعلمه درسا لا ينساه
«مهربه الوحيد الآن هم ااه لا يجب أن أفكر هكذا» مع كل ذلك الضغط داخله أنزل رأسه بخجل ليخبرهم هشام ما يعرفه : أصدقائه القدامة ربما يريدونه أن ينظم لهم .. يتعاطون ممنوعات وربما تبعهم هذا ما قاله ضياء
فانخفظ بهاء يقابل وجه ولم يعرف ما يرد به سوى الاعتذار مكان اصيل لكن لبهاء رأي آخر : بل أنا من عليه أن يعتذر .. لو لم أغضب وقتها .. لو لم أخف .. كان الوضع ليكون مختلفا
أمال رأسه قليلا وابتسم : لكن لا تقلق سنجده فلا تحزن
رفع هشام رأسه والجميع مستعد ليساعده فضحك هشام : ضياء لم تفسر ابتسامة اخيك .. شكرا بهاء أنا بخير هكذا
تلك الابتسامة التي تجعل كل شيء هادئا فرد ضياء بضحكة : معك حق السر الوحيد الذي لا افهمه والآن بهاء هل من خطة لنجده
...............
بعد شرح لخطة بسيطة عاد ضياء مع امل لحجرتهما وكل ماقالته امل : كنا مع بهاء في العياد إنه بخير الآن لكن سيعود لمنزله .. آسفة لتأخر
هذا دخلا ليحدفا من قائمة الغياب رغم أن الحصة ستنتهي وحين دق الجرس بعد دقائق اتجه ضياء لآخر الحجرة حيث يجلس رفيقي اصيل ومنهما ذلك المدعو عصام
ضياء : أنتما أين أجد اصيل بما أنكما ملتصفان به طول الوقت
فرد عصام بلا مبالات : مادخلنا به
ضرب ضياء الطاولة بغضب محدقا به : ملاحظة أنا لا أطب أن تخبرني بل أمرك
فاكمل متجاهلا ضياء : هو من خسر ذلك التحدي وليس أنا
كانت محاولة واضحة ليثير اعصاب ضياء وقد فعل لينفجر به قابضا على ياقة قميصه محدقا بتلك العيون السوداء المرعبة بعينيه : و لست صاحب ذلك التحدي اصلا فتحدث
بتردد اجاب : اظنه في ذلك المبنى عندما تخرج من المدرسة اكمل الطريق صعودا حتى نهايته ...
أكمل شرحه عن الموقع لكن لن يتذكر ضياء كل هذا فجره خلفه : ستذهب معي
فحاول ان يبتعد عنه ليهدده مجددا شرير المدرسة لن ينسى هذا الاسم إذا رفض وبما أنه لا خيار له فلا احد سيقف ويساعده فاستسلم : يمكنني السير وحدي اتركني
«ان تكون الأسوأ ليس بذلك السوء» كتم ضحكاته ليطمئن امل التي كانت مهمتها تقتضي اخفاء اغراضهم بمكان ما حتى يعودوا او ربما حتى غد
اكمل ضياء طرييقه وعصام خلفه كان ليخبره ما سيفعل : هاي أنت سنهرب من هنا بما أنك اضعت الوقت واقفلوا الباب .. إذا لم تتصرف بغباء فسنتركك عندما نجد اصيل .. سنهتم بقصة غيابك وغير هذا سأدخلك بمشكلة مع بعض الضماضات في وجهك ولن اعيد كلامي
فوقف مكانه بنزعاج : حسنا إن لم يكن بذلك المكان فلا أعرف
كان ذلك افضل من لا شيء ليرد ضياء علي : المفترض انكم رفاقه لكن تركتموه ببساطة يذهب لهناك وحده أي رفقة هذه؟
كان ينوي تركهم ليتفاجأوا ويدخلهم بمشكلة وينتقم مما يحدث لكن فشلة الخطة بما أنهم يعرفون ما سيواجهون فسيكونون حذرين بذلك فتظاهر بالاندهاش : هل تعرف أولائك الاشخاص؟
