* يجب ان تكرهني *

تحمل قراراتك مهما كانت صعبة
*********

حل الصباح و على غير العادة استيقظ باكرا جهز نفسه و بقي ينظر من نافذته ينتظر خروج بهاء 〞هل سينتظرني اليوم.. سيبتعد ام سيكون صديقا فقط〝لكن لا وجود لبهاء ؛ نزل للمطبخ ليفطر فتقدمت والدته عنده بقلق تسأل عن حاله : ضياء ليس عليك الذهاب للمدرسة

حاول إطمئنانها بابتسامته المعتادة : كل شيء بخير ساعود ان تعبت لا تقلقي امي

و مع ذلك ترجاها كثيراً ليذهب للمدرسة كما لم يفعل من قبل ؛ و هكذا خرج و صعد طريقه وحده 〞ابتعاده احسن لكن اعتدت ان يسير بجانبي كل يوم〝و صل للمدرسة و قد اعتذر الف مرة لبهاء في نفسه لكن لم يلتقه لحد و لا يعرف ما قد يقول لو رآه اصلا ؛ دخل الحجرة و لم يجده بعد بل بدأت الحصة و سجل اسمه بالغياب !!

وقف بعض التلاميذ امام النافذة خلفه بين الحصص ينتظرون الاستاذ :هههه ايدرس معنا شخص باسم بهاء
-هو الشخص الجديد في بداية السنة
-اقصد انه منعزل جدا ..لا اراه في الساحة و لم يعاقَب من قبل لا احد يعرفه
-اتمزح او نسيت ما فعل ضياء يوم كسر الزجاج .. و خرج معه بعد الحصة يوم احرج الاستاذة باجاباته رغم انه كان نائما
-هو لا يحدث غيره اذا .. يبدو غريب الاطوار وهادئا جدا كانه لا يريد لاحد ان يلاحظه
-حسنا لا تهتم لحضوره او غيابه لما نتحدث عنه اساسا
-سيبقى .. لاشيء هو ..

تقطعت كلماته بسبب منظر العينين التي تثبثت به ينتظران ما سيكمل فتجمد مكانه تلقائيا فالتفت الاخرون لما اوقفه ليعلو صوت غاضب : حين تتحدثون عن احد تأكدو انه لا يسمعكم

بتوتر رد عليه فلا يريد التعامل معه : ضياء .. لم نقل شيئاً سيئا عنك

تقدم ليقف معهم :اقصد بهاء

فتنفس جميع الصعداء فحسب معرفتهم به فضياء لم يدافع عن احد من قبل عدى بهاء لكن في نهاية بهاء ليس هنا ليتشاجر : نحن لا نعرفه حقا لم يتحدث مع احد من قبل و لم نرد ازعاجه بما انه يفضل عزلته

و مع تلك الراحة نسوا أنفسهم ليرد احدهم : ههه لا اعرف كيف صادقته و هو هكذا .. هل يجيد الحديث اصلا ههه

كل ما يجيده الجميع هو اثارة غضب ضياء فقبض على قميصه مباشرةً بعد كلامه ؛ القوة اللغة الوحدة التي يجيدها ضياء كما هو معروف عندهم :اعد ما قلت اذا لم ترد ان تموت

تزامن كلامه مع دخول الاستاذ ليجد الفتى مهربا من يدي ضياء : حسنا لا شيء هو صديقك فهمنا .. اتى الاستاذ لنعد مقاعدنا

تم انقاذهم فعاد لمكانه يفكر بكلامهم و نظرتهم لبهاء〞عزلته انتهت انتم لم تعرفوه من قبل〝فكر ان يحدثه عندما يعود للمنزل فقد شعر ببعض الذنب لما قاله مضت الحصة و عينيه لم تفارق مقعد بهاء الفارغ
.........
دق الجرس فاسرعت بالخروج من حجرتها متجهة لحجرة رائد فلا احد غيره قد يساعدها ، وقفت امام مقعده منادية عليه فرد كعادته مستعدا لاي طلب منها : اهلا امل هل تحتاجين أي شيء
دون مقدمات قالت :بهاء غائب و ضياء جالس وحده

ضحك على قلقها :وما الذي يزعجك

رغم كل محاولاتها لايقاف فضولها لم تستطع فاكملت :لما غاب و لا يجب ان يبقى ضياء وحده .. انهض ارجوك

