* مسرحية فاشلة *

دخلا المدرسة مجددا فطلب بهاء من ضياء ان يركز اكثر ؛ فهز براسه موافق و قبل ان يجلس مقعده تذكر المنظر الذي راه امس ؛ اخد ذراع بهاء ليجلسه مكانه و اشار عبر النافدة لقمة الجبل : هناك انظر لقد وجدته

كان نفس الجبل الذي ارادا الوصول لقمته من قبل ؛ ابتسم بهاء قائلا: اذا هذا ماجعلك تنسى انك في الحصة  امس
-انه اقرب من قبل بكثير .. لذلك
-اممم ماذا ستفعل اذا وصلنا هناك

ضحك ضياء محدقا بالقمة : سأراك و انت تنظر لجبل اعلى .. وتقول في نفسك اريد الوصول لقمته ايضا

ابتسم بهاء و احتمال كبير ان يفعل ذلك فقررا ان يفكرا مجددا بطريقة ليصلا معا

لحظات و دق الجرس اما بهاء مازال يحدق كالعادة و كأنه لم يسمعه يريد ان يصل بشدة فقال ضياء : يمكنك البقاء هنا .. سأجلس مكانك

لم يسمع ما قاله انتظره بعض الوقت و فجأةً انتبه الاخر لمكانه فاخد ضياء يديه لكتفيه ليعيده : بهاء يمكنك البقاء هنا

-لكن
-لاعليك .. على الاقل لن انظر للخارج
-اها فكرة جيدة لكن لا يمكنني مراقبتك
-لا عليك .. ساركز

جلس ضياء مكانه ليلاحظ اكثر شيء يكرهه بهذه المدرسة ابتسامة استاذ الرياضيات التي تدل على شيء واحد ؛ رفع الاستاذ من صوته مرحب بالجميع و معرفا عن نفسه ؛ و من لا يعرفه استاذ اسوء مادة عند ضياء و يحدث ماهو متوقع فالاستاذ اكمل كلامه : لنبدأ اولا باختبار بسيط لمكتسباتكم السابقة لاعرف مستواكم

تحدث ضياء معبرا عن خوفه بصوت مسموع : اختبار .. من ماتعلمناه من قبل .. ليست مزحة صحيح !؟

رد الاستاذ و هو ينظر لاخر الحجرة : ضياء هنا .. ههه اهلا و نعم سيكون بسيطا لنصف ساعة و بعدها سنبدأ باول درس

بهاء تعجب قليلا لان الاستاذ يعرف ضياء لكنه طبعااا سيعرف ؛ فهو اكثر من يفسد حصصه و اكثر من يتم اخراجه من بين الجميع و الاهم ماذا سيفعل ضياء فهو لايذكر شيئا ؛ وزعت اوراق ليبدأ الاختبار الذي قال الاستاذ انه بسيط اما بهاء فكان هادئا كالعادة

نظر ضياء للاسئلة ليصارع تفكيره (لا لا .. لاااااااااا ..لا افهم شيء هل فعلا درسنا هذا من قبل .. اه يمكنني الاجابة عن السؤال ثالث) ؛ ولم يجد جوابا لغيره

كان يوجد سؤال لاختيار بين صحيح او خطأ فاعتمد ضياء على خطته المعتادة ليختار صحيح لكل الجمل ؛ قرر اخيرا التوقف عن ضرب راسه فلن يعرف الاجوبة باي حال ثم اكمل بتذمر في نفسه فلمَ يوجد اختبار باول حصة ؟

نظر لهدوء بهاء مجدداً و يبدو أنه واثق من اجاباته ثم لاحظ في استغراب انه لا يكتب على الاوراق التي وزعة بل على ورقة اخرى كمسودة ؛ قال الاستاذ انه بقيت خمس دقائق فقط ؛ لكن ضياء توقف قبل ذلك فلم يجد ما يكتب ؛ انتهى اخيرا هذا الاختبار لتلفت انتباهه ابتسامة رئيسة الصف فالمؤكد ان كل اجاباتها صحيحة ؛ اعيدت الاوراق للاستاذ معلناً عن ان النتائج ستكون غدا و اكملو الحصة ، محاولة ضياء التركيز كادت تجعل عقله ينفجر
.....
انتهت الحصة فاستدار بهاء له بابتسامته المعتادة :كيف كان الاختبار ؟
-الأفضل ألا تسأل
-امم

ان قال ضياء هذا فبهاء لن يسأل مجددا فرد مبتسما :اجبت على ما اعرف ..

