* لم اجد جوابا غيرك *
حينما تجد راحتك اجلس هكذا الحال معهما لكن الى متى سيستمر هذا الهدوء الغريب
*************
كانت ليلة عاصفة جدا ، لم يتوقف فيها المطر من الهطول ، و مع بزوغ الصباح ضرب الهواء وجه بهاء الذي يطرق باب بيت ضياء لأول مرة بحياته ، فتح له الباب : بهاء ماذا تفعل هنا ؟
-اتيت ماذا افعل مثلا
-هه فاجأتني حقا .. حسنا ادخل .. لنذهب لغرفتي
-لم استطع ان اراك البارحة بسبب الجو .. يدك بخير الان
سخر من قلقه فرد :امم بهاء ضمدها لذلك طبعا هي بخير
انزعج قليلا من كلامه فرد بوجه يخلو من التعابير : انا اضحك
ضحك ضياء من ذلك ؛ قال بهاء مبررا سبب مجيئه : اممم بعض المطر لن يوقف دراستك
-ااه نعم سنكمل
و مع فتح باب الغرفة شاهد بهاء أكثر مكان كارثي يمكن أن يراه في حياته ، كان الوضع فوضويا للغاية ، سريره غير مرتب ؛ دفاتره و اقلامه مبعثرة فوقه ؛ اوراق محاولاته مرمية ارضا ؛ وسترته من الواضح انه رماها دون اكتراث معلقة بباب الخزانة الذي عفى عنها الزمن ؛ حقيبته فوق مكتبه مع كتبه باختصار حتى لا اكمل الفوضى تملأ المكان نظر له بانزعاج واضح ليسأل الاخر بكل جرئة : مابك
-ماهذا الدمار !
-غرفتي هههه
-رتبها
-ههه جد مكان لتجبس فقط
يستحيل ان يجلس بهاء وسط هذا و اخيرا فهم الاخر نفسه ليبدأ بالترتيب لم يحتمل بهاء هذا المنظر ليتقدم و يساعده
....
اصبح المكان مرتبا و منظما كما يريد بهاء ؛ جلسا على المكتب بدأت الدراسة ليتفاجأ بأن ضياء حاول ان يدرس وحده رغم انه لم يفهم شيء فاخرج ورقة من بين دفاتره قائلا :اا لؤي كان يقول .. لا وجود لجهد عقيم الجهود تثمر وحسب .. نتيجتك
بلهفة و حماس رد ضياء : نسينا ذلك .. ااه كم اخدت ... اخبرني
-ستة من عشرة
وقف ضياء هاتفا لنفسه من السعادة فقد كانت نصفا اما الان : انااا رائع جداا اخيرا شيئ يحمسني .. لاواصل
-لكن هناك شرح قليل و اجوبة غير مرتبة اخطاء غبية .. ورقتك
تنهد بيأس و تابع : بالكاد قرأتها..نظم اجاباتك قليلا و غرفتك المرة القادمة
-هاا تم قتل معنوياتي
بابتسامة لطيفة حاول تشجيعه لكنه كان بالأصل سعيدا لتقدمه قصد نصحه و ليس قصفه : حاول مجددا لا يجب ان يحبط شيء تقدمك
-حاااضر
هنا طرقت والدته الباب لتستأذن الدخول ؛ فصعق ضياء ليتجمد مكانه من الخوف طالبا منها ان تدخل و هو ينتظر شجارا عظيما ليحدث فتفاجأ بوالدته تبتسم و قد احضرت صينية بها عصيرا و بعض الفواكه ضيافةً لبهاء ؛ مع دخولها كان التعجب واضحا على ملامحها ربما هذه المرة الاولى ترى غرفة ابنها مرتبة :احضرت بعض العصير .. لحظة لا اصدق هذه غرفتك فعلا .. وفوق هذا تدرس بجد .. ظننت انك ستحرجنا مع صديقك