وافق ببساطة ليلتفت لصديقه بعد ان خرجت امل : امجد تعال لن نخرج لنذهب و نرى ضياء

انزعج من موضوع ضياء الذي يذهب عنده كل فترة و يتركه ينتظر حتى لا يحدث شجار بينهما اما الان فيطلب ان يذهب معه تنهد فلا شيء يوقف صديقه العنيد مهما قال فنهض معه ثم انتبه لموضوع مختلف و هما يسيران برواق فأخذ يمازحه بمكر : هاي رائد ما قصة امل التي تحدثك كثير هذه الايام .. بالاصل تملكان نفس العيون و هي متفوقة مثلك .. هيا اعترف هل سيحدث ما يريد الجميع رؤيته

التفت له مبتسما : الجميع غيرك ههه و الامر سر بيننا

اولا ضياء و الان امل كم سرا يحمله رائد بجعبته ؛ دون اكتراث رد : فلتمت من يهتم لك !

دخلا الحجرة ليوقفا حديثهما بسبب منظر ضياء الذي يسند راسه لنافدة و الكآبة حوله فرفع رائد صوته ليخرجه من تلك الحالة : هناك شخص يجلس وحده هنا

التفت مرحبا بهما فتقدما ليجلسا قربه بالمقاعد الاخيرة فسأل رائد عن ما جاء لاجله مباشرةً : من الغريب رؤيتك بدون بهاء لما غاب او انه مريض

انزل ضياء راسه مجيبا :لا اعرف لم التقه اليوم
رائد: هاا ومابك كنت شاردا

و طبعا امجد لن يترك فرصة ليسخر منه :يريد بهاء معه هههه لقد افتقده

لم يضحك ضياء فتفكيره مشوش كليا فلا يعقل ان لا احد يعرف بهاء على الاقل هما : رائد امجد تعرفان بهاء صحيح

استغرب امجد ذلك :مابك ههه هو صديقك اليس كذلك

وافق رائد على كلامه اما ضياء كاد يجن حقا : تعرفان اي شيء اخر .. اي شيء

جاهد رائد ليجمع معلوماته و يجيب : يسكن جوار منزلك .. جديد باول السنة.. يجيد اللعب و يدرس معك في المكتبة احيانا .. يجلس بالمقعد الذي قبلك

قاطعه ضياء:كل هذا متعلق بي ايضا تحدث عنه فقط

رد امجد :امم لم يكن يبالي بشيء غيرك يوم لعبنا بقاعة الرياضة

فاكمل رائد : نعم لم يكن مهتما الا اذا تحدثت .. اصلا انتما معا طول الوقت لو التقيناه من قبل فانت تعرف

هنا ينتبه ضياء لصمت بهاء المريب كلما التقى رائد :انتما لا تمزحان .. حسنا بصراحة مارايكما به و بتصرفاته قولا اي شيء لن انزعج

هنا توتر رائد فكيف سيخبره ان بهاء يتجاهله كليا بل لا يطيق حتى مصافحته او الابتسام بوجهه على الاقل : حسنا .. هو هادئ جدا .. رده فقط مختلف .. طريقته بالحديث معك ليست نفس طريقته معنا لا اعرف ان كان مزاحا او ماذا ..

فهم امجد ما يحاول رائد قوله فقطع فتوتر فالواضح انه لا يملك ما يقول فوق كلامه : المهم لمَ تسأل كل هذا هل حدث شيء بينكما

ضياء: لا شيء مهم .. على العموم شكرا لكما

تنفس رائد الصعداء اخيرا فقد انتهى الحديث دون ان يجرح ضياء : حسنا نحن هنا ان احتجتنا .. و اخر شيء بهاء حقا يهتم لامرك .. لا تقلق
-حسنا

ودعاه بعدها ليعود ضياء لافكاره و الان فقط لاحظ ان لا احد يعرفه مثله 〞يكره العالم الذي ابعد اخاه عنه .. لا يعامل احد اهذا ماقصد وفي النهاية قال ان لا دخل لي بالجميع .. ماحاول قوله امس .. حاول ان يفهم لمَ انا .. حقا لمَ انا؟〝تشوش تفكير ضياء مجددا فأيّ شخصية كان يعامل طول الوقت
...........
اقتربتْ منه بعد ان دق الجرس و لا تعرف ما اصابه فقد كان هادئا طول الحصة و الان يبدو انه لن ينزل للغداء ايضا : ضياء ههه تبدو متضايقا ما الذي يشغل تفكيرك