لم يكمل ضياء كلامه ليقف بسعادة مندهشا : اه استاذة الفزياء اااا لا تضيع وقتها كما تفعل دائما .. رااائع ستدرسني مجددا

كانت افضل استاذة عند ضياء الحصة الوحيدة التي يمضيها دون ملل ؛ فالاستاذة لطيفة و تساعد ضياء كثيرا ؛ درسته السنتين السابقتين ؛ و على عكس استاذ الرياضيات ابتسم ضياء بتفاؤل بعد ان عرف عن اختبار الفزياء

انتهت الحصة ليستدير بهاء مجددا ليسأل ضياء عن الامتحان فسبقته الاستاذة لذلك :ضياء كيف كان اختبارك

رد بابتسامة و هو راضٍ بما قدمه : اجبت بكل ما اذكر .. لن تكون نتيجةً جيدة لكن فعلت ما استطيع
-لاباس ادرس جيدا هذه اخر سنة
-نعم .. شكرا على مساعدتي العام الماضي كنت لأرسب بدونك
-لاتقل هذا انه واجبي
-امم جيد انك ستدرسين فوجي مجددا
-نعم صدفة جميلة

نهض بهاء ليقف امام النافذة بما ان ضياء سيبقى معها فاوقفه الاخر ظناً منه انه خارج ثم إلتفت للاستاذة قائلا : حقا بهاء جديد بالصف و المدينة انتقل مؤخرا جوار منزلي .. اظنه اصبح عندكِ مشكلتين الان

انزعج بهاء من تعريفه دون اذنه مجددا ؛ فهل سيقول ذلك لاي شخص يقف معهما لكن الاستاذة ابتسمت مفكرة بحيرة فهي لم تلاحظ بهاء طول الحصة لم تجد تفسيرا فرحبت به و اضافت :صديقك يبدو هادئا بعكسك .. حسنا ان احتجتما لشيء ساكون في الجوار

مازالت هذه الكلمة تزعجه اضافة انه لا يحتاج احدا ؛ لم يقل اي كلمة امامها فقط اكتفى بهز راسه رغم محاولتها الحديث معه

استأذن ضياء ليخرجا و طبعا كان محرجاً من تصرفه فقد بقى صامتا وحسب لكن لم يكن بيده حيلة هذا هو بهاء و فوقها يبدو منزعجا و كأنه يوجد من اخطأ في حقه فما كان من ضياء سوى الاعتذار : اضعنا الكثير من وقتنا بسببي .. اسف

تنهد بهاء يحاول تغيير مزاجه بعد ان تعكر من مجرد كلمة ! أراد العودة للصف فالجرس سيدق بعد قليل ؛ فعلا ذلك ليدخلو صفهم و يعود تحديق ضياء لرئيسة القسم تحت انظار بهاء ليزيد انزعاجه ؛ اسرع بطريقه لمقعده الجديد ، ضيق يكاد يخنقه فوقف مخرجاً راسه عبر النافذة ليتنفس قليلا ؛ لحق به ضياء ليجد بعض الاوراق على الارض و كانت لبهاء و بدون اهتمام اخبره انه لم ينتبه حين سقطت ؛ كانت عبارةً عن مسودات اختبار الرياضيات و فزياء اندهش ضياء لنظام ورقته و اراد تفسيرا : ااه وجدت الوقت لتحاول و تنقل اجابات صحيحة

كان من الواضح ان بهاء لا يريد ان يتحدث عن اي شيء فرد بامم المعتادة في حين أنَّ ضياء اكمل تحديقه باجابات بهاء ؛ اما هو فلم يفهم ما يحدث ؛ لما ضياء يراقب تلك الفتاة دون ان يحدثها؟
لما يتغير وجهه كلما مررنا بجانبها ؟
لقد حدّث الاستاذة بكل راحة رغم انها بعمر والدته اذا ضياء لا يملك مشكلة في الحديث بل المشكلة معها فقط