استراح ضياء موافقا على كلامها في حين انزعج بهاء مجددا فلما الجميع يردد نفس الكلمة لهما ؛ تنهد لا يفهم لما ؛ فتقدمت والدته محدقة ببهاء قليلا و هي تضع ما احضرت على المكتب ثم اخذت يديها لكتفي ضياء و هي ملتفتة لبهاء الذي لم يرفع رأسه من الارض مند دخولها : واخيرا صديق مفيدة شكرا لاعتنائك بهذا الاحمق و تحمله
لم يفهم سبب حديثها اللطيف فبالكاد حدثها لمرتين او ثلاثة من قبل و كان ذلك صدفة ، رد على كلامها : امم مازال الكثير .. لاتحمله
فقط قال الحقيقة فنطق الاخر : ااه حتى انت تقف معها .. اتعرف ان كل من في المنزل ضدي
ردت والدته مباشرة و الابتسامة تعلو محياها : لانك احمق .. حسنا سأتركما .. بهاء يمكنك البقاء للغداء معنا
لم يبالِ بعرضها فقط انه صريح زيادة عن اللزوم : منزلي ملتصق بكم .. كما تعرفين
لكن والدة ضياء شعرت بانه مهذب فوق الازم بطريقة ما خصوصا رده الهادئ ؛ فأخذت تلعب برأس ابنها و نظرات اعجابها لا تفارق بهاء : تعلم بعض الاحترام منه .. بهاء والدتك لن ترفض ساخبرها لاتقلق
شعر ضياء ببعض الخوف على مكانه فهو يعرف والدته و هوسها بالادب و النظام و بهاء مثال مذهل عن ذلك : احتاج رأسي ههههه امي توقفي كل مادرسته قد خرج
ضحك بهاء مما يحدث امامه فالتفت ضياء بابتسامة لوالدته ليؤكد بقاء بهاء للغداء و ما كان منه سوى الموافقة ففي النهاية هو يريد البقاء مع ضياء لوقت اطول ؛ خرجت والدته ليشرد بهاء بتفكيره فعلاقتهما مختلفة كليا عن علاقته بوالدته فلماذا ؟ ؛ هل لانه ضياء ؟ ؛ هل يجب ان يسأل ؟ ؛ الن يزعجه بذلك ؟
قطع ضياء ذلك الشرود مستغربا لياتيه اكثر الاسئلة حيرة : انت و امك متفاهمان جدا لماذا ؟
لم يتوقع ذلك فمهما فكر فهو يظن انه يستحيل ان توجد مشكلة بين اي ولد و والدته : ااه انها امي !!
-امم لسنا مثلكما
فهم ضياء ما يحاول قوله او هذا ما اعتقده فقال : تقصد والدتك .. حاول ان تحسن علاقتك معها الامر بسيط
بسيط ؛ كانت كذبة جميلة قد مر عليها سابقا ؛ بصراحة اجابه : صعب لست معتادا على ذلك
ضياء حقا لا يعرف ما يمكنه ان يقول : اعتدت او لا تبقى امك و ستتقبلك كيفما كنت .. لن تمل انتظارك لتعود لها في النهاية
تتقبله ؟ ؛ تنتظره ؟ ؛ هل والدته كذلك ؛ مهما قال فبهاء لا يستطيع تصديقه هذه المرة ؛ ضياء لا يعرف شيئاً عنه ليقول ذلك لكنه اكمل مشجعا : افعل اكثر من مجرد محاولة .. ألم تعلمني هذا
هز بهاء راسه ليعود للدراسة مباشرة اما ضياء فهم شيء مهما بوقت متأخر ؛ لا زملاء ولا امه و فقد اخوه ؛ هذه الوحدة بكل معانيها فابتسم بوجهه بحماس : لننجح معا
بهاء كان سبب كافيا عنده ليدرس اكثر من اي سنة اخرى
..............