رفع رأسه ليجد أستاذ الفزياء و يبتسم اخيرا : بهاء غائب و الجميع اكتشف وجوده اليوم و انا حقا لا افهم ما يحدث
- هو هادئ جدا لهذا
-هادئ حقا لكن لا يعني ان من حولنا بالكاد يعرفون اسمه هذا ليس هدوءا
-حسنا انه لا يهتم لاحد هنا غيرك هههه
-حتى رائد قال ذلك
-امم بهاء يواجه مشكلة ما و انت من يقف معه اليس كذلك

اخفض رأسه بيأس : لا اظن اني ساقف مع احد مجددا ما كان عليَّ فعل هذا
-اذا حدث شيء بينكما ايمكنني المساعدة
-اسف هكذا انت ستعرفين عن حياة بهاء و هو لا يريد ذلك على ما يبدو
-حسنا اذا اسمع مهما كان مايحدث بينكما خسارة شخص يحبك كبهاء لن يحل شيئا ربما هو ينتظرك
-امم شكرا لاهتمامك و اسف يجب ان انزل الان
-حسنا

خرج ليتجه للمطعم وحده 〞يحب لهذا بدأت يجب ان يبتعد〝
...........
في ذلك الحين اتجهتْ مجددا نحو حجرته : رائد هل عرفت شيئا
-هو لا يعرف سبب غيابه و كان يفكر بطريقة غريبة
-بماذا
-كان يسأل عن بهاء وتصرفاته .. امل ماذا تعرفين عن بهاء
-ههه ماتعرفونه
-امل تحدثي اعرف انك تراقبينهما طوال الوقت لا تقلقِ سرك محفوظ هههه
-حسنا اظنك لاحظت ان بهاء لا يحدث احد غير ضياء
-امم هو صديقه الوحيد
-قريبا ستخجل كلمة الصداقة من علاقتهما
-ماذا تقصدين
-هما رائعان حقااا بالنسبة لبهاء هو لطيف جدا مع ضياء ويخاف عليه كثيرا و يتبعه لاي مكان
-نعم !!

-مالا نعرفه هو لما يفعل هذا ببساطة توجد مشكلة خلف تصرفاته .. مشكلة يعرفها ضياء و يحاول حلها هذا ماجعل ضياء يتعلق به و يريد مساعدته وفي نفس الوقت بهاء سعيد معه مهما كان سوء مشكلته لكنه يريد الابقاء مع ضياء .. من اجل هذا هو يدرسه طول الوقت لينجحا معا و بالنسبة لنتيجته العام الماضي مؤكد ان لها علاقة بمشكلته لكنه ذكي حقا .. بصراح لو نعرفه حقا كضياء فلا يمكننا كرهه رغم اني ربما اكثر شخص يعامله بلا مبالاة

اخد رائد يصفق ضاحكا : ستتفوقين على المخابرات العالمية

ضحكت من ذلك لتضيف : علاقتهما صادقة لا يهتمان لشيء غير بعض .. في عصر المصالح هذا هو يريد البقاء معه بلا سبب
-حسنا لو سمع ضياء كلامك لارتاح كان متضايقا هههه
-لا يحتاجني هو بحاجة بهاء معه فقط
..............
انتهى اسوء يوم ممل قضاه بحياته فرغم كل ذلك التضارب في افكاره هو افتقد وجوده حقا لحظات من سيره تجاه باب الخروج ليسمع صوت يعرفه : هذا انت ههه انتبه لطريقك الباب من هنا

التفت حوله لينتبه انه يسير بالطريق الخاطئ فاكمل الحارس : انت وحدك اين صديقك المزعج

و كأنه ينقص شخص ليسيء له : هو ليس مزعجا انت لا تعرفه

ضحك الحرس على دفاعه مجددا عن صديقه: رغم اني لم افهم كيف تتعامل معه لكنه كان لطيفا معك وقلقا عليك.. هل هو غائب ام خرج قبلك

