* معك فقط *

مرّ اسبوعين على تلك المباراة التي لم تغادر تفكير أمل خصوصا نظرات بهاء ؛ فحاولت مراقبتهما في الخفاء علها تفهم بهاء الذي يبدو هادئاً طول الوقت لم تعرف شيء عن حياته فقط ان ذلك الضياء يعرفه ؛ بل و يبعد اي شخص يتحدث معه كأنه بارد جدا دون ان يبالي بشيء الا اذا كان مع ضياء 〞 أفقط لانه صديقه ؟〝
و حين عودتها لمنزلها رأتهما يأخذان نفس الطريق مشيا 〞ربما منزلهما قريبان من بعض〝 ؛ كانت حياة امل تسير بملل كبير ؛ فهي وحيدة والديها و فوق ذلك كلاهما يعملان بمجال التعليم فتفوقها الدائم كان نتيجة تعبهما التي تتمنى دائما جعلهما أسعد بنتائجها ؛ ظروف عملهما لا تسمح لهم بالجلوسهم معها كثيرا حتى انهما لا يعودان بوقت الغداء بعض الاحيان و يتأخران حتى المساء ؛ فكانت تجلس بمكتبة المدراسة تراجع دروسها بدل البقاء وحدها بالمنزل و فوق هذا تحضر دروس خصوصية بعطلة الاسبوع ؛ تمنت لو يحدث تغيير طفيف على هذه الاحداث الروتينية ؛ تغيير كصديق صادق حقا ينهي وحشة وحدتها لكن كل من حولها وجوه مصطنعة جعلتها حذرة و سطحية بعلاقاتها ؛ هذا مطابق لوصف بهاء لحالها

في صباح اليوم التالي رأتهما مجددا قرب باب الحجرة مبتسمين لبعض فعادت لتحليلاتها فلا شيء تفعله باي حال ؛ الاول غريب وغامض جديد في الصف و الآخر أحمق و محرج طول الوقت و فوق ذلك ضياء الشخص الوحيد الذي لم يحدثها من اجل الدراسة مع انه اكثر من يحتاج المساعدة ؛ لم تفهم سر الانسجام الذي بينهما فقط يستمتعان معا دون اهتمام لاي شيء آخر

مرا بجانب مقعدها و هي تبتسم و في ذهنها أنهما مثل رائع للصداقة لكن ما صدمها هو نظرة بهاء و إحراج ضياء لينقلب وجهها ؛ ثوانٍ حتى ابتعدا لتخفي وجهها ضاحكةً في نفسها 〞جيد انه تمّ فصلنا عن الاولاد وقت المباريات فلا يمكنني ان أتوقع ما قد يحدث هههه〝
........

لاحظ ضياء نظرة بهاء الواضحة ناحية امل و رغم استغرابه ما يحدث لم يحاول ان يسأله خوفا من جوابه و هنا يقطع بهاء حبل افكاره بكلام لم يسبق و قاله احد له :عندما ننتهي سنبقى بمكتبة المدرسة .. الامتحانات الشهرية ستبدأ

دون اكتراث رد بكسل كالعادة :اااه لنأجلها لوقتها
-لن تنجح هكذا..لديك الكثير من الدروس عليك اعادتها
-حسنا كما تريد .. لكن امي ..
-اخبرتها امس عندما دخلت لا مهرب لك
-اه تخطط لكل شيء مسبقاً
-امم قلت من قبل ستفعل اكثر من مجرد محاولة .. حافظ على كلامك
-اه نعم من اجل عام اخر معا حسنااا
-ههه ستبدأ الحصص انتبه جيدا