على طاولة الطعام كان والده يشير بأن بهاء مهذب اكثر ليعزز كلام والدته ؛ بدا الامر و كانه لو كان بيدهم لاستبدلوه بازعاج ضياء الذي لا ينتهي ؛ لم يحدث اخته بل تجاهلا بعض تماما و هذا اراحه جدا فاخته خط احمر لا احد سيتجاوزه مادم حيا لكن بنفس الوقت مهما حدث فبهاء ليس بالشخص السيء باي طريقة كانت ؛ انهى طعامه لتكتمل المسرحية ؛ رغم ارتباكه حاول شكرها : كان الاكل لذيذا .. يمكننا ان نخرج بعد اذنك .. بما انه درس كثيرا
فردت بجواب لم يتوقعه و عينيها لم تفارق وجهه : لقد كبرت كثيرا .. طبعا لايمكنني ان ارفض و انتبها قد تمطر مجددا
بدت و كأنها تعرفه من قبل بل و سعيدة ببقائه جدا ؛ لماذا ؟ ؛ لحظات و اخذ ضياء يده ليجره للباب مع طلب والدته بان يعود قريبا فوصلا للخارج : يمكنها ان تطردني و تستبدلني بك .. لا تكن لطيفا هكذا
لم يفهم بهاء من اين اتى بكلمة لطيف الذي يعيدها كل مرة و الجواب لم يتغير : لست كذلك
تجاهل جوابه كالعادة : بل كذلك هههه اظنك عدت لطبيعتك كنت عكس هذا البارحة
-انها امك فقط
-اه .. كنت امزح ابقى لطيفا كأني لم اعرفك امس
-لست كذلك للمرة الالف
-الاتملك ردا غير هذا
-ربما يمكنني ان اغيره قليلا هل اجرب
رسم تلك الابتسامة الماكرة التي يليها قصف من العيار الثقيل فتقدم عليه ليغير الموضوع مباشرة ؛ اخذا يتجولان كما لم يفعلا من فترة فكل وقتهما دراسة لا اكثر اتفقا ان يكملا بمزل بهاء مساءا و اخبره ان اقتراح والدته فاعجبه ذلك ؛ بعد مدة ؛ صمت مفكرا بكيف سيسأله : ض ضياء
-مابك؟
بتوتر و كلمات متقطع رد :امم لو كان شخصا غيري .. هل .. هل كنت ستفعل .. ما فعلت لي امس
-امم لا اعرف كان لا اراديا
يعرف بان رائد صديقه : حسنا لو كان رائد مثلا ؟
-رائد امم لا اعرف ههههه سؤالك جيد لو كان غيري هل كنت لتمسك يده و تموت خوفا من مجرد جرح كأمس
-لو كان لؤي فنعم
-ههه معك حق هو اخوك
بانزعاج اصر ان يفهم : و انا صديق فقط كأي شخص اخر لما فعلت ذلك
حاول ضياء الابتعاد عن حقيقة قلقه وقتها ببعض الاعذار : امم صديق و أي شخص اخر لا توضع في جملة واحدة
لم يرضه هذا الجواب : اا لا يهم..لماذا اجب
-لاني صديقك
-مجرد صديق لن يفعل ذلك
بالنسبة لضياء فهو حقا اكثر من مجرد صديق فهل ما فعل كان واضحا : و انا فعلت ههه انسى فقط
〞صديق〝 ؛ لم يفهم ذلك بعد بل ما تعريف هذه الكلمة عنده ؟ و مع تفكيره الذي لم ينتهي سقطت قطرات المطر على وجهه لتشرق ابتسامته تلقائيا ؛ اخير حدث شيء جيد ليريح تفكيره ؛ اسرعا بالعودة للمنزل و هو يتحدث نفسه 〞لؤي مضى وقت طويل من اخر مرة لمس المطر وجهي هكذا ههه〝
التفت ليخبر ضياء انه سعيد جدا ففهم انه يرى لؤي بهذه اللحظات فاكمل كلامه و يبدو انه يحب المطر جدا : عندما كنت صغير جدا كان لؤي يركض خلفي تحت المطر لوقت طويل .. رغم اننا كنا نمرض احيانا لكن كان ذلك ممتعاً حقا ههه
-رائع ههه انا لم اركض تحت المطر من قبل
ضحك بهاء : ضيعت نصف حياتك .. اتعرف