تلك الكلمات اعادت ماحدث لعقله يومها فقال بغرابة : لستُ كذلك

لم يفهم الحارس قصده فالتفت له : اا اقصد غائب .. هه حسنا ساذهب وداعا

عاد لطريقه و كلام الجميع يدور برأسه فهل هو من لا يعرف بهاء او هم 〞لستَ لطيفا ؟ ظننت انك كنت قلقا على يدي فقط〝؛ ببساطة ضياء لا يريد ان يؤذيه ؛ لا يريده ان يبتعد و في نفس الوقت لا يعرف كيف يشرح ذلك〞بهاء اسف〝
...............
جالس على السرير ؛ يضم ساقيه لصدره وسط ظلام غرفته ؛〞لؤي انا اسف لم يسمعني كالجميع〝؛ قبض على يديه اكثر ؛〞لؤي ماقلته خاطئ اذا ساتعلم من اخطائك كالعادة〝؛ مع تلك الكلمات ارتجف جسمه كأن عاصفة جليد هبت عليه 〞لم يتغير شيء اكره الجميع〝،  و انغمس بذلك الظلام اكثر

******
هذه نظرت الجميع لبهاء ..
******
.................
فتح عينيه على صباح جديد و سؤال واحد يراوده هل سيراه اليوم ؛ نهض ليجهز نفسه و يقف قرب الباب بانتظار خروج الاخر و ما ان شعر ان بابهم فتح ؛ عاد للداخل و تظاهر بالخروج بعده فالتقت عيناهما و هو مار بجانب منزل ضياء لينادي عليه : بهاء

انزل رأسه ليحدق بالارض : لم اكن انتظرك خرجت قبل لحظات

بدا التعب على وجهه لم يعرف ضياء ما يقول او كيف سيحدثه بشكل طبيعي : انت بخير

-امم..يمكننا الذهاب للمدرسة معا صحيح

استراح ضميره قليلا ليوافق فسارا بجانب بعض كالعادة : اسف لاني لم اراك امس

بصراحة اجابه : لاعليك ..لم تجد عذرا لذلك .. و اعتبر اني لم اقل شيئاً على السطح

ترجى ضياء نفسه ان يعتذر عما حدث لكن تعابير بهاء منعته فيبدو انه نسى القصة تماما ؛ واصلا طريقهما بصمت لم يسبق له مثيل

رغم التفكير العميق الذي لم يخرج منه بهاء لم يفهم شيئا فقط اختار كما طلب منه 〞صديق فقط .. جار ..تظاهر ابتسم كما تريد .. لاتبتعد فقط〝
.........
قرب المدرسة وقف رائد بعدما لمحهما يقتربان فأراد ان يسأل عن حالهما : اخيرا اتى بهاء .. كيف حال..

لم يكمل جملته ليمر بهاء وكأنه لم يره اصلا ؛ رغم تجاهله الواضح كان على الاقل يقف معهم حتى لو رد ب ~امم~ فما به الان ؛ التفت لضياء فوجده مرتبكا لما حدث حاول رائد ان يفهم فهذه اول مرة يكمل طريقه تاركا ضياء خلفه : ضياء حقا هل حدث شيء بينكما

اخذ ضياء يده لكتفه معتذرا مكان بهاء ثم اضاف : لا عليك سألحق به اسف مجددا

اسرع ضياء بطريق و عيني رائد لم تفارقه حتى وقف صديقه الذي كان يشاهد من بعيد : و الان لا هو و لا صديقه يريدان الحديث معك متى تفهم نفسك و تبتعد

فرد و هو مصر : ليس بعد ان افهمه
.........
جلس بمقعده بعد ان بحث كثيرا عنه دون فائده فقد اختفى من امامه فجأة ؛ لحظات دخل و اتجه لمقده و جلس بهدوء دون ان يحدثه احد 〞اين ذهب .. و لما غاب امس اااه لا استطيع سؤاله〝مرت الحصتين دون ان يلتفت له و لو لمرة واحد 〞مابه هل يحاول ازعاجي .. استحق هذا اعرف〝 لكنه لاحظ شيئا غريباً فيه فهو يمسك رأسه محاولا التركيز بالكتابة ؛ وقت الراحة لم يستطع منع نفسه وقف امام مقعده : بهاء انت بخير
-امم

مد يده محاولا لمس رأسه : لكن راسك

فابعد الاخر يده قبل ذلك دون ان يلتفت له فببساطة〞لست لؤي و لا تريد ان تكون فلا تفعل مثله〝فقال بانزعاج : لا تفعل هذا مجددا ولا تهتم