ينتبه؟!
نعم لقد حاول كثيرا لكن دون جدوى ضياء لايفعل شيئا غير مراقبة بهاء الذي يحل كل مايطلب ؛ يركز جيدا و يفهم كل ما يقول الاستاذ ؛ هو كأي شخص مذهل ؛ فقط لا يريد لأحد ان يلاحظ ذلك ؛ اما هي فتكتب كل دروسها رغم انها اكثر من يجيب على اللوح ؛ كأنهما يعيشان في عالم مختلف كليا عن ضياء ؛ كيف يصل لهما الامر شبه مستحيل ؛ وضع رأسه على الطاولة مفكراً ان عناد بهاء سينتهي يوما ما و سيبتعد بمستواه كثيرا جدا ؛ ضحك محدثا نفسه 〞عام اخر ههه لما انسى كل شيء عند الحديث معك .. ربما ليس عليّ ازعاجك بتدريسي فالموضوع صعب و ربما لن اصل للنهاية فلاداعي لابدأ.. لن يحتاجني باي حال〝

لحظات لينتبه بهاء لجلوسه :هااا ألم نتفق على ان تنتبه
-امم
-اذا ارفع راسك و ركز

رغم ان بهاء يجلس قبله الا ان مراقبته لم تنتهِ ؛ رفع ضياء رأسه ليعود للجو الممل و هو متأكد ان كل ما قد يحدث سيكون بلا فائدة ؛ انتهت الحصص و بهاء متحمس للدراسة بالمكتبة ؛ دخلا هناك و خطط بهاء :سنحضر كتاب العام الماضي لمادة الرياضيات..و نلخص بعض الدروس التي نحتاجها .. ستأخذ يومين او ثلاثة ثم نبدأ بالمنهاج الجديد .. اما الفزياء و الكيمياء نتيجتك باختبار المستوى مقبولة لكن تحتاج الاساسيات ههههه ضياء لنعد العام الماضي باكمله
-كما تريد .. وضعت الخطط وانتهيت سنطبقها فقط
-نعم سأهتم بكل شيء اريدك ان تركز جيدا

من كلامه فثقته بضياء اكبر من ثقة ضياء بنفسه ؛ الى متى سيتحمله ؛ ذهب بهاء ليحضر الكتاب طالباً من ضياء ان يجد مكاناً مناسباً ليجلسا به لكن المكان بأكمله لا يناسبه لم يسبق و دخل ضياء المكتبة لا لدراسة و لا لشيء اخر ؛ تقدم بين الطاولات و هو مندهش من الجميع فلايحتاجون كل هذا الجهد لينجحو كل همهم المحافظة على مراكزهم او التقدم ؛ رأى طاولة فارغة بجانب النافدة فاقترب ليجد امل بالطاولة التي بجانبها ؛ استدار تلقائيا فلم يقصد ان يكون قربها لكن لا توجد غير تلك الطاولة فعاد ليجلس بارتباك بعد ان لمحته

عاد بهاء حاملا كتابا بيده و ما ان اقترب جهة ضياء لمحها تدرس بتركيز ففهم انه سيوجد من سيفقد تركيزه كليا ؛ ردت امل عليه بنظرة مماثلة ليزداد انزعاجه فضرب الكتاب على طاولة وهمه الوحيد هو دراسة ضياء ؛ قائلا : ان لم تركز ساقتلك .. اتفهم ؟!

ارتبك ضياء فهو حقا لا يعرف ما سيواجهه بل اول مرة يفقد بهاء هدوءه : ان كانت البداية هكذا فساموت حقا .. انا انسحب

تنهد بهاء فلا شيء يفعله غير الهدوء و ايجاد حل له :ههه ساكون لطيفا قدر مايمكن .. لم ادرّس احدا من قبل فتوقع اي شيء

تفهم ضياء ذلك ليجلس الآخر بجانبه و يبدأ بالدراسة ؛ كان الامر يشبه تدريس حجارة او حائط و فوقها تذمره الذي لا ينتهي و تركيزه المتشتت ضياء لم يفهم شيء من الدروس رغم انها دروس العام الماضي و طبعا كان هذا اخر ما توقعه بهاء لكن لم يستسلم حتى جعله يفهم بعض الاشياء لكن احياناً يفقد صوابه : احمق اين عقلك رابع مرة اعيدها .. الجواب بسيط مابك ركز معي