اكملا ركضهما وصولا للمنزل قد تبللنا بالكامل ؛ وقف بهاء ليبعد شعره المبلل للخلف و التفت لضياء مودعا فوجده منبهرا تماما ؛ ابتسامة بهاء و هذا المطر جعلت عيونه الزرقاء تضيء كما لم تفعل من قبل فدائما ما كانت مختفية تحت شعره ؛ فهل ضياء يتخيل او ان هذا ما يحدث ؟ (ربما جننت فقط)
-ضياء .. ضياء انا اتحدث مابك
اخيرا انتبه لنفسه و ابعد عينيه : ههه لا شيء نلتقي مساءا
كانت اجمل عيون رآها بحياته و لم يستطع ان يخبره ؛ ببساطة الاولاد لا يقولون هذا لبعض لكن يوجد شخص يمكنه ان يسأله اتجه بسرعة للمطبخ بلهفة : امي اريد سؤالك عن شيء
فقاطعته بقلق و هي تبعد قطرات الماء عن وجهه و شعره و تلاحظ اضطراب تنفسه : مابك اكنت تركض انت بخير .. و فوقها قد تبللت كثير
احضرت منشفة بسرعة لتجفف راسه بعد ان جعلته يجلس على الكرسي فصمت مستمعا لكلامها مجددا : لا يجب ان تمرض كم مرة اخبرتك ان لا تجهد نفسك
لحظات لتنتبه لصمته فقابلت وجهه لتلعب بوجنتيه كصغير : هااا لا دخل لهذا بكلامك اكمل ما كنت تقول اين اختفت ابتسامة صغيري .. تعرف ان قلقي لا يتغير
عادت ضحكاته ليتغير الجو بعد ان شكرها و يعود لدهشته : امي ايمكن لعيون احدهم ان تضيء من السعادة مثلا لم اجد تفسيرا اخر
-تضيء .. من السعادة .. احمق من اين اتيت بهذا ؟
-اذا لا يمكن .. هل كنت اتخيل ؟
-هاا او انها عيون بهاء ههه لست الوحيدة التي ترى انها راائعة جدااا ههه هياا اخبرني انت تقصده صحيح
دائما ما تحرجه او انه لايمكنه اخفاء شيء عنها : ليس كذلك اناا جائع .. امي
ضحكت والدته فهذا كلامه المعتاد ليتهرب من الاجابة : اسرع لتغير ملابسك .. اكلت قبل ان تخرج ام أنك نسيت
..................
بعد العشاء وقف ضياء ينتظره خارجا لإكمال الدراسة عند بهاء ، فعادت بعض الذكريات لعقله ، كان صغيرا جدا و الدموع لا تفارق عينيه يجلس قرب المنزل و كل ما يردده ~سانتظرك .. ستاتي .. هيا بسرعة~
من كان ينتظر وقتها ؟ ؛ قطع بهاء تفكيره مجددا ؛ دخلا منزله و صعد لغرفته و اتفقا على السهر مع الدراسة لثلاثة ساعات ؛ اخيرا وصلوا لدروس جديدة و بقيت ايام للاختبارات الشهرية ؛ بين تلك الاوراق و الدفاتر كان ضياء يسعل بطريقة غريبة و كل مرة يزداد سعاله سوءا مع صعوبة الدروس : لم افهم طبعا
-فخووور بانجازك
-هههههه لانك ستعيد مجددا
-حسنا حسنا
شرح الدروس دون ملل و كل مرة يثني عليه كلما حل شيئا ؛ ينصحه اذا اخطأ و يشجعه ليواصل كان هادئا جدا و قد فهم الاخر ان عصبيته كانت بسبب فوضى الاخرين ؛ انتبه لسعاله اخيرا ليسأله فاجاب متظاهرا بانه بخير : لاشيء فقط حلقي يؤلمني قليلا
-مع اني من يتحدث كثيرا .. ساحضر بعض الماء و اتي
-اه لا عليك
-ههه لن اطيل جرب ان تحل بعض الاسئلة
كأنها مزحة منه فضياء لا يفهم شيئا إلّم يشرحه استسلم من الحل و التفت يحدق لغرفته ؛ كان كل شيء منظما نظيفا بل مثاليا جدا يشبه تخيل ضياء عن المتفوقين تماما و بقى تعليقه عن شخصية بهاء :يمتلك عقلا خارقا .. مهذب و لطيف جدااا جداا جدا هههه
كان مصرا على ذلك فعاد سعاله من جديد و هو لا يفهم ما اصابه انتابه تعب شديد جعله يضع رأسه على المكتب و يغمض عينيه رغم انه مازال وقت ليعود 〞لا اشعر اني بخير〝
..............