لم يسبق و حدث هذا فبهاء يبتسم كلما لمس الاخر رأسه رغم انه يبعد يده كل مره فابتعد قليلا : حسنا .. يمكننا احضار دواء من العيادة
-قلت لا تهتم الا تسمع

لم تنتهِ صدمته ليلتفت بهاء له اخيرا بابتسامة سخيفة : الامتحان اليوم هل درست شيئا امس

بل نسى امره تماما : لا

ادار كرسيه لطاولة ضياء بعد ان خرج الجميع عدى امل التي لا يهتم بوجودها كالمعتاد : اجلس لنراجع قليلا

هنا توقف عقل ضياء عن العمل يتجاهله اولا ثم لندرس معا ؟ 〞مابه〝؛ جلس مكانه ليراجعا كالعادة لكن لا فائد فعقله ليس حاضرا معه: ان كان رأسك يؤلم فلا تجبر نفسك على الاحتمال
-امم يجب ان ننجح .. سندرس ايضا بعد الغداء لدينا بعض وقت

قَلِقٌ كالعادة على نتائج ضياء دون مقدمات سأله : لن اسأل على غيابك لانك لن تجيب طبعا لكن عندما غبت اتضح اني الوحيد الذي تحدثه لماذا؟

التفت للنافذة غير مهتم بحديثه : هاا اكتشفت ذلك الان
-لما لا تعاملني كالجميع
-ما اتضح حقا انك مثلهم

وقف بغضب من عدم اكتراثه لكلامه و رفع صوته : لست كذلك .. انا لم اطلب ان تدرسني .. اتفهم

ببساطة اجابه بما يفهمه حقا : لا .. مثلهم بدرجة عالية يرضيك هذا

هذه الردود تفقده عقله حقا و فوق تلك الصدمة تذكر كلامه ~صديق بدرجة عالية يرضيك هذا~ في هذه اللحظات بهاء غير قابل لنقاش بل و رفع رأسه محدقا بضياء : اجلس و توقف عن رفع صوتك كأني لا اسمعك و لندرس لم يبقَ وقت حتى تبدأ الحصة او .. لا فائدة من ذلك اصلا

اخذ دفتره و استدار لمقعده متجاهلا الموقف ببرود فجلس ضياء لا يعرف من يلوم نفسه او بهاء و شخصيته المفاجِئة ؛ قلبه او الحياة التي فرضت عليه هذا
............
انتهت الراحة و عاد الجميع ، بكل جرأة دخل فتى قوي البنية حيث كان جسده أضخم من زملائه و ربما يكون الأطول يمتلك ملامحا ما إن رأيتها حتى تعلم أنه إنسان مغتر بنفسه و يحب اختلاق المشاكل عيناه كأعين القطط المفترسة العسلية وسط بشرة بيضاء مع شامة بجانب عينه اليمنى ، و شعره مائل إلى الإحمرار اخد الاخرون يفتحون له المجال خوفا ليشق طريقه الى المقاعد الخلفية فوقف بجانب مقعد الشخص الذي جاء خصيصا لاجله و بصوت مسموع تحدث معه : هذا هو الشخص المجهول سمعت الكثير عنك هههه

التفت للنافذة ليتجاهله كالجميع و لاينقصه شخص جديد لكن ذلك مازاد اصرار الاخر على ازعاجه : هااا عندما اتحدث انظر بوجهي اتسمع

بقي صامتا يحدق للخارج لا يهتم لمن قد يكون و هذه الفكرة بالذات كادت تفقده اعصابه فلا احد فعل هذا قبله : انت اتجيد الكلام مثل البشر .. هل انت طبيعي ؟ .. ايها صنم تحرك

اكمل كلماته الاخير بمد يده له ليقبض على قميصه الا ان يدا امسكت معصمه بقوة 〞لا تلمس بهاء〝فقال :هااي انت اصبحت جريئا .. ابعد يدك بهدوء احسن

احتدت النظرات بينهما ليرد :ضياء ههه لا احد طلب رأيك

ابعد يده ليقف بينه و بين بهاء مدافعا عنه و بابتسامة ماكرة و عينين مثبتة بخصمه : اظنك اشتقت لمشاجرتي صحيح