وقف ضياء بجانبه يسأل ما به بعد ان لاحظ صمته الغريب لكن لا رد مقنع ؛ حاول فتح اي موضوع دون استجابة

التفت بهاء له ليسأله ببساطة متجاهلا محاولاته : ما اسم الفتاة ؟
-من ؟
-لايوجد غيرها في الحجرة

احمر وجه ضياء تلقائيا : تقصد امل

عاد بهاء للنظر خارجا دون اهتمام قائلا : امل .. اذا لم تنسى اسمها

و بهذه الجملة ادرك ضياء ان بهاء سيحرجه يوما ما بموضوعها فعاد لاعذاره بانها درست لثلاث سنوات معه و تفوقها ثم توقف بعد ان صدقه بهاء مجددا ؛ فسأل ضياء : لكن لماذا .. لست من النوع الفضولي
-لاشيء فقط اسأل
-لا تقل انك منزعج لبقائنا هنا
-لا
-اذا
-لاشيء

لم يجد ضياء فكرة ليعيد ابتسامته غير وضع ذراعه حول رقبة بهاء ممازحا : اتعرف سوء الفهم غالبا ما يؤدي المشاكل .. لهذا اخبرني إن ضايقتك
-اعرف ذلك

شده له اكثر مصرا بان يخبره دون رد ليكمل كلامه : سابقى ملتصقا بك حتى اعرف

رفع بهاء رأسه مبتسماً بطريقة جعلت ضياء يفهم ان لؤي قد عاد لتنجح خطته

-انا بخير .. لم يحدث شيء

كل ما استنتَجه بهاء في هذه اللحظة انه يريد لضياء ان يبقى قربه دائما ؛ لا يريد منه ان يبتعد لأي سبب ؛ بما انه يرى اخاه ؛ بما ان هذه الراحة لا تفارقه فلن يهتم لشيء اخر
...........

عادوا صباحا للمدرسة مجددا و ضياء سيموت قبل ان ينتهي الاسبوع فهو يتذمر طول الوقت كسول بمعظم الحصص فببساطة يفقد نشاطه مع اول دق للجرس لكن هذا اليوم مختلف قليلا فهو متشوق لحصة الرياضة ؛ وصل المساء ليدخل استاذ الرياضيات ليعطيهم اوراق اختباراتهم بعد ان صححها : نتائج البعض مذهل و البعض لاباس به .. ارجو ان تجتهدو كثيرا لديكم امتحان نهائي كما تعرفون

اثنى الاستاذ على امل كالعادة لان علامتها كاملة و طلب ان توزع نتائج البقية ؛ ردت بملل شديد موافقةً و بدأت توزع الاوراق وصولا عندهما ؛ اعطت ورقة بهاء ليعود انزعاجه متمنيا ان لا تحدثه مجددا ؛ اما ضياء احرج من علامته التي ستكون اسوء ما حصل في حياته متمنيا ان يقتله شخص ما في موقف كهذا فرد بحروف متقطع : ش كر ااا

قطع الاستاذ ذلك الجو لتلتفت امل و تعود لمكانها قائلا : وضعت حلا نموذجيا للاختبار قد وزع مع اوراقكم و كل من حصل على نتيجة ضعيفة اتمنى ان يعيد مراجعة دروسه سابقة سنحتاجها

استدار بهاء مهمتما لعلامة ضياء : مابك هل حالك يعبر عن نتيجتك
-هههه .. كم نتيجتك

دون اهتمام اجاب : خمسة من عشرة و انت

لم يصدق ضياء ذلك فهل هذا مستوى بهاء حقا ؟ ؛ فاراه علامته ليتأكد بعدها اجاب بضمير مرتاح فمستوى بهاء ليس بذلك البعد عنه : نصف من عشرة