حاول ضياء تهدئته و هو فعلا لا يعرف ما يفعل :حسنا حسنا ارجوك اهدأ

تنهد الاخر و ليس بيده حيلة :هيا ضياء يمكنك حلها

-اشك في ذلك
-لا عليك ان تتأكد .. سأعيدها ان لزم الامر
-مضت ساعة باكملها لنتوقف
-لست من تقرر نصف ساعة اخرى ونعود .. اصلا هذا ما تقوله كل فترة فتوقف

امسك ضياء راسه ليضربه بالطاولة بخفة متذمرا : ااه كأني لم ادرس شيء في حياتي انا اسوء من السوء .. صدقني لا افهم كيف نجحت

رد بهاء بابتسامة ليشجعه : لا عليك اجتهد وحسب كما انها البداية لم ينتهي شيء

لكن تفكير ضياء لم يتغير فهو دائما مايشعر أن المتفوقين في عالم يستحيل ان ينتمي له و بهاء فرد منهم حقا ؛ نظر الاخر له ليرى الاستياء بعينيه : ربما علينا ان نعدود و نكمل غدا تبدو متعبا

-لا تهتم .. اسف انا من يتعبك
-هناك احمق يخبرني دوما ان لا اعتذر منه

رغم ان ضياء ضحك من مزاحه لكن مازال مصرّاً بنفسه ان لا جدوى لكل هذا ؛ وقفا ليخرجا فعاد ضياء لملاحظة امل 〞يبدو انها ستبقى لوقت اطول〝 ؛ اتفقا على العودة غدا لكن ضياء لا يريد و مع ذلك هز براس موافقا
.......
مضى اسبوع بلافائدة لم يتحسن ضياء و لو قليلا و مازالوا عالقين بدروس العام الماضي لمادة الرياضيات ؛ تنهد مستلقيا على السرير يفكر في كمية الازعاج التي سببها لبهاء و الوقت الذي اضاعه له متذكر تلك الكذبة الواضحة كما اعتقد فبهاء قال له صباحا ~مازال عندنا وقت تحسنت كثيرا فواصل~

على من كان يضحك فضياء يعرف نفسه ؛ لم يلتقيا طول المساء و بهاء طلب منه ان ينام باكرا ليجده نشيطا غدا يعني انهما لن يلتقيا بالسطح ايضا ؛ اكمل تحديقه بسقف غرفته و كل ما يجول بعقله انه مجرد عرقلة بطريق تقدم بهاء 〞عزلتك و انتهت ماذا تريد ايضا .. لا تحتاج ممثلين .. لكنك تشرح لي الدروس كما تفعل هي للاخرين اذا انا لا اختلف عنهم .. رغم اني لم اطلب .. فقط توقف وارح نفسك وارحني معك〝

كل هذه الافكار تسببت بضيق في صدر ضياء ؛ لم يستطع النوم فصعد السطح ليستنشق بعض الهواء ؛ استند على السياج الفاصل بين منزليهما مفكرا ببهاء مجددا محدقا بنجومه التي غطت الغيوم معظمها

مرت بضع دقائق ليسمع ضياء صوتا لفت انتباهها : احمق عرفت اني سأجدك هنا .. ماذا تفعل
-اا بهاء ألم تنم بعد
-هههه اتيت لأنزلك اتفقنا ان تنام باكرا ..حتى الجو بارد .. انزل بسرعة

ابتسم ضياء ليختفي كل ذلك الضيف في لحظات فالاكثر راحةً من هذا المكان هو رؤية بهاء فيه ؛ ودعه لينزل و يرتمي بسريره و ينام بسرعة
.........
في بؤرة مظلمة وجد ضياء نفسه يقف بها بحيرة لا يفقه ما يحدث ؛ نظر جيدا فعلم ان بهاء ايضا موجود لكنه بدأ بالمشي نحو الأمام ؛ حاول ضياء كثيرا ان يجعله ينتظر ليفهم ما يحدث لكن لم يجد رداً من بهاء بل تجاهله ؛ لحظات و اختفى من امامه ليبقى وحده ؛ و يعود مرافقا لحدة الظلام فقط ؛ حاول رفع رأسه فرأى رائد ؛ أمل ؛ بهاء ايضا معهم ؛ اتسعت عينا ضياء و انتابته قشعريرة كامل جسمه ؛ ثم صرخ بأعلى صوته :
بهاء .. بهاااء .. اتسمعني ؟!