وقف يقابله ساخرا من الوضع : الا يمكنه الدفاع عن نفسه مثلا .. ابتعد

ضيق من عينيه و هو مدرك انه بالحجرة حقا : ازعجتني الا يكفي هذا .. ستبدأ الحصة .. انقشع

ضحك قليلا فقد وجد ما يملأ به فراغه و مع ذلك اكمل ملتفتا للمجهول الذي خلفه : هذا من حظه سنكمل لاحقا ايها الكائن الغريب

علا صوت ضحكات الجميع فانزل ضياء رأسه يحاول تقبل فكرة ~انهم يضحكون على بهاء~ ؛ ضحك بسخرية لما يحدث ثم حدق به لثوان〞يضحكون بسببك〝؛ انقض على رقتبته ليخنقه في لحظة غير متوقعة ليلتفت الجميع له : اعد ما قلت لم اسمع جيدا

امسك يديه مقاوما و بصوت مخنوق: ضياء .. لا اقصدك هو..

ابقى يده مكانها و هو يزيد من شَدّه كل لحظة فالغضب يكاد يعميه قال بهدوء مشيرا برأسه لبهاء : اسمع و انتم جميعا ان كنتم لا تعرفونه

عاد بنظره ليحدق بهذا المتبجح الذي امامه و يرفع صوته بغضب جامح :فانتم تعرفونني جيدا اقتربوا منه و حسابكم معي لن اسمح لاحد بلمسه اتفهمون

غزا الصمت المكان ليلتفت الجميع لما كانوا يفعلون فدفعه بعيدا : عد لصفك او نكمل

طبعا هذا لن يمر على خير حدق به بعض الوقت مفكرا باختفائه الغريب فحقا كاد الجميع ينساه ثم استدار متناسيا الامر : من يهتم له

بعد ان غادر دخل الاستاذ فالتفت بابتسامة ليرى حال بهاء فقابله بعينين باردتين مع ابتسامه غبية مصطنعة و سؤال مفاجئ : هل الاصدقاء يفعلون هذا مثلا ؟ .. على اي حال شكرا .. لم يكن ضروريا

لم ينتظر حتى رده بل فتح دفاتر و التفت للاستاذ ؛ لم يهتم فقط فجلس ضياء مكانه و قد تم ازعاجه حقا

في هذه اللحظات كان شخص واحد من بين الجميع يبتسم فضياء لم يتشاجر من بداية السنة اما الان من اجل بهاء ؛ ارادت حقا ان تلتفت و تراهما بعد هذا لكن خافت من ردت فعله 〞ربما هدوء بهاء اثر عليه ههههه〝
...................
مع ذلك التجاهل نهض ضياء مباشرةً لينزل للمطعم بسرعة دون ان ينتظر رفض بهاء و ابتعاده او كلامه الغريب ؛ جلس بمكانهما المعتاد ولا شهية عنده لطعام و بعد وقت ليس بطويل وقف بجانبه يسأل : هل يمكنني الجلوس معك؟

هز برأسه موافقا فما معنى ما يفعله الان جلس كالعادة تناول طعامه بهدوء في صمت فما كان من ضياء سوى انتظاره كما يفعل دائما ليصدمه مجددا : ليس عليك انتظاري يمكنك الخروج بما انك انتهيت

وقف و هو على وشك ان يفقد اعصابه فلو كان اي شخص اخر لانهال عليه ضربا لم يكمل خطوته لتوقفه كلماته مجددا : نلتقي في الحجرة لنكمل المراجعة

ان كان يقصد ازعاجه فقد فعل ما يكفي و يزيد و ان كان سيعامله هكذا من الان فصاعدا 〞الاحسن ان ابتعد〝اسرع بطريقه للخارج و يكاد يختنق لو واجهه لو شاجره بل ليشتمه افضل من هذا !
..........
ألم رأسه لم يتوقف مند الصباح و احتماله يكاد ينفد و مع ذلك سيواصل حتى نهاية الامتحان على الاقل ؛ خرج من المطعم مفكرا بالذهاب لدورة المياه لغسل وجهه ربما يفيده ذلك لكن قطعت عيون صفراء طريقه محدقةً به مصرةً على الإزعاج : هاا الكائن الغريب مجددا صدفة جميلة

تجاهله ببساطة ليكمل طريقه فاهم قواعد اخيه〞لا يجب ان اشاجر احدا داخل المدرسة〝

قطع طريقه مجددا و بكلام ساخر اكمل : لا يمكنك الكلام .. اانت خائف الان ههه لم الاحظ كل هذا القصر هل نحن بنفس السنة حقا

بدا بهاء كفريسه ضعيفة بنظره لكن الخوف كان اخر ماقد يفكر به بلا مبالاة اجابه مشيرا لاذنه : كانني اسمع شيئا

مادخل هذا بهذا فرد باستغراب : ماذا?!