-نصف هل فقدت ذاكرتك ؟
-ااخخخ لا تسأل

التفت بهاء امامه مباشرةً ليرى ضياء ورقة التصحيح ؛ خطته الغبية قد فشلت فكل تلك الجمل كانت خاطئة ؛ بقى يكتشف اخطاءه التي لا تنتهي و مع تدقيقه ينتابه شعور ان هذه الاجابات قد مرت عليه سابقا وقف متفاجأ رافعا صوته و كأنه اكتشف شيئا عظيما : لــــحظة بهاء

التفت بهاء له و الاستاذ اراد ان يفهم :مابك واقف .. اجلس مكانك

اعتذر ضياء ليهمس لبهاء بان يعطيه مسودات امس و هو متاكد ان بهاء يحتفظ بها ؛ فعل ذلك ثم اكمل اهتمامه بكلام الاستاذ اما ضياء اخد يقارن بين مسودات بهاء و تصحيح الاستاذ ؛ وقف مجددا يصرخ : نعم كما توقعت

فصرخ الاستاذ ايضا ليهدده :مجددا مابك .. اعدها مرة اخرى و ستكون بالخارج .. اتفهم ؟! ، قالها و قد كان الشرر يتطاير من عينيه فقد طفح الكيل

توتر ضياء معتذرا و لينتبه انه مازال بالحجرة و الاستاذ يشرح الدرس و هو الوحيد الغير مهتم بما يقول ؛ جلس مكانه و افكاره لا تنقطع ؛ الاجابة النموذجية و مسودات بهاء متطابقتان تماما ؛ رآه يكتبها امس وقت الاختبار لكن لما علامته خمسة فقط؟
لم ينقلها بسرعة او ماذا حدث ؟
بل لما لم يخبر و اخفى الامر ؟

بقيَ يراقب ساعته منتظراً نهاية الحصة و صبره على وشك النفاد ؛ وقف بحماس مجددا: اخيييرا انتهينا

ضرب الاستاذ المكتب مشيرا ضياء : فرصتك الاخيرة ضياء اخرج وسنتفق لاحقاً

دق الجرس بعد صراخ الاستاذ مباشرةً فعاد ضياء للإعتذار مجدداً :اسف حقا ههه ساعتي متقدمة بعض ثواني فقط

تنهد الأستاذ مستسلماً فالايام القادمة ستكون الاسوء مع ضياء الذي دائما ما يكون بالفوج الذي يدرسه :انقذك الجرس

توتر ضياء مجيبا : كنت انتظره فقط

خرج الاستاذ دون فعل شيء و استدار بهاء منزعجا فطلب ضياء ورقة اجابته ليقارن مجددا ؛ لم يستطع ان يصمت فعقله لم يجد عذرا واحد له : لما نقلت نصف الاجابات مع ان كل اجاباتك صحيحة

اخد بهاء بجمع اغراضه قائلا :لا سبب اتعمد فعل هذا

-ااه من لا يريد ان يحصل على علامة كاملة

وقف بهاء مشيرا برأسه لامل : ربما هي

-امل .. ما قصدك

غير بهاء الموضوع ليتجنب فضح امره : لنسرع حصة الرياضة ستبدأ .. لنذهب
-هيا اخبرني مابها
-اذهب واسألها
-لاتمزح معي
-سنتاخر .. حتى هي ذهبت .. ان لم تلاحظ بعد

جمع ضياء اغراضه في عجلة و اسرع خلفه وصولا للدرج ؛ ترجى بهاء ان يكمل كلامه فتلقى رفض سريعا الا ان ضياء كان مصرا و الواضح انه لن يصمت حتى يخبره ؛ صمت بهاء قليلا ثم اشار باصبعه ناحية امل و بنات الفوج حولها ؛ فنطق اخيرا و بعينيه نظرة تعكس ما عاشه سابقا : انها مسرحية فاشلة وحسب .. لن يتركوها بما انها متفوقة .. لن يبقى احد حولها ان انخفض مستواها .. وان حدث شيء سيء لها لن تجد من يساعدها