نظر الجميع له نظرة حادة غريبة ثم استداروا متجاهلين صراحه ببرودة تامة : انتظر .. لاتذهب بهاء عد .. بهاء

اختفى بهاء مع الاخرين ليزداد الضلام حول ضياء الذي لا يفهم شيء ؛ لما تركه خلفه؟
لما هم بالقمة ؟
لما تجاهله هكذا ؟

بعد فترة نزل على ركبتيه ارضا مستسلما :لماذا .. لماذا لا احاول الوصول عنده ..
.......
دخلت والدة ضياء غرفته بعد ان لاحظت تأخره لتوقضه فبدى انزعاج على ملامحه ؛ تقدمت بسرعة عنده واضعة يدها على جانب وجهه : ضياء .. ضيااء استيقظ انت بخير ؟

جلس بفزع مكانه و انفاسه مضطربة لحظات و التفت لقلق والدته : م مما مابك ضياء ايؤلمك شيئ تحدث

حاول ان يبتسم مطمئنا والدته : امي ههه انا بخير اه كان حلم
-حقا .. كنت منزعجا كثيرا ماذا كان

فهم انه اخافها حقا فاقترب ليضمها فهي لن تهدأ غير هكذا ؛ اخدت يدها لتداعب خصلات شعره لكن الحقيقة غير ذلك فهو من يحاول ان يهدأ ؛ فأمان العالم مجتمع بهذا المكان حسب رايه ضحك قليلا بعد ان استراح قائلا : امي لا اريد ان اكبر على هذا

ابتسمت لتهدأ الفوض التي قامت بقلبها على ابنها مجيبةً :احمق مازلت صغيرا ههه حسنا هيا الان سياتي صديقك و تتأخران .. انت تبذل جهدا اكبر من العادة فانتبه لنفسك
-حاااضر امي

خرجت والدته لتجهز شيئا ياخد معه كافطار فالوقت لا يسمح ان يفطر بجانبها بعد وقت نادت عليه : بهاء في الخارج ينتظرك .. اسرع بالنزول

اسرع لنافدة مطلة على الشارع ليرى ابتسامة بهاء المعتادة كل صباح ليقول في قلق : بهاء سأتاخر قليلا لذلك يمكنك الذهاب

فرد بهاء بعد محاولات ضياء اقناعه بالذهاب : لن اتحرك حتى تخرج فاسرع
..........
و بسرعة لحقا بالحافة فجلسا بجانب بعض ليعتذر ضياء ثم اكمل : دائما أنت من ينتظرني كل صباح .. حتى قبل ان نعود للمدرسة كنت تنهض باكرا
-ههه لا تهتم
-ههه لؤي من علمك هذا
-امم لا يجب ان نتأخر

دخلا الى المدرسة قبل دقائق من اقفال الباب و اكملا للحجرة و الجيد ان اول حصة هي الفزياء فبتسم ضياء لها لتدخلهما ببساطة
..........
مضت نصف الحصة فتفاجأ ضياء من منظر بهاء و هو يضع رأسه على طاولة نائما بالنسبة له السبب واضح لقد سهر ليدرس حتى يعوض الوقت الذي يضيعه معه ؛ وضع ضياء رأسه على الطاولة ايضا ليعود ذلك الحلم لعقله فعلق في نفسه (رغم انه حلم لكنه واقعي جدا هم فعلا بالقمة حيث لا يمكنني الوصول لهم .. لايهم البقية لكن انت)

بعد هذا الشرود سمع صوت الاستاذة : انتما في الخلف ليس وقت النوم

رفع راسه بسرعة و هي تقترب منهما ؛ حاول ضرب كرسي بهاء عله يستيقظ لكن بلا جدوى ؛ وقفت الاستاذة بجانب مقد بهاء موبخةً له ظناً منها انه يعاند : أنت ! الا تسمع ام تريد ان تخرج ؟

نظر لها ضياء معتذرا مكانه ؛ كتفت الاستاذة يديها ناظرةً لضياء : حسنا ماذا نفعل لصديقك اذا ؟