عاد اخيرا بكأس ماء مع بعض الطعام فهو يعرف جوع ضياء الذي لا ينتهي فتفاجأ لنومه ؛ جلس مكانه و ترك الاخر يرتاح قليلا ؛ ابتسم بطريقة ما فلم يسبق و احضر احدا ليدرس معه لا صباحا ولا مساءا عدا لؤي طبعا ؛ و الان ضياء ساهر معه ليلا فاتته فكرة مذهلة 〞امم هل يمكن ان ينام هنا؟〝 فكرة جيدة بما انها نهاية الاسبوع و لا مدرسة غدا ؛ ابتسم محدق بوجه ضياء : و اريد البقاء معك اكثر .. ممكن
اسرع لغرفة والدته مناديا فتحت الباب فاكمل :امي ايمكِن ان ينام ضياء هنا.. هو نائم اصلا ولا اريد ازعاجه
-ينام معك ههه حسنا افعل ماتريد لكن اسأل والدته اولا مع انها لن ترفض
-ااا..انت متاكدة
-لانه انت .. ههه اذهب و اخبرها .. سآخذ بعض الاغطية و الفراش لضياء
-شكرا
وهكذا خرج بمظلته ليطرق باب منزلهم و هي تمطر و افكاره متشتة〞امي كانها تعرف امه جيدا.. بل نفس كلامها .. لن ترفض 〝
فتحت والدة ضياء الباب ليرتبك كليا : بهاء اهلا احدث شيء ؟
-ضياء .. نام .. و هو يدرس
-حقا ههه لم يتعب من قبل هكذا اسفة
بكلمات متقطعة متوتر رد : انا .. من .. ارهقه بالدراسة
-هذا افضل من ان يبقى بالخارج وحده
حاول اجبار نفسه ليطلب ما يريد و والدة ضياء متعجبة من توتره : هل .. هل يمكن ان ينام .. بمنزلي
-ينام معك .. ألم يكفيك ازعاجه للان ههه
بل يريد ان يبقى معه اكثر: لا اطلاقا .. و اذا هل تسمحين ؟
-طبعا طبعا.. فقط الجو بارد ارجو ان تنتبه له جيدا
-امم
عاد بسرعة بعد ان حصل على موافقتها ليتذكر انه لم يشكرها ؛ هكذا دائما تختفي كل كلماته كلما وقف مع شخص ما ؛ لكن 〞هل تعرفني جيدا لتوافق ببساطة ؟ بل هي لطيفة معي لماذا ؟〝
دخل ليجد والدته عند درج تنتظره فاخبرها ماحدث لترد : جيد . . اخذت كل ما تحتاج لغرفتك انتبها لبعض إن حدث شيء فايقضني مهما كان الوقت
-حسنا .. شكرا لك
〞شكرا .. إنها سهلة لوالدتي〝 لكن تحدثت بشكل افضل مع والدة ضياء ؛ صعد الدرج متمنيا انه لم يزعجها لانه خاف ان لا تسمح ببقاء ضياء معه ؛ بعد تفكير عميق لايجاد حل فتح باب غرفته ليجد ان ضياء مازال نائما فوجد الحل لحظتها ؛ ستكون كوالدته و لن تحدث مشكلة وقتها ففي النهاية : هي والدة ضياء
رتب الفراش ارضا و كاد يموت من السعادته ، بعد انتهائه حاول ان يوقظ ضياء دون ان يزعجه لكن حتى لو كان مستيقظا فلن يسمعه فحركه ليفتح عينيه : من الأفضل أن تذهب للفراش هيا و أكمل نومك هناك
أخذ يرفع راسه و يعيد نفسه للواقع : بهاء .. انا نائم .. بهاء انا احلم ام هذه غرفتك ؟
-نعم هيا
وقف متفاجئ : غرفتك ..في منزلك انا نائم .. ماذا .. لحظة ماااذا ؟!