ضياء : بل عليك أن تخبرنا ما تعرف عنهم بعد أن نخرج
انتظرا بعض الوقت ليبتعد المراقبون من طريقهما وتسللا عبر الساخة وصولا لشجرة الهروب تسلقاها وقفزا من الجدار الذي لم يكن عاليا جدا سارا قليلا ليجدا بهاء رائد امجد وهشام بأحد زوايا المدرسة الخارجية فقد خرجوا مع بعض الطلاب حين دق الجرس رغم أن عندهم حصة أخرى فقال ضياء ممازحا فور وصوله عندهم : تمت عملية الهروب بنجاح لكن لم أحفظ الطريق فأحضرته ليوصلنا
تنهد امجد من غبائه كما فعل الآخرون : كأنه شيء بسيط
عصام ببعض الانزعاج : رغم كل ذلك السوء في طباعة لا أريده أن يدمن ذلك الغباء .. كنا مجبرين على اتباعه وبالمقابل من قد يرفض صديقا غنيا
ضياء بغضب : ولمَ لم تقل هذا من البداية
عصام : لا تنتظر أي مساعدة مني .. أردت أن أخرج من الحصة لا أكثر .. ساوصلكم عنده ولا دخل لي بما تبقى
عزم الجميع أمرهم ليسرعوا قبل أن يحل اليل لكن ضياء أخذ يد بهاء وطلب أن ينتظروا قليلا
اتجه به للمحل حيث اشترى بعض العصير ليشربه ويستعيد نشاطه فقد اغمي عليه والآن وينوي الذهاب ببساطة بتلك اللحظة بدأ بعض الخوف ينموا داخل قلب ضياء فالاخر لا يهتم لما يصيب جسمه بعتباره لا يشعر بالألم : بهاء أرجوك لا تتهور أحذرك من الآن
عاد نشاطة بفضل دالك الاهتمام وكأن لادخل للعصير بالقصة ليرد بابتسامة سعيدة : حسنا شكرا اخي
مع ذلك لم يهدأ ذلك الخوف ليتجها رفقة البقية للمكان الذي اخذ عصام يرشدهما له وفي الطريق أخبرهم عن اصيل الذي حقا قد تبع مجموعة من الشباب تتاجر بالممنوعات وقد أقحموا الأصغر سنن معهم لتسهل تجارتهم حتى يبعدوا الشكوك عنهم
من تشاجر اصيل معهم من قبل يوم راقبوه التقو به في العطلة مع اصدقائه وطلبو منهم أن ينضموا لهم فرفض اصيل لسبب ما وبما أنهم اتباعه فقد رفضوا أيضا لكن بعد خسارة اصيل ابتعدوا عنه حتى لا يتامر بهاء عليهم
بل لنقل بهاء قد فكهم من اصيل فلم يقتربوا من اصيل منذ تلك الحفلة وذهب وحده هنا .. المشكلة ان الجميع كان يسخر من اصيل ظنن منهم أن بهاء سينتقم لكل ماسبق ويهينه أو ما شابه
فقلب القسم عليهم وخرج من المدرسة بلا عودة كل هذا حدث في غيابهما
كان المكان بعيد بما انهم اتجهوا له سيرا على الاقدام هكذا دخلوا منطقةً لمنازل خالية لم يكتمل بنائها بعد فبقيَّ عصام يدلهم حتى وصلوا لمبنى ضخم يبدو كمصنع مهجور
مايفصلهم عن مغيب الشمس سوى نصف ساعة فبذلك يجب أن يخرجوا اصيل قبل ذلك ويعودوا لمنازلهم بالوقت المناسب هذا لو كان اصيل هناك حقا
لم يضعوا اي خطة قبل التأكد من وجوده فتركوا عصام يغادر المكان ليقترب ضياء وبهاء من ذلك المبنى في حين انتظرهم رائد امجد وهشام بمكان مجاور