حاول مجددا ضرب مقعده ليستيقظ اخيرا من نومه العميق و بكلام غير مبالي : ماذا..انا في الصف حقا ؟

بضحكة ممزاحة ردت الأستاذة:ماذا تظن نفسك تفعل هنا .. ان كنت تجيد النوم .. فارنا كيف ستحل الاسئلة .. الى اللوح حالا

وضعت القلم على طاولته ليرد دون اكتراث لمن تقف امامه : حسنا..ماذا تدرسون باي حال ؟

انه لايعي مايفعل ضحك ضياء من رده ثم توقف لان كل هذا بسببه اصلا ؛ صعد للوح و وقفت الاستاذة بجانب ضياء لتحدثه عن العقوبة التي سيتلقاها بهاء ان لم يحل ماطلبت فاعاد اعتذاره و شرح ما يحدث حسب وجهة نظره فتفهمت ذلك

عاد الانزعاج ليسيطر على بهاء لمَ الاستاذة واقفة لتحدث ضياء بدل ان تجلس مكانها اسرع بالحل ليعود مكانه و بعد دقائق انتهى ليضع القلم على المكتب عائدا دون استاذان فاوقفته الاستاذة ليزداد انزعاجه ، ادار وجهه للوح ينتظر من الاستاذة ان ترى حله فبدى واثقا باجابته

همست الاستاذة لضياء : اتصدق كل شيء صحيح او انه يمزح معي

ضياء يضحك لكن مزاج بهاء عكس ذلك : يمكنني العودة لمقعدي الان

رفضت الاستاذة لتعود امل لملاحظة هذا الكائن الغريب فقالت بصوت مسموع : كل الاجوبة صحيحة

رد بهاء بنظرته المعتادة لامل : هل طلب احد رأيك ؟

ابعدت امل وجها لا تفهم لما يعاملها هكذا و قد تخطى الغرور بمراحل ؛ في ذلك الحين اكملت الاستاذة نقاشها مع ضياء ليبتسم فلا حاجة لمعاقبة بهاء ؛ كان ذلك ماسيحدث لو لم يرفع صوته قليلا موجها كلامه للاستاذة : امازال شيء لافعله او اعود للمرة الالف

فاكملت ببساطة مع ضياء : اسفة هو من يريد ان يعاقب لا دخل لي

التفت لبهاء فقالت : بما انك تريد اكمل مابعده

لاحظ بهاء محاولة الاستاذة لازعاجه فعادة للكتابة على اللوح لكن بطريقة مختلفة

بعد لحظات علا صوت تذمر الطلاب : نحن لا نرى شيئا .. كتابتك صغيرة جدا !

اضافت الاستاذة : كتابتك حقا صغيرة لا يمكننا قرائتها من الخلف

بلا مبالاة اعطاها بهاء الحل :يمكنك الجلوس بمكتبك سترين كل شيء

فسألت عن ضياء لكن الحل موجود ايضا سيعيدها له عندما ينتهي ؛ اما البقية فلا يهتم لامرهم ؛ لم تجد الاستاذة فرصة للمناقشة فهو مصر على مايفعل تقدمت لتجلس بمكتبها محدثةً بهاء : اكمل ابداعك اللوح لك اشرح الدرس اتعرف كل اجوبتك صحيحة لكن شرحك ممل

ببساطة قطع بهاء سخريتها و هو يكتب اخر سطر :كل شيئ مكتوب مع الشرح لا يحتاجون ان اتحدث

-اهاا تبدو ذكيا

انهى كتابته ليستدير واضعا القلم على مكتبها : سأتوقف هي حصتك باي حال

-حسنا لتعد و لا تنم مجددا
-امم
-لا توجد اسف
-امم
-يعني لن تعتذر متاكد ان ضياء صديقك
-الحصة ستنتهي
-اكمل كل تمارين الموجودة على هذه صفحة احتاجها غدا
-فقط !
-حسنا فقط هههه او اضيف
-سأحلها
-ههه عد لمكانك أنقذك عقلك و أحضر ما طلبت غدا
-امم