-حتى انا لم اصدق لكن ستنام هنا
- لكن امي تنتظر او أنك اخبرتها و انا نائم ؟
-نعم سمحت لك بالبقاء
-رااائع لم افكر في هذا من قبل
تحدث ببساطة ليبدأ جدالا جديد: يمكنك النوم على سرير و انا فرش في الارض
-لا نم على سريرك انت معتاد عليه
〞المشكلة في النوم و ليس المكان〝 رد بابتسامة ربما يقنعه : لاتهتم فقط لننام
-اممم انا على الارض و انت على سريرك
- كف عن المجادلة و اكمل نومك
-ااه لنحل هذا
تقدم لينزل الفراش الذي على السرير للارض : ننام كلانا على الارض افضل
-وجدت حلا بسرعه هههه
رتبا الفراشين بجانب بعض و سعال ضياء لم يتوقف بعد :حسنا ادخل فراشك ساجمع الدفاتر و ننام
-ههه لنجمعهم معا لنسرع
وافق بسرعة حتى لا يتجادلا مجددا فلاحظ طعاما على المكتب فاخبره بهاء بان يجلس لتناوله و حين فعل وجد البوم صور بجانبه انهى طعامه و لم يستطع منع فضوله فحمله : بهاء ايمكنني رؤيته
تفاجأ من مكان الالبوم لانه لم يكن بغرفته اصلا تجاهل ذلك و وافق على رؤيته : نعم طبعا ..هيا للفراش و افتحه سانزل ما تبقى من طعام للمطبخ و اعود
-اه نعم الجو بارد .. حسنا سننام معا اخر شيء توقعت حدوثه .. انتظرك لنراه معا
بعد مدة من الانتظار عاد اخيرا فقال ضياء ضاحكا بعد دخول الاخر : تكره الفوضى لدرجة ان تغسل الاطباق لن اتفاجأ مرة اخرى مما يمكنك فعله هههه
احرج بهاء قليلا فقد غسل الاطباق حقا حتى يبقى المكان منظما فقال مدافعا عن نفسه : لؤي كان يساعد امي لا يجب ان اكون فتاة لافعل هذا اتفهم
روعته فاقت تصور ضياء فابتسم مشيرا له بان يدخل الفراش :لم اطلب شرحا كنت امزح .. تعال
استلقيا على الفراش بجانب بعض و بدأ ضياء برؤية الصور وهو يعلق على والديه و جمال المناظر حتى وصل لرضيع اشقر بعيون زرقاء و ظرييف لابعد حد فاكمل تعليقه : ااا هذا انت .. اا لطييف جدا و انت صغير ههه
-هههه مازلت لطيف
بعد بضع صفحات وجد صور لبهاء في الثانية من عمره تقريبا و شعره طويل لحد كتفيه فعاد لاسئلته : هل تمنوا فتاة بعد لؤي ليربطو شعرك هههه لما معظم صورك هكذا
-توقف عن السخرية مني لا اعرف لما لم يقصوه
-هههه لا اقصد لكن تبدو كفتاة و فوقها شعرك اشقر قليلا ههه طفلة جميلة
لم يتوقف عن الضحك و قلب صور اخرى حتى وصل لصور لؤي ؛ لم يره من قبل ؛ قبل ان يسأل ضياء عنه تقطعت كلماته و الحزن علا وجهه و هو يرى ابتسامة اخيه التي حرم منها قائلا : حسنا و هذا.. لؤي.. في الخامسة عشرة من عمره .. وقتها .. لؤي
ابتسم ضياء له عله يغير تلك التعابير و قد نجح ببساطة : لا اريد هذا الوجه ذكرياتكما جميييلة جداااا .. و على ما يبدو لا تريد ان تشاركني بها ههه
-ليس كذلك ههه توجد الكثير من الصور لنا .. و ذهبنا لاماكن كثيرة معا
رغم فوضى و حماقة ضياء الا ان بقائه مع بهاء كان اكثر ما يريحه و كلما افتقد اخاه رآه بقربه
ببعض الحيرة تحدث ضياء : امم وجه اخيك يبدو مألوفا .. كأني رايته من قبل
-ااا ربما يشبه احدا تعرفه
و ما ان قلب صفحة اخرى رآى صورة لصغيرين نائمين على الارض يبدو ان احدهما بهاء و لؤي فوقهما ؛ لتاتيه صدمة غريبة مريبة فنطق ضياء : هذه صورة .. انا اعرفهاااا !!!!