اعتمد بهاء على تشابك يدي ضياء ليرتفع وينظر عبر نافذة عالية لداخل المبنى فهمس : انه هناك مع ثلاثة اولاد
حدق جيدا بالمكان كله ثم نزل ليعودوا لهم ويخبرهم : كان اصيل جالس على الأريكة ويبدو منزعجا من ضحك الآخرين وهم في حالة غريبة .. يوجد مسحوق ابيض مبعثر على الطاولة والفوضى تعم المكان .. يوجد بعض الأثاث المكسور باحد الزواية وخزانة بحال جيدة وبعض الابواب المقفلة
اقتربوا جميعا ليتأكدوا فصعد رائد ليرى ما بداخل ثم نزل عندهم : ليسوا بوعيهم تماما عدى اصيل ويبدوان بعمرنا
امجد: ماذا نفعل إذا؟
بهاء: هل نناديه ليخرج مثلا
ضياء: هذا ليس حلا لا يمكن أن نتوقع ماقد يقدمون على فعله
رائد: الموضوع كبير جدا هل ندخل الشرطة
هشام بخوف : هااا اصيل سيكون منهم أرجوكم لا .. أخاف أن يدخل السجن دون أن يكترث ابي لأمره
امجد: ولمَ قد لا يكترث إنه معروف ويمكنه اخراجه ببساطة حتى لو كان معهم حقا
تردد في رده بخوف وقبل أن ينطق سمعوا صوتا غاضبا يقترب جهتهم وربما قد كشف أمرهم
_من هناااك هل يوجد احد
فهمس امجد بخوف : لمَ نقف هنا نفكر فيه بلا مبالات بما قد يحدث لنا؟
فهزتهم رعشة خوف من القادم فابتعدوا بخطوات محاولين عندم اصدار اي صوت باقدامهم
وجد رائد بابا في الجهة الاخرى حيث كان يتقدمهم فتحه رائد بهدوء ليدخلوا هناك وسط الظلام في صمت نظر ضياء من شق في الباب بدى شابا في العشرينات من عمره بحث بالارجاء قليلا ثم استسلم اخيرا ليسمعوه يضحك
_ربما كنت اتخيل وحسب من قد يأتي هنا
فتنفسوا الصعداء ففي ماذا اقحموا انفسهم الآن فقد ادركوا خطورة الوضع فهمس ضياء رغم صوت ضربات قلوب بعضهم التي يمكنك سماعها ببساطة : انتم بخير
ورغم موافقتهم وجد ذلك الصوت المرتجف المتردد بينهم : هشام؟!
فرد ولم يتغير بحاله شيء : أنا .. آسف حقا .. هذا أسوأ مما توقعت .. لنخرج من هنا
بهاء بهدوء : هشام لقد وعدناك لا تقلق ربما يمكننا حل الأمر بهدوء
امجد بتردد : لا أفهم أي هدوء تتحدث عنه .. أتعرف أين سنكون لو أكملنا؟
حتى امجد كان متوترا ليزيد من خوف هشام أما رائد وبهاء بخير تماما
داعب ضياء رأس هشام عله يهدأ : لن يحدث أي شيء سيئ سنجد مخرجا من كل هذا واصيل معنا
فأمسك يده وهو يرتجف، الخوف أمر طبيعي في وضعهم لم تكن شجاعة من ضياء لكن أكثر من يعرف ما يمكن لذلك الخوف أن يفعل به ورغم ذلك واصل طمأنته : سنكون بخير لاتقلق
حاول الجميع أن يهدأ بعد هذا ليتقدموا ناحية باب داخلي للحجرة الصغيرة التي هم بها فبقيَ ضياء يحلل الوضع قليلا فما يفصلهم عن اصيل سوى درجه يؤدي للاسفل جهتهم فالتفت لبهاء الذي بجانبه : ابدعنا بحل هادئ في وضع كهذا
............. اصيل ....