وقاحة بهاء كانت واضحة و الاستاذة سامحته من اجل ضياء اولا فبالكاد وجدته مع شخص ما لتبعده عنه ؛ تنهدت مفكرةً بتصرفاته التي لم تجد لها تفسيرا انتهت الحصة فحاولت ان تنادي ضياء لتستفسر لكن يبدو انه لم يسمعها بسبب بعض الطلاب الذين التفو حول بهاء ؛ كأن هذا ما ينقصه ؛ الجميع مندهش لاحراجه الاستاذة بتلك الطريقة لكنه في اسوء حالاته و تنهال عليه الاسئلة :

-اكنت نائما حقا؟
-هل حللت التمارين من قبل؟
-كيف حللته انا لم افهمه جيدا؟

رده لم يتغير ف~اممم~ لها استعمالات كثيرة ؛ لام نفسه كثيرا متمنيا توقف الفوضى التي حوله لكن لم يكن بيده حل غير الاجابة حتى لا يطرد ؛ صمت البعض ليسمع اجاباته منتظرين شرحا لما كان يكتب فسمع نداء الاستاذة

وقف ضياء ملبيا النداء ناظرا لاختفاء بهاء بينهم ؛ فهل حقا بهاء يكره هذا فهو (ليس كشخص لا يطيقه احد) ؛ طبعا قد قصد نفسه بذلك فجأة اخذ احدهم يده ليخرجه إلى رواق متعمدا ان يبعده عن الاستاذة مجددا ؛ كان بهاء يتنفس بصعوبة بعدما تجاهل كل شيء و اخرج ضياء

لم ينزعج ضياء من تصرفه ليس و كأنه اراد البقاء هناك اصلا سأله ببساطة : بهاء كنت نائما هل انت بخير ؟

نعم هذا هو الفرق بين ضياء و الجميع بالنسبة لبهاء فابتسم مجيبا : امم بخير فقط اريد غسل وجهي .. فعلت بعض الاشياء المهمة امس .. لم انم جيدا

تبعه لدورة المياه غسل وجهه كما قال و عادا بطريقهما للحجرة و بعد ان تأكد انه بخير حقا اراد ان يفهم سبب تحديه الواضح للاستاذة : كان يمكنك الاعتذار ببساطة بدل كل ذلك
-اسف
-اخخ لا اقصد انا بل هي
-حللت ما طلبت يكفيها ذلك

بهاء غير قابل للنقاش تماما ضحك ضياء ليعود نفس الموقف السابق بهاء تحدث من تلقاء نفسه : في الحقيقة وجدت وقتا لاحضر درس اليوم توقعت ان انام .. اذا تعبت فانام فورا باي مكان

-ههه انت مدهش .. اذا ستحل ما طلب
-امم و انا بهاء

فكر ضياء بانه لايمكن ان يكون مثله ؛ ليس حسدا او غيرة بل خوفا من ان يتحقق ذلك الحلم و يبتعد عنه ؛ انتهت الحصص فظن انه سيعود مباشرةً للمنزل فقد كان متعبا صباحا لكن بهاء أصرّ ان يدرسوا بالمكتبة و تلك الكلمات بالذات جعلت ضياء يستسلم له : لم تكن الدراسة ممتعة قبل هذه الايام

- اتمزح ما الممتع في اعادة دروس تعرفها مسبقا .. حقا لا افهمك
-لا اعرف

دخلا المكتبة ليلاحظ بهاء عدم اكتراث ضياء بامل التي تراقب دخولهما كالعادة ناظرةً لبهاء بانزعاج ؛ لكن ان لا يلاحظ ضياء ذلك امر غريب ؟

بعد مدة قصيرة دخل رائد و قد رآهما فأكمل طريقه ليرى احوال ضياء : ضياء بهاء مرحبا اتدرسان من اجل الاختبارات القادمة

انتظر من ضياء ان يرد الا انه هز براسه موافقا وحسب دون ان يقول بهاء شيئا ففهم رائد نفسه : حسنا لن ازعجكما تبدو مركزا جدا ضياء