مازال متفاجئا من صورة الصغيرين اما الاخر : هذه صورة .. قالت امي اننا كنا متعبين فنمنا على الارض..هههه امي كانت تصور كل شيء
الصدمة لم تفارقه بعد : بهاء اتعرف من يكون الاخر
-لا اعرف لا اذكره
-انظر جيدا انا لا اتخيل؟
-ماذا امي كانت تقول انه طفل جيراننا ولؤي كان يلعب مع كلانا
تمعن بهاء بالطفل الاخر قليلا ؛ شعر ينافس ظلمة اليل بسواده و تلك البشرة القمحية ؛ أخذ ينقل نظره بين الصورة و ضياء و يقارن بينهما حتى لا يخطئ فقالها بصعوبة لينتقل اندهاش ضياء له : ض ضياء ..انه يشبهك !!
-بل هذا انا حقا .. املك نفس الصورة .. انا و طفل اخر و فتى فوقنا
رد بهاء ببعض الارتباك لم يستوعب ما اكتشفا بعد : لكن .. هذا انا .. و لؤي .. كيف ؟
تنهد ضياء و هو متأكد ان الصورتين متطابقتين لكن ظن ان من معه في الصورة فتاة و الان اتضح انه بهاء اسئلة كثيرة لم يجدوا لها جوابا ؛ هل عاش بهاء بهذا المنزل من قبل ؟ هل حقا كانوا هنا قبل قرابة العشر سنوات ؟ ؛ لمَ عادوا لهذا المنزل رغم انهم لم يعودوا لاي منزل عاشوا فيه من قبل ؟
نظرا لبعضهما بعجب ليتحدثا بوقت واحد :انا لا افهم !؟
بدا المكان كمدخل منزل بهاء و طفلان يمسكان يدي بعض مبتسمين في راحة رغم نومهما على الارض كان بهاء في الثالثة من عمره تقريبا ؛ و لؤي فوقهما و سعادته واضحة ؛ تحدث بهاء و هو يحاول تذكر شيء ما : لؤي كان يقول شيئا مهما عن هذه الصورة .. شيئا عن العودة لهذا الصغير
-عودة !
-المهم اذا فكرنا فهذا يفسر لما الشارع مألوف عندي
-نعم الشجرة المقطوعة تذكرتها
-و ايضا كلام امك صباحا كأنها تعرفني من قبل
-اه و سمحت لي بالبقاء هنا صدقني لا تقبل بهذا ببساطة
-و نستنتج ان امي من وضعت هذا الالبوم مع الطعام لنراه
انفجر ضياء ضاحكا و كانه فهم كل شيء : أكانت خطة أمهاتنا من البداية
-ماذا تقصد ؟
-امي من كانت تريدني ان اصعد للسطح وكنت ارفض حتى ذلك اليوم .. كانت تعرف بعودتكم .. بهاء لنسأل امك غدا و تعطينا تفسيرا لكل شيء .. فرصة لتجلس معها قليلا
-معك حق .. في نهاية كل مافعلاه من اجل ان نلتقي
قال ذلك و هو تائه بصورة لؤي ؛ بهاء لم يرى هذه الصورة من سنوات و لكن ماذا قال لؤي ؟
لحظات مرة ليسأل ضياء : بهاء هل سترحلون مجددا يوما ما؟
-امم لا اعرف على الاقل سنبقى لثلاث سنوات
-حقااا جييد ههه
-ماذا..ربما نرحل حقا ما الجيد هنا
-ههه كل ماعشناه للان تقريبا شهرين لو عشت لثلاث سنوات هكذا سيكون شيئا مدهشا
-تبقى ثلاثة سنوات فقط و ربما اقل ماذا لو قررنا ان نرحل غدا سيسعدك ذلك
رد ضياء ممازحا : طبعا لا .. لكني معك الان و سننام معا و غدا ترحل ههه نهاية جميلة
ازعجه كلامه اكثر فدخل فراشه و استدار للجهة الاخرى :لا اريد ذلك
كالاحمق سأله: لا تريد ان ترحل او ان انام معك ؟
بهاء تمنى فقط ان يبقيا معا للنهاية هذا ماعناه ب ~امم ~ هذه المرة ؛ فجأة وجد ضياء يلعب براسه ممازحا : تصبح على خير ههه ساكون هنا غدا بدل ان ألقاك غذا