هل يصادقونها لانها متفوقة وحسب ؟
امل وحيدة حقا ؟
هذا السبب الذي جعل بهاء يخفي اجوبته
هل كان متضايقا لهذه الدرجة ؟
الان فقط فهم ضياء حديث بهاء على السطح ، تعمد اخذ تلك النتائج حقا ليبعدهم

اكمل بهاء كلامه: طبعا لا اريد ممثلين حولي .. بما ان نتائجي تجعلني انجح فلا اهتم ان كانت سيئة .. و ليبتعدوا حتى النهاية

ابتسم ضياء باستياء فشخص مثله لا يمكنه حتى ان يتمنى علامةً كاملة ليخفيها : لكن من الرائع ان تأخذ علامات عالية .. على الاقل مع نفسك ستكون راضيا

رد بانزعاج و بنظرات غريبة لامل : ما الرائع في ان لا تفعل ماتريد .. ان ترافق من حولك متمنيا اختفائهم و تبتسم بغباء طوال الوقت

-حسنا لا بأس بما تفعل بما انك تفهم كل شيء
-امم
-حتى انك تفهمها كثيرا
-يوما ما ستعرف ان بعدهم افضل من تمثيلهم

بعض الكآبة اصابت وجه ضياء (هل امل تعيش هكذا حقا؟ ) ؛ بهاء تحدث عن تجربة و من المؤلم ان لا احد يقف معها

عاد ضياء للواقع بسرعة بعدما دخلا غرفة تغيير الملابس فاسرع بذلك ليسبق بهاء فعليه رؤيت الاستاذ اخبر بهاء بذلك قائلا انه سينتظره خارجا
...........

لاحظ بهاء ان ضياء يعرف معظم الاساتذة و كأنه ينقصه شخص اخر ؛ تقدم رائد إليه بابتسامته غبية محاولاً مصافحته مجددا لكن بهاء استدار ليرتب ملابسه و يضعها بحقيبته متجاهلاً يده فابعدها ؛ ضحك رائد بتوتر لا يعرف كيف يعامله فتجاهله واضح : سعيد انه لدينا نفس وقت حصة الرياضة

-امم
-حسنا .. اين ضياء او انه غائب
-مع الاستاذ
-اه نعم اول حصة

بهاء يفهم انهما يعرفان بعض لكن هذا ليس سبب كاف ليتقرب منه ؛ التفت بهاء مباشرةً ليخرج فلحق الاخر به ليزداد انزعاجه و الضيق حوله ؛ زاد من سرعته الا ان رائد مصرٌّ ؛ وصلا للساحة فسمع نداء ضياء بعد ان لمحه ؛ اتجه عنده و رائد مازال خلفه ؛ فصمت تماما ليترك المجال ليتحدث ضياء : رائد هنا ايضا .. رائع ستكون الحصة افضل ههه

رد رائد بتفاؤل و البسمة لم تفارق وجهه : نعم صدفة جميلة سيسمحون لنا بالعب ضد بعض .. ستكون حصتنا في الملعب فوق و انتم بالساحة

نادى استاذهم فالتفت رائد مهتما له : حسنا اراكما لاحقا .. الاستاذ ينادي

رأى الفرق الشاسع بينهما فضياء ابتسم ليرد عليه اما بهاء لم يغير الوجه الذي لا تفسير له (هل هو سعيد ام حزين ؟  .. متحمس او منزعج ؟) ؛ ابتعد مفكراً ان المهم حقا ان ضياء ليس وحده

بعد وقت لاحظ ضياء صمت بهاء المريب مجددا : بهاء مابك صامت
-لاشيء
-قلت مااابك !
-لاشيء .. ماذا نفعل

بهاء حقا شخص يصعب عليك استخراج حرف من فمه : حسنا .. تعال نكمل وضع علامات
-امم

~امم~ هذه كانت مختلفة فبهاء منزعج بطريقة ما و ضياء كيف سيعرف ان لم يخبره الطرف الاخر ؛ انتهوا من وضع العلامات على الارض و اسطفوا مع الجميع لتبدأ الحصة ؛ بعد احماء خفيف قُسم الفوج لفرق صغيرة و كل واحد منهما ظن نفسه محظوظا لوجود الاخر بنفس الفريق فاكتفيا بتبادل ابتسامة واضحة ؛ ركضوا ضمن مجموعات فاستغرب بهاء جري ضياء البطيء فخفف سرعته ليقترب منه قائلا : لما تركض في اخر المجموعة