لا اعرف كيف يمر الوقت هنا .. لم أعد للمنزل من ثلاثة أيام دون أن يهتم أي غباء أعيش فيه بل لمَ اعيش اصلا؟
لو فقط أجد فرصةً مناسبة للهرب حقا لكن لا يمكنتي تركه هناك
فجأة رن هاتفي هااا ألم ينطفئ حين رميته من قبل؟ أو أنهم اشعلوه دون أن الأحظ!! ااه وقفت لأخده وهو مرمي أرضا بجانب الحائط .. فتوقف رنينه في اللحظة التي حملته بها
هذا غريب نظرت لهاتفي الذي كسر زجاجه والمتصل هشام ماذا تريد مني مثلا؟ عدت لأجلس مكاني والهاتف بيدي
دخلت لأرى الاتصالات الواردة لأصدم حرفيا أعرف أن تلك المرأة اتصلت ثلاثة مرة وحين انزعجت رددت وقلت اني برحلة فلم يرن بعدها لأني ضربته للحائط فنطفئ لكن أن أجد أكثر من ثلاثين اتصالا من هشام بعدها ذلك اليوم!!
هنا يعجز عقلي عن التفكير لماذا اتصل؟ هل حل به شيء؟ ولمَ قد يتصل الآن؟
فأنتبه أحدهم لي ليكملوا غبائهم الذي لا يطاق
_هااا اتصلت عائلتك أخيرا .. ها ها لا تهتم ابقى معنا احسن
هو أصلا لا يعرف ما يقول فوصلتني رسالة فجأة!
_ماذا ايضا .. اريني صديقي
ااه ابعدته من وجهي ليستلقي على الأريكة شبه مغما عليه .. فتحت الرسالة بعد أن اخفظت صوت الهاتف الى الصامت حتى لا يلاحظوا فندهشت مما كتب
<اخرج أو سأدخل واخرجك بنفسي>
أين يظنني ليكتب هذا؟ لم ابالي بالرسالة فوصلت أخرى
<أنا لا أمزح اخرج بسرعة>
ماذا أصابه استدرت حولي هل يراقبني؟ هل هو هنا؟ ورسالة مجددا
<اخي أنا هنا>
مع تلك الكلمة انتابتني رعشة هزت كامل جسدي ~اخي~ لم ينادني بهذا من زمن طويل أي غباء ضرب عقله؟
وقفت متوترا : هاا سأخرج قليلا
فأخذوا يتمايلون أمامي
_خدني معك
_لا بل أنا معك
أعصابي يجب أن اسيطر عليها .. اهدأ لن يحدث شيء لا أحد اكتشف أمره لكن أين هو؟ .. التفت باحثا بالارجاء
<اصعد الدرج>
ماذا يحدث إنه يراقب .. فأخذت اكتب
<لا تتحرك من مكانك وسنتفق على هذا لاحقا>
اه رد على رسالتي مع <انتظرك> مع ابتسامة ومن غرابتها أفهم أن ذلك الغريبة من يرسل هذه الرسائل هو لا يتحرك بدون ضياء ورائد سيتبعه ليتبعه امجد
اربعتهم مع هشام سأجن لماذا مادخلهم بي؟! حاولت أن اصعد الدرج خلسةً دون أن ينتبهوا وبعد بضع درجات يوقفني صوت المسؤول عنهم صدقا هذا ليس وقت مجيئك
..............