ابعد يده بسرعة كالعادة متذكرا حركة اخيه المعتادة فابتسم و كل ما يفكر به انه كان يوما ما برفقة لؤي و ضياء معا ، لؤي يعرف ضياء حقا
اما ضياء ففكر بالمستقبل القريب محدثا بهاء في نفسه 〞لو عشت لثلاث سنوات فطبعا اريدك ان تكون موجودا كل يوم〝و قبل ان يغمض عينيه همس بهاء : لقائنا الاول لا اذكره
-سنعرف كل شيء غدا .. سعيد بعودتك
-امم
اغمض ضياء عينيه مبتسما ؛ مضى الوقت و هو يحاول ان ينام فأن تغير فراشك امر مزعج احيانا و فوقها شعر بالبرد و لم يرد ازعاج بهاء بهذا الوقت ؛ هكذا حتى نادى بهاء عليه لم يرد حتى لا يلاحظه لكنه تفاجئ بندائه مجددا و كأنه يتمنى ان يكون نائما لم يفتح عينيه منتظرا ما سيفعله بهاء ؛ بعد لحظات من الهدوء ارتجف قلبه بخوف من يد دافئة تلامس جانب وجهه بلطف ؛ تذكر والدته للحظات لكن ما جعل الامر غريبا انها يد بهاء ؛ ضياء لا يتخيل هو لم ينم بعد فلماذا يفعل هذا مثلا ؟
بعد هذا يسمع صوتا هادئا بريئا و كأنه يحكي بعضا من الألم : لو كان لؤي لضمني لانام اما الان ايمكنني ان اطلب .. ضياء هل يمكنني ان امسك يدك ؟
استراح قلبه لينبض بهدوء و توقف عقله من افكاره الغريبة عن نية بهاء ؛ واضح انه يفتقد اخاه لا اكثر ؛ كان طلب لطيف بل استأذن رغم انه يظن ان ضياء نائم فما كان منه غير الموافقة دون شعور منه : امم
ابعد الاخر يده متوتر تماما معتذرا متاسفا بكل الطرق المتاحة ؛ فتظاهر بالنوم و فتح قبضة يده ليتمتم : امي .. المزيد .. جائع
سمع ضحكاً على نومه و لحظات حتى امسك بهاء يده براحة ؛ انتظر ان يمر الوقت و بعد ان شعر بنومه حقا فتح عينيه ليرى اكثر الابتسامات براءة في العالم رغم انه نائم ؛ حدق بتفاصيل وجهه قليلا كما لم يحدث من قبل ؛ ببساطة فهم ان بهاء يحاول وضع مسافة بينهما فحدثه في نفسه 〞لا تقلق لن يؤذيك شيء حتى لو كان انا .. بهاء انا لم اجد جوابا غيرك 〝
جعل يدى بهاء قرب صدره ليقول بصوت منخفض : نعم انت .. انه ينبض بسببك
اخد يده الاخر لرأس بهاء ليضمه له كما لم يفعل لاحد بحياته 〞كما فعلتُ سابقا ان اردت ان يضمك لؤي فسافعل مكانه〝
بدا بهاء كطفل بين دراعيه و بهذا شعر ببعض الدفء فهمس ضياء :ان كنت نفس الطفل الذي في الصورة او لا فأنا لا اريد ان ابتعد عنك
شده له اكثر ليكمل : بهاء اريد ان اعيش لوقتها على الاقل و تسمعني حقا
*****************
ماذا يقصد ضياء بكلامه و اي قصة ستنتظرهما غدا
ان كانت علاقة ضياء بوالدته هكذا فكيف هي علاقة بهاء بوالدته اي اختلاف تحدث عنه
هل تغيرة نظرت بهاء انه مازال يريد رؤيت اخيه لا اكثر ?!
و الاهم ما الشيئ المهم الذي قاله لؤي
لاطرح عليكم سؤال بسيطا : هل يمكنك مصادقة شخصا كبهاء ؟. طبعا لن تكون بمكان ضياء فما جوالكم
وقت ان يفك بعض الغموض اخيرا 😊😊
لم تملوا من القصة لحد الان اريد ان ارى كم قارئا موجودا بعد اذنكم .. و شكرا لمروركم
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top