و كأن ضياء يحاول تقليد بهاء ب~امم~ تلك ؛ ضحك رائد على وضعه فقد تم تجاهله تماما : ساكون هنا ان احتجتما لشيء ههه

لم يهتم ضياء لامل و رائد لكن بهاء شيء مختلف ؛ اكمل رائد طريقه ليلتقي امل فجلس ببساطة يدرس معها فقد اعتادا ان ينافسا بعض العام الماضي لكن افترقا هذه السنة ؛ لم يستطع ضياء كتمان ما يشعر به فقطع شرح بهاء مشيرا برأسه لهما : بهاء لما لا تدرس معهما
-لا اريد
-لما
-ماذا عنك .. اتريدني ان اكون معهم
-لا اعرف .. لكن سيكون افضل من اعادة الدروس معي

اخد بهاء ورقة ملاحظات ليكتب بعض الكلمات في صمت ثم بسرعة الصقها بجبهة ضياء عله يبعد هذه الفكرة التي يستحيل لبهاء فعلها فضحك الاخر قبل ان ينزعها : الملاحظات توضع في الاوراق و ليس على جبهتي

فكان الرد سريعا : عندما يتغابى احدهم يجب ان نعالجه بسرعة

نزعها ليرى الملاحظة فاتسعت عيناه بدهشة متذكرا ما وعد به ~انت لا تحاول حتى~ هذا ما كتب ؛ وضع ضياء رأسه على الطاولة بملل ليخرج ما بصدره : صراحةً افكر ان المسافة بيني و بينكم بعيدة جدا .. حتى الكثير من الجهد لن ينفع .. لا فائدة من كل هذا

-هذا مايشغل بالك طول الوقت
-نعم

بنظرة حادة انتبه بهاء لما قاله ضياء فاكمل : لحظة من تقصد ببينكم

-انت امل و رائد و من مثلكم

و كاول مرة نظر بهاء بعينيه مباشرة معبر عن انزعاجه من كلمة : لما تضعني معهم

ابتسم ضياء ليواجهه بالحقيقة : تعرف حتى لو نتائجك عادية لكنك متفوق فعلا

بهاء فعلا لا يهتم بكل هذا بالكاد قبل ان يتحدث مع ضياء حتى يتقبل كلامه فاخذ يكتب ملاحظة اخرى ليعلقها على جبهته ربما يفهمه الان

نزعها مجددا ههه و ماكتب ~معك فقط~ جعله يرفع راسه متفاجئا ليجد ابتسامة مشرقة امامه فقال بهاء : متى وضعنا المستوى تصنيفا .. سنكون معا لاتفكر بشيء غير هذا .. ولا تنسى وعدك

اخفض ضياء رأسه محرجا لسماع كلام مشجع كهذا لتكتمل اللحظة بخطة بهاء : انظر وضعت ملخصات امس و فكرت مطولاً بطريقة للشرح .. مع بحث عن بعض التمارين الجيدة .. انا المخطئ هنا لا اعرف كيف اشرح فلم اجرب هذا من قبل .. لكن اظن ان الطريقة الجديدة ستفلح

بهاء يلوم نفسه بل الغبي الذي امامه هو المخطئ فعلا فانتبه اخيرا : اهذه الاشياء المهمة التي سهرت معها

-نعم امم استعملت دفاتري القديمة و اخدت كل ما نحتاجه
-يعني لم تكن تدرس بل ..
-امم سنفعلها باي طريقة اريدك ان تنجح لاتفكر بأي شيء اخر اتفقنا

تاه ضياء بافكاره ؛ بهاء لم يمل منه ؛ مازال يحاول من اجل وعد لم يقطعه ؛ من اجل عام اخر معا ؛ يظنه سيبتعد لكنه يحاول الاقتراب بجهد كبير و ضياء من يبتعد دون ان يلاحظ ؛ عاد اصراره اخيرا عليه تحقيق وعده على الاقل فضحك عل نفسه : كنت احمقا بالفعل

و ياتي القصف : لاشيء جديد في هذا .. حسنا هل من شيء اخر يضايقك غير تفكيرك

بتوتر اجاب محاولا عدم ازعاجه اكثر : الايمكن الدراسة بمكان اخر
-الا تعجبك المكتبة
- نعم
-ههه حقاا ولا انا يمكننا ان نخرج اذا