رفع عينيه للحظات ثم ابعدهما دون اكتراث ليصارحه : مجرد احمق امامي ظننته شيئا

ضحك ببساطة : اه اذا لست صنما من هو الاحمق هنا

بنفس البساطة اجابه :انت الا تعرف

جعل وجهه اقرب ليحدق بعينيه علّه يبدي اي تعبير على هذا الوجه الغريب : اقول لك مالا تعرف لقد تركك وحيدا و ذهب انت لا شيء بدونه ..

عَلا صوت من خلف بهاء لياخذ بيده و يقف بينهما : اتعرف حقا من الوحيد هنا

سرعان ما ابعد يده فلمَ قد يدافع عنه مجددا ؛ مع ذلك غضب ضياء لم يهدأ ليستعد لشجار حقيقي الان و الجيد انه تناسى ما يفعله بهاء و قرر انتظاره بالساحة: الم تفهم شيئا من قبل .. او تريد ان تموت وحسب

حدق به ليفهم شيئاً مذهلا فقاله و الغرور مع الكثير من الافكار الخبيثة اجتاحت دماغه :ثاني مرة .. ضياء اتحاول ان تكون بطلا بعينه ههههه هو مجرد صديق و ليس هاا ... تعرف ماذا

فهم ضياء قصده فتقدم ليدفعه مباشرة بعد كلامه :ماذا اعرف احمق .. تجرأ و انطق بذلك الغباء

تحمس الاخر فقد مضى الكثير على اخر شجار بينهما : اذا هكذا ستحمي ذلك مجهول غريب ههه ربما صمتي من قبل جعلك تغتر بنفسك سترى
ضياء : انا انتظر لن اتحرك ...

لم يكمل ضياء كلامه ليوقفه الشخص الذي لا يفهم لمَ مازال واقفا قربهما : مجرد صديق كلامه صحيح .. ليس عليك فعل هذا

اكمل طريقه لغسل وجهه غير مهتم بكليهما ؛ نظر له ضياء لتتغير ملامحه لحزن شديد فتاه محاولا فهمه لكن انفجر الاخر ضحكا قد وجد موضوعا مذهلا ليتسلى به : ماذا ههههه هل كسر قلبك الان اه تاثرت لن تسمح لاحد بلمسه هههههه افشلت في جعله يعجب بك ..

لحظات لينتبه لما يقوله فالتفت بظلمة عيونه لتشابه عيون مجرم خالية من الرحمة ؛ رمقه بتلك النظرة ليتسمر مكانه دون حراك : لا وقت عندي لك لكن اقطع طريقه مجددا .. فكر بشيء تجاهه مجددا بل ليمر وجهك بجانبي و سنتفق

ابتلع ريقه بعد ان اسرع بالحاق بذلك الغريب القصير لكن الاهم من كل هذا 〞اذا لقد اختفى خلف هدوءه .. لايهم .. احيانا الجلوس بهذه المدرسة يكون ممتعا〝اما تلك الفكرة التي اخذها لن تمحى من عقله
..........
اسرع ضياء بخطاه لاقرب دورة مياه فرأى بهاء صاعدا للحجرة و يبدو انه قد غسل وجهه فامسك يده يريد ان يعتذر بشدة عن كل شيء الا ان بهاء ابعد يده مجدداً و تلك التعابير على وجهه زادت الأمر سوءا ملامح لم يحدق بها لضياء يوما فكل شيء بالنسبة له اصبح بلا معنى بعض من تلك المشاعر التي حاول ان تنمو تحطه ببساطة ليتجاوزها كما توقع ضياء تماما : لا تلمسني .. و يمكنني حماية نفسي بنفسي .. لست بحاجتك .. هذا واضح