-ههههه و لما تتبعني ؟
-امم
-لنكمل فقط و نوفر طاقتنا للعب المباراة
-انت بخير صحيح ؟
-نعم لا تقلق

لايقلق هل الضيق الذي انتاب بهاء يعبر عن قلقه ؛ بهاء اراد ان يسأله لكن صرخ الاستاذ على الجميع ليسرع متجاهلا ضياء ؛ فعادت الاحداث السابقة لتجول بعقل بهاء يوم لعبوا بالكرة لم يركض ضياء كثيرا و كلام رائد كأنه يعرف شيئا ما ؛ لم يسمح له متعمدا ذلك و قال انه سيكون بكل مكان ليغطي على ضياء ؛ هل هذا ما حدث حقا دون ان ينتبه بهاء؟
لكن ضياء يقول انه بخير فايهما يصدق ؛ تحليله للموقف او كلام ضياء؟
فتنهد محاولا اخراج كل هذا من عقله فلمَ عليه ان يشغل تفكيره ؟
.........
وقت المباريات بما انها اول حصة فسيلعب كل شخص ما يريده فتحمس الجميع ؛ بعد تفكير مطول عما يريدان اتفقا اخيرا على لعب كرة السلة توجها للملعب و بهاء يتمنى ان يلعبا وحدهما بعيدا عن الجميع فهو لا يطيق قرب احد و الجيد بالنسبة له ان الجميع نسي امره بعدما عرفو نتائج الاختبارات بطريقة ما ؛ عاد ذلك التعبر مجددا لوجه ضياء بعدما لاحظ ان رئيسة الصف امل ستلعب ايضا بل ستكون ضدهما ؛ في هذه الحصة كل شيء مسموح ؛ اختلاط بالفتيات ؛ لا قواعد للعب ؛ المهم ان يستمتع الطلاب ؛ نظر بهاء لضياء مباشرةً ليسأله قبل ان يبدأوا حتى لا يجبر على اللعب وحده : مابك هل ستنسحب

فهم انه يقصد امل بذلك :لا .. لا

-ستُعلق هنا ايضا .. او ستلعب بجدية
-هاا سألعب في النهاية نحن في نفس الفريق
-كأني السبب في كونك لم تلعب من قبل

ضحك ضياء لصراحته و توجه لمنتصف الملعب بما انه الاطول فكرة البداية ستكون له ؛ قفز ليوجهها مباشرةً عند بهاء ؛ تنهد بهاء فهو لا يريد اللعب وسط مجموعة مختلطة و كما فعل سابقا حاول المراوغة دون ان يستطدم باحد ؛ اقترب بهاء من السلة ببراعة ليعلو صوت تشجيع ضياء من خلفه : بهاء هياا سجل اول هدف

ابتسم بهاء اخيرا و يبدو ان هذه المبارات ستكون مختلفة بالنسبه له رمى الكرة لالسلة مبتعدا عن الجميع ليصرخ الاخر مجددا :هياااا ادخلييي .. ااااا هدف ااااا

التفت بهاء بعدها ليرى ضياء قربه و قد رفع كفه في هواء مثنيا عليه ؛ ضرب الآخر كفه و عادا تحت السلة ليدافعا و عن اي راحة اصابت بهاء و ضياء الى جانبه و كأنه لا يوجد غيرهما بالملعب ؛ قطع صوت التحدي جو بهاء الهادئ كما يحدث دائما :حسنا لن نسمح لهم بفعل ما يريدون هيا .. لنتقدم

كانت كالكرة بيد امل فوقف ضياء يشاهدها باحراج و هي تتقدم مع تمريرات متقنة بين فريقها و حين وصلت لتواجه دفاع الخصم عادت بخطة مخادعة للخلف و رمت ثلاثية ناجح جعلت ضياء يندهش اكثر ؛ لحظات حتى قطع بهاء شروده :هيا ضياء تقدم بسرعة .. و ركز معنا قليلا
-ههه نعم حااضر