وقف شاب طويل ذو ملابس سوداء مع نضارات يبدوا كرجال المافيا ليقول بصوت رجولي خشن رغم محاولة تلطيفه بما أنه سيحدث شخص اصغر منه بسنوات : هااي أنت اسمك اصيل .. تعرف أن الجوس هنا ليس بالمجان
تدارك اصيل الوضع ليتجاهل الدرج ويرد عليه : وإذا ؟
_ستشارك في أول مهمة لك هذه الليلة .. و يوجد أجر طبعا
في الأيام الماضية قد اخرسهم ببعض المال الذي سرقهم من المنزل بعد تلك الحفلة لكن لم يبقى منه شيء الآن بدت السعادة على وجوه رفاقه فهكذا تسير الامور هنا
لكن قاطعها اصيل ببعض الجدية : يمكنني الخروج قليلا واعود لاجيبك
فرد المسؤول ببعض السخرية : هااا من تظن نفسك لتتجاهل كلامي
لم يستطع الاصرار على الخروج حتى لا ينتبهوا لامرهم على العموم هو مهتم بما قد يحدث لهشام لا أكثر وبما أنه بينهم فسيهتم لحال البقية تلقائيا بوضع كهذا
صمت للحضات يفكر بحل فقطعته تلك الرسالة
<آسف لما حدث سابقا أرجوك لا تقبل سنكون معك>
لم يفهم سبل اعتذاره ولا طريقة حديثه لتصل أخرى
<كنت أقصد شيئا آخر بذلك التحدي صدقني>
كم سؤال عليه أن يسأله ليفهم بهاء فنتبه المسؤول لما يفعل : ماذا يحدث في هاتفك؟ هاا ارنى
لحظات قبل وصوله ضرب اصيل هاتفه للحائط دون اهتمام لينطفئ ثم قال : لا شيء مهم وربما غيرت رأيي
فابتسم المسؤول بفخر وضحك بسخرية : بما أنك واقف بهذا المكان فأنت مجبر الإنسحاب ممنوع
لم يفهم مقصود الرسالة ولا التحدي ليعود لنقطة الصفر فلن يواصل حتى يفهم لسبب ما : هل يمكن تأجيل ذلك لوقت آخر لذي مافعله الأن
_ما أطلبه أهم أو ستكون العواقب وخيمة .. أظنهم شرحوا لك القانون قبل أن تأتي
فتقدم احد رفاقه ليلف ذراعه حول عنق اصيل مع تصرفاتهم الغريب فهم مخدرون تماما وبما أنهم رفاقه فيعرفون بعض مما يحدث بعائلته : اصيل سيكون كل شيء جيدا .. لن تحتاج والدك الاحمق بعد الآن .. لست مجبرا على العودة للمنزل
فأكمل المسؤول كلامه : لا تقلق من أي ناحية ماستجنيه أكبر من مصروفك المعتاد .. ستكون حرا
لا هذا ولا ذاك اصيل لا يحتاج مالهم ولا حجرتهم هذه ورغم ذلك كان سيدخل معهم بأي شيء لكن لو لم يكن اخوه هنا لو لم ياتي لكان ذلك حدث فعلا فابعد ذراع رفيقه : أنا .. أنا لا أريد
اقترب المسؤول بغضب ليقبض على عنقه : اتعرف ما يعني رفض اوامري يا صغير؟! .. مصيرك اصبح محددا بعد دخولك ذلك الباب .. أو تريدني أن اشرح
فضحك بلا مبالات وهو يختنق : وأنا لم يولد من يأمرني أفهم هذا أولا
من يوم ولد وهو متمرد فما عاشه جعله يفعل ما رأسه دائما فلطالم كان يوجد عقاب مهما كان وهذا ليس مختلف
فتلقى ضربة قوية على بطنه ليسقط أرضا متألما ومع تحمله ذلك الالم أصر على قراره : افعل ما تريد بي أنا انسحب لن أكون معكم
فكاد يركله مجددا لولا الصوت الغاضب الذي ذوى من أعلى الدرج : ابتعد عنه اخبرك أنه لا يريد هذا ما يجب أن تفهمه
كأن هذا ما كان ينتظره ليعود لعقله
...... اصيل ....
كنت غبيا بمجيئي أصلا ذلك الصغير لم يتغير وقف بآخر الدرج يصرخ بغضب كالاحمق وحده
لا أعرف إن كان يجب أن أكون سعيدا لهذا فلطالم كان يقف هكذا بوجه ابي رغم معرفته أنه سيضرب أيضا في النهاية
ابتعدت عن طريقك وها انت تعود مجددا مع أني لم اطلب
ضياء سأعتمد عليك هذه المرة
...........
من الوضح ما سيأول له الوضع .. قد كشف أمرهم بسبب خروج هشام المفاجئ لكن هل يُلام واخوه في خطر أمام عينيه .. فكيف سيخرون من هذا الموقف؟ وماذا يقصد بهاء برسالته وبذلك التحدي؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top