تلك الكلمات كان ذا وقع خاص على قلبه بدأ الألم بالتزايد ليذكره بما عليه فعله ؛ بهاء اكمل طريقه ليقف ضياء و يقبض على صدره〞ليس عليك ان تكون صديقا فقط بل يجب ان تكرهني لا حل اخر .. نعم ابتعد حتى النهاية〝فهل مجرد الصراخ في وجهه سيوقفه اي حماقة قد فعل من قبل
..........
دقّ الجرس ليعلن نهاية الامتحان ؛ الامتحان الاول الذي اجتازه بهاء بتوتر كبير خائف على نتيجة ضياء و يكتمل ذلك الخوف بعد ان أُخِذت ورقته ليلتفت لورقة ضياء و يجدها فارغة! ؛ لم يستطع تجاهل الموضوع ببساطة صحيح انهما لم يدرسا يوم امس لكن مما درسه بهاء من قبل و المراجعة بعد غداء اليوم كانت تكفي ليحل نصف الامتحان على الاكثر لكن ان يقدم ورقة فارغة كان اخر ما توقع ؛ خرج معظم من في الصف لراحة المساء ؛ وقف مستديرا له فسأل مباشرةً : ضياء مابك لم تكتب اي شيء حقا ؟

نظر لقلقه بلا مبالاة و هو جالس مكانه لتقلب الموازين : ماذا كنت تتوقع ان اصل اليكم ببساطة .. مستحيل

اصر على جوابه السابق و الاخر يفهم ما يقصد :انا لست مع احد

فرد بالحقيقة الواضحة : هاا عنادك هذا سينتهي يوما ما.. دائما ماكنت بجهتهم .. فلا داعي للتظاهر بالعكس

يتظاهر! ؛ بهاء صدم تماما مما سمعه رغم انه اخبره لما يفعل ذلك اخبره انه سيبقى معه فقط لكن الان : ما الذي تقوله..

وقف يصرخ بوجهه مجددا : قلت لك الكثير من الجهد لن ينفع لكنك لاتستمع الا لنفسك

تجاهل صراخه فاسوء ما توقعه يحدث فالفشل واقف بطريق ضياء ؛ رد بهدوء يحاول تشجيعه : ألم تقل سننجح معا.. هذا لاشيء .. سندرس مجددا لم ننتهي بعد .. ساعيد كل شيء من البداية

لكن اكمل صراخه دون اكتراث لكلماته : توقف عن الضحك على نفسك تعرف اني فاشل

عبس وجهه كليا هل ذلك ما كان يحدث دون ان ينتبه : ضياء المرة القادمة سننهي كل شيء بوقته .. لا تقلق سأجد طريقة افضل
-المرة القادمة !؟

عادت تلك العيون الزرقاء الحزينة و هو يحاول استيعاب ما يحدث لكنه فقط تائه ألم يكن هذا طلبه ان يكون مجرد صديق له ألم يترك الخيار بين يديه و قد فعل ما رآه صحيح حتى لا يرد طلب اخيه على الاقل : ضياء انا لن ابتعد

حدق بعينه رافضا اي كلمة قد يقولها ليعلو صوته مجددا : لن يبقى احد مع احد .. مكانك معهم .. لست بحاجتي على كل حال .. اتفهم

لم يحتمل بل ذلك اكثر من كافي خصوصاً بعد كل ما مر به اليوم الماضي ؛ رفع يده ليصفع ضياء الا ان دموعه سبقته لتتجمع بعيونه لقد تعب  تعب من كل شيء لدرجة انه لم يعد يتحكم بدموعه ؛ قبض على يده في الهواء مانعاً نفسه من ضربه و كابتا لدموعه و رغم كل ذلك لم يرفع صوته فقط قالها بحدة : ماذا الان ايضا لا يكفي ماقلت من قبل .. ان كان يناسبك ابتعادي فقل من البداية بدل جعلي اختار

استدار مباشرة ليخرج مسرعا لتكون النهاية ، فقد اعاد نفس الكلام الغبي مجددا كل ما حاول ايصاله من قبل 〞لا اريد ان انتمي لاي احد غيرك لما لاتفهم〝

********

😔😔😔😔 التعليق لكم .. كيف سيحل كل هذا ؟ ماذا يريد كلاهما ؟

اي شخصية يملكها بهاء و ما كل التصرفات و الى اين ستأول الامور

الشخصية الجديد احفظ ملامحه فستعود يوما ما (المتنمر)

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top