اخيرا انتبه بأن المكان مزدحم حوله و بهاء يكره الضيق و فوضى الجميع و مع ذلك بقى طول الاسبوع فاي غبي كان يدرس

لم يفهم بهاء بعد سبب تجاهل ضياء لهما فمراقبة امل كانت واضحة خصوصا اليوم فكأنها تريد ان تفهم سبب خروجهما المبكر ؛ المهم هل يجب على بهاء ان يكون سعيدا بهذا الوضع ؟
............

بعد ان اتفقى على الدراسة بالسطح صعدا ليلا هناك فانارا المكان و اول ماسال ضياء عنه : هل نمت مساءا كما اتفقنا ؟

في الحقيقة ~امم~ لا تعني شيئا اي انه لم اكذب تماما فلا يمكنه النوم مساءا لكن ان قال العكس لن يبقى ضياء معه ؛ اما ضياء فكان متحمس لدراسة كما لم يحدث من قبل وضعا غطاءا على كتفيهما لان الجو بارد قليلا و اخد بهاء بشرح خطته : ساشرح لك درس ثم احل اسئلة متعلقة بدرس مع الشرح وانت تتعلم طريقة الحل ثم تعيد نفس الاسئلة حتى تجيدها .. و من المفترض انك ستتمكن من حل اي شيئ مشابه

احتاج تطبيق الخطة بعض الوقت مع تركيز ضياء المفاجئ فتقدم بسرعة اكبر فلاوجه لمقارنة هذا المكان بالمكتبة اصلا و هكذا مضت ثلاث ساعات بهدوء بعيدا عن فوضى الجميع و بعد كل هذا وضع بهاء ورقت اسئلة امام ضياء قائلا : يمكنك اعادة اختبار المستوى الان
-هذا مرعب ..
-هيا يمكنك فعلها ههه اكثر من مجرد محاولة هذا كل ما اريده
-لكن لا تنزعج مهما كانت النتيجة

ابتسم بهاء موافقا ؛ ضم ساقيه لصدره مراقبا ضياء الذي بجانبه ليحدث نفسه〞سأفعل كل ما استطيع بل و أكثر .. لن اسمح بفشلك .. ضياء اريد البقاء معك .. معك فقط〝

من جهة اخرى فهم ضياء انه الاحمق الذي لم يدرس من قبل لذلك ظن الاسئلة صعبة جدا اما الان الامر مختلف حل معضم الاسئلة براحة ضاحكا على نفسه ؛ حاول ان يسرع و ينهيه في الوقت المحدد ؛ استدار بعدها بحماس و قبل ان يعلو صوته انتبه لنائم بجانبه فابتسم هامسا : لقد انتهيت ههه تنام باي مكان اذا .. اتعبتك جدا اسف

حدق به للحظات ثم رفع بصره لسماء فاغتمن فرصة انه نائم ليضهر البعض من خوفه قابضا على صدره : بهاء رغبتي بلبقاء معك اكبر من ذلك الخوف متأكد من هذا على الاقل .. ذلك الحلم لن يتحقق صحيح

ضحك بهدوء ليحدق به مجددا ببتسامة : هل اعترف بما انك نائم .. بهاء لاباس بان احبك ههه أعرف لا احد سيكون كلؤي عندك ولا اريد ذلك اصلا .. سابقى مجرد صديق لك او جار منفعل او حتى زميل بصف يجلس خلفك اتفقنا .. بهاء شكرا لهذه الايام

بدل ان يجلس بهاء ضاما ساقيه فكر ضياء بان يسنده لكتفه ربما سيستريح اكثر ؛ لف الغطاء حولهما جيدا و اسند راسه لرأس بهاء و نام بعمق و فكرة واحدة بقت تشغل باله ( لم نتفق على اسم لعلاقتهما بعد)
...............
رايكم بشخصية بهاء و تعامله مع من حوله ؟
شخصيات الاخرى : ضياء .. امل .. رائد

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top