حماس بهاء اشتعل فجأة بعد تحديها الواضح ؛ بطريقة لم يفهمها ضياء وجد نفسه تحت السلة دون مراقبة هو فقط تبع تعليمات بهاء فمرر الكرة له ؛ لم يكن ضياء متأكد من دخولها السلة لكنه سجل ببساطة ما ان قفز و هذا بسبب موقعه الجيد ؛ لم تكتمل فرحتهما لتعلن امل بداية الحرب ؛ اخدت الكرة بسرعة متوجهة للسلة و سجلت قبل ان يلحق بهاء بها في حين ضياء لم يتحرك من مكانه ؛ لحظات و عاد عناد بهاء ليجده منزعجا لكن مزاجه يتغير تلقائيا امام ضياء ؛ قال بهاء و هو يعني مايقول : ضياء .. الا يمكنك الجري قليلا
-ااه اسف كنت مشغولا بمراقبتكم ههه

لم يكن الجواب الذي انتظره لكن لن يجبره على شيء لا يريده فطلب من ضياء ان يرسل له الكرة كلما سنحت له الفرصة فوافق الاخر على مساعدته قدر ما يستطيع

بهاء تحكم بفريقه ببساطة ليسجلو اما الفريق الخصم اعتمد على ثلاثيات امل و بين هذا و ذاك ضياء وقف يتابع التحدي القائم بينهما يركض قليلا ليعود لتشجيعه ؛ بقت دقائق على نهاية المبارات و كانت النقاط متقاربة جدا ؛ بالنسبة لبهاء و بعد مدة طويلة تقف فتاة لتنافسه !! ؛ اما هي فاستمتعت حقا لدرجة انها تمنت ان لا تنتهي المبارات و هي ترى لعب الطالب الجديد و وجدت فرصة جيدة لترحب به بعد المباراة متناسيةً تعليقات الاخرين عن تصرفاته لكن تشوش تفكيرها تماما بعد سماع كلمات بهاء الذي كان بوضع الهجوم و هو منزعج جدا من كل شيء يحدث حوله فلم يجد سبب لتوقف ضياء عن لعب غيرها :اااا ابتعدي من امامي افضل من ان تتأذي

ابتسمت امل لتكمل مراوغتها ظناً منها ان بهاء يمزح في هذه اللحظة قفز ليسجل دافعا امل بعيدا لتسقط ارضا و تجرح يديها ببعض الخدوش و مازاد الامر غرابتًا نظر بهاء قائلا : لقد حذرتك

التفت بهاء بحثا عن ضياء غير مكترث بوضع امل التي التفت بنات الفريق حولها ؛ ليعود بتفكيره بتعبير ضياء الذي بدا خائفا عليها ؛ متوترا محرجا لكن لم يتقدم ناحيتها او يسأل عن حالها ( لما كل هذا من اجلها ؟ )

رفع ضياء نظره لبهاء فهل قصد ذلك ؟ ؛ هل ما حدث بسببه ؟

تلك النظرة جعلت بهاء يلتفت معتذرا لامل و ما كان منها الا الابتسام ليرتاح تفكيرها قائلةً : لابأس كنا نلعب ليس خطأك ..

لم تكمل كلامها لترحب به حتى تجده استدار لضياء متجاهلا امرها مجددا بنفس النظرة الاولى و هنا انتابها خوف مما يمكنه ان يفعل ؛ لقد قصد ما فعله و ليس نادما فوقها ؛ هل تعمد اذيتها حقا و الاهم لما يفعل ذلك ؟

التفتت امل للبنات حولها متمنيةً ابتعادهم فتظاهرهن واضح و قد ملت نفس المشهد مرارا و تكرارا فوقفت مكانها لتطمئنهم بابتسامة سخيفة ليوقفوا قلقهم المصطنع ؛ ادارت رأسها باحثةً عن بهاء لتجده مبتسما يستريح مع ضياء ؛ فاي شخصية يخفيها الطالب الجديد ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top